منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى الإرشاد الأسري والنفسي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   الميزان الصحيح .. والتعلق الواهم (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=29602)

يمامة الوادي 2006-03-25 6:03 AM

الميزان الصحيح .. والتعلق الواهم
 
الميزان الصحيح .. والتعلق الواهم
اسم السائلة : نادية

الاستشارة :

السلام عليكم في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع ..
وفي الحقيقة كنت قد أخذت فكرة أن المشايخ عندما نسألهم عن مشاكلنا ؛ فإنهم لا يستمعون إليها بقلوبهم ..
ولكن يا شيخ لقد شجعتني من خلال ردودك التي قرأتها على طرح مشكلتي بصراحة لا ادري هل أبدأ من النهاية أم من البداية !
لكن سأختصر وأحاول إيصال ما لدي وأدعو الله أن يفرج همي وهم جميع المسلمين..

لقد عرفت ذلك الشاب منذ خمس سنوات منذ سنة 99 واستمريت لكن في الآونة الخيرة بدأت أفكر تفكيرا جدياً في الموضوع
من ناحية ربي ، فقد أحسست بذلك الضمير الذي يؤنبني ، وأحمدُ الله على هذه النعمة ، فأصبح إرضاء ربي هو همي ،
والدليل أني كنت في صراع مع نفسي إلى أن جاء اليوم الذي سألته فيه عن هدفه معي إذا كان سيتزوجني أم لا ؟
أنا لا أعيب عليه شيئا حتى لا أظلمه لأنه إنسان يصلي ويصوم وليس كغيره ، ونحن نحترم كل من يعرف ربه
ولكن المشكلة يا شيخ أنه ليس عنده الإمكانيات اللازمة من مال ومسكن ،
وكنت كلما أخبره أن هناك حلول كان يقول : لا لا يوجد وسأتأخر في الزواج !
ويقول : إني ربما أتزوج وأنا كبير السن ، مما جعلني أحاول آخر محاولة كانت منذ 4 شهور
وقال نفس الكلام وتركته 4 شهور ، ولكن لم أخبره بالسبب الآخر وهو أني أريد إرضاء ربي ،
ولم يكن يعرف أني سأتركه هذه المدة ، والآن يا شيخ منذ أربعة أيام تقريباً اتصل ولم أجب عليه ،
ولكن خفت أن يشك أهلي فيَّ ، فهو يتصل على البيت كثيراً ، وقررت أن أواجه المشكلة وأخبره عما أريد فعله حتى أرتاح ،
وأنا إلى الآن في صراع أن أخبره بذلك ..
فكيف أبدأ لأنني أصبحت أخاف كثيراً من الله وأضع الموت نصب عيني ، فأنا لا أريد إلا حسن الخاتمة ،
وهل يوجد حل لمشكلة الإمكانيات؟
وهناك جزئية أيضاً وهي أنني في الفترة التي انقطعت فيها كنت أصلّي الاستخارة لأعلم إن كان فيه خير لي
وأدعو أيضاً بعد الصلوات ،
وفي اليوم الذي اتصل فيه كنت قد شربت ماء زمزم ودعوت أيضاً ولا ادري إن كان لهذا الدعاء علاقة بعودته لي أم لا ،
فليس من المعقول أن يكون فيه شر لي ويعيده لي ربي ..

فأرجو توضيح هذه النقطة وهي هل معنى عودته أن الله استجاب لي ، وأنه خير لي وأيضاً رأيت مرة رؤية
وأختي رأتني أيضا في رؤيا مقاربة لي ، وكان تفسيرها أني أنا وأختي سنحصل على شيء نريده ، ولكن بعد تعب ،
وأنا سأتعب أكثر من أختي لأنني كنت في رؤيا أختي سأغرق ، ولكنها أنقذتني فهل لهذه الرؤيا أيضاً علاقة بموضوعي ؟!

أرجو المعذرة على الإطالة وأتمنى أنني أوصلت ما أريده بالشكل المطلوب ..
دعواكم لي يا شيخ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

**

الإجابة :

الأخت الفاضلة نادية : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

بداية أحب أن أشكرك على تواصلك معنا ، وعلى ثقتك الغالية التي نعتز بها في الموقع ،
ثم أشكرك على صراحتك وحرصك على دينك ، وإيجاد حل يرضي الله تعالى فيما أنت فيه .

لفت نظري في بداية كلامك - أختي الكريم - كلامك عن المشايخ وأنهم لا يهتمون بمشاكلكم ،
وأود أن أقف عند هذه النقطة فائدة للجميع ؛ صحيح أن هناك من الدعاة والمشايخ من لا يهتم إلا بعطائه الذاتي ،
فيحرص على النشاط في المحاضرات وطبع الأشرطة والكتب والرسائل ، ويهمل القرب من قضايا الناس ،
وهذا في حقيقة الأمر عيب في الداعية جد كبير ؛ لأن الداعية قبل أن يكتب أو يتكلم عليه أن يعيش بقرب الناس
فهم مادته الأولى التي يسعى أن يكون له دور معها ،
وإن هو أهملهم فكأنه نوع من العبوس والإعراض الذي وجه الله نبيه عليه الصلاة والسلام فيه في قصة ابن أم مكتوم ؛
قال تعالى : { عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى } ،
وأتمنى أن يستفيق الدعاة لهذه الحقيقة الواضحة ، وأن لا يكونوا المقياس الحقيقي للدعاة في أذهان الناس ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تأخذه الجارية الصغيرة من يده فلا تتركه حتى يقضي حاجتها !!
فما بالك بهموم الناس ومشاكلهم ؟!

أما أختي الكريم فيما يتعلق بمشكلتك التي طرحتها فلا أخفيك استشرت أخوات داعيات في المشكلة ،
وعرضت الأمر على بعض الأمهات العاملات في حقل الدعوة ، وعلى ناشطات في الدعوة في مثل سنك ،
وسوف أعطي لك خلاصة كل ذلك ، كي تعرفي أنني لم أهمل أي شيء في كلامك .

* لو أخذنا الفترة التي بدأت فيها العلاقة مع ذلك الشاب لوجدنا أنها بدأت وأنت بسن 14 عاماً أو أقل ،
وهذه السن أختي الكريمة لا تؤهل المرء منا رجلا كان أو أنثى لمثل هذه العلاقات ؛ لأنها سن الخروج من " الطفولة "
والدخول في مرحلة ما يسمى " المراهقة "
وهذه الأخيرة تتميز بصفات منها :
البحث عن الاستقلالية ، البحث عن الارتواء العاطفي ، تشكيل العلاقات ، حرية التصرف في كل شي ... الخ
وسن المراهقة هي المرحلة الفاصلة ما بين الطفولة والرشد ، ومن أجل ذلك فإن تكوّن علاقة في هذه السن لا يعدو
أن يكون حاجة مؤقتة ، ليس هذا تهميشا لمشاعرك ، لا والله ، ولكن هذه هي الحقيقة العلمية في كل هذه الشريحة .
هذه واحدة .


* النقطة الثانية أختي نادية أن هذا الرجل لا يريد الزواج الآن ، وكلما حاولت أن تسهلي مشاكله في الزواج يصد الباب ،
حتى قال لك ربما يتزوج وهو كبير !! ، فما هو الهدف ؟ هل الهدف فقط هو استمرار العلاقة العاطفية و إرواء النفس
وشهوتها ولو بتواصل عبر التلفون وغيره ؟ هل الهدف هو أن يستمر معك ولا يفكر في هدف هذه العلاقة ؟
ما دام الأخ يصلي ويصوم والحمد لله فهل صلاته تبرر له علاقة عاطفية وتواصل عميق من غير هدف ؟
هل الميل العاطفي طول خمس سنوات لا يوصل المرء منا لقرار يحدد فيه مصير علاقة بنيت من وراء الأهل ،
وعبر اتصالات من وراء ظهورهم ؟



* مشكلة الإمكانيات المادية للزواج سهلة وتحل ، ولكن هو لا يريد أن يفكر فيها ، فمجرد أن تقولي له هناك حلول يرد
ويقفل كل الأبواب ، ويقول بأنه سيتزوج وهو كبير في العمر ،
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة حق على الله عونهم ، وذكر منهم الناكح يريد العفاف ) رواه ابن حبان والحاكم . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود أنه قال التمسوا الغنى في النكاح وتلا الآية ‏{‏ إن يكونوا فقراء يُغْنِهِمُ الله من فضله ‏}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر أنه قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى
وتلا الآية : { إن يكونوا فقراء يُغْنِهِمُ الله من فضله } .



فالذي يريد الزواج حقا !! وعد من الله أن يعينه ؛ فإن لم يقتنع الرجل المسلم بهذه الوعود وخاف وتردد فماذا عليه أن يفعل ؟
، قال تعالى : { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }
يستعفف يا أختي لا أن يحرص على تواصل غير شرعي يغضب الرب الكريم سبحانه ، ويعكر الأهل ، ويلمس التقوى ؟

* صلاة الاستخارة التي صليتها أختي الكريمة وتسألي عن ارتباطها بعودته للتواصل معك من جديد ،
فصلاة الاستخارة نقول فيها كما تعلمين :
( اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال : في عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال : في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدُر لي الخير حيث كان ، ثم رَضِّني به )
فنطلب من الله أن يكتب لنا الخير ويصرف عنا الشر من بعد إقرار بقدرة الله المطلقة وعلمه المطلق سبحانه ،
فهل استمرار علاقة غير شرعية أمر يرضي الله أم يغضبه ؟
هل استمرار علاقة فيها مماطلة وعدم وضوح في الزواج أمر يرضي الله أم يسخطه ؟
أما عودته لك وتساؤلك كيف يكون فيه شر لك ويعيده لك الله في ذلك اليوم ؟
يعود لك ليختبرك الله في صدق التضرع له والقرب منه ، وصدق تسليمك بقدرته وعلمه سبحانه ،
يعود إليك كي تري نفسك هل أنت متقيدة بشرع الله أم تحركك عواطفك وحبك له ؟
فليس من الشرع في شيء التواصل مع شخص تحبينه ولا يربطكما رباط شرعي ،
لابد أختي أن يكون الميزان الشرعي هو المحرك والضابط لك ، وليس الميل النفسي ، فانتبهي؟!


* أما موضوع الرؤيا فلكونك متعلقة بهذا الأمر كثيرا تظهر لك ، وأعيد لك أختي نادية ،
علينا أن ندور مع الشرع فإن كان عملنا موافقاً للشرع تكون البداية صحيحة ،
وإن كان مخالفاً للشرع نكون على غير هدى من الله ، ولا ينفع وقتها لا شرب ماء زمزم ولا ألف رؤية في الصباح والمساء


أختي الكريمة نادية حفظها الله ..

إن ما حباك الله به من يقظة في نفسك وروحك ، بحيث أمسيت تخافين من الله تعالى ومن سوء الخاتمة ،
وتحرصين على مرضاة الله تعالى ، إن هذا مصدر فخر كبير فيك ،
فالمرأة المسلمة هذا وقودها الحق في زمن تكالبت عليها فيها أنواع من الهموم والميولات ،
وما لم يكن في قلب المسلمة هذه المعاني ، أمست ريشة في مهب رياح العواطف والشهوات وسفول الاهتمامات .



إن سنك اليوم وأنت في بداية الدراسات الجامعية يؤهلك أن تصرفي طاقات كثيرة من نفسك في اهتمامات راقية مفيدة علمية
وغيرها ، لأنك في عمر هو الذي يشكل شخصيتك في المستقبل ، وكلما زرعت في نفسك الكثير الكثير من القيم والاهتمامات ،
كلما كانت شخصيتك أكثر نضجاً وتألقاً وتميزاً .



الكثير من الأخوات اليوم ينشغلن بالتافه من الأمور في حياتهن ، وفي بيوتهن ، وأنت اليوم على أول طريق الصعود نحو التألق
والتميز في كافة جوانب شخصيتك ؛ الروحية ومدى صلتك بالله وصلتك بالقرآن الكريم حفظا وتلاوة وعملا ،
والفكرية ومدى تغذية عقلك بأسس التفكير الإسلامي الصحيح الوسطي المبارك ،
والنفسية بالكثير من الاهتمامات الطيبة التي تشرق بها النفس وتتألق ،
فالهموم كثيرة لا تحصى ، ويحركنا همٌ واحد هو : ( مرضاة الله )
وإلا فهي هموم الدنيا الكثيرة المتشعبة في أودية الحياة .

إنني أفخر بك وبعد هذه المدة الطويلة في علاقة لا تجوز شرعاً ، أن تعودي لرشدك وعقلك وقلبك ودينك ،
أفخر بعودتك إلى الله تعالى أيتها الأخت ، وأقول لك :

* إما أن يتقدم هذا الرجل لخطبتك والزواج منك ، وإما أن تقفلي هذا الباب جملة واحدة ، ومن غير أي مبررات .

* ثقي بأنه من ترك شيئا لله ، عوضه الله خيرا منه .

* لا تبرري لنفسك برؤية أو اتصال مفاجئ ، وقيسي الأمور بشرع الله .

* حافظي على مشاعرك ، فقد ضاع منها الكثير خلال أكثر من 5 سنوات !


وفي الختام أختي الكريمة نادية : اسأل الله أن يفرج كربك ، ويعمر قلبك بحبه ، وأن يكون سنداً وعونا لك ، وأن تكوني من نساء المؤمنين الصالحات ، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية المباركة.
الشيخ عبد الحميد الكبتي


الساعة الآن 1:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com