![]() |
من رحيق التقوى
بسم الله الرحمن الرحيم من رحيق التقوى .... في قوله تعالى "هدى للمتقين "....في سورة البقرة مطلع السورة الكريمة حديث عن المتقين , وخاتمتها حديث عن النصر المبين , وبين التقوى والنصر كما بين السبب والمسبب , لأن المتقين هم أهل النصر , فكأنه قيل بتقوى الله تنصرون أيها المؤمنون ! وهذا مقصد شريف ومعرفته ضرورية ,لأن العدوان على أهل الحق واقع , فقد أخبرنا الله عزوجل في السورة نفسها بأن لنا اعداء لايبرحون ساحة العدوان حتى نترك ديننا فقال ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )217 وبين في آية اخرى من السورة نفسها أن وصولهم إلى هذا الهدف الخبيث لايرضيهم إلا بأن نتبع ملتهم بعد أن نترك ملتنا فقال ( ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم )120 فما هي التقوى : عرّف أهل العلم التقوى بتعريفات كثيرة وكلها متقاربة وأجمع ماقيل فيها تعريف التابعي طلق بن حبيب قال : اعمل بطاعة الله على نور من الله , ترجو ثواب الله , والتقوى ترك المعاصي على نور من الله مخافة عقاب الله جل جلالة قال ابن القيم : وهذا أحسن ماقيل في حد التقوى فإن كل عمل لابدله من مبدأ وغاية , فلا يكون العمل قربة حتى يكون مصدره عن الإيمان , لاالعادة والهوى وطلب المحمدة والجاة , وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الإحتساب , ولهذا كثيرا مايُقرن بين هذين الأصلين في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا ) و (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ) وأمامعنى قوله على نور من الله في الجملتين هو العلم والإتباع أي أن تعمل بطاعة الله وتترك معصية الله متلقيا علم ذلك الحلال والحرام من الكتاب والسنة , لامن الوجدان والعقل ولا المنامات والتجارب ولامن فلاسفة الناس ومفكريهم . فلايكون ذلك إلا بالإخلاص والمتابعة فيكون العلم إماما , وأدلة حد التقوى عند طلق رحمه الله في سورة البقرة : اعمل بطاعة الله دليلة ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (63) رتب بلوغ درجة التقوى على اخذ الشريعة علما وعملا على نور من الله فدليله ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (2) فاخبر ان المتقين يجدون هدايتهم في هذا الكتاب واما قوله : ترجوثواب الله فدليلة ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (2) فقرن بين المثوبة والتقوى(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) واما قوله ترك المعاصي مخافة عقاب الله فيدل له (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) ولما كانت التقوى بهذا الشمول والإحاطة فقد جعلها الله خير زاد للمؤمنين فقال تعالى ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لأن الإنسان بحاجة على زاد من الدنيا وبحاجة على مايعينه على أمور آخرته فإن ذلك يحصل له بتقوى الله وبالتقوى صدر الله آيات تجريد التوحيد والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة فقال تعالى ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) (3) وآيات الصيام "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) وفي اول آية من آيات الحج قال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) فهذه آيات أركان الإسلام ومعاشرة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) وفي أول آية نهى فيها صراحة عن الربا( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) وآيتي الدين (فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا 282) فهذه آيات المعاملات فهذه تشريعاته كلها : توحيد وعبادات وأخلاق قد نص الله فيها كلها على التقوى قال تعالى (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) وقد اشتملت هذه الآية على نوعي التقوى تقوى القلوب وتقوى الجوارح أي إصلاح الظاهر والباطن لأن الله جعل جميع هذه الخصال خصالا للمتقين وإصلاح الظاهر والباطن من المقاصد العظيمة لهذا الدين . نسأل الله العون من مقاصد سورة البقرة " لعبد المالك رمضاني |
جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
بارك الله فيك
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
الله يجزاك خير
|
جزيت خير الجزاء على الوقفه،،،،،،
|
دلا لات بأدله من الشريعه والسنه
انارت العقول وايقظت القلوب بحكمه وبيان جزاك الله كل خير على الموضوع النافع باذن الله |
الساعة الآن 9:04 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab