منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=67)
-   -   هل فكرت ان تبر اصدقاء الاب والام والزوجة؟ (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=196575)

يمامة الوادي 2010-10-16 5:23 PM

هل فكرت ان تبر اصدقاء الاب والام والزوجة؟
 


باب بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة
وسائر من يندب إكرامه
1/341 ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه )) (166) .
2/342 ـ وعن عبد الله ين دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة ، فسلم عليه عبد الله بن عمر ، وحمله على حمارٍ كان يركبه ، وأعطاه عمامة كانت على رأسه ، قال ابن دينار : فقلنا له أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير ، فقال عبد الله بن عمر : إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله يقول: ((إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه))(167)
وفي رواية عن ابن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا ملّ ركوب الراحلة ، وعمامة يشد بها رأسه فبينا هو يوماً على ذلك الحمار إذ مر به أعرابي ، فقال : ألست ابن فلان ابن فلان ؟ قال بلى . فأعطاه الحمار ، فقال : اركب هذا ، وأعطاه العمامة وقال : اشدد بها رأسك ، فقال له بعض أصحابه : غفر الله لك ! أعطيت هذا الأعرابي حماراً كنت تروح عليه ، وعمامة كنت تشد بها رأسك ؟ فقال ؟ : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى)) (168) وإن أباه كان صديقاً لعمر رضي الله عنه . روى هذه الروايات كلها مسلم .
الـشـرح
لما ذكر المؤلف رحمه الله ـ أحكام بر الوالدين وصلة الأرحام ؛ ذكر أيضاً حكام صلة من يصل الوالدين والأرحام ، وذلك للعلاقة التي بينهم وبين أقاربه ، أو بينهم وبين والديه ، ثم ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما ـ وهي قصة غريبة ـ كان ابن عمر رضي الله عنه إذا خرج إلى مكة حاجاً يكون معه حمار يتروح عليه إذا مل الركوب على الراحلة ـ أي البعير ـ فيستريح على هذا الحمار ثم يركب الراحلة .
وفي يوم من الأيام لقيه أعرابي فسأله ابن عمر : أنت فلان ابن فلان ؟ قال : نعم ، فنزل عن الحمار وقال : خذ هذا اركب عليه ، وأعطاه عمامة كان قد شد بها رأسه ، وقال لهذا الأعرابي : اشدد رأسك بهذا .
فقيل لعبد الله بن عمر : أصلحك الله أو غفر الله لك ! إنهم الأعراب ، والأعراب يرضون بدون ذلك ، يعنون : كيف تنزل أنت عن الحمار تمشي على قدميك ، وتعطيه عمامتك التي تشد بها رأسك ، وهو أعرابي يرضى بأقل من ذلك .
مات أبو الرجل أو أمه أو أحد من أقاربه أن تبر أهل وده ، يعني ليس صديقه فقط بل حتى أقارب صديقه .
وإن أبا هذا كان صديقاً لعمر أي : لعمر بن الخطاب أبيه ، فلما كان صديقاً لأبيه ؛ أكرمه براً بأبيه عمر رضي الله عنه .
وفي هذا الحديث دليل على امتثال الصحابة ، ورغبتهم في الخير ومسارعتهم إليه ؛ لأن ابن عمر استفاد من هذا الحديث فائدة عظيمة ، فإنه فعل هذا الإكرام بهذا الأعرابي من أجل أن أباه كان صديقاً لعمر ، فما ظنك لو رأى الرجل الذي كان صديقاً لعمر ؟ لأكرمه أكثر وأكثر .
فيستفاد من هذا الحديث أنه إذا كان لأبيك أو أمك أحد بينهم وبينه ود فأكرم ، كذلك إذا كان هناك نسوة صديقات لأمك ؛ فأكرم هؤلاء النسوة ، وإذا كان رجال أصدقاء لأبيك ؛ فأكرم هؤلاء الرجال ، فإن هذا من البر .
وفي هذا الحديث أيضاً : سعة رحمة الله عز وجل حيث إن البر بابه واسع لا يختص بالوالد والأم فقط ؛ بل حتى أصدقاء الوالد وأصدقاء الأم ، إذا أحسنت إليهم فإنما بررت والديك فتثاب ثواب البار بوالديه .
وهذه من نعمة الله عز وجل ، أن وسع لعباده أبواب الخير وكثرها لهم ، حتى يلجوا فيها من كل جانب ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمسلمين من البررة ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
* * *
3/343 ـ وعن أبي أسيد ـ بضم الهمزة وفتح السين ـ مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله ، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال : (( نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنقاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما )) رواه أبو داود(169) .
4/344 ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها ، وما رأيتها قط ، ولكن كان يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة فيقول : (( إنها كانت وكان لي منها ولد )) متفق عليه (170)
وفي رواية : وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن (171)
وفي رواية : كان إذا ذبح الشاة يقول (( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ))(172) .
وفي رواية قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة ، فارتاح لذلك فقال : (( اللهم هالة بنت خويلد ))(173) .
قولها (( فارتاح )) هو بالحاء ، وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي : (( فارتاع )) بالعين ومعناه : أهتم به .
الـشـرح
كذلك أيضاً يبقى من البر بعد موت الوالدين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل : هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( نعم ، الصلاة عليهما )) يعني الدعاء لهما وليس المراد صلاة الجنازة، بل المراد الدعاء. فالصلاة هنا بمعنى الدعاء وهي كقوله تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ) [التوبة: 103] وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتته الصدقة قال : اللهم صل على آل فلان ، كما قال عبد الله بن أبي أوفى أنه أتى بصدقة قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( اللهم صل على آل أبي أوفى )) (174) ، فدعا لهم بالصلاة عليهم .
فقول النبي صلى عليه وسلم هنا : (( الصلاة عليهما )) يعني الدعاء لهما بالصلاة ، فيقول : اللهم صلّ على أبوي ، أو يدعو بدخول الجنة والنجاة من النار وما أشبه ذلك .
الثاني : (( الاستغفار لهما )) وهو أن يستغفر الإنسان لوالديه ، يقول : اللهم اغفر لي ولوالدي ، وما أشبه ذلك ، وأما (( إنفاذ عهدهما)) يعني إنقاذ وصيتهما .
فهذه خمسة أشياء : الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإكرام صديقهما ، وإنفاذ عهدهما ، وصلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما ، هذه من بر الوالدين .
كذلك الصدقة لهما ؛ فإن الصدقة تنفع الوالدين ، كذلك أيضاً إكرام صديقهما مثل حديث ابن عمر السابق ، يعني إن كان له صديق فأكرمه ، فإن هذا من بره .
الخامس : صلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما ، يعني صلة الأقارب فإن هذا من برهما .
أما قراءة القرآن لهما ، أو الصلاة ـ بأن يصلي الإنسان ركعتين ويقول لوالدي ـ فهذا لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أرشد إليه ، بل قال : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) (175) ولم يقل : ولد صالح يتصدق له ، أو يصلي له ، أو يحج له ، أو يعتمر له ، بل قال : يدعو له ، فالدعاء خير من العمل الصالح للوالدين .
لكن لو فعل الإنسان ونوى بهذا العمل لوالديه ؛ فإن ذلك لا بأس به ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمنع سعد بن عبادة أن يتصدق لأمه بل أذن له (176) ، ولا الرجل الذي قال : يا رسول الله ، إن أمي افتلتت نفسها ، ولو تكلمت لتصدقت (177) .
فهذه خمسة أشياء من بر الوالدين بعد موتهما .
ثم ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ حديث عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها ، والغيرة انفعال يكون في الإنسان ؛ يجب أن يختص صاحبه به دون غيره ، ولهذا سميت غيرة ؛ لأنه يكره أن يكون الغير حبيباً ، والنساء الضرات هن أشد بني آدم غيرة .
وعائشة رضي الله عنها كانت حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يحب أحداً مثلها في حياته بعد خديجة ، وكان عليه الصلاة والسلام يحب خديجة ؛ لأنها أم أولاده ـ إلا إبراهيم فمن مارية ـ ولأنها وازرته وساعدته في أول البعثة ، وواسته في ماله ، فلذلك كان لا ينساها .
فكان في المدينة إذا ذبح شاة أخذ من لحمها وأهداه إلى صديقات خديجة رضي الله عنها ، ولم تصبر عائشة رضي الله عنها على ذلك ، قالت : يا رسول الله ، كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة .
قال : (( إنها كانت وكانت )) ، يعني كانت تفعل كذا ، وتفعل كذا ، وذكر من خصالها رضي الله عنها .
(( وكان لي منها ولد )) حيث كل أولاده ؛ أربع بنات وثلاثة أولاد كلهم منها إلا ولداً واحداً هو إبراهيم رضي الله عنه ، فإنه كان من مارية القبطية التي أهداها إليه ملك القبط ، فأولاده كلهم من خديجة فلذلك قال : (( إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد )) .
والشاهد من هذا الحديث : أن إكرام صديق الإنسان بعد موته يعتبر إكراماً له ، وبراً به ، سواء كان من الوالدين ، أو من الأزواج ، أو من الأصدقاء ، أو من الأقارب ، فإن إكرام صديق الميت إكراماً له .
5/345 ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه في سفر، فكان يخدمني فقلت له : لا تفعل ، فقال : إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً آليت على نفسي أن لا أصحب أحداً منهم إلا خدمته . متفق عليه (178) .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ في بقية أحاديث بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه كان في سفر فجعل يخدم رفقته وهم من الأنصار ، فقيل له في ذلك ، يعني : كيف تخدمهم وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ !
فقال : إني رأين الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عيه وسلم شيئاً ؛ آليت على نفسي ألا أصحب أحداً منهم إلا خدمته ، يعني : حلفت .
وهذا من إكرام من يكرم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإكرام أصحاب الرجل إكرام للرجل ، واحترامهم احترام له ، ولهذا جعل رضي الله عنه إكرام هؤلاء من إكرام النبي صلى الله عليه وسلم .
------------------------
(166) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب فضل صلة أصدقاء الأب و الأم ونحوهما ، رقم ( 2552 ) [ 12 ] .
(167) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما رقم ( 2552 ) [ 11 ] .
(168) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما ، رقم ( 2552 ) [ 13 ] .
(169) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، في بر الوالدين ، رقم ( 5142 ) .
(170) رواه البخاري ، كتاب مناقب الأنصار ، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ، رقم ( 3818 ) .
(171) رواه البخاري ، كتاب مناقب الأنصار ، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجه ، رقم ( 3816 ) ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل خديجة ، رقم ( 24435 ) [ 74 ]
(172)رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل خديجة . . . ، رقم (2435 ) [ 75 ] .
(173) رواه البخاري ، كتاب مناقب الأنصار ، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة ، رقم ( 3821 ) ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل خديجة . . ،رقم ( 2437 ) [ 78 ] .
(174) رواه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب قول الله تعالى : ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ) ، رقم ( 6333) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب الدعاء لمن أتى بصدقة ، رقم ( 1078 ) .
(175) روه مسلم ، كتاب الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ، رقم ( 1631 ) .
(176) رواه البخاري ، كتاب الوصايا ، باب إذا قال أرضي أو بستاني ، رقم ( 2756 ) .
(177) رواه البخاري ، كتاب الوصايا ، باب ما يستح لمن توقى فجاءة ، رقم (2760) ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه ، رقم (1004 ) .
(178) رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير،باب فضل الخدمة في الغزو ، رقم ( 2888 ) ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب في حسن صحبة الأنصار ، رقم (2513) .
المكتبة المقروءة : الحديث : شرح رياض الصالحين المجلد الثالث
من موقع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن العثيمين رحمة الله

ابنة أبي 2010-10-16 10:08 PM

يعطيك العافيه اختي..

عطر ! 2010-10-17 1:07 AM

يعطيك العافيه اختي..

شموع الخير 2010-10-17 4:16 AM

جزاك الله خيراً ..


أبو الجمايل 2010-10-21 1:37 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حوراءالراشد 2010-10-22 5:49 AM

يزااج خيـر

بـــــدور 2010-10-24 5:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

يمامة الوادي 2010-10-25 12:58 AM

شكرا لمروركم,,,


الساعة الآن 1:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com