بسم الله الرحمن الرحيم

ورد في كتاب الطاغية أدولف هتلر (كفاحي = Mein Kamph) أنه أثناء الحرب العالمية الأولى والتي كان فيها مجنداً في الكتيبة البافارية سنة 1917م قام من نومه فجأة وهو في الميدان بعد أن رأى رؤيا أرهبته وأفزعته.

رأى هتلر نفسه في الرؤيا مدفوناً تحت أكوام من التراب والحديد المنصهر، وكانت الدماء تسيل بغزارة من صدره. ورغم أنه استيقظ ورأى أن كل شيء هادئ في الميدان حوله, إلا أنه أحس بالضيق يملأ جوانبه ولم يستطع العودة للنوم. فترك المكان وزحف إلى ما يسمى بالـ No man's land وهو المكان الفاصل بين الجيشين المتحاربين. فما لبث أن بدأت القذائف تنهال وتبعها صوت انفجار قريب شديد أسقطه على الأرض مما دعاه إلى الإسراع بالعودة للاختباء في مخبئه الذي تركه.

وهنا كانت المفاجأة العجيبة. فإن هتلر لم يجد المخبأ الذي كان فيه بل حلت مكانه حفرة عميقة دفن كل من كان في المخبأ تحت أكوام التراب والحديد المنصهر تماماً كما رأى في الرؤيا.

وكانت لهذه الرؤيا تأثير عجيب على هتلر اقتنع بعده بأنه قد تم اختياره إلهياً بصفة خاصة لمهمة معينة. حتى أنه اعتقد بهذا الأمر واقتنع فيه أشد الاقتناع. وقد دفعت البشرية ثمن هذه الرؤيا غالياً من الأرواح والخراب للبلاد والعباد.

ولعل ما اعتقده هتلر يذكرنا بما يقوله أحد زعماء الدول العظيمة الآن بأنه يسمع الرب يخاطبه (The Lord) ويأمره بتسيير جيوشه وجحافله الى البلاد ليغزوها وينشر فيها الديموقراطية والعدالة!! ولا يخجل من الإدعاء بأنه يعتقد بأنه مرسل من عند الله لمهمة محددة هو مأمور بها.

فسبحان الله العظيم كيف يتمثل الشيطان بإله هؤلاء ويأمرهم في أحلامهم ليزيدوا من آلام البشرية وينشروا الدمار والخراب والويلات على أمم الأرض كلها بحجة أن من خاطبهم هو الرب وأن مهمتهم سامية بل هي أمر من الله لمصلحة أبنائه وخيرهم (على زعمهم) والعياذ بالله.