![]() |
ياأمة الأدب - الأدب الأدب -
كلمة راقـيــــــة .. وخـلق رفيـع .. أصبح كثيرون منا يشكو قلة التعامل به و يخشى انعدامه .. فما الأدب ؟ و ما مقدار تحلينا به ؟ و هل نعلم معالمه و ملامحه ؟ الأدب ، قال ابن القيم رحمه الله عزوجل : وحقيقة الأدب : استعمال الخلق الجميل ، ولهذا كان الأدب استخراجاً لما في الطبيعة من الكمال ، من القول إلى الفعـل . وقال رحمه الله تعالى : علم الأدب : هو علم إصلاح اللسان والخطاب ، وإصابة مواقعه ، وتحسـين ألفاظه عن الخطـأ والخـلل ، وهو شعبة من الأدب العام . وعلى هـذا فالأدب : هو استعمال مايحمد : قولاً .. وفعـلاً .. أخواتي الحبيبات ؛ لنا هنا - بحول الله - جولات مع الأدب ، و تطبيقه على الواقـع ، فشاركينا تنفعي وتنتفعي بإذن الله تعالى .. وأختم مقدمتي هذه بقول ابن القيم رحمه الله تعالى في أنواع الأدب : والأدب ثلاثة أنواع : أدب مع الله سبحانه وتعالى ، وأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشـرعه ، وأدب مع خـلقه . راق لي . ( يتبع ) |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
1 .. نماذج مشرقة ومشوقة من الأدب قد نجهل كثيرا كيف يكون الأدب مع الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو مع الخلق فهذه نماذج للأدب الراقي الذي نحتاج تعلمه و تطبيقه في حياتنا ؛ من صور الأدب مع الله عزوجل : من أدب الأنبياء عليهم السلام مع الله عزوجــل : قول إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام عن الله تعالى : (( الذي خلقني فهو يهدين . و الذي هو يطعمني و يسقين . و إذا مرضت فهو يشفين )) [ الشعراء 78- 80 ] نلاحظ قوله في وصف ربنا عزوجل : ( خلقني ) - ( يطعمني ) - ( يسقين ) فلما جاء دور المرض ، لم يقل : و إذا أمرضني ، بل قال (( وإذا مرضـت )) فنسب المرض لنفسه حفظاً للأدب مع الله تبارك وتعالى . ، ومن أدب مؤمني الجـن عند الحديث عن الله عزوجل : ماجاء في سورة الجن ، آية 10 : (( وأنا لاندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً )) فقالوا أولا (( أشر أريد بمن في الأرض )) ولم يقولوا : أشر أراده الله بمن في الأرض ، فلما جاء ذكر الرشد والخير أضافوه لله سبحانه (( أم أراد بهم ربهم رشداً )) س / هل نتحرى في ألفاظنا عند الخطاب عن الله عزوجل بما يظهر أدبنا في ذلك ؟ أم أننا نتكلم بما نراه مناسباً للنظم الأدبي و السجع مثلاً وغرابة اللفظ , وغير ذلك .. و لا نشعر أن بعض ما كتبناه لايليق أدباً مع ذي الجلال والإكرام ؟ من صور الأدب مع الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : كنت جالسا بالمدينة في مجلس الأنصار . فأتانا أبو موسى فزعا أو مذعورا . قلنا : ما شأنك ؟ قال : إن عمر أرسل إلي أن آتيه . فأتيت بابه فسلمت ثلاثا فلم يرد علي . فرجعت فقال : ما منعك أن تأتينا ؟ فقلت : إني أتيت . فسلمت على بابك ثلاثا . فلم يردوا علي . فرجعت . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له ، فليرجع ) . فقال عمر : أقم عليه البينة . وإلا أوجعتك . فقال أبي بن كعب : لا يقوم معه إلا أصغر القوم . قال أبو سعيد : قلت : أنا أصغر القوم . قال : فاذهب به )) - صحيح مسلم - فلنتأمل أولاً : أدب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين التزم أمره فرجع بعد أن استأذن ثلاثاً فلم يسمع الإذن .. ثم لنلحظ أدب عمر رضي الله عنه حين أخبره أبوموسى رضي الله عنه بالحديث وعمر رضي الله عنه لم يسمعه ، هدده بالعقاب إذا لم يثبت نسبة الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم .. س/ كم مرة التزمنا أدب الاسـتئذان ، والرجوع إذا لم يؤذن لنا بعد ثلاث ؟ و هل تأدبنا بأدب التأكد من صحة الأحاديث المنسوبة إليه صلى الله عليه وسلم وخاصة في زمن انتشار الكذب عليه صلى الله عليه وسلم .. وهل يبرر لنا تساهلنا أن نيتنا سليمة في الوعظ و نشر الأدعية وغير ذلك من مبررات ؟ |
ومن صور الأدب مع الخـلق : http://sub3.rofof.com/img5/011oijpz11.jpg عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أخبروني بشجرة تشبه ، أو : كالرجل المسلم ، لا يتحات ورقها ، ولا ولا ولا ، تؤتي أكلها كل حين ) . قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هي النخلة ) . فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتاه ، والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة ، فقال : ما منعك أن تكلم ؟ قال : لم أركم تكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا ، قال عمر : لأن تكون قلتها ، أحب إلي من كذا وكذا )) - صحيح البخاري - . س/ ترى ، هل نشعر أننا بدأنا نفتقد مثل هذا الأدب في الحديث بحضرة من هم أكبر منا سناً أو علماً ؟ هذه نماذج سريعة عل الله تعالى يحبب إلينا تعلم الارتقاء في الأدب و احتساب الأجر عند الله عزوجل الذي امتدح قدوتنا صلى الله عليه وسلم بقوله : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) - القلم 4 - |
- 2 - * * * وَإِذَا رُزِقْـتَ خَلِيقَـةً مَـحْمُـودَةً فَقَـدْ اصْطَفَـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرْزَاقِ ( حافظ إبراهيم ) * * * مدخل ؛ ما أعجب حالنا ونحن أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. رسولنا عليه الصلاة والسلام خير من تخلق بالأدب العالي و كان خلقه القرآن .. ثم ها نحن نشكو من سوء التعامل فيما بيننا .. حتى وصل الحال بأن يستغرب أحدنا وهو يرفع صوته على من هو أكبر منه ، ويحرك يديه يميناً وشمالاً ، إن قيل له تأدب ، أو أن فعلك هذا من قلة الأدب !!!!! ترى ؛ هل حقاً إن الجرأة في الحديث مع الوالدين وتحديق النظر فيهما هو من الجرأة الأدبية المحمودة ؟!!!!! وهل من المشروع غض البصر أمام من يعاتبنا من معلم و أخ أو عم أو خال ؟ وهل مانسمعه من صور الأدب عند سلفنا الطيب هي مجرد عادات توافق مجتمعهم فقط و لاداعي لتطبيقها في عصر الجرأة و الانفتاح على العالم ؟ لماذا الأدب ؟ ؟ http://sub3.rofof.com/img5/011mdkns14.jpg أحبتي ؛ إن [ أدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه ، وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره ، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب .. ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب . فانظري إلى الأدب مع الوالدين : كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة؟ وانظري كيف كان الإخلال بالأدب مع الأم - مع أن ذلك العابد فعله متأولاً - حين أقبل على صلاته ، ولم يرد على نداء أمه ، ( ياجريج ) سبباً لرميه بالفاحشة ، و تسلط الناس عليه بهدم صومعته ، وضربهم له ؟ ] [موسوعة نضرة النعيم ج1 / 145 - نقلا عن ابن القيم - بتصرف -] http://sub3.rofof.com/img5/011vschn14.jpg لماذا الأدب ؟ http://sub3.rofof.com/img5/011mdkns14.jpg لأن الأدب وحسن الخلق هو اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )) - الأحزاب 21 - وقد قال صلى الله عليه وسلم (( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) -رواه مسلم - http://sub3.rofof.com/img5/011vschn14.jpg لماذا الأدب ؟ http://sub3.rofof.com/img5/011mdkns14.jpg قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ). قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال : ( المتكبرون ) - الثرثار : كثير الكلام ، والمتشدق : الذي يتطاول على الناس في الكلام - [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] فما أعلاها وأغلاها من جائزة .. لمن تأدب وحسن خلقه .. إنها الجنة .. والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. http://sub3.rofof.com/img5/011vschn14.jpg لماذا الأدب ؟ http://sub3.rofof.com/img5/011mdkns14.jpg لأننا حين نلتزم الأدب مع غيرنا .. ويلتزم غيرنا الأدب معنا .. تصفو نفوسنا .. ترتقي علاقاتنا .. نسعـَد ، ونُسعـِد ، ننام قريرات الأعين بما أصبحنا ننعم فيه من أدب . http://sub3.rofof.com/img5/011vschn14.jpg فهيا .. مدي يدك .. وقولي .. إلى الأدب .. لننال أعلى الأرب . http://sub3.rofof.com/img5/011vschn14.jpg |
http://www.muslmh.com/vb/images/klemat/A1.gif - 3 - http://sub3.rofof.com/img5/011wlhmd18.jpg لماذا لا نحرص على تحري الأدب ؟ http://sub3.rofof.com/img5/011wlhmd18.jpg http://sub3.rofof.com/img5/011dkiqv18.jpg قال ابن المبارك رحمه الله تعالى : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم. وما أجمل هذه اللفتة من هذا العالم العابد رحمه الله تعالى ، و حين نطبقها على الأدب مع الله عزوجل ، ندرك أن من أسباب عدم ظهورأثر الأدب على كثير منا 1) الجهل بأصل الأمر http://sub3.rofof.com/img5/011roaxu18.jpg فربما لم يخطر ببال البعض أن هناك أدب في التعامل مع الله عزوجل أو لاتعرف كيف تتحلى بهذا الأدب . http://sub3.rofof.com/img5/011nklqi18.jpg 2) عدم الاهتمام بتطبيق مانتعلمه من الخير http://sub3.rofof.com/img5/011roaxu18.jpg فالعلم النافع هو ما ترجمناه إلى عمل و كم من علم تعلمناه من الكتب وعلى مقاعد الدراسة و من المربين حولنا لم نحوله لواقع عملي نسيناه وأضعناه .. فأصبحنا نحفظ في - أرشيف - ذاكرتنا علماً مهدراً .. فتجدينا حين نسئل عن أدب تعلمناه نشعر أننا لانعرفه فإذا ذكر لنا الحديث الذي يحويه تعجبنا لعدم تنبهنا لمعناه ، وعدم فقهنا للتربية النبوية في ذلك الحديث .. http://sub3.rofof.com/img5/011nklqi18.jpg فمثلاً ، لو سألت بعضهن عن الشرك ، هل تقع فيه ؟، لاستعاذت بالله عزوجل ونفت ، و إذا سألتها : هل تحلفين بغير الله تعالى ؟ ، لتابعت الاستعاذة بالله من ذلك ، وحمدت الله أنها لاتفعل ، فإذا قلت لها : اضربي مثالا لذلك لذهب ذهنها إلى غير منطقتها وبلدها ، فإذا ضربت لها أمثلة مما قد يصدر منها ، ذهلت أن تلك الألفاظ من الحلف بغير الله تعالى .. فإذا سألتها ماحكم ذلك ؟ لربما لم تجب ... وقد تستغرب إن ذكرت لها أنه من الشرك ، رغم أنها قد درست قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] وقفة : من أمثلة الحلف بغير الله : أن يحلف بالذمة / الأمانة / النبي / الكعبة / غلا إنسان عزيز عليه / الشرف وماإلى ذلك ، وكل ماسوى الله مخلوق http://sub3.rofof.com/img5/011jnxhv18.jpg أخواتي / أثق أن لدى الأحبة من الفوائد والأدب ما أحتاج تعلمه منهن .. http://sub3.rofof.com/img5/011wlhmd18.jpg ولكني أوجه هذا الموضوع لنفسي قبل غيري .. فـ : اللهم ارزقني والأحبة حسن الأدب معك ومع نبيك صلى الله عليه وسلم . |
- 4 - http://sub3.rofof.com/img5/011pbsxe19.jpg خطوات على الطريق http://sub3.rofof.com/img5/011pbsxe19.jpg أيها القلب تأدب ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg تأدب و خذ بجوارح صاحبك للتأدب مع الله العظيم عزوجل فإن قلت دلني على الطريق .. قلت لك ؛ عظم .. ربك .. عظم .. و اعرف قدرك ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg إنما أنت مضغة في صدرعبد .. أو أمة ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg وهل يجرؤ العبد الضعيف أن يرفع رأسه بين يدي سيده القوي القدير .. أيها القلب ؛ http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg أنصت .. وأرعني سمعك .. \ ولاتأخذك العزة و العجب بنفسك .. إنما أنت قطعة صغيرة .. تحركها أوردة أصغر منها ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg إذا سد منها شريان واحد بت مهدداً بالخطر ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg أو غرك أيها القلب أنك تحب وتكره ، و أنك تحرك صاحبك فيصلح بسببك أو يفسد ؟ انتبه / فإنما أنت مسكين .. http://sub3.rofof.com/img5/011cpirt19.jpg لاتملك لنفسك شفاء ولا سقماً .. أيها الضعيف أنت و صاحبك الذي يحملك معه أينما سار .. اعرف قدر نفسك .. و واجه الحقيقة .. لا تتهرب .. تذكر حين يصيبك الهم فلا تملك أن تهجره بلا رجعة .. مهما ملكت و حكمت .. تذكر حين تضطرب نبضاتك فيعجز الأطباء عن تنظيمها و تسكينها .. أحسبت أنك قوي ؟ .. أغفلت أنك عبد .. عبد .. ضعيف .. ذليل ؟ اعرف قدرك و ضعفك .. لتعظم ربك .. وسيدك .. ومالك أمرك .. اعلم أن لك سيداً له أسماء حسنى و صفات متى عقلت شيئا من معناها عرفت طعم الذل والخوف والتعظيم .. فإن عظمته حقاً .. و رجف نبضك من خشية غضبه .. و شعرت صدقاً بأنك أصغر من الهباءة ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg فهل تراك تجرؤ على عدم الأدب معه ؟ أيها الجاهل http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg.. أفـق .. و ذق طعم العبودية .. و حينها يسهل لك طريق الأدب معه .. إنه الله عزوجل .. إنه الله عزوجل .. إنه الله عزوجل .. (( مالكم لاترجون لله وقاراً . وقد خلقكم أطواراً )) [ نوح 13-14 ] أيها القلب تأدب ..http://sub3.rofof.com/img5/011wtlyp19.jpg تأدب .. تأدب .. |
http://sub5.rofof.com/img5/011qpoyx24.jpg خطوات على الطريق http://sub5.rofof.com/img5/011qpoyx24.jpg (( اللهم إني أسألك حبك )) http://sub5.rofof.com/img5/011cmihr24.jpg وهل يكون مؤمناً من لم يحب ربه ؟ لا إيمان بلا حب .. ولكن هل كل من أحب ذاق حلاوة المحبة ؟ وهل كل من أحب ظهرت عليه دلائل المحبة الصحيحة ؟ http://sub5.rofof.com/img5/011pbagm24.jpg إن الحب قد يدفع بعض المحبين إلى الجرأة على محبوبه فلا يراعي الأدب معه .. ولا شك أن هذه محبة مذمومة و قد تصدق على مايسمى بالعشق .. ولايكون إلا بين المخلوقين الذين كان دافع الحب عندهم شهوة .. ومن هنا كان من الأدب مع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عدم استخدام هذه اللفظة فلا يصح أن يقال عاشق الرسول ، أو عاشقة الله تعالى الله عن ذلك .. http://sub5.rofof.com/img5/011pbagm24.jpg أما الحب الذي نريد ؛ فهو الحب الذي قمته وأعلى مراتبه أن يعبد المحب ربه .. ومرتبة العبودية هي أعلى مراتب الحب .. حب مقترن بالخوف ممن نحب .. فإذا صرفت هذه الدرجة لمخلوق كان الشرك بالله تعالى .. http://sub5.rofof.com/img5/011nfdoz24.jpg أما قلب المؤمن فمحتاج إلى أن يصل حبه لربه مرتبة يسجد له فيها بقلبه وروحه مع سجود بدنه حتى نقل ابن القيم رحمه الله تعالى عمن سئل : أيسجد القلب ؟ قال : نعم ، يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم القيامة . http://sub5.rofof.com/img5/011cmihr24.jpg وهذا الحب لله عزوجل يأتي بالتقرب إليه من خلال تدبر كلامه ، و تعلم معاني أسمائه الحسنى وصفاته العلى ، و تلمس آثار عظمته في حياتنا ، وماإلى ذلك من وسائل تعميق الحب التي نعرفها بالعلم النافع .. http://sub5.rofof.com/img5/011nfdoz24.jpg وكلما ازداد حب الله تعالى في القلب على علم وبصيرة .. واتباع لنهج القدوة المسددة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. كان الشكر لله تعالى ، وكان الصبر .. و هل الشكر والصبر إلا مظهران من مظاهر الأدب مع الله العظيم سبحانه؟ http://sub5.rofof.com/img5/011nfdoz24.jpg إن من يحب ربه حب العبد لمولاه وسيده ومالك أمره لايجرؤ على سوء الأدب معه ، http://sub5.rofof.com/img5/011nfdoz24.jpg فإن زل و أذنب سارع بالإياب والتوب ، وإعلان الندم على مابدر منه ، http://sub5.rofof.com/img5/011nfdoz24.jpg ثم كان من تمام الأدب ألا يعلن أنه لن يعود لذنبه إلا وهو يطلب العون من مولاه ، متعلماً ذلك من آية سورة الفاتحة التي يرددها في كل ركعة يركعها لربه (( إياك نعبد )) – لكن لن نصل للتوفيق لذلك إلا بـ (( وإياك نستعين )) فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، و ارزقنا حسن الأدب ولاحول ولا قوة لنا إلا بك . http://sub5.rofof.com/img5/011cmihr24.jpg يتـــــــــــــــــبع |
|
اقتباس:
عفــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
الساعة الآن 12:39 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab