منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   رياض القرآن (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   ##مسابقة ( أنصت وتدبّــــــر ) ## (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=365829)

مها 2014-06-29 2:24 PM

##مسابقة ( أنصت وتدبّــــــر ) ##
 


https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...MyUbX8Q47Bjs1A



https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...1snjgDRyuvCBUH

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواني وأخواتي الأعضاء الكرااام حياكم الله وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير .


في هذه المسابقة نسعى لرفع مستوى تدبرنا لآيات الله عزوجل، ولن يحصل التدبر إلا من خلال فهم مفردات الآية القرآنية، وتأمل ما جاء فيها من معاني، وخشوع قلوبنا وإعمال عقولنا،
ولهذا سنتناول آية واحدة فقط كل يوم، والمطلوب قرائتها بتأني، والتعرف على مفرداتها، وتدبر معانيها بشكل يكفل لنا فهمها والعمل بما جاء فيها،
واعلموا أخواني وأخواتي أن قراءة آية واحدة وتدبرها وفهم ما جاء فيها ربما أفضل من القراءة السريعة لسورة كاملة، ولما شكا أبو جمرة لابن عباس سرعة قرائته، وأنه قد يقرأ القرآن في ليلة مرة أو مرتين، تعجب لصنيعه وقال:
" لأن أقرأ سورة واحدة أحبّ إلـيّ من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولابُد، فاقرأ قراءة تُسمع أُذنيك، ويعيها قلبُك".

وبناء على ذلك، سنقدم كل يوم إن شاء الله آية واحدة فقط في تمام الساعة [ الثانية صباحاَ في كل يوم إن شاء الله ] ،

والمطلوب:

1 ـ توضيح مفردات الآية القرآنية.

2 ـ الشرح الوافي للآية القرآنية.

http://files2.fatakat.com/2012/6/13401459071326.gif


اأالعنووود 2014-06-29 2:48 PM

ماشاء الله تبارك الله مساابقه رااائعه لما فيها من الاجر
بارك الله فيكم

غ الرديني 2014-06-30 2:50 AM


أخوان وأخواتي أعضاء منتدى الدكتور فهد العصيمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرنا نبدأ معكم سؤال - الأحد 1 رمضان 1435 هـ - 29 يونيو 2014مـ - لمسابقة

" أنصت وتدبـــــــر"

ســـؤال اليـــوم:

قال تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" سورة الزمر/ 53

المطلوب:
أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟
ثانيا: شــــــرح الآيــــــــة شرحــــــا وافيـــــا.
ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

وسنلتقي كل يوم إن شاء الله مع آية جديدة، والنتيجة إن شاء الله في آخر شهر رمضان المبارك.

ملاحظات: المسابقة بإشراف النائبة الأولى مهــــا، وسأنوب عنها اليوم وحتى تتعافي من وعكتها الصحية إن شاء الله.

أٌميمه 2014-06-30 1:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4333025)

أخوان وأخواتي أعضاء منتدى الدكتور فهد العصيمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرنا نبدأ معكم سؤال - الأحد 1 رمضان 1435 هـ - 29 يونيو 2014مـ - لمسابقة

" أنصت وتدبـــــــر"

ســـؤال اليـــوم:

قال تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" سورة الزمر/ 53

المطلوب:
أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟
ثانيا: شــــــرح الآيــــــــة شرحــــــا وافيـــــا.
ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

وسنلتقي كل يوم إن شاء الله مع آية جديدة، والنتيجة إن شاء الله في آخر شهر رمضان المبارك.

ملاحظات: المسابقة بإشراف النائبة الأولى مهــــا، وسأنوب عنها اليوم وحتى تتعافي من وعكتها الصحية إن شاء الله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...

أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟



أَسْرَفُو / أفرطوا في ارتكاب المعاصي....


تَقْنَطُو / أي لاتيئسو من رحمة الله عزوجل .....



.................................................. ..................................

ثانيا: شــــــرح الآيــــــــة شرحــــــا وافيـــــا.؟

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )


يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال: { قُلْ } يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم: { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ } باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.

{ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار. { إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،.تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته، .ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد،. فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم.

.................................................. .......................

ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟



هذه وقفه احببت اثارتها .....

يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله ! كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودة للتائهين. لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته، جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم" لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح". وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟) قلنا: لا والله. فقال: ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه.

أيها الأخوة إن ربنا رحيم غفور ودود لايريد أن يعذبنا، خلق من أجلنا الجنة وزينها ووعدنا فيها بحياة طيبة وإقامة دائمة في نعيم وحبور ولكننا نحن الظالمون لأنفسنا نحن المفرطون في جناب الله، الأمر لايحتاج منا سوى إلى توبة صادقة وندم على الذنوب وعودة إلى الله فيبدل الله السيئات إلى حسنات ويعفو عن الخطايا والزلات ولكننا غافلون مسوفون مؤملون، يقول صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك . كل هذه المغريات وكل هذه التسهيلات إلا أننا نسوف ونؤجل ونؤمل في الحياة وكأننا مخلدون وكأن الموت بعيد عنا. التحرر من الذنوب في الدنيا سهل ميسور ولكنه بعد الموت عسير. باستغفار وتوبة إلى الله يغفر الله لك آلاف السيئات ولكن بعد الممات لو أنفقت مافي الأرض جميعا من أجل أن تمحى عنك سيئة لم تمح. عبدالله ماحجتك إذا جئت يوم القيامة ووزنت أعمالك فرجحت كفة سيئاتك، من يحاججك عنك أمام الله ؟ ماذا سيكون عذرك ؟ كيف يكون ندمك؟ كيف تتصور وقتها أنك فرطت في كل هذه الفرص ورحلت محملا بالذنوب ؟ اسأل نفسك هذا السؤال؟ وتفكر في موقفك يوم الحساب واعلم أنه لايحول بينك وبين الآخرة سوى ان يقال فلان مات. وماأسهل أن يقال، فكم من صحيح خرج من داره في الصباح ولم يعد لها في المساء. وكم من معافى نام على فراشه ولم يصحو من منامه. وكم وكم والقصص والعبر تقرع آذاننا كل يوم فهل من معتبر وهل من متعظ ؟! والله إنه الله لايهلك على الله إلا هالك. و الله أنه لاحجة لمذنب أمام الله. فالتوبة التوبة أخي في الله قبل فوات الأوان واليقظة اليقظة من الغفلة ! كن على أهبة الإستعداد للسفر الطويل وأرهف سمعك لسماع نداء الإقلاع لرحلتك التي قد يعلن عنها في أي لحظة. الأمر يسير مادمت في زمن التيسير، ولكنه بعد الموت عسير عسير . تذكر إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. فلا تظلم نفسك ولاتحرمها من عفو الله ..

.................................................. .......................

في الحقيقه هذه الايه لهاأثر عظيم وكبير في حياتي اليوميه احيان ينتاب الانسا من اليأس والحزن الذي تتركه موجات الحياه والانسان يظلم نفسه كثيرا لكن دائما ارددها واتجاوز فيها المحن وامنح نفسي توكل وخشيه وعوده الى رب الارباب .........


همسه ....:smile:

يا منقطعاً عن ركب السابقين , اذا رأيت قطار التائبين فتعلق به وشمر عن ساق الجد, عسى أن تلحق بالقوم " فى مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:smile:

غ الرديني 2014-07-01 2:06 AM

السؤال الثاني لـ ( 2 رمضان 1435 هـ - 30- يونيو - 2014 م ):

قال تعالى :
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (16) ﴾ سورة الحديد

المطلوب:

أولا: شرح الآية شرحا وافيا.

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.

مها 2014-07-01 3:45 AM

جزاك الله خيرا أختي الغالية غ الرديني على مساعدتك لأختك وأسأل الله أن يوفقك ويسعدك في الدارين
ويحقق أمنياتك آمين.

ملحوظة/ سيكون وقت طرح السؤال مابين الساعة الثانية والخامسة صباحاَ بإذن الله.

{بــســمــه~ 2014-07-01 3:52 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

مآشآء الله تبآرك الله ..

مسآبقه رآئعه وشيقه .

جعلنا الله وإيآكم من الخآشعين المتدبرين العآملين بكتآبه /آمين .

وفق الله جميع المتسآبقين .

وجزآكم الله خير الجزآء أخوآتي الفاضلات "مهآ " و "غ الرديني " ووفقكم لكل خير.

أٌميمه 2014-07-01 2:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4333383)
السؤال الثاني لـ ( 2 رمضان 1435 هـ - 30- يونيو - 2014 م ):

قال تعالى :
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (16) ﴾ سورة الحديد

المطلوب:

أولا: شرح الآية شرحا وافيا.

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) (الحديد)

يَقُول تَعَالَى أَمَا آنَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه أَيْ تَلِينَ عِنْد الذِّكْر وَالْمَوْعِظَة وَسَمَاع الْقُرْآن فَتَفْهَمهُ وَتَنْقَاد لَهُ وَتَسْمَع لَهُ وَتُطِيعهُ . قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك حَدَّثَنَا صَالِح الْمُرِّيّ عَنْ قَتَادَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ اللَّه اِسْتَبْطَأَ قُلُوب الْمُؤْمِنِينَ فَعَاتَبَهُمْ عَلَى رَأْس ثَلَاث عَشْرَة مِنْ نُزُول الْقُرْآن فَقَالَ " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " الْآيَة رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح عَنْ حُسَيْن الْمَرْوَزِيّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك بِهِ . ثُمَّ قَالَ هُوَ وَمُسْلِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال يَعْنِي اللَّيْثِيّ عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ مَا كَانَ بَيْن إِسْلَامنَا وَبَيْن أَنْ عَاتَبَنَا اللَّه بِهَذِهِ الْآيَة " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " الْآيَة إِلَّا أَرْبَع سِنِينَ كَذَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي آخِر الْكِتَاب وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة عَنْ هَارُون بْن سَعِيد الْأَيْلِيّ عَنْ اِبْن وَهْب بِهِ . وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث مُوسَى بْن يَعْقُوب الزَّمْعِيّ عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر عَنْ أَبِيهِ مِثْله فَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَد اِبْن الزُّبَيْر لَكِنْ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنَده مِنْ طَرِيق مُوسَى بْن يَعْقُوب عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ عَامِر عَنْ اِبْن الزُّبَيْر عَنْ اِبْن مَسْعُود فَذَكَرَهُ وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْمَسْعُودِيّ عَنْ الْقَاسِم قَالَ : مَلَّ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِلَّة فَقَالُوا حَدِّثْنَا يَا رَسُول اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى" نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك أَحْسَن الْقَصَص " قَالَ ثُمَّ مَلُّوا مِلَّة فَقَالُوا حَدِّثْنَا يَا رَسُول اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى" اللَّه نَزَّلَ أَحْسَن الْحَدِيث " ثُمَّ مَلُّوا مِلَّة فَقَالُوا حَدِّثْنَا يَا رَسُول اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " وَقَالَ قَتَادَة " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ شَدَّاد بْن أَوْس كَانَ يَرْوِي عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ أَوَّل مَا يُرْفَع مِنْ النَّاس الْخُشُوع " وَقَوْله تَعَالَى " وَلَا يَكُونُوا كَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب مِنْ قَبْل فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَد فَقَسَتْ قُلُوبهمْ " نَهَى اللَّه تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِاَلَّذِينَ حَمَلُوا الْكِتَاب مِنْ قَبْلهمْ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَمَّا تَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ الْأَمَد بَدَّلُوا كِتَاب اللَّه الَّذِي بِأَيْدِيهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا وَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورهمْ وَأَقْبَلُوا عَلَى الْآرَاء الْمُخْتَلِفَة وَالْأَقْوَال الْمُؤْتَفِكَة وَقَلَّدُوا الرِّجَال فِي دِين اللَّه وَاِتَّخَذُوا أَحْبَارهمْ وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا مِنْ دُون اللَّه فَعِنْد ذَلِكَ قَسَتْ قُلُوبهمْ فَلَا يَقْبَلُونَ مَوْعِظَة وَلَا تَلِينَ قُلُوبهمْ بِوَعْدٍ وَلَا وَعِيد " وَكَثِير مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" أَيْ فِي الْأَعْمَال فَقُلُوبهمْ فَاسِدَة وَأَعْمَالهمْ بَاطِلَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقهمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبهمْ قَاسِيَة يُحَرِّفُونَ الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعه وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ " أَيْ فَسَدَتْ قُلُوبهمْ فَقَسَتْ وَصَارَ مِنْ سَجِيَّتهمْ تَحْرِيف الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعه وَتَرَكُوا الْأَعْمَال الَّتِي أُمِرُوا بِهَا وَارْتَكَبُوا مَا نُهُوا عَنْهُ وَلِهَذَا نَهَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي شَيْء مِنْ الْأُمُور الْأَصْلِيَّة وَالْفَرْعِيَّة وَقَدْ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار حَدَّثَنَا شِهَاب بْن خِرَاش حَدَّثَنَا حَجَّاج بْن دِينَار عَنْ مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر عَنْ الرَّبِيع بْن أَبِي عُمَيْلَة الْفَزَارِيّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود حَدِيث مَا سَمِعْت أَعْجَب إِلَيَّ مِنْهُ إِلَّا شَيْئًا مِنْ كِتَاب اللَّه أَوْ شَيْئًا قَالَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا طَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَد فَقَسَتْ قُلُوبهمْ اِخْتَرَعُوا كِتَابًا مِنْ عِنْد أَنْفُسهمْ اِسْتَهْوَتْهُ قُلُوبهمْ وَاسْتَحَلَّتْهُ أَلْسِنَتهمْ وَاسْتَلَذَّتْهُ وَكَانَ الْحَقّ يَحُول بَيْنهمْ وَبَيْن كَثِير مِنْ شَهَوَاتهمْ فَقَالُوا تَعَالَوْا نَدْعُ بَنِي إِسْرَائِيل إِلَى كِتَابنَا هَذَا فَمَنْ تَابَعَنَا عَلَيْهِ تَرَكْنَاهُ وَمَنْ كَرِهَ أَنْ يُتَابِعنَا قَتَلْنَاهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَكَانَ فِيهِمْ رَجُل فَقِيه فَلَمَّا رَأَى مَا يَصْنَعُونَ عَمَدَ إِلَى مَا يُعْرَف مِنْ كِتَاب اللَّه فَكَتَبَهُ فِي شَيْء لَطِيف ثُمَّ أَدْرَجَهُ فَجَعَلَهُ فِي قَرْن ثُمَّ عَلَّقَ ذَلِكَ الْقَرْن فِي عُنُقه فَلَمَّا أَكْثَرُوا الْقَتْل قَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ يَا هَؤُلَاءِ إِنَّكُمْ قَدْ أَفْشَيْتُمْ الْقَتْل فِي بَنِي إِسْرَائِيل فَادْعُوا فُلَانًا فَاعْرِضُوا عَلَيْهِ كِتَابكُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تَابَعَكُمْ فَسَيُتَابِعُكُمْ بَقِيَّة النَّاس وَإِنْ أَبَى فَاقْتُلُوهُ فَدَعَوْا فُلَانًا ذَلِكَ الْفَقِيه فَقَالُوا أَتُؤْمِنُ بِمَا فِي كِتَابنَا هَذَا ؟ قَالَ وَمَا فِيهِ ؟ اِعْرِضُوهُ عَلَيَّ فَعَرَضُوهُ عَلَيْهِ إِلَى آخِره ثُمَّ قَالُوا أَتُؤْمِنُ بِهَذَا ؟ قَالَ نَعَمْ آمَنْت بِمَا فِي هَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَرْن فَتَرَكُوهُ فَلَمَّا مَاتَ فَتَّشُوهُ فَوَجَدُوهُ مُعَلِّقًا ذَلِكَ الْقَرْن فَوَجَدُوا فِيهِ مَا يُعْرَف مِنْ كِتَاب اللَّه فَقَالَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ يَا هَؤُلَاءِ مَا كُنَّا نَسْمَع هَذَا أَصَابَهُ فِتْنَة فَافْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائِيل عَلَى اِثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّة وَخَيْر مِلَلهمْ مِلَّة أَصْحَاب ذِي الْقَرْن . قَالَ اِبْن مَسْعُود وَإِنَّكُمْ أَوْشَكَ بِكُمْ إِنْ بَقِيتُمْ أَوْ بَقِيَ مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَنْ تَرَوْا أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا لَا تَسْتَطِيعُونَ لَهَا غَيْرًا فَبِحَسْب الْمَرْء مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَم اللَّه مِنْ قَلْبه أَنَّهُ لَهَا كَارِه . وَرَوَى أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ مُغِيرَة عَنْ أَبِي مَعْشَر عَنْ إِبْرَاهِيم قَالَ جَاءَ عِتْرِيس بْن عُرْقُوب إِلَى اِبْن مَسْعُود فَقَالَ يَا أَبَا عَبْد اللَّه هَلَكَ مَنْ لَمْ يَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنْ الْمُنْكَر فَقَالَ عَبْد اللَّه هَلَكَ مَنْ لَمْ يَعْرِف قَلْبه مَعْرُوفًا وَلَمْ يُنْكِر قَلْبه مُنْكَرًا إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا طَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَد وَقَسَتْ قُلُوبهمْ اِخْتَرَعُوا كِتَابًا مِنْ بَيْن أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ اِسْتَهْوَتْهُ قُلُوبهمْ وَاسْتَحَلَّتْهُ أَلْسِنَتهمْ وَقَالُوا نَعْرِض عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل هَذَا الْكِتَاب فَمَنْ آمَنَ بِهِ تَرَكْنَاهُ وَمَنْ كَفَرَ بِهِ قَتَلْنَاهُ قَالَ فَجَعَلَ رَجُل مِنْهُمْ كِتَاب اللَّه فِي قَرْن ثُمَّ جَعَلَ الْقَرْن بَيْن ثُنْدُوَتَيْهِ فَلَمَّا قِيلَ لَهُ أَتُؤْمِنُ بِهَذَا ؟ قَالَ آمَنْت بِهِ وَيُومِئ إِلَى الْقَرْن بَيْن ثُنْدُوَتَيْهِ وَمَالِي لَا أُؤْمِن بِهَذَا الْكِتَاب ؟ فَمِنْ خَيْر مِلَلهمْ الْيَوْم مِلَّة صَاحِب الْقَرْن .؟؟؟

.................................................. ................

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية ..؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...

أولاً نلاحظ أسلوب هذه الآية والاستنكار (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا)

ألم يحن الوقت بعد للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟!
. ثم يحذّر من أن يكون فينا صفة من صفات أهل الكتاب وهي قسوة القلوب والإعراض.

وسبحان الله العظيم نلاحظ كيف أن القرآن الكريم من أوله لآخره تجد فيه حديثاً طويلاً جداً يحذِّرنا من قصص بني إسرائيل وقسوتهم وقسوة قلوبهم وتكذيبهم لأنبيائهم وقتلهم لأنبيائهم وإعراضهم...


فياللأسف الشديد حال الأمه اليوم الغفله والقسووه والعياذ بالله ...
يقول ابن مسعود : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,,
فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا
فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول
ألم تسمع قول الله تعالى
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا ...

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلووبنا على طاعتك

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-01 10:30 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يعطيك العافيه مها ع المسابقة بس كأنو ما احد عارف شيء عنها ! لاني ما اشوف متسابقين و انا منهم ما دريت عنها الا صدفه أجابت اميمه و أظهرت المسابقة ع الرئيسيه و دخلتها
اعملوا اعلان عنها او ضعيه في توقيعك كلكم مو بس انتي اللي ماسك مسابقه يضع رابط الموضوع في توقيعه
و جزاكم الله خير على جهودكم الرائعه في إحضار المسابقات

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-01 10:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4333025)

أخوان وأخواتي أعضاء منتدى الدكتور فهد العصيمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرنا نبدأ معكم سؤال - الأحد 1 رمضان 1435 هـ - 29 يونيو 2014مـ - لمسابقة

" أنصت وتدبـــــــر"

ســـؤال اليـــوم:

قال تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" سورة الزمر/ 53

المطلوب:
أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟
ثانيا: شــــــرح الآيــــــــة شرحــــــا وافيـــــا.
ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

وسنلتقي كل يوم إن شاء الله مع آية جديدة، والنتيجة إن شاء الله في آخر شهر رمضان المبارك.

ملاحظات: المسابقة بإشراف النائبة الأولى مهــــا، وسأنوب عنها اليوم وحتى تتعافي من وعكتها الصحية إن شاء الله.

أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير
{ قُلْ يٰعِبَادِى * ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ } بكسر النون وفتحها، وقرىء بضمها تيأسوا { مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } لمن تاب من الشرك { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }.
ثانيا: شــــــرح الآيــــــــة شرحــــــا وافيـــــ
قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وهي محمولة على من تاب من الذنوب قبل موته، قال ابن كثير في تفسيره لها: هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر، ولا يصح حمل هذه على غير توبة، لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه.

ويؤيد ذلك ما ورد في سبب نزولها، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا.... ونزل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.
والله أعلم.

ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟
ان من يذنب ذنبا حتى لو كان عظيما فتاب عنها او أشرك في عبادة غيره فتاب فإن الله رحيم بعباده يغفر لهم ذنوبهم حتى لو كانت عظيمه وثقيلة مثل زبد البحر

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-01 11:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4333383)
السؤال الثاني لـ ( 2 رمضان 1435 هـ - 30- يونيو - 2014 م ):

قال تعالى :
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (16) ﴾ سورة الحديد

المطلوب:

أولا: شرح الآية شرحا وافيا.

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.

ما المطلوب بالضبط ؟ هل مطلوب شرح الايه كامله ام فقط الجزئية المذكورة ؟! راح أشرحها كامله

أولا: شرح الآية شرحا وافيا
قول تعالى أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله أي تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيعه . قال عبد الله بن المبارك حدثنا صالح المري عن قتادة عن ابن عباس أنه قال : إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن فقال " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " الآية رواه ابن أبي حاتم عن الحسن بن محمد بن الصباح عن حسين المروزي عن ابن المبارك به . ثم قال هو ومسلم حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال يعني الليثي عن عون بن عبد الله عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " الآية إلا أربع سنين كذا رواه مسلم في آخر الكتاب وأخرجه النسائي عند تفسير هذه الآية عن هارون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب به . وقد رواه ابن ماجه من حديث موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه مثله فجعله من مسند ابن الزبير لكن رواه البزار في مسنده من طريق موسى بن يعقوب عن أبي حازم عن عامر عن ابن الزبير عن ابن مسعود فذكره وقال سفيان الثوري عن المسعودي عن القاسم قال : مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى" نحن نقص عليك أحسن القصص " قال ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى" الله نزل أحسن الحديث " ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " وقال قتادة " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " ذكر لنا أن شداد بن أوس كان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أول ما يرفع من الناس الخشوع " وقوله تعالى " ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم " نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى لما تطاول عليهم الأمد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم واشتروا به ثمنا قليلا ونبذوه وراء ظهورهم وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال المؤتفكة وقلدوا الرجال في دين الله واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فعند ذلك قست قلوبهم فلا يقبلون موعظة ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد " وكثير منهم فاسقون" أي في الأعمال فقلوبهم فاسدة وأعمالهم باطلة كما قال تعالى " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به " أي فسدت قلوبهم فقست وصار من سجيتهم تحريف الكلم عن مواضعه وتركوا الأعمال التي أمروا بها وارتكبوا ما نهوا عنه ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار حدثنا شهاب بن خراش حدثنا حجاج بن دينار عن منصور بن المعتمر عن الربيع بن أبي عميلة الفزاري قال حدثنا عبد الله بن مسعود حديث ما سمعت أعجب إلي منه إلا شيئا من كتاب الله أو شيئا قاله النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم واستلذته وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم فقالوا تعالوا ندع بني إسرائيل إلى كتابنا هذا فمن تابعنا عليه تركناه ومن كره أن يتابعنا قتلناه ففعلوا ذلك وكان فيهم رجل فقيه فلما رأى ما يصنعون عمد إلى ما يعرف من كتاب الله فكتبه في شيء لطيف ثم أدرجه فجعله في قرن ثم علق ذلك القرن في عنقه فلما أكثروا القتل قال بعضهم لبعض يا هؤلاء إنكم قد أفشيتم القتل في بني إسرائيل فادعوا فلانا فاعرضوا عليه كتابكم فإنه إن تابعكم فسيتابعكم بقية الناس وإن أبى فاقتلوه فدعوا فلانا ذلك الفقيه فقالوا أتؤمن بما في كتابنا هذا ؟ قال وما فيه ؟ اعرضوه علي فعرضوه عليه إلى آخره ثم قالوا أتؤمن بهذا ؟ قال نعم آمنت بما في هذا وأشار بيده إلى القرن فتركوه فلما مات فتشوه فوجدوه معلقا ذلك القرن فوجدوا فيه ما يعرف من كتاب الله فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء ما كنا نسمع هذا أصابه فتنة فافترقت بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وخير مللهم ملة أصحاب ذي القرن . قال ابن مسعود وإنكم أوشك بكم إن بقيتم أو بقي من بقي منكم أن تروا أمورا تنكرونها لا تستطيعون لها غيرا فبحسب المرء منكم أن يعلم الله من قلبه أنه لها كاره . وروى أبو جعفر الطبري حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم قال جاء عتريس بن عرقوب إلى ابن مسعود فقال يا أبا عبد الله هلك من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر فقال عبد الله هلك من لم يعرف قلبه معروفا ولم ينكر قلبه منكرا إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد وقست قلوبهم اخترعوا كتابا من بين أيديهم وأرجلهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم وقالوا نعرض على بني إسرائيل هذا الكتاب فمن آمن به تركناه ومن كفر به قتلناه قال فجعل رجل منهم كتاب الله في قرن ثم جعل القرن بين ثندوتيه فلما قيل له أتؤمن بهذا ؟ قال آمنت به ويومئ إلى القرن بين ثندوتيه ومالي لا أؤمن بهذا الكتاب ؟ فمن خير مللهم اليوم ملة صاحب القرن . شرح ابن كثير

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟
[COLOR="rgb(139, 0, 0)"] الايه تتكلم عن أناس في يومنا الحالي ( الآكلون للربا الم يأن لهم ان تخشع قلوبهم و يعلمون انهم يحتسون المحرم في مطعمهم و الشباب الذين يزنون عندما يخرجون في بلاد الغرب الى البارات و الحانات و غيرها ألم يأن لهم ان يخشعوا لله ويعلموا ان الزنا من اعظم الفجور و الذين يتركون صلاتي الفجر والعشاء جماعة في المسجد ألم يأن لهم ان يخشعوا ويتركوا الغياب عن تلك الصلاتين ويعلموا فضل هاتين الصلاتين و الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويرتشون و يسرقون ألم يأن لهم ان يخشعوا و يعلموا ان الجسد اذا بني على السحت فالنار أولى به [/COLOR]

غ الرديني 2014-07-02 2:01 AM


السؤال الثالث لـ ( 3 رمضان 1435 هـ - 1 يوليو - 2014مـ )

قال تعالى:
"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة يونس 261

المطلوب:

-الشـــــــــــرح الوافــــي للآيـــــــــــة القرآنيــــــــة.
- بيان ما نستفيده من الآية القرآنية في حياتنا اليومية.

بالتوفيق للجميع

أٌميمه 2014-07-02 11:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4333799)

السؤال الثالث لـ ( 3 رمضان 1435 هـ - 1 يوليو - 2014مـ )

قال تعالى:
"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة يونس 261

المطلوب:

-الشـــــــــــرح الوافــــي للآيـــــــــــة القرآنيــــــــة.
- بيان ما نستفيده من الآية القرآنية في حياتنا اليومية.

بالتوفيق للجميع



[CENTER]-الشـــــــــــرح الوافــــي للآيـــــــــــة القرآنيــــــــة.



( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 26 ) )

يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح أبدله الحسنى في الدار الآخرة ، كما قال تعالى : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) [ الرحمن : 60 ] .

وقوله : ( وزيادة ) هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وزيادة على ذلك [ أيضا ] ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم ، وما أخفاه لهم من قرة أعين ، وأفضل من ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه الكريم ، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه ، لا يستحقونها بعملهم ، بل بفضله ورحمته وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم ، عن أبي بكر الصديق ، وحذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن عباس [ قال البغوي وأبو موسى وعبادة بن الصامت ] وسعيد بن المسيب ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الرحمن بن سابط ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعامر بن سعد ، وعطاء ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم من السلف والخلف .

وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد :

حدثنا عفان ، أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : وما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويزحزحنا من النار ؟ " . قال : " فيكشف لهم الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم " .

وهكذا رواه مسلم وجماعة من الأئمة ، من حديث حماد بن سلمة ، به . [ ص: 263 ]

وقال ابن جرير : أخبرنا يونس ، أخبرنا ابن وهب : أخبرنا شبيب ، عن أبان عن أبي تميمة الهجيمي ؛ أنه سمع أبا موسى الأشعري يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمع أولهم وآخرهم - : إن الله وعدكم الحسنى وزيادة ، الحسنى : الجنة . وزيادة : النظر إلى وجه الرحمن عز وجل " .

ورواه أيضا ابن أبي حاتم ، من حديث أبي بكر الهذلي عن أبي تميمة الهجيمي ، به .

وقال ابن جرير أيضا : حدثنا ابن حميد ، حدثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن كعب بن عجرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال : النظر إلى وجه الرحمن عز وجل .

وقال أيضا : حدثنا ابن عبد الرحيم حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، سمعت زهيرا عمن سمع أبا العالية ، حدثنا أبي بن كعب : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال : " الحسنى : الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله عز وجل " .

ورواه ابن أبي حاتم أيضا من حديث زهير ، به .

وقوله تعالى : ( ولا يرهق وجوههم قتر ) أي : قتام وسواد في عرصات المحشر ، كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة ، ( ولا ذلة ) أي : هوان وصغار ، أي : لا يحصل لهم إهانة في الباطن ، ولا في الظاهر ، بل هم كما قال تعالى في حقهم : ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ) أي : نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم ، جعلنا الله منهم بفضله ورحمته ، آمين .



.................................................. ..........




- بيان ما نستفيده من الآية القرآنية في حياتنا اليومية.


(للذين أحسنوا الحسنى( أي الذين أحسنوا في عبادة الله ، وقاموا بما قدروا عليه منها . وأحسنوا إلى عباد الله ، بما يقدرون عليه من الإحسان القولي والفعلي...

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

،وتعليم الجاهلين ،وغير ذالك من وجوه البر والإحسان

فهؤلاء الذين أحسنوا لهم (الحسنى)وهي:الجنة الكاملة من حسنها

و(زيادة) وهي:النظر إلى وجه الله الكريم وسماع كلامه
(ولا يرهق وجوههم قتر ولاذلة ( اي لا ينالهم مكروه بوجه من الوجوه لأن المكروه إذا وقع بالإنسان تبين ذالك في وجهه وتغير وتكدر وأما الذين أحسنو ا أعمالهم بامتثال الطاعات وأداء العبادات على وجهها الأكمل خالية من الرياء فهؤلاء كماقال لله عنهم ( أولئك تعرف في ووجههم نضرة النعيم )
( أولئك أصحاب الجنة ( الملازمون لها
هم فيها خالدون (لا يحولون ولا يزولون ولا يتغيرون)...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مها 2014-07-03 1:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير...


السؤال لـ ( 4 رمضان 1435 هـ - 2- يوليو - 2014 مـ ) هو:

قال تعالى:


" وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة آل عمران/ 107

أشرحوا الآية السابقة شرحا وافيا مستعينين بأكثر من مرجع لتفسير القرآن الكريم.

بالتوفيق للجميع.


الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-03 1:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4333799)

السؤال الثالث لـ ( 3 رمضان 1435 هـ - 1 يوليو - 2014مـ )

قال تعالى:
"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة يونس 261

المطلوب:

-الشـــــــــــرح الوافــــي للآيـــــــــــة القرآنيــــــــة.
- بيان ما نستفيده من الآية القرآنية في حياتنا اليومية.

بالتوفيق للجميع

نسيتها المسابقة انا اقول فيه شيء ناسيته من امس خخخخ طلعت هالمسابقه

شرح الايه شرحا وافيا /
قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) أي : للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى ، وهي الجنة ، وزيادة : وهي النظر إلى وجه الله الكريم ، هذا قول جماعة من الصحابة ، منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وحذيفة ، وأبو موسى ، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم ، وهو قول الحسن ، وعكرمة وعطاء ، ومقاتل ، والضحاك ، والسدي .

أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء ، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني ، حدثنا الأسود بن عامر ، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت - يعني البناني - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ، قالوا : ما هذا الموعود؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويجرنا من النار؟ قال : فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله عز وجل . قال : فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إليه " .

وروي عن ابن عباس : أن الحسنى هي أن الحسنة بمثلها والزيادة هي التضعيف عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . وقال مجاهد : الحسنى : حسنة مثل حسنة ، والزيادة المغفرة والرضوان .

( ولا يرهق ) لا يغشى ( وجوههم قتر ) غبار ، جمع قترة . قال ابن عباس وقتادة : سواد الوجه ، ( ولا ذلة ) هوان . قال قتادة : كآبة . قال ابن أبي ليلى : هذا بعد نظرهم إلى ربهم . ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) .

الاستفاده /
ينبغي للمرء أن يكون حريصا في الاستفادة من هذه الحياة, وأن يسعى لأن يكون له رصيد من الأعمال بعد موته, وليس في حياته فقط, كأن يسهم في المشاريع الخيرية من مساجد ودور عبادة وغيرها من أثار صالحة, كما خلفه علماؤنا الأبرار من مؤلفات علمية تعتبر من الآثار الصالحة التي تجعل سجل أعمالهم ممتدا إلى ما شاء الله تعالى

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-03 1:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها (المشاركة 4334241)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير...


السؤال لـ ( 4 رمضان 1435 هـ - 2- يوليو - 2014 مـ ) هو:

قال تعالى:


" وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة آل عمران/ 107

أشرحوا الآية السابقة شرحا وافيا مستعينين بأكثر من مرجع لتفسير القرآن الكريم.

بالتوفيق للجميع.



كيف بأكثر من مرجع !

شرح الايه /

يَعْنِي الْجَنَّة مَاكِثُونَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا وَقَدْ قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ الرَّبِيع بْن صُبَيْح وَحَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ أَبِي غَالِب قَالَ : رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَة عَلَى دَرَج مَسْجِد دِمَشْق فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ : كِلَاب النَّار شَرّ قَتْلَى تَحْت أَدِيم السَّمَاء خَيْر قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ ثُمَّ قَرَأَ " يَوْم تَبْيَضّ وُجُوه وَتَسْوَدّ وُجُوه " إِلَى آخِر الْآيَة قُلْت : لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَوْ لَمْ أَسْمَعهُ إِلَّا مَرَّة أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا - مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ ثُمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي غَالِب وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنَده عَنْ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ أَبِي غَالِب بِنَحْوِهِ . وَقَدْ رَوَى اِبْن مَرْدُوَيه عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة عَنْ أَبِي ذَرّ حَدِيثًا مُطَوَّلًا غَرِيبًا عَجِيبًا جِدًّا ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " تِلْكَ آيَات اللَّه نَتْلُوهَا عَلَيْك " . تفسير ابن كثير

تفسير الجلالين
«وأما الذين ابيضَّت وجوههم» وهم المؤمنون «ففي رحمة الله» أي جنته «هم فيها خالدون».
تفسير الميسر
وأما الذين ابيضَّتْ وجوهم بنضرة النعيم، وما بُشِّروا به من الخير، فهم في جنة الله ونعيمها، وهم باقون فيها، لا يخرجون منها أبدًا.


وأما الذين ابيضَّتْ وجوهم بنضرة النعيم, وما بُشِّروا به من الخير, فهم في جنة الله ونعيمها, وهم باقون فيها, لا يخرجون منها أبدًا.هذه آيات الله وبراهينه الساطعة, نتلوها ونقصُّها عليك -أيها الرسول- بالصدق واليقين. وما الله بظالم أحدًا من خلقه, ولا بمنقص شيئًا من أعمالهم; لأنه الحاكم العدل الذي لا يجور.

أٌميمه 2014-07-03 2:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها (المشاركة 4334241)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير...


السؤال لـ ( 4 رمضان 1435 هـ - 2- يوليو - 2014 مـ ) هو:

قال تعالى:


" وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة آل عمران/ 107

أشرحوا الآية السابقة شرحا وافيا مستعينين بأكثر من مرجع لتفسير القرآن الكريم.

بالتوفيق للجميع.




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ...


تفسير بن كثير....

يقول تعالى: ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر اللّه في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { وأولئك هم المفلحون} قال الضحاك: هم خاصة الصحابة، وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء، وقال أبو جعفر الباقر، قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} ثم قال: (الخير اتباع القرآن وسنتي) ""أخرجه ابن مردويه"" والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، وفي رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) وروى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم) ""أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة"" { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} الآية. ينهى تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين، في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع قيام الحجة عليهم. روى الإمام أحمد عن أبي عامر عبد اللّه بن يحيى قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة - وهي الجماعة - وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ( واللّه يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى اللّه عليه وسلم لَغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به) ""رواه أحمد وأبو داود"" وقوله تعالى: { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسوّد وجوه أهل البدعة والفرقة، قاله ابن عباس رضي اللّه عنهما. { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} ؟ قال الحسن البصري: وهم المنافقون، { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} ، وهذا الوصف يعم كل كافر، { وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة اللّه هم فيها خالدون} يعني الجنة ماكثون فيها أبداً لا يبغون عنها حولا. ثم قال تعالى: { تلك آيات اللّه نتلوها عليك} أي هذه آيات اللّه وحججه وبيِّناته نتلوها عليك يا محمد { بالحق} أي نكشف ما الأمر عليه في الدنيا والآخرة، { وما اللّه يريد ظلماً للعالمين} أي ليس بظالم لهم، بل هو الحكم العدل الذي لا يجور، لأنه القادر على كل شيء، العالم بكل شيء، فلا يحتاج مع ذلك إلى أن يظلم أحداً من خلقه، ولهذا قال تعالى: { وللّه ما في السموات وما في الأرض} أي الجميع ملك له وعبيد له، { وإلى اللّه ترجع الأمور} أي هو الحاكم المتصرف في الدنيا والآخرة.


..............................................

تفسير الجلالين



{ وأما الذين ابيضَّت وجوههم } وهم المؤمنون { ففي رحمة الله } أي جنته { هم فيها خالدون } ...


.................................................. ......

تفسير القرطبي....


فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} يعني يوم القيامة حين يبعثون من قبورهم تكون وجوه المؤمنين مبيضة ووجوه الكافرين مسودة. ويقال : إن ذلك عند قراءة الكتاب، إذ قرأ المؤمن كتابه فرأى في كتابه حسناته استبشر وابيض وجهه، وإذا قرأ الكافر والمنافق كتابه فرأى فيه سيئاته اسود وجهه. ويقال : إن ذلك عند الميزان إذا رجحت حسناته ابيض وجهه، وإذا رجحت سيئاته اسود وجهه. ويقال : ذلك عند قوله تعالى { وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس : 59]. ويقال : إذا كان يوم القيامة يؤمر كل فريق بأن يجتمع إلى معبوده، فإذا انتهوا إليه حزنوا واسودت وجوههم، فيبقى المؤمنون وأهل الكتاب والمنافقون؛ فيقول الله تعالى للمؤمنين "من ربكم" ؟ فيقولون : ربنا الله عز وجل فيقول لهم "أتعرفونه إذا رأيتموه". فيقولون : سبحانه! إذا اعترف عرفناه. فيرونه كما شاء الله. فيخر المؤمنون سجدا لله تعالى، فتصير وجوههم مثل الثلج بياضا، ويبقى المنافقون وأهل الكتاب لا يقدرون على السجود فيحزنوا وتسود وجوههم؛ وذلك قوله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} . ويجوز "تِبْيَضّ وتِسْوَدّ" بكسر التائين؛ لأنك تقول : ابيضت، فتكسر التاء كما تكسر الألف، وهي لغة تميم وبها قرأ يحيى بن وثاب. وقرأ الزهري "يوم تبياض وتسواد" ويجوز كسر التاء أيضا، ويجوز "يوم يبيض وجوه" بالياء على تذكير الجمع، ويجوز "أجوه" مثل { أقتت} . وابيضاض الوجوه إشراقها بالنعيم. واسودادها هو ما يرهقها من العذاب الأليم. الثانية: واختلفوا في التعيين؛ فقال ابن عباس : تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة. قلت : وقول ابن عباس هذا رواه مالك بن سليمان الهروي أخو غسان عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال : (يعني تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة) ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. وقال فيه : منكر من حديث مالك. قال عطاء : تبيض وجوه المهاجرين والأنصار، وتسود وجوه بني قريظة والنضير. وقال أبي بن كعب : الذين اسودت وجوههم هم الكفار، وقيل لهم : أكفرتم بعد إيمانكم لإقراركم حين أخرجتم من ظهر آدم كالذر. هذا اختيار الطبري. الحسن : الآية في المنافقين. قتادة هي في المرتدين. عكرمة : هم قوم من أهل الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم مصدقين بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث فلما بعث عليه السلام كفروا به؛ فذلك قوله { أكفرتم بعد إيمانكم} وهو اختيار الزجاج. مالك بن أنس : هي في أهل الأهواء. أبو أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم : هي في الحرورية. وفي خبر آخر أنه عليه السلام قال : (هي في القدرية). روى الترمذي عن أبي غالب قال : رأى أبو أمامة رؤوسا منصوبة على باب دمشق، فقال أبو أمامة : كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه - ثم قرأ - { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} إلى آخر الآية. قلت لأبي أمامة : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا - حتى عد سبعا - ما حدثتكموه. قال : هذا حديث حسن. وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم). قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال : أهكذا سمعت من سهل بن سعد؟ فقلت : نعم. فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها : (فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي). وعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يرد على الحوض يوم القيامة رهط من أصحابي فيُجْلَون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى). والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فمن بدل أو غير أو ابتدع في دين الله مالا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبتدعين منه المسودي الوجوه، وأشدهم طردا وإبعادا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم؛ كالخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها؛ فهؤلاء كلهم مبدلون ومبتدعون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع؛ كل يخاف عليهم أن يكونوا عنوا بالآية، والحبر كما بينا، ولا يخلد في النار إلا كافر جاحد ليس في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. وقد قال ابن القاسم : وقد يكون من غير أهل الأهواء من هو شر من أهل الأهواء. وكان يقول : تمام الإخلاص تجنب المعاصي. الثالثة: قوله تعالى { فأما الذين اسودت وجوههم} في الكلام حذف، أي فيقال لهم { أكفرتم بعد إيمانكم} يعني يوم الميثاق حين قالوا بلى. ويقال : هذا لليهود وكانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به. وقال أبو العالية : هذا للمنافقين، يقال : أكفرتم في السر بعد إقراركم في العلانية. وأجمع أهل العربية على أنه لا بد من الفاء في جواب (أما) لأن المعنى في قولك : (أما زيد فمنطلق، مهما يكن من شيء فزيد منطلق). وقوله تعالى { وأما الذين ابيضت وجوههم} هؤلاء أهل طاعة الله عز وجل والوفاء بعهده. { ففي رحمة الله هم فيها خالدون} أي في جنته ودار كرامته خالدون باقون. جعلنا الله منهم وجنبنا طرق البدع والضلالات، ووفقنا لطريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات. آمين.


................................

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مها 2014-07-04 1:43 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال – الخميس 5 رمضان 1435 هـ - 3 يوليو 2014مـ

قال تعالى:


"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" سورة طه/ 124.

المطلوب:


أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟

ثانيا: شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير.

ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.

أٌميمه 2014-07-04 3:38 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"
المعاني ...

الاعراض / أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ...

ضنكا /قيل الشقاء وقيل ضمة القبر ..

ذكري/ المراد به كتاب الله عزوجل ...

.......................

ثانيا: شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير.


1 / تفسير ابن كثير ....
......................................

( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( 124 ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( 125 ) )

( قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( 126 ) ) .

يقول تعالى لآدم وحواء وإبليس : اهبطوا منها جميعا ، أي : من الجنة كلكم . وقد بسطنا ذلك في سورة البقرة " .

( بعضكم لبعض عدو ) قال : آدم وذريته ، وإبليس وذريته .

وقوله : ( فإما يأتينكم مني هدى ) قال أبو العالية : الأنبياء والرسل والبيان .

( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) قال ابن عباس : لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة .

( ومن أعرض عن ذكري ) أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره [ ضيق ] حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه [ ص: 323 ] ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : الشقاء .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : كل مال أعطيته عبدا من عبادي ، قل أو كثر ، لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة . ويقال : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت معيشتهم ضنكا; [ و ] ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم ، من سوء ظنهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك .

وقال الضحاك : هو العمل السيئ ، والرزق الخبيث ، وكذا قال عكرمة ، ومالك بن دينار .

وقال سفيان بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد في قوله : ( معيشة ضنكا ) قال : يضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه فيه . قال أبو حاتم الرازي : النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الله ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " ضمة القبر " الموقوف أصح .

وقال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج أبو السمح ، عن ابن حجيرة - اسمه عبد الرحمن - عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن في قبره في روضة خضراء ، ويرحب له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له قبره كالقمر ليلة البدر ، أتدرون فيم أنزلت هذه الآية : ( فإن له معيشة ضنكا ) ؟ أتدرون ما المعيشة الضنك؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : عذاب الكافر في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية ، لكل حية سبعة رؤوس ، ينفخون في جسمه ، ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون " . .

رفعه منكر جدا .

وقال البزار : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ، حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، [ عن أبي حجيرة ] عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " المعيشة الضنك الذي قال الله تعالى : أنه يسلط عليه تسعة وتسعون [ ص: 324 ] حية ، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة " .

وقال أيضا : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " عذاب القبر " . إسناد جيد .

وقوله : ( ونحشره يوم القيامة أعمى ) قال مجاهد ، وأبو صالح ، والسدي : لا حجة له .

وقال عكرمة : عمي عليه كل شيء إلا جهنم .

ويحتمل أن يكون المراد : أنه يحشر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا ، كما قال تعالى : ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) [ الإسراء : 97 ] . ولهذا يقول : ( رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ) أي : في الدنيا .

( قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) أي : لما أعرضت عن آيات الله ، وعاملتها معاملة من لم يذكرها ، بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها ، كذلك نعاملك [ اليوم ] معاملة من ينساك ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ) [ الأعراف : 51 ] فإن الجزاء من جنس العمل ، فأما نسيان لفظ القرآن مع فهم معناه والقيام بمقتضاه ، فليس داخلا في هذا الوعيد الخاص ، وإن كان متوعدا عليه من جهة أخرى ، فإنه قد وردت السنة بالنهي الأكيد ، والوعيد الشديد في ذلك ، قال الإمام أحمد :

حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا خالد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عيسى بن فائد ، عن رجل ، عن سعد بن عبادة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل قرأ القرآن فنسيه ، إلا لقي الله يوم يلقاه وهو أجذم " .

ثم رواه الإمام أحمد من حديث يزيد بن أبي زياد ، عن عيسى بن فائد ، عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله سواء .
.........................................

ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

أعظم سبب للسعادة في الدنيا والآخرة يكمن في الإقبال على الله تعالى، والاستسلام له سبحانه، والانقياد لشريعته، والقبول بأحكامه، والإذعان لأوامره....

وأعظم سبب للشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة الإعراض عن الله تعالى، والاستنكاف عن عبادته، ورفض الخضوع لشريعته، والاعتراض على أحكامه وأوامره..

ومن قرأ القرآن وجده مليئا بالآيات المحذرة من الإعراض عن دين الله تعالى، والصدود عن سبيله، والاستكبار عن عبادته، والاعتراض على شيء من شريعته، وما يترتب على ذلك من عقوبات شديدة في الدنيا والآخرة على الأفراد والأمم.

فالإعراض عن الله تعالى وعن شريعته سبب لنزول العذاب في الدنيا، ورفع العافية، وإبدال النعم نقما، كما أخبر الله تعالى عن قوم سبأ وما هم فيه من نعيم الدنيا، ثم تحولت العافية عنهم، وأُبدل حالهم من النعمة إلى النقمة بسبب إعراضهم {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} [سبأ:16].

وأعظم عقوبة دنيوية تصيب أهل الإعراض عن الله تعالى أن يطمس على قلوبهم فلا تعي الذكر، ولا تبصر الحق، ولا يسير أصحابها فيما ينفعهم، بل يرتكسون في الكفر، ويرتمسون في النفاق والاستكبار، ويجادلون بالباطل، وفي هذا يقول الله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:57].

فالحذر الحذر من الإعراض عن الله تعالى، أو الاعتراض على شيء من أحكامه؛ فإن تبعة ذلك كبيرة.. قد تصل بالإنسان إلى شقاء أبدي في الدنيا والآخرة..والعياذ بالله ...

ياربي لاتجعل الدنيا أكبر همنا ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[
.................................................. ...........


أختي مها ....بارك الله فيك وتقبل الله منك صالح الاعمال ....

ملا حظه / كتبت خمسه مراجع لكن المحتوي لايكفي
تاتيني هذه الرساله ....
النص الذي أدخلته كبير جداً (20427 حرف). الرجاء أجعلة أقصر إلى 10000 حقل كحد أقصى.


غ الرديني 2014-07-04 11:02 PM

جزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم.


ملاحظة:
هذه المسابقة ستستمر حتى آخر شهر رمضان المبارك، ولن يكون الفوز بناء على سرعة الإجابة وإنما على شرح الآيات والإجابة التامة على السؤال المطروح

وعليه، يمكن لأي عضو أن يشارك في أي يوم شاء فيجيب على جميع الأسئلة.


بالتوفيق للجميع.

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-05 1:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها (المشاركة 4334474)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال – الخميس 5 رمضان 1435 هـ - 3 يوليو 2014مـ

قال تعالى:


"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" سورة طه/ 124.

المطلوب:


أولا: تفسير المفردات التي بحاجة إلى تفسير؟

ثانيا: شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير.

ثالثا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)
( ومن أعرض عن ذكري ) أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكا ) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره [ ضيق ] حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : الشقاء .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : كل مال أعطيته عبدا من عبادي ، قل أو كثر ، لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة . ويقال : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت معيشتهم ضنكا; [ و ] ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم ، من سوء ظنهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك .
وقال الضحاك : هو العمل السيئ ، والرزق الخبيث ، وكذا قال عكرمة ، ومالك بن دينار .
وقال سفيان بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد في قوله : ( معيشة ضنكا ) قال : يضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه فيه . قال أبو حاتم الرازي : النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الله ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " ضمة القبر " الموقوف أصح .
وقال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج أبو السمح ، عن ابن حجيرة - اسمه عبد الرحمن - عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن في قبره في روضة خضراء ، ويرحب له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له قبره كالقمر ليلة البدر ، أتدرون فيم أنزلت هذه الآية : ( فإن له معيشة ضنكا ) ؟ أتدرون ما المعيشة الضنك؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : عذاب الكافر في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية ، لكل حية سبعة رؤوس ، ينفخون في جسمه ، ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون " . .
رفعه منكر جدا .
وقال البزار : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ، حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، [ عن أبي حجيرة ] عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " المعيشة الضنك الذي قال الله تعالى : أنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة " .
وقال أيضا : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن له معيشة ضنكا ) قال : " عذاب القبر " . إسناد جيد .
وقوله : ( ونحشره يوم القيامة أعمى ) قال مجاهد ، وأبو صالح ، والسدي : لا حجة له .
وقال عكرمة : عمي عليه كل شيء إلا جهنم .
ويحتمل أن يكون المراد : أنه يحشر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا ، كما قال تعالى : ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) [ الإسراء :
الاستفاده / كلما ابتعد الإنسان عن ربه وخالقه استحوذت عليه الشياطين وتسلطت عليه وأصبحت حياته تعيسة

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-05 1:30 AM

اين سؤال اليوم السؤال السادس ؟!

مها 2014-07-05 2:08 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال الجمعة ( 6 رمضان 1435 هـ - 4 يوليو 2014مـ )

قال تعالى:



وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ (سورة الإسراء آية 82)


المطلوب:

أولا : شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير.

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.


الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-05 4:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها (المشاركة 4334762)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال الجمعة ( 6 رمضان 1435 هـ - 4 يوليو 2014مـ )

قال تعالى:



وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ (سورة الإسراء آية 82)


المطلوب:

أولا : شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير.

ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟

بالتوفيق للجميع.


وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)
وقوله عزّ وجلّ( وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) يقول تعالى ذكره: وننـزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله، ويحلون حلاله، ويحرّمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة، ويُنجيهم من عذابه، فهو لهم رحمة ونعمة من الله، أنعم بها عليهم ( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) يقول: ولا يزيد هذا الذي ننـزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خسارا: يقول: إهلاكا، لأنهم كلما نـزل فيه أمر من الله بشيء أو نهى عن شيء كفروا به، فلم يأتمروا لأمره، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه، فزادهم ذلك خسارا إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار، ورجسا إلى رجسهم قبلُ.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ ) به ( إِلا خَسَارًا) أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه، وإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين.

الاستفاده / الحاجه الى كتاب الله و سنة نبيه في العلاج من العين و الحسد و المس و السحر و أيضاً العلاج النهائي لجميع الأمراض و منها الأمراض المستعصية و كثيرا من القصص سمعتوا عنها ذلك فسبحان الله انزل الداء و انزل الدواء لولا غفلة الناس و هجرهم لكتاب الله لوجدوا العلاج في بيتهم

الدكتور فهد بن سعود العصيمي 2014-07-05 6:28 AM

بارك الله فيكم ونفع بكم
ما شاء الله تبارك الله.

مها 2014-07-05 7:06 AM

جزاكم الله خيرا والدنا الفاضل سعدنا جدا بمتابعتكم للمسابقات بارك الله فيكم.

أٌميمه 2014-07-05 12:32 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ (سورة الإسراء آية 82)

أولا : شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير...


1 / من كتاب تفسير البغوي

( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ( 82 ) وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا ( 83 ) )

قوله عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) قيل : " من " ليس للتبعيض ومعناه : وننزل من القرآن ما كله شفاء أي : بيان من الضلالة والجهالة يتبين به المختلف ويتضح به المشكل ويستشفى به من الشبهة ويهتدى به من الحيرة فهو شفاء القلوب بزوال الجهل عنها ورحمة للمؤمنين .

( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) لأن الظالم لا ينتفع به والمؤمن من ينتفع به فيكون رحمة له .

وقيل : زيادة الخسارة للظالم من حيث أن كل آية تنزل يتجدد منهم تكذيب ويزداد لهم خسارة .

قال قتادة : لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا . قوله تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ) عن ذكرنا ودعائنا ( ونأى بجانبه ) أي تباعد عنا بنفسه أي ترك التقرب إلى الله بالدعاء وقال عطاء : تعظم وتكبر . ويكسر النون والهمزة حمزة والكسائي ويفتح النون ويكسر الهمزة أبو بكر وقرأ ابن عامر وأبو جعفر " وناء " مثل جاء قيل : هو بمعنى نأى وقيل : ناء من النوء وهو النهوض والقيام .

( وإذا مسه الشر ) الشدة والضرر ( كان يئوسا ) أي آيسا قنوطا . وقيل : معناه أنه يتضرع ويدعو عند الضر والشدة فإذا تأخرت الإجابة يئس ولا ينبغي للمؤمن أن ييأس من الإجابة وإن تأخرت فيدع الدعاء . ..


.................................................. ......................

2 / من كتاب تفسير ابن كثير



( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ( 82 ) ) .

يقول تعالى مخبرا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد - إنه : ( شفاء ورحمة للمؤمنين ) أي : يذهب ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله . وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة . وأما الكافر الظالم نفسه بذلك ، فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعدا وتكذيبا وكفرا . والآفة من الكافر لا من القرآن ، كما قال تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] وقال تعالى : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) [ التوبة : 124 ، 125 ] . والآيات في ذلك كثيرة . [ ص: 113 ]

قال قتادة في قوله : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) إنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ، فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ، ورحمة للمؤمنين .


.................................................. ............


3 / تفسير الطبري...




وقوله عز وجل ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) يقول تعالى ذكره : وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة ، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به ، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله ، ويحلون حلاله ، ويحرمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة ، وينجيهم من عذابه ، فهو لهم رحمة ونعمة من الله ، أنعم بها عليهم ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) يقول : ولا يزيد هذا الذي ننزل عليك من القرآن [ ص: 539 ] الكافرين به إلا خسارا : يقول : إهلاكا ، لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهي عن شيء كفروا به ، فلم يأتمروا لأمره ، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه ، فزادهم ذلك خسارا إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار ، ورجسا إلى رجسهم قبل .

كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد الظالمين ) به ( إلا خسارا ) أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ، وإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين .

يتبع ان شاء الله ...>>>>



أٌميمه 2014-07-05 12:34 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾ (سورة الإسراء آية 82)

أولا : شرح الآية شرحا وافيا وإعتماد أكثر من كتاب تفسير...


1 / من كتاب تفسير البغوي

( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ( 82 ) وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا ( 83 ) )

قوله عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) قيل : " من " ليس للتبعيض ومعناه : وننزل من القرآن ما كله شفاء أي : بيان من الضلالة والجهالة يتبين به المختلف ويتضح به المشكل ويستشفى به من الشبهة ويهتدى به من الحيرة فهو شفاء القلوب بزوال الجهل عنها ورحمة للمؤمنين .

( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) لأن الظالم لا ينتفع به والمؤمن من ينتفع به فيكون رحمة له .

وقيل : زيادة الخسارة للظالم من حيث أن كل آية تنزل يتجدد منهم تكذيب ويزداد لهم خسارة .

قال قتادة : لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا . قوله تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ) عن ذكرنا ودعائنا ( ونأى بجانبه ) أي تباعد عنا بنفسه أي ترك التقرب إلى الله بالدعاء وقال عطاء : تعظم وتكبر . ويكسر النون والهمزة حمزة والكسائي ويفتح النون ويكسر الهمزة أبو بكر وقرأ ابن عامر وأبو جعفر " وناء " مثل جاء قيل : هو بمعنى نأى وقيل : ناء من النوء وهو النهوض والقيام .

( وإذا مسه الشر ) الشدة والضرر ( كان يئوسا ) أي آيسا قنوطا . وقيل : معناه أنه يتضرع ويدعو عند الضر والشدة فإذا تأخرت الإجابة يئس ولا ينبغي للمؤمن أن ييأس من الإجابة وإن تأخرت فيدع الدعاء . ..


.................................................. ......................

2 / من كتاب تفسير ابن كثير



( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ( 82 ) ) .

يقول تعالى مخبرا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد - إنه : ( شفاء ورحمة للمؤمنين ) أي : يذهب ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله . وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة . وأما الكافر الظالم نفسه بذلك ، فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعدا وتكذيبا وكفرا . والآفة من الكافر لا من القرآن ، كما قال تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] وقال تعالى : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) [ التوبة : 124 ، 125 ] . والآيات في ذلك كثيرة . [ ص: 113 ]

قال قتادة في قوله : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) إنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ، فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ، ورحمة للمؤمنين .


.................................................. ............


3 / تفسير الطبري...

وقوله عز وجل ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) يقول تعالى ذكره : وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة ، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به ، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله ، ويحلون حلاله ، ويحرمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة ، وينجيهم من عذابه ، فهو لهم رحمة ونعمة من الله ، أنعم بها عليهم ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) يقول : ولا يزيد هذا الذي ننزل عليك من القرآن [ ص: 539 ] الكافرين به إلا خسارا : يقول : إهلاكا ، لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهي عن شيء كفروا به ، فلم يأتمروا لأمره ، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه ، فزادهم ذلك خسارا إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار ، ورجسا إلى رجسهم قبل .

كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد الظالمين ) به ( إلا خسارا ) أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه ، وإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين .

يتبع ان شاء الله ...>>>>



أٌميمه 2014-07-05 12:47 PM

4 /تفسير القرطبي


قوله تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا فيه سبع مسائل :

الأولى : وننزل قرأ الجمهور بالنون . وقرأ مجاهد " وينزل " بالياء [ ص: 284 ] خفيفة ، ورواها المروزي عن حفص . ومن لابتداء الغاية ، ويصح أن تكون لبيان الجنس ; كأنه قال : وننزل ما فيه شفاء من القرآن . وفي الخبر من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله . وأنكر بعض المتأولين أن تكون من للتبعيض ; لأنه يحفظ من أن يلزمه أن بعضه لا شفاء فيه . ابن عطية : وليس يلزمه هذا ، بل يصح أن تكون للتبعيض بحسب أن إنزاله إنما هو مبعض ، فكأنه قال : وننزل من القرآن شيئا شفاء ; ما فيه كله شفاء . وقيل : شفاء في الفرائض والأحكام لما فيه من البيان .

الثانية : اختلف العلماء في كونه شفاء على قولين : أحدهما : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وإزالة الريب ، ولكشف غطاء القلب من مرض الجهل لفهم المعجزات والأمور الدالة على الله - تعالى - . الثاني : شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحوه . وقد روى الأئمة - واللفظ للدارقطني - عن أبي سعيد الخدري قال : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية ثلاثين راكبا قال : فنزلنا على قوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا فأبوا ; قال : فلدغ سيد الحي ، فأتونا فقالوا : فيكم أحد يرقي من العقرب ؟ في رواية ابن قتة : إن الملك يموت . قال : قلت أنا نعم ، ولكن لا أفعل حتى تعطونا . فقالوا : فإنا نعطيكم ثلاثين شاة . قال : فقرآت عليه الحمد لله رب العالمين سبع مرات فبرأ . في رواية سليمان بن قتة عن أبي سعيد : فأفاق وبرأ . فبعث إلينا بالنزل وبعث إلينا بالشاء ، فأكلنا الطعام أنا وأصحابي وأبوا أن يأكلوا من الغنم ، حتى أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته الخبر فقال : وما يدريك أنها رقية قلت : يا رسول الله ، شيء ألقي في روعي . قال : كلوا وأطعمونا من الغنم خرجه في كتاب السنن . وخرج في ( كتاب المديح ) من حديث السري بن يحيى قال : حدثني المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن الحسن عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ينفع بإذن الله - تعالى - من البرص والجنون والجذام والبطن والسل والحمى والنفس أن تكتب بزعفران أو بمشق - يعني المغرة - أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والغامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد ومن أبي فروة وما ولد . كذا قال ، ولم يقل من شر أبي قترة . العين اللامة : التي [ ص: 285 ] تصيب بسوء . تقول : أعيذه من كل هامة لامة . وأما قوله : أعيذه من حادثات اللمة فيقول : هو الدهر . ويقال الشدة . والسامة : الخاصة . يقال : كيف السامة والعامة . والسامة السم . ومن أبي فروة وما ولد . وقال : ثلاثة وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم - عز وجل - فقالوا : وصب بأرضنا . فقال : خذوا تربة من أرضكم فامسحوا نواصيكم . أو قال : نوصيكم رقية محمد - صلى الله عليه وسلم - لا أفلح من كتمها أبدا أو أخذ عليها صفدا . ثم تكتب فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول [ البقرة ] ، والآية التي فيها تصريف الرياح وآية الكرسي والآيتين اللتين بعدها ، وخواتيم سورة [ البقرة ] من موضع لله ما في السماوات وما في الأرض إلى آخرها ، وعشرا من أول [ آل عمران ] وعشرا من آخرها ، وأول آية من [ النساء ] ، وأول آية من [ المائدة ] ، وأول آية من [ الأنعام ] ، وأول آية من [ الأعراف ] ، والآية التي في [ الأعراف ] إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض حتى تختم الآية ; والآية التي في [ يونس ] من موضع قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ، والآية التي في [ طه ] وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ، وعشرا من أول [ الصافات ] ، و قل هو الله أحد ، والمعوذتين . تكتب في إناء نظيف ثم تغسل ثلاث مرات بماء نظيف ثم يحثو منه الوجع ثلاث حثوات ثم يتوضأ منه كوضوئه للصلاة ويتوضأ قبل وضوءه للصلاة حتى يكون على طهر قبل أن يتوضأ به ثم يصب على رأسه وصدره وظهره ولا يستنجي به ثم يصلي ركعتين ثم يستشفي الله - عز وجل - ; يفعل ذلك ثلاثة أيام ، قدر ما يكتب في كل يوم كتابا . في رواية : ومن شر أبي قترة وما ولد . وقال : " فامسحوا نواصيكم " ولم يشك . وروى البخاري عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها . فسألت الزهري كيف كان ينفث ؟ قال : كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه . وروى مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث . قال أبو بكر بن الأنباري : قال اللغويون تفسير " نفث " نفخ نفخا ليس معه ريق . ومعنى " تفل " نفخ نفخا معه ريق . قال الشاعر :

[ ص: 286 ]
فإن يبرأ فلم أنفث عليه وإن يفقد فحق له الفقود
وقال ذو الرمة :
ومن جوف ماء عرمض الحول فوقه متى يحس منه مائح القوم يتفل


أراد ينفخ بريق . وسيأتي ما للعلماء في النفث في سورة [ الفلق ] إن شاء الله - تعالى - .

الثالثة : روى ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الرقى إلا بالمعوذات . قال الطبري : وهذا حديث لا يجوز الاحتجاج بمثله في الدين ; إذ في نقلته من لا يعرف . ولو كان صحيحا لكان إما غلطا وإما منسوخا ; لقوله - عليه السلام - في الفاتحة ما أدراك أنها رقية . وإذا جاز الرقي بالمعوذتين وهما سورتان من القرآن كانت الرقية بسائر القرآن مثلهما في الجواز إذ كله قرآن . وروي عنه - عليه السلام - أنه قال : شفاء أمتي في ثلاث آية من كتاب الله أو لعقة من عسل أو شرطة من محجم . وقال رجاء الغنوي : ومن لم يستشف بالقرآن فلا شفاء له .

الرابعة : واختلف العلماء في النشرة ، وهي أن يكتب شيئا من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه ، فأجازها سعيد بن المسيب . قيل له : الرجل يؤخذ عن امرأته أيحل عنه وينشر ؟ قال : لا بأس به ، وما ينفع لم ينه عنه . ولم ير مجاهد أن تكتب آيات من القرآن ثم تغسل ثم يسقاه صاحب الفزع . وكانت عائشة تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض . وقال المازري أبو عبد الله : النشرة أمر معروف عند أهل التعزيم ; وسميت بذلك لأنها تنشر عن صاحبها أي تحل . ومنعها الحسن وإبراهيم النخعي ، قال النخعي : أخاف أن يصيبه بلاء ; وكأنه ذهب إلى أنه ما يجيء به القرآن فهو إلى أن يعقب بلاء أقرب منه إلى أن يفيد شفاء . وقال الحسن : سألت أنسا فقال : ذكروا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها من الشيطان . وقد روى أبو داود من حديث جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النشرة فقال : من عمل الشيطان . قال ابن عبد البر . وهذه آثار لينة ولها وجوه محتملة ، وقد قيل : إن هذا محمول على ما إذا كانت خارجة عما في كتاب الله وسنة رسوله - عليه السلام - ، وعن المداواة المعروفة . والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل ، فهي كوضوء [ ص: 287 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقال - صلى الله عليه وسلم - : لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ومن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل .

قلت : قد ذكرنا النص في النشرة مرفوعا وأن ذلك لا يكون إلا من كتاب الله فليعتمد عليه .

الخامسة : قال مالك : لا بأس بتعليق الكتب التي فيها أسماء الله - عز وجل - على أعناق المرضى على وجه التبرك بها إذا لم يرد معلقها بتعليقها مدافعة العين . وهذا معناه قبل أن ينزل به شيء من العين . وعلى هذا القول جماعة أهل العلم ، لا يجوز عندهم أن يعلق على الصحيح من البهائم أو بني آدم شيء من العلائق خوف نزول العين ، وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله - عز وجل - وكتابه رجاء الفرج والبرء من الله - تعالى - ، فهو كالرقى المباح الذي وردت السنة بإباحته من العين وغيرها . وقد روى عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا فزع أحدكم في نومه فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وسوء عقابه ومن شر الشياطين وأن يحضرون . وكان عبد الله يعلمها ولده من أدرك منهم ، ومن لم يدرك كتبها وعلقها عليه . فإن قيل : فقد روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من علق شيئا وكل إليه . ورأى ابن مسعود على أم ولده تميمة مربوطة فجبذها جبذا شديدا فقطعها وقال : إن آل ابن مسعود لأغنياء عن الشرك ، ثم قال : إن التمائم والرقى والتولة من الشرك . قيل : ما التولة ؟ قال : ما تحببت به لزوجها . وروي عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له قلبا . قال الخليل بن أحمد : [ ص: 288 ] التميمة قلادة فيها عوذ ، والودعة خرز . وقال أبو عمر : التميمة في كلام العرب القلادة ، ومعناه عند أهل العلم ما علق في الأعناق من القلائد خشية العين أو غيرها أن تنزل أو لا تنزل قبل أن تنزل . فلا أتم الله عليه صحته وعافيته ، ومن تعلق ودعة - وهي مثلها في المعنى - فلا ودع الله له ; أي فلا بارك الله له ما هو فيه من العافية . والله أعلم . وهذا كله تحذير مما كان أهل الجاهلية يصنعونه من تعليق التمائم والقلائد ، ويظنون أنها تقيهم وتصرف عنهم البلاء ، وذلك لا يصرفه إلا الله - عز وجل - ، وهو المعافي والمبتلي ، لا شريك له . فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم . وعن عائشة قالت : ما تعلق بعد نزول البلاء فليس من التمائم . وقد كره بعض أهل العلم تعليق التميمة على كل حال قبل نزول البلاء وبعده . والقول الأول أصح في الأثر والنظر إن شاء الله - تعالى - . وما روي عن ابن مسعود يجوز أن يريد بما كره تعليقه غير القرآن أشياء مأخوذة عن العرافين والكهان ; إذ الاستشفاء بالقرآن معلقا وغير معلق لا يكون شركا ، وقوله - عليه السلام - : من علق شيئا وكل إليه فمن علق القرآن ينبغي أن يتولاه الله ولا يكله إلى غيره ; لأنه - تعالى - هو المرغوب إليه والمتوكل عليه في الاستشفاء بالقرآن . وسئل ابن المسيب عن التعويذ أيعلق ؟ قال : إذا كان في قصبة أو رقعة يحرز فلا بأس به . وهذا على أن المكتوب قرآن . وعن الضحاك أنه لم يكن يرى بأسا أن يعلق الرجل الشيء من كتاب الله إذا وضعه عند الجماع وعند الغائط . ورخص أبو جعفر محمد بن علي في التعويذ يعلق على الصبيان . وكان ابن سيرين لا يرى بأسا بالشيء من القرآن يعلقه الإنسان .

السادسة : قوله تعالى : ورحمة للمؤمنين تفريج الكروب وتطهير العيوب وتكفير الذنوب مع ما تفضل به - تعالى - من الثواب في تلاوته ; كما روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف . قال هذا حديث حسن صحيح غريب . وقد تقدم .

ولا يزيد الظالمين إلا خسارا لتكذيبهم . قال قتادة : ما جالس أحد القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ، ثم قرأ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين الآية . ونظير هذه الآية قوله : قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى . وقيل شفاء في الفرائض والأحكام لما فيه من البيان .
.................................................. .....................
[/COLOR]

أٌميمه 2014-07-05 12:49 PM

]ثانيا: ما الذي استفدته من الآية السابقة في حياتك اليومية؟


وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا﴾


أخبر الله أن القرآن شفاء ولم يقل دواء فإن الدواء قد يصيب المحل ويحصل أثره, وقد يتخلف لفقد شرط ووجود مانع
أما القرآن فقد ذكر النتيجة مباشرة...

مع العلم أن تلاوة القرآن لها أثر شفائي للناس جميعاً لأن الله تبارك وتعالى قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) والخطاب لمن؟ للناس: (وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]. إذاً الهدى والرحمة والشفاء الكامل هو للمؤمن، أما غير المؤمن فقد يتأثر ولكن بشكل قليل، ويعتمد هذا التأثير على مدى إيمانه بصدق هذا القرآن.

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) [الإسراء: 82]

لم يقل لنا: شفاء من مرض نفسي أو مرض عضوي أو مرض محدد.. لا.. شفاء لكل شيء سواء كان المرض اضطراباً نفسياً أو اضطراباً في أحد أجهزة الجسم، دائماً القرآن فيه شفاء.


نسأل الله عز وجل أن يجعل القرآن شفاء لصدورنا وقلوبنا، وأن يجعله نوراً لنا في الدنيا والآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

غ الرديني 2014-07-06 2:08 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال السبت ( 7 رمضان 1435 هـ - 5 يوليو 2014مـ )

قال تعالى

"يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" سورة الحديد 12.

السؤال:
اشرحوا الآية السابقة مستعينين بمراجع التفسير المختلفة.

بالتوفيق للجميع

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-06 3:12 AM

اختي الغاليه مها ممكن توضحين لي ((إعتماد أكثر من كتاب تفسير))! قصدك منه أضع كلام جميع المفسرين و ليس مفسر واحد؟!

الحمد لله إنتصرنا بفضل الله 2014-07-06 3:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4334908)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال السبت ( 7 رمضان 1435 هـ - 5 يوليو 2014مـ )

قال تعالى

"يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" سورة الحديد 12.

السؤال:
اشرحوا الآية السابقة مستعينين بمراجع التفسير المختلفة.

بالتوفيق للجميع

[ يوم ترى المؤمنين و المؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم ]لانهم بعثوا اعمالهم الصالحة قبل ان يرحلوا الى تلك الدار .

[ و بايمانهم ]

التي ما برحت حتى الرمق الاخير تنفق في سبيل الله حيث تتحول صحيفة اعمالهم التي يحملونها بايمانهم الى نور و بشرى بالجنة ، و النور هو تجل واقعي للاعمال الصالحة ، و الهدى الذي اتبعوه من آيات الرسالة التي تنزلت على الانبياء ، و الامامــة الصالحــة الــتي اخــتاروها و سلموا لها و اتبعوا بصائرها ، قال الامام الباقر ( ع ) : و هو يفسر الاية : " ائمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين و بايمانهم حتى ينزلوهم منازل اهل الجنة " (2) ، و لا غرابة في ذلك و ربنا يصف نبيه بانه نور و سراج منير ويقول : " يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا * و داعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا * " (3) . و هذا النور موجود في الدنيا ، و لكن الانسان لا يراه بعينه ، انما يراه البصير بقلبه ، و في الاخرة يكشف الله عنه . و نهتدي من التدبر فيالمقطع


(1) مجمع البيان / ج 9 / ص 235 .

(2) نور الثقلين / ج 5 / ص 240 .

(3) الاحزاب / 45 - 46 .


" يسعى نورهم بين ايديهم و بأيمانهم " انه ينبغي للمؤمن ان لا يكتفي بالنور الذي ينير له الطريق من الخارج ، بل لا بد ان يكون بيده نور و عنده بصيرة الاستفادة من ذلك في الوقت المناسب .

و من دقائق التعبير هنا قوله تعالى " و المؤمنات " دون ان يكتفي بذكر المؤمنين التي هي لغة القرآن الشاملة للجنسين ، و ذلك لكي لا تتصور النساء ان الانفاق و الجهاد في سبيل الله من وظائف الرجل وحده ، كلا .. فهن مكلفات بقدرهن ايضا ، و من الخطأ ان تعتمد المراة على ما يقدمه وليها او اقرباؤها ، فلكل عمله و سعيه ، و نوره و جزاؤه يوم القيامة .

و حيث يتقدمون نحو الجنة و يعبرون الصراط تأتيهم البشارة من الله تحملها الملائكة . و اي بشرى تلك ؟ ‍ انها عظيمة حقا .

[ بشراكم اليوم جنات ]

كثيرة و مختلفة ، باختلاف الاعمال و قدرها .

[ و تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ]

و هذه من افضل نعم الجنة ، نعيم دائم و حياة ابدية .

[ ذلك هو الفوز العظيم ]

حيث الخلاص من جهنم ، و الوصول الى اعظم تمنيات الانسان الا و هي الخلود ، و كل انسان يشعر في نفسه كم ينغص الخوف من الموت و النهاية عيشة و سعادته ، و قد ضمن الله الخلود للمؤمنين .


و يبدو ان " بشراكم " مبتدا و خبره " جنات " ، كما لو قلنا : أملك السلطة .

{بــســمــه~ 2014-07-06 6:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مآشآء الله تبارك الله على التنآفس والحمآس .

بآرك الله بجهودكم مشرفتنا الغاليه "مهآ" وأختنا الغاليه "غ الرديني ".

وبالتوفيق لجميع المتسآبقآت ..


أٌميمه 2014-07-06 1:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غ الرديني (المشاركة 4334908)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال السبت ( 7 رمضان 1435 هـ - 5 يوليو 2014مـ )

قال تعالى

"يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" سورة الحديد 12.

السؤال:
اشرحوا الآية السابقة مستعينين بمراجع التفسير المختلفة.

بالتوفيق للجميع


1/ تفسير الطبري ...



يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)




اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) ... الآية، ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " مِنَ المُؤْمِنِينَ مَنْ يُضِيءُ نُورُهُ مِنَ المَدينَةِ إلى عَدَنَ أبْينَ فَصَنْعاءَ، فَدُونَ ذلكَ، حتى إنَّ مِنَ المُؤْمِنينَ مَنْ لا يُضِيء نُورُهُ إلا مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ".
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، بنحوه.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي يذكر عن المنهال، عن عمرو، عن قيس بن سكن، عن عبد الله، قال: يؤتون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم، وأدناهم نورًا على إبهامه يطفأ مرة ويقدُ مرة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى إيمانهم وهداهم بين أيديهم، وبأيمانهم: كتبهم.
* ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) : كتبهم، يقول الله: فأما من أوتي كتابه بيمينه، وأما نورهم فهداهم.
وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن الضحاك، وذلك أنه لو عنى بذلك النور الضوء المعروف، لم يخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان دون الشمائل، لأن ضياء المؤمنين الذي يؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم، وفي خصوص الله جلّ ثناؤه الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم دون الشمائل، ما يدلّ على أنه معنّى به غير الضياء، وإن كانوا لا يخلون من الضياء.
فتأويل الكلام إذ كان الأمر على ما وصفنا: وكلا وعد الله الحسنى، يوم ترون المؤمنين والمؤمنات يسعى ثواب إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم، وفي أيمانهم كتب أعمالهم تتطاير.
ويعني بقوله: (يَسْعَى ): يمضي، والباء في قوله: (وَبِأَيْمَانِهِمْ ) بمعنى في. وكان بعض نحويي البصرة يقول: الباء في قوله: (وَبِأَيْمَانِهِمْ ) بمعنى على أيمانهم.
وقوله: (يَوْمَ تَرَى ): من صلة وعد.
وقوله: (بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) يقول تعالى ذكره: يقال لهم: بشارتكم اليوم أيها المؤمنون التي تبشرون بها، جنات تجري من تحتها الأنهار، فأبشروا بها.
وقوله: (خَالِدِينَ فِيهَا ) يقول: ماكثين في الجنات، لا ينتقلون عنها ولا يتحولون.
وقوله: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يقول: خلودهم في الجنات التي وصفها، هو النجح العظيم الذي كانوا يطلبونه بعد النجاة من عقاب الله، ودخول الجنة خالدين فيها.



.....يتبع ان شاء الله ...

أٌميمه 2014-07-06 1:22 PM

2 / تفسير ابن كثير .....


يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين : أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة ، بحسب أعمالهم ، كما قال عبد الله بن مسعود في قوله : ( يسعى نورهم بين أيديهم ) قال : على قدر أعمالهم يمرون على الصراط ، منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة ، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم ، وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ورواه بن أبي حاتم ، وابن جرير .
وقال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : " من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء فدون ذلك ، حتى إن من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه "
وقال سفيان الثوري ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن جنادة بن أمية قال : إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم ، وسيماكم ، وحلاكم ، ونجواكم ، ومجالسكم ، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا فلان ، هذا نورك . يا فلان ، لا نور لك . وقرأ : ( يسعى نورهم بين أيديهم )
وقال الضحاك : ليس لأحد إلا يعطى نورا يوم القيامة ، فإذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين ، فلما رأي ذلك المؤمنون أشفقوا أن يطفأ نورهم كما طفئ نور المنافقين ، فقالوا : ربنا ، أتمم لنا نورنا .
وقال الحسن [ في قوله ] ( يسعى نورهم بين أيديهم ) يعني : على الصراط .
وقد قال ابن أبي حاتم ، رحمه الله : حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، أخبرنا عمي ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعيد بن مسعود : أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يحدث : أنه سمع أبا الدرداء ، وأبا ذر يخبران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود ، وأول من يؤذن له برفع رأسه ، فأنظر من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، فأعرف أمتي من بين الأمم " . فقال له رجل : يا نبي الله ، كيف تعرف أمتك من بين الأمم ، ما بين نوح إلى أمتك ؟ قال : " أعرفهم ، محجلون من أثر الوضوء ، ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم ، وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم ، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم ، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم وذريتهم
وقوله ) وبأيمانهم ) قال الضحاك : أي وبأيمانهم كتبهم ، كما قال : ( فمن أوتي كتابه بيمينه ) [ الإسراء : 71 ] .
وقوله : ( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي : يقال لهم : بشراكم اليوم جنات ، أي : لكم البشارة بجنات تجري من تحتها الأنهار ، ( خالدين فيها ) أي : ماكثين فيها أبدا ( ذلك هو الفوز العظيم ) .


.................................................. ..................


3 / تفسير البغوي ....

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم ) يعني على الصراط ( بين أيديهم وبأيمانهم ) يعني عن أيمانهم . قال بعضهم : أراد جميع جوانبهم ، فعبر بالبعض عن الكل وذلك دليلهم إلى الجنة .
وقال قتادة : ذكر لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء ودون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه "
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم ، وأدناهم نورا من نوره أعلى إبهامه فيطفأ مرة ويقد مرة .
وقال الضحاك ومقاتل : " يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " كتبهم ، يريد أن كتبهم التي أعطوها بأيمانهم ونورهم بين أيديهم . وتقول لهم الملائكة : ( بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ) .


.................................................. ..........

4 / تفسير السعدي ...


يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
يقول تعالى -مبينا لفضل الإيمان واغتباط أهله به يوم القيامة-: { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } أي: إذا كان يوم القيامة، وكورت الشمس، وخسف القمر، وصار الناس في الظلمة، ونصب الصراط على متن جهنم، فحينئذ ترى المؤمنين والمؤمنات، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، فيمشون بأيمانهم ونورهم في ذلك الموقف الهائل الصعب، كل على قدر إيمانه، ويبشرون عند ذلك بأعظم بشارة، فيقال: { بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } فلله ما أحلى هذه البشارة بقلوبهم، وألذها لنفوسهم، حيث حصل لهم كل مطلوب [محبوب]، ونجوا من كل شر ومرهوب


يتبع ان شاء الله ....>>

أٌميمه 2014-07-06 1:25 PM

5 / تفسير ابن عاشور ....


يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)

لما كان معلوماً أن مضاعفة الثواب وإعطاء الأجر يكون في يوم الجزاء ، ترجح أن يكون قوله : { يوم ترى المؤمنين } منصوباً بفعل محذوف تقديره : اذكُر تنويهاً بما يحصل في ذلك اليوم من ثواب للمؤمنين والمؤمنات ومن حرمان للمنافقين والمنافقات ، ولذلك كرر { يوم } ليَختصَّ كل فريق بذكر ما هو من شؤونه في ذلك اليوم .
وعلى هذا فالجملة متصلة بالتي قبلها بسبب هذا التعلق ، على أنه في نظم الكلام يصح جعله ظرفاً متعلقاً ب { يُضاعفه له وله أجر كريم } [ الحديد : 11 ] على طريقة التخلص لذكر ما يجري في ذلك اليوم من الخيرات لأهلها ومن الشر لأهله .
وعلى الوجه الأول فالجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً لمناسبة ذكر أجر المنفقين فعقب ببيان بعض مزايا المؤمنين ، وعلى الوجه الثاني فهي متصلة بالتي قبلها بسبب التعلق .
والخطاب في { ترى } لغير معينّ ليكون على منوال المخاطبات التي قبله ، أي يوم يرى الرائي ، والرؤية بصرية ، و { يوم } مبني على الفتح لأنه أضيف إلى جملة فعلية ، ويجوز كونها فتحة إعراب لأن المضاف إلى المضارع يجوز فيه الوجهان .
ووجه عطف { المؤمنات } على { المؤمنين } هنا ، وفي نظائره من القرآن المدني التنبيه على أن حظوظ النساء في هذا الدين مساوية حظوظ الرجال إلا فيما خُصصن به من أحكام قليلة لها أدلتها الخاصة وذلك لإِبطال ما عند اليهود من وضع النساء في حالة ملعونات ومحرومات من معظم الطاعات .
وقد بيّنا شيئاً من ذلك عند قوله تعالى : { والأنثى بالأنثى } في سورة البقرة ( 178 ) .
والنور المذكور هنا نور حقيقي يجعله الله للمؤمنين في مسيرهم من مكان الحشر إكراماً لهم وتنويهاً بهم في ذلك المحشر .
والمعنى : يسعى نورهم حين يسعون ، فحذف ذلك لأن النور إنما يسعى إذا سعى صاحبه وإلا لا نفصل عنه وتركه .
وإضافة ( نور ) إلى ضميرهم وجعلُ مكانه من بين أيديهم وبأيمانهم يبين أنه نور لذواتهم أكرموا به .
وانظر معنى هذه الإِضافة لِضميرهم ، وما في قوله : يسعى } من الاستعارة ، ووجه تخصيص النور بالجهة الأمام وبالأيمان كل ذلك في سورة التحريم .
والباء في { وبأيمانهم } بمعنى ( عن ) واقتصر على ذكر الأيمان تشريفاً لها وهو من الاكتفاء ، أي وبجانبيهم .
ويجوز أن تكون الباء للملابسة ، ويكون النور الملابس لليمين نورَ كتاب الحسنات كما قال تعالى : { فأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً } [ الانشقاق : 7 ، 8 ] فإن كتاب الحسنات هدى فيكون لفظ «النور» قد استعمل في معنييه الحقيقي والمجازي وهو الهدى والبركة .
قال ابن عطية : «ومن هذه الآية انتُزع حمل المعتَق للشمعة» ا ه . ( لعله يشير إلى عادة كانت مألوفة عندهم أن يجعلوا بيد العبد الذي يعتقونه شمعة مشتعلة يحملها ساعة عتقه ولم أقف على هذا في كلام غيره ) .
والبشرى : اسم مصدر بشَّر وهي الإِخبار بخبر يسر المخبَر ، وأطلق المصدر على المفعول وهو إطلاق كثير مثل الخَلْق بمعنى المخلوق ، أي الذي تُبشَّرون به جناتٌ ، والكلام على حذف مضافين تقديرهما : إعلام بدخول جنات كما دل عليه قوله : { خالدين فيها } .
وجملة { بشراكم } إلى آخرها مقول قول محذوف ، والتقدير : يقال لهم ، أي يقال من جانب القدس ، تقوله الملائكة ، أو يسمعون كلاماً يخلقه الله يعلمون أنه من جانب القدس .
وجملة { ذلك هو الفوز العظيم } يحتمل أن يكون من بقية الكلام المحكي بالقول المبشَّر به ، ويحتمل أن يكون من الحكاية التي حكيت في القرآن ، وعلى الاحتمالين فالجملة تذييل تدل على مجموع محاسن ما وقعت به البشرى . واسم الإِشارة للتعظيم والتنبيه ، وضميرُ الفصل لتقوية الخبر .


...............................................


6 / تفسير القرطبي ...



يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
قوله تعالى : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات العامل في " يوم " وله أجر كريم ، وفي الكلام حذف أي : وله أجر كريم في يوم ترى فيه المؤمنين والمومنات يسعى نورهم أي : يمضي على الصراط في قول الحسن ، وهو الضياء الذي يمرون فيه بين أيديهم أي : قدامهم . وبأيمانهم قال الفراء : الباء بمعنى " في " ، أي : في أيمانهم . أو بمعنى " عن " أي : عن أيمانهم . وقال الضحاك : نورهم هداهم وبأيمانهم كتبهم ، واختاره الطبري . أي : يسعى إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم ، وفي أيمانهم كتب أعمالهم . فالباء على هذا بمعنى " في " . ويجوز على هذا أن يوقف على " بين أيديهم " ولا يوقف إذا كانت بمعنى " عن " . وقرأ سهل بن سعد الساعدي وأبو حيوة " وبإيمانهم " بكسر الألف ، أراد الإيمان الذي هو ضد الكفر وعطف ما ليس بظرف على الظرف ، لأن معنى الظرف الحال وهو متعلق بمحذوف . والمعنى يسعى كائنا بين أيديهم وكائنا بأيمانهم ، وليس قوله : بين أيديهم متعلقا بنفس يسعى . وقيل : أراد بالنور القرآن . وعن ابن مسعود : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ، ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم ، وأدناهم نورا من نوره على إبهام رجله فيطفأ مرة ويوقد أخرى . وقال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من المؤمنين من يضيء نوره كما بين المدينة وعدن أو ما بين المدينة وصنعاء ودون ذلك حتى يكون منهم من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه قال الحسن : ليستضيئوا به على الصراط كما تقدم . وقال مقاتل : ليكون دليلا لهم إلى الجنة . والله أعلم .
قوله تعالى : بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار التقدير يقال لهم : بشراكم اليوم دخول جنات . ولا بد من تقدير حذف المضاف ، لأن البشرى حدث ، والجنة عين فلا تكون هي هي . تجري من تحتها الأنهار أي : من تحتهم أنهار اللبن والماء والخمر والعسل من تحت مساكنها .
" خالدين فيها " حال من الدخول المحذوف ، التقدير : بشراكم اليوم دخول جنات تجري من تحتها الأنهار مقدرين الخلود فيها ولا تكون الحال من بشراكم ، لأن فيه فصلا بين الصلة والموصول . ويجوز أن يكون مما دل عليه البشرى ، كأنه قال : تبشرون خالدين . ويجوز أن يكون الظرف الذي هو " اليوم " خبرا عن بشراكم و " جنات " بدلا من البشرى على تقدير حذف المضاف كما تقدم . و " خالدين " حال حسب ما تقدم . وأجاز الفراء نصب " جنات " على الحال على أن يكون اليوم خبرا عن بشراكم وهو بعيد ؛ إذ ليس في " جنات " معنى الفعل . وأجاز أن يكون " بشراكم " نصبا على معنى يبشرونهم بشرى وينصب " جنات " بالبشرى وفيه تفرقة بين الصلة والموصول .


.................................................. .................................................. .......................


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم دعاء. 2014-07-06 7:57 PM

ماشاء الله تبارك الله مساابقه رااائعه
وجزآكم الله كل خير أخوآتي الغاليات "مهآ " و "غ الرديني " على كل المجهودات التي تقومن بها وفقكم المولى لكل خير..
بالتوفيق لجميع المتسابقين.

غيمة النور 2014-07-06 11:06 PM

قال تعالى ( { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟ } . .


سبب نزول

قال الكلبي ، ومقاتل : نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة ، وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا : حدثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب ، فنزلت هذه الآية . وقال غيرهما : نزلت في المؤمنين .


تفسيرها

.
إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم؛ واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله؛ فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها ، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛ وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .
عتاب فيه الود ، وفيه الحض ، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله ، والخشوع لذكره ، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام ، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال :
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟ } . .
وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة ، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء ، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله ، وحين لا تخشع للحق :
{ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ، فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون } . .
وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان . وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور ، ويرف كالشعاع؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقساً . وانطمست إشراقته ، وأظلم وأعتم! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع ، ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف؛ ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .
ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد . فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة ، وأن يشرق فيه النور ، وأن يخشع لذكر الله . فالله يحيي الأرض بعد موتها ، فتنبض بالحياة ، وتزخر بالنبت والزهر ، وتمنح الأكل والثمار . . كذلك القلوب حين يشاء الله :
{ اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها } . .
وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب كما تحيا الأرض؛ وما يمدها بالغذاء والري والدفء . .
{ قد بيّنا لكم الآيات لعلكم تعقلون } . .
ويتبع هذه اللمسة المحيية ، وذلك العتاب المخجل ، وذاك التذكير والتحذير ، بحافز جديد للبذل والفداء :
{ إن المصدقين والمصدقات ، وأقرضوا الله قرضاً حسناً ، يضاعف لهم ولهم أجر كريم . والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ، والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم؛ والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } . .
إن المصدقين والمتصدقات لا يتفضلون على آخذي الصدقات ، ولا يتعاملون في هذا مع الناس . إنما هم يقرضون الله ويتعاملون مباشرة معه . فأي حافز للصدقة أوقع وأعمق من شعور المعطي بأنه يقرض الغني الحميد ، وأنه يتعامل مع مالك الوجود؟ وأن ما ينفقه مخلف عليه مضاعفاً؛ وأن له بعد ذلك كله أجراً كريماً؟
ومقام الصديقين مقام رفيع كما تصوره الأحاديث النبوية الشريفة . ومع علو هذا المقام فهو بفضل الله ميسور لمن أراده ، وليس وقفاً على أفراد ولا على طائفة .

أٌميمه 2014-07-06 11:14 PM


مبحث أسباب النزول من المباحث المتعلقة بعلوم القرآن، وقد تناوله العلماء بشكل مستفيض.... وسؤالنا اليوم يندرج تحت مبحث أسباب النزول .....


توجهوا إلى مسابقة ( أنصت وتدبر ) في منتدى رياض القرآن، وشاهدوا سؤال يوم الأثنين ( الثاني من رمضان )، ثم أجيبوا على ما يلي:


- أذكروا سبب نزول الآية الواردة في تلك المسابقــــــــــــة.


- فسروا الآية من خلال كتاب ( تفسير الظلال ) لسيد قطب رحمة الله عليه.


- ضعوا الإجابة في مسابقة ( أنصت وتدبر )، وأيضا في صفحة مسابقتنا هذه ( يمكنكم نقل الإجابة هنا أو وضع الرابط بعد كتابة الإجابة في مسابقة أنصت وتدبر ).



بالتوفيق للجميع



.........................


سبب نزول الايه ...

قوله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ...} الآية. [16].
...........
قال الكلبي ومقاتل: نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة، وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذاتَ يوم فقالوا: حدَّثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب، فنزلت هذه الآية، وقال غيرهما: نزلت في المؤمنين.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر، قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيابي، قال: حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه، قال: حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي، قال: حدَّثنا خلاد بن [مسلم] الصَّفَّار، عن عمرو بن قيس المُلاَئي، عن عمرو بن مُرَّة، عن مُصْعَب بن سعد، عن سعد، قال:
أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاه عليهم زماناً. قالوا: يا رسول الله، لو قصصت [علينا]. فأَنزل الله تعالى: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ} فتلاه عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا. فأنزل الله تعالى { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ} قال: كلُّ ذلك يُؤْمَرُونَ بالقرآن. قال خلاد: وزاد فيه آخر: قالوا: يا رسول الله، لو ذكَّرْتنا. فأنزل الله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} .

............................


- فسروا الآية من خلال كتاب ( تفسير الظلال ) لسيد قطب رحمة الله عليه.



أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)
منوعة ومتشابهة . فيها من التكرار القدر اللازم لتعميق أثر الإيقاع في القلب , وطرقه وهو ساخن بحرارة الإيقاع بعد الإيقاع !
الدرس الأول:16 - 17 دعوة إلى الخشوع وعلاج قسوة القلب
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ? ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل , فطال عليهم الأمد , فقست قلوبهم , وكثير منهم فاسقون , اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها . قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون). .
إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ; واستبطاء للإستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله ; فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها , ونزل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور ; وأراها من آياته في الكون والخلق ما يبصر ويحذر .
عتاب فيه الود , وفيه الحض , وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله , والخشوع لذكره , وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام , مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال:
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ?). .
وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة , وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء , وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله , وحين لا تخشع للحق:
(ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل , فطال عليهم الأمد , فقست قلوبهم , وكثير منهم فاسقون). .
وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب , سريع النسيان . وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور , ويرف كالشعاع ; فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسا , وانطمست إشراقته , وأظلم وأعتم ! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع , ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف ; ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .
ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد . فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة , وأن يشرق فيه النور , وأن يخشع لذكر الله . فالله يحيي الأرض بعد موتها , فتنبض بالحياة , وتزخر بالنبت والزهر , وتمنح الأكل والثمار . . وكذلك القلوب حين يشاء الله:
(اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها). .
وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب كما تحيا الأرض ; وما يمدها بالغذاء والري والدفء:
(قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون). .
الدرس الثاني:18 - 19 المصدقون والشهداء في مقابل الكفار المكذبين المعتدين
ويتبع هذه اللمسة المحيية , وذلك العتاب المخجل , وذاك التذكير والتحذير , بحافز جديد للبذل والفداء:
(إن المصدقين والمصدقات , وأقرضوا الله قرضا حسنا , يضاعف لهم ولهم أجر كريم . والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون , والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ; والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك



تم شرحه من كتاب في ظلال القران لسيد قطب ...


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن 6:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com