| TO TO TO |
2010-04-13 7:28 AM |
لا خصومة ولا هجران في الاسلام0000
لاخصومة ولاهجران في الاسلامقَالَ الله تَعَالَى :(لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ».
من سنن الحياة الاختلافَ بينَ الناسِ وإثارة الخصومةَ فيما بَينْهم حيث إنها أمر واقع ونجد له أسبابا كثيرةٌ، منها وساوس الشيطانُ الذي يَعدُهم الفَقْرَ ويأمرهُمْ بالفحشاءِ، وكذلك النفسُ الأمارةُ بالسوءِ، والهوى المُضِّلُّ عن سبيلِ اللهِ، والشحُّ والبخل ، والنَّميمةُ المفسدةُ، واشتباهُ الأمور، وغيرُ ذلك من الأسباب متفرقةً أو مُجتْمعةً، التي تُنْتج الخلافَ وتورثُ الفتنة، حتى تفرق بينَ المحبِّ وحبيبهِ، والقريبِ وقريبِه، والصاحبِ وصاحبِهِ، والجارِ وجارِهِ، حتى يهجُرَ الولدُ أباهُ.
والزوجُ زوْجتَهُ، والأخُ أخاه، والشريكُ شريكَهُ، وذلك أنّه إذا دَبَّ الخلافُ واشتدتِ الخصومةُ فسدت النيات، وتغيرت القلوب ، وتدابرت الأجسادُ، وأظلمتِ الوجوهُ، فوقعت الحالقةُ التي لا تحلق الشعرَ ولكنْ تحلقُ الدِّين، حيثُ يسوءُ ظنُّ المسلمِ بأخيهِ، وقد ، تتفوهُ الأفواهُ بفاحشِ القولِ وألوانِ البُهْتِ، وقد تمتدُّ الأيدي إلى الضربِ أو القتل، وغير ذلكَ من القبائحِ، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال :
«كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».
وينتج عن هذا كله احتقار الأخ لأخيه ، فتنقطع صلة الرحم وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم : «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ».
ونجد أن رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الخصومة والمقاطعة والهجران بين المسلمينَ فقَالَ صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ».
ومن بين الأسباب التي تساعد على الخصومة الحسد والحقد وتحريض المسلمين بعضهم على بعض قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ».
وإذا نظرنا إلى عواقب المفاسدَ فنجدها كثيرة، أهمها عدم المغفرة قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».
لهذا نجد أن من أعظم الأمور التي حثنا عليها الإسلام هي إصلاح ذات البين حتى تقوى الأمة ولا تكون فريسة سهلة لأعدائها المتربصين بها في كل وقت وزمان.
وقد حفل التاريخ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يُصلحونَ في الأرضِ ولا يُفْسدون، وَيأمُرونَ بالمعروف وينهَوْنَ عن المنكرِ وأولئك من الصالحين حيث بذلوا جهدهِم في الإصلاحِ، طمعاً في فضل اللهِ سبحانه وتعالى ورحمتِه.
|
