![]() |
قصة من التراث العائلي- الولي وجدتي " مشاركة في المسابقة "
الولي وجــــدتي زمان أيام الطفولة، كنت أجلس مع بناتٍ صغارٍ أمام عتبة المنزل...زمان عندما كانت الأمهات توصي فتياتهن بعدم اللعب مع الأولاد، وعدم ركوب العجلة، وأن تخفض البنت صوتها وتضم رجليها أثناء الجلوس وأن تحافظ على لبس السروال قبل أي شيء، وأن تقبَل يد جدها وجدتها أو تقبلهما فوق الرأس.... زمان كانت جلستنا عبارة عن أحاديث نبثها لبعضنا البعض، وننظر للصبية يلعبون هنا وهناك... بالطبع كانت هناك ألعاب كثيرة للبنات، ولكن قوانين عائلتي كانت صارمة، فلا نلعب ألعاب حركية إلا في فناء المنزل، سواء منزلنا أو منزل أقاربنا عندما نجتمع سويا، حتى المرجحانة لا يمكن ركوبها إلا في ساحة المنزل، لذا إذا سمحوا لنا للخروج والجلوس على عتبة المنزل، كانت وظيفتنا النظر فقط، وإذا تحركنا هنا أو هناك فيكون بصحبة الأخ الأكبر..... ومع هذا كنا نستمتع ونحن ننتظر سيارة المثلجات، أو البائع المتجول وعربة الحلوى ....... رحمة الله على ذلك الزمان، ( زمان العيب ) كما يحلو لأمي تسميته. ظهر وجه أمي من خلف ستار النافذة لتنادي قائلة: (يا غين ) اذهبي لمنزل الخالة مريم وقولي لها ( الولـــي حضر )!!! فأمسكت بيد أخي الأكبر وهرولت مسرعة لمنزل جارتنا مريم لأقول لها: يا خالة يا خالة افتحي الباب، أنا غ بنت سارا. الخالة مريم: كم مرة قلت لك قولي بنت أحمد وليس بنت سارا. غ: حاضر يا خالة، ولكن أمي تقول لك أن ( الولي ع. ج ) حضر!!!! تخرج الخالة مريم مسرعة لبيت جدي وأهرول معها لأرى الولي، أما أخي فيبقى مع الأصحاب خارج المنزل، ولا يلتفت لأي أمر من الأمور التي تلفت نظري. تدخل الخالة مريم وتتجه نحو السرير الذي ترقد عليه جدتي فاطمة، وأبقى أنا متسمرة بجانب الحائظ أنظر تارة إلى الباب وتارة إلى السماء أنتظر قدوم الولي. تقترب جدتي عائشة ( هي ليست جدتي بمعنى الكلمة وإنما هي خالة والدتي، أي أخت جدتي، لذا أنعتها جدتي)، تقترب الجدة عائشة من جدتي فاطمة التي غطت وجهها وبدأت تتحدث بصوت خافت لا يسمعه إلا الجدة عائشة، والكل شاخص ببصره ينتظر معرفة ما يدور بينهما، ولا يتجرأ أحد على الكلام في حضرة الولي، ولا تتحدث أمي التي لم تتجازو سن الثامنة عشر بكلمة واحدة حتى تسمع الجدة عائشة تقول لأختها ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته). تقوم الخالة مريم متجهة نحو جدتي عائشة قائلة: ها يا عائشة ماذا قال الولي؟! وأنا التفت هنا وهناك باحثة عن هذا الولي، أين هو!!، ترى هل يراه الجميع إلا أنا؟! وألف سؤال وسؤال يجول في عقلي، ورأسي الصغير يدور في أرجاء الغرفة الصغيرة مابين نظرة بإتجاه النافذة أرقب تلك الغيمة علها تحمل الولي، ونظرات أخرى لزوايا الغرفة هنا وهناك مخافة ظهوره فجأة من إحدى الزوايا، وفي قلبي لهفة طفلة لرؤية شخص هو أقرب للملك بالنسبة لها.... ومع تباطىء ظهوره، بدأت أكون فكرة خاصة بي مفادها أن الولي قد يكون شخص نسمع صوته ولا يمكننا رؤيته، أو أنه شخص يكره الأطفال!! تقطع الجدة عائشة حبل أفكاري من خلال صوتها الحنون، وحديثها المباشر للخالة مريم التي تنتظر الفرج، فبدأت حديثها بقولها صلى على النبي يا مريم، ثم قالت: الولي يقول لك لا عليك، زوجك الغائب في مكان آمن، وسيعود متى يشاء الله. زوج الخالة المسكينة مريم ذهب إلى بلاد بعيدة ولم يعد، وتكفل والده بكل شؤون زوجة ابنه ووليدها، والخالة مريم تظن أنه مات أو حصل له مكروه، ولكن الحقيقة الخافية عليها، والتي لم يبح بها الولي هي أن الدنيا قد ألهت زوجها في بلاد الغربة، ولقد وصل به الحال إلى نسيان زوجته وأهله وأولاده، ولأن الولي معروف بالحكمة، فقد أعطاها المعلومة الأهم، وهي أنه بخير وسيعود. يااااااااااااه ، ما أطيب ولينا ( ع. ج )، وكم أنا فخورة بأن جدتي امرأة صالحة أختارها الولي كي يزورها بين فترة وأخرى، وأنه يأتيها كي يخفف عنها الألم النفسي والضغوطات التي تشكل عبء على نفسيتها، فترتاح بعد زيارته. الخالة المسكينة مريم، هللت وحمدت الله وبشرت الحاضرين بعشاء ووليمة فاخرة ستقدمها مع ( المولد ) على نية الولي الصالح ( ع، ج ). وكعادتهم بيت جدي رحمة الله عليه، يصرون أن يقام المولد في بيتهم وإن لم يكونوا أصحاب صلة مباشرة بالموالد، ولا صلة لهم بأصحاب الطرق الصوفية، ولا معرفة لهم بمعنى البدعة.... يوم الخميس يوم مبارك، تحضر الطباخة المشهورة في الحي، وتأتي الذبيحة في الصباح الباكر كي يطبخوا على الفحم، ويدق الهال والبن، واللوز والحليب كي يقدموا القهوة العربية، والحليب بالزعفران واللوز، ويذهب الأولاد للخباز كي يصنع الحلوى التي ستوزع بعد العشاء. ويتم شراء العود والبخور والعطر ، وتلبس النساء اللباس الجميل المحتشم المعطر، ويجتمعوا بعد صلاة المغرب في بيت جدي ليتباركوا بالمولد النبوي. ولكن... كيف سيكون حضور الولي هذه المرة، هل للمولد خاصية تمكن الطفلة البريئة من رؤية شخصه ؟؟؟؟ ((( كي لا أطيل عليكم... أنتظروني غدا مع الجزء الثاني من أروقة بيت جدي رحمة الله عليه، ولا تنسوا تترحموا على من مات ممن سكن بيتنا القديم الذي شهد ذات يوم ليلة القدر لشخصية إن شاء الله تكون من الصالحين ))). إلى اللقاء غدا... إن لم يكن هناك ردود مناسبة، فمعنى ذلك أن القصة لم ترتقي لمستوى فكركم النير، ولذا قد أتوقف عن سردها... وأنتقل لغيرها. |
رحمة الله على ذلك الزمان، ( زمان العيب ) كما يحلو لأمي تسميته. صدقت والدتك...... سأكمل القصة بعد قليل ولكن حتى الآن استمتعت كثيرا |
ذكريات من زمن فات
ابتسامة رجعنا معكـِ لزمن أصبح الان غريبا عن زماننا ننتظر الجزء الثاني الله يرحم كل اموات المسلمين http://toopmas.com/upload/uploads/13642309904.gif |
رجعت ذكرتنا الى اكثر من 25 سنه
في انتظار التكملة |
وهل هناك اجمل من أيام زمان... جميل بحقائقه، رائع بأساطيره، متألق بحكم أهله، مضحك بخرافاته " وكأني بكن فتيات صغار " شكرا لمروركم... |
قصتك مشوقة وجمي
لة ننتظر التكملة |
شكرا لك يا أميرة الجنوب. وأنا أنتظر مشاركاتك بقصص من إختيارك. |
يعطيك الف خير ,,
قصه رائعه وننتظر المزيد ,, |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يااه ما أجمل (أيام زمان) والذكريات الصاخبة فيها وأجمل منه خيال الطفلة الواسع .. أعجبني جدا بانتظار البقية يا غ الرديني أسلوبك جميل وممتع |
بسمة أمل ملح محلى شكرا لمروركم |
جميييل ذاك الزمان
وجميل ماخطته يداك غاليتي أستمري أتمنى لك مزيدا من التفوق والإبداااع .. |
رائعة غ الرديني أسلوبك وطرحك مبدعة وفقكِ الله نتظر بشوق
|
الجزء الثاني - قصة من التراث العائلي - الولي وجدتي في الحي القديم حيث سكن جدي كان للسادة والأشراف منازل متعددة، لم نكن ننتمي لأي طريقة من الطرق المعروفة لدى البعض، ولكن في آخر الشارع كان هناك بيت واحد فقط عُرف عن أهله اتباعهم لنهج الصوفية، وكان لهم مسجد لجدهم الكبير رحمة الله عليه... جدي كان لا يحلو له الصلاة إلا في ذلك المسجد، ومن هناك تعرف على العديد من الأصدقاء، ولقد سمح لجدتي أن تتواصل مع تلك العوائل، ومن هناك انتقلت علومهم لبيت جدي رحمة الله عليه. جدتي أسماء رحمة الله عليها شعرت بميل كبير لمجالسة نساء ذلك المنزل، وكان جدي يسمح لها بالذهاب إليهم متى تشاء لتدينهم، وأيضا لأننا جميعا ننتمي لجذور قبلية واحدة، ولقد تعلمت منهم تلك القصائد المحمدية وبدأت ترددها بصوت شجي هز أركان بيتنا القديم، حتى جاء ذلك اليوم الذي نقلت لنا تلك الموالد إلى بيت العائلة، وتبعتها في ذلك جدتي عائشة رحمة الله عليها، والآن أستطيع أن أقول أن أخر الوارثين لهذا الفن هما والدتي وخالتي، وطبعا هناك أيضا إحدى بنات جداتي ولكنها سلفية كما تقول حتى النخاع، وترفض مجرد الخوض في أي حديث يمت للبدع من قريب أو بعيد. جاء يوم المولد، وقامت والدتي بتمشيط شعري، وألبستني لبس جميل وجديد، وذهبت بي لبيت جدي، وكنت الوحيدة التي يسمح لها بالجلوس على سرير جدي لأنني هادئة جدا، ولأن ملابسي نظيفة كما تقول جدتي، فهي من النوع الموسوس جدا، وأنا كنت أفرح لأني أحب أنظر لعين جدتي عن قرب، كنت أسرح في عيونها وأقول لعل السر فيهما، لعل العيون تخبرني لماذا هي حظت برؤية الولي ( ع.ج )!! جاء جميع نساء الحي، وبعض الصديقات من خارج الحي، وبدأت جدتي بقراءة المولد، ونظرت أنا لأمي قائلة: هل سيحضر الولي اليوم؟ أمي: لا أعلم. ولماذا لا تعلمين؟ أمي: يا بنتي، الولي يأتي متى يشاء هو لا متى نشاء نحن. بدأ المولد، وبدأت جدتي تحكي قصة النبي صلى الله عليه وسلم بلحن شجي مؤثر، والحضور يرددوا خلفها بعض المقاطع، وأنا البنوتة الصغيرة كنت أردد خلفهم والكل ينظر إلي متعجب من جلوسي معهم وعدم الذهاب للعب مع باقي البنات، وبالطبع هم لا يعلمون أنني قابعة هنا لأجل اللقاء المنتظر، ليل نهار أحلم متى آراه، ولم أبح لأمي بهذا الأمر، فقط كنت أقول لها هل سيحضر، وطبعا هذه الكلمة ( سيحضر )، هي الكلمة المتداولة بينهم، وكنت أرددها كما سمعتها، ولقد أدهشت الحاضرين لحفظي لبعض المقاطع التي أدركت مكانها من القصيدة، فما أن أنهت جدتي الفقرة الأولى القائلة: أشرق البدرُ علينا..... فاختفت منه البدورُ مثلَ حسنكْ مارأينا..... قط يا بدرَ السرورِ بادرت أنا بذكر المقطع الذي تردده النسوة بعد كلام جدتي ورفعت صوتي بكل براءة قائلة يا نبي سلام عليك، يا رسول سلام عليك، يا حبيب سلام عليك، صلوات الله عليك... يااااااااه والله أيام مضت، عندكم حق أخواتي، ماضي قديم، وبالفعل هي قصة من التراث، ولذا لن تروق لمن لا يحب القديم وخاصة التراث. واثناء قراءة المولد يتم توزيع القهوة فقط، والحليب بالزعفران واللوز البلدي إذ أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك إلا البلدي، وبالطبع لا يتم توزيع أي حلويات أو مأكولات إحتراما للقراءة، ولكن لا يمكنني وصف الروائح الطيبة التي تطلق من المباخر في ذلك الوقت، العود، والعطر، والفل والريحان و.... أنتهى المولد وقدموا العشاء الطيب وانصرفوا، ولم يبقى إلا افراد العائلة، وبعد نصف ساعة قالت جدتي فاطمة أنها تشعر بصداع، فقامت خالتي لتحضر لها الدواء إلا أن الجدة عائشة قالت لها اجلسي " فالولي سيحضر الآن". حضر الولي، وسلم علينا ثم قال " لقد أتيت غائرا "!!!!!!!!!!!!!!!! فقالت جدتي عائشة لأختها: لقد جاء غائرا وأنا البنوتة الصغيرة التقطت هذه الكلمة ورددتها بيني وبين نفسي ولا أعلم ما يقصد. (((( هل تعلمون قصده ))) غدا أخبركم إن شاء الله. |
جميل جدا
تسلم أناملك أختي غ الرديني أعرف أنني أمام قلم أديبة متمكنة ما شاء الله، لذا مهما قلت لن يفيك حقك ككاتبة بارعة تجمع بين الموهبة وتقنيات السرد والحكي. فقط مديني بعناوين مؤلفاتك لاقتنائها والاستمتاع بقراءتها :tongue: فلي زمن لم أستمتع بالقراة كما استمتعت اليوم. شكرا لك وانتظر بشوق اكتشاف من هو هذا الولي!! |
جميل اسلوبك غ.الرديني فعلا نتلهف لمعرفة من هذا الولي وما قصته ......
|
منتظرة بشغف من هو الولي
أسلوب مشوق |
أختي / غ الرديني .. مع عدم إيماني ولا إعتقادي بالولي ولا بالإحتفال بالمولد النبوي .. لكني مقتنع بموهبتك في الكتابة بأسلوب السهل الممتنع .. |
وقفة محاكاة أميرة الجنوب شكرا لمشاركتكما أخي عبدالله الصالح، لا يمكن أن ننكر وجود الأولياء اللذين جاء ذكرهم في المراجع الصحيحة، ولكن بالطبع نحن ننكر ما ابتدعه البعض فقاموا بتقديس الأشخاص وارتكبوا في حقهم ما لا يرضي الله عزوجل. أما الموالد فرأي العلماء فيها واضح. لكــــن قصتي واقعية لهذا لابد أن أسردها بوقائعها وقد أشرت أن ما وقع في ذلك الوقت لم يكن أمر متأصل في عائلتي، وإنما نقلته إحدى الصالحات إلى بيتنا لإعجابها بتلك القصائد المحمدية، ثم خاضت مع الخائضين. ونهاية القصة كاننت صدمة للبنت الصغيرة التي كبرت الآن، وبدأت تدون الأحداث الماضية فتابعوني |
أتابع بشوق
فلم يسبق لي قراءة أحداث عن الولي والمولد أهم شيء ما يدور في رأس تلك الصغيرة تابعي |
وأنا أيضا أنتظر معرفة ذلك الولي |
اقتباس:
أختي الخنساء.... أولا أين أنت ؟ هذا الصرح ينقصه قلمك، فلما تقفين متفرجة وأنت اهل لممارسة الكتابة !!! مازلت بعيدة عن فن القصة الأصيل، ولكن أحاول أكتب دون توقف، وكتاباتي تحسنت من خلال القراءة والغوص في أسلوب الكاتب وطريقته، فعندما أمسك بكتاب أتفحصه من كل الجوانب، ولا استمتع على سبيل المثال بالقصة وأتجاهل الأسلوب الذي اتبعه الكاتب. والشيء الآخر أنني حريصة على إثراء لغتي العربية من خلال قراءة الشعر والأدب، وعندما تستوقفني كلمة أبحث عن مرادفها في المعجم، وأحرص على تكوين بعض الجمل من تلك الكلمات الجديدة كي ترسخ في الذهن. وإذا شعرت أن الجملة التي أكتبها جدا ركيكة أو لدي شك في النحو لا أكتبها، وإنما أبحث عن صحة هذا الأسلوب من خلال النت، أو أستبدلها بأخرى أكون اكثر ثقة بصحة مكانها في الجملة. لم أقرأ أبدا في فن القصة، وإنما أكتب ما أريده، ثم أعيد القراءة وكلما وجدت جملة غير واضحة أو مهزوزة وغير متماسكة أعيد كتابتها، ودائما أحاول قدر الإمكان قراءة القصة مرات ومرات، ولا أضع أي جملة أشعر بضعفها أبدا. " يمكننا توجيه السؤال للأخت ملح محلى إذ أنه يبدو عليها الميل لهذا الفن " بالتوفيق للجميع |
أظن المداد قد جف!!
أختي غ الرديني، أنت تجيدين الكتابة القصصية شكلا ومضمونا، فأنا افترضت سلفا أنني امام قلم كاتبة محترفة. كتاباتك تحتوي على كل مقومات الكتابة القصصية، من حيث الحدث، والشخصيات، والزمكان، والبناء. بالاضافة إلى أسلوبك المميز. إن لم تقومي بعد بنشر أي شيء من أعمالك، فربما قد حان الاوان للتفكير في نشر أعمالك. لأنها بصراحة اعمال كاتبة محترفة وليست هاوية. تحياتي لك. سأشارك بخجل بقصة قصيرة دعما للمسابقة. |
كأني شممت رائحة سؤال؟
أختي غ الرديني الإبداع والموهبة ليست لها قوانين وأنا لست ممن ينظر للقوانين أو للقواعد التي تنص على بنود لكتابة أمر ما ما دمت تحبين أمراً فاكتبيه .. قصة, شعر, مقال .. تكفي إرادة الإنسان لصنع الإبداع وحتى طريقتك في إعادة القراءة لنصك المكتوب وتنسيقه أو إعادة صياغة جملة ركيكة تعد طريقة فعالة وكما قالت أختي الخنساء مادامت القصة تحتوي على البعد الزماني والمكاني والوصف والفكرة والحبكة والحوار فهي قصة وتتفوق على غيرها بقدر إجادة هذه الأمور وبقدر الإبداع والتجديد فيها بانتظار تتمة قصتك ... |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
رحمة الله على ذلك الزمان، ( زمان العيب ) كما يحلو لأمي تسميته. ننتظر تكملة القصة بشوق.. |
قبل أن أكمل القصة... أعتذر عن التأخير، فالحقيقة أنا لم أكتبها مسبقا، وإنما أسردها لكم عندما اجد وقتا للكتابة، ووقتي لم يعد ملكي كالسابق، فأرجو المعذرة.
نعود ليوم المولد يوم صدحت حناجر النساء بأناشيد بعضها يحكي حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها في مدحه، ومن ذلك قولهن: أنت شمس أنت بدر....... أنت نور فوق نـور.......... أنت أكسير وغالـــــي..... أنت مصباح الصدور يا حبيبي يا محمـــد.......يا عروس الخافقين.......... يا مؤيد يا ممــــــــــجد..... يا إمام القبلتيـــــــــن من رأى وجهك يسعد... يا كريم الوالدين............. حوضك الصافي المبرد... وردنا يوم النشــــــــور ما رأينا العييس حنت... بالسرى إلا إليك............. والغمامة قد أظلــــت.... والملا صلوا عليـــــــك. الخ... كان لتلك الكلمات أثر جم في إزالة هم المهمومات، وإنارة درب الحائرات، وكم من دموع سكبت حين سمعن المنشدة تردد: ( حوضك الصافي المبرد.. وردنا يوم النشور..) فتذكرن يوم النشور، وتخيلن يده الشريفة تسقيهن، فرددوا جميعا صلى الله عليه وسلم....شعر الجميع بهالة نورانية مستمداه من الصلاة على النبي التي جلجلت سماء البيت، وبعد خروج الأصحاب بقيت أنا وبعض أفراد العائلة كي نرى الولي، ذلك الشخص الذي يعرف صلاحه وخيرته وكراماته كل من قرأ عن سيرته في أمهات الكتب .. وأخيرا حضر كما قلت لكم سابقا ( غائرا )!!!! تقول غ: أمي... ما معنى غائرا أمي: آه يا بنتي الصغيرة، كم أنت هادئة وعاقلة، ليتك تبقين كذلك حين أودعك ملتحقة بمدرستك، ثم جامعتك، ليت هذه الخصال تنمو معك وأتجاوز أنا تلك المخاوف التي تكبر مع الأم كلما كبر الأبناء.... اذهبي يابنتي الصغيرة والعبي مع البنات واتركي عنك ما يقوله الكبار.. غ: أمي، هل سيذهب الولي إلى الغار أمي: لا إله إلا الله، لماذا تصرين على هذا الكلام يا غ... وما الذي ذكرك بالغار الآن؟ غ: الغار الذي أخبرتيني عنه يوم أمس عندما قصصتي لي حكاية قبل النوم. أمي: ولماذا يذهب الولي إلى الغار؟ غ: لأنه جاء من الغار، ألم يقل أنه جاء غائرا. أمي: حسنا يا بنتي سأخبرك بمعنى غائرا كي ترتاح نفسك وتكفي عن التخيلات.... جاء غائرا يابنتي تعني جاء ليساعدنا... غ: سيساعد من؟ أمي: لا أعرف يا غ.... ابقي هادئة وستخبرنا جدتك عن كل شيء. حسنا عرفنا الآن أنه جاء غائرا، وقبل أن نعرف لأجل من جاء، دعوني أخبركم بعض ما عرفت عن الشخصية التي حضر الولـــــي لأجلها..... قبل أسبوع من المولد الأخير شكت الجارة السابقة لجدتي من مشاعر الضيق والحزن والكآبة التي تصيبها كلما همت بالدخول لبيت ولدها، ومهما حاولت إخفاء هذه المشاعر فإن الأمر أصعب من قدراتها كسيدة طاعنة في السن، لقد تحملت تلك السيدة كثيرا حتى وصلت لمرحلة يخيل لها أن هناك شعلة نار تظهر وتختفي في المنزل، وكلما نظرت لغرفة نومها وجدت شعلة قرب الباب، وأحيانا بمجرد دخولها المنزل ترى الشعلة أصبحت أكثر قربا منها، وبعد صمت طال لأسابيع شكت هذا الأمر لجدتي، وتوسلت لها إذا جاء الـــولي أبلغيه عن حالي فقد يجد حلا لمشكلتي. وهذا هو سبب الغارة ذلك اليوم، والآن عندما كبرت عرفت أن كلمة غائرا قصد بها ( أنه جاء لينصرهم، لينفعهم في أمر اشتد عليهم.... )، والشدة التي رأى أنها بحاجة لمن يخرجهم منها هي شدة تلك المرأة العجوز التي لم تعد قادرة على البقاء في بيت ولدها. ذهبت جدتي إلى فراشها وأشعلت الف علامة إستفهام في عقلي الصغير، كنت أقول في نفسي، ولما تضطر جدتي لتستلقي على سريرها قبل حضوره، لماذا لا تقعد معنا فنراه جميعا، وحتى متى سأظل أترقب رؤيته ولا أحظى إلا برسائلة المبعوثة من خلال جدتي..... لماذا لا تظهر لي يا من شغلت فكري وحيرت ناظري، حتى متى ستبقى عيناي حائرتان لا تبصر مرادهما، عينان أينما التفتت تلاقي خيبة أمل..... وكالعادة: تتحدث جدتي عائشة مع جدتي فاطمة وهي في حالة بين اليقظة والمنام، ثم تخبرنا بما قاله الولي............ وعندها دب الملل في نفسي، وسئمت البقاء دون نتيجة مرضية بالنسبة لي، فأنا في ذلك العمر لم أكن مدركة لما يقال، فقط أردت رؤيته........... وعندها أقنعت نفسي أن الولي لن يظهر لنا، وأن جدتي فاطمة هي الوحيدة التي تراه، ولذا قررت أن أصمت وأكتفي كغيري بالإنصات لما جاء به من أخبار إلى أن يشاء الله. طلب الولي من جدتي أن تخبر صديقتها خبرا مفرحا وهو معرفة سبب ما آلت إليه، ولم يكن السبب والعياذ بالله إلا عمل من أعمال السحرة فعلته أم الزوجة، أو الزوجة ( لا أذكر تماما )، بهدف إخراج المرأة من المنزل وإبعادها عن ابنها، ولقد أخبرتها جدتي بمكان السحر الذي أخبرنا به الولي، ووصتها بأن لا تفتحه بل تأتي به إليها كي تفتحه هي، وأوصتها بأن لا تفشي هذا السر، ولا تخبر من فعلت لها السحر بأنها كشفت أمرها. وبالفعل جاءت المرأة المسكينة بالسحر الذي وجدته في المكان ذاته، وتم إبطاله، ولكنها للأسف لم تستطع الصمت وأخبرت ابنها وزوجته بأنها علمت بأمر السحر. وزيارة الولي هذه كان فيها أمر مفرح لوالدتي، فقد تكرم علينا الولي بهمسة في إذن جدتي كي تنقلها لأمي، فقال: قولي لأم ( غ )، لا ترهقي نفسك بكثرة الذهاب إلى الأطباء، فولدك الصغير لا بأس عليه، دعيه يركض وينط مع الصبية وتوكلي على الله. في الحقيقة والدتي كانت تشتكي من كثرة سقوط أخي، فقد كان عمره في ذلك الوقت يقارب السادسة، ولكنه كان ضعيف البنية، ولقد ظنت أن ابنها يشكو من أمر ما وقامت بكل الإحتياطات من ذهاب للإطباء، وتدليك بأنواع من الزيوت، وتغذية سليمة و.... ولكن ظل قلبها مشغول، وفرحت عندما سمعت كلام الولي وتوكلت على الله. كل هذا الأمر أبلغتنا به جدتي عائشة نقلا عن جدتي فاطمة التي خاطبها الولي، وكانت تتحدث بحرقة بسبب الخبر السيء الذي سمعته، خبر السحر الذي تسبب بأذية للمرأة العجوز... طوى الجميع ما أخبرهم به الولي تلك الليلة، وطويت أنا أيضا تلك الصفحة وتجاهلتها، خاصة وأن ظروفنا تغيرت ولم نعد نزور بيت جدي يوميا بسبب انتقالنا لمدينة أخرى حيث انتقل والدي لأجل عمله الجديد، فنشأت وكبرت وانشغلت عن التفكير بالولي، وعندما التحقت بالجامعة التصقت بالكتب وتعلق قلبي بها وهويتها، وكنت أقرأ كل شيء، وفجأة تذكرته، نعم تذكرت الولي ( ع .ج )، فقلت في نفسي لقد آن الآوان كي أبحث بنفسي عن حقيقته. وبدأت رحلة البحث، ولكن من أين؟؟ بدأت أبحث عن الأولياء المشهود لهم بالكرامات، واعتمدت الكتب الموثوقة، وانصرفت عن كتب الصوفية لأني خشيت المبالغة التي يصورها بعض غلاة الصوفية حول تلك الشخصيات. بالفعل، وجدت سيرة الولي ( ع.ج)، وعلمت أنه من أصلح وأتقى الرجال في زمانه، وقرأت عن كرامته، وجدت أن الكثير من علماء المسلمين لم ينكروا كرامته، ولكنهم ذكروا ايضا أن الكثير من المغاليين افتروا عليه في المبالغة بالكرامات التي نسبوها له...... عندها فرحت كثيرا إذ أن أول معلومة كانت صحيحة، وهي معلومة أن هناك ولي أسمه ( ع .ج )، وأنه لقى ربه منذ زمن بعيد... والآن، ما هي صلة هذا الولي بجدتي. تابعوني غدا إن شاء الله في الجزء الأخير ومع الصدمة الحقيقية حول الولي الصالح وجدتي. شكرا لمتابعتكم. |
مشوق جدا
وفقتي في الكتابة وسلاسة الافكار غ .الرديني نحن ننتظر الجزء الاخير من ابداع قلمك...... |
ننتظر بشووووووق للنهاية القصة 😊
|
أميرة الجنوب وقفة محاكاة شكرا لمتابعتكم إن شاء الله اليوم المساء أكتب الجزء الأخير هنا. |
مثل هالقصص لا يكتبها عادة إلا إنسان موسوعي
متبحر يستطيع تحريك أطراف اللعبة القصصية بتوازن ولا يغفل منهم أحدا أنا متأكد بأن هناك من يسأل عن الولي ولكن هناك من يسأل أطراف أخرى في القصة ليتها بقي فيها أجزاء وليس جزءا واحدا. بارك الله بكم جميعا. |
جزاك الله خير
|
يا ترى ما إسم ذلك الولي التقي الصالح. في إنتظار معرفته |
أخواني وأخواتي: كلماتكم كانت الحافز الحقيقي للإستمرار في سرد ما تبقى من القصة، ولقد غمرني السرور بسبب متابعتكم ورغبتكم بمعرفة التالي.... وتكللت فرحتي بمرور شيخنا وأستاذنا الفاضل الدكتور فهد العصيمي حفظه الله فسجل كلمات تعد مفخرة لكتاباتي المتواضعة، وحملني بها مسؤولية النهوض بمستوى ما أكتب والعمل على تحسينه وتجميلة بشكل يستحق مرور أمثال كاتب مثل حضرته. شكرا لمتابعتكم.... ووالله ما منعني من المسارعة في كتابة النهاية إلا متابعة مشاركات الأخوة والأخوات، فهي كثيرة ومفيدة ولله الحمد، ومن باب الأدب والذوق عدم تجاهل ما نقلوه أو كتبوه، أو عدم الرد على ذلك المجهود العظيم، فالوقت محدود، وأنا آثرت القراءة والرد على ما قدموه، فيتهي الوقت وأنا لم أكتب نهاية قصتي. |
رائع أختي غ.الرديني أتحفتيني بقصة و تمتعنا بقراءتها
طريقتكي في سرد القصة رائعة ...ماشاء الله متشوقين لمعرفة النهاية و نحن بأحر على الجمر لمتابعة النهاية شكرا أختي... |
شكر لكِ ختي غ الرديني ,اسلوبك رائع في طرح االقصص ومشوقة وفي الأنتظار معرفة نهاية القصة
|
فرحتي بوجود شخصية حقيقية للولي هي فرحة لا تضاهيها فرحة في ذلك الوقت، ولقد شعرت بالفخر إذ أن جدتي لها صلة بشخصية زكاها الكثير من العلماء... ثم انتقلت من موضوع كون الولي شخصية حقيقية في عصر مضى إلى موضوع موطن الولي، والحقيقة بحثي في هذا الشأن كان له ضرورة كبرى، والسبب في ذلك هو اسم عائلة الولي الذي سمعته مرار في بيت جدي، فإسم عائلته لا يبدو عربي ، بينما نسب الولي هو معروف بالنسبة لي فهو من بني هاشم كما جاء في ترجمته، ولكن من أين جاء إسم العائلة الذي يبدو وكأنه أعجمي؟، من المهم معرفة ذلك لأنني إن لم أجد ما يدل على زيارته لمدينتنا، عندها سيكون في الأمر غرابة شديدة، فمن أين لجدتي أن تتعرف عليه إن لم يكن له صيت في بلادنا؟
بحثت وبحثت وتعبت كثيرا وأنا أتتبع سيرة الولي الشريف، وكانت المعلومة الثانية التي أثلجت صدري أنه بالفعل له ذرية تسكن في بعض مدننا، فأحفاده كثر، وقد انتشروا في الكثير من البلاد بسبب الحروب التي القت بظلالها على المدن الكبيرة فهاجر العلماء هنا وهناك... عندها حمدت الله وشكرته لأنني أيقنت أن جدتي لم تكن تكذب وليست مخرفة ولا متوهمة، أما إسم العائلة الذيعُرف به فبالفعل إسم منسوب لمدينة البعض يجزم أنها موجودة في بلد عربي، وغيرهم يرى أنها في بلد أعجمي ، والحقيقة هو اسم تسمت به مدينة في بلاد العجم، ومدينة أخرى في بلاد العرب مع إختلاف بسيط... لن أتطرق هنا لإختلاف العلماء في موضوع مولده وفي أي مدينه كان، ويكفيني أن بعض احفاده سكن مدينتنا. ارتحت لمعرفة حقيقة شخصه، وسكن أحفاده في بلادنا، وانتقلت للبحث فيسر عدم ظهوره لي ولغيري، ويومها قلت في نفسي لماذا لا أعود لوالدتي وأسألها؟... وبالفعل عدت إليها استفسر عن آخر وأهم نقطة شغلت تفكيري. غ: هل تعلمين يا أمي أني بحثت طويلا عن الولي ( ع.ج ) وعرفت الكثير عن أصله، وأعماله، وكراماته.... أمي: الحمد لله أنك اقتنعتي بأنه رجل صالح؟ غ: أنا لم أنكر هذا الأمر يا أمي، بل إنني أحببته في الله وبحثت عن شخصه في الكتب والمراجع كي أتعرف عليه أكثر وأكثر، ولكنني يا أمي كنت أرغب بمعرفة حقيقة زيارته لجدتي وكيفية ظهوره....... هل تعلمين يا أمي كيف كانت هيئته. أمي : لم أفكر يوما بسؤال جدتك مثل هذا السؤال، ولا أظن أن أحدا يعرف هيئته. غ: ألا تذكرين أي مقدمات تسبق حضور الولي؟ أمي: يا بنتي، كل ما أستطيع إفادتك به أننا لاحظنا أنها تشعر برغبة بالإستلقاء بسبب الصداع الذي ينتابها، وأظنها تشعر ببعض الثقل ربما من أثر الصداع أيضا، وكنا في بداية الأمر نقدم لها بعض الدواء مثل ( البندول )ونتركها كي تخلد للنوم، وأحيانا نعود إليها لنسألها عن حالها، فنتفاجأ برد غريب إذ تبادرنا بقولها " السلام عليكم "، فنعيد الكرة ونسألها: " هل أنت مستيقظة يا جدة "، فتقول ( أنا ع.ج)...... كما وأذكر أن جدتك كانت تقول أن بعض المشاكل التي تمر بها تأخذ حيز من تفكيرها، وتشغل بالها وقلبها لدرجة كبيرة، وأحيانا تشعر بقهر من بعض الأمور، وأوقات تشعر بعدم الراحة ولا تعرف ما الأمر الذي يضايقها، وفي مثل هذه الحالات يحضر... هذا كل شيء يا ابنتي. غ: وهل تذكرين حالة من تلك الحالات؟ أمي: ذات مرة زارتني صديقتي، وكانت تشكي عن وضع زوجها المتدهور بعد نشاطه العارم، وجدتك كانت مقيمة عندنا في تلك الفترة، ولقد حزنت وتألمت كثيرا لحال تلك السيدة، وتألمت جدتك لذلك وتحسفت على أحوالهم، وبعد أيام أنتاب جدتك الشعور ذاته، وذهبت لسريرها كي ترتاح، فلحقتها لأنني أصبحت على دراية أن الولي قد يأتي بمثل هذه الحالات، ومثل ما توقعت، فقد تحدثت إليها وهي مستلقاة مغمضة العينين، ثم خبرتني عن السبب الذي ساهم في تدهور حال زوج صديقتي. أثناء حديث والدتي كنت أنصت لكل كلمة بل كل حرف، ولقد التقطت ما قالته جدتي ( أنــــا ع.ج)، وما شدني هو عدم قولها ( أنا الولي ع.ج)!! عندها خطر في بالي أمر آخر قررت البحث فيه، ولكني في البداية سألت والدتي إن كانت تعتقد أن جدتي ترى شخص بعينه أمامها، أم أنها تراه في منامها؟، فقالت: أحيانا تراه في المنام فتخبرنا عندما تستيقظ، وأحيانا يأتي ونحن معها فتراه هي ولا نراه نحن، ولكن بمجرد محادثتها يرد علينا فنسمعه ولا نراه. احترت كثيرا ولم أصل لنتيجة، فهو شخص حقيقي، معروف النسب والموطن وثقة عند الأئمة، لم يراه أحد ولم تخبرهم الجدة عن شكله، حالة جدتي تكون بين اليقظة والنوم أحيانا، وأحيانا تراه في المنام..... فقررت البحث في مسألة الروح. رجعت لمراجعي ودرست الروح وخفاياها، فوجدت ما يدل على أن الأرواح تزور بعضها في المنام فقط، فيتشكل لدينا رؤية قد تكون إلهام من الله، أو حلم من الشيطان، وعندها قلت في نفسي أن من يزور جدتي لا يزورها في المنام فقط كما سمعت!!!! بل إن المستمعة لحديث الولي هي أخت جدتي، "الجدة عائشة"، فتنصت للكلام ثم تخبرنا به...... ياااااااه... أنهكني البحث كثيرا، ولكني استمريت وأصريت على معرفة الحقيقة.... وانتقلت من إحتمال إلى إحتمال، حتى قررت البحث في عالم مختلف تماما هو عالم الملائكة، فعرفت أننا لا نستطيع رؤيتهم بشكلهم الحقيقي، وإنما قد يتشكلوا، فالرسول صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه رأى جبريل بصورته الحقيقية، وأيضا جاءه بصورة بشر، وقد رآه الصحابة عندما جاء بصورة رجل شديد بياض الثياب،شديد سواد الشعر، وتمثل للسيدة مريم في صورة بشر، وكذلك في قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وأن الملك تشكّل لهم في صورة بشر، كما في صحيح البخاري ومسلم... عندها قلت : إذا هو ملك!!، نعم من يزرو جدتي ملك... يا الله، هل يعقل ذلك..... رغم حقيقة ظهور الملائكة بصورة بشرإلا أنني شككت بهذا الأمر لأن جدتي أحيانا وهي بحالتها بين اليقظة والنوم تطلب شيء غريب، كالعطر، أو البخور، وأمي كانت تقول أن الملائكة تحب الرائحة الطيبة وتنفر من الرائحة الكريهة، ولكن الشيء الذي أعرفه ومتأكدة منه أن الملائكة إذا تشكلت بصورة بشر تأتي بفضل الله إلى بعض عباده ولكنها لا تطلب بخور ولا غيره.... فعلقت في ذهي كلمة البخور، وتذكرت أشياء أخرى كنت أسمعها، تذكرت العطر، والجمر.... جمــــررررررر، نعم جمر... لماذا لم أتذكر هذه الكلمة منذ البداية... الحمد والشكر لك يا الله، فقد الهمتني ما يقربني إلى بغيتي!!!! ما أن تذكرت هذه الكلمة حتى قفزت لذهني أفكار جديدةعن عالم مختلف يجب الخوض فيه، نعم عالم مختلف تماما وهو عالم الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن، نعم عالم الجن، ولما لا، فلم يبقى أمامي إلا هذا الباب، كما وأنني أثناء البحث في عالم الروح، قرأت عن إمكانية تشكل الجن بصور شتى ومنها صور بعض البشر سواء كانوا أحياء أو أموات. فبدأت بالبحث في هذه العوالم وقصصها، ومن المضحك أنني قبل البحث في أخبارهم كنت أصلي وأقرأ المعوذات وآية الكرسي كي أحصن نفسي، ثم أفتح سورة البقرة في غرفتي وابدأ بالبحث، وقرات الكثير الكثير، واستوقفتني عبارة ( الجن العلوييين والسفليين )، ودخلت عالم الجن الصالحين، ثم دخلت مواقع الرقية الشرعية للرقاة الرسمين والمعروف عنهم تمسكهم بما جاء في الكتاب والسنة...... وعندها صرخت كما صرخ ( أرخميدس ) عندما جرى إلى الملك قائلا ( وجدتها وجدتها )... جني، ياااااااااااااااه... جني... جني.... نعم ذاك جني.. !!!!!!! ذاك الولي لم يكن إلا جني، هل هذا معقول، كيف، ولماذا....... ركضت إلى أمي مسرعة، ودخلت لبيتنا مهرولة إلى المطبخ قائلة : جنـــــــــــــــي جني ....الجني يا أمي... أمي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ما بك يا غ هل رأيتي جني. غ: لا يا أمي الولي الجني. أمي: " سلام قولا من رب رحيم "، أي ولي يا بنتي وأي جني...... والله يا بنيتي يبدو أنك لن ترتاحي حتى تجنني والدتك، تعوذي من الشيطان يا بنتي. غ: أي شيطان يا أمي، أنا تعبت وتعبت حتى توصلت للنتيجة، كلما سألتك تقولين أن هذه القصص من الماضي وأن كل من يمكنني سؤاله قد لقى الله عز وجل، وأن بناتهن لا يتحدثون في مثل هذه الأمور. صدقيني يا أمي، الذي يأتي جدتي ويحدثها ويقول أنه ( ع.ج) ما هو إلا جني.... يابنتي اتقي الله، ألم تقولي أنك بحثتي ووجدتي معلومات عن الولي وأنه حقيقة؟؟ ألم تخبريني أنه رجل شهد له الجميع بالتدين، والعلم، والتقوى و....؟ نعم ... نعم يا أمي، ونعم أيها القارىء، فالولي ( ع.ج) هو من أولياء الله الصالحين، فقد جاء في كتب التراجم والسير أنه إمام عالم، زاهد عارف، وهو شيخ الإسلام علم الأولياء، كما وعرف عنه أنه صالح، ديَن، خيَر، كثير الذكر، دائم الفكر وسريع الدمعة، كما وجاء عنه أن له سمت حسن، وصمت غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان فيه تزهد كثير، وله أحوال صالحة ومكاشفات، ولكن أصحابه ذكروا عنه أقوال وأفعال أكثرها مغالاة، وهو رجل صالح وورع، وقد ضربت الأمثال بنور بصيرته وصفاء سريرته.... صدقا.. كل تلك المعلومات ذكرها أهل العلم في حق الولي الصالح ( ع.ج)، ولكن الذي يحضر للجلوس بين يدي جدتي هو جني أختار لنفسه اسم الولي ذاته، وما لم أتوصل إليه حتى الآن، هل قال الجني أنا الولي ( ع.ج ) أم أنه استخدم اسمه فقط!! وبالطبع فإن جدتي بمجرد أن تسمع اسم ( ع.ج)، سيتبادر إلى ذهنها الولي ذاته، والسبب كما أخبرتكم أنها على دراية بالكثير من العلوم التي يهتم بها الصوفية، وذلك من خلال مجالستها لنساء ذلك البيت في أطراف حينا، والذي أخذت عنهم الموالد، وحفظت معهم القرآن، وسمعت أخبار السلف الصالح عامة، وسيرة شيوخهم الصالحين خاصة، وبالتلي فقد تعرفت على هذه الشخصية من خلال دروسهم، والكتب التي يحضرها جدي. |
في الحقيقة تراودني فكرة أن هذا الجني وراثي، فأمها كانت تعاني من شيء كهذا، وربما انتقل لجدتي بعد وفاة أمها، وربما كان يتلقى العلم مثلها في ذلك المنزل الذي تحضره للذكر، وقد يكون الجني ممن أعجب بشخصية الولي فتسمى بإسمه فاعتقدت جدتي أنه هو ذاته الولي وجاء لينصرهم.... والحقيقة التي يجب عدم تجاهلها أنه لم يؤذي أحد على اإلإطلاق، بل كان من الصالحين، وكما قالت والدتي أنه لا يأتي إلا بخير، ولا يتحدث عن الغيبيات، وإنما يتحدث عن أمور معروفة بالنسبة له، ومجهولة بالنسبة لنا كبشر إذ أننا لا نعلم ما الذي يحدث خارج المنزل، بل ما يحدث في الغرفة المجاورة، ولكنه يملك إمكانات تساعده على الدخول والخروج حيث يشاء، ولذا يعرف ما لا نعرفه، فكان يأتي بأخبار عن أمور مضت كمكان السحر الذي تسبب بمرض جارتنا، ومكان الشخص الذي غاب عن زوجته... وغير ذلك.... والشيء الآخر الذي أود توضيحه، أن جدتي لم تطلبه أبدا، ولا صلة لها بما يقوم به بعض من يستعين بالجن، فهو يأتي هكذا فجأة ( غائرا )، ولا نعرف السبب الذي جعله يخص جدتي دون غيرها.....
تلك هي حكاية الولي وجدتي، ولقد حزنت إذ أن معظم من لديه قصص وحكايات وحقائق عن هذا الموضوع قد انتقل للرفيق الأعلى قبل أن أسمع منه.. وأعدكم أنني إذا استطعت معرفة بعض الأخبار من خلال ابنت جدتي التي مازالت تسكن في مدينتنا السابقة، إن شاء الله سأخبركم بذلك. بالنسبة للموالد، فلا صلة بينها وبين الولي، ولكن جاء ربطها بالقصة أثناء الحديث عن جارتنا التي طلبت من جدتي أن تسأل الولي عن زوجها، وعندما علمت أنه بخير وأنه مازال على قيد الحياة، قررت جمع صديقاتها ولكن بطريقة محببة إلى قلبها وهي جلسة من جلساتالذكر، فاختارت جلسة يذكروا فيها النبي صلى الله عليه وسلم كي يتباركوا بذكر سيرته عوضا عن دعوة الصديقات لجلسة لغو وطعام وشراب وغيبة ونميمة، ولأن إحدى جداتي كما أخبرتكم كانت مولعة بحفظ القصائد، وأيضا كانت تمتلك حنجرة ذهبية، إضافة لتمرسها للحن المستخدم في إنشاد القصائد الخاصة بالموالد، لكل ذلك طلبت جارتنا من جدتي أن تباشر هي ذلك المولد، وأن يكون في بيت جدي لا بيت السادة الصوفية الذي تعلمت منهم كل تلك الأمور، ربما لأنهم لا يختلطوا كثيرا بالجيران، ولا يتواصلون إلى مع بعض العائلات، ولكن جدتي كانت قريبة منهم بسبب صلة جدي برجال تلك العائلة، فحصل التعارف.... رحمة الله على تلك الجدة الصالحة، فقد تولعت بهم وألفت صحبتهم، ونقلت لنا ما حفظته عنهم، فهي سيدة صالحة، يشع النور من وجهها، وكانت محبة للخير، محبة للإنس والجن الصالحين، فكانت تطلق عليهم أهـــل البيت، أي كما يقال عمار البيت، وكانت تقول لبنات أختها، " لو كان عندكم إيمان لما شعرتم بالخوف من أي مخلوق"، ومما قالته أيضا: ( لو قدر للجدران والحديد وكل جماد أن ينطق في هذا البيت، لسمعتم صلاته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وربما سمعتم البكاء، أما أنتم وإن كنتم تسمعون ما نردده في هذا البيت كل أسبوع، ولكن لا عقولكم، ولا قلوبكم تعي ما نقول، ولو أصغت قلوبكم لما كان هذا حالكم )......... تعالى يا حفيدتي الغالية ( غ )، تعالي اجلسي بقربي ورددي معي: صلى الإله على النور الذي ظهرا... لنا بشهر ربيع الأول اشتهـــــــرا أضآئت الأرض نورا يوم مولـــده.... واصبح الكون من أنفاسه عطرا هو الذي نارت الدنيا بطلعتــــــــه... وسره في قلوب العارفين ســـــرا من بطن آمنة للعالميــــــن بـــــدا.... مولود حسن سناه يخجل القمـرا الخ.... تحياتي.. لكم، وإلى لقاء مع قصة جديدة إن شاء الله. |
القصة كانت ممتعة جداً شكراً غاليتي غ الرديني 🌼
|
قصة ممتعة ومشوقة
وخاصة أسلوب البحث عن الولي والإصرار على اكتشاف الحقيقة كل الشكر لكِ وبانتظار قصة أخرى ممتعة |
يرى الصوفية ان الولي هو: "من يتولى الله سبحانه امره فلا يكله الى نفسه لحظة, ومن يتولى عبادة الله وطاعته, فعبارته تجري على التوالي من غير ان يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب من جميع الصفات البشرية ويتحلى بالاخلاق الالهية ظاهرا وباطنا , ويصل الى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء بأن لهم القدرة على انزال المطر وشفاء الأمراض واحياء الموتى وحفظ العالم من الدمار. ولا شك ان هناك آثارا خطيرة تترتب على هذه العقيدة من اهمها الوقوع في شرك الربوبية والعياذ بالله.
منقول من موقع صيد الفوائد أختي فالله .. حكم الإحتفال بالمولد النبوي و الاولياء خطأ كبير جدا .. والإحتفال بدعـة ... ولا تصح !! والولي يعتبر شرك بالله ! |
الساعة الآن 4:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab