![]() |
خواطر قلب 29
في قوة قهر الهوى لذة مضاعفة عجيبة ،
تزيد على لذة من يتابع هواه أضعاف مضاعفة..! ألا ترى أن المغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً ، !؟ بل ألا ترى ذلك من نفسك حين يغلبك هواك ..؟ إن كنت لا تحس بذلك ، فاعمل أن قلبك قد مات ، وما لجرح بميت إيلام ..!! وبخلاف ذلك تجد الغالب لهواه : كيف يكون قوي القلب ، منشرح الصدر ، مبتهج النفس .. وذلك شيء محسوس ملحوظ لكل من تمكن من هواه فغلبه .. ولعل هذا من باب الإكرام العاجل ، والمكافأة الأولية لهذا الإنسان الكريم على الله .. وما أعد الله له بعد ذلك ، فوق ما يصف الواصفون ..! ** ** ** قال أحد الصالحين : تمكنتُ من لذةٍ كانت عندي أمنية ، مع أنها ليست بكبيرة ، ونازعتني إليها نفسي _ اعتماداً على صغرها من جهة ، واعتماداً على عفو الله من جهة أخرى _ فقلت لنفسي وهي تشدني إليها بقوة : إذا غلبتِ هذه الشهوة ، فأنتِ أنتِ !! وإذا غلبتكِ هذه على صغرها ، فمن أنتِ سوى بيت سوء !! وأخذت أذكّرها بأقوام كانوا يفسحون لأنفسهم في المسامحة على مثل هذه الأمور ، كيف انطوت أيامهم وأذكارهم ، وذهبت لذتهم وبقي الوزر عليهم ، وفي المقابل أذكرها بأقوام ترفعوا عما هو أكبر من هذه ، فذهبوا إلى الله كرماء ..! فإذا بنفسي تنكمش وتتراجع عما عزمت .. !! فشعرت بانتشاء عظيم ، وفرحة غامرة ، أن وفقني الله سبحانه إلى ذلك ، وأن يسر لي هذا النصر العظيم على النفس الأمارة بالسوء ..!! ابو عبد الرحمن |
الساعة الآن 4:30 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab