![]() |
هنا حلاً لبطالة الشباب..
عمرو خالد يقدم حلاً لبطالة الشباب
حوار أجراه أ/عصام الغازي مع أ/ عمرو خالد لمجلة كل الناس بتاريخ 23 مارس 2005 عندما تصطدم أحلام الشباب بغول البطالة الذي يفترس حالياً 16 مليون شاب عربي، لابد أن يصاب بالاغتراب والاكتئاب، وقد يندفع إلى هاوية الإدمان والإرهاب. هذا ما يحذر منه الداعية عمرو خالد وهو يبحث عن حل لأزمة البطالة في إطار مشروعه "صناع الحياة" .. وهو يؤكد بكل صراحة أن الدعوة إلى الله لن تؤتي ثمارها، لأن العاطل يتحول إلى كائن آخر لن يؤثر فيه ألف واعظ. ويؤكد عمرو خالد أن جيش العاطلين يمكن أن يتحول إلى كتيبة للعمل ليكون مفتاحاً للنهضة، بدلاً من أن يكون كارثة على المجتمع.. وهو ما فعلته الصين واليابان. مشكلة كل بيت سألته: ما حجم مشكلة البطالة في المجتمع العربي؟ هي مشكلة كل بيت. يعاني منها الآباء والأمهات والشباب. مشكلة أن كل أسرة أنجبت ابناً كانت تحلم أن تراه طبيباً ومهندساً وصيدلياً. وظل الحلم يكبر مع الأب والأم. وكبر الشاب أو كبرت الفتاة. كان الشاب يقول: "حين أتخرج بعد 16 سنة من التعليم سأعمل وأتكسب وأتزوج الفتاة التي أحبها. وسأبني بيتاً وسأستقر. وسيصبح اسمى كبيراً".. لكن الـ 16 سنة من التعليم تنتهي، ويتخرج الشاب – أو الفتاة – في الجامعة، ليواجه صدمة كبيرة: لا يوجد عمل. وهذه أكبر مشكلة تواجه العالم العربي الآن، بسببها لا يمكن للنهضة أن تحدث. فالقضاء على البطالة هو المفتاح الذي ستتحقق به النهضة. لدينا الآن في العالم العربي 16 مليون عاطل. وهذا الرقم مؤهل للزيادة، لأننا لا نحل المشكلة، والآلاف يتخرجون كل عام في الجامعات. نحن في "صناع الحياة" لدينا نظرة عكسية: هذه المشكلة الرهيبة هي نفسها مفتاح النهضة. العاطلون.. مفتاح النهضة كيف تكون المشكلة هي الحل؟ الـ 16 مليون عاطل في بلادنا، هم أنفسهم الكنز الذي لم يمس. بئر البترول الخام الذي لا يزال بكراً. هؤلاء هم الذين سيصنعون بسواعدهم النهضة. لو أنهم يعملون وذهبنا إليهم نطلب منهم أن يصنعوا النهضة، سيسألوننا: كم تدفعون؟!.. لكن هؤلاء لا عمل لديهم، وهم يرون أن مصيبة البطالة تتضخم يوماً بعد يوم. والبطالة ليس لها علاقة بشريحة اجتماعية أو طبقة معينة. لكنها تتعلق بظرف نحن نعيش فيه. هذا الشباب حين نفتح أمامه طاقة الأمل سيكون طموحه أكبر، فلماذا لا نحقق النهضة به؟ عندئذ يتحسن الوضع ويحصل الشباب على الثواب من الله.. من هنا أرى أن البطالة يمكن أن تكون فرصة. كنت أقول إن اليائس يرى الصعوبة في كل فرصة، لكن "صناع الحياة" الآن يرون الفرصة في كل صعوبة. إنني متفائل ومستبشر بما هو آت، ولست حزيناً أنعي حظ هذه الأمة في واقعها. لا مكان للإحباط في مشروعنا. لدينا أعلى نسبة بطالة في العالم! قبل أن نخوض في المشكلة والحل، بم تُعرّف البطالة؟ البطالة تعني أن شخصاً قادراً على العمل ولديه الرغبة في أن يعمل، ويبحث بدأب عن عمل لكنه لا يجد لنفسه عملاً. ما حجم البطالة في العالم العربي مقارنة بحجمها في العالم؟ أعلى معدل بطالة في العالم موجود في العالم العربي. منظمة العمل الدولية تقول إن معدل البطالة في العالم "متوسط نسبتها عام 2003 كان 6،2%.. في العالم العربي 12،2%.." والرسول صلى الله عليه وسلم أدرك أهمية العمل وقال آلاف الأحاديث فيه.. هذه الفجوة بين النسبتين هي فجوة نهضة وفجوة حضارة. بالنسبة للشباب المصيبة أكبر. فتقرير الأمم المتحدة عام 2003 يقول إن متوسط نسبة بطالة الشباب في العام 12%. في الوطن العربي بطالة الشباب 26،5%. هذا معناه أن من بين كل شاب عربي هناك 265 عاطلاً. المشكلة رهيبة. لكن يمكن أن تكون هي مفتاح الحل. لا مستقبل بدون الشباب في المؤتمر الاقتصادي العالمي في دافوس الذي عقد عام 2005، وقف رئيس المنتدى الاقتصادي العربي ليعلن أن نسبة البطالة في العالم العربي وصلت إلى 15%، وأن نسبة البطالة بين الشباب وصلت عام 2005 إلى 30%. وقال إن عام 2013 سيكون عدد العاطلين في الوطن العربي 80 مليون نسمة. كيف سيكون مستقبل الشباب في ظل هذه الإحصائيات المخيفة؟ لو لم نتحرك فوراً ستكون الكارثة.. والنهضة ستتحقق بالشباب ، فبدون الشباب لا يمكن أن تحدث نهضة.. فلننظر في عالم السياسة: ثورة الجزائر من الذي حقق لها النصر؟ مليون شهيد من الشباب. والشباب هم الذين قاموا بثورة 23 يوليو في مصر، وفجروا الانتفاضة الفلسطينية، في عالم الاقتصاد: الشباب هم الذين أسسوا الشركات "المالتي ناشيونال العالمية".. ومنهم مخترع الـ "أبل ماكنتوش" الذي كان شاباً عاطلاً، "بل جيتس" الذي كان شاباً وحيداً لم يساعده أحد، لكنه كافح وعمل الميكروسوفت. سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم السلام والحواريون كانوا شباباً.. محمد صلى الله علية وسلم وأصحابه كانوا شباباً. من الذي نام في فراش النبي صلى الله علية وسلم ليلة الهجرة؟ علي بن أبي طالب، الذي كان في العشرين من عمره. من التي كانت تعرف مكان اختباء النبي صلى الله علية وسلم في غار ثور، وكانت تذهب إليه بالطعام والشراب وضربت وعذبت ولم تبح بالسر؟.. هي السيدة أسماء بنت أبي بكر، وكانت شابة صغيرة. يقول النبي صلى الله علية وسلم: "بعثني الله فصدقني الشباب وكذبني الشيوخ". سر الخيانة والإرهاب والفساد والزواج العرفي ما الآثار التي تتركها على حياة الشباب؟ البطالة تؤدي إلى الإحساس بالغربة والألم والاكتئاب. وتؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية. وتؤدي إلى إدمان المخدرات وانتشار الجرائم، وضعف الانتماء للوطن، وربما خيانته وكراهية المجتمع، كما تؤدي إلى تفشي العنف والإرهاب. البطالة تعني عدم وجود دخل مادي، فلا يستطيع الشاب أن يتزوج فينتشر الزواج العرفي والزنا، وتضيع الأخلاق وتفسد القيم في المجتمع، وضياع الحب في الأسرة. وهناك البطالة المقنعة التي لا يمارس فيها المرء عملاً يدفع عجلة الإنتاج أو يفيد المجتمع.. وهناك من يمارس عملاً لا يحبه في غير تخصصه لمجرد أن يكسب قوت يومه. ودينياً.. ألف واعظ وألف درس دين لن تجدي مع الذين يعانون البطالة، فالمصائب التي تحاصرهم فوق طاقة احتمال البشر. البطالة.. مأوى الشيطان كيف واجه الرسول صلى الله علية وسلم البطالة في مجتمع صدر الإسلام؟ كان يدعو الله ويقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر". البطالة تؤدي إلى الفقر، والفقر يؤدي إلى الكفر والشك في رحمة الله.. ولو استمرت نسبة البطالة في الارتفاع هكذا فإن الدعوة إلى الله لن تؤتي ثمارها ونسبة التدين ستنحدر. أنا أعاشر الشباب وقريب من أحاسيسه وعقله.. أي شاب يفقد عمله ويجلس في البيت، يتحول إلى كائن آخر لا يؤثر فيه الوعظ وكلام الدين. عبد الله بن الزبير- الصحابي الجليل – يقول: (أشر شيء في الدنيا البطالة، لأنها مأوى الشيطان)، فقالوا كيف تقول هذا؟ قال: (إن الباطل أو العاطل إذا كان باطلاً عاطلاً فتوقع منه الزنا وتوقع منه الفاحشة والمعصية والعقوق). هم الآن 16 مليون عاطل وسيصبحون بعد سنوات قليلة 80 مليوناً. نداء لرجال الأعمال هناك قصة من مصر نشرتها الجرائد: 42 شاباً ضاقت بهم السبل بسبب عدم وجود عمل. جمعوا ما يملكون من أموال واقترضوا عليها وذهبوا إلى رجل أقنعهم بأنه سيعمل على سفرهم للعمل في اليونان، وأخذهم في قارب مطاطي بعد أن أخذ كل ما معهم من نقود، وأبحر في البحر المتوسط عدة أيام ثم لاح أمامهم شاطئ فأنزلهم قبالته وقال لهم: هذا شاطئ اليونان، فنزلوا من القارب وسبحوا باتجاهه. فلما وصلوا فوجئوا أنهم في الإسكندرية على شاطئ العجمي. بحثوا عن القارب وصاحبه فلم يجدوه.. فرّ بأموالهم. ما حجم مرارة هؤلاء الشباب بعد تلقيهم للصدمة؟ أحدهم تمنى لو أنه كان قد مات في البحر. يقول الحق تبارك وتعالى: "فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".. من أحيا نفساً تموت، والعاطل ميت حي، فكأنما أحيا الناس جميعاً. والنبي صلى الله علية وسلم يقول: "من أدخل السرور على أهل بيت من المسلمين ليس له جزاء دون الجنة". لهذا أقول لرجال الأعمال الذين يؤدون العمرة عدة مرات في العام ويحجون كل عام: "فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً". الأجانب ينتجون احتياجاتنا! ما أسباب ازدياد معدل البطالة في بلادنا؟ هناك أربعة أسباب: - السبب الأول: أن التعليم لا علاقة له بسوق العمل، وأن التعليم قائم على الحفظ والتلقين، وليس على البحث والابتكار. - السبب الثاني: عدم وجود مشروعات قومية كبرى، مثل السد العالي وقناة السويس وجبل على بدبي. - السبب الثالث: أننا نصدر الوظائف بدلاً من تصدير العمالة. نحن جعلنا أبناء البلاد الأجنبية كالصين ينتجون احتياجاتنا بدلاً من تشغيل أبنائنا في تلك الصناعات البسيطة. كصناعة سجادة الصلاة والجلابية والمسبحة وفانوس رمضان! - أحد أسباب الحرب على العراق عمل عقود إعادة إعمار العراق، فيقوم الشاب الأمريكي بإعادة الإعمار، والشاب العراقي يعاني من البطالة أو يموت. - السبب الرابع: عدم وجود تجارة بينية بين الدول العربية وتكامل اقتصادي عربي. 30 جنيهاً لتوفير فرصة عمل كيف ترى الحل لمشكلة البطالة؟ هناك حل يطالب بوضع حد للزيادة السكانية. رأيي أن هذا ليس حلاً، بدليل أن الصين التي تضم أكثر من مليار نسمة لديها أقل معدل بطالة في العالم. الزيادة السكانية يمكن أن تكون عبئاً ويمكن أن تكون ميزة. أحد حكماء الصين قال حين سألوه: كيف ستطعم مليار فم؟ قال: ولماذا لا تسألوني عن كيفية استفادتي من 2 مليار يد؟! البعض قال إن إيجاد فرصة عمل واحدة لشخص واحد يحتاج إلى عشرة آلاف دولار. د. حسن رجب السفير المصري السابق في الصين أوجد فرص عمل بـ 30 جنيهاً للفرد. وقام بتشغيل 15 ألف شاب. أحضر لكل شاب فرشاة وعلبة ألوان، ودربهم على أيدي فناني كلية الفنون الجميلة على الرسم على ورق البردي. وقام بتسويق رسومهم بالبيع للسياح. الآن هناك 15 ألف شاب يعملون في صناعة البردي. حل مشكلة البطالة هو أن نخرج بأفكار صغيرة نعمل عليها لتكون بعد ذلك مشروعات صغيرة، كل مشروع يستوعب من 20 إلى 30 شاباً.. المشروع الصغير يبدأ بطموح 3 شبان، وبرأسمال صغير، ويستوعب 30 شاباً بعد ذلك في المتوسط، ولا يحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة، كالنظارات والأحذية والملابس والأثاث ولعب الأطفال.. هكذا فعلت الصين واليابان. |
الساعة الآن 1:40 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab