![]() |
تجربة متميزة في حب الأبناء للعشر الأواخر
نتحدث كثيرا عن أثر الكلمة وخاصة إذا خرجت من قلب صادق ، ولهذا فإننا ننصح الآباء والأمهات دائما بانتقاء كلماتهم عند الحديث مع الأبناء لأن الابن لديه عقلية حافظة ولاقطة لكل حركة وكلمة تصدر عن الوالدين معه ، وقد أثر بي موقف سمعته من رجل طيب ومرب فاضل ورجل أعمال معروف بصدقه وحبه للخير ، وذلك عندما دعاني إلى محل إقامته بمكة في العشر الأواخر من رمضان الماضي وبالتحديد في ليلة أربع وعشرين ، وكنا نتحدث عن أثر البيت في التربية وكيف أنه الأساس الذي يبني عليه الإنسان حياته فالتفت إلي وقال: دعني أخبرك عن موقف حصل وكان عمري وقتها تسع سنوات عندما قالت لي أمي كلاما تستفسر مني إذا كنت أنا صادقا أم كاذبا؟ فرد أبي بقوة ووضوح وقال: إن عبد القادر صادق ولا يكذب. ثم قال لي: ومنذ ذلك الوقت لم أكذب كذبة وأنا قد بلغت من العمر كما ترى وحولي أبنائي وأحفادي. نعم.. إن الكلمة التي يتكلم بها الوالدان تحفر في قلب الأبناء وخاصة إذا كانت خرجت من الأب في لحظة فاصلة للدفاع عن ابنه أو لتشجيعه أو لوصفه بوصف محدد. فعلق العم عبد القادر على هذا الموضوع بقصص إضافية من الواقع ، بل ومن جميل ما سمعت في تلك الجلسة أن العم عبد القادر يحرص في تربيته لأبنائه أن يحببهم بأيام العشر الأواخر من رمضان ، فكان يأخذ أبناءه منذ ستة وثلاثين سنة ويمكث في المدينة المنورة ثم ينتقل إلى مكة المكرمة في العشر الأواخر من كل رمضان وقد كبر الأولاد وتزوجوا ورزقوا بالأحفاد وما زال إلى الآن يشجعهم على التعلق بالله تعالى والعبادة في هذه الأيام المباركة. وكان وهو يتحدث معي ألتفت لأرى ردود أفعال الأبناء والأحفاد وكانت أعينهم تعبر عن فخرهم وحبهم له ولأسلوبه التربوي وأنهم سعداء بالحضور معه في كل عام العشر الأواخر من رمضان. كانت ليلة رائعة قضيناها مع العم الفاضل عبد القادر البكري ( حفظه الله ) إنه مدرسة تربوية تستحق الوقوف عندها وخاصة في تجربته لزرع حب العشر الأواخر من رمضان وعبادة الله في قلوب أبنائه. مجلة ولدي ( العدد 108 ) |
الساعة الآن 9:48 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab