![]() |
صحارى الهجر..
صحارى الهجر..
http://www.dr-km.com/newsm/13.jpg أنا إنسانة متزوجة منذ سنتين وعمري 24 وزوجي عمره 32عاماً، وأنا ولله الحمد جامعية وعلى قدر من الجمال،كما أني على قدر من الثقافة الزوجية،لكن المشكلة في زوجي فهو يخونني مع كل من هبّ ودبّ،وكلما واجهته أنكر وجعلني المخطئة،مع أنني أجد أرقام الفتيات دائماً في جواله إضافة إلى شكّي في تصرفاته،وكلما حاولت الاقتراب منه ابتعد عني إذ يحب الانفراد بنفسه سواء عند مشاهدة التلفاز أو عند النوم وكأنه لم يتزوج،وأنا الآن عند أهلي ولي عنه سبعة أشهر وكلما كلمته في ذلك قال لي :أنتِ عند أهلك ولست عند غريب وأنا مشغول،وقد احترت في التعامل معه فليس لديه إحساس بحجم المشكلة أو إدراك لأبعادها،حتى ابنته أنا التي أصرف عليها وعلى نفسي ولا يعرف حتى شكلها لأنه لم يتلطف بزيارتنا منذ أن ولدت! أعطني مفتاح التعامل معه هل أتصل به؟ مع العلم أنني إذا لم أتصل به فإنه لا يفكر بالاتصال أو حتى بالسؤال عن أحوالنا.. الرد: حياك الله أختي الكريمة .. وهذا ما أراه لمشكلتك: 1-عندما يزمجر الحرف وتصرخ الفواصل وتضطرب الكلمات .. هنا يقال أن القلم قد أُمسك في غير وقته! ويظهر هذا في تكتيل كل تلك المشاعر السلبية تجاه زوجك وتصويره وكأنه شيطان رجيم و لا أشك أنكِ كتبتِ رسالتك وأنت في حالة اشتعال عاطفي. أختي لن تشرع أبواب السعادة أبوابها ولن تنحلّ العقد ولن تنفرج الأزمات عندما تعالج الأمور بانفعال وتهور... يُقضى على المرء في أيام محنته....حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ ومع هذا فأنا أثق على أنكِ قادرة على التروّي والتأمل ببصيرة والتفكير بعمق... 2-سألتني هل أتصل عليه أو لا أتصل..وأقول الموضوع ليس موضوع اتصال من عدمه؟ أو كيف تعودين؟ السؤال الأخطر بنظري هو بأي حال ترجعين؟ وما هي الأفكار التي سترجعين بها؟ إن كنت ستعودين بتلك الأفكار وبنفس الصورة الذهنية الحالية حيث احتقار الزوج وتناسي إيجابياته واستحالة تغييره! فأنصحك بعدم العودة! لأنكِ -والله أعلم- لن تطيلي المكث عند زوجك! يقول اينشتاين:( إنه من المستحيل أن تحل المشاكل بمستوى تفكير يوازي المستوى الذي نشأت عنده)!! لذا أختي اجعلي من وقت بقائك عند أهلك مساحة للـتأمل وإعادة النظر...واسألي نفسك.. هل قمتُ بواجباتي ونهضتُ بمسؤولياتي؟ إن ما يزعجني هو أن عدداً من المسترشدين يرى نفسه وحيد الدهر وفريد الزمان وأنه ابتلي بشريك لا يستحق ظفره .. كل حديثك في هذه الرسالة الملتهبة كان عن زوجك ونقاط ضعفه ! وأقول أجيبيني أنتِ ما هي نقاط ضعفك؟ دعيني أخبرك بها ! حدّتك وعصبيتك ...احتقارك لزوجك وتجاوز حسناته..مطاردة الزوج والتجسس عليه .. لذا فإنني لن أحتفي كثيراً بلهجتك الحادة. ولن أتفاعل معها كثيراً -لمصلحتك والله- مع تعاطفي الكامل مع أوضاعك. 3-إن الخطوة الأولى لتغير الأمور واستقامة الأحوال أن يبدأ الإنسان بنفسه وأنا لا أشك أنكِ تتحملين جزءاً من مسؤولية هذا التوتر الحاصل في مشكلتك، راجعي نفسك وأعيدي شريط الذكريات وكوني صادقة مع نفسك فالكذب والتدليس مع النفس وتزوير الحقائق نتيجته مزيد من التعاسة وخيبات الأمل وتعقيد الأمور, اسألي نفسك عن الأمور التي يشتكي منها الزوج، وبحكم خبرتي فإن الخلافات تنشأ من أمرين أو ثلاثة أمور وتبقى معلقة بين الطرفين دون إيجاد حل لها حيث أن كل طرف لا يريد أن يخطو خطوة إلى الأمام للأسف. اسألي نفسك ماذا يريد زوجك منك؟ إن الحديث عن جمالك وأناقتك لا يكفيان فصاحبة الجمال تعود قبيحة دميمة إذا ساء خلقها وشانت طباعها وأربأ بك أختي أن تكوني من هذا الصنف. 4-يقول الخطيب البغدادي -رحمه الله-:( ليس من عالم ولا صاحب قدر ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب....ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ,ففضله أكثر تقصيره وقد وهب نقصه لفضله....)هل خلا زوجك من الحسنات وانسلخ من الخير ؟ حينما يبلغ الهم مداه والضيق أشدّه والألم أقساه عندها تضيق الدنيا وتهمش حسنات الآخرين وتسلب خيريّتهم !! فهلا عدتِ إلى نفسك في وقت صفاء واسترخاء حضر فيها العقل وأطل العدل بوجهه المشرق وعبق الإنصاف برائحته الزكية ..خذي ورقة وقلما ودوّني حسناته، ستجدينها كثيرة جداً فيتسامح عندها مع قليل عيوبه، والماء إذا بلغ قلّتين لا يحمل الخبث، وعلى كل شخص يجب أن يؤدي واجبه حتى ولو قصّر الآخرون. 5-إن أصل المشكلة فيما يبدو هي الفجوة بينك وبين زوجك حيث أن التفاهم والانسجام متدنٍ بينكما والحل أختي الكريمة سيبدأ منك فزوجك غائبٌ عن المشهد ولو كان حاضراً لأسمعته كلاما آخر.. أختي الكريمة.. لماذا لا يكون الحوار الهادئ والنقد الناعم اللين والتعبير عن المشاعر ديدناً لكما وشعاراً لحياتكما..وفي حياتكما غاب الحوار فغاب الاستقرار! 6- بالنسبة للحلول السحرية التي تحدثتِ عنها فأظنكِ تملكينها! فالمرأة تمتلك قدرات رهيبة وأساليب مؤثرة هائلة معها تستطيع أن تستولي على قلب زوجها وعقله ، وتستطيع المرأة متوسطة الجمال أن تؤثر بطباعها الحسنة وشيء من الاهتمام بنفسها، وكلامها العذب. 6. 7-إن جنوح الزوج للانفراد والجلوس لوحده له عدة تفسيرات أولها أنه صاحب شخصية تحب الوحدة وهؤلاء كثر، ولا يعني بحال أنهم يكرهون من حولهم ولربما كان السبب هروباً منك وفراراً من حدتك و انتقاداتك أو إثارتك للمشاكل لذا كوني خفيفة ظل، اجلسي معه ولا تطيلي الجلوس فالعبرة ليست بالوقت الكمّي بقدر ما هي للوقت الجمعي أي أن جلوسك معه للحظات قصيرة باستمتاع خير من الجلوس لساعات بمشاحنات وتلاسن. 8- إذا عدتِ فعامليه بذوق وحنان ولطف واحترام وثقة ولا أشك أنه سيعود إلى رشده بعد أن يجد فيك المرأة صاحبة العطاء وسمو الأخلاق. و سوف يكون أسيراً لهذه الأخلاق الطيبة ولن يملك معها إلا احترام العلاقة وصيانتها، وستجعله يتأمل كثيراً قبل أن يقدم على أي تصرف .. عامليه وكأنه شيئاً لم يكن ولا تجتري سقطاته في الماضي, وإياك والتجسس عليه ومطاردته فسحائب التشكيك والتخوين إذا خيمت فستمطر غالباً انحرافاً وسلوكاً خاطئاً. 9-أخيرا أختي الكريمة إن أي حل للمشكلة لابد أن يدعمه رغبة داخلية في أعماقك نحو تحقيق السعادة الزوجية والمحافظة على أركان عشكما الدافئ ، اجلسي وخططي لعودة زوجك وأنصحك بالتمهيد للعودة بالرسالة العذبة والكلمة الرقيقة وإبداء مشاعر الاشتياق والوله وحتما سيعود إلى أحضانك محباً لك غارقا في هواك مشدوداً إليك ..يسر الله أمرك وفرج همك. خالد المنيف |
يعطيج العافية ^^
|
الساعة الآن 1:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab