منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى القصة (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   باقة من القصص (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=24262)

يمامة الوادي 2005-10-21 11:44 AM

باقة من القصص
 
a7

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخترت لكم باقة من القصص اسأل الله ان تستفيدو منها..

قصة مؤثرة حدثت أيام أزمة الخليج ( الوفاء .. امرأة )
في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي .. كنت أرقبها.. بإطلالتها الهادئة.. ومسحة من حزن عميق تلقي بظلالها على قسماتها..
عينيها الساجيتين دوماً.. الغارقتين بتأمل ملتاع في ماضٍ لن يعود..
أختي منيرة..
أو فلأقل عنها.. الوفاء.. حين يتجسد في صورة أنثى..
هذه المخلوقة الرقيقة كوردة.. الشفافة كدمعة.. العذبة كقطرة ندى.. لها قصة.. هي من أعجب القصص وأشجاها..
قصة حبها.. قصة فجيعتها.. قصة أوجاعها.. وحكايات كثيرة.. ترويها دمعاتها الصادقة في تساقطها كلما حضرت زفافاً.. أو ذكر اسم ( سعد ) أمامها..

كانت أختي منيرة.. في بواكير العشرين.. وإطلالة الصبا.. حين رسمت مع سعد.. ابن عمتنا.. أروع قصص الحب التي سمعناها أو قرأناها.. فضلا عن أننا عايشناها..
كان سعد.. نقيباً عسكرياً.. ويعمل في السلاح الجوي.. وكان كأقرانه ذلك الوقت.. حلم أي فتاة.. بشاراته العسكرية اللامعة على كتفيه.. بقامته الرياضية الممشوقة.. وبلونه الأسمر الذي لوحته التدريبات القتالية التي نسمع كثيراً عن قسوتها وعن أنها تصنع الرجال.. كان للحديث عن سعد في مجالسنا رونق غير كل الشباب.. كنا نلمح بين ثنايا حديث عمتي إعجاب سعد الكبير بأختي منيرة.. وعزمه على خطوبتها فور انتهائها من الدراسة الجامعية.. تأخرت منيرة في تخرجها.. فتقدم لها سعد في السنة النهائية ووافقت فوراً.. لقد فاض شعورها وأخذت تعبر عنه بطريقة كنت أحسها رغم أني كنت طفلة.. أذكر يوم خطوبتها.. كيف احتضنها والدي.. ودعا لها كثيراً.. كيف أجلستني بجوارها تمشط شعري وتقول.. إذا سافرت أنا وسعد بعد الزواج سوف آخذك معي .. سعد ( عسكري ) وسيظل أغلب الوقت خارج المنزل.. وأنت ستكونين مثل إبنتي .. !!
ياه .. كم كانت أحلامك عريضة يا منيرة.. !
وتم كل شيء على وجه السرعة.. ساعد بذلك.. ذلك الجو المشحون بالحب واللهفة والشوق والذي كنا نحسه متبادلاً بين سعد ومنيرة.. والأمر الآخر.. إن فترة الخطوبة قد طالت.. وأزمة الخليج عام 90 كانت في بدايتها.. ولكننا بالطبع. لم نستشعر خطر تلك الأزمة.. إلا بعد انتهائها.. فنحن نعيش ببلد آمن.. ولا نعرف أننا نخوض حرباً.. وأننا مهددون بالخطر في أي لحظة وقتها.. !!
امتدت الأزمة.. وامتدت على إثرها الإجازة.. وقررت العائلتان تعجيل الزواج.. بناءً على رغبة سعد الملحة.. وموافقة منيرة وما أن عقد قرانهما.. حتى شعرنا أنهما طيران خلقا بروح واحدة..
وحلقا بعيدا عنا.. وعن كل ما حولنا.. كانت عيناً أختي منيرة عندما تتحدث عن سعد .. ياه .. كيف أصفها.. كانت لكثرة حبها له.. عندما تتحدث عنه.. تلتمع عينيها بالدموع..
كان حنان أختي منيرة من ذاك النوع المتوهج كأشعة الشمس الدافئة التي تتسلل لأوردتك.. ولكن الحب جعلها أكثر حناناً.. وأكثر رقةً.. وتعطي بلا حدود.. !
يوم زواجهم كان أسطورياً.. ولا يفهم من أسطوري.. أنه ضخم فخم.. لا .. بل إن هناك نوعاً من الزيجات.. تشعر لجماله.. وجمال الأرواح التي عقد زواجها.. تشعر أن هذا الجمال يمتد ليغطي كل مساحات الفرح ذاك اليوم.. تشعر أن كل من حضر زفافهما سعيد.. وكل من رأى منيرة أو صافح سعد.. سيشعر حتماً بالسعادة.. كانت كلمة الجميع تلك الليلة.. ( لقد خلقا لبعضهما .. ! )
لا زلت أذكر فيما أذكر من فصول هذه القصة.. يوم أن غادرا الصالة.. ومنيرة تلملم أطراف فستانها بارتباك.. ولا تدري هل تحمل معها مسكة الورد.. أم تضعها مع الحقيبة..؟! أسرعت إليها أنا وأختي منال.. فأعطتنا مسكتها وقالت أمسكيها حتى أركب السيارة.. وجاء سعد ليبتسم بعذوبة.. ويأخذها مني .. لينتظر عروسه أن تضع قدميها في السيارة.. ثم يضع الورد بين راحتيها وينحني عليها هامساً..
كنت بتوق طفولي أود سماع ما يقوله.. لكنه أبعدني بلطف.. ثم أغلق الباب.. وغادرت سيارتهما..
كان طيفهما يرحل كشفق غارب أراه أمامي للآن.. ابتسامة سعد الراضية تلك.. لا أنساها..
رغم أني كنت صغيرة.. إلا أنني أدرك معنىً عظيماً قد لا يدركه الكبار.. وهو معنى الرضا.. أو السعادة المرضية..
غادرا وبقينا نحن في الصالة.. وإذ بصفارات الإنذار تصرخ بصوتها المرعب.. فيرتبك الجميع.. وتتفرق الحاضرات.. خرجنا ونحن مرتبكون وخائفون.. توجه الكل لمنازلهم.. وبقينا طوال الليل والفجر نحاول الاتصال بمنيرة وسعد دون جدوى.. فشقتهما ليس فيها هاتف.. وكيف لعروسين أن يشعرا بما حوليهما.. وأن يتصلا بنا لطمأنتنا.. ؟
كنا نلتمس لهم العذر.. ونراقب التلفاز.. ونسمع الراديو.. ونحن في قمة الخوف والتوتر.. هناك قصف.. آه كم هي مؤلمة هذه الكلمة التي لم يعرفها قاموس بلدنا.. ولا أي بلد مجاور.. كلمات كثيرة سمعتها ذلك الوقت.. وكم أكره سماعها ثانيةً.. حالة استنفار.. ضبط الأعصاب ومحاولة الاحتماء.. إتباع تعليمات السلامة.. إشارة قرب الخطر.. وقوع الخطر.. زوال الخطر..
أذكر أني بقلبي الطفولي البرئ.. كان مجرد مرور طيف سعد أمامي يبعث الارتياح.. أراه ببدلته العسكرية يقاتل.. ويمنع الأعداء من الاستيلاء على أرضي .. أو التعدي على أحد من أسرتي .. كنت أقول ذلك لأمي بسذاجة وبفخر.. فتقول.. أدعي ربك يا ابنتي أن يحفظنا.. ويحفظ سعد.. وكل المسلمين..
وأما ما بقي من طيوف سعد.. فهو ما لا أطيق روايته.. ولا أستطيع الحديث عنه.. فكيف سأصف لكم منظر أختي منيرة صباح ذلك اليوم.. كيف جاء بها أبي من بيتها كتمثال شاحب.. تهتز كعصفور صغير ضعيف.. وعلى وجهها الجميل بقايا زينتها التي لم تمحها بعد..
لم أستوعب لحظتها كل ما سمعته..
لكن الشيء الوحيد الذي استوعبته.. وفهمته ووعيته.. رأيته في عيني أختي ذلك الصباح.. لقد كانت عينيها كعيني من فقد النظر.. كانت تحدق في شيء لا أدري ما هو..
كانت عينيها جامدة تماماً. لا بكاء.. لا تعبير.. لا نظرة..
أرعبتني عيناها.. لقد أدركت بغريزتي أن منيرة قد فقدت شيئاً هائلاً.. شيئاً تعتمد عليه تماماً.. ولا تستطيع الاستغناء عنه.. كمن يفقد بصره فجأة.. فكيف يقوى على الاحتمال.. قالت بشرود.. ( طرق الباب بشده.. وسعد جالس معي..
رفعت عينيها لأبي وقالت وعلى شفتيها تنتحر آلاف الكلمات.. لقد كان معي سعد يا يبه.. لم يكن معي فقط.. في تلك اللحظة بالذات كنت وسعد شيئاً واحداً.. ثم أخفضت رأسها وتابعت تتحدث: قام ليفتح الباب.. وتحدث بسرعة وارتباك مع رجل ما.. عاد إلي وقد امتقع لونه.. و.. وخذلت الكلمات منيرة فغصت بها ولم تستطع إكمال حديثها..
كانت كلماتها تلك.. آخر ما سمعته منها قبل أن تفقد النطق لمدة عام تقريباً..
كل ما فهمته.. وعرفته.. أن سعد استدعي ليلة زفافه.. ولبى نداء الدين والوطن.. ارتدى ملابسه العسكرية.. وودع روحه التي سكبها في قلب منيرة لتحيا بها ما تبقى من عمر دون سعد..
ونعي إلينا سعد..
شهيداً.. فجر زفافه..
وغاض كل شعور جميل.. وكل بهجة وسعادة من حياة أختي منيرة..
العروس.. التي فجعت بحبها.. في ليلة فرحها..
كانت كظامئ منذ ألف عام.. ولما قرب الكأس من شفته.. حرم منه للأبد..
بقيت منيرة صامته تماماً لمدة عام وأكثر..
لا يفيد معها علاج.. ولا أي شيء آخر..
حتى جاء ذلك اليوم.. الذي نذكره جميعاً..
يوم أن خطبت من ابن خالتي ..
نطقت منيرة يومها..
قالت بصوت متقطع انكرناه ولا نعرفه.. بل أننا نسيناه..
( والله.. ما يلمسني رجال.. غير سعد.. )
وغادرت المجلس..
ثم عادت..
قبلت رأس أبي ..
وبكت..
وقالت بصوت متقطع.. كصوت الأنين الموجع..
( يبه.. سعد ينتظرني بالجنة.. عسى الله ياخذني له.. اليوم قبل بكره.. )
كان منظر أبي وهو يهتز ويبكي مريعاً..
وأحسست وقتها أن كل ما حولي يقف إجلالاً لقلب هذه المرأة..
كثيراً ما رافقت منيرة في غرفتها..
كثيراً ما رأيت دموعها التي لا تشبهها أي دموع وهي تدعو في جوف الليل..
كثيراً ما استيقظت من نومي لأراها تتحسس صورته وتشهق ببكاء خافت..
بقيت هذه المرأة وفية لسعد.. لاثني عشر عاماً أو تزيد..
وها هي منيرة الآن..
سعيدة مع من حولها.. تحب الأطفال.. وتمارس الطبخ وأعمال المنزل بمهارة منقطعة النظير..
لكن تلك النظرة المهيبة في عينيها وهي تحدق في الماضي المريع لا تكاد تفارقها أي لحظة..
وإذا ما رأيت أختي منيرة يوماً ما..
في مكان ما..
وهي حزينة أو مهمومة.. وربت على كتفها لأقول ما بك يا منيرة.. ؟
تلتفت بهدوء..
تبتسم بصعوبة..
وتهمس كعادتها دوماً..
والله لا شيء يستحق الحزن ولا الهم.. من بعدك يا سعد..
**
من يحب .. يحب إلى الأبد " شكسبير "

يمامة الوادي 2005-10-21 11:49 AM

قصتي أقدمها عبرة لكل فتاة لا طلاق ولا عدة بل فراق
تحكى وتقول


تفننت وتلذذت بتعذيب أم زوجي ، وإبعاده عنها قدر المستطاع، ونسيت حقها الذي فرضه الله علينا.
كان الرد انتقام رب العالمين مني، أو انتقامها كان صعباً ، وقاسياً دمر حياتي من أساسها.
تذكرت قوله تعالى ( وما الله بغافل عما يعمل الظالمون ) فانهمرت دموعي بحراً


كثيراً ما يحدث نزاع صامت أو معلن بين الزوجة وأم الزوج حول الزوج وحقوق كل منهما، فالأم ترى حقها مقدماً على الزوجة، والزوجة لا تعترف بهذا الحق، وترى أن زوجها ملك خاص، لا تسمح لأخرى أن يكون لها اعتبار حتى ولو كانت أمه.

الزوجة غالباً ما تمتلك أوراق اللعبة، وتعتقد أنها ستكسب، فتضع رأسها برأس أمه، ولكن مهما كانت حساباتها فالحرب محسومة لصالح الأم، لاعتبارات كثيرة، قد تكون مرارة العداوة تجعل الزوجة تتجاهلها أو لا تتفهمها بما فيه الكفاية، فتأتى الرياح بما لا تشتهي السفن.

قصتي أقرب للخيال، وقد تكون رعونتي واستفزازي لأم زوجي هي سبب تعاستي التي لا توصف، فقد انهار كل شيء في لحظة لا تخطر على البال، لهذا أقدم قصتي عبرة لكل فتاة لتتعظ بها:

إنه ابن عمي، حيث نشأ كل منا متعلقاً بالآخر منذ الطفولة، حتى إذا كبرنا تم زواجنا وسط فرحة الأهل وأمنياتهم لنا بالحياة السعيدة، عشنا حياة مليئة بالحب والسعادة هي أقرب للأساطير، حتى أصبح البعض يضرب بنا المثل من حيث الانسجام، والحب، والتفاهم والتوافق، كما أكرمنا الله بطفلين، الولد حمل اسم جده والبنت حملت اسم أمي، زوجي يحبني كثيراً حباً أحسد عليه، أما أنا جميلة بشهادة الجميع، وأهتم بنفسي، قد يكون الجمال وما حظيت به من حب دفعني أن أفتعل العداء مع أمه، أو بالأصح أتسلى بإغاظتها بأسلوب بارد، لأنني ممسكة بكل الخيوط، وأحس في قرارة نفسي أن ما أقدم به خطأ، ولكنني متأثرة بما استمع من كراهية الأم لزوجة الابن، استطعت أن أحكم قبضتي على زوجي حتى أصبح اهتمامه بأمه في حدود ضيقة، واستمرت الأيام وأنا أتعمد إغاظتها، استمرت اللعبة عندما لن يعر أبنها أذناً صاغيةً لشكواها، كنت أشعر أنني أتمتع بدهاء يفوق دهاء صويحبات يوسف!!

حتى جاء ذلك اليوم الذي سددت لي فيه هذه المرأة الضربة القاضية التي نسفت كل شيء، لا أدري أهي صادقة أم استفزازي لها جعلها تقف هذا الموقف؟

ومهما كان فأنا الخاسرة والنادمة.

في ذلك اليوم مرضت هذه العجوز، وجئت أزورها، وقلت لها اكتبي وصيتك، تنهدت وقالت لي: الموت حق.

عندما رجع زوجي كالعادة نادى أطفاله ولاطفهم، وحدثني عن الذكريات الجميلة التي عشناها

وقال لي: لا أعرف بدونك كيف أعيش، كل الناس يحسدونني، قلت له وأنا كذلك ثم ذكرت له أن أمه مريضة لا بأس من زيارتها، فذهب وما هي إلا دقائق حتى جاء زوجي بوجه لم آلفه عليه جاء عابس الوجه، مطأطئ الرأس، قلت له ماتت؟ قال: لا ولكن .. ولكن ماذا؟ خرج من البيت دون أن يكلمني لحظتها أدركت أن أمه قالت له شيئاً أزعجه، ذهبت لها وسألتها بأسلوب تهكمي، وبلهجة التعالي والغرور

قلت لها: ماذا قلت يا عجوز لابن عمي؟ قالت لي ببرود وبصوت متهدج: الموت حق، وأنا كنت جاهلة أنت وابن عمك أرضعتكم سوياً، وسمعت الشيخ في الإذاعة يقول إن الأخت بالرضاعة لا تتزوج أخاها من الرضاعة، وسألت العلماء قالوا لي زواج ابنك باطل؟ صرخت في وجهها قلت لها: دمرتني؟! حرام .. أنت حاقدة، لحظتها دارت بي الدنيا وسقطت منهارة لقد وقعت الكارثة وأصبحت حديث الناس، سألت أمي عن موضوع الرضاعة فقالت لي هي رضعات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولكن هذه المرأة أقسمت أنها أكثر من أصابع اليدين، وبعد الرفع للقضاء صدر الحكم بالتفريق بيني وبين زوجي دون طلاق وإلحاق الأبناء لقد ضاع كل شيء جميل في حياتي، نعم أنا مذنبة فقد أكون دفعتها لأن تتمسك برواية الرضاعة حتى تحطم قلبي كما حطمت قلبها فالجزاء من جنس العمل.

ولحظتها انهمرت دموعي وسالت بحراً وتذكرت عظيم الجرم والظلم الذي ارتكبته في حق تلك المرأة المسكينة وما آل إليه أمري.

يمامة الوادي 2005-10-21 11:51 AM

سأكون أصلب من حجر


كان كل شيء هادئاً كما اعتدت عليه.. والغرفة كما هي باردة.. الستائر منسدلة وكل شيء مبعثر في الغرفة الملابس والكتب والدمى .. نظرت بصمت إلى الأشياء المبعثرة.. أوصدت الباب بقوة وأنا محملقة في الغرفة أبحث عن جواب لأسئلة ظلت تلح علي منذ زمن بعيد..

جلست على السرير منهكة.. أسندت ظهري للجدار وتاهت الأفكار في رأسي .. ليتني أستطيع أن أنام.. أحس أن حشرجة ومرارة تغص في حلقي .. أبتلع الدموع وأشعر بمرارتها.. أنظر إلى المكتبة التي تغص بعشرات الكتب.. ولكني لا أقوى على القراءة في مثل هذه الحالة.. فبالي مشغول بما هو أهم.. في هذا المساء الدافئ يسافر وجهي بعيداً.. كنت أظن أن الحياة قد بدأت تنثر ورودها على وجهي بعد طول صبر.. ولكني لم أنل إلا مزيداً من الصفعات.. كانت بريئة حينما تلقيت الصفعة الأولى ثم أتت الصفعة الثانية وتوالت الصفعات.. حتى اعتاد وجهي على الصفعات كجزء لا يتجزأ من روتين كل يوم..

قاسيت مرارة الحرمان وأنا في سن صغيرة.. ثم التقيت به وأنا في أشد حالات ضعفي فيما يسمى " شات " فتشبثت به كالغريق الذي يعلق أمله في قشة..

تشبثت به وأنا لم أفهم بعد معنى الحب.. كل ما كنت أفهمه أن في شخصه ما يشدني ويجذبني إليه.. هذا الرجل الذي سمح بنفسه بمناداتي " حبيبتي ".. وكانت المرة الأولى التي أنادى بهذه الطريقة على لسان ذكوري.. وأخذ يغدق علي بسيل من العبارات الرقيقة المسبوكة بدقة محترف..

لا أعلم أكان حبي له حقيقة أم مجرد إعجاب برجل ..

الهدوء يعم المكان.. يساعدني على الاسترسال في التفكير.. فقد نامت عيون الجميع إلا عيني اللتين أتعبهما السهاد.. تسرب صوت المؤذن داخل غرفتي ليحرك مشاعري من جديد.. رددت النداء معه كلمة.. كلمة.. حتى شعرت بالراحة.. صدقت أختي حينما قالت أنه لا راحة توازي الراحة الحاصلة بعد سماع صوت المؤذن وقت الفجر.. والناس نيام.. وأنا وحدي متيقظة أتفكر به وبوضعي ثم أردد النداء بعد المؤذن.. أشعر برعشة تسري في أوصالي وأطراف أصابعي.. رعشة غريبة.. رغبة جامحة في البكاء.. هل هذا ما يسمونه بالخشوع.. أم أنها رغبة في البكاء لا أكثر.. أبكي.. لا لن أبكي عليه.. فهذا بكاء الندم والتوبة عما فات..

لن أنكسر بسببه فأنا بحاجة إلى كل ذرة قوة..

يجب أن أساند نفسي وأمدها بجرعات من القوة والإيمان..

عليَّ ألاّ أتركها تتوه في غياهب الحزن وحدها لتتمكن منها.. ثم لأجل من كل هذا البكاء؟؟ لرجل لا يكن لي قطرة من احترام.. لرجل لا يهمه من أمري سوى طولي ووزني وجمال صوتي وكمية التنازلات التي سأقدمها له.. لرجل يرى أن جميع النساء في النت سخرت له ولأمثاله.. لرجل يعتقد أن كل من تدخل عالم النت هي متحررة من القيم يحل له إقامة علاقة معها بكل بساطة..

كلا .. غيابه لن يؤثر عليَّ إلى هذه الدرجة.. فقد أرشدني الله من حيث لا أحتسب.. ألهمني الرشد حينما صرخت في وجهه وقلت لأول مرة " لااااااااااااا " حينها ظهر على حقيقته نزع عنه ستار الحب والعطف والرحمة.. ظهرت لي أنيابه.. لم يتوقع مني هذه الصحوة المفاجئة.. هزه اعتراضي .. أغضبه صدودي وامتناعي .. بدأ بالتكشير والصراخ.. ثم حاول تلطيف الجو بتمثيل الحب والغرام مرة أخرى.. ولكني استيقظت أخيراً.. ولن يعود قادراً على خداعي مرة أخرى.. لقد رأيت ما فعله بغيري بأم عيني وسمعت آلاف القصص من أفواه فتيات ذقن أقسى الآلام نتيجة لتصديق كلامه المعسول.. عندها قرر الرحيل.. عله يجد ضحية أخرى تكون أكثر سذاجة مني ..

قال لي بكل وقاحة بعد أن لمس حجم التغيير الذي طرأ عليَّ وقرأ عبارات الاحتقار بين كلماتي ( أنت لم تحبيني قط ولن تحبي أحداً لأنك امرأة بلا مشاعر ولا تفهمين معنى الحب.. أنت أشد برودة من الثلج.. أنت كالحجر في صلابته.. فهنيئاً لك هذه الحياة الخالية من المشاعر..! وأنا متأكد من أنك ستتجرعين مرارة الحرمان من بعدي وستكون حياتك أشبه بالموت البطيء منها بالحياة.. فوداعاً يا من خدعتني بزيفك وسذاجتك المصطنعة.. يا من تحاولين الآن تمثيل دور المرأة العفيفة أمامي الآن بعد أن سقيتك من كأسي أياماً طوالاً.. فقد مللت مني الآن وحان الوقت للبحث عمن يقدم لي شيئاً آخر لم أستطع تقديمه لك.. فلا تحاولي إقناعي بصفاء سريرتك.. فكل فتيات النت سواء.. كلهن يدعين الصلاح والحياء.. وهن بعيدات كل البعد عن ذلك.. يدعين الدين والاستقامة وأنها أول علاقة لهن! اذهبي فلن أطيل عليك.. الله يوفقك بالحبيب الجديد! )

لكن سأنسى أمره وأعيش حياتي بلا مشاعر..

ولكن هل أنا حجر فعلاً حتى أعيش بلا مشاعر؟

هل أنا ثلج كما قال؟

لا لست حجراً.. قال لي يوماً بأني حجر.. أشارك الجوامد بخواص كثيرة.. قال إني غير كل النساء.. ليس لدي مشاعر ولا أحاسيس.. أعلم أنه لا يؤمن بما قاله لسانه.. وأنه ما أطلق علي هذا الحكم الجائر إلا لمعرفته بطبيعتي العاطفية الرومانسية وبطيبة قلبي .. فأحب أن يؤثر علي بهذه الكلمات علي أتراجع عن قراري وأخضع لمطالبه..

فلو كنت حجراً كما يقول لما تفكرت بكلماته كل هذه الأشهر..

لو كنت حجراً لكنت عرضت سمعتي وسمعة أهلي للسوء بمثل هذه العلاقات المشبوهة..

لو كنت حجراً لكنت وافقت على بناء سعادتي – إن كانت سعادة – على تعاسة الآخرين وأولهم أهلي ثم زوجته التي لم يفكر يوماً في أمرها..

قال لي بأني حجر لا يعرف عظيم المشاعر التي يعج بها صدري فأراد أن يثيرني بكلماته القاسية.. ونجح بذلك..

لكني فهمت الدرس جيداً..

واقتنعت بأني سأكون أكثر صلابة من الحجر إن بعت نفسي وتخليت عن ديني من أجل شخص مثله..

يمامة الوادي 2005-10-21 11:53 AM

في موقف الحافلة


المحطة السابعة

في تمام الساعة الرابعة عصراً امتطيت الحافلة من إحدى المجمعات التجارية التي تقع على طريق ( 148 ش غ ) متجهة إلى الجامعة لحضور إحدى المحاضرات المسائية التي تبدأ في الساعة السادسة مساءً .

لقد اخترت الجلوس في أحد المقاعد القريبة من باب الحافلة لكي يتسنى لي النزول قبل الركاب الآخرين حينما تتوقف الحافلة في المحطة التي أريدها.

توقفت الحافلة في محطة قريبة من مسجد مدينة بلفيو، وصعد الباص رجل تدل ثيابه الرثة وشعاثة شعره على أنه ممن يفترشون الشوارع ليلاً حيث لا مأوى لهم. حولت ناظري عنه لكي لا يحرج بتعبيرات الرثاء التي ارتسمت على وجهي فأنا حينما أضطر للخروج ليلاً وأشاهد هؤلاء يفترشون الصفائح الكرتونية في الشوارع لكي يناموا عليها تتقطع نفسي حسرة عليهم وتنطلق الشتائم مني على الحكومة الأمريكية التي لا توفر لأبناء أمريكا ملاجئ تقيهم البرد القارص .

عدت أنظر إليه من جديد حينما وجدته يقف أمامي ويكاد حذاؤه بلامس حذائي . لقد كان يحدق بي بطريقة لم أعهدها من أبناء العم سام، لذلك حدست بأن نظراته ليست موجهة لي شخصياً ولكنه رجل ( أعمى ) ويريد أن يجلس على الكرسي الذي أجلس عليه ولذلك يريد أن يتأكد من أن المقعد خالٍ . ولقد تأكدت من صحة حدسي حينما لم أسمعه يوجه كلمة ( شكر ) لي عندما غادرت المقعد وأتحت له فرصة الجلوس عليه.

جلست على أحد المقاعد الخالية القريبة من مقعدي السابق وكم كانت دهشتي كبيرة حينما رأيته يفتح حقيبة تعادل في حجمها حقيبة طلاب المدارس ويخرج منها جريدة كي يقرأها.

المجرم.. الحاقد.. لم يكن أعمى ولكنه كان يحدق بي عمداً لكي يأمرني بمغادرة مقعدي. آه لو كنت أعلم.. لزجرته وقلت له ( الباص ما هو باصك ).

لقد كانت هناك ثلاثة مقاعد خالية قريبة من المقعد الذي كنت أجلس عليه، ولكنه اختار أن يجلس على المقعد الذي تجلس عليه امرأة محجبة، بالرغم من أننا نعيش في مجتمع لا تجيز قوانينه وأعرافه أن يطلب رجل من امرأة مغادرة مقعدها في وسائل النقل العامة لكي يجلس عليه هو ( يعني شين وقواية عين )!!

اشتعلت نيران الغضب في رأسي، فأخرجت كتاباً من حقيبتي، ورحت أتشاغل بقراءته محاولة إبعاد سلوك الراكب من ذاكرتي .

بعد عدة أيام تصادف أن امتطيت الحافلة في تمام الساعة الرابعة عصراً من نفس الطريق السابق. توقفت الحافلة قريباً من مسجد بلفيو وإذا بي افاجأ بنفس الرجل يصعد إليها. هنا ابتسمت وجمعت أسلحتي وتحفزت للمعركة بطريقة تشابه تحفز القط حينما يتهيأ للانقضاض على فريسته. لقد قررت بأن ألقنه درساً يجعله يتحاشى جميع النساء المحجبات في أمريكا.

وقف قبالي وأخذ يحدق بي كعادته مما أثار انتباه الركاب الجالسين على مقربة منا فأخذوا ينظرون إلينا باستغراب. نظرات الركاب جعلتني أقرر أن لا أتفوه بكلمة واحدة ( ما هو كفو أحاكيه ) .

أخذت أتابع المناظر المتحركة من خلال نافذة الباص متظاهرة بأنني لم أره. حينما أدرك أنني سوف لا أتزحزح عن مكاني اختار المقعد المقابل للمقعد الذي كنت أجلس عليه وجلس. لقد أثار سلوكه جملة من التساؤلات في ذهني من ضمنها:

إنه في كل مرة يصعد الحافلة من موقف مقابل لمسجد بلفيو..

فهل حركت أضغانه رؤيا بعض الشباب المسلمين بردائهم الإسلامي وطواقيهم البيضاء؟

هل أراد أن يعطيني رسالة ملخصها بأن هذه البلد ليس بلدك وليس لك الحرية في الجلوس في الباص حيث تشائين؟

هل يمثل هذا الرجل الشريحة الحاقدة على المسلمين والتي أتاحت لها أحداث سبتمبر الفرصة للمجاهرة بكراهيتها ومحاولة استفزاز المسلمين؟

في هذه المرة قررت أن أحتفظ بهذه الحادثة في أعماق ذاكرتي لكي استخدمها في وقت تتاح لي فيه الفرصة للتعبير عن معاناتي كمسلمة تعيش في أمريكا.

بعد ثلاثة أسابيع وفي أحد المحاضرات التي تناولت موضوع معاناة الأعراق الغير أمريكية من التفرقة العنصرية تحدثت عما حدث لي مع ذلك الراكب بهدف إحراج العنصر الأمريكي بسلوكيات أبناء جلدته. لقد تجاوب بعض الحاضرين ممن ينتسبون إلى أعراق غير أمريكية واستنكروا سلوك ذلك الراكب، بينما احمرت وجوه أبناء العم سام خجلاً ولم يجدوا تبريراً يقدمونه. أما الأستاذ وكان إفريقياً أمريكياً ( أفروأميركان ) فقد روى قصة حدثت له شخصياً توضح عن همجية السلالة البيضاء وضيق نظرها وتوهمها بأن ( الإنسان الأمريكي ) يفوق غيره من الأجناس الأخرى.. وهنا انتهزت فرصة الحديث عن التفرقة العنصرية فأوضحت بأن الإسلام قد وضع لها حلاً قبل أربعة عشر قرناً حينما اختار نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ( بلال ) ليكون أول مؤذن في الإسلام.. ومن حسن الحظ كان الأستاذ قد قرأ الكتاب الذي أصدره ( مالكوم أكس ) عن الإسلام..

فاستشهد بعبارة منه توضح المساواة في الإسلام .

بعد انتهاء المحاضرة استنتجت بأنني قد اتبعت الطريقة المثلى لتصريف الغضب، فلقد كتمت غضبي في الحافلة وأعطيت الركاب صورة حية لخلق المسلم ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) ثم عبرت عن غضبي واستيائي بين مجموعة من المثقفين وأوضحت بأن الديمقراطية تكاد تنعدم في مجتمع يدين بالتعددية ويحتضن تمثال الحرية.

يمامة الوادي 2005-10-21 11:54 AM

قصة نفس



أريد أن أجمع أيام عمري المتناثرة، أن أخط لكم آلامي وأحزاني،
أترجم أحلامي وأمنياتي التي ربما عجزت عن تحقيقها لنفسي
وأريد أن أحققها لكم وفيكم.

عشت ما يقارب سبعة عشر عاماً بين عائلة كأن بينهم وبين الصلاة عداوة غريبة فلا أحظى برؤية الوالد يركع لله ركعة إلا في شهر الصوم، والوالدة إن أدت صلاتها في ذلك اليوم أدتها ساهية لاهية،

أما باقي أفراد العائلة فأفكارهم أوروبية بحتة كيف لا وهم منذ صباهم يعيشون بلا إشراف أو توجيه سليم؟

عشت في مجتمع يرى الناس فيه أن عبادة الله تقتصر على بعض الشعائر الدينية التي لا يقوم بها إلا كبار السن فقط.

لذا عشت في برج عاجي، الطبع المتعالي سمتي، أفعل ما يأمرني به الشيطان من سفور وتبرج. وكم كنت أفرح عندما أجد نظرات المعجبين تدور من حولي. لم أجد من ينهاني أو يرشدني، فالأب منشغل بتجارته، والأم بعيدة كل البعد عني كأني لا أعنيها ولا تشغلها قضيتي.

كانت كل متع الدنيا محيطة بي أفعل ما أريد وأطلب ما أريد، لكن رغم كل هذا لم أكن أجد لحياتي طعماً. كانت عقيمة من كل معاني السعادة والراحة، كان كل يوم يمر يزداد التوتر والقلق داخل نفسي .

تتقاذفني مشاعر متمازجة، أفكار متضاربة، تعبت، أحتاج إلى أرضية ثابتة مستقرة أرسو عليها وأثبت، وأزرع الآمال والأمنيات وتتجذر فيها الأحلام والطموحات.

تعبت من ازدواجية المعايير من ضياع القيم والمبادئ المشوشة، تختلط المشاعر وتضطرب ما بين مد وجزر.

أأبقى أسيرة متع الدنيا، أم أنسى عنوان حياتي وأختار آخر؟

هل سأكون قادرة على مجابهة تلك الفتن؟ هل سأتخطى كل ما اعتادته النفس من تبرج وسفور وحفلات وسهرات؟ أم أن الفتن ستلقيني إلى البعيد؟

وجدت أن أنهض وأغسل وجهي وأطرد غيمة أفكار سوداء ألقت عليّ بظلالها. بدأت بتصحيح هيئتي فاستبدلت بتلك الثياب البذيئة ثياباً أجمل بل في غاية الروعة تتسم بالوقار والهيبة عندها فقط وجدت السكن والهدوء النفسي. ورغم كل العراقيل التي وقفت في طريقي ورغم كل المكائد والمؤامرات التي نصبت شباكها للإيقاع بي من كل المحيطين الذين كان هدفهم إضعاف عزيمتي مما سيؤدي إلى إضعافي وضياع ديني.

رفضت كل المغريات ودست على لذائذ الدنيا أحاول أن أتخطاها، استطعت بحمد الله أن أتخطى بعضاً من الحفر والممرات الوعرة، كما أن الشيطان نجح في بعض الأمور وأوقعني في دروب ومسالك لا نهاية لها لكن في كل مرة كنت أفشل، كنت أجد في نفسي الدافع إلى التحدي والصمود. أحاول أن أنسى تلك الأفكار العقيمة التي نشأت عليها، والتي يحاولون ترسيخها في ذهني.

أصنع لنفسي أفكاراً ومبادئ من رحاب الإسلام، تلك المبادئ التي ترتاح لها النفس كيف وهي من البارئ عز وجل.

نجحت وبحمد الله أن أنسى كل الذي اعتادته النفس من سفور وتبرج. ربما أكون افتقدت أشياء كنت أرغب القيام بها لكن الله عوضني عنها خيراً بنفس مطمئنة، وسريرة هادئة، كما أني أنعم بصحبة طيبة عوضتني عمن أفتقده. والأكثر من هذا أني أجد نظرات الاحترام في عيون المحيطين بي حتى هؤلاء الذين يحاولون إغرائي بمتع الدنيا.

حتى الآن رغم أن المسافات قاربت الستة كيلومترات أي الست سنوات إلا أن المكائد والمؤامرات ما زالت تحاك لتدميري، نجحت في التغلب على بعضها وفشلت في بعضها الآخر، لكني ما زلت أقول: يا دنيا غري غيري.

حاولت أن ألخص تجربتي من واقع الحياة لتتأكد أخي القارئ أنه يجب علينا التحدي. فالكثير يواجه الظروف نفسها، رفض الأهل الالتزام، أو رفض شيطان النفس، لكن علينا أن نتخطى تلك المغريات الملتفة حولنا كأفعى تريد أن تدس السم في أجسامنا وتهرب لتختبئ .

أعلم بأننا نعيش في عالم التناقضات، الأديب سخر إبداعه لمحو الأدب من نفوسنا، والصحفي بدلاً من أن لا يكون قلمه سيفاً لقطع من يهدم العقيدة نجده اليوم سخر السيف والقلم لهدم العقيدة.

لنكن على إدراك أنه بأيدينا نستطيع أن نسيطر على حياتنا ونكون أقوى من أنفسنا.

فالنفس أمارة بالسوء.

علينا أن نفكر فيمن هم حولنا لنكون مؤثرين لا متأثرين فقط، دعونا نتخط كل المبادئ العلمانية التي يريدون منا أن نتشبع بها ونعيش في أجواء إيمانية حتى لو أدى بنا ذلك إلى أن نجد أنفسنا بعيدين عن كل لذائذ الدنيا، دعونا نترك المبارزة بالمعاصي ونتذوق لذة الدمعة والخشية من الله.

يمامة الوادي 2005-10-21 11:55 AM

قدري

تقول


ذات ليلة من الليالي الهادئة .. كانت السماء كصفحة رُسم فيه وجه ضاحك سعيد باكتماله .. وكانت النجوم تشاركه في الضحك بالبريق واللمعان مما أكسب الليل جواً ساحراً لا يتكرر .. لقد كنت أشاهد هذا المنظر من نافذة غرفتي وأنا أشعر بالملل بعد محاولاتي المضنية في النوم .. لقد تقلبتُ في فراشي ساعة كاملة ولم يغلبني النعاس بعد .. ماذا أفعل في هذه الساعة المتأخرة ؟؟ .. فتحتُ نافذتي وأخذتُ أتطلع للسماء .. لقد كان أمام منزلنا المتواضع فيلا أنيقة تدل على راحة أهلها .. وحول الفيلا حديقة جميلة ولكن يبدو أنه لم يعد هناك من يهتم بأشجارها وأزهارها .. آه لقد تذكرت .. لقد سافر أصحاب هذه الفيلا إلى الخارج منذ فترة ليست ببعيدة .. لقد كان ضوء القمر ينعكس على الفيلا والحديقة مما يعطي المكان منظراً كئيباً مهجوراً كما لم تطأه قدم منذ سنين ولكن لحظه .. ما هذا ؟! .

فركت عينيَّ غير مصدقة لما أرى .. هناك شيء يتحرك .. نعم لقد رأيته .. لقد اختفى .. يا إلهي !! أهو لص أم شي آخر ؟! .. كيف سأتصرف ؟! .. لقد ظهر ثانيةً .. إنه يمشي في حذر شديد ويتلفت يمنه ويسرةً .. يبدو أنه اعتاد على فعل ذلك .. ماذا أفعل يا إلهي !!. هل أيقظ والدي ؟! .. أم أتصل بالشرطة على أن المكالمة من متصل مجهول ؟!. لقد وصل للباب الداخلي للفيلا .. هل سيكسر الباب أم سوف يبحث عن وسيلةً أخرى للدخول إلى الفيلا ؟! .. لقد فعل ما لم يكن بالحسبان .. لقد أشعل مصباحاً صغيراً وأخذ يعبث بقفل الباب ثم .. لقد فعلها .. لقد فتح باب الفيلا واختفى داخلها .. إنه لصٌ محترفٌ إذن !! .. لم أسمع بوجود لصوص في منطقتنا .. أرى ضوءاً خافتاً عبر نوافذ الفيلا .. إنه يبحث عن أي شيء ذا قيمة لأخذه .. دعيني أنتهز هذه الفرصة بالاتصال على الشرطة .. ركضتُ بسرعة إلى الهاتف وضغطت على رقم الطوارئ .. أجابني رجل بصوت هادئ :

النجدة تتحدث .. قل ماذا يحدث عندك ؟

ارتبكتُ في البداية ولكني تحدثتُ – مغيرةً صوتي – بصوت لا يخلو من الارتباك :

يوجد في المنزل رقم " ..... " في الحي " .......... " لص ما زال في المنزل .. فأرجو أن تصلوا قبل أن يذهب بغنيمته .

قال لي وهو يظن أنني فتى : انتظر يا فتى .. إنك لم تقل بعد من أنت وما ...

أغلقت السماعة قبل أن يكمل تساؤله .. لقد خفتُ أن يعرف رقم المنزل وبالتالي أتورط في الأمر .. قلبي يخفق بشدة والعرق يتصبب من جبيني .. أين سيأتيني النوم في هذا الرعب الذي أعيش فيه ؟؟ رجعتُ إلى النافذة .. إنه ما زال في الداخل .. لقد كان يتحرك بثقة أن لا أحد يراقبه .. لقد خرج أخيراً ومعه الغنيمة طبعاً .. إنني أرى من بعيد سيارات الشرطة قادمة .. لقد قربت نهايتك أيها اللص .. أقفل الباب خلفه بحرص حتى لا يعلو صوته .. وأخذ يعبث ثانيةً بقفل الباب .. إنه يمتلك دماً بارداً إذن !! .. سرعان ما يصبح دافئاً في مركز الشرطة .. لقد كان ضوء مصباحه ينعكس على مقبض الباب وأشياء حديدية يعبث بها اللص مع قفل الباب .. لقد انعكس ضوء المصباح على وجهه .. يا إلهي !! لقد رأيته .. لقد رأيته .. لكن المصباح سقط منه سهواً عند محاولته إدخال شيء ما في جيبه ..

لقد أخذ المصباح ثانية .. لكن هذه المرة سقط ضوء المصباح على وجهه كاشفاً ملامحه بوضوح ..

.. يا إلهي !! ... ماذا فعلت ؟ .. إنه أخي !!

. لقد اقتربت الشرطة كثيراً .. لا أستطيع تحذيره .. يا إلهي ماذا فعلت ؟! .. أطفأ المصباح .. واجتاز الحديقة حتى وصل إلى بابها وخرج من المكان .. وكان في استقباله ما لا يقل عن خمسة من رجال الشرطة وهم يصوبون أسلحتهم نحوه ويحذرونه من فعل أي شيء ويأمرونه برفع يديه أعلى رأسه .. سوف أصاب بالجنون .. لقد جنيت على أخي ..

هل هو خطأي أم خطأه ؟؟ ..

حدثوني .. هل هو خطأي .. أم خطأه .. أم قدري وقدره ..

يمامة الوادي 2005-10-21 11:57 AM

هويّتي



في يومٍ غادرتهُ الشمسُ إلى خلف السّحابِ الأسود ، هاجرتُ وأسرتي إليهم ..
نحملُ أحزان الغربةِ ، ونخفي في حقائبنا حفنةً من ترابِ الوطن ، كي نقبّلها بصمتٍ ونبللها بدموعٍ كلّما لفّنا الحنين ..
أتيتهم طفلةً تحملُ بسمتها النّقيّة ، كبرعمِ زهر ، أصافحهم بودّ ، وأنقشُ الفرح على وجوههم ، أعيشُ معهم بوئامٍ كأيّ فتاة غربيّة .. فأنا واحدةٌ منهم ، ولدتُ هنا في أرضهم ، فكانت لي وطناً آخر غير ذلك الوطنٌ المولود في قلبي ، ذلك الوطن الشامخ الواسع الذي أحمله معي أينما رحلتُ ، وأرمقُ خارطته بزهوٍ وأنا أهتف :
-إنها من أجمل اللوحات التي علّقتها في غرفتي !
كم جمعتني بهم من ذكرياتٍ على مقاعدِ الدراسة ، وكم كانَ يثني عليّ أساتذتي ويلفّني إعجابٌ لا تخفيه عيون التلاميذ ، يتحوّلُ إلى سيل أسئلةٍ لا تنتهي بعدَ الدروس ، أجيبُ عليها بكلّ حبِّ ، فقد أوصتني أمّي وقالت :
- يا حنين لا تبخلي ، فأنت الكريمة بنتُ الكرم !
ثمّ أستأذنُ بلطفٍ وأمضي ، غريبة أنا في شوارعِ مدينتي ، وطني هناك ، وفي دفء بيتي ،أعودُ مثقلة بصمتٍ ، ألقي التحيّة وأختفي في غرفتي ، أدفنُ وجهي في وسادتي ، وأمطرها دموعاً كلّما زارتني أشواقي العربيّة ، لمئذنةٍ في مدينتي ، لتسبيحٍ بصوتِ جدّتي ، لسربِ حمامٍ يحلّق عالياً ثمّ يعود .. وهل أعود ؟ آه .. ما أقسى غربتي !
لم أدرك أن الأيام مضتْ سريعاً ، وأني كبرتُ فما عدت طفلة ، حتى رأيته بين يدي أمّي تمسكه بحرصٍ ثم تغطّي به شعري ، وتبكي أمي وهي تتمتم :
- هويّتكِ هنا يا حبيبتي ، وعنوانك ، احرصي على جمالكِ لا يضيع !
وأبكي أنا بكاء الفرح ! فقد تحققت أمنيتي بأن أرتديه ، كان حلماً يراودني ، وكم جرّبته خلسةً بعيداً عن ناظري أمّي ، وكم دعوتُ الله أن أحظى به .
أنا الآن به ياسمينةً حقيقيّة ، أو زهرة نسرين ..
قد أختلفُ به عن قريناتي ، ولكنهنّ سيتقبّلن ..
خطواتي إلى المدرسة تسابقني ، ولكنّ شعور الخوفِ يعصفُ بقلبي الصغير ..
لقد حدثَ ما لم أتوقعه ! ليتني لم آتِ اليوم إلى هنا !
أصواتهم الحاقدة تلاحقني ..
- حنين أنت قبيحة
- ستتحوّلين إلى كسولة غبيّة ..
- منظركِ مضحكٌ بهذا الشيء ، لم لا تنزعيه وننتهي من هذه القضيّة !
دموعي ترجمت لأمّي كلّ ما وددتُ قوله .. فنظرت إليّ بعمقٍ وقالت :
- أتحبين يا حنين أن تنزعيه ؟ لكِ ما تريدين !
لم أكن لحظة عودتي من المدرسة أحمل كمّ المشاعر التي داهمتني عند سؤال أمّي ..
صحيح أني قد وضعت حجابي لساعاتٍ ، لكنني حلّقت به بعيداً جداً إلى حيثُ لم أتوقع !
شعرتُ بهِ أنني عابدة حقيقيّة ، تحملُ كلّ معانٍ للطهر والصفاء والنقاء ، وأنّه كان حارسي الذي يحميني من عيونٍ جائعة ، فيحتويني ..
كان دفئاً غامراً يأسرني ، وهو عنواني ، عنوان المرأة المسلمة الذي أضعته منذ ولدتُ وحتى هذه اللحظة في كلّ النساء اللواتي عرفتُ ماعدا أمّي !
لمّا ارتديتُه تعمّق الإسلامُ في داخلي ، واستشعرتٌ رضا الله تعالى عنّي ..
فهل أترك كنزي هذا وأضعفُ أمام كلماتٍ حاقدة ..
أمضيتُ ليلةً عصيبة في التفكير ..
لكنني استيقظتُ نشيطة ، دخلتُ المدرسة بحجابي وابتسامتي ، أجبتُ بفرحٍ على أسئلة المتطفّلين والمتطفّلات ، وفرضتُ احترامي من جديد في هذا المكان ..
وكان الإسلامُ ضيفاً جديداً يزور القلوب ،
وسأعملُ حتماً كي يسكنها !

يمامة الوادي 2005-10-22 8:58 AM

حكاية خمار


حدثتني ذاكرتي بمشهد قديم، ظل مطوياً سنوات طويلة لكنه بدأ يلح علي بالبواح، منذ أن عصفت بالأمة تيارات الفتن، وصار يضيق علي الخناق ليجبرني على إحياء سيرته.

هو مشهد حزين، لامرأة مؤمنة، لبست الحجاب رغماً عن أهلها، ثم أسدلت خمار العفة على وجهها، ومضت تحث أبناءها نحو مستقبل يرفل بالإيمان والصدق والإخلاص.

كان الخمار صلة بينها وبين الصحابيات، وقمة الامتثال لأوامر الله، فكانت سعادتها به لا توصف.. إلى أن جاء اليوم الذي نزع منها هذا الدرع انتزاعاً، وكأنما سلبت فلذة من كبدها معه.. كان يوماً أسوداً قمطريراً، قعد لها عدو الله بالمرصاد وقال: أميطي اللثام لأرى وجهك يا امرأة أجابته بصلابة: لم؟ ألم تر نساءً من قبل؟ فرد بدناءة وخسة: بلى ولكني أود أن أراك أنت، فرفضت وأبت أن تكشف عن وجهها لهذا الخنزير وأصرت إصراراً ملأه غيظاً، فما كان منه إلا أن أخرج رشاشه وغرزه في كتفها. عندئذ، لم يكن بينها وبين الموت إلا طلقة رصاص..

لكن زوجها ارتعد لهذا الموقف وصرخ في زوجته: فلترفعيه هيا! فلما أبت مدّ يده ورفعه.. ليرى ذاك الخنزير وجهاً مضيئاً بنور الله، وتكتحل عيناه بالظفر.. بعد ذلك، مضت السيارة محشرجة مسرعة.

فرمته المرأة المغلوبة على أمرها: قبح الله وجهك!. فصرخ بأعلى صوته: انقلعوا، انقلعوا، وأطلق رشاشه في الجو معبراً عن ثورته العمياء.

كل هذا، وأولادها الأربعة يراقبون المشهد دون تعليق سوى دموع خائفة اغتالت قلوبهم حين رأوا أمهم مهددة بالسلاح!

وعادت المرأة المنكسرة إلى بيتها، دامعة المقل، دامية الفؤاد، وألقت بالخمار على الكرسي مقسمة ألا تعود إليه أبداً، ما دام الباطل يتبختر على الطرقات ويذل الناس ويملي عليهم أوامره المتغطرسة، وليس من الصواب أن تعرض حياتها للخطر لا لأجلها، بل لأن أولادها وزوجها بحاجة ماسة إلى إرشادها وحنانها.

هذه قصة امرأة مسلمة مع الخمار في بلد عربي يعتز بكفره، ويخجل من حقه.

يمامة الوادي 2005-10-22 9:00 AM

آسف يا قلبي


تحكى وتقول :



كانت مها دوماً حلمي، حلمي الذي يراودني صباح مساء، أملي الذي عليه أصبح وأمسي.. غايتي التي لا غاية لي سواها ومناي الذي ناجيت به الليل والقمر وكل ما يدور في فلك المحبين..

إن كانت لي أمنية فهي أن تصبح شريكة حياتي
وإن كانت لي رغبة فهي أن تكون مها زهرة بستاني ودفق شرياني

أحببتها حباً.. كيف أصفه..؟ لا لن احكي عن حبي لها.. فهو يرى ويشعر به ولا يتحدث عنه.. حبها من ذلك النوع الذي يفجر بداخلك كل طاقة ممكنة لتستمتع به أكثر وأكثر.. وكلما اقتربت منها شعرت أنها ابتعدت عني أميالاً.. فالتهب حماساً لأقطع المسافة الفاصلة بيني وبينها لأستحقها بجدارة.

مها.. لم تكن ككل البنات.. ولم تكن حلمي أنا وحدي فقط.. كانت حلماً لكثير من أترابي.. كانت شمسا إن أشرقت في المكان غطت على كل شيء.. وغمر نورها كل شيء.. كانت زهرة إن تفتحت خجلت منها كل زهرة.. جمالها.. دلالها.. شخصيتها..

طموحها.. ذكاؤها المتقد.. وثقتها بنفسها.. كل ذلك جعل من محبوبتي الماسة نادرة بين بنات جنسها..

ولكن كيف؟ كيف أصل إليها والحظ يعاندني في كل مرة أحاول الاقتراب من زهرتي.. فأنا قد حصلت على شهادة جامعية بمعدل متوسط وتخصص عادي جدا انضممت به إلى قائمة البطالة المقنعة بعملي الروتيني بإحدى الوزارات وعلى بند الأجور.. بالكاد مرتبي يكفي مصاريف شقتي بالرياض التي اقتسمها مع زملائي العزاب وسيارتي المتهالكة ومصاريف شخصية بسيطة..

وفي أول الشهر.. يكون جيبي تماماً كثلاجة الشقة.. كلها خاوية فارغة.. فأعود لذات الروتين من الاستدانة أو الذهاب لوالدي في القرية مدعياً أني اشتقت لهم لآخذ ما يكفيني حتى نهاية الشهر.. ألتفت فأجد من حولي إما أبناء مسؤولين كبار أو أثرياء وتجار.. يبدلون سياراتهم كل عام.. يزورون مقاهي ومطاعم بانتظام وكأن جيوبهم لا تخلو من المال مثلي..! بينما أجد أحيانا أخرى من زملائي من يعمل بكبينة هاتف أو محل لبيع الخضار أو حتى ينسخ برامج الحاسوب ليبيعها بمبلغ رمزي يكفي ثمن عشاء في مطعم متوسط..!

الحصول على الدورات أمر مكلف لمثلي.. والبحث عن عمل إضافي أمر مرهق.. ولكن.. ولكن

مها.. سأعمل كل شيء لأستحق مها.. يطمع بمها غيري ممن يملكون جميع ما يملكه أبي وأعمامي ويطمح بها من يحمل الشهادات العليا والمناصب الرفيعة.. وأنا.. أنا لاشيء..

وطار حلمي ..

لقد تزوجت مها.. وأنا أصارع أحلامي.. تزوجت زياد.. طيار مدني.. برتبة مساعد طيار.. من عائلة معروفة.. حملها وأحلامها على جناح طائرته..

وبقيت أنا أتصارع مع أحلامي وطموحاتي الضحلة.. حاولت نسيانها والتشاغل عنها.. والإقرار بأنها ما عادت لي.. ولكني فوجئت يوماً ما أن أختي تخبرني أن (المسكينة) مها طلقت من زوجها.. وصبت جام غضبها (كعادة الإناث) على زوجها الذي لم يكن يحبها ولا يدللها.. يسافر عنها كثيراً ويتركها وحيدة وهذا بالطبع مالا ترضاه مها التي عرف عنها دوماً أنها الرقم واحد في كل شيء..

وقررت المغامرة بأقل الخسائر.. أنا بإمكانياتي المتواضعة ومساعدة أبي وأعمامي وقروض من هنا وهناك..

وهي بوضعها كمطلقة خرجت من تجربة أليمة.. وكانت المفاجأة.. أن قبلت بي دون شرط.. وتم كل شيء بسرعة..

فإذا الحلم حقيقة.. وإذا مها زوجتي.. ومن أول ليلة.. كنت أكثر منها فرحة وارتباكاً.. بينما بدت هي كسيفة حزينة لأننا لم نقضي ليلتنا الأولى في أحد فنادق الخمس نجوم.. تغاضيت عن ذلك وحاولت تسليتها.. ولكني تعجبت.. لقد كانت نافرة مني بشكل واضح.. فقلت لعله خجل العروس وليته كان..

ومن صباح الغد.. دارت تتفرج على شقتنا.. وبدأت تقارنها بفيلتها السابقة وأنا أمشي خلفها وكأني أحترق من الداخل ولكنها لم تكن تشم رائحة احتراق إنسان يقبل الأرض التي تمشي عليها..

إن نظرت إلي زال عن قلبي كل ألم.. وإن ابتسمت – بعد جهد جهيد – رقصت الدنيا بين يدي..

واستمرت (أيام العسل) بنفس الأسلوب.. أرقب كل حركة وكل إشارة منها عسى أن تكون راضية عني.. وهي تمعن أكثر وأكثر في التقليل من شأني وتذكيري دوماً بتواضع راتبي وسيارتي وحتى شكلي وهندامي رغم محاولاتي المستميتة أن أبدو بأفضل حال أما عروسي وحبيبتي

لقد كانت كلماتها طعنات صغيرة تبكي قلبي العاشق لها.. ثم أصبحت طعناتها أقوى وأنفذ فهي تقارنني بزوجها السابق.. حتى بحديثه وأسلوبه وتفكيره.. وتسميني ابن القرية (القروي) وتضحك كثيراً حين نتناول عشاءنا ( الذي هلكت بتدبير مبلغه) في أحد المطاعم الفاخرة.. تضحك من عدم معرفتي بالأكلات الصينية والإيطالية والفرنسية وبعدم تناولي للطعام بالشوكة والسكين وعدم وعدم.. والقائمة تطول فكل ما فيَّ يبدو أنه لا يروق لها.. رغم أني أحاول تقبل الأمر بروح رياضية لعل وعسى أن تكف عن ذلك يوماً ما..

قالت لي ذات يوم:

- حمد بليز.. سأذهب اليوم لحفلة ماجدة صديقتي في فيلتهم.. أرجو أن تتدبر أمر إحضار أية سيارة تليق بالمكان فنحن سنضطر للدخول بالسيارة لأقصى القصر وسترى صديقاتي بالتأكيد سيارتك (الكشخة)..

ثم حاولت الضحك وافتعال المرح.. لكني كنت صامتا أحدق فيها بألم..

فقلت:
- وهل من العيب أن ترى صديقاتك زوجك؟ وسيارته المتواضعة؟
فتلعثمت وبدا عليها الضيق ثم قالت:
- امممم.. في الحقيقة لا أرغب في تعليقات لا داعي لها.. العام الماضي عندما حضرت الحفلة مع زياد بسيارته الفارهة..
قاطعتها بغيظ قائلاً:
- كنت مفتخرة به.
فصمتت.. ونظرت لي متحدية وقالت:
- وهل يضايقك..؟
قلت وأنا أصرّ على أسناني..
- يضايقني تكرار هذا الأمر وأنت تعلمين كم هو مزعج بالنسبة لي..
فشمخت برأسها بتعال وغرور واضحين وقالت.. :
- لعلمك.. عندما ذهب بي إليها في العام الماضي.. أعطاني طقماً فاخراً وبوكيه ورد وقال اشتريته هدية لصديقتك على ذوقي ومتأسف لذلك ولكني أحببت مفاجأتك وأنا الآن سأذهب لها خالية اليدين لأن حضرتك لم تستلم (القرشين) من عملك..

واسترخت على الكنبة وكأنها أزاحت عن صدرها ثقلاً..

فقلت وأنا ابتسم ابتسامة صفراء حزينة..

- (القرشين) هي التي جعلت أحلامي حقيقة.. وأنا أحمد ربي وأشكره على كل حال..

فانفجرت بوجهي ثائرة.. حتى أني احتضنت الوسادة الصغيرة وهي في ثورة غضبها أراقبها مشدوهاً..

انطلق من فمها كلام كالرصاص.. وهي تتحدث بلا وعي..

- خلاص.. قرفت.. كرهت هذه العيشة.. أنت وبيتك وعملك وأهلك وتصرفاتك وكل شيء فيك ممل قاتل.. ما لذي ضربني على أم رأسي وتركت زياد وعزه ونعيمه لأتزوجك.. لأنه فقط مشغول برحلاته.. يا لبلاهتي..! وأنت..

والتفتت إلي..

أنت.. أتعلم؟ تزوجتك فقط لأغيظه.. ليعرف زياد أني لن أبقى بعده مطلقة في بيت أهلي بل أحببت أن يعرف أن الكل يتمناني..

والآن.. انتهت اللعبة.. ولا أستطيع الاحتمال أكثر.. ولا التمثيل أكثر..

ثم رمت بوجهي قنبلتها قائلة:

- طلقني..!

فو الله ما نبست ببنت شفة.. بقيت أنظر إليها مشدوهاً متألماً.. وكأني على أحد مقاعد السينما أشاهد فيلماً كتبت أنا قصته وأحداثه وأخرجته ببلاهتي وضعفي وحبي الخائر لمها..

فتكشف لي بوضوح ( بعد انتهاء العرض) كل شيء كان غائباً عني.. ابتعاد أهلي عني بسبب سوء طباع زوجتي.. انعزالي رغم أني إنسان اجتماعي عن أصدقائي لأجل إرضائها والبقاء بجانبها دوما كما تحب.. تذكرت قلة مواردي.. كثرة ديوني.. وحتى نقصان وزني وآلام القولون التي تعتصرني لكثرة تفكيري بتدبير أسباب السعادة.. لحبيبتي..!

وهل هذا هو الحب؟ أو شقاء..؟ أم راحة وألفة ومودة ورحمة..؟

فآه من حبها المشقي المؤلم المزيف.. الذي اعتمد بالدَّرجة الأولى على قشور ومظاهر خدعتني..

فإذا جمال الروح هو الجمال الذي أرجوه وأطلبه.. وإذا مها الآن التي كانت أجمل البنات في عيني إذا هي أقبح من وقعت عليها روحي..

فوالله ما استمتعت معها بلحظة صفاء.. ولا كلمة حب.. ولا لمسة حنان..

ولكني اشتريت حرية قلبي.. وحياتي.. بكلمة رميتها بوجهها وودعتها للأبد.. داعياً الله أن يسار عليها ويوفقها بعيداً عني..

- مها أنت طالق..!


سئلت أعرابية: ما الهوى؟

قالت:
هو: "الهوان" قد غلط في اسمه

يمامة الوادي 2005-10-22 9:33 AM

قصتي أنا والوعد ومنتدى آخر ..ضحية فتاة..



تحكى وتقول :


.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
.. في حياتنا تمر مواقف أمامنا..
.. فعندما نراجع ذكرياتنا لها..
.. نتخيل وكانه شريط خيالي..
.. فلم نصدق بأننا نحن من عشنا أحداثه لحظة بلحظة..
.. هنا سأحكي لكم قصتي أنا والعضوه الوعد..
.. في منتدى آخر قبل أن أتعرف على منتدى الصحوه..
.. وربما كان سبب لقوة ترابطي انا وحبيبتي الوعد..
*
*

.. دخلت إلى عالم النت وأنا في أول متوسط ..
.. وكان تلك اللحظه في بداية التزامي..
.. فكان أول منتدى أشارك فيه هو لك ِ..
.. تأقلمت معه نوعا ما..
.. وما إن أتصفح بالمواقع..
.. وجدت منتدى أعجبني خلفيته..
.. والمواضيع المحتوى بداخله..
.. شاركت معهم..
.. وأصبحت اتابع المنتدى بشكل يومي..
.. حتى أصبح هذا المنتدى افضل منتدى لدي..
.. كنت اشارك في منتديات كثيره..
.. لكن هذا قد شد انتباهي اكثر..
.. فهناك تخالطهم روح المحبه والاخوه..
.. أعجبني أيضا وجود أناس من هم مقيمين في بلدي..
.. وما إن أستمر على ذلك الحال..
.. حتى طلبوا مني الاشراف في قسم الالعاب..
.. طلبت منهم بالموافقه ولكن كان شرط من شروطي..
.. أن لايضع أحد رابط أغنيه..
.. فمن سيقوم بوضعها..
.. سأحذفه بالفور..
.. وافقو وشجعوني على فعل ذلك..
.. حتى أصبح الكل من يشارك بالقسم..
.. يعلم حدوده كيف سيتعامل معه..
.. وبعد أن اصبحت في ثانية متوسط..
.. كانت عضوه سألقبها لكم باسم النادمه..
.. طلبت مني أن تتعرف علي اكثر..
.. فقمت باعطأها الايميل..
.. فكانت تخبرني بانها فتاة ملتزمه..
.. وأنا والدتها أيضا ملتزمه..
.. لكن اباها غير ملتزم وهو غير راضي على التزامها..
.. فدائما يطالبها بالتحرر..
.. كنت اقف معها وأخبرها بالثبات..
.. ونحن في الدنيا ماذا سنأخذ منها..
.. ومن النصائح هذه..
.. حتى أتت إلي يوم وطلبت مني أقوم بإعطائها أناشيد..
.. لأن والدها يمانعها من سماع أناشيد إسلاميه..
.. ساعدتها بذلك..
.. وباستمرار أقدم لها اناشيد فلاشات محاضرات..
.. حتى أصبحت النادمه جزء من حياتي..
.. اهتم بها..
.. وكنت كثيرة الحديث عنها مع اخوتي..
.. أنها فتاة خلوقه ورائعه..
.. فمرت الايام..
.. وأتى العطله الصيفيه..

سافرت أنا واهلي..
.. وودعت النادمه على امل اللقاء بها..
.. ووصيتها بان تتمسك على المنهج التي سارت بها..
.. للمعلوميه كانت النادمه في اولى جامعه..
.. وبعد مرور شهر تقريبا من سفري..
.. رجعت وانا اشتياقا لها..
.. علمت من بنات عمها أنا سافرت..
.. وقريب ستأتي من سفرها..
.. فكنت في هذه اللحظه..
.. الوعد أشتركت في هذا المنتدى..
.. وكانت تشتد أعصابها مني..
.. عندما أذكر النادمه وأني مشتاقه لها..
.. فتقول لاداعي بأن تكتبي كل ماذكرتيها باشتياقك لها..
.. فكنت أزيد كتابة ليها لأجل ارفاع ضغط الوعد ..
.. حتى تدخلو بنات عماتها وقالو لاتستمعي لحديث الوعد..
.. فهي قد صابتها الغرور منك وكانو يتجادلون معها..
.. في هذه اللحظات.. كنت لاأطيق الوعد.. والوعد نفس الشعور اتجاهها لي..
.. فتعرفت الوعد على النادمه..
.. فكان الأمر عادي بالنسبة لدي..
.. وبعد فترة أتت الي احدى العضوات..
.. تخبرني بأن الوعد تريدني لمحادثتها بالماسنجر..
.. أخبرتها بأن لامانع لدي..
.. سلمت عليها..
.. وسلمت علي وكن شيء لم يحدث بيننا..
.. فقالت لي مصونه أريد أن أخبرك بأمر ما..
.. قلت لها بسعة صدر تفضلي..
.. قالت اعلم انك صديقة النادمه..
..وأن علاقتك بها قوية جدا.
.. أخبرتها بأن ماتقوله صحيح..
.. قالت لذا فأعتقد ان ستنصت اليك..
.. أخبرتني ما الامر..
.. قالت لي بأنها قد تعرفت مع احدى الشبان في المنتدى..
.. وهي على علاقة به..
.. أخبرتها وكيف عرفتي بذلك..
.. قالت من ردودهم لبعضهم..
.. وأعطتني رابط كان ذلك العضو قد كتب خاطرة من خواطره..
.. يقصد باهدائه لها..
.. وهي قامت بالرد فرحا وابنة عمهم كانت سعيدة بذلك..
.. فرد احد الاعضاء وقال بما أني صديقك وبمثابة أخيك..
.. فأسأل الله ان يديم حبكم لبعضكم..
.. وأتضح الأمر من آخر رد لهذا العضو..
.. لا أنكر لكم بالخوف الذي أصابني..
.. أخبرتها وكيف العمل..
.. قالت أنصحيها ومن هذا القبيل..
.. قلت لها بإذن الله سأحاول معها..
.. في هذه اللحظه دخلت النادمه..
.. سلمت عليها.. أخبرتها بأن تخبرني الحقيقه..
.. وانا بمثابة أختها..
.. قالت لي ما الامر..
.. قلت لها هل تعرفي العضو هذا..
.. أنكرت .. وقالت أنتي تعرفينني أني لا أضيف أي شخص..
.. فقط أنتي وبنات عمي..
.. وسألتها هل تعرفي الوعد قالت الوعد كنت قد اضفتها ولكن حذفتني..
.. سألت الوعد على الفور وقالت والله يامصونه اني لم احذفها..
.. فقط لاني واجهتها فغضبت مني وقامت بحذفي..
.. أحتار قلبي فالنادمه تحلف وتقسم والوعد تحلف وتقسم..
.. ولكن الاثبات كان امامي..
.. ياربي ماذا افعل..
.. فكان العضو ذاك مستمر بالدخول..
.. فقمت بالرد عليه وقلت له اتقي الله في بنات الناس..
.. إذا انت بتلعب على قلوب البنات ربنا مايترك احد ..
.. بيجي يوم واحد ويلعب على اخواتك..
.. قال لي أنا لا ألعب على احد..
.. وانا لا افهم ماتقصدين به..
.. كان يحاول الهروب مني..
.. فظن ان عمري صغير ولم يفكر بأن الحمدلله امتلك عقلا كبيرا..
.. فأصبح يقوم بالردود ويتهرب من حديثي..
.. إلى ان اشتد الغضب مني وقام بانزال شكوة موضوع خاص لي..
.. فقلت له بما انك الباديء وانا احببت أن يكون الامر بهدوء..
.. لذا فقد جلبته بنفسك..
.. فقلت له انا املك الدليل بدليل.. أعطيت له نقاط من ذلك الموضوع التي ذكرته لكم..
.. فأصبح يقول هيا اعطيني..
.. قلت له واقسم بالله بامكاني ان اضعه الان..
.. لكن النادمه كانت تلح علي ان لااقوم بفعلها..
.. وهي ستخبره بأن ينسحب من الامر..
.. خوفا على فضيحتها..

.. فقمت بآخر رد وقلت له ان استمريت على غبائك هذا..
.. فوالله لأضع ذلك الرابط.. حتى يعلمو جميعا أنك عضو لايملك مشاعر او احاسيس..
.. يظن الفتيات لعبة في يديه..
.. فلم يرد علي وقام بانزال موضوع..
.. عن الرجل ان يتزوج من امرأة اخرى بسبب أن المرأة لاتأتي له بالولد..
.. أخبرته بأن أي رجل يقوم بالتصرف هذا فهو رجل جاهل..
.. فكان يتعجب من ردودي.. ويجادلني بأن ما أقوله غير صحيح..
.. قلت له ست أنا من أقول ذلك ولكن الاطباء والمتعلمون هم من قامو وقالو بمثل ذلك..
.. كنت في هذه اللحظه اشعر بالخوف وفي نفس اللحظه بالثبات..
.. لأني اول واخيرا فتاة.. ربما يقوم بضرري..
.. ولم اشأ أن أخبر احد من اخوتي على ذلك..
.. فكان أحد من المشرفين ذات عقل وحكمه..
.. وكنت أثق في أخلاقه العاليه..
.. فطلبت منه المساعده..
.. وأخبرته بأن يساعدني في ذلك..
.. وأعطيت له كل المعلومات..
.. حتى ينبه المشرف العام..
.. ويعطو لذلك الرجل حد ..
.. فقال لو فعل اي امر اخر سيقوم هو بمساعدتي..
.. فان يساعدني اتجاه الردود..
.. مع ذلك الرجل ومحاربته..
.. حتى استسلم واعلن خروجه..
.. اما النادمه فكانت تتواصل معه نحو الماسنجر..
.. وتقوم وتخبرني بأنها لاتتحدث معه..
.. كنت أعلم بأنها تكذب معي وكنت أجاريها..
.. ولاأخفيكم في هذه اللحظات كنت اقوم بإغلاق غرفتي..
.. لأبكي وأزيد بكاء وحرقة على هذه الفتاة المسكينه..
.. وبعدها اتى عضو آخر ..
.. كان من الاعضاء القادمى معنا..
.. فجأه تغير تصرفاته واخلاقه..
.. لم يكن كالعضو الذي نعرفه..
.. أتت الوعد خابرة بي بأن هذا العضو قد اتم علاقه مع النادمه..
.. كنت سأصيب بالجنون..
.. ياربي كيف افعل قد تعبت من ارشادها..
.. ولكن عزيمتي لم تمل من نصحها..
.. فكان المنتدى قد منعو من الرسائل الخاصه..
.. بسبب اعضاء لم يستخدموها باستحسان..
.. كنا جميعا مؤيدون لهذه الفكرة..
.. فسألت الوعد كيف عرفت بذلك..
.. قالت لي مصونه انظري الى توقيعها وستجدي..
.. بأن من قام به اسم العضو موجود ..
.. وفي موقع معروف ..
.. لاأحد يستطيع تحميله الا المشتركون فيه..
.. وهو مشترك في هذ الموقع..
.. وجميع تواقيعه من نفس الوصله..
.. فكان بتوقيعها حروفا يتأثر النفس لقرائتها..
.. فسألتها بأن توقيعها جميل من قام بصنعه..
.. قالت بانها هي.. قلت لها ولكن كيف واسم ذلك العضو موجود..
.. قالت اها نعم فهو قام بصنعه واعطاه لابن اخي..
..قلت لها ولكن اخبرتني من قبل بأنك لاتمتلكين اخ.
.. قالت الي نعم فهذا اخ بالرضاعه..
.. قلت لها وكم يبلغ عمر ابن اخيكي قالت 18عاما..
.. قلت لها غريبا..
.. أحست بأنها في مأزق..
.. فقالت سأترك لك المنتدى..
.. وقامت بانزال مواضيع عدة..
.. لخروجها..
.. ولكن هي لم تكن تريد الخروج..
.. كانت تريد ان الاعضاء والعضوات يتعاطفو معها..
.. فطلبت منها بالجلوس واني لن اتدخل مرة أخرى في خصوصياتها..
.. فكان ذلك العضو يتشاجر معي بسبب أني أنا السبب في خروجها..
.. كنت أخبره بان لايتدخل بي في اختلافات كان بيني وبينها..

..

يمامة الوادي 2005-10-22 9:34 AM

.. ففي اليوم الثاني.. كنت استمع لانشودة ياصديقا حائرا..
.. وفجأه تذكرت النادمه.. وفي نفس اللحظه دخلت الى الماسنجر..
.. حن قلبي لها لاني كنت اعلم بأنها عقل كعقل الطفل الصغير..
.. حنيت لها وسلمت عليها.. وأهديت لها الانشوده..
.. وطلبت منها ان تسامحني.. فذرفت عيني بالدموع..
.. ولم يتمالك انفاسي فأصبحت أبكي وكل كياني تتحرك..
.. وبعد ان قالت لي بأنها لم تزعل مني وانا ستعود الى المنتدى..
.. قلت لها حياك..
.. في هذه اللحظه.. كنت الم بأنها اخبرت لذلك العضو بماحدث بيني وبينها بالماسنجر..
.. فحاولت مناصحتها.. وحاولت وحاولت..
.. فلم أجيد..
.. فقامت وطلبت مني ان اعطيها رقم هاتفي النقال..
.. أخبرتها بأن تعطيني اياه واذا اتاحت لي الفرصه سأقوم بالاتصال بها..
.. فأنا لااريد اعطائها هاتفي خوفا بأن تنتقم مني..
.. أستشرت الوعد فقالت لي لاتعطيها اياه ..
.. وافقت رأيها..
..وبعد فتره اتى رمضان وقررت بأن لاأدخل عالم النت..
.. حتى أعوض مانقص مني في طاعة الله..
.. وهو شهر واحد فقط وانا احدى عشر شهر ادخل الى هذا العالم..
.. قررت وعزمت على ذلك..
.. فمنعت نفسي من دخوله..
.. وبعد ان عدت..
.. قابلت الوعد وسلمت عليها..
.. فقالت لي بأنه يوجد منتدى يسمى الصحوه..
.. فهي مشتركة بها وهو جميل..
.. وافقت بذلك..
.. فسألتها بما اسمي..
.. فقلت لها سأسمي بنت الإسلام..
.. فقال لي بأن الاسم موجود..
.. قلت لها امممم سأحاول بالمصونه..
.. وبعد أن عملت بتم طلبية الاسم كانت تقول لا انتظري سأحضر لك باسم اجمل منه..
.. ابتسمت لها وقلت تم طلب الاسم..
.. فشكرتها على ماقامت به..
.. فدخلت المنتدى اخر كان ذلك العضو الذي وثقت فيه بأن يساعدني على نصح النادمه..
.. أرسل الي رساله يقول لي..
.. بأن العضو الثاني الذي تعرفت عليه أخبره بأنه كان يتحدث معها بالهاتف النقال..
.. فغضب منه وقال كم أنت حقير لم أتوقع منك ان تقوم لمثل ذلك..
.. وقال له بأن اهلها قد كشفوا سرها..
.. فأمسك الاب بالكمبيوتر وقام بتكسيره..
.. فطلب مني أن ادعي لها..
.. نعم في تلك اللحظه..
.. ربما شعرت وكانها قصة قرئتها..
.. وأنتهت في فتاة كانت ضحية من ضحايا النت..
.. أخبرت بالوعد باكية على ماحدث لهذه الفتاة..
.. وسألتها هل اقوم بالاتصال بها..
.. قالت لي مصونه لاتفعلي ذلك..
.. مادام الامر قد وصل الى هذا الحد..
.. فحذفت رقم النادمه..
.. حتى لايتجرا قلبي بالاتصال بها..
.. وبعدها اخبرته بأنها كانت تقول لي بأن اباها كان يردها التحرر..
.. فهو السبب في كل ماحدث لها..
.. قال لي غريب فهي قد ارسلت الي تستشير في حلها..
.. وتقول بأن اباها متشدد جدا..
.. حتى بدرجة اذا كنت في الساحة ورآها السواق يقوم بالغضب منها..
.. فقال بأن حالتها يجدر تمتلك انفصام بالشخصيه..
.. وبعدها تغير حال المنتدى..
.. فقد اصبحو قلة من يدخلو عليه..
.. وقله من يشاركو فيه..
.. واما النادمه فقد استحلفني بالله واستحلفنا جميعا..
.. من يعرف قصة النادمه بأن لايقول لاي شخص..
.. حتى نستر عليها..
.. وكل من تسأل عني عن النادمه اقول لها ربما تزوجت..
.. وكانو فتيات يلحون علي بالاجابة وكنت اقول لهم علمي كعلمكم..
.. لاأعلم حالها..
.. وبعدها أصبحت ابحث عن منتدى يكون فيه صفات كما أريدها انا..
.. وأستمر عليه.. إلى أن وجدت الصحوه هو مكاني الوحيد..
.. حتى تغير اسمه واصبح يلقب بالمعالي..
.. وأما عن المنتديات الاخرى..
.. فأضع مواضيعي وخواطري ..
.. حتى الردود عليها قليلة..
..
أنتهت القصة..


.. هذه القصة مرت عليها مايقارب السنتين وكم شهر..
.. وأحداثها باصمة في قلبي..
.. فيعد ان قوت علاقتي بيني وبين الوعد..
.. وأصبح تواصلنا بالهاتف النقال ايضا..
.. كنا نتحدث عن ذكريات ذلك المنتدى..
.. فقالت لي اتعلمي أنه قد قام العضو الاول..
.. بالمقابلة معها..
.. سألتها بانصدام وكيف عرفت..؟؟!
.. قالت لي قد كتب خاطرة ووضح ذلك..
.. ومرة كانو بين ردودهم قال لها بانزعاج..
.. عندما قابلها لم تجلس معه فترة طويله..
.. طبعا لم يقول لها كذلك..
.. ولكن بالتلميحات حتى لايفهمو الاعضاء مقاصدهم..
.. وبعدها أصبحنا ندعي لها بالمغفره..
.. فسألتها هل بامكاني ان اضع هذه القصة للمعالي..
.. لاخذ العظه والعبره لكل فتاة تدخل في عالم النت..
.. وقد اضاعت الثقه التي وضعوها اهلها داخل هذا العالم..

يمامة الوادي 2005-10-23 8:47 AM

خرجت رائحته بعد موته

حدثني أحد مغسلي الأموات وقال : جاؤوا لي بشاب قد مات ، وبدأتُ في تغسيله كباقي الأموات .
ولكن حدث لي أمرٌ غريب ، وهو أنني لما بدأتُ في تغسيله بدأ لونه ينقلب إلى السواد ، وأصابني الخوف مما رأيت .
ولما بدأتُ في الغسلة الثانية ويزداد السواد.
وفي الغسلة الثالثة يزداد سواداً حتى أصبح كالفحمة السوداء، وتفاجئت بخروج رائحة خبيثة من جسده حتى خرجنا من المغسلة أنا ومن معي ، ولم نستطع البقاء.

وبعد ذلك أرسلتُ أحد الإخوة بمبلغ (700) ريال ، وقلت له اشتر عطور بهذا المبلغ، لكي نزيل تلك الرائحة الكريهة ، ولكن بعد أن أفرغنا جميع العطور عليه ، إذا بالرائحة تزداد ..
والله على ما أقول شهيد .

وكفناه بسرعة وسلمناه إلى أهله , واتصلتُ على والدته وسألتها عن ابنها ، فقالت وهي تعتصر من الحزن والألم : الحمد لله الذي أراحني منه .

...........

وأقول تعليقاً على ذلك : إن ذلك الشاب لا شك ولا ريب انه قد ارتكب أمراً عظيماً بينه وبين الله تبارك وتعالى ، نعم إنها الذنوب التي تجعل القلب أسوداً ، ثم يخرج ذلك السواد على الجسد بعد الممات ..

فهذه دعوة للمراجعة وللتوبة ، والسعيد من وُعظ بغيره .

........

أخوكم أبو جهاد سلطان العمري

يمامة الوادي 2005-10-23 8:52 AM

في المسجد النبوي قصة

أخبرني صاحبي أنه ذهب إلى المسجد النبوي للتسجيل في دورة مكثفة لحفظ القرآن في عام 1426هـ
وبدأت الدورة... وبدأ الشباب في الحفظ...
يقول صاحبي :وفي يوم من الأيام رأيت غلام في التاسعة أو العاشرة من العمر ومعه كتاب ( الجمع بين الصحيحين ).


وسألته عن هذا الكتاب ؟
فقال :إني أحفظ فيه.


فقلت له: وهل أتممت حفظ القرآن؟
قال : نعم.
حينها عرفت نفسي ... وأني أضعت كثير من عمري ،، فعجباً لذلك الغلام .
ويا حسرتاه على ملايين الرجال والنساء الذين ما عرفوا قيمة القرآن...


.........


أخوكم: سلطان العمري

يمامة الوادي 2005-10-23 8:55 AM

قصص من شريط الرجـل الألـف

للشيخ/ إبراهيم الدويش

القصة الأولـى
لما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كانت معه قوات تبلغ ( 3500 ) رجل ، فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده ، فأشفق عمر مِنْ قلة عدد قوات عمرو بن العاص ، فأرسل ( 4000 ) رجل عليهم من الصحابة الكبار : الزبير بن العوام ، والمقداد بن الأسود ، وعبادة بن الصامت ، ومسلمة بن مخلد ، وقال آخرون خارجة بن حذافة هو الرابع ، وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص إني أمدتُّك بــ ( 4000 ) على كل ألف منهم رجل مقام ألف .

القصة الثانية


هذا شاب أصابه الشلل الرباعي عافانا الله وإياكم بعد حادث تعرض له فأصبح أسير الفراش في أحد المستشفيات ولسنوات ومع ذلك فكل من زاره تعجب من همِّه ومن همَّةِ نفسه العالية ومن حُرقـتِه على الدين حتى أنـه أسلم على يديه عدد كبير من العاملين والأطباء في المستشفى من الرجال والنساء ، وقد جعل ما تـحت سريره مستودعـاً لكراتين الكُـتيبات والأشرطة وبعدد من اللغات فلا يدخل عليه أحدٌ إلاَّ ويخرج بشريطٍ وكـتاب بحسب لغته .

القصة الثالثة


رجلٌ كان هندوسياً فأسلم ، تعلم الإسلام واللغة الأوردية بحكم أنها لغة المسلمين في بلده الهند ، عندما عاد إلى بلده قُوبِلَ بالطرد من قِبَلِ أبيه الذي كان يعمل كاهناً لمعبدٍ وثني ، لذا نجده يقول تعرضت للضرب بيد أبي وأعوانه فهاجرتُ ليلاً من قريتي إلى قريةٍ أخرى فيها مسلمون ولجأتُ إلى مسجدها ومكثتُ فيه ، ثم انتقلتُ إلى قريةٍ أخرى فيها ما يُقارب خمسون منزلاً كلهم مسلمون بالإسم فقط ، لدرجة أنهم قد مانعوا من فتح المسجد المُغلق خشية خروج الأرواح الشريرة كما يزعمون وتحت إصرار مني قمتُ بفتح باب المسجد ونظافـته ورفع الأذان ، فلما رأوا


الحقيقة دخلوا المسجد ، فشرعت في تعليمهم مبادئ الإسلام والصلاة ، والآن قام بإنشاء مركز إسلامي كبير يتكون من مدرسةٍ ومسجد بجهوده الذاتيه يوم أن كان مُجرد عاملٍ في إحدى المؤسسات .

القصة الرابعة


حدثني بهذا الموقف أحد الثقات يقول : اتصلت بي إحدى الأخوات تطلب عناوين للمراسلة الدعوية ، وكانت باستمرار تطلب مني كميات كثيرة من الكتب والمطويات وبعدد من اللغات ، كان يصلني منها كل أسبوعٍ عشرات الرسائـل مجهزة للإرسال ، يقول : تعجبت من همَّتها واستمرارها وعدم انقطاعها من هذا العمل لسنوات ..

يقول : ومع الأيام اكتشفتُ أمراً عجيباً ، اكتشفتُ أنَّ هذه المرأة صاحبة الهمَّةِ والنشاط امرأةٌ بدون أطراف ولا تستطيع أن تـتحرك ، فهي تُحْمَلُ وتُـنزَّل من على سريرها ، وذلك من آثار حادث حريقٍ تعرضت له ، وإذا بها قد استقدمت خادمتين فأحسنت تعليمهما على هذا المشروع وبتوجيهاتها من على فراشها وسريرها تنطلق مئات الرسائـل لكل مكان في العالم في الشهر ، كانت تشعر بالسرور وهي تقرأ الردود بالتأثر والهداية بعد الضلال .
فماذا لو علم أصحاب الردود أنَّ سبب إنقاذهم ودلالتهم على الخير وهدايتهم هي امرأةٌ مُقعدة لا تستطيع نفعاً حتى لنفسها .

القصة الخامسة


وهذه إحدى الأخوات بذلت جهوداً كبيرة ومُغنية لفتح مدرسةٍ خلف منزلها ، داراً لتحفيظ كتاب الله تعالى في فترة المساء ، تيسر لها ذلك بعد جهدٍ كبير لكن هناك عقبات كبيرة ، من هي المديرة ؟ من هنَّ المعلمات ؟ أين المعلمات ؟

أين هي الميزانية ؟ كثيرٌ من الاحتياجات لكنها لم تيأس ، فبحثت وسألت حتى وجدت ما أرادت ، بل أنها أدخلت ابنتيها الصغيرتين اللتين في المرحلة المتوسطة للتدريس ، وكُلُّ ذلك دون أجرٍ مادِّي ، وبعد ذلك أعلنت عن افـتتاح الدار وأخبرت الجيران والأقارب وغيرهم من أهل بلدتها عن افـتتاح الدار ، ثمَّ سعت بنفسها في تنظيم الدروس واللقـاءات لهذه الدار حتى أصبحت الآن من أنشط الدُور في بلدها .

..........

يمامة الوادي 2005-10-23 8:57 AM

من مذكرات مسلمة مغتربة
فاطمة عجين

هنا في الولايات المتنحدة وجدت نفسي أكثر صلة بالله عز وجل (والحمد لله على هذا وثبتني الله وإياكم ) لأسباب منها ؛ شعور الإنسان بالغربة ، ويقينه ألا ملجأ له إلا الله في وسط النصارى واليهود ، وخوفه على أولاده من الضياع ، ومن ثم حرصه على أن يقدم لهم نموذجًا يحتذى به .
ومع ذلك فإن الألم يكاد يفتتني على إخوان لي أراهم بعيني وقد خسروا أنفسهم وأبناءهم في هذه البلاد .
إذا كان المسلمون في القوقاز والبلقان وغيرها قد تعرضوا للقتل وللوحشية حتى يتركوا دينهم ، فإن المسلمين في الولايات المتحدة قد هاجروا غالبًا بحثًا عن الحرية ، واختاروا الإقامة هنا ولهم حرية ممارسة دينهم ، فما هي حجتهم أمام الله ، وقد ضيعوا دينهم وهجروا تعاليمه ، بل خالفوها ودخلوا جحر الضب ، تقليدًا لليهود والنصارى .
في الحي الذي أقطن فيه في مدينة ولمنتون بولاية نورث كارولينا ، وفي غيره من الأحياء في هذه المدينة ، يجري ما يحز في النفس ويجعلها تتفطر حزنًا وأسىً .
فهذه مسلمة تقضي نهارًا كاملاً فيما يسمى (المول) وهو (سوق تجاري كبير يضم عددًا من المحلات الكبيرة) ، وتترك أحد أبنائها غارقًا في السكر وممارسة الزنا وتعاطي المخدرات ، عافانا الله وإياكم ، وحمى أبناء المسلمين جميعًا من هذه الفتن .
تحدثت إليها ونصحتها فقالت : ماذا عسانا أن نفعل ؟ أنت ترين مدى حرصي على البنات ومدى خوفي عليهن؟ ولكن ماذا عن هؤلاء الرجال كيف سيقضون شهوتهم ؟
هذه المرأة تقية ، ولكن كيف لها أن تغير ما يحدث . إنها تقف عاجزة تمامًا ، ومثلها الكثير من الأمهات ، والنتجية : ضياع أجيال من المسلمين في هذه البلاد ، لا يصلون ولا يعرفون تعاليم دينهم ، وأغلبهم يبيع لحم الخنزير والخمر ، وبعضهم يتعاطى الخمر والمخدرات ، وعدد قليل منهم ضالع في قضايا المافيا ورجال العصابات ، وليس الآباء بأحسن حالاً ؛ ففي الحي الذي أقطن فيه توفي أحد أبناء عائلة عربية مسلمة ، فأصرت والدته على دفنه بالبدلة كما يزف العريس إلى عروسه ، وأن يحاط بأكاليل الزهور ، وما عرفوا كيف يغسل حتى استقدموا شيخًا من رالي عاصمة الولاية ، مسيرة ساعتين عن مدينتنا بالسيارة ليتولى تغسيله ، والطامة الكبرى أن ابنهم كان قد أمّن على حياته ، ولما كانت القوانين لا تمنح مبلغ التأمين لوالديه إن كان متزوجًا ، فقد تنازع والداه مع فتاة لا يعرف أهي زوجته أم خليلته ‍؟ . المسلم الصادق يتمنى من كل قلبه لهذا الإنسان ألا تكون هذه المرأة صديقته ليخفف الله عنه العذاب عن عمره الذي أضاعه باللهو - غفر الله لنا وله -0 ولكن أقاربه تمنوا ألا تكون زوجته ، لأن مبلغ التأمين سيؤول إليها وحدها إن كانت زوجته ، كما ينص على هذا قوانين التأمين ‍‍!
القضية الخطيرة جدًا هي قضية الأجيال المسلمة والشباب الذين غدوا كغثاء السيل ، يضعون الحلق في منخرهم أو في ألسنتهم ، يقصون شعورهم كما يفعل اليهود والنصارى .
أحيانًا أفكر في بعض الحلول ، ولكن أكتشف أن الأمر أكبر من جهد وتفكير فردي ، فهلا ساعدتموني بأفكاركهم النيرة ؟ فقد تساهم في حل المشكلة . تعليم اللغة العربية للطلاب العرب والمسلمين كلغة ثانية في المدارس الأمريكية ، كما يفعل أبناء أمريكا الجنوبية ، إذ يتم تعليمهم اللغة الأسبانية كلغة ثانية .
وبقدر أهمية هذه الخطوة بقدر صعوبتها في ظل تبعثر العرب والمسلمين في مناطق متباعدة ، فالتجمع السكاني مهم جدًا لفرض هذا الطلب على المسؤولين ، وهذا ما يجب أن يضعه المسلمون هنا في بالهم ، وهو تكوين جاليات في المدن على نحو ما تم في مدينة أناربور في ولاية ميشيغان .
وهناك حل عملي آخر ، وهو قيام القادمين الجدد من الدول العربية إلى المهجر بتعليم الأبناء المقيمين هنا منذ فترة طويلة ، ممن لا يعرفون اللغة العربية في يومي السبت والأحد ، هذه الفكرة طبقت في أماكن ونجحت .
وأضف إلى ذلك الحرص على أن يزور الأبناء أوطانهم الأم أو أيًا من البلاد العربية أو الإسلامية ، وأفضلها على الإطلاق زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ليبقى الأبناء على صلة بالدين ولا يعيشوا تائهين هنا ، مع تعليم الأبناء منذ الصغر اللغة العربية وتحفيظهم سور القرآن الكريم قبل أن يتمكنوا من اللغة الإنجليزية وتضيع عربيتهم ، وقبل ذلك تعليمهم الانتماء والاعتزاز بالإسلام ، فكثير من الطلاب العرب والمسلمين يخجلون من أسمائهم فيغيروها حتى أصبح أحمد (آدم) ، ومحمد (ميكي) ، وعائشة (إليسا) ... وهلم جرا.
إن الدعاة غالبًا ما يتجهون إلى المدن الكبرى ، مثل : شيكاغو ، لوس أنجلوس ، نيويروك ، وتبقى المدن الصغرى على حالها . لا تقل لي من أراد الدين سار إليه ، فهؤلاء المهاجرون ليسوا بإيمان العلماء الذين يرتحلون من مكان لآخر طلبًا للعلم ، بل يريدون من يحثهم ويحضهم ليفيقوا من سباتهم .
ولا يمكن أن ننكر أهمية الإذاعة والتلفاز ، فإذا كانت القناة العربية الوحيدة التي تبث من واشنطن العاصمة ، تبث أفلامًا أخجل من أن تراها ابنتي ، وتعرض الأنشطة الخليعة التي يقوم بها بعض أبناء الجالية العربية ، وتنسى أو تتناسى الجهود الخيرة المشكورة التي يقوم بها الآخرون ، فإننا لن نستطيع أن نمضي قدمًا في الوعي الإعلامي ، فنحن نريد قناة فضائية تبث لأطفالنا أفلامًا عن بطولات أجدادهم ، نريد من يعلمهم اللغة العربية عن طريق التلفاز ، نريد منهم عرض الجهود البشرية الخيرة .

شمعة فرح 2005-10-23 6:19 PM

جزاك الله خيــــرا ياعمــق القلوب....

لي عوده قريبه بعد أن أقرأ جميع القصص فالقصص طويله جدا ....

شكـــرا لك ...

يمامة الوادي 2005-10-23 10:46 PM

حياك الله اختي ان شاء الله تقضي معها وقت نافع..
ولكن انت كنتي متابعتها من اول ما كانت تتراكم عليك:)

شمعة فرح 2005-10-24 6:07 AM

بالفعل لم أكن متابعه لذالك أصبحت متراكمه بالنسبه لي

وبإذن الله سأتمم قرائتها قريبا

شكرا لك غاليتــي

يمامة الوادي 2005-10-24 10:10 AM

قصة فتاة آلمتنا بقصتها
 
قصة فتاة آلمتنا بقصتها

يقول الأخ الحالم مشرف منتديات الحصن النفسي ..

قصة عضوة بالحصن آلمتنا بقصتها (اتعظن يا أخوات)


قبل البداية
عصيت ربي !!!!!
فتبدلت صفة الهناء بذاتي
وتحولت لغة الكلام بكاء
ياحسرتي
أواه من حسرات عاص الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل عدة أيام أطلت علينا عضوة جديدة آالمت الجميع بقصتها وترقبوا نهايتها بقلب واحد أطلت علينا لاهثة وكأنها قادمة من عمق الصحراء تائهة تبحث عن مأوى لها وتبحث عن شربة ماء تروى حيرتها وتمحي الألم عن قلبها
تقول الفتاة : ((مشكلتي كبيره واخجل جداً ان اذكرها همت على وجهي لمدة ابحث عن يد تمسك بيدي وتساعدني فشلت وفشلت وفشلت لا استطيع ان احكي لأمي ولا لا احد اخواتي ولا لصديقاتي )) يشعر القاريء أن الفتاة تعيش مأساة حقيقية و ألم تعدى حدوده وغطى كيانها كله

تقول "اقسم بالله ان الدنيا سوداء في عيني افكر بلإنتحار بكل صدق "
للمعصية شؤم وما أعتى هذا الشؤم تسود الدنيا في وجه العاصي والعاصية
ويعلم أن لذه معصية دامت سويعة قادرة على جعل العاصي يكره دنياه ويفر من حوله هاربا
وحتى لو هرب من الجميع ،،،، فأين تأنيب الضمير القاتل؟ بل أين يهرب من الله علام الغيوب؟
بل وماذا لو انتحرت فمعصية على معصية وبعدها الى بئس المصير

للأسف تعرفت على شاب بل عذرا على ذئب بل عذرا على شيء متوحش يعتدي على حرمات الغير و بل ويعتدي على حرمات الله،،،، للأسف ما زال الضحايا يتساقطون ،،،رباه احفظ شباب وشابات أمة محمد صلى الله عليه وسلم

تقول " كانت علاقه عاديه نحكي في امور عامه اخوته وامه واين ذهبنا " هكذا بدأ المكار!!! ونشر خيوط العنكبوت حول ضحية فقدت صوابها!!!

ثم تستأنف وتقول : "طلب ان يراني قلت لماذا لااستطيع ان اخرج هكذا معك دون حجابي ولا ستطيع ان اخرج اساساً اهلي سيقتلوني لو علموا"
ومعصية تجر أختها وخطوة تتبعها خطوات !!!!!

وتتابع فتقول "قال انا احبك وانتي تعلمين اني اخاف عليك واخذني بالكلام وقلت حسنا"
أي حب كاذب هذا !! وأي أخلاق هذه
للأسف استطاع أن يضحك عليها بمجرد كلمات جوفاء خالية من مشاعر الحب بل هي و العياذ بالله بل هي مشاعر الافتراس

ثم تقابلا للأسف ،،، خرجت الفتاة على غفلة من أهلها ،،،، لكن الله ليس بغافل عما يعمل العصاة يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،،،، ثم تزداد لذة المعصية ،،، فيخرج الأنسان عن طوره ويتحول لمخلوق بهيمي
هدفه فقط شهوته ،،،للأسف يذهب الايمان وقتها،،،، وتذهب المرءة والاخلاق
ضحك عليها الشاب،،،،ووقعا في الحرام والإثم ،،،،، لا لم يضحك عليها الشاب ،،،،،بل للاسف ضحك الشيطان على الاثنين،،،،حينها اشتكت الجدران واشتكت الارض والسموات واشتكت المخلوقات لباريء الارض والسماء قائلين " ابن آدم حرمنا الخير بشؤم معصيتك"
هو فعلا شؤم على الفتاة والشاب و المجتمع بل وعلى الكون كله.

ويبدو أن الله بكرمه ولطفه بالفتاة وأهلها قد رحم الفتاة وأراد لها الستر والعفة والطهر
رباه نتبغض إليك بمعاصينا وتستر علينا بل وتغفر لنا بعدها ما أعظمك ربي وما أحلمك
رباه أن قدرنا على المعصية فأنت أقدر منا في المغفرة
تقول الفتاة "لم اسمح له أن ينتهك عذريتي وطهارتي"
لكن الفتى كان قد اقترب كثيرا حتى ظنت الفتاة أنها قد تحمل رغم عدم ذهاب عذريتها!!!!
هكذا أراد الله أن تظن حتى ترجع إليه وحتى تتذكر مقدار ما فعلت

ثم يبدأ أثر المعصية بالظهور ويصاحبه الحسرة وتأنيب الضمير
تقول "لانهم ان علموا او حدث ما انا خائفه منه اعتقد ان والدي وامي لن يكونوا بخير سيصيبهم مكروه بكل تأكيد ، اهلي ربوني جيدا وتعبوا في ذلك ،لم يقصروا بأي شي معي ،يبحثون عن سعادتنا انا واخوتي"
فعلا شيء يحطم القلب ، تخيلت لو أن الفتاة لا سمح الله ذهبت عذريتها وتلطخت بالعار
ماذا سيحدث لهذا الاب المسكين وماذا سيحل بتلك الأم الطيبة وماذا سيحل بالأخوات
حياة الكثيرين ستنقلب جحيما بسبب نزوة شيطانية وذهاب عقل
أختاه كوني حذرة ، كوني مستيقظة واعية ، فكري قبل الاقدام فوالله حسرات الدنيا كلها سيمتليء بها قلبك عندما تعلمين انك دمرت حياة أحب الناس إليك وجعلت وجوههم سوداء

ثم تقول "ناااادمه ونااااااادمه وناااااااااادمه"
بداية العودة الى طريق النور والعودة إلى الله
من خطوات التوبة الصادقة الندم على مافات

وتقول : (دعوت ربي كثيراً ان يغفر لي ويتوب علي)
ثم يتبع الندم مناجاة لله وطلب غفرانه وبكاء و خضوع وحسرة في القلب

ثم تؤكد الفتاة أنها آمنت بالله وتقسم أن لن تعود فكيف تعود وقد لاقت الويلات
بل كيف تعود وقد اكرمها الله بستره وأنه ربنا رحمها وتولاها بعنايته

وبعد عدة ليالي مريرة وتأخر علامة العذرية وعدم الحمل وأعصاب الفتاة مشدودة
تظهر العلامة رمز كل فتاة على عفتها وطهارتها واخلاقها
وتخر الفتاة لربها ساجدة وشاكرة

ولا أنسى وقفة أعضاء المنتدى مع هذه الفتاة وتثبيتها ونصيحتها بوركتم جميعا

قولوا معي :

اللهم احفظ بنات المسلمين وشبابهم من نزواتهم
اللهم ردهم وردنا جميعا الى دينك ردا جميلا
واغفر معاصينا وارحمنا يا رحمن يارحيم


بعد النهاية
أنا نادمة يا ربي اني نادمة
وإليك أنظر واجلة
دمعي يشهد ،،،،بأني صادقة
فاقبل رجاء نفس تائبة

بنت جابر الخير 2005-10-24 10:35 PM

السلام عليكم

شكرا لج اختي عمق على القصه ( سعد ومنيرة ) الحقيقه اثرت فيني وايد وما قدرت اكمل باقي القصص
أسأل الله العظيم رب العرش العظيمان يجمعهما في الجنه
اللهم آمين

لي عودة ان شاء الله لقراءة البقية

يمامة الوادي 2005-10-25 1:10 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خيرا والله يرزق المسلمين بالجنة

يمامة الوادي 2005-10-28 7:00 AM

منه
 
عوضها الله خيرا منه



امرأة صالحة تحرص ألا تترك العمرة في كل عام
وتتلهف نفسها لحج بيت الله كل سنة
تقوم الليل ... تتصدق ...

في أحد أيام العيد ... ذهبت للمصلى ... صلّت صلاة العيد
حث الخطيب على الصدقة ، وخصّ النساء بذلك .
قامت بعض الفتيات بترتيب مسبق بجمع التبرعات من أمام النساء

فتّشت هذه المرأة عما تتصدّق به ... فلم تجد شيئاً

لم يكن شيء أقرب إليها من أسورة ذهب كانت على معصمها
ولم تقنع بذلك فنزعت خواتمها وتصدقت بها لفقراء المسلمين الذين أصابهم الضر في مشارق الأرض ومغاربها

عادت بعد انقضاء صلاة العيد إلى بيتها

تقدّمت إحدى حفيداتها لتُعايدها ثم قبّلت رأسها

وناولتها ( هدية العيد )

فإذا هي : خواتم ذهبية جديدة !

سبحان الله
ما أسرع العِوَض من الكريم المنان

سبحان الله
ما أكرم الله

اصرخ معي في وجه كل مُرفّـهٍ ***** يسخـو على مـا يشتهـيه ويُنفقُ
ويظــلّ مــقبوض اليدين إذا ***** دعا داعي الجهاد وخاب من يتشدّقُ

وأصدق من ذلك وأبلغ قول رب العزة سبحانه :

هَا أَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)

فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ

( وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء

يمامة الوادي 2005-10-28 3:11 PM

ولما انتصف في الإقامة سقط ميت رحمه الله


ذكرها فضيلة الشيخ / ناصر العمر في بعض دروسه المباركة . يقول : ذكر لي أحد الأخوة أن ابن عم له كان مؤذناً منذ شبابه , فكف بصره فبقي مؤذناً ..
ثم انتقل أهله وأقاربه إلى حي بعيد عن الحي الذي يؤذن فيه , فاشترط عليهم أن يأتوا به قبل الظهر ليؤذن ويبقى في المسجد حتى مابعد العشاء , واستمر على هذه الحالة عدة سنوات حتى أصابه المرض وأقعده .
وفي يوم من الايام وكان مريضاً إذا هو يطلب من أولاده الذهاب إلى الحمام , أحس بنشاط ملحوظ , ثم ذهب وتؤضأ وبعد أن رجع أذن و أقام ولما انتصف في الإقامة سقط ميتاً رحمه الله ..
وحيث كان قلبه معلقاً بالآذان سنوات طويلة ختم الله له بهذه الخاتمة الطيبة . .
يا له من دين

! بــــــــــدر ! 2005-10-29 12:23 AM

ما شاء الله قصص مفيده جزاكم الله خيرا وطرح بكم البركه

يمامة الوادي 2005-10-29 8:26 AM

تسلم وبارك الله لك على مرورك

نـاصـر 2005-10-30 6:00 PM

جزاك الله خيرا جزيلا و بارك الله فيك

a2

يمامة الوادي 2005-10-30 10:45 PM

بارك الله لك..

يمامة الوادي 2005-10-30 10:53 PM

أخلاقك منبع جمالك
 
أخلاقك منبع جمالك

أرسلت إحدى الأخوات المقال التالي:


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة

والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:

سأروي عليكن أخواتي العزيزات قصة لفتاتين إحداهن مسلمة والأخرى كافرة والعياذ بالله.
كانت هاتان الفتاتين تعيشان في نفس الحي؛ فالفتاة المسلمة لا تخرج من منزلها إلا وهي ترتدي الخمار والجلباب (أي اللباس الشرعي الكامل). وقد كانت جميلة لكنها لا تظهر جمالها لأي إنسان؛ مع أنها كانت في ضيق من الحال. لكنها كانت غنية بقراءة القرآن، وصائنة لنفسها عن المحرمات والكبائر، ومحافظة على صلاتها؛ فكان ذلك كافياً لأن تكون جميلة الخلق والأخلاق. وعلى عكسها كانت الفتاة النصرانية ميسورة الحال تخرج وهي ترتدي ثياباً غالية الثمن، لكنها مبتذلة، متبرجة بأدوات التجميل، تشعر بأن هذه هي صفات المرأة العصرية.



وعند خروجها من المنزل ترى الشبان يعاكسونها، لكن بعد أن تسير يبصقون عليها.

أما عند خروج الفتاة المسلمة ذات الأخلاق الرفيعة؛ فإنها تسير بخطوات رزينة، وبكل خطوة تمشيها تترك احتراماً لها وهيبة منها، فجمالها دائم ما دامت الزينة التي تتجمل بها هي الأخلاق الفاضلة.


وفي يوم من الأيام كانت الفتاة النصرانية خارجة من الجامعة؛ فإذا بسيارة تدهسها. فيتم إسعافها سريعاً ونقلها إلى المستشفى. وتسبب الحادث في تشويهها وذهاب جمالها في رمشة عين.

وفي اليوم التالي إذا بالمسلمة تقوم بزيارتها محضرة لها هدية، فتقول لها تفضلي هدية..

كتاب به تصبحي أجمل الجميلات..


فإذا بالنصرانية تسأل ما هذا الكتاب الذي باستطاعته أن يرجع لي جمالي؟

فتجيبها المسلمة:

كتاب الأخلاق الذي به يعود لك جمالك

وبتطبيقك إياه تصبحين جميلة دوماً

وليس لحين مؤقت

فإن كانت أخلاقك أخلاق المرأة المسلمة فستشعرين بالجمال والسعادة دوماً

فإذا بها تأخذ الكتاب وتبدأ بالتطبيق تبغي عودة جمالها

ولكن بعد مرور وقت يقارب الشهر الواحد؛ إذ بغاية الحصول على الجمال تتحول إلى الحصول على مرضاة الله والاخلاق الكريمة التي بها يزداد جمالها.

فقد أيقنت أن الجمال الحقيقي يكون باتباع الدين؛ لا باتباع الشهوات والهوى.




من اطلاعاتي

يمامة الوادي 2005-10-30 11:04 PM

القتيلة
 
القتيلة

(دلال) فتاة لها صوت ناعم جميل سبحان من أعطاها ذلك الصوت. عندما تتكلم ينبهر من يسمعها من البنات، فكيف بالشاب الذي يثيره صوت الأنثى؟ ورغم هذا الصوت الرائع إلا أن الكامل –سبحانه- خلقها غير جميلة أبدًا.
وكانت صديقتي هذه للأسف تستغل صوتها في معاكسة الشباب، وقد قمت بدور الناصحة لها ولكنها لا تستجيب.
حتى جاء ذلك اليوم الذي طلب فيه أحدهم رؤيتها، وأصر على ذلك، وكانت صلتها به قوية وهي تعرف عنه الكثير وهو كذلك.

فرفضت واختلقت الأعذار، لكنه أصر وهددها بالهجر والمقاطعة إن لم تستجب وكانت تحبه (أو هكذا خيل لها) فجعلت تتوسل إليه وترجوه ألا يتركها. ولكنه أصر على موقفه. وقال لها: "إن كنت لا ترغبين أن أراك فأنا لا أريدك"، وقطع الاتصال.
فذهلت من كلامه، وأخذت تتصل وتتصل، ولكن لا حياة لمن تنادي.

فأخذت تفكر في حل يريحها؛ فخطر في بالها أن تستشير إحدى صديقاتها.
فذهبت إليها وكانت إجابة صديقتها طبعًا: اخرجي معه ولا بد لك. وإن رآك سيزداد حبه لك، وإن كنت تحبينه فلا بد أن تثبتي ذلك بالخروج معه.
هيا.. هيا خبريه. وأخرجت هاتفها بسرعة وقالت: خذي هاتفي واتصلي عليه الآن. فتهلل (وجه دلال) واتصلت بسرعة. فرد الخبيث سريعًا؛ يظنها إحدى من ألقى لهم بالرقم اليوم في السوق.
فقالت: (وائل) أنا (دلال).
فقال: أنتِ.. ماذا تريدين؟
قالت: أنا موافقة على الخروج معك.
فقال: انتظرك غدًا الساعة الثانية عشرة أمام البوابة. إلى اللقاء..
وقطع الاتصال فنظرت إلى صديقتها وقالت بخوف: يا ويلي.. وأخذت تبكي.
فقالت صديقتها: غبية! بالعكس الذي فعلته عين الصواب، وستثبت لك الأيام ذلك، وحينها ستشكرينني على هذه النصيحة.

فقامت (دلال) وذهبت أدراجها إلى منزلها وهي تفكر وتتخيل ماذا سيفعل عندما يراها.

حتى جاء الوقت الموعود، وهي واقفة في الشارع تنتظر وتنظر إلى الساعة بين الحين والحين، وقلبها يخفق بخوف وجسمها يرتجف بقوة.

وفجأة اتصل صاحبها فذهبت إليه وانطلق بها إلى مكان خالٍ تقريبًا من الناس وذاك حسب ما قال. وما إن وصلا حتى قال: هيا اكشفي عن وجهك كي أراكِ، فقالت: آ.. ها.. آ.. فقال: ما بك؟ وسحب الغطاء عن وجهها.

وعندما رآها فَغَر فاه، واتسعت عيناه.

وزمجر بغضب قائلا: قبيحة! لا أريدك.. لا أحبك وو... قال كلمات كثيرة متداخلة من شدة ذهوله.

وصرخ بصوت غضبان: المفروض أن تكوني خادمة لي وليس حبيبتي!

فانصدمت من كلامه وكاد يغمى عليها من هول ما سمعت، واعتصر قلبها وتمنت لو تموت قبل سماع هذا الكلام.

وأكمل هو غير مبالٍ بمشاعرها:

أيتها الخادعة من يسمع صوتك يظنك أجمل الجميلات، هيا أذهبي عني وجهك القبيح هذا، فلا أريد أن أراه.

وانطلق مسرعًا نحو الجامعة، وأوقف السيارة بعيدًا

وقال: اخرجي لا أحتمل وجودك معي. فحاولت أن تمانع، لكنه صرخ: بسرعة!


فخرجت وهي تسحب أقدامها حتى وصلت وهي منهارة من التعب النفسي والجسمي وقلبها محطم ومجروح ونفسها كسيرة.

واتصلت على أخٍ لها وهي جالسة تنتظره ولهيب الشمس يلسعها.

وما إن وصلت إلى المنزل حتى ذهبت إلى غرفتها وهي تبكي وتصرخ.

واستمرت على هذا الحال قرابة الشهر لا أحد يدري ما بها.

حتى جاء يوم استعادت فيه عافيتها وتماسكت وذهبت إلى جامعتها

وعندما رأت صديقتها (صديقة السوء) أخذت تشتمها وتضربها (بشكل هستيري) إلى أن تدخلت الطالبات وذهبت عنها.

فجئت إليها، وعندما رأتني أسرعت نحوي وألقت بنفسها في حضني وأخذت تقص عليَّ كل ما حدث لها وهي تشهق وتبكي، فجعلت أواسيها وأذكرها بالله ونبهتها إلى أن قبحها قد يكون من نعم الله عليها في هذا الموقف

فلو كانت جميلة... فمن المؤكد أنه لن يتركها في حالها كما حدث خاصة بعد أن تيقنت من سوء نيته

وربما تعرضت لما حدث لبعض الفتيات الجاهلات من اعتداء أو اغتصاب.

ولكن الله سلم، وما زلت معها، حتى خففت عنها.

ثم أخذتها للمصلى

وقلت لها: لا بد أن تبدئي حياة جديدة من اليوم.

فأخذت تصلي وتبكي وتأثرت بكلامي. فتابت إلى الله، وفتح الله على قلبها.

وهي اليوم رائعة يزينها الإيمان؛ بل وأصبحت من الملتزمات الداعيات.


موقع صيد الفوائد نقلا عن مجلة شباب العدد 73 مع بعض التصرف

يمامة الوادي 2005-11-06 1:55 PM

هل تذكرين ديانا ؟

الدكتور رياض بن محمد المسيميري

ديانا سبنسر زوجة ولي العرش البريطاني , وأميرة ويلز السابقة التي توفيت في حادث سير مع عشيقها " دودي الفايد " قبل قرابة سبع سنوات !!
.

ديانا التي كانت أشهر امرأة آنذاك وأثرى امرأة وربما أجمل امرأة !!

وكانت أخبارها تحتل الصفحات الأولى من كل جرائد العالم وتشغل ساعات عديدة من ساعات البث التلفزيوني والإذاعي في القنوات العالمية !

وكان الكلُّ يحسد ديانا على شهرتها وثرائها واهتمام الإعلام بأخبارها حتى وقعت الحادثة الشهيرة التي أودت بحياتها متأبطة يد عشيقها دودي !!

فحبس العالم أنفاسه أمام هول المفاجأة , وشعوره بقرب نهاية " أسطورة ديانا " التي شغلت الناس بعهرها ومجونها وصفاقة وجهها !!

وتلقى المعجبون والمعجبات بديانا الخبر بحزن بالغ حتى في العالم الإسلامي الذي دائماً ما يكون ضحية الإعلام العالمي, ورجع الصدى لأبواقه المزعجة !

ثم ماذا كان بعد ؟!

الذي حصل على وجه التحديد هو تشييع ديانا إلى قبرها وفق الطقوس النصرانية الكافرة ...
ومن ثم حمل الناس إلى مرقدها أكاليل الزهور تعبيراً عن حزنهم العميق على فراقها وفقدها للأبد !!

ثم ماذا كان بعد ؟! نعم ماذا كان بعد؟!!

كلُّ الذي حصل بعد ذلك هو نسيان ديانا شيئاً فشيئاً حتى أصبحت نسياً منسياً , وأثراً مطوياً !!

وانشغل الناس بدنياهم .... وظلت ديانا رهينة التراب والدود !!

فلا المال ينفعها , ولا الشهرة تنقذها , ولا الشباب يخلصها, ولا الجمال يغني عنها شيئاً!!

رحلت ديانا ولم تعد الصحافة تكتب عنها حرفا واحداً؛ لأن الصحافة لا تكتب عن الأموات
ولا تُعنى بالرميم والرفات !!

رحلت ديانا سبنسر وأُلقيت في حفرة مظلمة مليئة بالدود والهوام فأكلت خدودها !!
وخرقت عيونها !!

ومزقت لحمها !! وهشمت عظامها !!

وأسوأ من ذلك أنها ماتت كافرة !!

وكلنا نفهم ماذا يعني أن يموت الإنسان كافراً !!

إنَّه يعني باختصار شديد, الخلود الأبدي في دركات الجحيم, وغياهب جهنم و بئس القرار !!

أرأيت أيتها المسلمة تفاهة الدنيا وحقارتها, وأنَّها لا تستحق كلّ هذه التضحيات من أجلها !

أرأيت أنَّ المال والشهرة والمجد والجمال لا يمكن أن يبقى للأبد !!

وأن شيئاً من ذلك لا يمكن أن يحول بين أرباب الكفر والمعاصي وبين الأجل المحتوم!!

ومن ثم المثول بين يدي الحكم العدل – سبحانه – ليتحدد مصيرهم الأبدي !!

فاستيقضي يرحمك الله قبل فوات الأوان !!

يمامة الوادي 2005-11-06 1:58 PM

هكذا كانت هدايتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أكتب لكم قصتي لعل هناك من يهتدي بها باذن الله:
بدايتي كانت مع صديقات السوء، وبالتحديد في المرحلة المتوسطة، حيث من خلالهم تعرفت على فرقة أجنبية معروفة، وأروني صورهم وأسمعوني أغانيهم ومنذ ذلك الوقت وأنا أحبهم حباً جنونياً؛ أغانيهم أسمعها ليلاً نهاراً. وبعض الأشياء التي كنت معتادة أن أفعلها تركتها كصيام الأيام البيض، واستمر الحال كذلك لمدة ثلاث سنوات. بعدها تخرجت من المتوسطة وودعتهم، وانتقلت إلى المرحلة الثانوية.

وكل الذين انتقلوا معي في نفس المدرسة يقولون لي (ها يا فلانة كيف حال الفرقة هذيك؟) وأنا أجيبهم وأقول لهم آخر الأخبار. ولكن رب العالمين يمهل ولا يهمل سبحان الله.. في العطلة الصيفية اقترح والدي أن نذهب إلى أمريكا، فوافقنا. ذهبنا إلى هناك وأنا كلي أمل أن ألتقي بهم.. ولكن سبحان مغير الأحوال؛ بعد تقريباً أسبوع أحسست بضيق وغربة. لم أعتد على نمط العيش هذا؛ اعتدت على سماع الأذان، ورؤية الرجال والصبيان يخرجون من بيوتهم إلى المسجد. بعدها أخذت أقرأ القرآن وأحسست بلذة صراحة وأنا أقرؤه. وشيئاً فشيئاً أخذت أحفظ الجزء الأول من سورة البقرة. ومع مرور الوقت أصبحت أعتز بأنني مسلمة، مع العلم أنني ولله الحمد كنت مرتدية الحجاب لم أخلعه. وبعد مرور شهر كامل قضيناه في أمريكا عدنا إلى السعودية. استمر الحال بي في حب هذه الفرقة، ولكن حينما انتقلت إلى مرحلة الصف الأول الثانوي جاءتنا مدرسة -جزاها الله خيراً- ملتزمة، وكانت في بداية الحصة دائماً تذكرنا بالله وتخوفنا من النار، وترغبنا بعمل الخير وطاعة الرحمن. ومن ضمن حديثها لنا تحدثت عن الأغاني وحرمتها، وأيضاً معلمة الآحياء ذكرت لنا عقوبة سامع الأغاني. وقتها أخذت أفكر، والحمدالله تركتها، ولكني لم أترك مشاهدة الأفلام. سبحان الله.. أبي قال لي كلمة لا يقصدها، يعني مجرد (كلمة على الطاير) مثل ما نقول، قال لي "المطاوعة ما يشوفون أفلام" سبحان الله، بعدها تركتها فترة، لكني عدت إليها صراحة ولكن بشكل قليل.

بعدها جاء شهر رمضان المبارك وأنا ولله الحمد تركت الأغاني والأفلام، وفي ليلة من الليالي المباركة كنت أنا وأختي لوحدنا في منتصف الليل. سبحان الله.. وأنا كنت جالسة جاءني ضيق شديد في صدري، فأحسست أني سأموت. أخذت أركض وأتوضأ لأصلي الوتر، وكنت أقول كما قال حبيبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي (لا إله إلا الله إن للموت سكرات). وكان قلبي يخفق بشدة، واستمر الحال هكذا لمدة أسبوع. وذهبت إلى مستشفيات وأخذت أدوية، وكنت إذا استلقيت على السرير مر أمامي شريط حياتي.. وقتها فقط قلت (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى) أحسست أني سأموت.

ومضى الوقت، وجاءت العشر الأواخر. أخذت أصلي الوتر بشكل يومي وأدعو الله بقولي (اللهم اشفني من مرضي هذا أنت الشافي) سبحان الله يا أخوات.. ورب العزة والجلالة أني ثلاث ليال وراء بعض وأنا أردد هذا الدعاء وحدث أن شفاني الله.. نعم ولله الحمد؛ ففي الليلة الرابعة أحسست ببرود في عروقي كأن الروح تغادر الجسد، فتوضأت وصليت الوتر وذهبت ألقي نظرة أخيرة على أمي، وعدت إلى فراشي ونطقت الشهادتين ونمت. ولكني استيقظت ولله الحمد وقد ذهب ما بي من سقم. أحسست أني وُلدت من جديد.. أحسست أن الله سبحانه وتعالى أراد هدايتي فعلاً، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أقضي وقتي بطاعتة سبحانه.

هذه قصتي.. فهل من قلب يحس برحمة الله سبحانه على عباده ويعود إليه تائباً؟

أسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق في الدنيا والآخرة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اطلاعاتي

يمامة الوادي 2005-11-11 1:53 PM

زوج أختي هو الذي دمر حياتي


نحن أسرة نسكن في غرب المملكة ، كنا أسرة سعيدة يغلبها الحب والتعاون ،لا يكدر صفوها إلا ما يحصل في غالب الأسر من المواقف العابرة، ولكن حصلت قصة كدرت صفو حياتنا عشنا فيها أسوأ أيام حياتنا ، كنا لا نذوق فيها للنوم طعماً، ولا للأكل والشرب لوناً .

كان من ضمن أسرتنا أختي في العشرين من عمرها تقريباً كانت محل ثقة للجميع ،المنزل مستقيم على طاعة الله ويخلو مما يغضب الله (عز وجل) من المنكرات من جميع أنواعها بحمد الله تعالى، كان هناك قريب لنا بل هو زوج أختي يدخل علينا بكثرة ، طرحنا الثقة فيه كثيراُ، يدخل متى شاء ويخرج متى شاء ..

في ليلة من الليالي خرجنا إلى مناسبة أصرت أختي على البقاء لاستقبال صديقتها كما تقول، وهي في ذلك اليوم على غير عادتها أحسست أنها مضطربة وتخفي عني شيئاً، ولكن قدر الله وما شاء فعل، تقول هذه الأخت[المرسلة]:

لم يرتح لي بال وأنا في تلك المناسبة ، وتعللت في حاجتي إلى المنزل ، ذهب بي أحد محارمي، طرقت الباب كثيرا ًفلم يفتح، رجعت وأنا قلقة مضطربة اتصلت كثيراُ فلم يجب الهاتف، وحينما رجعنا في تلك الليلة واجهت أختي وقد بدت عليها علامات الإرتباك.

فقلت لها: لماذا لم تفتحي الباب فقد طرقته كثيراُ..

تلعثمت وقالت: لم يطرق الباب.

أحسست أنها مضطربة ، صرخت في وجهها وقلت لها: اصدقيني ... قلبي يقول : إنك تخفين علي شيئاً، و والله لم يخطر في بالي كما تقول أكثر من أنها تعاكس ..

قلت لها : من هي صديقتك حتى أطمأن على ذلك ؟؟

حينها بكت وقالت: هو السبب ، ولما ألحيت عليها.

قالت : فلان تعني زوج أختها فلان منذ مدة وهو يراسلني ويعاكسني ويدخل علي في غيابكم هو ذلك الرجل الذي طرحنا فيه الثقة العمياء ، منذ متى؟

تقول: منذ زواجه من أختي وكان ذلك منذ سنوات .

الهي ، لقد ضاع كل شيء ، صرخت في وجهها، شددت شعرها، ضربتها، حضر أخي اطلع على الخبر أما أنا فقد سقطت على الأرض لم أعد أتحمل، أما أخي فضربها حتى كاد يقتلها ، لولا لطف الله (جل وعلا)، ولكن ما الفائدة؟

لقد ضاع كل شيء ، أحس أهلي بالخبر قلت لا شيء مجرد معاكسة دفنت معي هذا السر ولكنني مازلت أرتوي بناره بين الفينة والأخرى وأختي ترد الخاطبة تلو الخاطبة ، حتى تقول: كتمت ذلك ، كتمت ذلك لأقول كفوا عن ذلك يا من تساهلتم في هذا الأمر، حتى تقول: أصبحت أتأمل حديث رسول (صلى الله عليه وسلم) "الحمو الموت "..

نعم والله إنه الموت بل هو أشد من الموت ، فكونوا على حذر يا أولياء الفتيات ، فلقد فقدنا شيئاً أتمنى إرجاعه ولو بكنوز الدنيا ولكن هيهات هيهات...انتهت رسالتها.

فرج الله كربتها وجبر مصيبتها وأحسن الله عزاها.

شريط ينابيع الشر الشيخ - خالد الصقعبي.

dana_q8 2005-11-11 11:55 PM

شكرااا يعطيك العافيه
a1

يمامة الوادي 2005-11-12 3:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dana_q8
شكرااا يعطيك العافيه
a1

الله يعافيك وجزاك الله خيرا

موزه 2005-11-13 8:29 AM

جزاك الله خير وبارك الله فيك .................

يمامة الوادي 2005-11-13 2:23 PM

تسلمي وبارك الله لك

يمامة الوادي 2005-11-21 2:51 PM

خزي وعار

هربت من المدرسة لأنها كانت علي موعد مع احد الشباب هربت
ولم تكن تعلم ماذا ينتظرها

ركبت مع صاحبها في السيارة وانطلقا الاثنين معاً وانطلقا وهم في قمة السعادة كما

يعتقدون وما هي الإ ثوان معدودة حتى انقلبت السعادة إلى تعاسة فلقد وقع لهم حادث

وبينما الشاب مشغول في استكمال التحقيق بشان الحادث اتصل باحد زملائة الذين

يشاركونه نفس المعاصي والرذيلة وقال له :

اريدك أن تأتي إلى موقع الحادث لكي تأخذ الفتاة إلي الشقة ( وكر الرذيلة )

فهم استئجرو هذه الشقة لكي يمارسون فيها هذه المعصية .

حضر الشاب وأخذ الفتاة وتوجه بها إلى الشقة وياليته لم يفعل فإذا بالصدمة الكبرى

التي لم تكن في الحسبان فإذا بالفتاة أخت هذا الشاب .

الله اكبر كما تدين تدان .


-----------

يمامة الوادي 2005-11-21 2:54 PM

قالت لزوجها : اشترط أن أخدم والدتي حتى تموت
قال الشيخ ناصر العمر في كتابة ( بيوت مطمئنة )

أذكر أن فتاة كانت أمها كبيرة .. فخطبت فاشترطت على من يتزوجها أن تبقى في خدمة والدتها حتى تموت فوافق الزوج..... وبقيت مع والدتها تخدمها خدمة منقطعة النظير، بعد سنوات توفيت والدتها - رحمها الله - فجلست البنت تبكي...

ماأفقهها هذه البنت ما أفقهها هذه البنت فجلست تبكي ...

وقالت : أغلق عني باب من أبواب الجنة لأنه كانت تعتبر وجود أمها هي بحاجة لها أنها تخدم أمها..

ليس أمها بحاجة لها هي بحاجة إلى أمها، لذلك لما ماتت أمها ما فرحت
وقالت الحمدلله وهذا لاشك خير أن أمها ماتت وهي راضية....
وتمر الأيام ورزقت بشابين فأصبحوا من خيار الصالحين والحمد لله.

يمامة الوادي 2005-11-21 2:56 PM

الدعوة بالمراسلة



هي امرأة لكنها ليست كالنساء ، الكادحات الكالحات ، بل ملكة متوجة ،


خريجة قسم أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى ،

وهي متزوجة ، تدير شؤون مملكتها بنفسها ، ترعى حق الله تعالى ،

وحق زوجها وأهله ، تقوم على خدمتهم وترعى شئونهم صابرة محتسبة ،

تقوم بأعباء المنزل ولا خادمة ، مع قيامها بحق أم زوجها المسنة ، لكن ،

لم يهنأ لها بال وهي ترقب السالكين والسالكات في طريق الدعوة إلى الله تعالى ،

نعم ، كانت ترقبهم بطرف حزين ، نعم ،

لم يكن ليهنأ لها بال وهي لم تدلي بدلوها بين دلاء الداعيات إلى الله تعالى ،

لتأخذ على إثر ذالك نصيبها من الخير ، كانت تحاول أن تجد لها موضعا ،

فما كانت لترضى العيش في الأسافل دون الأعالي يتراوح لها

قول الشاعر :

وما للمرء خير في حياة إذا ما عد من سقط المتاع

ولكن هذه الرغبة اصطدمت برفض زوجها لخروجها إلى ميادين الدعوة على اختلافها

لكن ما زال الهم في قلبها يكبر ويكبر مع مرور الأيام ،


فعزمت على المضي على شق الطريق مهما توغل في الوعورة ،

لكن مع رضى زوجها ، وفكرةً بعد فكرة ، وخاطرةً بعد خاطرة ،

ومع الدعاء والتضرع هداها الله عز وجل إلى فكرةٍ


وضاءة تجمع فيها بين رضا خالقها ورضا زوجها ،


إنها الدعوة بالمراسلة

هي وسيلة لا تحتاج إلى كبير جهد،

ومع ذالك فهي عظيمة النفع والأثر ،

ولكن تصدت لفكرتها عقبة كؤود كادت تتهاوى عليها قوارب الأحلام ،

إنها المادة عصب الحياة ، من أين لها تأمين مستلزمات هذه الرسائل ،

مع قيمة إرسالها ؟؟ لكن العبد إذا صدقت نيته صدقه الله تعالى ،


أرى نفسي تتوق إلى أمور وتقصر دون مبلغها

بعض حالي فنفسي لا تتطاوعني ببخلٍ ومالي لا يبلغني المعالي

ثم عادت إلى التفكير والدعاء مرة أخرى ،

فطريق الأنبياء تريده بأي ثمن ، حينها تذكرت قصة أم المساكين ،

التي قالت عنها عائشة رضي الله تعالى عنها :
" كانت صناع اليدين تعمل بيديها وتتصدق "

فاتخذت من صنع يديها عملاً يدر عليها ربحاً وإن قل ،


فالشأن كل الشأن في البركة ، حينها توصلت إلى ما تحتاجه ،

فهي تحتاج إلى جهاز للحاسب الآلي ، مع طابعته ، وآلة تصوير ،

وجهاز للفاكس ، ولكن من أين ذالك ؟؟ فتأملت ذهباً عندها ،

ووجدت أن قيمته يكفي بعض ما تحتاجه ،

فكلمت زوجها بذالك فأكمل لها المبلغ مع قلة ذات اليد ،

حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل ، مقابل مبلغ مادي تتقاضاه ،

ثم تستثمر ثمن ذالك في الدعوة إلى الله عز وجل ،


وكان من نتاج ذالك مئة وعشرون رسالة دعوية ،

تحصلت على عناوينها من خلال إذاعة القرآن الكريم ،

تتراوح هذه الرسائل ما بين مطوية وكتب صغيرة

ومتوسطة تتعلق بموضوعات العقيدة الصحيحة ،وهي ما كانت تحرص عليه ،

ثم هي مع ذالك تقوم بشراء بعض الكتيبات من مكاتب توعية الجاليات

وتقوم بنشرها على الطبيبات والممرضات في المستوصفات والمستشفيات ،

حتى أخذت رسائل المسترشدين تتوافد على غرفتها الصغيرة ،

فهذا يطلب مصحفاً وآخر كتاباً وآخر مطوية ، كان جهد المقل ،
مع ذالك فكم أحيا الله بهذا العمل اليسير قلوباً غافلة ،

وأنار بصائر مستغرقة ، كانت رسائل خير ونور رائعة ،


وأروع منها اليدان اللتان قد متهما وصاغتهما

أحرفاً من نور تضيء للسالكين الطريق ،

هذا هو الجهد وإن قل ، فالدين ينصر بنا أو بدوننا ،

فإن بذلنا أصبنا العزة ، وإن منعنا أخذنا بالهوان وكل واحد منا على ثغرٍ من ثغور الإسلام ...
------------------------------

هذه القصة ذكرها الشيخ خالد الصقعبي في شريط صانعات المآثر

يمامة الوادي 2005-11-21 2:57 PM

هل تكفي تسعة عشر عاماً؟
امرأة تبر بأمها تسعة عشر عاماً يقول ولد هذه الأم :

جدتي تسكن معنا في البيت وكانت كفيفة لاتبصر

وأيضا مصابة بشلل نصفي وأمي لا تخرج من البيت براً بأمها

التي هي جدتي ...


وأمي لا تخرج حتى للمناسبات الخاصة وتقول لمن أترك أمي

حيث كانت جدتى متعلقة بأمى وإذا اشتد المرض بجدتي تقول أمي :

اذهبوا وأحضروا الطبيبة أنا أدفع لكم الزيادة

لكن أمي لا أريدها أن تنام على سرير المستشفى .

وأصرت جدتى أن تصلى وتطوف بالحرم وقد كانت ترفض ركوب العربات

والله يقول إن أمى تحمل جدتى وتطوف بها ولم تنزلها لحظة واحد .

وكنت أرى دمعة والدتى وهى تدعو لأمها

يقول ومع الأيام تأثر عقل جدتي ..

وهذه القصة وقعت في مكة

ومكة جوها حار .. وكانت جدتي عنيدة .. ولا تريد التكييف

وأمي لا تفارقها تنام معها في هذا الحر الذي لا يطاق

تنام معها على وسادة واحدة .. تسعة عشر عاماً ..

فوالله طوال هذه المدة والدتي جالسة عند أمها تبرها

والعجيب أن جدتي أحيانا بسبب الخرف .. كانت كثيرا ما تضرب أمي

وتأخذ أي شيء بجانبها وتضرب به أمي ..

فوالله لم تشتكي أمي أبدا تسعة عشر سنة

وأمى تنظف القذر من تحتها وتغسلها ولاتفارقها

وتقول دائما.. ما فعلت شيئا لأمي .. ما فعلت شيئا لأمي ...

ثم العجيب يقول .. بعدما توفيت جدتي ..

نقول ونذكرها دائماً جزاك الله خيراً يا أماه على ما قدمت وصبرت ...

تقول :

والله ما قدمت لأمي شيء .. والله ما قدمت لأمي شيء .
------------------------
هذه القصة ذكرها الشيخ مشعل العتيبي في شريط علاج المصائب


الساعة الآن 1:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com