http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292733205
يقول الكاتب: "علم الأخلاق ليس في مقدوره أن يجعل كل إنسان صالحا، ولكن يفتح عينيه ليريه الخير و الشر وآثارهما، فهو لا يفيدنا ما لم تكن لنا إرادة تنفذ أوامره و تجنبنا نواهيه"
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292733624
بمعرفة أسس السلوك نستطيع أن نعالجه إن كان سيئا ونشجعه إن كان حسنا فلو أنك قلت للكاذب: لا تكّذب وكررت ذلك على سمعه مرارا لكنك تركت حالته النفسية التي يصدر عنها الكذب كما هي، لم يكن لقولك اثر، ولكن لو بحثت عن حالته النفسية وعرفت السبب الذي من أجله يكذب ثم عالجت ذلك بما يناسب كان هذا علاجا ناجحا.
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292734096
العادة قد تستعبد الإنسان وتكون مصدر شقاء له إذا ساءت، كعادة شرب الخمر. وقد تكون منبع السعادة إذا حسنت كعادة الصدق في القول، إذن من الخطأ أن نثور على كل العادات، فما اتعس إنسانا ليس له عاده... انه يتردد في كل شيء مهما تفه او صغر: في ذهابه لينام ليلا وقيامه صباحا وأكله وشربه، بل في كل لقمه يأكلها و جرعة يشربها وبذلك يضيع اكثر من نصف عمره في تردد.
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292734660
الخوف ملازم للإنسان فهو يخاف على نفسه وعلى ملكه، يخاف من الأوهام ويخاف من الفقر ومن كبر السن فهو عبد للخوف أبدا حتى يموت والخوف من اكبر عوامل التربية ولا بد من الخوف المعتدل فحولنا أنواع من الأعداء تود الإيقاع بنا في أنفسنا وأموالنا وأخلاقنا وليس ينجينا منها إلا الخوف من الألم المتوقع من حدوثها و كثيرا ما يحملنا على النجاح في أعمالنا خوفنا من ألم الفشل. وإن أخلاقنا وحسن سلوكنا لتكون عرضة للفساد إذا لم تكن محصنة بالخوف من ذم من حولنا واحتقارهم إيانا.
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292734940
الإراده القوية هي سر النجاح في الحياة وهي عنوان عظماء الرجال وقد كان الحكماء يقولون لكل من فشل في عمل: "انك لم تكن ذا إراده تامة " وكانت أثقل الألفاظ على سمع نابليون: "أنا لا اعرف " "أنا لا أستطيع" "مستحيل" فكان إذا سمعها يصيح: "تعلم " " اعمل" "اجتهد " وكانت حياته مظهرا من مظاهر عظم الإرادة قيل له يوما: " إن جبال الألب ستقف في طريق جيشك" فقال: "سوف لا تكون ألب" وسلك طريقا لم تسلك من قبل.
أما أمراض الإرادة فهي:
- ضعف الإرادة بألا تستطيع أن تقاوم الأهواء و الشهوات
- أن تكون الإرادة قوية ولكنها متجه نحو الشرور وعلاجها يكون بالمران كما يمكن أن يقوى الجسم بالرياضة البدنية ويجب أن لا نترك إرادتنا تتبخر من غير أن ننفذ ما عزمنا عليه الأمر.. أما إذا كانت إرادتنا قويه لكنها متجه نحو الجرائم و الشرور فعلاجها أن تعرف النفس طرق الخير والشر ونلزمها بإطاعة الخير.
في الماضي قال العرب: إن الإنسان مجبور وليس له إرادة حرة, بل إن القدر يصرفها حسب ما يرسم لها والإنسان كالريشة في مهب الريح او كالقشرة بين يدي الأمواج لا إرادة له ولا اختيار وإنما يجري الله العمل على يديه وقد قال آخرون من العرب: إن إرادة الإنسان حرّة وفي استطاعته أن يعمل الشيء وضده وهو يفعل ما يختار.. وفي العصور الحديثة عادت المسألة الى الظهور وعاد الخلاف فذهب بعض الفلاسفة الى الجبر واكثر الفلاسفة الى حرية الإرادة والذي نميل إليه أن الإنسان مجبور نوعا من الجبر وحر نوعا من الحرية.
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292735522
إن الفكر الضيق مصدر لكثير من الرذائل وان العقل المخرف لا ينتج عنه خلق راق, انظر الى جبن كثير من الناس ترى سببه خرافات ملأت أدمغتهم من عفاريت وغيرها, دائرة الفكر إن كانت ضيقة انبعث عنها أخلاق منحطة كالأناني الذي لا يحب الخير إلا لنفسه ولا يرى في الوجود من يستحق الخير إلا هو ليعلم هذا الأناني انه ليس كما يزعم مركز الدائرة، انه كغيره نقطة على المحيط. ومما يربي الأخلاق صحبة الأخيار قال حكيم: "قل لي من تصادق أقل لك من أنت" فمعاشرة الشجعان تلقي الشجاعة في نفوس الجبناء وهكذا.. اعمل على مطالعة سير الأبطال والنابغين فإن حياتهم تتمثل أمامك وتوحي إليك بتقليدهم والاقتداء بهم وخصص لنفسك نوع من أعمال الخير واعمل على تحقيقها ولا تنسى أن تتبرع كل يوم بعمل يراد منه تعويد النفس الطاعة وحفظ قوة المقاومة حتى تلبي داعي الخير وتعصي داعي الشر.
أما علاج الخلق، كان أرسطو يقول: "إذا تعدى خلق امرئ حده، فليقومه بالميل الى ضده" فإذا أحس من نفسه بإفراط في نوع من الشهوات، فليضعف هذا الميل بشيء من الزهد ويلاحظ انه خير للإنسان إذا أراد التخلص من خلق سئ ألا يكثر التفكير فيه وألا يطيل محاسبه نفسه، بل يجتهد أن ينشئ محله خلقا جديدا كريما فإن إطالة التفكير والمحاسبة قد تؤدي الى انكماش النفس والإحساس بضعفها ونقصها وفقدان الثقة بها.
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292735913
يجب أن نسمع لصوت الضمير ونأتمر بأمره ولو خالف رأي من حولنا وضمائرهم ولا نجعل للخجل وخشية كلام الناس سلطانا علينا فإن الحق الذي يلزمني اتباعه ما أراه حقا لا ما قال الناس انه حق
ودرجات الضمير هي:
- شعور بعمل الواجب خوفا من الناس.
- شعور بضرورة اتباع ما تأمر به القوانين سرا وجهرا.
- أما الدرجة الثالثة فهي التي لا يصل إليها إلا عظماء الناس وكبار المصلحين وهي شعور بضرورة اتباع ما يراه حقا خالف رأي الناس او وافقهم، خالف القوانين المتعارفة عند الناس او وافقهم وهذا النوع أرقى أنواع الوجدان -الضمير- يأمر باتباع ما يوحيه إليه رأيه مهما كلفه من الصعاب لا يتقيد إلا بما يراه هو حقا ينفذ نظره وراء القواعد والقوانين المتعارفة ليعرف أساس الحق فإن وصل إليه عمل به ولو خالف رأي الكبراء والعظماء بل ولو خالف رأي الأمة بأجمعها وقد يصل الأمر بهذه الطبقة من الناس الى عشق الحق والهيام به فتهون عليهم أنفسهم وأموالهم في سبيل نصرة الحق وتأييده وهذه مرتبة الأنبياء وخيرة المصلحين لا يخشون في الحق لومة لائم ويدعون الناس الى الحق ولو جر ذلك عليهم الموت ويعملون وفق عقيدتهم وان عذبوا وأهينوا قال فرعون لأصحاب موسى: "آمنتم له قبل أن آذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا اشد عذابا وأبقى. قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292736264
إن كل إنسان يجب أن يبحث وراء لذائذه هو وسعادته هو و يعمل ما يوصله الى ذلك. والعمل الذي يوصل الى تلك الغاية او يقربه منها يكون خيرا واللذة العقلية فضلت على اللذائذ الجسمية ذلك أن اللذائذ الجسمية سرعان ما تزول ولا تعد شيئا إذا قيست بتلك اللذة الباقية لذة العقل وتحصيل العلم التي تطمئن بها النفس فالعفة مثلا فضيلة والدعارة رذيلة لأنه لو دقق العفيف ما يجده من اللذة في رضائه عن نفسه وبعده عن الآلام التي تنتجها الدعارة واحترام الناس وثقتهم به لوجد انه يرجح تلك الفضيلة على الدعارة ذات اللذة الوقتية والتي يتبعها ألم النفس وفقد الثقة وتعريض الصحة والمال والشرف للضياع وهكذا القول في الصدق والكذب والأمانة والخيانة.قال "ميل ": "إن الرجل الذي يطلب اللذائذ الرخيصة يجد فرصا كبيرة سانحة لملئها. أما الرجل الراقي فانه يشعر بأن كل ما يتوقعه في هذه الحياة ناقص لا يفي بغرضه ولكنه يعتاد تحمل هذا النقص ما دام محتملا ولا يحسد من لا يشعر بالنقص -الإنسان الوضيع- لان من لم يشعر، لم يدرك الخير الأكبر، ولان يكون الشخص إنسانا غير راض خير من أن يكون خنزيرا راضيا ولان يكون سقراط خير من أن يكون أبله راضيا" فالواجب ألا يبحث الإنسان عن اكبر لذة بل عن اشرف لذة وعن خير أنواعها قال جورج إليوت: "إنا لا نستطيع أن نحصّل أعلى أنواع السعادة إلا بأن نوسع أفكارنا وان يكون عندنا من حب الخير للناس ما عندنا لأنفسنا وان هذا النوع من السعادة يسبب -عادة- كثيرا من الألم ولكن النفوس الراقية تختاره مع ما فيه من الألم لأنها تشعر بخيريته"
http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1292737033