![]() |
في ظلال القراءة والكتابة
في ظلال القراءة والكتابة
عندما أجد نفسي مُهتماً .. ومُنهمكاً بالقراءة والكتابة .. تتبادر الكثير من الأسئلة إلى ذهني .. وهي لماذا كل هذا الإهتمام .. ولماذا هذا الجُهد .. ولماذا أرى كل المتعة في هذا .. بينما الكثير يرونه أنه من الصعوبات .. ولعل لكل قارئ وكاتب .. مبادئ وقيم وغايات تتباين كماً وكيفاً .. وهي التي تشفي تساؤلات الذهن .. وهي التي تضع الخطوط التي تسير فيها بين الكُتب والأقلام,, وهنا سأطرح تجاوبي لهذه التساؤلات .. ولأوضح شيئاً من المبادئ والقيم والغايات التي تقودني وكلِ يقين أن هناك من يحتضن مثلها وأسمى .. وهي ستضح بكل بساطة في بعض السطور .. وتُستشف في سطور أخرى,, عندما تساءلت لماذا أقرأ ولماذا أكتب ؟ إجمالاً تقرباً لله .. ولأزداد علماً ونوراً .. ولأكون أكثر فهماً لما يدور حولي .. ولأرقق قلبي .. ولأحسن سلوكي .. ولأستزيد في تخصصي .. ولأستفيد وأفيد .. ولأشغل نفسي بالمهم والأهم .. ولا تشُغلني نفسي بالتافه والأتفه,, وتفصيلاً في ظلال القراءة ,, فنظرت إلى كُتبي في مكتبتي الصغيرة .. وهي ليست كثيرة كماً ولكن غنية كيفاً,, فرأيت كتاب الله يعلوها .. فقلت حمداً لله .. ورأيت كُتب الأحاديث المشروحة والمُختصرة وكُتب الفقه والتفسير تُنير المكتبة .. فقلت اللهم لك الحمد .. ومن ثم رأيت كُتب في السيرة النبوية .. وكُتب في سير الصحابة .. وكُتب في التاريخ الإسلامي .. وكُتيبات مُختصرة تهتم ببعض المواضيع المهمة .. وكُتب سياسية .. وكُتب ترقق القلوب .. وكُتب تصحح مسار السلوك .. وكُتب علمية تقنية عربية منها وإنجليزية .. وكُتب تخصصي الهندسة الميكانيكية .. وكُتب تهتم بقضية .. وكُتب فكرية .. وكُتب مهارات شخصية .. وكُتب أدبية .. وروايات قليلة جداً .. فقلت اللهم أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي,, فأجبت نفسي وقلت .. كتاب الله هو النور الذي يضيء طريقي في شتى المجالات .. حتى في تناول الكُتب الأخرى .. والأحاديث والتفسير هما اللذان يُساعدان على فهم القرآن فتزيد من ذلك النور .. وهما معاً قواعد الأساس لفكري والمصدر الذي أعود إليه في كُل لحظة وحين .. وما يخالفهم يُرد وما يوافقهم يؤخذ ويُحب, لهذا وجب على كُل قارئ أن يستقي من الكتاب والسُنة في بادئ الأمر ويستمر,, لست ضد التنويع في القراءة والإستمتاع بها .. ولكن هُناك كُتب مسمومة .. تُسمم ولا تُعلم .. تهدم ولا تبني .. تُضيع ولا تهدي .. فالحذر الحذر .. علينا بالقرآن والسنة فهما نور القلب والعقل .. ومن ثم خُض في ذلك المضمار .. أقبل ورُد .. أستنتج وحلل .. تعلم وأعمل .. أستفيد وفيد .. تمتع وأمتع,, لماذا أقرأ ؟ أقرأ .. لأن حياة واحدة لا تكفيني,, أقرأ .. لأن الكتاب خير جليس .. أجالسه وقت ما أريد .. أخذ منه أو أزيد .. فهذا حاله كخير جليس,, أقرأ .. لأنه القراءة تُصلح قلبي .. فأعيش في مُختلف العقول .. وأدرك مالا يدركون .. وأفهم العالم والناس .. وأعيش مشغول الفكر ولكن مُرتاح,, أقرأ .. لكي تضح لي الأمور وتذهب عني الشكوك .. ولأحمي عقلي بدرع عظيم .. لا يهتز بتلك الأفكار المسمومة والعقول المخذولة,, أقرأ .. لأكتب .. فلا كتابة بلا قراءة,, أقرأ .. لأن القراءة أكبر من أن تكون هواية .. هل سمعت بأن أحداً يهوى شُرب الماء " طبعاً لا " .. هكذا القراءة تتعطش لها الأرواح والقلوب والعقول,, أقرأ .. لأن اقْرَأْ هي أول ما أنزل على المصطفى عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلوات وأتم التسليم .. وكفى بهذا سبباً,, دعوة الهج بها كلما توجهت للمكتبة .. وكلما أضفت كتاب .. وكلما أنهيت واحداً وأخذت بأخراً .. وكلما نظرت إلى كُتبي ,, " اللهم زدني علماً ونوراً .. وأصلح قلبي ونور عقلي .. وأجعل ما أقرأه في رضاك .. وأهدني إلى الخير أينما كان .. وأعوذ بك من خُذلان العقول .. ولا تجعلني من الذين يتعالمون " في ظلال الكتابة,, ومن ثم نظرت إلى قلمي .. فرأيت لساني أمامي .. ولكن كلماته تعبُر الزمان والمكان .. وأفكاري مُجسدة حروف .. يأخذ بها البعض من باب الفائدة والإفادة .. فأبتسم وأسعد كلما رأيت كلماتي تنتشر ويطرح الله لها القبول في القلوب .. ولا يهمني إن ذُكر أسمي أو لم يُذكر .. فالغاية أسمى من الأسماء .. فوصول الفكرة يغني من وصول صوتي وإسمي .. وهذا من فضل ربي .. فمن ذكرني فله الشُكر وجزاه الله الخير الكثير .. ومن تجاهلني غفر الله له وزادني وإياه من الأجر العظيم,, حينما أكتب فأني أكتب بقناعة تامة بما أكتبه .. وإن كانت قناعة لحظية في وقت الكتابة .. المهم أن تكون هناك قناعة .. أكتب بفكري, بأحاسيسي, بمشاعري, بكياني, والأهم بطلب التوفيق من رب البرياتِ,, لماذا أكتب ؟ أكتب .. حينما تشغل قضية حيزاً في تفكيري .. ولا أستطيع النوم من قرع الكلمات في رأسي,, أكتب .. حينما أتمكن من دراسة تخصصية فأطرحها لغيري فيستفيد وأستفيد,, أكتب .. حينما أريد أن أطرح تجربة وفكرة .. وأشعر أن لابد علي أن أكتب .. وحينما أريد أن أكتب وليس حينما يريدوا مني ذلك,, أكتب .. لأعبر عن مشاعري وعواطفي وأحاسيسي .. لمن حولي وأولهم رفيقة دربي .. فما يُكون لها ليس لغيرها .. لأن لها كيانها الخاص,, أكتب .. لأني كتاباتي ستكون قريبة لأبنائي بإذن الله وأخواني وأخواتي .. وسيأتيهم يوماً ويتمنوا أن يخوضوا في بساتين أفكاري .. فسأل الله إن كان ذلك .. أن تكون لهم نورٌ على نور,, أكتب.. لأني مؤمن بأن الإستثمار الأمثل للحياة .. هو في الباقيات الصالحات .. وكفى بهذا سبباً,, دعوة الهج بها .. كلما توجهت للكتابة .. وكلما خططت بالقلم .. وكلما ضربت على لوحة المفاتيح .. وكلما هممت بنشر مقال أو طرح جديد ,, " اللهم أنت ربي .. هذا قلمي الذي أنعمت علي به .. أظنهُ أنه يكتب في رضاك .. فسألك اللهم العون والفتح .. وأسألك إن كان فيه خيراً أن تطرح له القبول .. فلا حول ولا قوة لي إلا بك .. وأعوذ بك ربي من خُذلان الأقلام .. وأن أكون من الذين يكتبون مالا يعلمون ولا يعملون .. فيضلوا ويضلون " وكم هي جميلة اللحظات في ظلال القراءة والكتابة .. والحمد لله من قبل ومن بعد,, بقلم بن فقيه |
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
رائعة يمامة الوادي ، كلام جدا جميل ، بارك الله فيك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ "أفضل الذكر لا إله إلا الله و أفضل الشكر الحمد لله" حديث صحيح |
القراءة كنز فكري جميل
فما أجمل قراءة مواضيع كمواضيعك حفظك الله |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
جزززاككك الله خيرررآآآ
|
موضوع رائع
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك |
الساعة الآن 9:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab