![]() |
صرخة أسير(2)!!تابع وااسلاماااه
بسم الله الرحمن الرحيم (29) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) صدق الله العظيم تأجيج الجدل وأضافت ان قضية السجين 63 تسهم بالتأكيد في تأجيج الجدل المحتدم بضراوة حول استخدام القوة الامريكية في عصر الارهاب، فقد وجهت انتقادات للولايات المتحدة لإساءتها معاملة سجناء جوانتانامو وتعذيبهم، وانكارها لحقوقهم. ووصفت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) ذلك السجن بأنه “غولاغ” لعصرنا الحاضر، في اشارة الى المعتقل الشهير والسيئ السمعة في الاتحاد السوفييتي السابق وأيدها في هذا الوصف مشرعون وجماعات ومنظمات لحقوق الانسان، بينما دعا الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر المسؤولين في الادارة الى إغلاق سجن جوانتانامو نهائياً، حتى ان الرئيس الأمريكي جورج بوش ابلغ شبكة التلفزيون الامريكية “فوكس نيوز” أخيراً بأن إدارته تعكف على استكشاف ودراسة بدائل أخرى لذلك السجن. كيف سيكون تصرف دولة ديمقراطية لإنقاذ أرواح الناس وحياتهم في حال تم الافراج عن سجناء يشكلون مصدراً قيماً للمعلومات، مثل القحطاني، وفي مثل أهميته؟ تورد “تايم” أن خبراء يقولون إن أساليب التعذيب الوحشي لا تجدي نفعاً بشكل عام، لأن السجين سيدلي بأي معلومات، ويقول أي شيء للتخلص مما يتعرض له من تعذيب وآلام شديدة. وهكذا فما العمل وما هي الاجراءات الناجحة والفعالة حقيقة؟ ومتى تكون الغاية مبرراً للوسيلة؟ الإبعاد من أمريكا منذ اللحظة الأولى لوصول القحطاني في رحلة جوية الى مطار اورلاندو عبر الأطلسي في اغسطس/ آب ،2001 لاحظ مسؤولو الهجرة والجوازات أن هناك شيئاً ما يثير الاضطراب والشكوك بشأنه، فقد وصل الى أورلاندو بتذكرة ذهاب فحسب، حاملاً معه 2800 دولار نقداً تكفيه بالكاد لشراء تذكرة عودة. وحينما ضغط عليه موظف لإعطاء مزيد من التفاصيل عن وجهته، كان القحطاني عدوانياً وصدامياً. وبمساعدة مترجم، تولى مسؤول الهجرة التحقيق معه لمدة تسعين دقيقة، ثم أمر بإرساله الى قسم الأمتعة، وكان رده انه “سيعود ثانية”. ومن لندن، استقل القحطاني رحلة جوية متجهة الى دولة عربية ومنها الى أفغانستان للقتال ضد الولايات المتحدة وبعد ذلك تم اعتقاله بعد نجاته من الهجوم على جبال تورا بورا في ديسمبر/ كانون الأول ،2001 وحينما تم نقله الى سجن جوانتانامو بعد شهرين، لم يكن المسؤولون متأكدين من أنه العضو العشرون في مجموعة الخاطفين الذين نفذوا أحداث “11 سبتمبر” لأسابيع عدة، بقي القحطاني رافضاً مجرد ذكر اسمه، لكن المسؤولين الأمريكيين قارنوا في يوليو/ تموز 2002 بصمات أصابعه ببصمات ذلك الرجل الذي تم ترحيله وإبعاده من مطار أورلاندو وصنفوه من السجناء الذين سيخضعون لاستجواب مكثف ومطول. وأوضح الناطق باسم البنتاجون داي ريتا ل “تايم” ان “القحطاني على وجه التحديد “إرهابي” على مستوى كبير من الأهمية، وله وضعه المتميز وعلاقته القوية ب “القاعدة”، ويعتقد المسؤولون أنه القادر والمؤهل لكشف أسرار وخبايا كثيرة عما حدث في 11 سبتمبر من إعداد وتخطيط وتنفيذ، وكذلك لهجمات أخرى غيرها”. غير أن استجواب عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.آي) القحطاني ظل ضعيفاً ومن دون النتيجة المرجوة “ولم نحصل منه على أي شيء” كما قال مسؤول كبير في البنتاجون”. وأضاف ان “القحطاني تلقى تدريباً جيداً على رفض ومقاومة أي استجواب مباشر، وما ينجح في أروقة وأقسام شرطة شيكاجو لا ينجح في الحرب”. استنزاف يومي استطردت “تايم” الأمريكية وأفادت ان الوضع مع القحطاني كان هكذا في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني ،2002 حينما بدأت المجلة بالحصول على محتويات السجل السري شيئاً فشيئاً، وكانت الفرقة المكلفة بفرز السجناء وتمييزهم بعلامات خاصة وفقاً لتصنيف خاص تخضعه لاستنزاف يومي من الاستجوابات المطولة والمكثفة من غير انتظام في المواعيد لكسر إرادته، وإضعاف قواه الجسدية والنفسية فكانوا أحياناً يستجوبونه في الرابعة صباحاً، وفي بعض الأوقات، يستمر التحقيق حتى منتصف الليل، ولم يمض يوم أو تمر ساعة من معايير التوقيت المحلي للولايات المتحدة من غير استجواب القحطاني. وكانت الأساليب التي استخدمها المحققون بموافقة مسؤولي “البنتاجون” في استجواب القحطاني وتم إعطاؤها أسماء سرية ورمزية، مثل الترهيب وتصعيد الخوف، والقسوة والخشونة، وكسر الإرادة والنيل من الكرامة والعزة، وإضعاف الذاتية الشخصية “الأنا” كانت أساليب عبثية عقيمة وسخيفة، تقوم على فكرة الدليل الظرفي والآني. وكان المحققون يتبعون كل يوم أسلوباً جديداً أو أكثر في الاستجواب في محاولات محمومة لمعرفة الأفضل والأكثر نجاحاً وفاعلية منها في التعامل مع القحطاني، فيتعهدون له مثلاً بتحسين معاملته، ويعرضون عليه صور قتلى “11 سبتمبر” وخصوصاً الأطفال والمسنين منهم، ويتحدثون عن إرادة الله ومشيئته وإثم القحطاني وخطيئته في محاولة لدفعه للاحساس بالذنب، ويقولون له إنه فشل في مهمته، وإن شركاءه الآخرين وقعوا في الأسر، وأدلوا باعترافات تتضمن معلومات عن دوره في المؤامرة، كما يعزفون على وتر عواطفه وأحاسيسه، قائلين له إنه يجب عليه أن يتحدث بكل ما لديه إذا كان يريد العودة الى عائلته وأصدقائه واستئناف حياته بشكل طبيعي في وطنه. وذكرت المجلة انه على مدى أربعة أيام من استجواب المحققين لم يحصلوا على شيء من القحطاني باستثناء تكرار ممل لقوله إنه ذهب الى الولايات المتحدة للتجارة في السيارات المستعملة، وكان يقول للمحللين أحياناً “إنكم تعملون مع الشيطان” فيردون بإرغامه على الجلوس أو الوقوف ثابتاً وساكناً تماماً من غير أدنى حركة على كرسي معدني، ويحاول المراوغة في إجاباته على بعض الأسئلة، ويقدم إجابات محددة مأخوذة من كتيب إرشادات لتنظيم القاعدة لتعليم وتدريب عناصره على كيفية مقاومة عمليات التحقيق والاستجواب، وحينما يقدم القحطاني احدى الاجابات الواردة في الكتيب، يرد المحققون ان ذلك يضيف المزيد الى سجل ذنوبه وجرائمه. |
أساليب الاكراه
وفي 2 ديسمبر/ كانون الأول، وافق رامسفيلد على استعمال أقوى 16 من 19 أسلوباً من أساليب القسر والاكراه ليصبح باستطاعة المحققين اللجوء إلى استراتيجيات الضغط الشديد والانهاك، مثل إرغام السجين على الوقوف ساكناً لفترات طويلة، والعزل الانفرادي لمدة تصل إلى ثلاثين يوماً، والتعرية ونزع الملابس، وارغام السجناء على حلق اللحى، واللعب على أشكال الخوف (الفوبيا) لديهم، مثل الخوف من الكلاب وكذلك اللكمات والضربات التي لا تسبب جروحاً أو كسوراً على أجزاء في الجسم، والضغط على الصدر والرقبة، والأصابع والدفع غير العنيف. وطبقاً للسجل، تعرض القحطاني لمعظم هذه الأساليب، وعانى منها على مدى الأسابيع الخمسة التالية، لكنها تعرضت لنكسة وإحباط شديد بعد اللغط الذي أثير عن استخدام فوط أو قطع قماش مبلّلة للتنقيط في أنف السجين أو فمه إلى درجات قريبة من الاختناق، ما اضطر “البنتاجون” إلى تغيير بعض الأساليب، والتخلي عن بعضها الآخر، طبقاً لما جاء في مذكرة رسمية قالت إن القوات المسلحة الأمريكية مدربة جيداً على أساليب الاستجواب، وفقاً لمعايير لا تخرج عن الوسائل التقليدية للضغط والتقييد. وأياً كان الأمر، يظهر السجل ان المحققين صبّوا عبوات من الماء على رأس القحطاني، حينما رفض الشرب، وأسموا هذه اللعبة “إشرب الماء أو ارتديه”. 12 ساعة متواصلة توضح مجلة “تايم” ان الأجواء العامة لعمليات استجواب القحطاني تغيرت بصورة دراماتيكية كبيرة، بعد تطبيق الأساليب والاجراءات الجديدة، فقد زادت مدة جلسات التحقيق، وأصبح الاستجواب يبدأ في منتصف الليل، وحينما يغلبه النعاس ويسقط على الأرض من شدة الإرهاق وقلة النوم يرفعه المحققون، ليتم تنقيط الماء على رأسه أو تشغيل موسيقا صاخبة، ثم يسخرون من سجناء تنظيم القاعدة قبل نقله إلى غرفة أخرى تمتلئ جدرانها بصور قتلى “11 سبتمبر” والأعلام الأمريكية والأضواء الحمراء، ويجب عليه الوقوف لدى عزف السلام الوطني الأمريكي، وتم حلق رأسه ولحيته وطبع صورة أحد قتلى تلك الهجمات على سرواله، ويصرّ على انه لن يتكلّم بشيء حتى يتم استجوابه بالطريقة المناسبة. وعند السابعة صباحاً في 4 ديسمبر/كانون الأول، وبعد جلسة استجواب ليلية استمرت اثنتي عشرة ساعة متواصلة، يرتمي القحطاني في زنزانته للنوم لفترة لا تزيد على أربع ساعات بعد ان سمح له المحققون بذلك. . وتفيد “تايم” ان المشكلة الأكثر خطورة تبرز في اليوم التالي، حينما يكتشف الأطباء أن القحطاني يعاني من جفاف خطير، بسبب رفضه الماء، وتم إعطاؤه الماء بالأنبوب الوريدي، وتكليف أحد الأطباء بمراقبته وملازمته على مدار الساعة، لكن ذلك لم يضع حداً لمضايقة القحطاني بالموسيقا الصاخبة وحرمانه من النوم. وبعد تسع ساعات، يتم فحص نبض السجين، وتأتي النتيجة المتوقعة أنه يعاني من انخفاض حاد وغير طبيعي في عدد النبضات، وبعد رسم للقلب في مستشفى نقل إليها القحطاني، يتم اخضاعه للتنظير المقطعي بالكمبيوتر، وتم استشارة طبيب ثانٍ، كانت ضربات قلب السجين منتظمة، لكنها بطيئة بمعدل 35 خفقة في الدقيقة، وكان معزولاً في غرفة خاصة، وجسمه موصول بجهاز خاص لمراقبة القلب، وفي اليوم التالي يحضر خبير في التصوير بالأشعة من قاعدة بحرية أمريكية في بورتوريكو على بعد ألف كيلومتر لقراءة وشرح نتائج فحص التنظير المقطعي بالكمبيوتر، كما يفيد بذلك السجل السري الذي جاء فيه أنه لم يكن هناك ما هو شاذ أو غير عادي، وتم تصوير المريض بالموجات فوق الصوتية (ألتراساوند) لكشف احتمالات الجلطة الدموية في أي مكان، وللمرة الأولى منذ بدء السجل، يحظى القحطاني بيوم كامل من النوم، وفي اليوم التالي تظهر نتائج الفحوص وعمليات التصوير والمعاينة أن كل شيء طبيعي، والوضع الصحي العام جيد، وتمت إعادته إلى سجنه في جوانتانامو. فشل كل الأساليب لم يتضح بعد ما إذا كان المحققون مستمرين في تلك الأساليب مع القحطاني أم انهم تخلّوا عنها، لكن مسؤولاً في “البنتاجون” قال لمجلة “تايم” إن من أهم المعلومات والاعترافات التي أدلى بها لا تعود إلى الفترة التي يغطيها السجل، وليست نتيجة لأسلوب محدد تم اتباعه معه، وإنما بعد مواجهته بمعلومات وأدلة تم الحصول عليها من سجناء آخرين، وخصوصاً من خالد شيخ محمد، العقل المدبر المزعوم لأحداث “11 سبتمبر”. ولم يتم توجيه أي اتهام بأي جريمة للقحطاني، وليس له أي محام للدفاع عنه، وما زال قابعاً في سجن جوانتانامو، لكن قضيته تشكل موضوع تحقيقات عدة في واشنطن. |
الساعة الآن 7:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab