![]() |
أمريكا بين العنجهية والفساد في الأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا بين العنجهية والفساد في الأرض (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) لا يكاد يمر يوم على الوجود الأمريكي في العراق إلا وتتكشف الحقيقة عن مدى تورط أمريكا فيما سمي بـ"المستنقع العراقي " , إن أمريكا هذه هي التي ادعت بان حربها وحملتها الصليبية الجديدة لن تدوم سوى ساعات أو أيام على أقصى تقدير , معتمدة في ذلك على غرورها وظنها بخنوع المسلمين , وها هي إلى الآن تحاول لملمة أوراقها فلا تستطيع وها هي تحاول صيد الفوائد والغنائم فتعجز وان حصل لها نفع فثمنه أرواح جنودها . إلا أن الأمر الجدير بالإشارة أن دولة مثل أمريكا لن تستسلم بسهولة ولن نراها في يوم من الأيام تعلن عن انسحاب جنودها دون سابق إنذار أو دون تامين مصالحها , لذا فهي تبتكر الوسائل والأساليب وتتلاعب بالأرواح والشعوب وتثير الفتن والقلاقل لكي تحقق مآربها . وفي هذا السياق تسعى أمريكا بشكل دائم ومتواصل لإثارة الفتنة بين السنة والشيعة في العراق , وما حادثة المدائن إلا شاهد على سعي أمريكا للإفساد في الأرض . إن المبدأ الرأسمالي , الذي تحمله أمريكا وأوروبا , يجعل من الإنسان وحشا مستشريا لا يقيم للقيم أي وزن سوى القيمة المادية (المنفعة والربح ) , لذا فليس غريبا أن نرى دُوَلَهُ تَعيث في الأرض الفساد , وليس غريبا على أصحاب هذا المبدأ أن يكونوا بهائم في صورة بشر وليس غريبا على هؤلاء أن يزهقوا الأرواح بل ويقتلوا الشيوخ والنساء والأطفال من اجل برميل نفط أو حفنة معادن , فكيف لو شعروا بالخسارة وفقدان المنافع وبان جهودهم إلى الآن لم تثمر, فلا شك سيندفعوا في همجيتهم اشد اندفاع وتثور فيهم البهيمية وينقلبوا إلى وحوش. أيها المسلمون : هذا هو عدوكم , همه مادي وسعيه نفعي , ومن كانت هذه صفته فلن يجرأ على خوض معركة حقيقية , ولن يجرأ على خوض معارك فاصلة , فهل آن لكم أن تتهيأوا لهذه الملاقاة وتقيموا خليفة يكون جُنة ووقاية لكم ؟! أيها المسلمون: انتم – والله – خير الأمم والأجدر بقيادتها ,فانتم تحملون مبدأ الإسلام رسالة خير وهدى للبشرية جمعاء , انتم همُكم إنقاذ البشر من ضنكها , انتم تسعون لإخراجها من جور الرأسمالية وعفنها وجشعها إلى نور الإسلام وعدله , فكونوا كما كنتم, خير امة أخرجت للناس لينصركم ربكم ويعزكم ويظهر دينكم والله معكم ولن يَتِرَكم أعمالَكم . (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) |
الساعة الآن 8:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab