منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=66)
-   -   لحظة الخاطرة (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=237437)

يمامة الوادي 2011-05-08 9:28 AM

لحظة الخاطرة
 
لحظة الخاطرة
( 1 )
كثيرًا ما يفكر الناس فيما يدور حولهم، أو ما يحصل لهم، أو ما يريدون تحقيقه، ويكون عبارةً عن خاطرة تمر في الأفق أو الخيال، أو يسمعها من أحد غيره، لكن ما الذي يتحقق من أفكارنا؟
عندما نسلط الضوء على الناجحين -وهم كثر-، نجد أن نجاحهم أصله خاطرة تحولت إلى فكرة، ثم نمت حتى ولدت وشبّت وصارت شيئًا يذكر، وكثيرون يمرون بنفس التجارب، وهي اجترار الخواطر، واستجلاب الأفكار، لكن يتوقفون في مراحل الطريق الطويل، التي تجعل السالكين لطرق النجاح يتفاوتون في الوقوف والسير، وهذه ظاهرة صحية، لأنه لو وصل البشر إلى نهاية الطريق لحصل انفجار بشري للناجحين، ولبقيت الزوايا الأخرى التي تحتاج الى أنصاف وأرباع الناجحين وغيرهم لملئها من أجل أن يستقيم البناء وتحيا الشعوب.

( 2 )
قد تقول: ماذا تريد من هذه الخاطرة؟
هو سؤال أعرضه عليك أنت، ماهي خواطرك وأفكارك؟ وهل هي قابلة للتحقيق؟ وهل لديك أصلاً مشروع أفكار ينقلك من حالة لحالة؟ لأن أي تقدم لنا لنرتقي لا بد له من أفكار ترسم له الطريق البعيد، ونجعل لنا خططًا مستقبلية عشرية، فكثير منا قد يصل إلى مرحلة من عمره ولا يحس أنه قد صنع لنفسه وأولاده شيئًا؛ لأنه لم يسلك طريق التفكير المستقبلي والأماني، أو أنه قد فعل، واكتفى بمضغها واجترارها فقط.
حتى الأفكار السيئة تأتينا كخواطر، ثم نسعى لتحقيقها، أو نطردها؛ بحسب الحالة الراهنة التي نمر بها، وبحسب غياب الرقيب أو وجوده، فلو أن كل واحد منا قيّم الأفكار التي تمر بخاطره ومدى تأثيرها عليه؛ نفعًا أو ضررًا؛ لتغيرت أشياء من أحوالنا.
3
لو أن ذلك الشخص الذي يجلس على مدرج ملعب الكرة ليشاهد مجموعة من الأشخاص يمارسون هواياتهم بالركض والجري -خلف كرة من الجلد- للحصول على المغنم؛ فكر لحظات بهذا الوقت الثمين الذي يقضيه هنا دون فائدة تذكر، بل قد يفقد شيئًا من هدوئه وسكينته إذا خرج والفريق الذي يشجعه قد مُني ببعض الكرات التي دخلت إلى مرماه في اللحظات الأخيرة، فتنقلب ليلته الى كآبة، وبيته إلى حلبة مصارعة مع من يخالفه من أفراد اسرته بانتمائه إلى فريق آخر – لتغير برنامجه اليومي.
أو ذلك الذي يخرج من جيبه حبة بيضاء، على حين غفلة من عقله، ثم يقذفها في جوفه حتى تتفاعل مع دمه مكونةً حاجزًا من التشويش على مركز الدماغ، حتى يفقد إدراكه بطوعه واختياره، والأصل لذلك فكرة أنه إذا مضغ هذه الحبة سيكون تفكيره وحاله أحسن، وإذا به يتحول إلى شبه إنسان.
إذاً، كثيرة هي الأفكار التي تمر بنا، وننفذها قبل أن ندرسها، وتعود علينا بالضرر، مثل ارتكاب ما نهى الله عنه، والأدهى أننا نرتكبها ونحن نعلم أن الله قد نهى عنها، ونعلم أنه يرانا لحظة ارتكابها.
بينما نفكر ألف مرة إذا كان الأمر يتعلق بمالنا ونقودنا، وقد نحجم ألف مرة عن أن ننفق منها شيئًا، كل ذلك بسبب فكرة الربح والخسارة الفانية في الحياة الدنيا، مع إهمال ما سيبقى ونحاسب عليه.
عبد الله العياده


الساعة الآن 3:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com