منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=67)
-   -   خطورة عبور دار الغرور (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=264673)

يمامة الوادي 2011-10-30 8:54 AM

خطورة عبور دار الغرور
 
خطورة عبور دار الغرور

كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ، والموت علامة النهاية لفرصة الحياة التي وهبها الله لعباده فإما أن يأتي العبد مصحوباً بعمل صالح ؛ فتكون بذلك سعادته الأبدية التي لا يشقى بعدها أبداً ، وإما أن يأتيه حال فتنته ، وانغماسه في الشهوات والغفلات ؛ فتكون بذلك الطامة والمهلكة بعينها ؛ إذ لا رجوع إلى الدنيا أبداً ولا نجاة من فتنة القبر أبداً ، ولا فرار من هول يوم المحشر أبداً ، إنما هي فقط المساءلة التي لا يجدي معها الاعتذار ولا ينفع معها الندم على ما كان من الإصرار ، إنها قصــة هذه الحياة التي عقلها قبلنا الصالحون فكانوا لها من المعتبرين ، بينما غفل عن عظتها الغافلون ؛ فكانوا على ذلك من النادمين ، وعن دار النعيم مبعدين ، ومن رحمة الله محرومين ؛ وذلك لأنهم ظنوا دنياهم دار مقر ، لا دار ممر ؛ سوف يعبرون منها إما إلى جنة وإما إلى نار ؛ فلما جهلوا حقيقتها ؛ خلدوا إليها ، واطمئنوا بها ، حتى أذاقتهم من ويلاتها ، فلم تعافهم حتى من غدرها ؛ إلى أن انتهت بهم رحلة الأيام ، وانقضت من آجالهم الأعوام ؛ فوجدوا أنفسهم في مواجهة صريحة مع هول الحساب الذي لم يحسبوا له أي حساب ، وفي عمق فتنة القبور التي أغفلتهم عنها سعة الدور والقصور ، وحيينها أيقنوا أنهم ما عاشوا إلا دار غرور ، كان عليهم أن يتزودا فيها لدار النشور ليكون عبورهم لها خير عبور ؛ وذلك لأن هذه الدنيا خدّاعة لأهلها ببريق زيفها ، حتى إذا ما أجهزت عليهم وأنفدت منهم أنفاسهم ؛ تحشرجت في الحلقوم آمالهم وأحلامهم التي زينتها لهم ، فلا الآمال منها طالوا ، ولا الأحلام فيها حققوا ، ولا إلى الدار التي رحلوا إليها تجهزوا !!
فكانت عليهم الحسرة مضاعفة ؛ بفقدان الدنيا وضياع الآخرة ، وهنا تكمن الخطورة في أن يبقى العبد غافلاً لاهياً ، تستشرفه الدنيا ببريقها ؛ حتى يهون عليه أمر آخرته ؛ فيسوف فيها تمام التسويف ؛ حتى إذا ما اطمأن إليها وركن لها ؛ صرعته يد المنية في لحظة مباغتة ؛ فأفلت منه ما كان حريصاً عليه ، وأقبل عليه ما كان مفرّطاً فيه دون أدنى استعداد منه لمواجهة السؤال عن ذاك الحرص أو هذا التفريط ، فكان الضياع حليفه ، والخوف والهلع زاده ، ووحشة القبر مستقره ، وساحات القيامة معرض فضيحته ، وسؤال الله محكمته التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وآخذته عليها ؛ حتى يؤذن به إلى هلاك لا سبيل للفرار منه أبداً ، وإلى عذاب لا سبيل لوصفه أبداً ومنبت ذلك كله ؛ أنه لم يحترز من الفتن خلال أيام الزهو والغرور ، وإنما تمادى في سبل الغي والشرور ، فكان نصيبه العذاب والثبور ، وهكذا أخفق في عبور دار الغرور ، فشمروا عن ساعد الجد ، كي تحظوا بنعيم الخلد فإنما هي ساعة نقضيها في هذه الدار
ولكن عاقبتها . . . . إما إلى جنة ، وإما إلى نار .

ابو مهند القمري

ريحانة الوجود 2011-10-30 10:56 AM

جزاك الله خير

عصفو 2011-10-30 3:13 PM

جزاااااااااااااااااااااااااااك ربي خير

فدائية الرسول 2011-10-30 9:13 PM

جزاك الله خير وبارك الله فيكم


الساعة الآن 11:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com