ام الجوري والجود |
2010-02-23 11:33 AM |
لماذا يجب علينا احترامها؟؟
لماذا يجب علينا احترامها؟؟
نعم إن الرجال قوامون على النساء كما يقوله الله تعالى في كتابه العزيزولكنالمرأة عماد الرجل وملاك أمره وسر حياته من صرخة الوضع إلى أنّة النزع· لا يستطيع الأب أن يحمل بين جانحتيه لطفله عواطف الأم فهي التيتسهر عليه وتحوطه بعنايتها ورعايتها وتبسط عليه جناح رأفتها ورحمتهاوتتحمل جميع الأم الحياة وأرزائها في سبيله غير شاكية ولا متبرمةبل تزداد شغفا به وإيثارا له· لا يستطيع الرجل أن يكون رجلا حتى يجد زوجة تبعث في نفسه روح الهمةوالشجاعة وحسب الرجل أن يعلم أنها من وضعت ثقتها فيه وتستظل بظلحمايته وتعتمد في شئون حياتها عليه وما دفع الرجل إلى العمل الدؤوبوالاستقامة في حياته ولا دفعه إلى طريق المغامرة والمثابرة مثل دموع الزوجةالمنهلة ويدها الضارعة المبسوطة· ولا يستطيع الشيخ الفاني أن يجد في أخريات أيامه من ولده الفتى منالحنان والعطف والحب والإيثار ما يجده في قلب أبنته الفتاة فهي التيتمنحه يدها عكازا لشيخوخته وقلبها مستودعا لأسراره وهي التيتسهر عليه بجانب سرير مرضه ليلها كله تتسمع أنفاسه وتصغي إلى أناتهفإذا نزل قضاء الله كانت هي دون ورثته جميعا التي تعد موته نكبة عظمى· جملة القول إن الحياة مسرات وأحزان أما مسراتها فنحن مدينون بهابها للمرأة وأما أحزانها فالمرأة هي التي تتولى تحويلها إلى مسرات· إنني على ثقة إن الأطفال الذين استطاعوا أن يعيشوا سعداء معنيابهم كان تخريجهم على أيدي أمهاتهم بعد موت آبائهم أضعاف الذين نالواهذا الحظ على أيدي آبائهم بعد فقد أمهاتهم· فليت شعري !! هل شكرنا للمرأة التي أسدتها لنا وجازيناها بها خيرا ؟؟· لا لا إننا منحناها عواطف الحب والود ونضن عليها كل الضن بعاطفة الاحتراموالإجلال وهي إلى نهلة من نهلات الإجلال والاحترام أحوج منها إلى شؤبوبمتدفق من الحب والغرام .· قد نحنو عليها ونرحمها ولكنها رحمة السيد بالعبد لا رحمة الصديق بالصديق· قد نصفها بالعفة والطهارة ونحن نعني عفة وطهارة الخدر والخباء لا عفةالنفس والضمير· قد نهتم بتعليمها وتخريجها لا باعتبار إنها إنسان كامل لها الحق في الوصولإلى ذروة الإنسانية التي تريدها بل لنعه داليها بوظيفة المربية أو الممرضة ولنتخذكنها ملهاه لأنفسنا ونديما لسمرنا ومؤنسا لوحشتنا· ولا نخلع عليها من الحلل إلا ما ينعكس منظره على مرآة نفوسنا فيملؤهاغبطة وسرورا· أنها لا تريد ذلك إنها لا تريد أن تكون سرية الرجل ولا حظيته ولا أداة لهوهولعبه بل تريد صديقته وشريكة حياته· إنها تفهم الحياة كما يفهمها الرجل فيجب أن يكون حظها منها مثل حظه· إنها لم تخلق من أجل الرجل بل من اجل نفسها فيجب أن يحترمها الرجللذاتها لا لنفسه يجب أن ينفس عنها قليلا من ضائقة سجنها لتفهم أن لها كيانمستقل وحياة ذاتية وأنها مسئولة عن ذنوبها وآثامها أمام نفسها وضميرهالا أمام الرجل· لا يمكن أن تكون العبودية مصدرا للفضيلة ولا مدرسة لتربية النفوسعلى الأخلاق الفاضلة إلا إذا صح أن يكون الظلام مصدرا للنور ....· لا أريد من ذلك أن تتخلع المرأة وتمزق حجاب الصيانة والعفة المسبلعليها كذلك لا أحب أن تكون جارية مستعبدة للرجل يملك عليها كل مادة من مواد حياتها ويأخذ عليها كل طريقة من طرق النظر والتفكير .· وبعد فإن المرأة ما دامت مساوية للرجل في إدراكه وعقله فإن عليه أنيعاملها معاملة الصديق للصديق والنظير للنظير ليستطع أن يجد منهاالصديق الوفيَ والعشير الكريم لتكلل حياتهما بالسعادة والهناءقال تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهاوجعل بينكم مودة ورحمة ))الموضوع من كتاب النظرات للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطيالجزء الثالث تحت عنوان ( احترام المرأة )الموضوع بتصرف شديد قد يكون افقده الكثير من جماليتهولقراءة الموضوع بجماله ورونقه ارجع للمصدربتصرف / أمير البيان
|