![]() |
هل لديك رؤيا في الشيخ جابـر الصبــاح يرحمـه الله؟
السلام عليكم ورحمــة الله وبركاته..
الإخوة الفضلاء/ الأخوات الفاضلات.. هذه دعوة لكل من رآى رؤيا في الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمــه الله تعالى رحمة واسعــة أن يقص رؤياه عبر هذه الصفحة.. سواءٌ فـُسرت أم لم تفســر.. وجزاكم الله تعالى خيــر الجزاء |
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته قبلت الدعوة ..... ياحبيبتى جزاك الله كل خير يا اغلى غالية وبارك الله لك رأيت..... فى شهر7/ 2003 كانت رؤيتى ..... للرئيس صدام حسين فك الله كربه وكرب الأمة العربية لاأتذكر بالتحديد هل شهر / مايو/ يونيه/2003 رأيت نفسى داخل قصر سمو الأمير جابر الاحمد الصباح رحمه الله وغفر له وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة وجميع موتى المسلمين أجلس وامامى غرفة مفتوحة بها طاولة كبيرة جداا نظيفة جداا لونها بنى لامع ويجلس امامى سمو الأمير جابرالاحمد يرتدى جلباب ابيض شديد البياض وعلى رأسه شال ابيض وامامه اوراق يتصفح فيها . وعلى يمينه يقف رجل يرتدى جلباب ابيض وعلى رأسه شال ابيض وفى يده أوارق يريد عرضها عليه وأيضا على يساره يقف آخر وفى يده أوراق فى إنتظار عرضها عليه وأمامى باب الغرفة طلائه من اللون الأبيض المطعم بالمذهب يتكون من ضلفتين عاليتين وأنا اجلس خارج الغرفة اتابع مايحدث ثم سمعت صوت ينادى ويردد سورة الحديد سورة الحديد ..... عرفت انها لسمو الأمير رحمة الله رحمة واسعةوغفر له شكرا لك غاليتى جزاك الله خيرا |
لــــــــــــكم كـــــــــل الشــــــــــكر والتقــــــــــــدير
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخت الكريمة/مافي مني كـــــــــل الشــــــــــكر والتقــــــــــــدير/ للدكتور فهد/ جزاك الله خيرا ثبت موضعا فى رؤى الشيخ جابرالأحمد الصباح والشيخ زايد و كانت لفته كريمة شكرا لك د/ فهد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمــه الله تعالى رحمة واسعــة اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيضمن الدنس ، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا وارحمنا إذا صرناإلى ما صار إليه ، الله يمن كتابه ويسر حسابه وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرامن أهله وزوجا خيرا من زوجه ، اللهم نور عليه قبره وأمدد له فيه مد بصره وأجعله أولمنازله من الجنة ، اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان وأخلفه في أهله وشعبه بخير وجميع موتى المسلمين |
أهلا بكم، ولمسة وفاء منا وبعد مرور عام على وفاته يرحمه الله، فأود ممن لديه رؤيا فيه، أن يضعها هنا، وستكون هذه الرؤى نواة لكتاب سيصدر قريبا عن الرؤى فيه، وعلى غرار كتاب من رؤى الشعوب في الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
رحمــه الله تعالى رحمة واسعــة جزاكم الله خير الجزاء ياشيخ |
جابر الاحمد يوزع رطب بالصيف;رحمك الله يا حبيبنا
وقفات مع الوالد جابر الاحمد الصباح رحمه الله في عام 1994 وصل بلاغ التجنيد إلى منزلي وعلي أن التحق في خدمة التجنيد الإلزامي التي كانت مطبقة في السابق في الكويت , ذهبت وكلي ألم وحسرة لأنني اكره العسكرية ولا أطيقها منذ طفولتي , أراد الله إن افرز بعد إتمامي الدورة العسكرية في قصر دسمان العامر وكنت أتجاهل لما أطلق علية القصر العامر ذهبت أنا ومجموعة معي من المجندين للخدمة في القصر الطيني العامر بصاحبة وأهله وأراد الله إن يختار اسمي من بين المجموعة التي معي لكي أجد نفسي من حرس ( الجوهرة الداخلية) سكن صاحب السمو الوالد جابر الأحمد رحمة الله داخل القصر, تلقيت الأوامر بما إني مجند لا اعرف ما افعل وماهية الواجبات التي علي القيام بها , وإذا هي عدم السماح للأفراد بالدخول من باب الجوهرة إلى لحرم الأمير وأخيه مشعل واختة أمثال ,وعلي فتح البوابة الساعة 4 الفجر لخروج الأمير للصلاة في مسجد القصر , كنت خائف في الأيام الأولى لي بالخدمة في القصر حتى جاء الوقت الذي به تجرأت وذهب الخوف مني وأصبحت أشاهد صاحب السمو رحمة الله أكثر من أهلي , لم أتخيل يوما إن أمير دولة يقف لمجند حارس على بابة ويقول له اقفل الباب واذهب للصلاة نعم كان أول يوم لي استلم النقطة من الساعة 2 ليلا حتى السادسة صباحا فتحت البوابة الساعة الرابعة إلا ربع قبل خروجه رحمه الله إلى الصلاة وجاء موعد الخروج من الباب وإذا هو يقف عندي يقود سيارة الجيب وينادي علي اقفل الباب واذهب للصلاة أصبحت في حيرة من أمري أطيع أمير الدولة أو الضابط الذي قال لي في السابق لا تسمع كلام الأمير حتى وان قال لك اترك النقطة , علمت حينها بأن صاحب السمو رحمة الله لا يرغب في حرس على بابة, فكرت في نفسي ووجدت إن أطبق كلام الضابط الذي كان في وقتها النقيب عبدالعزيز الجعيب لكي لا أحاسب بالمستقبل على ترك النقطة ووجدت من الصواب التزام بالأوامر العسكرية وبعدة عودته من المسجد وقف وسألني كم عددكم على الباب فقلت ثلاث سيدي ولم تشرق شمس هذا اليوم إلى بالعافية من رعبي من ما حصل معي بالفجر لأول مرة في حياتي, وخلال خدمتي في قصره العامر دخل علينا الشهر الفضيل شهر رمضان ولم أتخيل يوما إن يكون فطوري معه رحمة الله لست انا فقط بل جميع من يعمل في القصر من مقيمين وعسكريين كنا نجلس على الأرض لا طاولة بوفيه ولا كراسي مذهبة كان يجلس في وسط السفرة والعسكريين والمقيمين الاسيويين على يساره ويمينه كنت أتسأل في نفسي أمير الدولة يفطر مع عسكريين كويتيين وسعوديين وعمانيين و الهندي والمصري على نفس السفرة وأنا مواطن عادي لا اقبل بسائق في منزلي يشاركني وجبة الغداء أو العشاء فهمت لماذا أطلق علية قصر دسمان العامر , رحمك الله يا والدي يا جابر الأحمد فقد كان عامراً بوجودك وشخصك رحمك الله يا أبي جاء العيد وأي عيد وأنت أول ما يعايدك أمير الدولة عند بابه ويقف ولا يرضى إن تقبلة وهو جالس في سيارته طالت خدمتي في القصر سنة وبقيت منها سنة وجاء الصيف وجاء موسم الرطب والجوهرة الداخلية أكثر مافيها النخل الذي كان رحمة الله يهتم به بنفسة ويسقية الماء بنفسه ولا يرضى ان نمشي خلفة عندما يسقي نخله ويهتم في مزرعته التي لم تكن مساحتها أكثر من ألف متر مربع وقدر الله لي إن يكون لي الشرف وان امشي خلفه وهو يقوم بسقاية نخلة هو مع احد الإخوة من عرب الأهواز الذي كان هو من يقوم برعاية النخل , أنتها رحمة الله من سقاية النخل وبعد مداعبته مع الاهوازي قال له انظر للعسكري الذي خلفك واقطع رطب النخل كله ووزعه على كل العسكريين عند البوابة وكنت أسمعة لقرب المسافة بيني وبينة, رحمك الله يا والدي يا جابر الأحمد لم يعطني دينار واحد كي أحبة كسب قلبي من حبه لدينه و تواضعه ولم يكن أمير دولة إلا أمام ضيوف الدولة , كنت كعادتنا بني يعرب ( إلي يعطينا وجهه نأكله ) , استلمت مرة أخرى واجبي وكان وقتي وقت فتح البوابة لخروجه رحمة الله لصلاة الفجر وكان ليلتها احد الإخوة العسكريين الذين يعملون معي في النوبة طابخ عشائنا في منزلة وكان مكبوس لحم وأكثرنا من الأكل حتى أتخمنا وبعد دخول وقت استلامي للبوابة جاءني النعاس ونمت عن واجبي والباب مغلق لا يستطيع احد ان بفتحه غيري وجاءت لحظة خروجه رحمة الله حتى جاء هو بنفسة ونزل من سيارته التي كان يقودها وفتح الباب وخرج وعاد وأغلق الباب رحمة الله , كان خروج صباح اليوم التالي بالنسبة لي فاجعة كارثة حلت علي كيف فعلت ذالك وبمن بأمير البلاد ؟ شكل لي مجلس عسكري أنا واثنين من العسكريين الذين كانا معي في النوبة فقلت لضابط المجلس أنا المسئول وكان وقتي وأنا من قام بإهمال النقطة ,رد علي جميعكم تتحملون المسؤولية , وحوكمنا خمسة عشر يوم سجن عسكري إضافة إلا خصم راتب نفس المدة شكرت ربي وقلت الحمد لله أني في الكويت ويحكمني جابر الأحمد لو في بلد عربي أخر ماذا حل بي , كان موكب الأمير يخرج من القصر الساعة الثامنة صباحاً من كل يوم وكنا نحن العسكريين الثلاثة ننتظر الترحيل للسجن العسكري الظهر , كنا نلوم أنفسنا على ما فعلنا وما فعلت أنا شخصيا بزملائي العسكريين الذين لا ذنب لهم بما حصل , حتى جاء ضابط الموكب الذي قال إن صاحب السمو امرنا إن نبلغ القيادة في قصر دسمان لا أحد يتعرض إلى العسكريين الذين قاما بإهمال البوابة , لم نصدق ما سمعنا حتى وإذا بالشيخة أمثال تطلبنا وتخبرنا بأن صاحب السمو أمر بعدم محاسبتنا وان احد تعرض لنا علينا إخبارها ,,, رحمك الله يا جابر الأحمد رحمك الله يا جابر الأحمد رحمك الله يا جابر الأحمد حكمت فعدلت تواضعت وحبك الناس كنت طيبا بشعبك رحيما بهم اللهم ارحم والدنا عبدك جابر الأحمد اللهم لم يقصر معي بعد وفاة أبي اللهم لم يعجل أخواني وخواتي بحاجة لأحد اللهم ارحم عبدك جابر الأحمد اللهم إن عبدك جابر الأحمد لم يترك يتيم يحتاج عطفاً ولا مطلقة ولا أرملة تحتاج مساعدة اللهم أرحمة برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم خفف علينا. قد تغيب الصور يوما ولكن يظل الدعاء رمز للوصال |
وقفات مع الوالد جابر الاحمد الصباح رحمه الله
صرف الرواتب وقت الاحتلال . . أبرز المواقف الإنسانية للراحل شهدت المدن السعودية والعربية قصة التلاحم الكبيرة التي تربط الشعب الكويتي بالشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت، حين أمر بصرف رواتب موظفي الدولة الشهرية رغم الاحتلال العراقي لبلاده. وتوافد المواطنون الكويتيون إلى مقار الحكومة الكويتية في مناطق الرياض، الدمام، جدة، الطائف، حائل ومحافظات مثل الخفجي لاستلام رواتبهم الشهرية بأمر من الشيخ جابر رئيس الحكومة المؤقتة لتسيير أمور المواطنين الحياتية في الظرف الأصعب الذي مرت به الكويت. وتقول هنادي الشطي، إنه من الصعب علينا ككويتيين فقدان والدنا في ظروف مفاجئة وسريعة، حيث وهب حياته للكويت وشعبها، ولا ينسى الكويتيون وقوف الشيخ جابر في محنتهم إبان الغزو العراقي، حينما أمر بصرف رواتب شهرية للكويتيين. ويعيش أبناء الكويت عيشة رفاهية كون الكويت هي الدولة الوحيدة التي يقل بها عدد الفقراء, وذلك عطفا على الرواتب العالية للمواطنين، بالإضافة إلى الضمان الاجتماعي الذي يعول الأسر المحتاجة خاصة أن الدولة تدعم البنوك والشركات والجمعيات وذلك بتقديم التسهيلات التي تعود منفعتها العامة على المواطن الذي هو أكبر هم الأسرة المالكة بالكويت خاصة المرحوم الشيخ جابر الذي جعل أكبر اهتماماته المواطن، حيث أمر برفع سلم الرواتب واهتم باليتامى والأرامل ودعم الجمعيات الخيرية وجمعيات مساعدة الشباب الكويتي على الزواج والنوادي الرياضية والجامعات والمستشفيات وغيرها, حيث كانت علاقة جابر بالموطن قوية مبنية على الحب والولاء, وليست علاقة حاكم ورث الحكم، بل كان قبل هذا إنسانا كويتيا يجسد تراث الأجداد بتواضعه، ويحمل في تواده وتراحمه أصالتهم، فهو مع أبناء شعبه نسيج واحد ولحمة لا تنفك عروتها الوثقى فهو يزورهم ويزورونه ويسعى إليهم في دواوينهم، وأماكن أعمالهم، حيث اعتاد رحمه الله على زيارة دواوين كبار السن في رمضان من كل عام يتبادل معهم الأحاديث الودية، كما كان رحمه الله يقوم بزيارات مستمرة للمقاهي الشعبية، واتحاد الصيادين ورعاية المؤسسات التعليمية والعلمية. ورعى الفقيد العديد من مؤسسات العمل الاجتماعي كجمعية المكفوفين ونادي المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، ومنذ التحرير وحتى وفاته رحمه الله لا تزال قضية الأسرى والمفقودين الكويتيين في أثناء الغزو العراقي هي هاجسه، كما أولى أبناء الشهداء رعايته واهتمامه حيث وفر لهم سبل العيش الكريم من خلال مساعدتهم وضمان مستقبلهم وذلك من خلال إنشائه رحمه الله مكتب الشهيد، كما أنه صاحب العديد من الأفكار الرائدة التي أثمرت صروحاً عملاقة مثل نظام التأمينات الاجتماعية وهيئة القصر، والاحتياطيات المضمونة للأجيال القادمة، والاستثمارات الخارجية، ومؤسسة التقدم العلمي، والمركز العلمي، ونظام الإسكان المتطور، وغير ذلك الكثير والكثير وكان دائما يقول للمواطنين " يجب عليكم أن تعينوني بسواعدكم.. بمشورتكم.. باقتراحاتكم.. فنحن أقوياء بتكاتفنا.. أقوياء بتعاضدنا". وتتمتع دولة الكويت عضو مؤسس في أوبك بواحد من أعلى مستويات المعيشة في العالم على الرغم من اعتمادها على تصدير النفط والدخل النفطي الذي لا يمكن التكهن به والخسائر الضخمة التي منيت بها بسبب الاحتلال العراقي بين عامي 1990 و1991م، وتملك الكويت عشر احتياطيات العالم من النفط الخام أو 100 مليار برميل. وللوقفات مع جابر رحمه الله بقيه |
هـــــذه مقاله صــــــدرت من وكـــــالة كونـــا الكويتـــــــية
الكويت - 15 - 1 (كونا) -- بنفس مؤمنة وصابرة وراضية بقضاء الله عز وجل وقدره غيب الموت حضرة صاحب السمو أمير دولة الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية عن عمر يناهز 78 عاما. وولد صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح سنة 1928 وهو الامير الثالث عشر في عائلة الصباح وثالث أمير لدولة الكويت منذ استقلالها عام 1961. والتحق سمو رحمه الله بالمدرستين المباركية والاحمدية وتلقى تعليما خاصا على أيدي أساتذة خصوصيين في الدين واللغة العربية واللغة الانجليزية. وأتاح له والده المرحوم الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت الاسبق أن يزور العديد من بلدان العالم فرأى عن كثب أحوال الشعوب الاخرى وحينما بلغ من العمر احدى وعشرين سنة تقريبا بدأ ممارسته العملية واتصاله المباشر بأمور الحكم والسياسة. وفي عام 1949 عين رئيسا للامن العام في الاحمدي التي جسدت انتقال الكويت من حياة الغوص والسفر الى عصر النفط وأصبحت احدى أكثر المناطق الصناعية أهمية في دول الخليج العربي. وبتقلد سموه هذه المسؤولية اكتسب الشيخ جابر خبرة ادارية عريضة وخلقت لديه اهتماما بشؤون النفط. - وفي عام 1959 تولى المغفور له باذن الله سمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رئاسة الدائرة المالية الى أن صدر المرسوم الاميري القاضي بتغيير مسماها الى وزارة المالية بتاريخ 17/1/1962 اذ أصبح أول وزير للمالية والاقتصاد في الكويت وفي أول حكومة شكلت عقب الاستقلال في عهد المجلس التأسيسي بتاريخ 17/1/1962. وعين سمو أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وزيرا للمالية والصناعة عام 1963 في عهد مجلس الامة الاول بتاريخ 28/1/1963 واستقال باستقالة الوزارة بتاريخ 30/11/1964. وعين سموه بتعيين الوزارة بتاريخ 3/1/1965 واصبح وزيرا لوزارتي المالية والصناعة والتجارة واستقال باستقالة الوزارة بتاريخ 27/11/1965. وتقلد سموه منصب رئيس لمجلس الوزراء بتاريخ 30/11/1965. وصدر بتاريخ 31/5/1966 مرسوم أميري بتعيين سموه وليا للعهد بعد مبايعته للولاية بالاجماع في مجلس الامة الاول. وعين وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء في عهد مجلس الامة الثاني بتاريخ 4/2/1967 كما عين وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء عام 1971 في عهد مجلس الامة الثالث بتاريخ 2/2/1971 وعين وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء عام 1975 في عهد مجلس الامة الرابع بتاريخ 9/2/1975. ونودي بسموه أميرا لدولة الكويت بتاريخ 31/12/1977 اثر وفاة المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح الذي كان الحاكم الثاني عشر للبلاد فأصبح سموه الامير الثالث عشر من اسرة آل الصباح الذي تولى مقاليد الحكم. وأصبح سمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت منذ عام 1977 سمي بحضرة صاحب السمو امير البلاد |
من اقوال الشيخ جابر الأحمد رحمه الله
الكويت هي البداية وهي النهاية إننا من الكويت نبدأ، وإلى الكويت ننتهي، وما عدا ذلك فليس من الكويت، وليست الكويت منه مارس 1994http://www.aljabriya.com/images/jaber11.jpg الكويت هي المنبت والحصن إن الكويت هي المنبت الذي تمتد في أغواره جذورنا والحصن الذي نأوي إليه و نعتصم به بعد الله سبحانه وتعالى. إن الكويت هي الكيان الذي بمسك علينا وجودنا المتلاحم في معالمه وقسماته أكتوبر 1994 http://www.aljabriya.com/images/jaber12.jpg حقيقتنا هي الكويت مارس 1992إن الدروس القريبة والبعيدة قد علمتنا أن حقيقتنا هي الكويت، وأن التفافنا حول هذه الحقيقة هو الذي هيأ لنا بفضل الله انتصارنا المبين http://www.aljabriya.com/images/jaber17.jpg الكويت حصننا وأملنا مارس 1992لقد كانت الكويت حصن الذين بقوا داخلها، لا يبالون بالأخطار المحدقة بهم، ولاء لهذه الأرض، وعشقا لترابها، وإيمانا بعدالة قضيتها، وكانت الكويت أمل الذين كانوا خارجها؛ فواصلوا سعيهم لجمع القوى حول حقها، ولولا هذان الجناحان لكان الحال غير الحال http://www.aljabriya.com/images/jaber14.jpg الكويت مصدر فخرنا مارس 1994إن الشعور بالذات والامتلاء بعز الانتماء وفخر الانتساب مصدره الأكبر والأوحد، هو الوطن، هو الكويت http://www.aljabriya.com/images/slideshow-2first3.jpg أسلحتنا المعنوية إن الكويت تحتاج منا إلى حراسة اشد؛ حراسة لا تقتصر على السلاح والجنود ومراقبة الحدود بل تمتد إلى كل نفس كويتية بالوعي واليقظة والحذر والترقب فبراير 1992 http://www.aljabriya.com/images/slid...r-efforts1.jpg دعاء من اجل الكويت ندعوا الله سبحانه وتعالى: أن يحفظ الكويت، ويحميها. ويباركها ويعليها، ويؤيدها ويبقيها أكتوبر 1992 http://www.aljabriya.com/images/slid...-historic1.jpg الكويت هي الأصل إن الكويت أصل، وأنظمتها فروع، فاحرصوا على الأصل تسلم لكم الفروع مارس 1985 http://www.aljabriya.com/images/slid...toric-pic1.jpg البقاء للكويت إخواني أهل الديرة، سلمت الكويت، وسلمتم من كل شر وعاشت الكويت، وعشتم حماة لها، وأبناء بررة لترابها ومثلها. ودامت، ودمتم متمسكين بمبادئها الخيرة مدافعين عن سيرتها الإنسانية الطيبة، وعقيدتها الإسلامية السمحاء يونيو 1985 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber2.jpg حب الكويت أعمال لا أقوال إن آية حب الكويت أن نحافظ على وحدتها، وأن نعمل على تقدمها يناير 1990 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber4.jpg مصلحة الكويت حيثما تكون مصلحة الكويت فهناك الطريق يونيو 1986 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber5.jpg فليحفظ الله الكويت في طوافي حول البيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة، وفي صلاتي داخل الكعبة، وفي ركوعي وسجودي، كانت الكويت دعوة يخفق بها قلبي وينطق بها لساني؛ دعوة الله أن يعصمنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، دعوة الله أن يحفظ على أبناء الكويت نعمة الوحدة فلا يمزقها الاختلاف، ونعمة الحب فلا تدمره الخصومات، ونعمة التقدم فلا تعوقه الأهواء يونيو 1986 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber7.jpg الكويت أمنا كلنا أبناء الكويت؛ هي الأم والأب، ونحن الدرع التي تحميها من أعدائها يوليو 1986 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber8.jpg الكويت هي الأرض والعرض الكويت هي الأم والأب، والأرض والعرض، إنها الماضي والحاضر والمستقبل إبريل 1988 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber9.jpg كرامة الكويت ومبادئها إن كرامة الكويت ليست سلعة في سوق السياسة، وإن مبادئ الكويت ليست أوراقا على موائد المفاوضات إبريل 1988 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-jaber15.jpg الولاء الحق للكويت إن صلابة جبهتنا الداخلية صمام الأمان، وسيادة المودة والتلاحم بين فصائل مجتمعنا مصدر القوة، والعمل الخالص من الأنانية والمصالح الذاتية رصيد الوطن للمستقبل، والمشورة الناصحة وتبادل الآراء البريئة من الأهواء طريق البناء، والإيمان الصادق والأخلاق القويمة صلاح الدنيا والآخرة، وغن هذه الخمس مجتمعة هي الولاء الحق للكويت فبراير 1992 http://www.aljabriya.com/images/slid...a-pic2-src.jpg الكويت مسؤولة من أبنائها إن بناء الكويت ورفعتها، والذود عنها وحمايتها، هو في المقام الأول مسؤولية شعبها وجهد أبنائها أكتوبر 1992 http://www.aljabriya.com/images/slid...r-pic1-src.jpg الكويت هي غايتنا ستظل الكويت هي الغاية، وستظل كلمتها هي الفصل؛ فمن عمل لها؛ ورعى حقها، وصان أمانتها، وقدمها على نفسه، كان في المكانة العليا عند الله مارس 1993 http://www.aljabriya.com/images/slideshow-0image5.jpg الكويت ملاذنا إن الكويت هي ملاذنا الذي منحنا الله إياه، وهي السكن الذي من به علينا هي الأصول والفروع، والأمن والقرار، والحماية والعز هي الماضي والحاضر والمستقبل فبراير 1997 http://www.aljabriya.com/images/slid...r-efforts1.jpg الكويت أولا إن حب الكويت يسبق حب النفس والمال والولد في قلب كل كويتي نبتت بذرته، وامتدت جذوره وفروعه في أرضها الطيبة يونيو 1984 المرجع: مأثورات من أقوال حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت |
اقتباس:
اميــــــــــــــــــــن صدقتي يااختي فدكتور فهد يستاهل كل الشكر والتقدير وهذا ان دل يدل على وحدتنا الخليجيه |
اقتباس:
ومنها للأعلـــــــــى باذن الله |
محمد الجار الله يروي لحظات علاج الشيخ جابر في الخارج
المقابله كانت بيوم 16 -يناير 2006 بجريده القبس بحط لكم المقابلة بدون تعليق لان أي واحد يقرا هالكلام راح ينربط لسانه وما راح يعرف يعلق! محمد الجار الله يروي لحظات العلاج في الخارج التفت الأمير إلي وقال: يا محمد هل تهتمون بأهل الكويت.. هالشكل؟ * أردنا تركيب أنبوب للتغذية.. فتساءل «هل هناك أنبوب لكل كويتي؟» «في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل تلقيت اتصالا من الديوان الأميري يفيد بمرض سمو أمير البلاد، وانطلقت مسرعا إلى قصر دسمان للوقوف على حالته الصحية». بهذه الكلمات بدأ وزير الصحة السابق د. محمد الجار الله يروي لـ «القبس» تفاصيل بداية المرض مع سمو الأمير في 21 سبتمبر 2001، ورحلة العلاج إلى المملكة المتحدة. ويضيف د. الجار الله «دخلت على سموه فجرا، ولم أتوقعه بهذا الهدوء، وتلك السكينة، كان سموه يشكو من تشنجات في قدمه اليمنى، وبعد أن اكتمل الطاقم الطبي، اقروا نقله إلى المستشفى الأميري، حيث عملت له الأشعة المقطعية، والتي تبين من خلالها إصابة سموه بنزيف في المخ، إلا أن حالته بشكل عام كانت مستقرة وساعد هدوؤه ورباطة جأشه على تحسن حالته». واعتبر د. الجار الله سمو الأمير رحمه الله مثالا للشخص الهادئ والحكيم والطيب، مشيرا إلى انه صاحب شخصية فذة، وكان يحسب ألف حساب لكل كلمة تخرج منه. هدوء وحكمة وأضاف «لم أر شخصية بمثل هدوء وحكمة الأمير لا في الكويت ولا خارجها، وهنا كان رأي الأسرة نقل سموه إلى لندن للعلاج، حيث الأجواء أكثر هدوءا منها في الكويت، خصوصا أن حالته كانت مستقرة وتسمح له بالسفر». وإثناء الرحلة بالطائرة إلى لندن يقول الجار الله: أن الخوف كان يتملك الجميع بأن يعود النزيف إلى سمو الأمير، حيث حرص الجميع بالابتعاد عنه ليرتاح طوال الرحلة، ولم يتخلل الرحلة أي أحاديث مع سموه ألا انه طلب أشياء ضرورية يحتاجها. وفي أول يوم للأمير في المملكة المتحدة يقول د. الجار الله: أن الأمير توجه فورا إلى مستشفى كرومويل ووضع في جناح العناية الفائقة فقط للاطمئنان على صحته مما نتج عنه ضجة كبيرة بان حالته خطرة حيث وضع في جناح العناية الفائقة. وكان مستشفى كرومويل وقتها مركزا لمندوبي وكالات الإنباء والقنوات الفضائية، وأقنعتهم بان صحة الأمير بخير وان وجوده في العناية الفائقة ليس لأن حاجته تدعو إلى ذلك انم لتقييم حالته، ووضعته تحت الملاحظة الدقيقة أول يوم، وأكدنا لهم أن حالة سموه مستقرة وانه يتجاوب مع العلاج، وبعد أن قضى 24 ساعة في العناية الفائقة تم تحويله إلى الجناح. دوخة بسيطة «وأوضح أن حالة سموه في الأيام الثلاثة الأولى كانت جيدة.. ألا انه كان يشعر بدوخة بسيطة لا تصل إلى الإغماء». ويضيف د. الجار الله أن الأمير كان حريصا على تفقد أحوال المرافقين معه بقدر ما هو حريص على صحته، وبدل أن نطمئنه عن حالته الصحية كان يبادرنا بالإجابة أن صحته بخير وإلا نقلق عليه، وكان كثير السؤال عن أهل الكويت وأحوالهم. أنبوب للتغذية وذكر الجار الله أن الفريق الطبي إثناء فترة العلاج طلب إدخال أنبوب من الأنف إلى المعدة للتغذية خاصة أن سموه قليل الأكل، وبدوري قلت للأمير إننا بحاجة إلى وضع هذا الأنبوب لتتحسن صحتك، ورد طلبي له بسؤال.. هل أعطيتم كل فرد من الشعب الكويتي أنبوبا للتغذية 00 فهو يطلب أن يعامل مثل أي مواطن كويتي. انكسار السرير وفي احد المواقف التي تدل على إنسانيته إثناء فترة العلاج، يقول د. الجار الله انه عند نقل الأمير في سرير متحرك من جناحه الخاص في المستشفى إلى جناح الأشعة، وقعت قطعة كبيرة من السرير، واختل توازنه وكاد سموه أن يسقط لدرجة أن قدمه لامست الأرض، وهو لا إراديا يسأل عن إفراد الطاقم الطبي عما إذا أصيب أحد منهم، وفي اللحظة التي أصبنا فيها بالهلع على سموه نجده يفكر فينا وفي سلامتنا لدرجة أن رئيسة فريق التمريض تسألني: «هل سموه زعل؟ وقلت لها انه لم يزعل، بل يسأل عن سلامتكم» فاستغربت من الموقف وقالت انه رجل عظيم.. حتى انه يفكر فينا، وهو في هذه الحال. شخص فذ ويقول د. الجار الله «خلال مرافقتي لسموه في الأشهر الثلاثة من رحلة العلاج وجدته شخصا فذا وذا شخصية مميزة لدرجة أن الكلام الذي ينطق به محسوب بدقة، وعندما يسأل عن شيء فهو يوجه السؤال بدقة وبأقل الكلمات لدرجة انك لا تستطيع استثناء أي كلمة مما يقول». وعن طريقة حديثه يقول: أن الأمير يتكلم بطريقة غريبة وجميلة ومميزة، مشيرا إلى انه يمزج اللغة العربية باللهجة الكويتية. إنسانية ويقول الجار الله «انه خلال هذه الرحلة تعلمت من سموه الإنسانية والحكمة والدقة في الكلام، كما تعلمنا منه التواضع، حيث كان سموه متواضعا جدا، في لبسه واكله وشربه وسكنه. وأضاف «لم يكن يأكل سموه خلال الرحلة ألا ما يوصي عليه الطاقم الطبي، وبشكل معقول، ولم يكن همه منصرفا ألا للكويت». وتابع «انه من المستحيل أن تخرج من سموه كلمة تضايق من أمامه لدرجة، انه في إحدى الممرات تضايق كثيرا من العلاج الطبيعي، ولم يقل للاختصاصية إلا «استكفينا من التمارين اليوم، وأشكركم على تعبكم معي»، مع أن الاختصاصية كانت تضغط عليه أحيانا». قلبه على الكويت إثناء الرحلة يقول د. الجار الله أن قلب سمو الأمير كان على الكويت طوال فترة العلاج، فلم يكن يسأل ألا عن أهل الكويت وأحوالهم وأخبار البلد، والتأكيد باستمرار على مراعاة حاجاتهم ومتطلباتهم، كما كان حريصا على أن يعلم أهل الكويت أن صحته جيدة وانه يتعافى باستمرار. يعاملنا كأبنائه أوضح د. الجار الله أن سمو الأمير كان يعامل الجميع إثناء الرحلة كأبنائه وكان في منتهى الذوق والخلق العالي، وكان يشملنا جميعاً برعايته وعطفه وأبوته. ويقول د. الجار الله انه خلال الرحلة اضطررت إلى العودة للكويت لمدة 3 أيام ثم عدت إلى لندن، وبمجرد أن غبت عنه خلال هذه الأيام سألني عندما رآني «وينك؟»، فقلت له أنني توجهت للكويت ثم عدت ولم يرد ألا بكلمة واحدة «خير». جولة جوية ذكر د. الجار الله انه إثناء العودة إلى الكويت كان سموه متأثرا جداً وفرحاً جداً في الوقت نفسه بعودته إلى الوطن لدرجة إننا أخذناه في جولة جوية في سماء الكويت ليراها. الله يرحمك يا جابر,, |
سمو امير البلاد شدد في اخر كلماته على ضرورة تماسك الاسرة الكويتية وتلاحمها
الكويت - 15 - 1 (كونا) -- "ان الوطن القوي هو الوطن الموحد وهو الذي بوحدته يحقق الانجازات ان لم يحقق المعجزات... والكويت بوحدتها وتلاحمها وتماسكها ستحقق باذن الله تعالى كل ما تطمح اليه من تقدم وازدهار".
هذه الكلمات كانت جزءا من آخر كلمة وجهها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الذي انتقل الى جوار ربه فجر اليوم الى المواطنين الكويتيين في 25 اكتوبر الماضي بمناسبة العشر الاواخر من رمضان الكريم. وشدد سموه رحمه الله في هذه الكلمة على ضرورة تماسك وتوحد وتلاحم الاسرة الكويتية الواحدة فى سبيل الحفاظ على الوطن قويا وموحدا ومنيعا وتكاتف ابنائه ووقوفهم صفا واحدا امام جميع التحديات والصعاب. وشدد سموه ان "تماسك الاسرة الكويتية بل تلاحمها هو طوق النجاة وبهذا التلاحم وهذا التماسك يستمر وجودنا ويزدهر حاضرنا ومستقبلنا". وقال سموه ان الوطن القوي هو الوطن الموحد وهو الذى بوحدته يحقق الانجازات ان لم يحقق المعجزات والكويت بوحدتها وتلاحمها وتماسكها ستحقق باذن الله تعالى كل ما تطمح اليه من تقدم وازدهار. ودعا سموه الى تكاتف ابناء الوطن صفا واحدا والوقوف امام كل من يحاول خرق الوحدة او تفكيكها قائلا "ان عالمنا اليوم عالم تضربه امواج عاتية من الافكار المتقاطعة وبلدكم الكويت سفينة موحدة ومسالمة ولن يقبل اى كويتي مخلص ان يخرق سفينتنا احد تحت اي زعم فسلامة السفينة هنا مسالة حياة". وخاطب سموه الشباب قائلا "اذا كنتم تحبون الحياة فعلا فاحترموا الوقت فان الوقت هو المادة التى تصنع منها الحياة واحترموا العمل الشريف مهما كان صغيرا فان الابرة التى تعمل بيد الخياط هى بلا شك اشرف من السيف الذى لايجد عملا فى يد البطل". واكد سموه ان الكويت آمنت بأن الانسان الكويتي هو هدف التنمية وهو التنمية وهو وسيلتها فى الوقت نفسه وطالب سموه بالأخذ بزمام العلم والاخلاق ليعود للأمة شكلها الاول. ودعا سموه الى الاستفادة من معاني الشهر الكريم وروحه وان يتعلم الجميع منه "معنى المراقبة الذاتية والاخلاص فى العمل" والتأسي بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم "لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر". وشدد سموه على ضرورة التمسك بتراث الامة وتقاليدها موضحا سموه "ان لكم فى تراث امتكم وتقاليد بلدكم مايضمن باذن الله سلامة الطريق وبلوغ الامل" مضيفا "هذا الامل يتاكد كل يوم فى خاطري حين تضيء خطواتكم الى بيوت الله بالخشوع والهيبة ثم حين تضيء خطواتكم الى بيوت اخوانكم بالمودة والرحمة". واكد سموه اهمية العلم والاخلاق في حياة الامم لانه "لن يعود الى الامة شكلها الاول الا اذا اخذت بزمام العلم ولن يعود الى الامة جوهرها الاول الا اذا اخذت بالاخلاق التي تكفل بها الاسلام وبالقيم التي احترمها المجتمع". وقال سموه ان "هذا المنهج هو القادر على ايجاد نقطة التوازن في خضم هذه الحياة التي اصبحت صعبة فعلا سريعة جدا ذلك ان هذا النهج الوسط يحفظ الانسان من طغيان العلم المادي ويحفظه في الوقت نفسه من الاعتزاز بجبروت التكنولوجيا المعاصرة". |
رؤى يالشيخ جابر رحمه الله
تقول احــــــــداهن
انها رأت الشيخ جابر رحمه الله يتمشى وتمشي فوقه قبة خضراء اللون والأخرى تقول رأت في المنام دخلت بيتنا القديم ولقيت الناس متجمعين ومتزاحمين حول باب الغرفة والدريشة ينظرون الى داخل هذه الغرفه وانا دخلت من بينهم ووجدت عروس جميلة جدا جالسه على السرير وبجانب العروس الشيخ جابر رحمه الله ( على هيئته في شبابه ) وقالت بصدمه الشيخ جابر تزوج وهــــذه رؤية لابنة الشيخ جابر ( اسمها شيخه) رأته يناديها ويقول تعالي شوفي هذا الزرع احلى من الزرع الي كنا نزرعه ولي عودة اخرى باذن الله |
وهــــذه رؤية لابنة الشيخ جابر ( اسمها شيخه) :
رأته يناديها ويقول تعالي شوفي هذا الزرع أحلى من الزرع الي كنا نزرعه!!! يسرني الترحيب بابنة الشيخ جابر الخير في أول رؤيا سيتم تعبيرها في كتابنا هذا، وأود أن ألفت النظر إلى أن سيرة الشيخ جابر يرحمه الله العاطرة، قد سمع بها القاصي والداني، وصارت سيرته يحكى بها في كل بلد وعند كل شعب. وأما تعبير رؤية ابنته هذه، فأقول عنها: خيرا رأت وشرا كفيت، وتعبير رؤيتها هو: الرؤيا فيها رموز، ومن أهم رموزها: الزرع. والدنيا مزرعة الآخرة، ولذلك فالله يقول سبحانه عن المنفقين: مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صرّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم كانوا يظلمون] آل عمران117 ويقو الله تعالى: [ ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب] الشورى20 وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن العاص:[ الدنيا حُلوة خَضِرة، فمن اتقى الله فيها وأصلح، وإلا فهو كالذي يأكل ولا يشبع...] الحديث رواه الترمذي وابن ماجة في ابواب الزهد، والحاكم في مستدركه، و غيرهم . فتعبير الرؤيا والله أعلم أن الله يضاعف عمل المؤمنين؛ الحسنة بعشر أمثالها، وأن المسلم أو المؤمن يأتي إلى رب رحيم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها، وأن الله يجزي عباده على ما يعملونه وما ينفقونه من أموالهم، ويظهر لي بأن الشيخ جابر يرحمه الله كان ممن ينفق ويتصدق من ماله، وأنه وجد ثمرة زرعه إن شاء الله . والله أعلم . |
الرؤيا الثانية
تقول إحــــــــداهن: أنها رأت الشيخ جابر رحمه الله، يتمشى، وتمشي فوقه قبة خضراء اللون...........................اهـ خيرا رأت وشرا كفيت، وتعبير رؤيتها: هي بشارة أخرى للشيخ جابر يرحمه الله، وتعبيرها أنه يرحمه الله ستكون له صدقاته ضلا من الحر، والربط بين التعبير والسنة قوله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور ، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته . وقال صلى الله عليه وسلم "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس" وأرجو إن شاء الله أيضا أن معنى القبة الخضراء اللون: الإسلام ، وتأمل حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرؤية هذه، يقول النبي صلى الله عليه وىله وسلم عن الشهداء ( إنهم على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء)، وتأمل الرؤيا لتعلم علاقة ما قلته وعبرته بما ورد لي من رؤية، وأهم ما أقصده القبة الخضراء، والله أسأل أن يكون الشيخ جابر يرحمه الله، ممن أظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... رحم الله الشيخ جابر وأوسع له في قبره. |
الرؤيا الثالثة:
رأت امرأة في المنام رؤيا فقالت: دخلت بيتنا القديم ولقيت الناس متجمعين ومتزاحمين حول باب الغرفة والدريشة ينظرون الى داخل هذه الغرفة، وأنا دخلت من بينهم، ووجدت عروسا جميلة جدا، جالسة على السرير، وبجانب العروس الشيخ جابر رحمه الله ( على هيئته في شبابه ) وقالت بصدمة: الشيخ جابر تزوج . خيرا رأت وشرا كفيت، والرؤيا إن شاء الله تدل على حسن حالة الشيخ جابر، وأنه ممن عمل العمل الصالح الذي سيحاسب عليه إن شاء الله خيرا، والرابط بين الرؤيا والتعبير قوله صلى الله عليه وسلم: [ الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ]، فهذه المرأة الجميلة، والله أعلم هي الدنيا وما عمل فيها، ويعضد هذا الفهم مني قوله صلى الله عليه وآله وسلم: .[..ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها.... ] الخ الحديث، فقرن بين الدنيا والمرأة، ولذا ففهمت من جلوس هذه المرأة الجميلة عنده، أن هذه دنياه وما عمل فيها من عمل صالح إن شاء الله، ولا يمنع أنها أيضا زوجة له في الحياة الأخرى، والله أعلم. |
السلام عليكم
مشاء الله تفسير ممتاز ودقيق جـــــزاك الله خير |
نبذة تاريخية للمغفور له بأذن الله تعالي الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح أثناء توليه منصب محافظ الأحمدي إن الحديث عن قادة المجتمع ، وبالأخص أولئك الذين تركوا بصماتهم الرائعة فى ضمائر شعوبهم وحققوا إنجازات بشرية عظيمة تفتخر بها الأجيال المتعاقبة لا تتسع له الصفحات ، وتضيق به عادة مثل هذه الملخصات ، هؤلاء القادة والزعماء يسجل لهم التاريخ بكل تقدير واعتزاز الفترة التي قادوا وأداروا فيها مجتمعاتهم وأمتهم في طريق التقدم والرخاء والرقي. والمغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح-طيب الله ثراه- أمير دولة الكويت الراحل هو أحد أولئك القادة الذين تفانوا في عطائهم ، وفي خدمة وطنهم وشعبهم ، فأحبه الجميع وتمسكوا به قائدا وزعيما للدولة ، وراعيا للمجتمع في أصعب الأوقات ، وأحلك المراحل التي مرت بها الكويت في تاريخها المعاصر.[font=Arial (Arabic)][color=#000000] وهنا نسجل للمغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح-طيب الله ثراه- حاكما لمناطق النفط ، ورئيسا لدائرة المالية ، فوزيرا للمالية والاقتصاد ، ورئيسا لمجلس الوزراء ، ووليا للعهد ، فحاكما لدولة صغيرة في مساحتها وتعدادها السكاني ، كبيرة وعظيمة في أمانيها وتطلعاتها المستقبلية ، ونحن إذ نسجل لحقبة زمنية حققت فيها الكويت مقومات المجتمع المدني الديمقراطي ، والحياة العصرية بكل معطياتها وأسبابها الحضارية ، فإننا نتناول عهدا زاخرا وغنيا بالعطاء ، يقوم عليه المغفور له الشيخ جابرالأحمد الصباح ... عهد نوجز فيه فكر سموه ، وتعليمه ، وثقافته ، ودبلوماسيته ، وممارساته العملية في المجالات الإنسانية ، والوظيفية ، والقيادية ، وتطلعاته المستقبلية. المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح تعليمه ... قيادته ... فكره ... جهوده ... دبلوماسيته تعليمه ... هو النجل الثالث للمغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم دولة الكويت الأسبق طيب الله ثراه ، والحاكم الثالث عشر من أسرة آل الصباح ، وثالث أمير لدولة الكويت منذ عهد الاستقلال. فقد ولد المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح-طيب الله ثراه- في الكويت عام 1928م ، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية والأحمدية والشرقية ، وكان سموه مثالا للطالب المجد ، الحريص في تصرفاته ، والخلوق مع زملائه من الطلبة ... وإلى جانب تواضعه في علاقاته مع أقرانه من التلاميذ كانت تربطه علاقة احترام وود بأساتذته. ونظرا لأن التعليم في الكويت آنذاك لم تكن قد اكتملت مراحله المتقدمة ، فقد أتاح له والده الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح الفرصة لان يتتلمذ على يد عدد من الأساتذة المتخصصين في مجالات مختلفة ومتعددة من المعرفة ، وقد ساعده ذلك كثيرا في حياته العملية فكان دائما على مستوى الحدث ، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ، كما أتاح له الفرصة لزيارة العديد من بلدان العالم التي بدأت تخطو خطوات واسعة وسريعة في نهضتها ، حيث رأى سموه عن كثب أحوال تلك المجتمعات وحياة شعوبها الحضارية ، وما وصلت إليه من تقدم وتطور شامل في شتى مجالات الحياة وميادينها ، والأخذ بأسباب التكنولوجيا الجديدة والتقنية الحديثة. قيادته ... كان المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح-طيب الله ثراه- قياديا حكيما في إدارة شؤون البلاد ، وقد استمد تلك الحكمة من المخزون النضالي العظيم الذي خلفه الآباء والأجداد الذين ركبوا الصعاب واعتركوا المخاطر بشتى ألوانها ، ليحموا الكويت ، ويحافظوا على استقلالها ، ويكرسوا سيادتها ، وهي نعمة تتفيأ ظلها الأسرة الكويتية الواحدة. فكره ... إن فكر المغفور له هو في الحقيقة محصلة نهائية لتجربة غنية وثرية ، ممزوجة بالرؤية الواقعية لما حولنا اليوم من سباق في شتى المجالات لاحتلال أحد المقاعد الأمامية في قطار العصر السريع نحو حضارة القرن الحادي والعشرين ، كما هو نتيجة لما استقصاه سموه وجمعه في أوقات وفترات زمنية متفاوتة ، ومواقع ظروف مختلفة ومتباينة ، بالإضافة إلى التاريخ الطويل من الممارسات العملية في العديد من المجالات المهنية والوظيفية والدبلوماسية ، والقيادية المختلفة ، فقد اكتسب سموه من خلالها رؤية واضحة لعالم اليوم ، وما يمكن أن يكون عليه عالم الغد. جهوده ... لقد انصبت - جهود المغفور له في تحقيق السلام ، والأمن والأمان ، وكفالة حقوق الإنسان ، وتدعيم الديمقراطية ، وحرية التعبير ، والتطور المستمر نحو مزيد من التحديث والرقي ، والدعوة إلى التنمية ، والأخذ بأسباب التقنية الحديثة. دبلوماسيته ... تتضح ثمرة دبلوماسية سموه ، في إقامته لعلاقات الود والتفاهم والمصالح المتبادلة مع أغلب شعوب العالم ، تلك التي تجسدت بوضوح في الوقفة الرائعة لتلك الدول خلال فترة العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت ، كما اتضحت دبلوماسيته في تلاحم سموه مع قضايا المجتمع الدولي ، وبالأخص المتمثلة في تلك المجموعة من المنظومة الفكرية ، التي ألقاها في المحافل والقمم الدولية ، التي يحرص المغفور له دوما على أن يكون حضوره متميزا فيها. ممارساته العملية والسياسية : [font=Arial (Arabic)][color=#610809] |
ممارساته العملية والسياسية : مرحلة ما قبل ولاية العهد : 1- تولى المغفور له رئاسة الأمن العام في مدينة الأحمدي : بدأ المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- حياته العملية في يناير عام 1949 م رئيسا للأمن العام في مدينة الأحمدي ، هذه المـديـنــة التـي جـســدت وشهدت انتقال المجتمع الكويتي من مرحلة صعبة عانى فيها الشعب الكويتي شظف العيش وقساوة الحياة ، إلى مرحلة تميزت بالرفاه الاجتماعي ، والتعامل مع أسباب الحضارة الحديثة. وقد زودت هذه المرحلة المغفور له بخبرات إدارية واسعة ، ومعرفة ودراية بأمور فنية تختص بشؤون النفط واقتصادياته على وجه الخصوص ، مما جعل ذلك دوما محور اهتمام المغفور له ، وذلك لثقة سموه بأن هذه المادة الاستراتيجية هي عصب الحياة في الكويت حاضرا ومستقبلا. 2- تولى المغفور له رئاسة دائرة المالية : في عام 1959م تولى المغفور له منصب رئيس دائرة المالية ، الذي جاء منسجما مع اهتمام المغفور له بشؤون النفط ، ومتساوقا مع تفكيره ، وتجاربه وخبراته التي اكتسبها حين كان رئيسا للأمن العام في مناطق النفط الأمر الذي جعل المغفور له ذا شأن ومكانة رفيعة في اقتصاديات النفط ومطالب المجتمع وحقوق الوطن لدى شركاته العاملة ، وبخاصة في الكويت. 3- تولى المغفور له أول منصب وزاري : تم تعيين المغفور له في أول وزارة شكلت بعد الاستقلال ، وبالتحديد في 17/1/1962م عندما اختير المغفور له أول وزير للمالية والاقتصاد ، حيث استمر المغفور له على رأس هذا الجهاز خلال الفترة مـا بـيـن عام 1959-1965م ، وهنا يجدر بالذكر أن المغفور له قــد تولى بالإضافــة إلــى عمــله وزيـرا للجهاز المالي للدولة ، مهام نائب رئيس مجلس الوزراء ، كما ناب عن كل من سمو الأمير آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح السالم الصباح في أثناء غيابهما في الخارج. وفي الفترة التي تولى فيها المغفور له الشيخ جابر الأحمد حقيبة الجهاز المالي حقق سموه جملة من الإنجازات الكبيرة والمهمة نورد أهمها فيما يلي : 1- إنشاء (بنك الائتمان) لتيسير الائتمان العقاري والزراعي والصناعي ، وذلك من أجل زيادة دخل كل من الدولة والمواطنين ، من حصيلة قيام الأفراد بإنشاء صناعات ، ومشروعات زراعية وعقارية ، وتأسيس الشركات المختلفة والمساهمة في رأسمالها. http://www.kuwait.kw/diwan/main/amir-historic-pic2.jpg أول عملة كويتية 2 - إصدار نقد كويتي لاستخدامه في التداول ، بدلا من النقد الهندي بغية عدم الارتباط بعملة دولة أخرى ، مما قد يؤثر سلبا في كيان الدولة. 3- إنشاء مؤسسة مهمة هي (مجلس النقد الكويتي) الذي أشرف على إصدار أوراق النقد والمسكوكات في الكويت. 4- إعداد النظام الخاص بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ، والذي باركه سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح ، برأسمال قدره 50,000,000 دينار كويتي ، ليكون دعامة من دعائم التنمية الاقتصادية في الدول العربية الشقيقة. |
مرحلة ولاية العهد للمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح في تاريخ 30/11/1965م ، صدر مرسوم أميري يقضي بتعيين سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رئيسا لمجلس الوزراء ، وتكليف سموه بتشكيل الحكومة ، وقد استمر سموه في منصبه هذا حتى بويع بالإجماع في مجلس الأمة وليا للعهد ، بالإضافة إلى عمله رئيسا لمجلس الوزراء ، وصدور مرسوم أميري بذلك في 31/5/1966م. أولاً : اهتمامات المغفور له وأهم إنجازاته أثناء فترة ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء : كان المغفور له باذن الله تعالى متابعا جيدا للأزمات الاقتصادية العالمية ، وذلك لتجنب تداعياتها السلبية التي قد تنعكس على الواقع الكويتي ، وكان موضوع التضخم المالي والنقدي في العالم من أهم الأمور التي تقلق سموه ، فرأى أنه لابد من وجود أداة مركزية تتولى الأمور النقدية في البلاد ، http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....toric-pic3.jpg بنك الكويت المركزي وتشرف عليها ، وتحميها من المخاطر ، نتيجة لتعقد الظروف الاقتصادية الدولية ، وما يواجه العالم من أزمات اقتصادية طاحنة ، وقد أسفرت أفكار سموه في هذا المجال عن آلية جديدة ، تقوم بأداء هذا الدور ، وكان ذلك بإنشاء البنك المركزي. كما أولى رحمه الله أمور الصناعة والتصنيع في البلاد أهمية كبيرة ، فقد أشار في كلمته بمناسبة حفل افتتاح بنك الكويت الصناعي إلى ما يؤكد ذلك ، ضمن أمور أخرى: " .... إن الحكومة في دعمها لقطاع الصناعة ، تهدف إلى إقامة اقتصاد وطني على أسس راسخة ، بتنويع مصادر الدخل ، وبإقامة صناعات توفر المزيد من الفرص لطاقة العمل الكويتية المتنامية ، وإيجاد فرص استثمار بديلة للفوائض العامة ، والمدخرات الخاصة .... ". http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....toric-pic4.jpg مشروع المخطط الهيكلي للدولة من أهم إنجازات حضرة صاحب السمو أمير البلاد وكذلك اهتم-رحمه الله- بالعلم اهتماما بالغا ، وذلك لإيمانه المطلق وقناعته الراسخة بأن العلم هو أساس جميع الأفكار الحديثة والمتطورة ، وأساس صياغة الدولة في مختلف القطاعات ، وقد عبّر سموه عن هذا الاهتمام عدة مرات وفي أكثر من مناسبة نورد مثالاً منها ما جاء في كلمة سموه التي ألقاها في إحدى جلسات مجلس الأمة حيث قال :"... ستهتم الحكومة بتنمية المرافق العامة ، ومنهاجها ذلك التخطيط للتنمية ، والاعتماد على العلم ، بنظرياته الحديثة وأفكاره المتطورة والاهتمام بالأبحاث والدراسات ......". وكذلك انصب اهتمامه رحمه الله بشكل كبير على مشروع المخطط الهيكلي للدولة ، حيث عهد بتلك المهمة إلى عدد كبير من المتخصصين والمستشارين المعماريين من أبناء البلد ومن خبراء العالم ، لوضع تصوراتهم من أجل التوسع المعماري في الكويت هذا المشروع الضخم الذي نلمس نتائجه على أرض الواقع الآن هو ثمار جهد وفكر سمو الشيخ جابر الاحمد ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك ، والذي كان حريصا كل الحرص على أن يترأس بنفسه اجتماعات خبراء المخطط الهيكلي ليزودهم بتوجهاته وإرشاداته ، ويتابع أفكارهم وتصوراتهم لكويت المستقبل. بالإضافة إلى ذلك اهتم رحمه الله بخطة تطوير الجهاز الوظيفي ، ورفع كفاءته ، ليكون له مردود طيب في مجال العطاء الوظيفي ، وكانت تلك الخطة إحدى أهم المشروعات الكبيرة التي تشهد نتائجها اليوم أيضا هياكل التنظيم الإداري ، وفي هذا الصدد لم ينس سموه قضية الرواتب والأجور وتطوير مستوياتها ، فصدرت قرارات من مجلس الوزراء في هذا الاتجاه في القطاعين العام والمشترك ، وقدأنصف تنفيذ المشروع العاملين في الدولة وحسن رواتبهم وأجورهم. وعلى المستوى الشعبى رعى رحمه الله بنفسه مشروع القسائم السكنية للمواطنين ، وطلب من البلدية أن تنتهي من إعداد تلك القسائم ، حتى يتسنى توزيعها على المواطنين في نهاية عام 1975م تحقيقا لمبدأ امتلاك المواطن سكنا خاصا يقيه وأسرته من الحر والبرد ويحفظ عليه خصوصيته وكرامته. من جهة أخرى ، وبجهود سموه وعطائه المتصل ، خطت الكويت خطوة نفطية هائلة ذات تأثير عظيم في المنطقة ، وكان وجود سموه على رأس المجلس الأعلى للبترول عاملا قويا في إحداث هذا التأثير ، فقد قررت الكويت استعادة ثروتها النفطية وإحكام السيطرة عليها بالكامل ، وذلك عن طريق إلغاء الامتياز النفطي الذي أعطى للشركات الأجنبية ، وكان لها ذلك عام 1963م ، حيث كان مقدرا أن يبقى هذا الامتياز حتى عام 2025م ، وهكذا تحقق للكويت ما أرادته ، وما سعى له سموه بجهد متصل ، حتى صدرت المراسيم الأميرية التي حققت ذلك الإنجاز الوطني العظيم. ثانياً : سياسة الحكومة كما تبينها خطابات المغفور له أثناء ولايته للعهد 1- كلمته رحمه الله أمام مجلس الأمة بعد مبايعته وليا للعهد : في 31/5/1966م ألقى المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ، كلمة جامعة أمام مجلس الأمة إثر مبايعة سموه بالإجماع وليا للعهد ، وقد تضمنت الكلمة بيان الحكومة وبرنامجها في مواجهة الأوضاع الاقتـصـاديــة والاجـتـمـــاعية والسـيـــاســية والتنظيمية في البلاد ، وكذلك العلاقة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وما ينبغي أن تكون عليه تلك العلاقة من تضامن وتعاون من أجل الصالح العام للدولة ، والمواطن ، والمجتمع. 2- خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثالث : ألقى رحمه الله خطاب الحكومة أمام مجلس الأمة في 10/2/1971م ، مستعرضا الشؤون المحلية والقضايا العربية والدولية ، مشيرا إلى أن الحكومة بصدد إعلان خطة جديدة تواكب متطلبات البلاد الاقتصادية والاجتماعية لخمس السنوات القادمة ، موضحا ما تم إنجازه وتحقيقه في الأوضاع الاقتصادية والتجارية في البلاد ، خاصة بعد الركود النسبي الذي ساد خلال عام 69/1970م ، كما استعرض سموه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل حماية المستثمرين المحليين والمشروعات التي تم إنجازها وما يتوقع إنجازه في المراحل المقبلة. 3- خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد في دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث : ألقى رحمه الله خطاب الحكومة أمام مجلــس الأمــة بصـفـتـه وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء في 24/10/1972م ، ركز فيه على الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وموقف الكويت الواضح والرافض لذلك العدوان ، كما أشار سموه إلى العديد من القضايا المحلية والتي كان أهمها مسألة كفالة الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد ، ونوه سموه بأن الحكومة قد أعدت مشروع قانون للمحافظة على الثروة البترولية ، وضبط استغلالها وفق افضل الطرق الفنية ، بما يحقق المصلحة الاقتصادية للبلاد. 4- خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد في دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الثالث : ألقى رحمه الله خطاب الحكومة في 31/10/1973م ، أشار في بدايته إلى الدور الطليعي للكويت في المعركة القومية للامة العربية ، إيمانا منها بالمصير المشترك ، والاستجابة التلقائية لردع العدوان وتحقيق العدل والسلام ، مبينا أن الحق لا بد له من قوة تحميه وتدافع عنه ، ومن هنا جاء اهتمام الحكومة بالقوات المسلحة الكويتية من أجل الحفاظ على تراب الوطن وأرضه ، في الوقت الذي بذلت فيه الحكومة المزيد من الجهد لكفالة الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد ، والحد من الخروج على القانون. من جانب آخر أشار رحمه الله إلى مدى اهتمام الحكومة بشؤون البيئة ، الأمر الذي حدا بها إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر إقليمي حول البيئة لمعالجة موضوع تلوث مياه الخليج العربي. كما أكد رحمه الله أهمية العلم في حياة الشعوب باعتباره أهم وأقوى ركائز التخطيط العصري ، بالإعلان عن تأييد الحكومة بحماس إنشاء معهد الكويت للأبحاث العلمية ليكون في خدمة أهداف التنمية في البلاد. 5- خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد في دور الانعقاد التكميلي الخامس للفصل التشريعي الثالث : في 31/10/1974م تحدث رحمه الله في خطابه أمام مجلس الأمة عن الجهود التي تبذلها الكويت من أجل وحدة الصف العربي ، وتوثيق عرى الأخوة والتضامن مع الدول الإسلامية ، كما أوضح سموه أن سياسة الكويت على المستوى الدولي تهدف أساسا إلى التعاون من أجل بناء عالم أفضل للبشرية جمعاء ، وذلك عن طريق الحوار المستنير المثمر ، في إطار من الاحترام والفهم المتبادل للمصالح الحقيقية لكافة شعوب العالم. من جانب آخر ركز رحمه الله على الشأن الكويتي الداخلي ، وبخاصة فيما يتعلق بتطورات الأسواق المالية في ظل الاضطرابات النقدية المتلاحقة. كما ألقى رحمه الله الضوء على ما حققته المؤسسات الحكومية من إنجازات متنوعة في مجال عملها سواء كانت صحية أو تعليمية أو خدمية. 6- خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد في دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع : كان رحمه الله وقفة جديدة أمام مجلس الأمة في 11/2/1975م ، حيث أكد سموه في خطابه هذا على تبني الحكومة خطا وطنيا قوميا ، حرصت من خلاله على النهوض بمسئولياتها الكاملة ، من أجل النهوض بالمجتمع وسعادة الإنسان الكويتي. كما استعرض رحمه الله سموه في هذا الخطاب ، القضايا الاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا النفط التي باتت إحدى نقاط الصراع الدولي ، منوها بأن الأمر يدعو إلى إرساء قواعد علاقات جديدة بين الدول المنتجة وشركات البترول الأجنبية ، وهذا ما باشرته الكويت بالفعل ، بهدف استثمار ثروتها البترولية بأيدي أبنائها ، وذلك في إطار استكمال السيادة الفعلية على مقدرات الثروة الوطنية للبلاد. |
جهود المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- وإنجازاته منذ توليه مقاليد الحكم في 31/12/1977م http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....toric-pic5.jpg الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله يدلي بالقسم أميرا للكويت بويع الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت في 31/12/1977م ، في أثر وفاة المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح ، ليصبح الأمير الثالث عشر في أسرة آل الصباح ، وثالث أمير لدولة الكويت منذ استقلالها. فالمبايعة نهج متعارف عليه لدى أبناء الشعب الكويتي حكاما ومحكومين ، فهي مبدأ من مبادئ نظام الشورى في الحكم ، والحاكم لا بد وأن يحظي بقبول عامة الشعب والأسرة الحاكمة واختيارهما معا. وكإجراء دستوري قام المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- بأداء اليمين الدستوري في اليوم التالي في اجتماع عقده مجلس الوزراء في قصر المسيلة برئاسة رئيس الوزراء بالنيابة وزير الإعلام المرحوم الشيخ جابر العلي السالم الصباح. اللقاء بأبناء الشعب وفعاليات المجتمع واجب أبوي ورسالة تاريخية : http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....forts-pic1.jpg المغفور له يتواصل مع أبناء الوطن لقد وجد رحمه الله أن أول خطوة يود أن يخطوها بعد توليه الحكم هي الاتصال المباشر بالمواطنين على المستويين الشعبي والرسمي ، لأن مطالب الناس ومشكلاتهم لا يمكن الإحساس بها إلا من خلال المعايشة الشخصية لها. كما أراد رحمه الله من هذا اللقاء أن يستمع إلى ردود الفعل للبرنامج المستقبلي الذي أعده وعرضه في كلمته السياسية ، التي خاطب فيها الشعب بمناسبة انتهاء فترة الحداد الرسمي على الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح طيب الله ثراه ، والذي حاول الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد من خلاله تحديد معالم المسيرة الكويتية المستقبلية ليصل إلى كل المواطنين وجميع شرائح المجتمع. لذا كان رحمه الله عدة زيارات ولقاءات بالمواطنين في مناطق سكنهم ، حيث أتيحت الفرصة لكل مواطن في التحدث أو توجيه الأسئلة إلى سموه في جو أسري تسوده الديمقراطية ، فيتسنى لسموه الاضطلاع عن قرب على أوضاع المنطقة ومشكلاتها الحياتية. وكان رحمه الله يؤكد لأولئك المواطنين أهمية الالتزام بروح التعاون والوحدة الوطنية، والأخوة المستمرة بين أبناء الشعب الكويتي. كما التقى رحمه الله ضمن تلك اللقاءات مع ضباط الجيش الكويتي بمختلف رتبهم ومواقعهم العسكرية ، وضباط القطاعات التابعة لوزارة الداخلية ومسؤوليها ، ورؤساء وأعضاء جمعيات النفع العام. والتقى رحمه الله أيضا بالرعيل الأول في أماكن تجمعاتهم ، وغيرهم من مسؤولي وفعاليات مؤسسات المجتمع المدني. |
المنظومة الفكرية للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد-طيب الله ثراه- عبر مسيرته في قيادة الدولة والمجتمع : أولا : الفكر المجتمعي والعدالة الاجتماعية : http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....orts-pic10.jpg تواصل المغفور له مع أبنائه الطلبة خارج البلاد كان المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- متابعا جيدا للتداعيات والإفرازات الاجتماعية التي صاحبت رياح التغيير التي هبت على الكويت بعد تدفق عوائد النفط عليها ، وانفتاح المجتمع لاستقبال أفواج العمالة العربية والأجنبية الوافدة، التي جاءت للمساهمة في بناء كويت المستقبل ، وخروج الكويتيين في رحلات سياحية وانتشارهم في دول حضارية متقدمة ، وكذا خروج أفواج من الطلبة الكويتيين من سور الكويت لاول مرة من اجل الدراسة وتحصيل العلم في دول عربية وأجنبية. وقد أدى هذا الانفتاح إلى إحداث هزة كبيرة في المجتمع الكويتي أثرت في أنماط الحياة الاجـتـمــاعية التي كان يعيشها الكويتيون ، فالأسرة الكبيرة انكمشت وتـقـلـصــت لصالـــح الأسر الصغيرة .... و الأعراف والتقاليد التي كانت تحكم المجتمع تراجعت لتحل محلها القوانين ، والفتاة الكويتية خرجت من أسوار البيت للتحصيل العلمي في الكويت وفي الخارج. هذه التحولات وغيرها ، نقلت المجتمع الكويتي من حالته الأولية حيث علاقة الوجه للوجه ، إلى وضع جديد تحكمه القوانين ، وتنظم شؤون حياته نظم وإجراءات تشرف على تنفيذها مؤسسات الدولة. وفي السطور القادمة سوف نحاول إيجاز شيء من فكر سموه المجتمعي ، وتوجهاته التي تصدرت أولويات العمل الوطني في مطلع النهضة الحضارية التي شهدتها الكويت.
زيارة المغفور له الشيخ جابر الأحمد لمجمع دور الرعاية الاجتماعية ومع استقلال الكويت بدأ التأكيد في كل مناسبة على مفهوم دولة الرفاه الاجتماعي ، فالفكر الاجتماعي لدى المغفور له جاء شاملا للعلم ، والمعرفة ، والصحة الجيدة وغيرها من المسائل الإنسانية والمجتمعية. كان هذا المفهوم في فكره رحمه الله قد أخذ أبعادا اجتماعية عميقة ، لتشمل الأسرة وكل ما يحيط بها من قضايا اجتماعية ، فالتعليم في فكر سموه يعني مواكبة الحضارة الحديثة ، ويعني مستقبل الكويت ، ويعني الرأسمال الــذي لا ينـضـــب ، كمـــا يعني فرص عمل لمن يبحث عن عمل ، ومن ثم كان دستور الكويت مؤكدا ومحاكيا لهذا الفكر. وامتد هذا الفكر الشمولي ليشمل جوانب أخرى من حياة المجتمع ، تمثلت في دعوة المغفور له وتشجيعه لإقامة الجمعيات الأهلية وفقا لاحتياجات المجتمع بهدف المساهمة والمشاركة الأهلية ، وإسهام المواطنين في خدمة مجتمعهم ، ومن الجدير بالذكر هنا أن المرأة الكويتية قد استأثرت بقدر لا يستهان به من هذا العمل التطوعي. ومن جهة أخرى ، اهتم رحمه الله بشرائح أخرى من المجتمع كالأمهات ، والأطفال ، والشباب ، والشيوخ ، وذوي الاحتياجات الخاصة ، وكان اهتمام سموه بهذه الفئات اهتماما منقطع النظير ، فكان رحمه الله يتابع شخصيا همومهم وقضاياهم. |
ثانيا : الفكر الاقتصادي والتنموي : http://www.kuwait.kw/diwan/amir-efforts-pic9.jpg المغفور له الشيخ جابر الأحمد يزرع شجرة إيذانا بإقامة مشروع إنمائي يمكننا القول بأن المغفور له الشيخ جابر الأحمد هو مهندس الاقتصاد الكويتي منذ كان حاكما لمناطق النفط عام 1949م ، فلقد كانت بصماته وأفكاره وتطلعاته المستقبلية ملموسة على كل ما تقوم به وتنفذه الدولة في مجال التنمية الاقتصادية ، وذلك على المستويين المحلي والعالمي. فعلى المسـتـوى المحلـي كـانت فـكــرتا توزيع الثروة على أبـنــاء الشعب بطرق مختلفة ، وتعدد مصادر الدخل دون الاعتماد على سلعة واحدة (النفط) من بنات أفكار سموه. أما على المستوى العالمي ، فقد اقترح رحمه الله أمام قمة عدم الانحياز في سبتمبر عام 1989م أربعة مقترحات عملية لحل مشكلة الديون وفوائدها التي تعاني منها الدول الفقيرة ، كما كرر رحمه الله في الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة أثناء انعقاد دورتها الـ 33 دعوته إلى إيجاد نظام اقتصادي وإنساني عالمي عادل ، مؤكدا أن الفوائد المتزايدة لديون دول الشمـــال على دول الجنوب أصبحت ذات تأثير سلبي مباشر على التنمية في دول الجنــوب ، مما يعـــرقل بنــاءها وتطورها ، وقد اعتبرت هذه الدعوة وهذا المقـــترح وثيقة رسمية من وثائـــق الأمم المتحدة ، لتصبح فيما بعد جزءا من إعلان (كراكاس). http://www.kuwait.kw/diwan/amir-efforts-pic2.jpg المغفور له الشيخ جابر الأحمد في قمة عدم الانحياز عام 1989م لقد كان لدعوة المغفور له باذن الله وفكره الاقتصادي الذي حمله معه ونقله إلى المجتمع الدولي صدى دولي واسع ، فقد لقيت مقترحات سموه ترحيبا كبيرا من عدد كبير من رؤساء دول العالم والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة ، وبخاصة تلك العاملة في المجالات التنموية. |
ثالثا : الفكر السياسي : منذ استقلال الكويت ودخولها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة اختطت لنفسها سياسة واضحة المعالم للتحرك على المستويين الإقليمي والدولي ، حيث اعتمدت ( الوسطية ) منهجا للسياسة الخارجية ، استطاعت من خلالها تحقيق علاقات جيدة مع دول العالم ، وهي التي انعكست بشكل مباشر على موقف تلك الدول المؤيدة للحق الكويتي إبان العدوان والاحتلال العراقي للكويت عام 1990م. ومن ثم ، فقد أصبحت الكويت في إطار هذا النهج ، وهذه السياسة الدولية الحكيمة التي سخرها رحمه الله لصالح بلده ، ذات مكانة مرموقة في السياستين العربية والدولية ، وصاحبة كلمة مسموعة في مواجهة الأحداث والصراعات الدولية. 1- الأسرة الخليجية : كانت الكويت وما زالت تؤمن بوحدة دول الخليج العربية ، فتشابك مصالح هذه الدول واشتراكها في عادات وتقاليد وثقافة ومصير مشترك يحتم عليها أن تنصهر في بوتقة واحدة. فمنذ مطلع الخمسينيات كانت الكويت تعمل بكل جهدها وإمكاناتها على أن تترجم ما تؤمن به من أفكار إلى واقع عملي ملموس. وكانـت فكــرة التعاون وشــد أزر الأخـوة فـي دول الخلـيج العربــية عن طريــق المساعدات الفنية أولى الخطوات في هذا الاتجاه ، حيث أنشئت أول مؤسسة كويتية في عام 1953م لمتابعة هذا الأمر ، وقد سميت ( بهيئة الخليج والجنوب العربي). http://www.kuwait.kw/diwan/amir-efforts-pic3.jpg المغفور له الشيخ جابر الأحمد في الدورة السابعة عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي وبعد مضي قرابة 28 عاما ، وعلى وجه التحديد في الفترة من 25-26/5/1981م شهدت مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة مولد أول تنظيم إقليمي خليجي "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" جاء ليمثل نقطة تحول كبرى في حاضر هذه المنطقة ، وليغدو تجسيدا عمليا لأماني أجيال متعاقبة من أهل الخليج تحلم به وترجوه وتتمناه. وقد اعتبر ذلك اللقاء الانطلاقة الأولى لمسيرة المجلس " الدورة الأولى للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية " ، حيث وقع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على النظام الأساسي للمجلس ، الــذي يتـضـمـــن موافقـــة الدول الست على إنشائه ، كما تم في ذلك اللقاء أيضا الموافقة على النظام الداخلي للمجلس الأعلى ، وهو السلطة العليا لمجلس التعاون وأحد الأجهزة الرئيسة الثلاث المكونة له إلى جانب المجلس الوزاري. في الدورة السابعة عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في مدينة الدوحة في قطر خلال الفترة من 7–9/9/1996م ، تقدم المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- باقتراح بإنشاء مجلس استشاري شعبي يكون رديفا لمجلس التعاون ، إيمانا من سموه واقتناعاً راسخاً بأهمية الدور الشعبي وضرورة إفساح المجال له لكي يعمل في إطار المجلس . أن موافقة قادة دول المجلس على هذا المقترح الحضاري لمناقشته في دورة قادمة إنما يدل كذلك على اقتناعهم بالدور الذي ستلعبه شعوبهم في مسيرة المجلس بجانب قادتهم وحكوماتهم. وفي الدورة الثامنة عشرة للمجلس التي عقدت في رحاب دولة الكويت خـــلال الـفـتــــرة من 20-22/9/1997م جرت مناقشة تفعيل الدور الشعبي في دعم المجلس الأعلى وانتهت إلى قرار تضمنه البيان الختامي للمجلس الذي أكد من جديد حرصه على تعزيز دور المواطن في تفعيل مسيرة دول الخليج ، متخذا أول خطوة عملية في هذا الاتجاه حين قرر إنشاء هذه الهيئة الاستشارية من مواطني دول المجلس من ذوي الخبرة والكفاءة ، لتتــولى إبــداء الرأي فيما يحيله المجلس إليها من أمور ، وقد تم تشكيل المجلس خلال السنة ذاتها بواقع خمسة أعضاء من كل دولة ، وقد تولت الكويت رئاسة أول دورة ورشحت لهذا المنصب السيد عبد الله يعقوب بشارة الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية . |
2 - الأسرة العربية : لقد اهتم المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح-طيب الله ثراه- بقضايا الأمة العربية اهتماما كبيرا ، وكان لها الأولوية في فكره السياسي ، ويتجسد ذلك بوضوح عند الأزمات السياسية ، والمحن الكبرى التي مرت بها الأمة العربية كحرب 1956م ، ونكسة عام 1967م ، وحرب تحرير جزء من الأراضي العربية في أكتوبر 1973م. وكانت القضية الفلسطينية لها حضور مستمر في فكر المغفور له السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وكان رحمه الله يرفض دائما المساومة على قضية الشعب الفلسطيني ، كما كان رحمه الله يعتز اعتزازا كبيرا بحركة التحرير الفلسطينية لكونها واحدة من حركات التحرير العالمي ، لإيمان سموه بحق الإنسان في الحياة ، وحقه الكامل ، في استعادة ما سلب منه ، ولم يترك رحمه الله أي مناسبة قومية أو دولية تمس القضية الفلسطينية إلا وكان في صدارة قادة الدول العربية في الدفاع عن الحق الفلسطيني ومناصرته ، وبخاصة في السنوات التي ترأس فيها سموه منظمة المؤتمر الإسلامي ( الدورة الخامسة / الكويت / عام 1987م ) حيث مكنه ذلك الموقع من مخاطبة دول العالم قادة وشعوبا بإسم ملايين المسلمين في كافة أرجاء العالم داعيا إياهم إلى إيجاد حل عادل لتلك القضية ، ومساعدة الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم. لذا كان رحمه الله أكثر أولئك القادة حزنا وألما على المحن التي كانت تصيب الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج. كان رحمه الله حريصا كل الحرص على وحدة كلمة العرب والعمل العربي المشترك وتضامن الشعوب العربية ، وكان رحمه الله في هذا الاتجاه مبادرات توفيقية عديدة ، سعيا إلى إعادة التضامن العربي كلما تصدعت العلاقة ، أو شابتها شائبة بين دولة عربية وأخرى. كما كان المغفور له باذن الله تعالى حريصا أشد الحرص على حضور اجتماعات القمم العربية ، وكان رحمه الله دور فعال ومؤثر في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا العربية المدرجة على جدول أعمال هذه القمم ، كما كان له رحمه الله حضور مشهود في مناقشات ومداولات تلك القمم خاصة دوره رحمه الله المميز في تصفية الأجواء العربية أو في تقديم كامل الدعم المادي والمعنوي للمصالحة العربية أينما كانت. ومن أجل كل تلك الجهود والمساعي القومية التي بذلها رحمه الله على الساحة العربية ، تم اختيار المغفور له " شخصية عربية متميزة " ، وذلك في الاستفتاء الذي أجراه ( المركز العربي للإعلام وبحوث الرأي العام ) في ديسمبر عام 1989م والذي شارك فيه 10,000 مواطن عربي من الدول العربية ، والمهاجرون في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا واستراليا واليابان. من جهة أخرى ، استحق رحمه الله أيضا وسام الرأي العام العربي من الطبقة الأولى ، بمناسبة اختيار المغفور له في استفتاء عالمي شمل عشر زعامات عالمية أدت أدوارا متميزة على المستوى العالمي والإسلامي والعربي ، حيث جرت مراسم تسليم الوسام في 2/6/1990م بمبنى السفارة الكويتية في القاهرة. 3- الأسرة الإسلامية : http://www.kuwait.kw/diwan/main/sk-i...d-islamic1.jpg المغفور له الشيخ جابر الأحمد يرأس الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي إن فكرة عقد لقاءات إسلامية على أعلى المستويات قد طرحت على أساس العمل العربي الإسلامي منذ أمد بعيد ، حيث بادرت المنظمات والشخصيات الإسلامية المعنية بالعمل العربي والإسلامي إلى الدعوة لعقد مؤتمرات وإنشاء منظمات إسلامية دولية ، سعيا وراء إيجاد قنوات اتصال وتعاون بين الشعوب والأقطار الإسلامية ، خدمة ودفاعا عن المصالح المشتركة التي تربطها في ظل الإسلام. وكان المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله الصباح- أحد الشخصيات التي دعت إلى إنشاء منظمة إسلامية تعنى بشؤون المسلمين وتبحث حال الشعوب الإسلامية أينما كانت ، وجاءت حادثة إحراق المسجد الأقصى لتحرك مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم لتسارع في عقد أول مؤتمر قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الرباط ، وذلك خلال الفترة ما بين 22-25 /9/1969م ، وحضره رؤساء وممثلو معظم الدول الإسلامية. كما كان من أكثر الاهتمامات والهواجس التي شغلت فكر المغفور له متابعته المستمرة للمسيرة الإسلامية حتى ظهورها ككتلة جديدة في التنظيم الدولي ، ورغم ذلك ، فقد ظل سموه متابعا لهذه المسيرة ، ومحاولا ترسيخ هذا الكيان الدولي بين التنظيمات الدولية الأخرى ، وخاصة عندما دعا سموه عام 1980م إلى الإسراع بإنشاء محكمة عدل إسلامية يرتضيها جميع المسلمين في كافة أنحاء العالم حكما وقاضيا ومصلحا ، في خطوة للمحافظة على الخصوصية الإسلامية بعيدا عن محكمة العدل الدولية ، وخاصة فيما يتعلق بحفظ الدماء وعدم سفكها بين المقاتلين من أمة محمد ، ووقف الصراعات الدائرة بين الإخوة في الإسلام. ومن الجدير بالذكر أن سفراء سبع دول إسلامية في الكويت قد أجمعوا على تأييدهم الكامل لدعوة المغفور له ، وهم سفراء كل من الأردن ، ولبنان ، والسودان ، وموريتانيا ، وباكستان ، وبنغلاديش ، وأندونيسيا. ودعما لهذه التوجهات والجهود الخيرة ، قام رحمه الله في 22 /9/1988م ، برحلة سلام بإسم ألف مليون مسلم في كافة أنحاء المعمورة ، بادئا زيارته لفرنسا لينتقل بعدها إلى نيويورك ، حيث ألقى رحمه الله خطابا تاريخيا أمام الدورة الـ 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة بإسم هؤلاء المسلمين جميعا بصفته رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وقد اقترح رحمه الله في هذا الخطاب التاريخي مشروعا مكونا من ثلاثة بنود يمكن أن تساهم في معاناة الدول النامية المثقلة بالديون الخارجية ، والتي باتت إحدى وسائل الضغط التي تمارسها دول الشمال المتقدمة على دول الجنوب الفقيرة. فقد دعا رحمه الله إلى قيام نظام اقتصادي وإنساني جديد ، كما دعا إلى مقاومة الإرهاب مع ضرورة التفريق بين الإرهاب الظالم ، سواء كان فرديا ، أو جماعيا ، أو حكوميا ، والحق المشروع في الدفاع عن النفس والوطن ، لكونه حقا شرعته القوانين الدولية. وقد حظي هذا الخطاب المنهجي والتاريخي الشامل باهتمام وكالات الأنباء وبثته في نشراتها الرئيسة ، مركزة بوجه خاص على القضايا التي تناولها رحمه الله في خطابه ، كأزمة الديون التي تعاني منها الدول النامية ، ومشكلة دفن النفايات النووية والكيماوية من قبل الدول الصناعية في مناطق الدول النامية ، وما يتعلق بالحوار بين الشمال والجنوب. |
- الأسرة الدولية :
http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....forts-pic5.jpg المغفور له الشيخ جابر الأحمد مع رؤساء وفود الدول الإسلامية للدورة 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة إن اهتمام المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح-طيب الله ثراه- بالقضايا الدولية لم يكن يوما أقل شأنا من اهتمامات سموه بالقضايا المحلية ، بل كان يتجاوزها في بعض الأحوال والظروف ، لأن فلسفة سموه وفكره بشأن الدول يتمحوران بصفة أساسية حول النظرة الشمولية للقضايا الدولية ، مهما تباينت وتعددت جوانبها أو تشعبت محاورها ، وذلك لإيمان المغفور له بأن التداعيات السلبية لهذه القضايا واحدة في جميع الأحوال وإن اختلفت في درجتها ومساحتها وتنوعت أسبابها ، وبخاصة في جانبها السياسي والاقتصادي ، وبالتالي فإن محصلتها النهائية تشكل ضررا بالغا للبشرية لكونها الخاسر الأعظم في أتون هذا الصراع. من هنا ، فإن فكره رحمه الله في معالجة القضايا الدولية ينطلق دوما من النظرة الشمولية هذه النظرة التي تبرز جليا وواضحا في المقترحات والمبادرات التي يقدمها سموه إلى المحافل الدولية ، والتي يسعى من خلالها إلى إيجاد قنوات تفاهم واتصال وتقارب بين مفردات المجتمع الدولي ، تبعده عن مخاطر الانزلاق في حروب إقليمية قد تقود العالم إلى حروب أوسع وأكبر منها ، لا يعرف الإنسان وقتها مدى تأثيرها المدمر ، ونتائجها الرهيبة على الإنسانية والمجتمع البشري. وما سنورده في السطور القادمة ليس سوى نماذج من تلك الجهود العديدة التي كرسها المغفور له في معالجة الأوضاع الدولية من منظور عملي يحفظ كرامة كل دولة وسيادتها ، ويهدف إلى حماية البشرية ، ونشر السلام العالمي في ربوع المعمورة. في ديسمبر عام 1980م ، بدأ رحمه الله زيارة لـ 6 دول آسيوية في أول جولة عمل يقوم بها سموه منذ توليه سدة الحكم ، وهي : جمهورية باكستان الإسلامية – الهند – بنغلاديش - أندونيسيا - ماليزيا - سنغافورة ، وقد تركزت مباحثات سموه مع قادة هذه الدول حول تعاون الكويت معها في المجالات الاقتصادية والسياسية ومجالات المال والاستثمار ، بما يحقق توسيع هذا التعاون وتنسيقه وتنميته. ففي باكستان أمر رحمه الله ببناء عدد من المساجد والمدارس والمستشفيات وحفر الآبار للمياه في عدد من القرى الباكستانية هدية من شعب الكويت إلى شعب باكستان ، كما قام سموه بغرس شجرة في إحدى المناطق الجبلية. في 8/3/1983م ، دعا رحمه الله حركة عدم الانحياز إلى تكثيف جهودها من أجل إنهاء النزاع المسلح بين العراق وإيران ... قال سموه في كلمة ألقاها أمام مؤتمر القمة السابع لدول عدم الانحياز : " إن نجاح الحركة في وضع حد لهذه الحرب هو ميزان دقيق لصدق فعالية جهودها ... " كما دعا سموه إلى بذل جهود مثمرة لإنهاء التوسع الإسرائيلي فوق الأرض العربية ، وضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة. في 24/1/1987م ، أعرب رحمه الله عن دعم الكويت الكامل للأمم المتحدة ، وتمنى لها ولوكالتها المتخصصة كل نجاح في سعيها للقيام بالمهمات الكبرى المنوطة بها ، وقد جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه المغفور له بمناسبة يوم الأمم المتحدة ، والذي أعلن فيه المغفور له تمسك الكويت بالمبادئ السامية التي تجسدت في ميثاق الأمم المتحدة ، والتزامها بالقانون الدولي الذي ينبغي أن يحكم العلاقات بين الدول كبيرها وصغيرها. في 26/8/1988م ، حث رحمه الله الأسرة الدولية على مواصلة الجهود لحل المشكلة الفلسطينية باعتبارها من أبرز القضايا الإقليمية التي تهدد أمن العالم بأسره وسلامته ، كما دعا رحمه الله إلى العمل سويا في سبيل تحقيق آمال الشعوب المستضعفة في فلسطين وناميبيا وغيرهما لاستعادة حقوقهما المسلوبة ، جاء ذلك في كلمة وجهها سموه بإسم الكويت ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال بيوم ناميبيا. في 28/9/1988م ، كانت للمغفور له وقفة شامخة شموخ الكويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أراد بها رحمه الله أن يثبت للعالم أنه حتى في عالم الكبار يمكن للدول الصغيرة أن تقول كلمة الحق والصواب ، وتتمسك وتؤمن بالعدالة وتدعو إليها ، فقد تحدث رحمه الله من فوق منبر الأمم المتحدة واضعا أولوياته بالترتيب الصحيح ، معبرا عن الهموم العربية والإسلامية ، وهموم العالم الثالث. تحدث عن الإرهاب الذي طال الكويت منه الكثير ، موضحا الفرق بين الإرهاب الظالم والحق المشروع في الدفاع عن النفس ، محذرا من الخلط بينهما ، منبها إلى الفجوة الشاسعة التي تفصل بين دول الشمال والجنوب ، وبين الأغنياء والفقراء ، معتبرا أن حالة من الاستغلال تهدد المسار الاقتصادي العالمي بسبب أزمة الديون العالمية. وهنا بادر رحمه الله إلى طرح تصور شامل لهذا الوضع ، تتحمل فيه الدول الغنية نصيبها الكبير من خلال إسقاط الديون المستحقة على الدول الأشد فقرا ، داعيا رحمه الله في الوقت ذاته إلى قيام نظام اقتصادي إنساني جديد. وقد حظي هذا الخطاب المنهجي التاريخي الذي ألقاه المغفور له أمام الدورة الـ 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي باهتمام وكالات الأنباء العالمية وبخاصة وكالات أنباء دول الكتلة الشرقية في نشرتها الرئيسية باللغة الإنجليزية ، وكذلك عدد كبير من وكالات الأنباء في دول العالم الثالث والدول العربية التي نشرت مقتطفات مطولة من خطاب سموه ، ركزت فيها على القضايا المهمة والمصيرية التي أولاها المغفور له الأهمية في خطابه وبخاصة ما يتعلق بمشكلة دفن النفايات النووية الكيماوية من قبل الدول الصناعية في مناطق متفرقة من دول العالم الثالث ، إضافة إلى النداء الذي وجهه رحمه الله إلى جميع دول العالم من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر توازنا وعدلا وإنسانية بين الشعوب. وأشاد تعليق سوفييتي بخطاب المغفور له فوصفه بأنه : " كلمة متزنة أثبتت أن الكويت دولة وأميرا تتمتع عن جدارة بالاحترام والثقة ، ليس فقط في الوسط العربي والإسلامي بل في جميع أنحاء العالم". ومن جانبه ، رحب المفوض العام عن المجموعة الأوروبية (كلود سيشون) بمبادرة رحمه الله بشأن المديونية المستحقة على دول العالم الثالث. ومن جهة أخرى ، أبلغ المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة (ميرتن وولترز) أن : "الولايات المتحدة ستدرس بعناية الخطة التي اقترحها رحمه الله على المجتمع الدولي ، وبخاصة ما يتعلق بالحوار بين الشمال والجنوب الذي تهتم به بلاده " ، وذكر وولترز " أن صاحب السمو رجل مهم ، وعميق التفكير ، وسنكون سعداء بالتأكيد على دراسة اقتراحه بعناية". |
رابعا : النهج الديمقراطي والإنساني في فكر المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- : - 1- الديمقراطية : ( .... ان الدستور الذي أصدرناه ليس أكثر من تنظيم حقوقي لعادات معمول بها في الكويت ، فقد كان الحكم دائما في هذا البلد شورى بين أهله ......). هذه الكلمات هي من أقوال المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر لدولة الكويت ، وهي كلمات تحكي باختصار قصة الديمقراطية في المجتمع الكويتي ، فلقد كان نظام الحكم في الكويت منذ فجر التاريخ قائما على أساس الشورى بين الحاكم والشعب ، رغم غياب المجالس والمؤسسات الدستورية المنظمة لهذه العلاقة. فقد كانت سلطة الحاكم بمثابة السلطة التنفيذية ، في حين كانت السلطة التشريعية متمثلة في أعراف وتقاليد من صنع أهل الكويت أكثر من كونها من صنع الحاكم ، وبالطبع كان مبدأ الشورى يعني التزام الحاكم باستشارة الأهالي ، كما لم ينفرد الحاكم يوما بوضع تشريع دون الرجوع إلى الأعراف والتقاليد ، وأحكام الشريعة الإسلامية التي كانت تنظم علاقات المجتمع. وفي عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح وعلى وجه التحديد عام 1921م ، تأسس أول مجلس للشورى ، وعلى الرغم من أن عضويته كانت تتم عن طريق التعيين إلا أنه اعتبر أول محاولة لتنظيم الشورى في الحكم ، وتحديد العلاقة بين الحاكم والشعب. ثم تلا ذلك إنشاء أول مجلس للبلدية عام 1930م ، وأول مجلس للمعارف عام 1936م كما تم انتخاب أول مجلس تشريعي عام 1938م ، وصدور وثيقة وطنية مبسطة تتفق مع واقع الحياة في ذلك الوقت. هكذا يتضح لنا أن الممارسات الديمقراطية ، ونظام الشورى في الحكم كانت من الثوابت الأساسية والمهمة في مسيرة المجتمع الكويتي منذ نشأته ، ولم تكن وليدة عهد الاستقلال. ولا شك في أن عصرا جديدا قد بدأ مع تولي المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الحكم حيث تم إعلان استقلال الكويت في عـــام 1961م ، وصـدور دسـتــور الكويت في عام 1962م (الذي يعد ترجمة لتلك الممارسات والثوابت السياسية الكويتية) وقد بدأ العمل به في عام 1963م ، كما تم انتخاب أول مجلس للامة في البلاد. وهكذا كان كذلك المغفور له الشيخ جابر الأحمد-طيب الله ثراه- مسايرا وملازما لكل تلك التحولات ، وكان له دوما رأي وموقف في معترك تلك التطورات والتصورات المطروحة ، فالمنظومة الفكرية لسموه المتعلقة بالحياة الديمقراطية والحريات العامة لا يمكن أن يرتقي إليها الشك ، ففي كل المناسبات التي يخاطب فيها المغفور له شعبه يؤكد أهمية الشورى والديمقراطية كمنهج للحياة في الكويت ، وأنهما أساس الحكم وضميره. وبهذا نجد أن الديمقراطية دائما وأبدا في فكر المغفور له ووجدانه ، فهو يعبر في كل مناسبة عن إيمانه العميق بحرية المواطنين في الحوار وإبداء الرأي ، والمشاركة الفعالة في كل ما يتعلق بحياتهم ، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. |
2- حقوق الإنسان : http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....forts-pic6.jpg المغفور له الشيخ جابر الأحمد في إحدى جولاته لنادي الصم الكويتي كانت الكويت وعلى مر العقود حريصة كل الحرص على كفالة احترام حقوق الإنسان مستمدة مبادئها من الشريعة الإسلامية ومما جاء في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ، لتصبح هي الأخرى إحدى الثوابت في النظام السياسي للكويت ، وتترجم - فيما بعد - في مواد الدستور وأحكامه ، فالمادة (29) من الدستور تنص على أن : (الناس سواسية في الكرامة ، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين). كما تشير المادة (30) إلى أن : (الحرية الشخصية مكفولة) ، وتقضي المادة (31) بأنه : (لا يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته ، أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون ، ولا يعرض أي إنسان للتعذيب أو للمعاملة الحاطة بالكرامة). وقد شكل مجلس الأمة الكويتي في جلسته المنعقدة بتاريخ 24/10/1992م ، لجنة برلمانية دائمة تعنى بحقوق الإنسان ، وتضم في عضويتها سبعة نواب ، وذلك حرصا من المجلس واهتماما منه بالجانب الإنساني الذي يشكل ركيزة من ركائز الدولة العصرية ، التي يسودها العدل ويحكمها القانون. وقد امتد حرص المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- على المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي ، فلم تخلُ كلمة أمام المحافل الدولية ، وبخاصة الأمم المتحدة من الدعوة إلى محاربة التمييز والتفرقة العنصرية ، كما لم يترك رحمه مناسبة عالمية بشأن حقوق الإنسان ، ومناهضة الفصل العنصري ، إلا وكان رحمه الله رسالة أو كلمة يطالب فيها بتحرير الإنسان من ظلم أخيه الإنسان ، وكما أن وقوفه إلى جانب حركات التحرر الوطني كان من الثوابت الراسخة في فكر المغفور له. هذا ، وقد خطت الكويت في عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح-طيب الله ثراه- خطوات بعيدة في دعم حقوق الإنسان ، وذلك من خلال انضمامها إلى العديد من الاتفاقيات الدولية المتصلة بحقوق الإنسان ومحاربة التمييز والتفرقة العنصرية بجميع صورها وأشكالها ، تأكيدا منها لحسن النوايا والإخلاص للمبادئ الإنسانية ، وعلى الأخص ما ورد منها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، والعهدين الدوليين للحقوق السياسية ، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 3- الفكر المؤسسي : لقد عرفت الكويت نظام المؤسسات منذ مطلع الثلاثينيات حيث استطاعت أن تحقق الكثير من الإرادة الشعبية وتنقلها من المجال الفكري والتنظيري إلى المجال التطبيقي ، وقد كان رحمه الله من المتابعين لإنجازات هذه المؤسسات وبخاصة أن سموه كان ممن تولوا رئاسة مجالس التخطيط في البلاد ، وقد أولاها اهتماما بالغا ، وحقق من خلالها إنجازات كبيرة. وعند تولي رحمه الله مقاليد الحكم سعى إلى تشكيل مؤسسات فكــــرية وعلـمـيــة تابعة للديوان الأميري ، لتكون عونا فيما يواجه المجتمع من أمور تحتاج إلى الدراسة والمتابعة ، كما تسهل - في الوقت ذاته - لأصحاب القرار اتخاذ قراراتهم في الاتجاه السليم. ومن ضمن تلك المؤسسات نذكر هنا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجهاز الدراسات والبحوث الاستشارية ومكتب الشهيد ومكتب الإنماء الاجتماعي واللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية. ومن جهة أخرى ، فقد كان المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- في مقدمة أولئك المشجعين والداعين إلى قيام المزيد من الهيئات الأهلية والتطوعية ، الأمر الذي مهد الطريق لأن تلعب دورا مهما وبارزا في حياة المجتمع الكويتي الذي تطور من مجتمع بسيط إلى مجتمع حضاري متقدم ، كما سجلت هذه الهيئات موقفا تاريخيا متميزا من خلال دورها في النضال الوطني ومساندتها للشرعية الكويتية وقيادتها السياسية ، وتمسكها بالوحدة الوطنية ، ولعل القرارات الصادرة عن المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة في أكتوبر عام 1990م خير بيعة تعبّر عن صدق مشاعر واحساسات أبناء الكويت وفكرهم ، وهيئاتهم الرسمية والأهلية وتجمعاتهم الشعبية ، وقد جاء هذا الموقف الوطني المؤثر ثمرة نتاج لفكر صاحب السمو الأمير في دعمه المتواصل لهذه المؤسسات ، ومدها بالمقومات التي تكفل لها تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها. 4- الفكر الإداري : ويمكننا التعرف على هذا الفكر لدى المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- من خلال اهتماماته ومتابعته المستمرة والمتعددة لأحداث التغيير والتطوير في الهياكل الإدارية في الدولة ، وحرصه الشديد على اللقاء بالمسؤولين في القطاعات المختلفة المعنية بشؤون التخطيط ، ذلك لأن خطط الإصلاح الإداري والتنمية الإدارية تأتي على رأس اهتمامات المغفور له ، ومن هنا كان لتوجيهات سموه أثرها الفاعل في عملية التطور الإداري في البلاد. |
وفي هذا السياق قام رحمه الله بإعداد مفكرة تضمنت توجيهاته وتوصياته وأفكاره ، التي كان أهمها السعي دوما إلى تطوير أنظمة الخدمة العامة ، واسـتــحداث التشـريـعــات لمقتضيات خطط التنمية الشاملة ، وتبسيط إجراءات العمل في الجهاز الحكومي إلى أقصى حد ممكن ، وبخاصة في الأجهزة ذات التعامل الجماهيري الكبير ، وإنشاء جهاز للرقابة الإدارية في الدولة ، لكشف السلبيات القائمة ومواجهتها ، وإعداد ندوات للقيادات الإدارية العليا في الدولة.
وقد امتد فكر المغفور له في المجال الإداري إلى تنظيم الإدارة المحلية ، ونعني بذلك إنشاء محافظات مستقلة تعنى بشؤون المحافظة ، وتعمل على تطويرها ، وتلمس احتياجاتها ، وتقوم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني القائمة فيها ، خدمة للمواطنين والمقيمين في دائرتها. المـــــــصدر : الديوان الأميــري - دولة الكويت |
جهود المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- وتحركاته خلال فترة الاحتلال العراقي لدولة الكويت المغفور له الشيخ جابر الصباح مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز منذ اللحظات الأولى للعدوان والاحتلال العراقي على دولة الكويت ، ومنذ خروج الشرعية الكويتية من الكويت في فجر يوم الخميس 2/8/1990م منذ تلك اللحظات والشرعية الكويتية المتمثلة في الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- في حالة عمل متواصل ليل نهار ، ووفق تخطيط هادف ومتزن ، وجهود دؤوبة ، وعطاء لا ينضب ، وتحركات دائمة ومستمرة لا يقطع تواصلها شئ من اجل استرداد الوطن الغالي واستقلاله واستعادة حريته ، فلم يكن للوقت قيمة إذا لم يصاحبه إنجاز يحقق إحدى الغايات المرجوة ، ولم تكن ساعات العمل تحتسب إذا لم تقترن بخطوة مثمرة اتخذتها القيادة الكويتية من أجل عودة الكويت حرة مستقلة. وقد تعددت جهود المغفور له ومساعيه ما بين حضور المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة فيها ناقلا إليها كلمة الكويت وخطابها الرسمي والشعبي ، والقيام بزيارات عمل رسمية ، والتباحث مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء ، وإرسال الوفود والمبعوثين الكويتيين لإيصال صوت الحق وعدالة قضية الكويت إلى كل دول العالم ، وهذا ما سنتطرق إليه ببعض الإسهاب والتفصيل. حقا لقد كانت تلك اللحظات عصيبة ومريرة وشديدة القسوة ، وصدمة قوية تفوق تصور العقل والفكر والوجدان ، لكن رجاحة العقل والمنطق السليم ، وسمو النفس والإيمان بمشيئة الله وقدره ، جعلت قوة الصدمة وصعوبة تلك اللحظات ومرارتها ، وعمق المأساة التي تحملها ، تضعف وتتهاوى أمام تصميم القيادة وإرادة الرجال وعزيمة الشجعان ، لذا كان التأكيد والإصرار على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وأنه لا توجد أي مساحة في العقل والفكر والوجدان للمساومة على الأرض ، وأن الكويت لا بد أن تعود بكامل ترابها وبحارها وأجوائها كما كانت واحة أمن وأمان وسلام واستقرار. أولا : الأوامر والمراسيم الأميرية : أصدر المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- خلال الفترة المشار إليها الأوامر والمراسيم الأميرية بحسب الترتيب الآتي : - في 3/8/1990م أصدر صاحب السمو أمرا أميريا يقضي بأن تنعقد الحكومة بصفة مؤقتة في المملكة العربية السعودية ، وأن يتولى الوزراء كل فيما يخصه مباشرة الأعمال المعهودة إليه. - في 15/9/1990م بدأت السفارات والقنصليات الكويتية في تنفيذ أوامر صاحب السمو بشأن صرف معونات الإعاشة والرعاية المخصصة للأسر والعائلات الكويتية في الخارج. - في 8/10/1990 اصدر سموه مرسوما يقضي بعدم الالتزام بإعادة قيمة الأوراق النقدية المسروقة من خزائن بنك الكويت المركزي. - في 19/10/1990م أصدر سموه مرسوما يقضي بإخضاع الأموال المملوكة للكويتيين وغيرهم من المقيمين للملكية الحمائية. - في 26/2/1991م أصدر سموه مرسوما يقضي بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء الكويت لمدة ثلاثة أشهر من هذا التاريخ ، وقد عين سموه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حاكما عرفيا عاما يقوم ضمن مهام أخرى بالتنسيق بين القوات الكويتية المسلحة وبين قيادة القوات العسكرية من الدول المتعاونة مع الكويت. |
ثانيا : مشاركة المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- في المؤتمرات والقمم العربية والإسلامية والعالمية والكلمات التي ألقاها رحمه الله في تلك المحافل : شارك الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- في الكثير من المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية ، التي كانت من أهم تحركاته وجهوده المتواصلة وعمله المستمر في تحريك الرأي العام ، والمساعدة في تدعيم مواقف دول العالم الصديقة التي تساند قضية الكويت وتثبيتها ، وذلك من أجل استرداد الكويت وعودتها حرة مستقلة ، حيث قام رحمه الله بتوجيه العديد من الكلمات والرسائل إلى تلك المحافل. 1- مؤتمر القمة العربي الطارئ : http://www.kuwait.kw/diwan/main/sk-o...rime-pic19.jpg المغفور له الشيخ جابر الصباح مع الرئيس مبارك وكانت البداية في 9/8/1990م ، حين شارك رحمه الله في مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة الذي حمل خلاله رحمه الله في كلمته القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه وجوب العمل الفوري لإنهاء الاحتلال العراقي للكويت وعودة نظامها الشرعي إليها. 2- الرسالة الأميرية إلى المؤتمر الإسلامي العالمي : وفي 10/9/1990م ، شدد رحمه الله على مبادئ الإسلام وركائز الإيمان التي من أهمها الوقوف مع الحق ورفع الظلم وردع الفئة الباغية ، خاصة وأن (العراق) لم ترع حق الجوار ولا حرمة الإسلام في الشهر الحرام (الحادي عشر من محرم) ، وذلك في برقية وجهها المغفور له إلى المؤتمر الإسلامي العالمي المنعقد في مكة المكرمة لبحث الأوضاع في الخليج، والتي تلاها السيد يوسف الحجي نيابة عن المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح - طيب الله ثراه-. 3- الدورة (45) للجمعية العامة للأمم المتحدة : http://www.kuwait.kw/diwan/main/sk-o...-amir-pic1.jpg خطاب المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خاطب المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- أكثر من ستين رئيس دولة وتسعين رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الخامسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، في لحظة تاريخية عظيمة صفق فيها أولئك المسؤولون بالإضافة إلى الحضور الغفير من الجمهور والمراقبين تحية لسموه عند دخوله وقد تواصل ذلك لفترة طويلة ، ثم صفقوا له مرة أخرى بعد أن أنهى سموه كلمته حيث استمرت وقفة التصفيق حوالي خمس دقائق متواصلة. ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه الوقفة لم يحدث مثلها في تاريخ الأمم المتحدة من قبل ، مما يؤكد موقع الكويت في السياسة الدولية ، ويثبت مساندة دول العالم لقضية الكويت الحقة ودعم موقفها العادل. لقد خاطب رحمه الله تلك الدورة موضحا الرسالة التي جاء يحملها من أرض الكويت وشعبها ، هذا الشعب الذي أحب السلام وعمل من أجله ، وهذه الأرض كانت ملتقى الشعوب الآمنة ، لذا كان لا بد من توضيح هول المحنة وقسوة العذاب اللذين يعيشهما شعب تلك الأرض المحتلة ، وبقاء مصير تلك الأمة بأيدي الضمائر الطيبة الخيرة ، والأنفس الصادقة الشريفة. وكان لمشهد التأييد والترحيب بالتصفيق المؤثر عدة ردود أفعال عالمية لم يسبق لها مثيل نذكر أهمها في الآتي : أ- تصدرت صور المغفور له الشيخ جابر الأحمد ونص كلمته أمام الجمعية العامة مساحة كبيرة في الصفحات الأولى لوسائل الإعلام العالمية المقروءة والمسموعة والمرئية فكانت أكبر وأشمل تلك التغطيات في صحيفتي "نيويورك تايمز - NEW YORK TIMES ، وواشنطن بوست - WASHINGTON POST" الأمريكيتين. ب- ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف الاستثنائي الذي حظي به سموه ، فعلى سبيل المثال قطعت شبكة ال " سي إن إن - CNN " برامجها العادية وبثت خطاب المغفور له كاملا. 4- مؤتمر القمة العالمي للطفولة : وفي القاعة نفسها (قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة) وبعد مضي يومين من اللحظة التاريخية لوقوف سموه على المنبر مخاطبا أعضاءها ، يعود سموه مرة أخرى ليشارك في مؤتمر القمة العالمي للطفولة ، والتي كانت أوسع قمة تقام على المستوى العالمي بأسره ، فقد شارك بها (71) رئيس دولة وحكومة و (69) وزير خارجية. فقد وصف هذه القمة نائب رئيس المؤتمر (موسى تراوري) بقوله : " لم يحصل أبدا مثل هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها ، والسبب هم الأطفال " ، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة (خافيير بيريز دي كويلار) بأنها : " تمثل التزاماً على أعلى مستوى لبناء عالم يحفظ أغلى موارد الجنس البشري". وكان المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- وحده من بين رؤساء دول الشرق الأوسط الذي شارك في هذا المؤتمر وألقى كلمة الكويت أمام هذا الحشد الكبير ، ويجدر بالذكر أن الكثير من المتحدثين الذين أعقبوا سموه استشهدوا بكلماته وعباراته الإنسانية ، مؤكدين في كلماتهم على حق أطفال الكويت في العيش في سلام. وفي هذا المؤتمر نقل رحمه الله رسالة أطفال الكويت - الذين كانوا نجوم المؤتمر- مركزا على أن حقوق الطفل جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ، واصفا سموه حال أطفال الكويت بأنهم يعيشون أيامهم بخوف ورعب وتشرد ، مستصرخا بإسم أطفال الكويت ، ضمائر كل من هم في القاعة وعلى امتداد المعمورة ، ليهبوا من أجل حماية حقوقهم الإنسانية. 5- مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي : ترأس المغفور له الشيخ جابر الأحمد-طيب الله ثراه- مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الخامسة في 1/10/1990م ، حيث استقبل المؤتمرين سموه في حفاوة وتظاهرة غير عادية ملأتها أجواء من الترحيب والتأييد لم تعرف مثلهما المنظمة قط. وقد حرك هذا المشهد المؤثر شجون أحد الوزراء المشاركين في المؤتمر فصاح : " بعد هذا المؤتمر سيعرف العالم كله براءة الإسلام والمسلمين من صدام حسين ومن النظام العراقي البائد". وأمام هذا المؤتمر أوضح رحمه الله في كلمته وبين قضايا عديدة : " أن النظام العراقي البائد الذي يتشدق بحمل راية الإسلام هو أبعد الناس عنه ، فلقد خان وكذب ، واستحل العرض والدم والمال " ، وقد أعقبت انتهاء كلمة سموه عاصفة مدوية من التصفيق. |
- المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة :
http://www.kuwait.kw/diwan/main/sk-o...-amir-pic2.jpg المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة وفي 13/10/1990م ، أقيمت أضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة الذي جاء تحت شعار (التحرير ... شعارنا .... سبيلنا ... هدفنا). وفي هذا المؤتمر وجه رحمه الله في كلمته رسالة تحية وتقدير واحترام إلى أهل الكويت في الكويت ، لما يسطرونه من أروع آيات الصمود ، كما أكد سموه أن : "الواجب يحتم علينا جميعا في مؤتمرنا هذا أن نعقد العزم على التعاون اللامحدود لتحرير الوطن من دنس العدو ، فنحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه". وقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر 20 قرارا نلخص أهمها فيما يلي : - الرفض القاطع للاحتلال وإدانة أعمال القتل والتعذيب والإرهاب كافة ، تلك التي مارسها العراقيون ضد المدنيين الكويتيين ، والتي شملت النساء والأطفال. - التمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله. - التقدم بعميق الشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة قادة وحكومات وشعوبا لوقوفها مع الكويت ، ولاستضافتها المواطنين الكويتيين. - مناشدة كل من : مجلس الأمن التحرك السريع لاتخاذ قرار يجيز استعمال القوة لتطبيق قراراته ، والأمم المتحدة ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ولجنة الهلال الأحمر ، وكافة الهيئات الإنسانية العالمية ، للضغط على النظام العراقي البائد ، لتخفيف البطش والتنكيل والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها الكويتيون والمواطنون المقيمون في الكويت. - التأكيد على أنه بعد أن يتحقق نصر الله على الاحتلال ستعود كويت الأسرة الواحدة .... وكويت الأمن والأمان .... بتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في ظل دستور 1962م والنظام الشرعي الذي اتخذه الشعب وارتضته الأجيال المتعاقبة. 7- اليوم العالمي لحقوق الإنسان : في 10/12/1990م ألقى المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان أحصى فيها الانتهاكات العراقية في الكويت ، كالإعدام دون محاكمة ، والقتل الجماعي للأطفال الخدج ، وعمليات القتل العشوائي ، كما بين رحمه الله أن وقوف دول العالم مع الكويت هو تأكيد لرفض عدوان الإنسان على أخيه الإنسان. 8- القمة (11) لمجلس التعاون لدول الخليج العربية : غادر المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- الطائف مقر إقامته في 22/12/1990م إلى الدوحة ، مترئسا وفد دولة الكويت لحضور أعمال القمة الحادية عشرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي انعقد تحت شعار (التحرير و التغيير). وكانت أهم نتائجه : - تأكيد وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ، وإعلان أن علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو إيجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن. - مواصلة الضغط بكل الوسائل لضمان التنفيذ التام لقرارات مجلس الأمن مع المحافظة على وحدة الموقف الدولي. - تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتأكيد على مواصلة التعبئة العامة وحشد الطاقات العسكرية لمواجهة الوضع الخطير في المنطقة. - تأكيد حق الكويت في الحصول على التعويضات الكاملة عما لحق بها من خسائر ونهب وسرقة ، وفق قرار مجلس الأمن رقم 674 وقرارات مجلس الجامعة العربية. - تكليف لجنة من وزراء خارجية دول المجلس للقيام بجولات جماعية إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبعض الدول العربية وغيرها من الدول ذات الأهمية وتأكيد موقف دول المجلس من أجل الحفاظ على وحدة الموقف الدولي. - دعم الوفود الشعبية من الدول الأعضاء وتشجيعها للقيام بزيارات جماعية إلى عدد من الدول التي لها مواقف معينة لشرح الموقف لها. 9- الاجتماع المشترك لهيئتي مكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس والمؤتمر الإسلامي (19) لوزراء الخارجية : وفي 21/2/1991م شارك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -آنذاك- ، نيابة عن المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح في الاجتماع المشترك للدول الأعضاء بهيئتي مكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس والمؤتمر الإسلامي التاسع عشر لوزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة ، وقد جاء في الكلمة التي ألقاها نيابة عن المغفور له نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية -آنذاك-: " ان الحرب المشروعة والدائرة في منطقتنا ، والتي تأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن 678 لإجبار العراق على الامتثال للشرعية الدولية ، إنما تمثل جهدا دوليا مشروعا في مواجهة التعنت العراقي المتواصل لكل النداءات الدولية ، ومن هنا فإن بلادي التي آلمها جرح الغدر ومرارة الاحتلال ، ترفض المبادرات الهادفة إلى وقف إطلاق النار ، دون التزام ومباشرة من النظام العراقي البائد بالإنسحاب الكامل من الكويت ، والإلتزام بكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". |
ثالثا : زيارات العمل الرسمية التي قام بها المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- لبعض دول مجلس الأمن الدائمة العضوية : http://www.kuwait.kw/diwan/main/sk-o...-amir-pic3.jpg المغفور له مع الرئيس الأمريكي جورج بوش قام صاحب المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- بعدة زيارات رسمية في إطار جولة واسعة لسموه تشمل بعض دول مجلس الأمن الدولي الدائمة العضوية ، خلال فترة العدوان العراقي على دولة الكويت : 1- الزيارة للولايات المتحدة : وكانت الزيارة الأولى لسموه في 28/9/1990م إلى الولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة موجهة للمغفور له من الرئيس الأمريكي جورج بوش ، حيث استقبل المغفور له عند وصوله للبيت الأبيض ما يفوق ال (2000) مواطن كويتي وعربي ، حاملين الأعلام الكويتية واللافتات التي تدعو إلى تحرير الكويت ، وبعد المحادثات الرسمية بين الطرفين في مأدبة غداء العمل التي أقامها الرئيس لصاحب السمو ، شكر سموه الرئيس الأمريكي على موقف بلاده العادل ، وعلى ما أظهره الشعب الأمريكي من تأييد لهذا الموقف. 2- الزيارة لفرنسا : في 22/10/1990م وصل المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- إلى باريس في زيارة عمل رسمية استمرت يوما واحدا أجرى سموه خلالها محادثات رسمية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ، شملت تطورات الوضع في الخليج ، ودراسة سبل تنفيذ القرارات الخيرة لمجلس الأمن ، والداعية إلى الانسحاب الشامل للقوات العراقية من الأراضي الكويتية بكاملها. 3- الزيارة للمملكة المتحدة : وقام رحمه الله بزيارته التالية إلى بريطانيا في 23/10/1990م ، حيث أجرى خلالها محادثات هامة مع رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في مقر رئاسة الحكومة ، وقد صدر في نفس اليوم تأكيد من الجانبين الكويتي والبريطاني ، بأن حل الكارثة التي خلفها الاحتلال العراقي ، لا يكون إلا بانسحاب عراقي شامل وفوري من كل الأراضي الكويتية ، وعودة الشرعية الحاكمة إليها ، لتمارس حقوقها المشروعة على تراب وطنها. 4- الزيارة إلى الصين : http://www.kuwait.kw/diwan/main/sk-o...-amir-pic4.jpg استقبال المغفور له وسمو ولي العهد لوزير الخارجية الصيني واختتم رحمه الله هذه الجولة من الزيارات في 26/12/1990م بزيارة إلى الصين استغرقت ثلاثة أيام استقبلته بكين فيها بحفاوة بالغة ، كسرت خلالها بروتوكولات الضيافة المألوفة ، تعبيرا عن مدى اهتمامها بأمير البلاد وقضية الكويت ، وقد أكد الرئيس الصيني في أثناء استقباله للمغفور له وقوف بلاده بجانب الكويت ودعمه بكل الوسائل من أجل أن تعود دولة مستقلة ذات سيادة بحكومتها وشرعيتها المتمثلة في الأمير الراحل ، معربا له عن تعاطف حكومته البالغ مع معاناة الشعب الكويتي ، ومؤكدا أن الكفاح من أجل العدالة لا بد أن ينتصر في النهاية. رابعا : اللقاءات والاجتماعات والمباحثات مع رؤساء الدول ووزرائهم وسفرائهم : التقى المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- خلال أشهر الاحتلال مع العديد من رؤساء الدول ، ورؤساء الوزراء والوزراء والسفراء المبعوثين من قبل رؤساء دولهم ، فقد التقى سموه بالرئيس الأمريكي جورج بوش ، ورئيس جمهورية بنغلاديش حسين محمد إرشاد ، والرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم ، ورئيس جمهورية فنزويلا كارلوس اندريز بيريز ، ورئيس جمهورية رومانيا ايون اليسكو ، ورئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف ، ورئيس جمهورية النيجر علي شعيب ، حيث ناقش سموه مع كل منهم آخر تطورات الأوضاع في منطقة الخليج العربي الناتجة عن العدوان العراقي على دولة الكويت ، والوضع الخطير الناجم عن استمرار الاحتلال وإصرار العراق على تجاهله لقرارات مجلس الأمن الصادرة بهذا الشأن ، والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما تباحث رحمه الله مع رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور ، ورئيس وزراء جمهورية سانت كيتس ودينيفس ، ورئيس الوزراء الصومالي محمد حوادلة مدر ، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف ، ورئيس الوزراء الفرنسي ميشال روكار ، حيث تناول سموه البحث في اخر المستجدات على الساحة الخليجية ، وتعزيز الإجراءات الدولية لإرغام العراق على الانسحاب الكامل من الكويت. كذلك اجتمع رحمه الله بوزير الخارجية البريطاني دوغلاس هيرد ، ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر ، ووزير الدولة التركي للشؤون الاقتصادية جوني تنر ، ووزير الخارجية الفرنسي رولان دوما ، ووزير الدولة السنغالي تانور جانكا ، ووزير خارجية جمهورية زائير واكتافا ، ووزير الدفاع القطري الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل ، ووزير خارجية الصين كيان كيشان ، ووزير خارجية يوغسلافيا بوديمير لونشار ، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي دانيال أومار أتوبو ، ووزير الدفاع الفرنسي بيار جوكسي ، ووزير الدفاع الأمريكي ريتشارد تشيني ، ووزير الخارجية التركي أحمد كورجيا البيتموجين ، ووزير خارجية جمهورية غامبيا عمر سي. وقد تضمنت لقاءات المغفور له باذن الله معهم تأكيدهم لمواقف بلادهم الثابتة من قرارات مجلس الأمن المتعلقة بدولة الكويت ، وتجديد دعم بلادهم للكويت ولقضيتها العادلة خاصة في كفاحها ضد قوات النظام العراقي البائد الغازية من أجل أن تنال حريتها واستقلالها. كما اجتمع رحمه الله بسفراء كل من تنزانيا ، وجمهورية النيجر ، وجمهورية المكسيك ، ونيوزيلندا ، وإيطاليا ، حيث تسلم منهم سموه رسائل من رؤساء دولهم إليه تتعلق بأوضاع المنطقة ومستجدات الأحداث ، وتأييدهم ودعمهم الكاملين للكويت أميرا وحكومة وشعبا. |
مواصلة المسيرة للمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح -طيب الله ثراه- العودة إلى أرض الوطن : http://www.kuwait.kw/diwan/amir-effo...build-pic1.jpg عودة المغفور له إلى الكويت بعد غياب قسري وقهري استمر سبعة أشهر ونصف نتيجة للعدوان والاحتلال العراقي عاد المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- إلى أرض الوطن بتاريخ 14/3/1991م حامدا وشاكرا المولى عز وجل الذي أحبط العدوان وأعاد الحق إلى أصحابه. فقد حطت الطائرة التي أقلت المغفور له باذن الله من المملكة العربية السعودية التي استضافت سموه خلال فترة الاحتلال ، على أرض مطار الكويت الدولي في تمام الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي ، وبعد نزول المغفور له من الطائرة سجد على أرض الكويت الحرة المحررة شاكرا الله على عودة البلاد حرة مستقلة. وقد أعرب رحمه الله عن عظيم إعجابه وتقديره للشعب الكويتي الذي صمد على أرض الوطن ، مشيدا بصبرهم على الظلم وبتمسكهم بأرضهم ووطنهم وشرعيتهم ، مشيدا بالبطولات التي بذلها الصامدون المرابطون في الداخل إبان محنة الاحتلال ، هذه العبارات جاءت في كلمة ألقاها المغفور له وسط أجواء سيطرت عليها مشاعر الفرح والاستبشار ، عبر عنها المواطنون الذين تجمعوا في إحتفال رسمي وشعبي على أرض المطار وعلى أرصفة الشوارع ، حاملين الأعلام وصور المغفور له وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وهم يهتفون بحياتهما وببقاء الكويت حرة مستقلة. وقد رحبت وسائل الإعلام العربية والدولية بعودة الأمير الراحل ، فقد ذكرت صحيفة الشرق اللبنانية أن عودة الأمير الراحل إلى أرض الوطن هي عودة القائد المنتصر الذي اشتاقت أرض الكويت إليه واشتاق إليها ، كما رحبت وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة وسائل إعلام دول التحالف بعودة سمو الأمير إلى وطنه وشعبه ، وكان ذلك مؤشرا ودليلا واضحا ومهما على عودة الشرعية الدستورية إلى الكويت. http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....build-pic2.jpg خطاب المغفور له في العشر الأواخر من رمضان وفي 7/4/1991م ألقى رحمه الله خطابا بمناسبة العشر الأواخر من رمضان جريا على عادة سموه في كل عام ، وكان هذا الخطاب أول كلمة يوجهها سموه إلى أبناء شعبه منذ عودته إلى أرض الوطن المحررة ، شكر فيها كل من ساند الكويت ووقف معها في أثناء محنة الاحتلال ، مؤكدا أن الكويت لن تنسى لهم مواقفهم وفاء وعرفانا ، كما لا ننسى أيضا مواقف أولئك الذين ساندوا الظلم والطغيان ، وأعلن سموه إسقاط كافة الديون المستحقة على المواطنين للبنوك التجارية وإسقاط ديون بنك التسليف والإدخار ، منوها إلى أن النية تتجه إلى دراسة أوضاع حملة الجنسية من الفئة الثانية من الذين ثبت ولاؤهم وإخلاصهم للكويت ، وأنه عازم على إصدار مرسوم برعاية أسر الشهداء وتكريمهم ، مؤكدا أنه لن يهدأ له بال حتى يعود جميع الأسرى إلى ذويهم. وكان رحمه الله قد بدأ منذ عودته نشاطا مكثفا ، حيث التقى عددا من الفعاليات السياسية والاقتصادية ، كما قام بزيارات لأسر الشهداء لتقديم عزائه الشخصي لذويهم ، كذلك أصدر رحمه الله تعليماته للإسراع بصرف المنحة الأميرية لكل الذين رابطوا داخل الكويت أثناء حرب التحرير ، إضافة إلى ذلك تابع رحمه الله جهود الحكومة بهدف تذليل مصاعب الحياة بعد التدمير الذي خلفته قوات النظام العراقي البائد في القطاعات والمؤسسات والمرافق الكويتية. المغفور له الشيخ جابر الأحمد ورحلة التعمير والبناء : " إن مرحلة التعمير والبناء المقبلة لوطننا ، هي مرحلة العطاء بلا حدود ، مرحلة تتشابك خلالها الأيدي في تعاون ، وتلتقي القلوب في وحدة وصمود .... " هكذا كان تفكير المغفور له وتوجهه بعد أن من الله على الكويت بالتحرير وعودة الوطن إلى سابق عهده بعد ما حل به من دمار وخراب - على كافة أوجه الحياة - بأيد ملوثة بالحقد والحسد والغدر. http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....truct-pic1.jpg دمار المنشآت فالمهمة صعبة وشاقة ، وأرض الكويت المحررة تركها الغزاة بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام ، وبيئة الحياة ملوثة بعد أن ارتكبت سلطات الاحتلال وقواته جريمة العصر بإشعال الحرائق في آبار النفط الكويتية ، وزرع الألغام ، وتدمير الأسواق والمباني والوزارات والمنشآت ، وذلك لتعجيز الشعب الكويتي ومنعه من استكمال مسيرته الحضارية بعد التحرير. فلقد أصدر المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- المرسوم الأميري رقم (19) لسنة 1991م بتشكيل الحكومة الجديدة بتاريخ 21/4/1991م ، وقال يومها إن هذه الحكومة ستجابه تحديات عديدة لمعالجة ما خلفه عدوان النظام العراقي البائد ، وطالب رحمه الله أعضاء الحكومة باستعجال تنفيذ المرسوم الأميري المتعلق برعاية أسر الشهداء ، وتشكيل لجنة وطنية تتفرع لمتابعة قضية الأسرى والمفقودين ، كما حث رحمه على التخفيف من معاناة المواطنين نتيجة ما تعرضت له ممتلكاتهم من تدمير ونهب على أيدي القوات العراقية الغازية. http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....build-pic4.jpg مخلفات الاحتلال العراقي الغاشم من الأسلحة والذخيرة وبدأت جهود إعادة الإعمار فورا وفقا لما خطط من قبل ، ووفقا لما سبق وأبرم من عقود مع العديد من الشركات العالمية ، وعلى الفور بدأت أيضا عمليات إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها قوات النظام العراقي البائد في الكويت ، حيث قدر عددها بمليون و 80 ألفا و36 لغما ، دون أن تتوافر خرائط تبين مواقع زرعها ، هذه الألغام كبدت الكويت الكثير من الخسائر البشرية والمادية ، واستغرقت عملية إزالتها وقتا طويلا ، وما زال العمل جاريا حتى الآن للتخلص نهائيا منها على الرغم من تدمير وإبطال مفعول 90% منها. |
وهكذا بدأت الخدمات الأساسية تعود إلى ما يقرب من صورتها الطبيعية بعد شهر واحد، حيث أعيد افتتاح البنوك بعد شهرين من بداية التحرير ، وأعلنت الحكومة ضمان جميع الودائع والمدخرات المصرفية التي كانت قائمة عند 1/8/1990م ، كما قررت دفع الفوائد المستحقة عن الودائع الثابتة وحسابات الادخار عن كل فترة عدوان النظام العراقي البائد ، في الوقت الذي سددت فيه الدولة مرتبات جميع الموظفين الكويتيين العاملين في القطاع الحكومي بأثر رجعي عن تلك الفترة ، كما التزمت بسداد مكافآت نهاية الخدمة لجميع الموظفين غير الكويتيين، إضافة لذلك أعفت الدولة المستأجرين من دفع الإيجارات المستحقة عن الفترة الممتدة من 1/8/1990م إلى يونيو 1991م ، كما أسقطت جميع فواتير الهاتف والمياه والكهرباء المستحقة الدفع عن الفترة ذاتها.
وفي خلال ثلاثة أشهر تالية للتحرير انتظمت الحياة العملية في الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ، وبجهود خارقة تم إعداد المدارس ومباني كليات الجامعة التي دمرت ونهبت لاستقبال الطلبة والطالبات ، حيث أضاء المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- بتاريخ 24/8/1991م (شعلة العلم) إيذانا بعودة حوالي 300,000 طالب وطالبة للمدارس في أول عام دراسي يبدأ بعد التحرير. وفي زمن قياسي وخلال سبعة أشهر عقب التحرير ، شهدت الكويت احتفالات رسمية وشعبية افتتحها المغفور له ، مغتنما الفرصة لتوجيه رسالة إلى أبنائه وبناته الطلبة والطالبات ، جاء فيها أن طاغية بغداد أراد أن يطمس كل شيء في الكويت حتى دور العلم ، واليوم بحمد الله وبفضله عادت الكويت تدريجيا إلى ما كانت عليه ، حاثا لهم وداعيا إياهم إلى الجد والاجتهاد في سبيل تحصيل العلم ، لأن العلم هو مستقبل البلد ، ومستقبل الكويت. http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....build-pic5.jpg المغفور له يرعى احتفال إطفاء آخر بئر نفطي وبتاريخ 6/11/1991م شمل المغفور له برعايته حفل إطفاء آخر آبار النفط المشتعلة بحقل (برقان) الذي حضرة أكثر من 800 شخصية عربية ودولية وممثلو الصحافة العالمية ووكالات الأنباء ، وفي هذا الحفل الكبير أعلن سمو الأمير الانتهاء من إطفاء حرائق الآبار التي سببت أبشع كارثة بيئية في العالم سببها النظام العراقي البائد عند هزيمته وفراره من الكويت المحررة. ويعتبر إطفاء هذا الكم من آبار النفط المشتعلة في زمن قياسي إنجازا تاريخيا ومعجزة تحققت على أرض الكويت ، وشاهدا آخر على إرادة الشرعية الكويتية والشعب الكويتي وعزمهما على عودة الكويت إلى ما كانت عليه ، كويت الحضارة والحداثة. وكان عدد الآبار التي أشعلها النظام الحاقد في بغداد قد بلغ 616 بئرا، كما أن 76 بئرا لم تشتعل إلا أنها انفجرت وتدفق النفط منها. وقــد توجــت مظاهر عودة الحياة إلى الكويت بعودة مجلــس الأمـــة الكويـتــــي للإنعقاد بتاريخ 20/10/1992م ، بعد أن أصدر المغفور له مرسوما أميريا بالدعوة إلى انتخابات عامة لاختيار مجلس أمة جديد وفقا لأحكام دستور 1962م. وفي الجلسة الإفتتاحية للمجلس أكد رحمه الله على أن التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ليس مطلبا فقط ، وإنما هو أمر واجب لأنهما عضوان في جسد واحد هو الكويت وشعبها ، وشدد رحمه الله على أن بناء الكويت ورفعتها والذود عنها وحمايتها هو في المقام الأول مسؤولية شعبها. بهذه الروح الوطنية الخلاقة قاد رحمه الله مرحلة التعمير والبناء قيادة واعية بذل خلالها الكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب المتواصل والتخطيط السليم. |
المؤسسات والمراكز والهيئات التي أنشئت لمعالجة آثار الاحتلال :
لقد كان من الضروري نتيجة للأضرار البشرية والمادية التى لحقت بالكويت وشعبها إنشاء العديد من المؤسسات والمراكز والهيئات واللجان لمعالجة هذه الآثار نذكر منها : أنشئت بتاريخ 27/5/1991م ، بموجب المرسوم بقانون رقم (6) لسنة 1991م ، لتتولى دون غـيــرها حـصــر الأضـــرار وتقديم الخسائر للمتضررين نتيجة للأعمال التـــي قام بها المـعـتــدي والـتــي وقعت في الحادي عشر من محرم 1410هـ الثاني 2/8/1990م حتى 11 شعبان 1411 هـ الموافق 26/2/1990م. لقد أولى المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- الشهداء وأســـرهم جل الاهتمام وعظيم الرعاية ، تقديرا لتضحيات من استشهدوا في سبيل الوطن ، وفي هذا الـسـبـيــل أنشئ مكتــب الشــهـــيد تـنـفـيـــذا للمرسوم الأميري رقم (38) لسنة 1991م بتاريخ 19/6/1991م ، الذي دعا في تحديد اختصاصاته إلى تكريم الشهداء وأسرهم ماديا ومعنويا ، وأعطى لمجلس الأمناء الذي يشرف على المكتب حرية كاملة لاقتراح ما يراه مناسبا لتحقيق الأهداف المرجوة ، وتنفيذ تلك المقترحات بعد إقرارها من المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه-. في حياة البناء والانطلاق ، كانت هذه رؤية القيادة الحكيمة التي أقدمت على خطوة حضارية ذات رسالة إنسانية ، فصدر المرسوم الأميري الكريم رقم (63) لسنة 1992م بتاريخ 21/4/1992م بإنشاء مكتب الإنماء الاجتماعي ليعكس قيمة ومكانة الإنسان الكويتي في وجدان وفكر القيادة ، والغرض من إنشاء هذا المكتب هو تجميع الجهود وحشد الإمكانات المادية والفنية للعمل على معالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي خلفها عدوان النظام العراقي البائد ، وإعادة تأهيل الذات الكويتية لتصبح آمنة مطمئنة تمارس دورها الطبيعي في إنماء مجتمعها وإكمال مسيرة البناء فيه. قضية الأسرى والمفقودين هي قضية الكويت الأولى ، وشغلها الشاغل ، كما يؤكد ذلك رحمه اللهلذا أصدر سموه المرسوم الأميري رقم (133) لسنة 1992م بتاريخ 15/8/1992م بتشكيل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين لتوحيد الجهود وتنظيمها لتحقيق الهدف المنشود في تأمين عودة كافة الأسرى والمحتجزين والمفقودين إلى وطنهم وذويهم في أقرب وقت ، والعمل على رعاية أسرهم وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات في ظل كفالة المجتمع وتضامن أبنائه. 5- مركز الدراسات والبحوث الكويتية : أنشئ المركز بناء على المرسوم الأميري رقم 178/92 بتاريخ 26/9/1992م ليكون مصدرا وطنيا للعلم والمعرفة بتاريخ دولة الكويت وشؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراثية ، وجمع الوثائق والمستندات المتعلقة بعدوان النظام العراقي البائد وأبعاده المختلفة ، ودراستها وتحليلها وتوثيقها بما يحقق للباحثين والمعنيين بقضايا دولة الكويت أقصى ما يمكن من الإفادة في الحاضر والمستقبل. قضية أسري الكويت ومرتهنيها في قلب الأمير ووجدانه : منذ تحرير الكويت وتطهيرها من ألغام النظام العراقي البائد ، وقضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم ممن أخذوا عنوة من الكويت لا تزال هاجس الجميع أميرا وحكومة وشعبا. وقد قدمت الكويت أدلة تؤكد وجود 605 أسرى ومفقودين من الكويت ورعايا دول أخرى في السجون العراقية ، ومن الأدلة التي قدمتها الكويت شهادات ذوي الأسرى والمرتهنين حيث أكد الجميع عملية الأسر ووجود الأسرى ، كما أن وثائق عراقية تركتها سلطات الاحتلال عند هروبها من الكويت عند نهاية حرب التحرير ، تشير بالدليل القاطع إلى إلقاء القبض على هؤلاء الأسرى وتحديد أماكن سجنهم ، فضلا عن شهادة الرهائن الأجانب الذين أطلق سراحهم بواسطة زعماء سياسيين دوليين. لقد حرص المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- على اصطحاب بعض أبناء الأسرى خلال زيارات رسمية قام بها إلى دول عديدة ، سعى من خلالها إلى طرح قضية الأسرى والمرتهنين أمام العالم كقضية إنسانية غير سياسية. http://www.kuwait.kw/diwan/main/H.H....build-pic6.jpg المغفور له لأسرى والمرتهنين كما حمل رحمه الله رسالة الكويت إلى العالم كله ، ودوت في مبنى الأمم المتحدة أثناء إلقاء سموه كلمة الكويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والأربعين سبتمبر 1991م مخاطبا الضمير الإنساني فيهم لإرغام النظام العراقي البائد على إطلاق سراح الأسرى والمرتهنين من أبناء الكويت وغيرهم ، وفي مبادرة لا سابق لها في تاريخ المنظمـة الدولية، جلست باقة من أبناء الأسرى والمرتهنين في مقصورة بجوار المغفور له وعلى ملامحهم البريئة تبدى للعالم عمق المأساة الإنسانية ، كما رسمت أجمل صورة لتلاحم الأسرة الكويتية الواحدة قيادة وشعبا ، وعزمها على متابعة مسيرة التحرير حتى إطلاق سراح آخر أسير. ففي كلمة قوطعت أكثر من مرة بالتصفيق قال المغفور له "من فوق هذا المنبر أخاطب بإسم الكويت وشعبها المجروح ضمير العالم كي يخلص هؤلاء الأسرى والمرتهنين من معاناتهم فالإنسان أكرم الخلق ولا يجوز اتخاذه سلعة للمساومة أو وسيلة للضغط أو رهينة للإبتزاز". لكن حكم الغاب والنظام البربري الغاشم يبدو أنه لا يزال قائما في عالمنا المعاصر ، وهو قائم بالقرب من حدود الكويت الشمالية يمثله نظام صدام حسين بأساليبه العقيمة ، ونواياه العدوانية التي لم تتوقف ، فالاحتفاظ بالأسرى الكويتيين في السجون وساحات القمع العراقية حتى يومنا هذا يشكل استمرارا لحالة العدوان التي لم تتوقف ، وهي حالة عدائية لم تعد تستهدف كيان دولة الكويت فحسب ، بل تعدت ذلك إلى الاعتداء على قلوب ومشاعر الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات ، والزوجات والأطفال الذين ينتمي إليهم الأسير وينتمون إليه ، كما أن هذا العدوان يمثل اعتداء على أسمى مبادئ دين الإسلام الحنيف الذي أحل عتق الرقاب ، وحث على معاملة الأسير بالحسنى أو العفو عنه ، إضافة إلى ذلك فإن عملية الاحتفاظ بالأسرى والمرتهنين الكويتيين وغيرهم في غياهب السجون العراقية ومعتقلاتها يعد عدوانا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف المتصلة به ، كما يعد أيضا عدوانا على مسيرة الحضارة الإنسانية التي اجتازت ظلمات القرون الغابرة. إن مشكلة الأسرى والمرتهنين هي قضية ذات طابع إنساني من الدرجة الأولى ، وقد احتضنتها الاتفاقيات الدولية من خلال موادها العديدة ، وكانت فحوى قراري مجلس الأمن (686 ، 687 ) كما كانت الموضوع المركزي في جولات المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- ، ومقابلاته مع رؤساء دول العالم الشقيقة والصديقة. من جانب آخر ، فإن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين التي تشكلت بمرسوم أميري تبذل جهودا حثيثة في سبيل أن تكون هذه القضية من أولويات القضايا العالمية المطروحة على الساحة الدولية. ر |
توجهات المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- في تصريف شؤون بلاده : " إن الشورى والمشاركة الشعبية في أمور البلاد كانت طبيعة الحياة في بلدنا ولها طرق عديدة ، إلا أن عودة الحياة النيابية هي ما اتفقنا عليه في مؤتمر جدة ، ووفاء بهذا العهد فقد قررنا بعد أن تستقر الأوضاع وتبدأ مسيرة الحياة ويعود أهل الكويت إلى بلدهم أن تجري الانتخابات النيابية خلال السنة المقبلة بإذن الله تعالى حسب ما نص عليه دستورنا ". هكذا أكد رحمه الله التزامه الواضح بإعادة الحياة النيابية في أول كلمة يلقيها على أرض الكويت المحررة بعد عودته مباشرة ، ليصدر فيما بعد مرسوما أميريا بالدعوة إلى انتخابات عامة لاختيار مجلس أمة جديد وفق نصوص دستور 1962م وهو أول مجلس أمة يأتي بعد تحرير الكويت ، وقد افتتحه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في 20/10/1992م. لقد كان رحمه الله يتصرف في قيادته للبلاد ، وتوجيهه للعمل السياسي فيها على أساس أن الديمقراطية اختيار كويتي ، وأن الديمقراطية كانت منذ البداية هي سبيل الكويت الدائم في مسيرتها المتنامية ، وأن الديمقراطية الكويتية ليست ديمقراطية مستعارة بل هي أصيلة ومحلية ، وكويتية الجذر والمنبت والمنهج والقيم انطلاقا من أن الشورى بين الكويتيين في تسيير أمور بلدهم واقع تاريخي. هذه المعاني والمفاهيم ، كما يراها رحمه الله هي التي أعطت الديمقراطية الكويتية شخصيتها المتفردة ووضعها الحقيقي ومغزاها الأصيل ، أما ما عدا ذلك من التقليد للآخرين فهو لون من ألوان التبعية التي ينفر منها الكويتيون كل النفور ، فهم يحرصون دائما على الأصالة التي هي أبرز سماتهم عبر مراحل تاريخهم ، وإذا عرف الكويتيون ذلك وآمنوا به ، كانت ديمقراطيتهم مثالا يحتذى ونموذجا يقتدى به ، وهذا ما يؤكده سمو الأمير حين يقول : " ... شعب الكويت عازم في ضوء تجربته ألا يتهاون في شيء من قيمه ومكاسبه ، فالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتمتع الجميع بالثروة أسس نزداد بها تمسكا لحياتنا المستقبلية ....." ولا عجب في ذلك فقد قرر المجلس الاستشاري للمركز العربي لأبحاث ودراسات الرأي العام بالقاهرة إهداء وسام الرأي العام العربي لعام 1991م للمغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- ، وقد جاء الاختيار بالإجماع بعد الاستفتاء الذي أجراه المركز تحت إشراف مجموعة من ابرز العلماء العرب في العلوم السياسية والإعلام وعلم الاجتماع ومستشارين في القضاء. وقد تم ترشيح المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه- من قبل لجنة ضمت في عضويتها عددا كبيرا من الشخصيات المصرية ، حيث جاء في حيثيات الاختيار " ..... أنه تقديرا لمواقف سموه الوطنية والقومية ، وإعجابا بصموده خلال محنة بلاده المتمثلة في أبشع عدوان شهده العصر الحديث ، ولكنه بصموده وحكمته نجح في تحويل المحنة إلى صمود رائع ، ونجاح وانتصار ، ودفع شعبه في ظل قيادته إلى تجاوز الحدث الرهيب ، كما تحرك دوليا وعربيا وإسلاميا لتثبيت الشرعية والانتصار للحق. وكذا لتواضعه المفرط ولارتباطه ولاهتمامه بأبناء وطنه في فترة الاحتلال وما بعده ، وهي تجربة فريدة ومتميزة حيث لم يحدث أن ارتبط شعب بحاكم مثله. هذا كله ، وبالإضافة إلى التصاقه بآلام وطنه وأمته كان الدافع الأساسي لإجماع الآراء على اختيار سموه رجل العام ....... " |
حقوق المرأة :وكما هو معروف من فكر حضرة المغفور له الشيخ جابر الأحمد -طيب الله ثراه-السبّاق للمبادرات والأفكار النيّرة التي ساهمت ومازالت كما سلف ذكرها بجميع المجالات لمصلحة البشر والبشرية بشتى صورها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وديمقراطياً .
ومن هذا المنطلق وتكميلاً لمسيرة الديمقراطية وإعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية كاملةً بدخولها مجلس الأمة والمجلس البلدي فقد وقف رحمه الله وقفة قائد ناجح ، شجاع، ناظر للمستقبل نظرةً صائبةً، مواكباً أحداث العالم والمنطقة، مسايراً التقدم العالمي، و مقدراً بكل هذا دور المرأة الفعّال ووقوفها بجانب الرجل بجميع متطلبات الحياة لخدمة هذا الوطن الغالي، مبيناً للجميع بأن المرأة لا تختلف عن الرجل بالعطاء والعمل الجاد المثمر . فكل الشكر والتقدير والوفاء لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل-طيب الله ثراه- الذي أبدى رغبة بمنح المرأة الكويتية حقوقها السياسية كاملة، ليضيف هذا الإنجاز التاريخي إلى إنجازاته طوال فترة حكمه، والفخر لأن صاحب السمو الأمير كان أول من احتكم إلى الديمقراطية وارتضى خيارها . لذا فيوم الأثنين السادس عشر من مايو عيد حقيقي للمرأة الكويتية، بدءاً بالرغبة الأميرية السامية عام 1999 م، مروراً بالمشروع الحكومي عام 2004 م، وانتهاء بإقراره عام 2005 م، ثلاثة تواريخ متشابهة في سنوات متباينة، انضجت التجربة وكسرت الحاجز المنصوب أمام تطلعات المرأة السياسية . سجلت جلسة مجلس الأمة حدثاً تاريخياً عندما منحت المرأة حقوقها السياسية لتشارك تصويتاً وترشيحاً في انتخابات مجلس الأمة عام 2007 م ، أثر تأييد هذا الموضوع 35 عضواً مقابل معارضة 23 وامتناع 1 .. وصوت المجلس على القانون في مداولته الثانية في الجلسة ذاتها ليقر ويحال إلى الحكومة . كما وافق المجلس على تعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب، وبالتالي الترشيح حقاً لكل كويتي بالغ من العمر 21 سنة ميلادية كاملة، مسقطاً بذلك عبارة " من الذكور " التي ظلت 43 سنة تحول دون ممارسة نساء الكويت حقوقهن السياسية، وإن اشترط القانون الجديد التزام المرأة " بالقواعد والأحكام المعتمدة في الشريعة الإسلامية " لدى مشاركتها بالترشيح والانتخاب. لقد أكدت المادة 29 من الدستور " إن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية ، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق و الواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين. |
الساعة الآن 6:54 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab