![]() |
هذا رجل مخادع، فاحذري
هذا رجل مخادع، فاحذري
أ. عائشة الحكمي السؤال: أنا فتاةٌ عمري 32 عامًا، تعرَّفتُ على شابٍّ منذ أربع سنوات، وأقمنا علاقةً عادية، ولكن لم نكنْ نعيش في نفس البلد، في الحقيقة أنا مغربيَّة وهو أردنيٌّ، وكان دائمًا يُخفي شيئًا عنِّي، ولم يستطع إخباري به، وكان يقول دائمًا: لا أستطيع أن أقولَه الآن ولكن في يومٍ ما، الآن قال لي: إنَّه متزوِّج، ولكنَّه ليس سعيدًا في حياته الزوجيَّة، وقرَّر منذ مدَّة الطلاق، وسألني إن كان يستطيع أن يتقدَّم لي، وكان هذا صدمةً بالنسبة لي، أنا بطبعي لا أُقيم علاقةً مثل هذه، ولم أُفكِّر أن أتزوج شخصًا متزوِّجًا أو مُطلِّقًا - مع أنَّني أعلم أنَّه حلال - حتى إنَّه إلى الآن لم يُطلِّق، وقال: إنَّه كان يستطيع أن يقطع علاقتَه بي بدون أن يُخبرني بالحقيقة؛ ولكن لأنَّه يُريدني قال لي الحقيقة، أنا رفضتُ الزواج به مع أنَّه قرار صعبٌ؛ لأنَّه في الحقيقة إنسان محترمٌ جدًّا، ومع أنَّني أعرف أنَّ سُمعتَنا في الوطن العربيِّ سيِّئة، وما يقولون عن الفتيات المغربيَّات، إلى الآنَ هو يحاول أنْ يتواصل معي لكنَّني لا أتحدَّث معه، أنا بحاجةٍ إلى المساعدة، أتمنَّى أن أجدَ إجابة مفيدة في القريب العاجل، شكرًا. الجواب: أختي العزيزة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تسألينَ كيف تتخذين قرارَكِ؟ لقد اتخذتِه في الواقع بكلِّ شجاعة! "رفضت الزواج به مع أنَّه قرار صعب"، صحيحٌ هو قرارٌ صعبٌ وصعب للغاية؛ لكنَّه قرارٌ عاقل وصائب، أشجعكِ عليه. هذا (الإنسان المحترم جدًّا) كما تصفينه يا أختي، لم يكن يُحبَّكِ منذ أربع سنين! بل كان يَخدعُكِ منذ أربع سنين! والأصحُّ أنَّه كان يخدع امرأتينِ في وقتٍ واحدٍ منذ أربع سنين: إحداهما: زوجته، ابنة بلده، القريبة القريبة التي ينام معها على فراش واحد، والأخرى: هي أنتِ الغريبة المُغتربة، البعيدة البعيدة، التي ينام معها على فراش أحلامِه، عفوًا عفوًا؛ ولكنَّها الحقيقة التي يجب أن تستحضريها في ذِهنكِ لتتمسكي بهذا القرار. هذا (الإنسان المحترم جدًّا) رجلٌ لا يحبُّ الخَسارة، ولو تسبَّبتْ مكاسبُه في خسارة الآخرين لأغلى ما يملكون؛ أعمارِهم وأحلامهم، بل وأكثر! ثمةَ حقيقةٌ مُرَّة هنا يجب أن تفتحي قلبَكِ لها: زوجة هذا الرَّجل أقرب إليه منكِ بمراحل، أقرب إلى الدَّرجة التي استطاعتْ فيها أن تعرَفه على حقيقته وتُطالبه بالطلاق، فلا تُصدِّقي أكذوبةَ أنَّه سيطلقها لأجل عَينَيكِ، أو لأنَّه غير سعيد معها، فلو كان كذلك ما انتظر كلَّ هذا السنين ليتَّخذ قرارًا كهذا، لماذا تأخَّر في قرار الطلاق؟! لِمَ لَمْ يتخذ هذا القرارَ حين تعرَّف عليكِ؟! ولماذا لم يتزوجكِ حتَّى الآن؟! لم يطلقها، ولن يُطلِّقْها الآن حتى يضمنَ أنَّه بعد أن خَسر ما في يمينه (زوجته)، قد كسب ما في شماله (أنتِ)، وربَّما أرادكِ الآن ليكسبَ مرَّتين: امرأة تحبُّه، وبلدًا أوروبيًّا يسترزق فيه، ونحن لا نمنع رِزقَ أحد؛ لكن الوصول إلى الأرزاق بهذه الطُّرق الملتوية لؤمٌ كبير يجب التنبيه عليه. هذا (الإنسان المحترم جدًّا) قرَّر في داخله أن يتركَكِ ويقطع علاقتَه بكِ في أيِّ لحظة يطمئن فيها على استقرار بيته، ومِن دون أن تعلمي بذلك، وأنتِ المسكينة الغافلة كنتِ على استعدادٍ أن تنتظريه بمحبَّة، تُرى: كم سَنةً كنتِ ستنتظرينه لو لم يُخبرْكِ الآن أنَّه متزوج أو مُطلق؟! (ولكن لأنَّه يُريدني قال لي الحقيقة)، وأنتِ صدَّقتِ هذه الكذبة؟! يا لطيبةِ قلبكِ! أترين كان سيَقبل أن تتركيه بدون أن تخبريه؟! ألم يخشَ اللهَ فيكِ وهو يرى عُمركِ الغالي يمضي سريعًا في أكذوبة رخيصة؟! كنتِ في الثامنة والعِشرين، وأصبحتِ الآن في الثانية والثلاثين، فماذا كان حَصادُكِ طيلةَ هذه السنوات؟ لا، لا تَصفي رجلاً كهذا بالاحترام، فهو لم يحترمْكِ، ولم يحترمْ زوجته، ولم يحترم شرعَ الله القائل في كتابه الكريم: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: [235. تذكَّريها جيِّدا: {وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا}. لقدْ أراد الظفر بامرأتين، فخسر الاثنتين، فاتركيه غيرَ آسفة، ولا نادمة، وقولي: ((اللهمَّ أَجرنِي في مُصيبتي، وأَخْلِف لي خيرًا منها))، قوليها بإخلاص، وثِقي أنَّ الله سيخلف لكِ خيرًا منه، فقد قالت أمُّ سلمة - رضي الله عنها -: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول:((ما مِن مسلمٍ تُصيبه مصيبةٌ، فيقول ما أمره الله {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللهمَّ أَجرنِي في مُصيبتي وأَخْلِف لي خيرًا منها، إلاَّ أَخلفَ الله له خيرًا منها))، فلمَّا مات أبو سلمة قلت: أيُّ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟! أوَّل بيت هاجر إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم إنِّي قلتُها، فأخلف الله لي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالت: أرسل إليَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حاطبَ بنَ أبي بَلْتعةَ يخطبني له، فقلت: إنِّي كبيرةُ السِّنِّ، وأنا غيور، وذات عِيال، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:((أنا أكبرُ منك، وأمَّا الغَيْرة فيذهبها الله - عزَّ وجلَّ - وأمَّا العِيال فإلى الله ورسوله))؛ رواه مسلم. صدِّقيني، المسألة لا تتعلَّق بكونه متزوِّجًا من عدمه، ولا بكونِه يعيش في بلد وأنت في بلد، أو أنَّه من بلد غير بلدك، كلُّ هذه الأمور يمكن تجاوزُها بقليلٍ من الحكمة والنُّضج والتضحية، وهي أمورٌ يُفترض ألاَّ تقاس في كفاءة الخاطب؛ لأنَّ المقياس الشرعي واضحٌ لدَيْنا وهو: ((مَن تَرضَوْن دِينَه وخُلُقه))، وهذا رجلٌ الله أعلم بدِينه، أمَّا خُلقه فهو الذي يجعلنا الآنَ نُعيد النظرَ في مسألة ارتباطه بكِ. أخبريني كيف ستأمنين على نفسكِ مع رجل يَعيش في الظلمة كالخفافيش؟! لِمَ لَمْ يكن واضحًا معكِ منذ البداية؛ ليختصرَ عليكِ، وعلى نفسِه تعبَ هذه السِّنين؟! لِمَ كلُّ هذا الكذب والخِداع؟! المؤمن لا يكذب. هذا زواجٌ؛ يعني: هناك طرفانِ يجب أن يشتركا في اتِّخاذ القرار، فلِمَ كلُّ هذه القرارات المفردة؟! هل تضمنين بعدَ زواجك منه ألاَّ يُطلِّقكِ بدون عِلمك، أو يتزوَّج غيرَك بدون دِرايتك؟! هذه طريقته في الحياة! تمسَّكي بقراركِ ليعرفَ قيمتَكِ، وقيمة زوجته، وقيمة أيِّ امرأة يرتبط بها بعدَكِ، واقطعي كلَّ وسيلةٍ يمكن أن تَجمعَكِ به، سواء أكانت هاتفيَّة، أم عبر (الإنترنت)، ولا تذكريه بخير، أجلْ، لا تذكري أيَّ شيءٍ جميل الآن كي لا تضعفي، وتذكَّري أنَّها مرحلةٌ مؤقَّتة، ثم سيعود هذا الإنسانُ في قلبكِ مثلَما كان من قبل، مجرَّد رجل غريب. ثم مَن قال لكِ بأنَّ سمعةَ الفتيات المغربيَّات سيِّئة؟! على العكس نِساءُ المغرب كأزهار الخُزامى، جميلات ويَفحُن بأزكى رائحة، فلا تجعلي هذا التفكير السلبيَّ، ولا عُمرَكِ ولا غُربتكِ تؤثِّر سلبًا على قراراتك المتعلِّقة بالزَّواج. عزيزتي، عُمرُكِ جميل، بل وجميل جدًّا، والدليل على ذلك أنَّ أعمارَ نِساء الجَنَّة ثلاث وثلاثون، ومع هذا يبقى عمر الثلاثين للفتاة أشبهَ ما يكون بفرسِ رهانٍ أعياه التَّعب والانتظار؛ لهذا لا يمكن التعويلُ عليه كثيرًا للفوز في أيِّ سباق عاطفي؛ لذا أرجوكِ لا تتورَّطي بعد الآنَ في أيِّ علاقة محرَّمة مع أيِّ رجل كائنًا مَن كان، فمثل هذه العَلاقات، فضلاً عن حُرمتها شرعًا، فهي تسلُب الفتياتِ الكثيرَ والكثير من الأشياء الجميلة: العُمر، والكرامة، والسعادة، وقد جَربتِ أنتِ ذلك. أعرف أنكِ لا ترغبين إلاَّ في حياة كريمة مع رجل كريم؛ لكنَّ الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا يَحملنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزق أن يطلبَه بمعصية الله؛ فإنَّ الله - تعالى - لا يُنال ما عندَه إلاَّ بطاعته))؛ رواه أبو نعيم في "الحلية"، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع". لهذا؛ حاولي توسيعَ حلقة اتصالاتكِ الاجتماعيَّة مع زميلاتكِ من الجاليات العربيَّة الإسلاميَّة المقيمة في الدنمارك، حيث يعيش حوالي 80.000 مواطن من أُصول عربيَّة هناك، يمكنكِ التواصل مع الجميع من خِلال الأنشطة الدعويَّة، والفعاليات التي تُعقد في المراكز الإسلاميَّة من وقتٍ لآخَرَ، تابعي أخبار الجالية العربيَّة في الدنمارك على هذا الموقع وهو موقع إخباري دنماركي باللُّغة العربيَّة، أرجو أن يُفيدَك في المستقبل القريب. أدعو اللهَ أن يُعوِّضكِ خيرًا، ويُثبَّتكِ على دِينكِ، ويسعدك في دنياكِ، ويرزقكِ قريبًا زوجًا صالحًا تقيًّا غنيًّا، يكون لكِ قرَّة عين، وتكونين له مثلَ ذلك، قولي: آمين. دمتِ بألْف خير، ولا تنسيني من صالِح دُعائك. |
جزاك الله خير
اختي الغالية لماقدمته الله يسعدك |
رائعههههههههههههههههه جزاك الله خير
|
شكرا لمروركم
|
جزاكي الله خيرااااااا
|
جزاكى الله خيرا
ورزقكك حسن الختام |
جزاك الله خير
|
ان شاء الله هذا الموضوع يكون سبب في هداية الكثيرين ,,,,, جزيت خيرا
|
الله يجزاك خير
|
وفقكم الله لما يحب ويرضى
|
شكرا لمروركم
|
|
الله يسلمك,,,
|
جزاااك الله خيير
|
الله يجزاك الخير
|
شكرا لمرورك
|
الساعة الآن 1:40 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab