السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أختي الفاضلة،
بما أنك تطلقتي وحصل ما حصل، فليس من الحكمة العيش في الألم قبل وبعد الطلاق، لهذا حاولي أن تكوني أكثر واقعية وتقبلي الوضع الحالي برضا، واعملي عقلك واتركي الهواجس خاصة العاطفية.

مرحلة ما بعد الطلاق التي تحمل في طياتها الألم والذكريات والإحباط وضعف تقدير الذات...الخ، قد تطول وقد تقصر حسب شخصية الزوجة وأسباب طلاقها ومستواها الثقافي والإجتماعي وظروفها المادية، ولكن في كل الأحوال فعملية البناء تحتاج لوقت، وكما يُقال سهل نكسر، سهل نهدم، وصعب نعيد بناء ما تهدم بنفس التوقيت.

دائما تذكري أن كل المطلاقات مهما كانت أسباب طلاقهم يمرون بهذه المرحلة، فقط الفرق في الوقت المستغرق لبناء أنفسنا من جديد، فهل أنت متحمسة للعودة لحالتك الطبيعية سريعا؟

أهم شيء تثقي بنفسك، أنت كما أنت لم يتغير فيك غير فقدان شريك الحياة الذي أتعسك أكثر مما اسعدك، وخذي الموضوع وكأنه رحلة بصحبة شريك كانت رفقته صعبة، والطريق معه شاق، وجاء وقت انتهاء هذه الرحلة كي تعودي لأحضان السلام، أحضان الكرامة وراحة البال، رفيق رحلتك السابقة لا يفكر الآن إلا في نفسه، وكيفية بناء أسرة جديدة، لهذا تفوقي عليه وتذكري أن الحياة مستمرة برجل، أو بغير رجل، وتذكري أن الكثير من السيدات نجحن في حياتهن بعد الطلاق حتى توقف الرجال حائرون في قوتهم وقدراتهم ظنا منهم أن المطلقة لن تعيش مرتاحة البال وهي تحمل لقب مطلقة.
هذه المسافة التي تفصل بين طلاقك وثقتك بنفسك بيدك جعلها طويلة، وبيدك أيضا تقصيرها، البعض يرفع راية الإستسلام للهواجس والذكريات والآلام والضعف والهوان، والبعض يرفع راية المقاومة، لا للهزيمة ولا للذل ولا لتدمير الذات.فماذا ستختارين؟

السعادة ليست في بيت أثثتيه مع زوجك، أو كوب من القهوة وطعام تتناولينه في مطبخك الخاص ومجلسك، وغرفة نومك، السعادة يا أختي داخلية أنت من ينشرها أينما ذهبتي.

إذا أردتي أن تكون من الصنف الناجح أول شيء ثقي بتفسك، بقدراتك، واعلمي أننا لا يمكننا التحدث عن رسم أهداف جديدة لمستقبل أفضل إلا إذا كانت بدايتك من الداخل، مهما كانت نظرة المجتمع والعواقب المعروفة في مجتمعاتنا، ثقي بنفسك، وحاليا انصحك بتجنب كل من يستفزك أو ينظر لك نظرة دونية، وإذا اضطررتي للإجتماع بأمثالهن، لا تلزمي الصمت، بل تحدثي عن حقك في الطلاق وهو حق كفله لك الشارع، وتحدثي عن قوتك إذ أنك تحملتي مالم تتحمله من تنظر لك بأنك ارتكبتي عيب، كل من يفتح معك موضوع الطلاق ردي عليه بحزم، قولي في وجهه أنتم لم تعيشوا لحظات المر التي عشتها لهذا لا تحكموا على ما تجهلونه. ولا تسكتي مطلقا لأن السكون علامة من علامات قبول الوضع مهما كانت قسوته، لهذا مارسي حقك في الرد ولكن بالمنطق. وكل من تحدث عن مشكلته استطاع أن ينهض أسرع ممن التزم الصمت، فالكلام جزء من العلاج.

ومهم تعرفي أنك لن تنجحي أخيتي إلا إذا اغلقتي ملف الطلاق للأبد، لهذا اجلسي مع نفسك جلسة مواجهة، تحدثي مع ذاتك عن أسباب الطلاق، فإذا رأيتي أنها اسباب منطقية، فلماذا الحزن والألم ؟، اغلقي الملف وعاهدي نفسك ألا تفتحيه ثانية، وتجنبي وساوس أنك أنت السبب بهذا الطلاق، فهذا الأمر سيعيق تقدمك ... هذه خطوة تساعدك على البدء من جديد، وفتح ملف جديد لحياة اختاري لها اسم جميل ولاتقولي حياة ما بعد الطلاق، عندك حياة الإستقلال، حياة تقدير الذات، حياة سعيدة.....

إذا صادفتي مطلقات حاولي التعرف على كيفية مواجهتم آثار الطلاق، وكيف واجهن عواقبه، ويمكنك البحث في الأنترنت عن تلك الحالات، لكن الحديث المباشر افضل لأن فيه تبادل للأحاديث، ومعرفة أدق التفاصيل عن طرقهن في استعادة ثقتهم بأنفسهن.

ومهم جدا تعرفي النواحي السلبية التي أدت إلى الطلاق، فهذا يخفف من معاناتك الداخلية، لهذا استحضري تلك السلبيات لفترة من الوقت، تعرفي على حقيقتها كي تتأكدي أنك أخذتي القرار السليم وأن حياتك كان من الصعب استمرارها على النحو السابق، وهذا الأمر سيدفعك للبدء من جديد رفضا لحياة المعاناة السابقة. .
بما أنك تتنفسين فالحياة باقية، فلا تحرمي نفسك متعة الإستمتاع بها وتعيشي الألم مجددا، وكما أصريتي على حقك في الطلاق ونلتيه، فأصري على حقك في العيش بكرامة، وسعادة.

أحيانا الإنسان يشعر بألم ولا يعرف مرضه، ومتى ما عرف وأدرك أن هناك علاج ارتاحت نفسه، وأقبل على العلاج، وأنت كذلك، يجب أن تعلمي أن حالتك معروفة لدى الجميع، وكل مطلقة تمر بها، والدواء والعلاج بيدك إن شاء الله، وهناك دراسة اثبتت أن مرحلة ما بعد الطلاق والحالة النفسية تمر بثلاث مراحل، مرحلة الصدمة فتعاني المطلقة من اضطرابات وجدانية ونوع من القلق، ثم تأتي مرحلة التوتر وقد تصل عند البعض للإكتئاب، ويتمثل ذلك في شعورها بالظلم، والوحدة والاغتراب والاضطهاد والإنطواء وضعف الثقة بالنس وعدم الرضا عن الحياة، لهذا ننصح بمخالطة الآخرين وعدم الإستسلام لشبح الوحدة والعزلة، وطبعا كلما كان إيماننا قويا، وكلما استعنا بالله وتوكلنا عليه أكثر من غيرنا، بإذن الله سنتجاوز تلك المعاناة، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة إعادة التوافق، فتقل فيها الإضطرابات الوجدانية التي أعقبت مرحلة الطلاق، وتبدأ المطلقة بترتيب أوراقها ورسم حياتها من جديد.

انصحك كلما هاجمتك الهواجس السلبية أوقفييها وانهضي وغيري وضعك الحالي، توجهي للوضوء والصلاة والدعاء والاستغفار واتركي العزلة وابحثي عن الصديقات المخلصات والملتزمات، وانخرطي بأعمال ترفع من ثقتك بنفسك، وعودي لهواياتك القديمة، وشاركي في حلقات حفظ القرآن، وطالعي الكتب المفيدة، وشاركي في البرامج الهادفة، المهم لا تعرضي نفسك للفراغ القاتل.

وأخيرا..... إذا كان في مجال للعودة، ويرغب طليقك في ذلك، وأنت جادة في تفكيرك، اكتبي لنا فقد نناقش الموضوع بطريقة أخرى.

وأهلا بك.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البركة سليمان (المشاركة 4623161) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة، بما أنك تطلقتي وحصل ما حصل، فليس من الحكمة العيش في الألم قبل وبعد الطلاق، لهذا حاولي أن تكوني أكثر واقعية وتقبلي الوضع الحالي برضا، واعملي عقلك واتركي الهواجس خاصة العاطفية. مرحلة ما بعد الطلاق التي تحمل في طياتها الألم والذكريات والإحباط وضعف تقدير الذات...الخ، قد تطول وقد تقصر حسب شخصية الزوجة وأسباب طلاقها ومستواها الثقافي والإجتماعي وظروفها المادية، ولكن في كل الأحوال فعملية البناء تحتاج لوقت، وكما يُقال سهل نكسر، سهل نهدم، وصعب نعيد بناء ما تهدم بنفس التوقيت. دائما تذكري أن كل المطلاقات مهما كانت أسباب طلاقهم يمرون بهذه المرحلة، فقط الفرق في الوقت المستغرق لبناء أنفسنا من جديد، فهل أنت متحمسة للعودة لحالتك الطبيعية سريعا؟ أهم شيء تثقي بنفسك، أنت كما أنت لم يتغير فيك غير فقدان شريك الحياة الذي أتعسك أكثر مما اسعدك، وخذي الموضوع وكأنه رحلة بصحبة شريك كانت رفقته صعبة، والطريق معه شاق، وجاء وقت انتهاء هذه الرحلة كي تعودي لأحضان السلام، أحضان الكرامة وراحة البال، رفيق رحلتك السابقة لا يفكر الآن إلا في نفسه، وكيفية بناء أسرة جديدة، لهذا تفوقي عليه وتذكري أن الحياة مستمرة برجل، أو بغير رجل، وتذكري أن الكثير من السيدات نجحن في حياتهن بعد الطلاق حتى توقف الرجال حائرون في قوتهم وقدراتهم ظنا منهم أن المطلقة لن تعيش مرتاحة البال وهي تحمل لقب مطلقة. هذه المسافة التي تفصل بين طلاقك وثقتك بنفسك بيدك جعلها طويلة، وبيدك أيضا تقصيرها، البعض يرفع راية الإستسلام للهواجس والذكريات والآلام والضعف والهوان، والبعض يرفع راية المقاومة، لا للهزيمة ولا للذل ولا لتدمير الذات.فماذا ستختارين؟ السعادة ليست في بيت أثثتيه مع زوجك، أو كوب من القهوة وطعام تتناولينه في مطبخك الخاص ومجلسك، وغرفة نومك، السعادة يا أختي داخلية أنت من ينشرها أينما ذهبتي. إذا أردتي أن تكون من الصنف الناجح أول شيء ثقي بتفسك، بقدراتك، واعلمي أننا لا يمكننا التحدث عن رسم أهداف جديدة لمستقبل أفضل إلا إذا كانت بدايتك من الداخل، مهما كانت نظرة المجتمع والعواقب المعروفة في مجتمعاتنا، ثقي بنفسك، وحاليا انصحك بتجنب كل من يستفزك أو ينظر لك نظرة دونية، وإذا اضطررتي للإجتماع بأمثالهن، لا تلزمي الصمت، بل تحدثي عن حقك في الطلاق وهو حق كفله لك الشارع، وتحدثي عن قوتك إذ أنك تحملتي مالم تتحمله من تنظر لك بأنك ارتكبتي عيب، كل من يفتح معك موضوع الطلاق ردي عليه بحزم، قولي في وجهه أنتم لم تعيشوا لحظات المر التي عشتها لهذا لا تحكموا على ما تجهلونه. ولا تسكتي مطلقا لأن السكون علامة من علامات قبول الوضع مهما كانت قسوته، لهذا مارسي حقك في الرد ولكن بالمنطق. وكل من تحدث عن مشكلته استطاع أن ينهض أسرع ممن التزم الصمت، فالكلام جزء من العلاج. ومهم تعرفي أنك لن تنجحي أخيتي إلا إذا اغلقتي ملف الطلاق للأبد، لهذا اجلسي مع نفسك جلسة مواجهة، تحدثي مع ذاتك عن أسباب الطلاق، فإذا رأيتي أنها اسباب منطقية، فلماذا الحزن والألم ؟، اغلقي الملف وعاهدي نفسك ألا تفتحيه ثانية، وتجنبي وساوس أنك أنت السبب بهذا الطلاق، فهذا الأمر سيعيق تقدمك ... هذه خطوة تساعدك على البدء من جديد، وفتح ملف جديد لحياة اختاري لها اسم جميل ولاتقولي حياة ما بعد الطلاق، عندك حياة الإستقلال، حياة تقدير الذات، حياة سعيدة..... إذا صادفتي مطلقات حاولي التعرف على كيفية مواجهتم آثار الطلاق، وكيف واجهن عواقبه، ويمكنك البحث في الأنترنت عن تلك الحالات، لكن الحديث المباشر افضل لأن فيه تبادل للأحاديث، ومعرفة أدق التفاصيل عن طرقهن في استعادة ثقتهم بأنفسهن. ومهم جدا تعرفي النواحي السلبية التي أدت إلى الطلاق، فهذا يخفف من معاناتك الداخلية، لهذا استحضري تلك السلبيات لفترة من الوقت، تعرفي على حقيقتها كي تتأكدي أنك أخذتي القرار السليم وأن حياتك كان من الصعب استمرارها على النحو السابق، وهذا الأمر سيدفعك للبدء من جديد رفضا لحياة المعاناة السابقة. . بما أنك تتنفسين فالحياة باقية، فلا تحرمي نفسك متعة الإستمتاع بها وتعيشي الألم مجددا، وكما أصريتي على حقك في الطلاق ونلتيه، فأصري على حقك في العيش بكرامة، وسعادة. أحيانا الإنسان يشعر بألم ولا يعرف مرضه، ومتى ما عرف وأدرك أن هناك علاج ارتاحت نفسه، وأقبل على العلاج، وأنت كذلك، يجب أن تعلمي أن حالتك معروفة لدى الجميع، وكل مطلقة تمر بها، والدواء والعلاج بيدك إن شاء الله، وهناك دراسة اثبتت أن مرحلة ما بعد الطلاق والحالة النفسية تمر بثلاث مراحل، مرحلة الصدمة فتعاني المطلقة من اضطرابات وجدانية ونوع من القلق، ثم تأتي مرحلة التوتر وقد تصل عند البعض للإكتئاب، ويتمثل ذلك في شعورها بالظلم، والوحدة والاغتراب والاضطهاد والإنطواء وضعف الثقة بالنس وعدم الرضا عن الحياة، لهذا ننصح بمخالطة الآخرين وعدم الإستسلام لشبح الوحدة والعزلة، وطبعا كلما كان إيماننا قويا، وكلما استعنا بالله وتوكلنا عليه أكثر من غيرنا، بإذن الله سنتجاوز تلك المعاناة، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة إعادة التوافق، فتقل فيها الإضطرابات الوجدانية التي أعقبت مرحلة الطلاق، وتبدأ المطلقة بترتيب أوراقها ورسم حياتها من جديد. انصحك كلما هاجمتك الهواجس السلبية أوقفييها وانهضي وغيري وضعك الحالي، توجهي للوضوء والصلاة والدعاء والاستغفار واتركي العزلة وابحثي عن الصديقات المخلصات والملتزمات، وانخرطي بأعمال ترفع من ثقتك بنفسك، وعودي لهواياتك القديمة، وشاركي في حلقات حفظ القرآن، وطالعي الكتب المفيدة، وشاركي في البرامج الهادفة، المهم لا تعرضي نفسك للفراغ القاتل. وأخيرا..... إذا كان في مجال للعودة، ويرغب طليقك في ذلك، وأنت جادة في تفكيرك، اكتبي لنا فقد نناقش الموضوع بطريقة أخرى. وأهلا بك.