![]() |
خواطر قلب 30
لا يشعر الإنسان حقيقة أنه في حالة استعلاء فوق الدنيا وأهلها وشهواتها ،
إلا على قدر ما يتشربه قلبه من معاني الإيمان واليقين ، والشعور بقرب الله سبحانه منه ، ورقابته له ، ومعيته معه ، وصحبته إياه جل جلاله ..! في تلك الساعة يرف القلب ، وتشف الروح ، وتزكو النفس ، ويسمو الإنسان سمواً عجيباً ، لا تصفه عبارة .. ولو لساعة من ساعات يومه أو ليله ..! ووالله إن اللحظة مثل هذه لتساوي الدنيا بمجموعها ، وأهلها معها ..!! فكيف والمأمول أن تصبح الساعة ساعتين ، واليوم يومين .. والشهر شهرين ..؟! بله كيف لو قضى الإنسان عمره على هذه الأرض بمثل هذه المشاعر ..!؟ مثل هذا الإنسان يكون قد دخل الجنة ، وهو بعد يدب على وجه الأرض ، ويمشي بين الناس .. !! *** - - - - - *** جمال الزهرة الباهر الفاتن ، يغري النحلة أن تهوي إليها ، لكنه إغراء مقصود ، مع سبق الإصرار والترصد ..!! تقول الزهرة للنحلة التي تحوم فوق رأسها : هيت لك ..! ويبدو أن هذه لا تصدق ! فلا تكاد تسمع ما تسمع ، وترى ما ترى ، حتى تهوي في لهفة وعلى عجل !! فإذا حطت على مرادها ، نجحت تلك الزهرة ، وتشرع في عجل وهي تتبسم ، في تحميل النحلة بحمولة من اللقاح ، تبعث بها إلى غيرها ، ليتم المقصود من هذا الإغراء العجيب ..!! قالت الغبية التي تدعي العقل : وأنا لست سوى زهرة ، أتفنن في صور الإغراء ، وأقول لكل من أمر به : هيت لك .. ماذا تنتظر ..! فلماذا رضيتم وأعجبتم بفعل الزهرة ، واعترضتم على فعلي ! قال الكون : وتأبى الحماقة إلا أن ترفع صوتها ، وتطل برأسها ، وقد أعيت الحماقة قديماً من يداويها ..!! والعجب هذه المرة أن تزعم الحماقة أنها ذات عقل كبير وعلم غزير !! وعجبي من زمن الفتن لا ينقضي ! ابو عبد الرحمن |
الساعة الآن 4:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab