![]() |
عندما تصبح الآراء حقائق..
عندما تصبح الآراء حقائق.. بعد تجربة مريرة أنهكت قواها وجرحت فؤادها قالت: تطلقت ومعها طلقت السعادة.. لا ثمة أمل بارق ولا نور يرى.. الفشل في كل زاوية يتراءى أمامي، وحياتي باتت مظلمة، وتلك هي التعاسة تنشر أشعتها الحارقة في سماء حياتي... هاأنذا لست أصلح زوجة ولا أنفع أما... هذا مضمون رسالة بعثت بها إحدى الأخوات. ودعونا نتأمل مستبصرين في ثنايا حديثها.. إن الحقيقة الوحيدة في رسالتها أنها تطلقت فقط! أما ما تحدثت به من أمور تعاستها وكون الفشل هو مصيرها وأن لا أمل لها أن تحيا حياة هانئة وغير ذلك فهو من بنيات أفكارها ولم يرتق بحال أن يكون حقيقة! وكل هذا في حقيقته إفراز لمشاعر الألم لا أكثر وهو ما جعل من الرأي العابر حقيقة لا تقبل النقاش عند صاحبتنا!. يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن إن تسييس الأمور بهذا المنطق سبب كاف لتدمير الحياة وتعطيل القدرات، فليست مشكلتنا في حضور المصائب وزيادة المشاكل أبدا، إنما المشكلة في الزاوية التي ننظر بها إليها والخلط المتعمد بين الحقائق والآراء كحيلة نفسية تبرر الاستكانة وحماية النفس من ضريبة العمل وجهد النهوض. وقفة.. لا تجعل الآراء تعبث بك، واحذر أن تتحول إلى قناعات تأسرك وتظلم معها حياتك.. وإياك أن تخلط بينها وبين الحقائق وأنت في غمرة آلامك ، وهي ستكون كذلك متى ما استحضرتها مكرراً لها ومعظماً من شأنها. قد نبتلى بمصيبة، ولربما تصيبنا حادثة، وكثيرا ما نخسر مالا، وكم نفقد حبيبا، الحقيقة تكمن في وجود الحدث فقط وما بعدها هي وجهات نظر وآراء تغلغلت في عمقها آثار المصيبة. فهلا جعلت من الحقيقة التي لا تحمل أي شك لبنات تبني بها مستقبلك ناثرا عليها ورود التفاؤل مسلما بقدر الله منطرحا تحت عتباته متوكلا واثقا فيه سبحانه ،وهذا سيجعل كل شيء في الحياة جميلا ،ستشفى جروحك وتهاجر أوجاعك وسترى الوردة الصغيرة كأنما هي بساتين من الجوري والياسمين والدار الصغيرة ستستحيل قصرا جميلا وسيغدو الفجر بخيوطه الحالمة وابتسامته المشرقة جنة تسبح في الكون.[/ خالد المنيف |
الساعة الآن 6:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab