منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   بعد العواطف عواصف - غالباً (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=210396)

يمامة الوادي 2010-12-09 11:37 AM

بعد العواطف عواصف - غالباً
 
بعد العواطف عواصف - غالباً


تطالعنا الصحف والمجلات، ونسمع في المجالس والملتقيات بعض القصص المحزنة والجالبة للدموع, ولعل الجامع لها: سوء إدارة العواطف , وأمثلتي ستبين لك وجهة نظري:

1. الاستعجال في قبول الزواج من امرأة لا تنطبق عليها الشروط المعتبرة شرعاً وعرفاً؛ نتيجة لضغط الوالدة ومراعاةً لمشاعرها، يعقب ذلك - ولو بعد زمن - الفراق والطلاق؛ لأن القبول كان للعواطف وليس القناعة.

2. الابن يدخل عالم المراهقة ويبدأ في مطالبة الأسرة بالمال، والوالدة تتعاطف معه، فتهديه المئات بل والألوف لعلها تستجلب عاطفته نحوها، أو لعلها تمسح بمالها دموع الطلب الذي يتقنه ذلك المراهق.

وفعلاً يستلم الشاب المال، ثم يتفق مع رفقاء الطريق على سفر قريب لمزاولة ما يختلج في النفس، ويدور في الضمير، ويعود المراهق وهو مصاب بألمٍ طالما بحث الأطباء له عن دواء ولكن بلا جدوى، أو لعله يعود بفكر غريب غربي مقيت، أو لعل المخدرات تسللت لدمه عبر الجرعات المتتالية بمال العاطفة، فمن يدرك عاصفة العواطف؟.

3. وهذه فتاة في مرحلة الزهور فقدت عاطفة الأسرة، فانخدعت عبر اتصال مفاجئ، أو رغبة في التجربة والتحدي للشباب، أو لعل صديقتها ساهمت في تلك التجربة، وبدأت الفتاة في العواطف مع الذئاب، فماذا ستجني يا ترى؟.

4. وكم تألمنا لخبر فتاة قادتها العاطفة مع شاب يريد الزواج ولكنه أخذ ما يريد ورمى بها لتسبح في دماء العواطف.

5. وهذا شاب ينضم لفئة الشباب في مدرسته أو في الحي الذي يسكن فيه، ويرى منهم ما يُنكر ويُخالف فطرته ويناقض مبادئ دينه، ولكن عاطفته تميل به نحوهم، مع أن نداء الفطرة يصيح، ولكن العاطفة غلبت صوت الفطرة , وبعد زمن يسقط الشاب في الشهوات ويقبض عليه في جرائم لا تخطر في البال، فعجباً للعواطف.

6. وهذه زوجة تتعاطف مع شقيق زوجها المراهق، وتلين في الخطاب له، وتزعم أنه صغير، ولكنها غفلت عن الشيطان الذي يجري فيه وفيها مجرى الدم، وجاءت عاصفة العواطف في لحظةٍ لم تكن بالحسبان، وحينها قوي داعي الشيطان، وارتفع الإيمان عنهما، ووقعت المصيبة، فما أشد عاصفة العواطف!

7. وعلى المستوى الدعوي فإن بعض الدعاة قد ينجرف وراء عاطفة لموقف معين، ويقف له وقفة عاطفية مجردة عن التعقل والدراسة وبعد ذلك تخرج الكلمات منه وتتلوها الأفعال التي تضر بالصحوة والمجتمع الدعوي، وتؤثر سلبياً على الداعية نفسه، وقد تكون عظيمة، فيكون السجن منزله، والسبب : العاطفة التي لم تضبط بالعقل والشرع.

8. وفي ذلك البيت توجد الوالدة وقد سكنت مع ولدها المتزوج، ولم ترق الزوجة لها، أو لعل الوالدة تملك غيرةً شديدة أو تسلط متميز، وبالتالي تُحدث الخلافات بين ولدها وزوجته، وقد تستعين بقطرات من الدموع لعلها تقوي هدفها المنشود، والزوج مع الأم بزعم البر، والنتيجة يعلنها لزوجته: أنت طالق، مع أن القضية لا تستحق، ولكنها العاطفة التي فرَّقت الأسرة، فرُحماك يا رب.

9. وقد يكون صاحب المال من ضحايا العواطف حينما يقف منصتاً لأحد زملائه المحتاجين لبعض المال، فلا يجد صاحبنا في رصيده إلا يسيراً من المال، فإذا به يهديه كله لصاحبه، مع أنه هو ممتلئ بالديون، ومطالب بأجرة السكن الذي هو فيه، وبيته في نقص كبير، ولكنها العاطفة التي أوقعته في هذا الأمر، ولعله بعد زمن يبحث عمن يقرضه، وقد رأيت من هذا الصنف فئام، وأنا لست ضد الصدقة ومساعدة المحتاج، ولكن الأوليات لها فقه ومنهاج، وقد جعل الله لكل شيء قدراً.

10. وفي مجمع الشباب وفي تلك المدرسة يوجد فتى متميز بجمال رائق، وتبدأ العلاقات معه لا لأجل دينه ولا للانتفاع بذكائه، ولكن سعياً وراء عاطفة عصف بها جمال الفتى، وتتوالى النظرات له، ويقع الناظر في بحر العشق، ثم يسبح فيه ليشبع عاطفته، ويزداد التعلق بالمعشوق، ثم يقع العاشق في هم كبير ويبحث عمن يخرج قلبه من جحيم العشق وقد يجد وقد لا يجد.

وتتوالى العقوبات الربانية على قلب العاشق، حتى يتمنى الموت، وقد وقفتُ على عشرات من هذا النوع , ولو أن صاحبنا وقف عند أول نداء لتلك العاطفة وحكم عقله وحفظ بصره لما هان عند ربه: (( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ))[الحج:18]، ولما ذاق مرارة التعلق.

وصدق الأول:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يـوماً أتـعبتك المـناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

ولعل قلمي يقف هنا في إضاءته لعواصف العواطف, ولعلك تقف أنت أيضا عن إهمال فقه العواطف حتى لا تقع في العواصف .
سلطان العمري

مشاعر مبعثرة 2010-12-09 12:33 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

لوليتا% 2010-12-09 8:07 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سنفوووره 2010-12-09 8:40 PM


شكرا لك وجزاك الله خير ويكفينا شر العواصف اللي تمر بحياتنا



الساعة الآن 9:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com