منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=67)
-   -   أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون، (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=151411)

البراء بن عازب 2010-05-01 11:53 AM

أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون،
 

يقول كاتب القصة


أي شخص كان قد رآني متسلقاًسور المقبرةفي هذه الساعة من الليل،كان سيقول: أكيد مجنون، ‏أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البدايةعندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيهوإذا ما رقد فيه نادى(‏رب ارجعون .. رب ارجعون )
ثم يقوم منتفضاً ويقول: ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل؟
حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـتهفسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم
عندذلك.
تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني، ‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ‏ثمتكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمةلتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النارقررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها
‏ولابد أنترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله. ‏وكل يوم أقول لنفسيدع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرةأخرى.
‏حينها قلت: كفى . وأقسمتأن يكون الأمر هذه الليلة.
ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: ‏هل أدخل من الباب ؟حينها سأوقظ حارس المقبرة! ‏أو لعله غير موجود! ‏أم أتسور السور ؟
‏إن أوقظته لعله يقول ليتعال في الغد، ‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، ‏فقررت أن أتسور السور .. ‏
رفعت ثوبي وتلثمت بشماغيواستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسستأنني أراها لأول مرة.
‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشدمنها سواداً ‏تلك الليلة، ‏كانت ظلمة حالكة، ‏سكون رهيب.
‏هذا هو صمت القبور بحق،تأملتها كثيراً من أعلى السور، ‏واستـنشقت هوائها، ‏نعم إنهارائحة القبور، ‏أميزها عن ألف رائحة،رائحة الحنوط،‏رائحة بها طعم الموت ‏الصافي.
وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏
إيه أيتها القبور، ‏ما أشدصمتك وما أشد ما تخفينه، ‏ ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم،‏ ماذا سيقول لي أهلك لوحدثتهم ؟

لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليهوسلم)‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )
قررت أن أهبط حتى لا يرانيأحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة،وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات.
هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، ‏والتصقت بالجدار ولاأدري لأحتمي من ماذا؟

‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشيةمن المرور فوق القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !
نظرت إلى الناحية الشرقيةوالتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. ‏إنها أشد بقع المقبرة سواداً ،وكأنها تناديني، ‏مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ؟



البراء بن عازب 2010-05-01 11:56 AM

أمشي محاذراً بين القبور،‏وكلما تجاوزت قبراً تساءلت‏أشقي أم سعيد؟‏شقي بسبب ماذا؟‏أضيّع الصلاة؟أم كان من أهل الغناء والطرب؟‏أم كان من أهل الزنى؟
‏ لعل من تجاوزت قبره الآنكان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله؟
: أم أنه كان يقول
ما زال فيالعمر بقية،
‏سبحان من قهر الخلق بالموت
أبصرت الممر، ‏حتى إذا وصلتإليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلىالناحية الشرقية، ‏ثم بدأت أولى خطواتي، بدت وكأنها دهر، ‏أين سرعة قدمي؟ ماأثقلهما الآن، ‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرنيهناك.
اعلم، فقد رأيت القبركثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، أكاد أسمع همهمة خلف أذني، نعم،أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني، خفت أن أنظر خلفي، خفت أن أرىأشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، ‏بالتأكيدأنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء فيجماعه.
أخيراً،أبصرت القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً، ‏كيفأتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟ ‏بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ ‏وأي شئينتظرني في الأسفل ؟ ‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيراًلقسمي.
‏ولكنلا
‏لن أصل إلى هنا ثم أقف،‏يجب أن أكمل، ‏ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنسنفسي.
ما أشد ظلمته، ‏وما أشد ضيقه،كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟
سبحان الله

البراء بن عازب 2010-05-01 11:58 AM

يبدوتخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله،تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أولمن ينـزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخفيهم: ‏جهزوا الطوب.
وتخيلت أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثواعليَّ التراب، تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوالأخيكم فإنه الآن يسأل، ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل.
ثم رحلوا، وتركوني فرداًوحيداً، تذكرت قول الله تعالى(ولقد جئتمونا فرادى كماخلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )نعم صدق الله،تركت زوجتي، فارقت أبنائي، تخلـيّت عن مالي، أو هو تخلى عني .تخيّلت كأن ملائكةالعذاب حين رأوا النعش قادماً، ظهروا بأصوات مفزعة، وأشكال مخيفة، ينادي بعضهمبعضاً: ‏أهو العبد العاصي؟
فيقولالآخر: نعم. ‏ فيقال: ‏أمشيع متروك ‏أم محمول ليس له مفر؟ ‏فيجيبه الآخر: بل محمولإلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام . ‏
رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين:‏ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ‏ ماالذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقدفنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنهلك عدو مبين؟ أمثلك يعصى الجبار، والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته، لا نجاة لكمنَّا اليوم، اصرخ ليس لصراخك مجيب
فجلست اصرخرب ارجعون، رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبر والفضاء، يملأني يئساً يقول : (كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ
إلى يوم يبعثون )
بكيت ماشاء الله أن أبكي، ثم قلت: الحمدلله رب العالمين،مازال هناك وقت للتوبة،استغفر الله العظيم وأتوبإليه ثم قمت مكسوراً،‏ وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي، أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقىمن تراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم :
قال لي جبريل : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4355
خلاصة حكم المحدث: حسن


نسائم الدعوة 2010-05-01 12:24 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...


الساعة الآن 1:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com