![]() |
أنا أحتقر نفسي
أنا أحتقر نفسي الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة في ريعان شبابها ولكن تحتقِر نفسها جدًّا بسبب تصرُّفاتها القبيحة، أنا أتخيَّل بأشياء تُثيرني وتُغْويني، ولقد عاهدتُ ربي أن لا تطرأ هذه الأشياء على عقْلي الباطني، ولا أريد التَّفكير فيها، ولكن اليوم هُزمت بالفِعل، أغتصب نفسي بهذه الأفكار، وبالرغم أني عاهدت ربِّي ولكن لم أُوفِ بعهْدي. قد نكثت عهدي، وأعرف أنَّ الله غاضبٌ علي، أنا خجلانة من ربي كثيرًا. الجواب الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فما تتحدَّث عنه الأخت الكريمة نتيجةٌ طبيعيَّة لتلصص العين، والنَّظرة الخائِنة، وتلفُّتها إلى العورات، والحركات المُثيرة، واستِثارة النفس وإيقاظها بالشَّهوات، والتمنِّي والتشهي، والتي تنتهي غالبًا إلى سُعارٍ قد لا يَنطفِئ حتَّى ترتَكِس الفِطَر إلى الدَّرك البهيمي الهابِط، فالمرأة تثار بالنَّظرة، أو الحرِكة، أو غير هذا، ولما كان هذا أمرًا عميقًا في التَّكوين الإنساني، ويَجعله كثيرٌ من النَّاس أكْبر هِمَمِهم ومبلغ علمهم، والإسلام أخذ على الفِتْنَة الطَّريق فسدَّه؛ كيلا تنطلقَ من سُباتها، وتبقى في عِقالها؛ فهذَّب الطَّبع، وشغل الطَّاقة البشريَّة بِهموم أُخرى في الحياة، ونهى عن مقدِّماته وأسبابه ودواعِيه، وأمَر باليقظة والرِّقابة والاستِعْلاء على الرَّغبة في مراحِلِها الأولى؛ فإنَّ مَن حام حوْل الحِمَى وقعَ. فأمر اللهُ بغضِّ البصَر؛ لأنَّ حِفْظ الفرْج ثمرةٌ طبيعيَّة له، وحرَّم الخلْوة بين الجنسَين والسَّفر بغير مَحرم، ومنع المرْأة من التكسُّر في الكلام وترْخيم صوتِها، وغير ذلك من المقدِّمات التي غالبًا ما تُفضي للويْلات، والواقع خيرُ شاهدٍ؛ ومِن ثمَّ قال تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾ [الإسراء: 32]، وهو أبلغ من النَّهي عن الزِّنا؛ لشموله النَّهي عن جميع مقدِّماته ودواعيه. وفي "الصَّحيحين" عن أبي هُرَيْرة قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ستكون فتنٌ، القاعد فيها خيرٌ من القائِم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السَّاعي، من تشرَّف لها تستَشْرِفه، فمَن وجد ملجأً أو معاذًا، فليَعُذْ به)). وقد أحسن القائل: وَالمَرْءُ مَادَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا فِي أَعْيُنِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ لا مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ وما ننصحُ به الأختَ الكريمة هو الفِرار من الفتن، والتَّوْبَة، والاستغفار والنَّدمَ من مما فعلتْ، ومن نقْضِ العهد مع الله، مع العزم الأكيد على عدم العَود. ولتصْدُقي مع الله في التَّوبة، وتُري الله من نفسِك خيرًا، واتَّقي الله في نفسِك؛ فإنَّ الله ينظر إليْك، مع الحذر من أنَّ الحرام كلَّما أوغل فيه المرء، عسُر عليه الرُّجوع وصعُب، فأَقْصِري عن الشرِّ، وتجنَّبي أسبابَه، تَحْمي نفسك - إن شاء الله - من الوقوع في الحرام. وابتعِدي عن أماكِن الفساد والاختِلاط، ولا تتعرَّضي لمُثيرات الفتَن والغرائز والْزَمِي الطَّاعة، والصُّحبة الصَّالحة وأماكن الخير، وابتعِدي عن الشَّرِّ وأهلِه، ولتأخُذي بأسباب العفاف، ومنه إدمان الصَّوم، والذِّكر، وقِراءة القُرآن بتدبُّر، وشغْل النَّفس بِما يعود بالنَّفع في الدينِ والدنيا؛ قال اللهُ - تعالى -: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]. وأحسني اللَّجأ إلى الله - تعالى - بالدُّعاء بالمغفرة والعصمة من الزَّلل، وأبْشِري بقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وقال: ﴿ تِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63]، وقال: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]، وأكثري من دُعاء: "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذ بك من شَرِّ سمعي، ومن شرِّ بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شرِّ منيِّي". ونسأل الله - سبحانه - أن يطهِّرَ قلبَك، ويتوبَ عليْك، ويُذْهِب بأسَك، ويحصِّن فرجك، آمين،، والله أعلم. |
حلو حل المشكله اعجبني
والمفروض الواحد يسامح نفسه علشان يقدر يعيش |
حل المشكلة اعجبني
بارك الله فيك على النقل الرائع |
بارك الله فيك ..
|
جزاك الله خيرا ..
|
شكرا لمروركم
|
الساعة الآن 8:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab