![]() |
دعوة المظلوم
دعوة المظلوم
مصطفى شيخ مصطفى في عالَمِنا الناس كالطواقم، وأرضنا السَّفينة، سفينة ثابتة، مِن حين إلى حين تُبدَّلُ الطواقم، يَقُودها قبطان، يبدَّل المساعد، يبدَّل البحَّارة، يُبَدل الرُّبَّان، وتَبقى في البِحَار سفينة الحياة. والليل والنهار، والنَّجْم والأقمار، ثَوَابت شواهدُ، تُراقِب الأحداث، تراقب السفينة. وتكتب الملائك: بَغَى فلان على فلان، وتعرَّض فلانٌ للظُّلْم. في قرية من القرى سكَن ضرار، واشترى عقارًا إثْرَ عقار، ضمَّها إلى ما آل إليه إرْثًا، جاء مِن خَلْف أسوارها، جاء من المدينة، بنَى لنفسه في القرية دارًا، وبنَى لِمُزَارعيه دُورًا. ألجأ الفقرُ أويسًا إلى قرية الضرار، أهْله جِياع، أطفاله صغار، يَبحث عن عمل، فأُرشد إلى ضرار، توجَّه إليه في الحال، مَثُلَ بين يديه. • لك الرُّبع يا أُوَيس، ولي الأرباع الباقية، منِّي الأرض والبغال، وعليك الحَرْث والبذَار والحصاد. صفقة في قرار، وصاحب القرار ضرار. • كما تشاء يا سيِّدي يا ضرار. • غدًا تَجْلب أهْلَ بيتك وتَسْكُن في الجوار، بيت للبهائم وبيت لك وللصِّغار. حرَثَ أويس، وأحسَن الحراسة، وأحسن السِّقاية، وأحسن البِذَار. يساعد أويسًا زوجُه وصِبْية صغار. وعامَه أمْضَى في الجِدِّ في العمل، وزرْعُه استوى على سُوقِه، يعْجِب الكُفَّار، وآن وقْتُ الحصاد. مَجِلَت يدا أويس وزوجِه من كثرة العمل؛ من الحصاد، وكذلك الصِّغار. حصد ودَرَس، وفصَل الحَبَّ عن القَشِّ، وأَوْدَع الغِلاَل مَخازن ضرار. وجاءت الرِّسالة عاجلةً عاجلة: يريدك ضرار في بيته في المدينة. • يريدني أنا؟! • أبْصِر ماذا فعَلْت؟ • ما فعلتُ شيئًا. • عمَّاه، أبا هلال، أيُّها المختار، ما أعرف المدينة، ولا أعرف الدَّار، ضرار لا يُواجَه، أريدك رفيقي في هذا المشوار. مَثُلَ أويس ثانيةً أمام ضرار بحضرة المختار. • بلَغَني أنَّك تربِّي داجنًا يا أويس؟ مِن أين تأكل الدَّاجن يا أويس؟ أخطأتَ يا أويس، فلَحْمي علْقَم، ولحمي مُرٌّ، أخطأتَ يا أويس، داجنًا تربِّي وتُهْمِل البغال والحمار؟! اسمع يا أويس: رُبْعك من المحصول إلى أَرباعي ضُمَّ، ومِن داري تَخرج أنت والعيال في الحال، غدًا صباحًا ما أَراكم في الدار. تدَخَّل المختار: مِن المَحْصول حرَمْتَه، أرجوك يا ضرار أن تُبْقيه في الدَّار هذا الشتاءَ، رَيْثَما يتيسَّر له عمَل، (ويا دار ما دخلك شر). • أَبدًا أبدًا يا مُختار، ضرار لا يُراجَع، ضرار لا يراجَع، وما لأويس خيار، انتهى الحديث، انتهى الكلام. قرَّر ضرار، وانتهى الجدال. فقال: هيا يا أويس، هيا يا مختار. وسار أويس والمختار، واسمعوا لما حدث. يركض أويس ويركض، ويتوجَّه إلى القبلة، ويقول: يا ألله، فعَل ذلك أويسٌ مِرارًا ومرارًا. أويس يَدْعو والملائك تكتب، وتكتب الملائكة: ضرار قد بغَى، صادَر المحصولَ وهجَّر الصِّغار، أويس قد دعا، أويس قد جأَر، وصاح وابْتَهل، وقال: يا ألله، وقال: يا ألله، أويس قد ظُلِم، ضرار قد ظَلم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. وأصبح الصَّباح، ونادى المنادِي: أخوكم ضرار قد انتقل إلى الدَّار الآخرة. بقي أويس، وضرار قد رحَل. |
يعطيك العافيه
|
جزاك الله خير
|
شكرا لمروركم
|
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
مااااااااااشاء الله
قصه مؤثره شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
شكرا لمروركم,,,
|
الساعة الآن 4:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab