منتديات موقع بشارة خير - الكريم وزوجته الثرثاره

الكريم وزوجته الثرثاره
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
يروى إن رجل كريماً شهماً معروفاًً بين ربعه بعزة النفس و أخلاقه الفاضلة, رغم أنه فقيراً ولا يملك من المال إلا اليسير, وضروفه المادية صعبه, فلم يمنعه من تقديم الطعام لضيوفه الذين يزورونه , فتجده بعض الأوقات يطلب قرض حسن , من أجل أن يكرم ضيوفه . ولكن زوجته و ابنة عمه , بها بعض الطبائع السيئة , وهى رفع صوتها عليه ,وبخلها الشديد
وفى يوماً من الأيام زاره ضيوف,فقام يريد أن يذبح خروف عندهم , فرفعت صوتها عليه, بقولها لا تذبح الشاة الفلانيه أو الخروف الفلاني , أو الجمل الفلاني ومن هذه الأشياء,مما جعل الضيوف يسمعون لسانها السليط,مما تسبب له إحراج شديد أمام ضيوفه الذين في مجلسه.
وفي أحـد الأيـام زاره ضـيوف لـهـم مـكـانه كبيره في قلبه؛ فخـاف إن ترفع زوجـته صـوتهـا عليه , لـذلـك طـلب مـنها أن تـذهـب إلى والـدها ( عــمّــه ) من أجل الزيارة, وكـان والـدهـا قريباً منهم و نفس الحي ؛ فلمّا خـرجـت الزوجة , لأبيها قـام الـزوج بذبح إحدى الشياه وطـبخـهـا عـند جــيـرانه وقـدمـهـا لـضــيــوفـه .
أمـا عـمّـه و أبو زوجته , فكان يعلم طبائع ابنته مـع زوجـــها ؛ ويعـرف كرم أخــلاق ابن أخـيه ومجـامـلـته لها إكراماً له ؛ حيث كان زوجها دوماً يردد له و يشتكى بقوله : ياعم أشغلتنا و أزعجتنا العنزة بثغاها, وهو كناية عن رفع صوت أبنته على زوجها , ثـم أبقـاهـا عـنده وكـان لـديه ابنة أخــرى تختلف عن أختها اختلاف كبير, وتمتع بأخلاقها الفاضلة و معروف عنها الهدوء وعدم إزعاج الآخرين ؛ فـأرسـل إلى ابن أخــيـه يطــلـب مـنه أن يطــلّـق ابنته سليطة ألسان و يزوّجـه أخــتـهـا التي سوف يرتاح معها, وفعلاَ طلقها , فقال هذه ألقصيده :
الله خلقني واعتنى بي عن الضيق والفقر عن سلم العرب ما حدانـي
ما قط منّي راح ضيفي على الريق ولا شان وجهه يوم شان الزماني
والله رماني من خيـار المطاليـق اللي عطيته عنز و هوّه عطانـي
عطاني اللي به كثير الذهب سيـق بنت الشيوخ اللي تعـز العوانـي
الله موفّقها علـى الخيـر توفيـق لا غبت عن بيتي عليه الف اماني