كان حُلْما في ذرى الحبِّ تلاقى
فهَوَى في سَاحِقِ البُغْضِ فِرَاقا

كان ميثاقـا غليظـا.. حالمـا
فغدا وهْما.. وسوطا.. و وثاقـا

وُلِـدَتْ آمالهـم ترقُـبُ بــد
را يُمِيْتُ الألمَ الداجي ائْتلاقـا

عادتْ الآمال عرجونـا قـديـ
ما وزارَ الطيفُ في الحلمِ محاقا

نسيـا العهـدَ الـذي ضمَّهُمَـا
في حنايـاهُ حُبُـورا واشتِيَاقـا

رَشَفَـا الحـبَّ وذاقـاهُ فـمـا
أعذبَ الحـبَّ وأشهـاهُ مَذَاقـا

رنَّمـاه أغنـيـاتٍ أطـربـتْ
أسكرتْ قلبيهمـا لمـا تساقـى

فرشا الـدارَ ورودا أزهـرتْ
رَوَت الذِّكْرى دُموعا وعِناقـا

بعـثـت أمنـيـةً عـابـقـة
حمَّلتها نسمـةُ الـودِّ الرِّفاقـا

لاحَ حرُّ الصيفِ فـي عينهمـا
فاستظـلُّاهُ عَذابـا واحْتِـراقـا

قطعـا كــلَّ ظَلـيـلٍ وارفٍ
ضيَّقا حـولَ مغانيـهِ الخِناقـا

نضب الشوق وغيض الحبُّ من
بعد أن كانا لهم كأسـا دهاقـا

كـمْ أراقـاهُ بكفَّـي صَـلََـفٍ
وأفاضـا فيـه ظُلمـا وشِقَاقـا

أتُـرى قـدْ سئمـا روحيهمـا
فـأراداه فـصـالاً وانعتـاقـا

أم تولَّت نشـوةٌ فـي صبْـوةٍ
أم هُما من بعد عشرينَ أفاقا ؟!

لستُ أدري.. كسرا ضلعَ المُنى
عندما أطلقَ من فيهِ الطَّلاقـا !


على ال راشد