![]() |
•• لا تقل : " لاحياة لمن تنادي " ولكن : " لا منادي ينادي "••
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...ToIms3N4UIXMep ••لا تقل : " لاحياة لمن تنادي " ولكن : " لا منادي ينادي "•• بقلم : الشيخ رابح مختاري قسم الدكتوراه أصول الفقه http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif هذه كلمة فائقة وعبارة عميقة من الإمام المربِّي باعث النهضتين الأدبية والعلمية في الشمال الافريقي العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله تعالى - حين زار بعض القرى التي خيَّم فيها الجهل وضرب بِجِرانه وجثمت على صدرها الأمية ، فشكى إليه بعض مثقفيها حال الأمة بها وما آل إليه أمرها وقال له كلمة تدل على أنَّ اليأس قد سكن قلبه وسرى في أوصاله : " يا شيخ لا حياة لمن تنادي " ، أي إن الناس قد أصبحوا موتى لا يستجيبون لدعوة أحد ولا ينفع فيهم وعظ ولا إرشاد ، وهل ينفع تحريك جسم هامد أو يجدي ضرب في حديد بارد ؟ إن كلمات الشيوخ ووعظهم لا يعدو أن يكون صرخة في واد أو نفخة في رماد على حدِّ قول الأول : لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي ونار لو نفخت بها أضاءت * ولكن أنت تنفخ في رماد فبادره الإمام ابن باديس مصحِّحا ومرشدا وباعثا الأمل في نفوس السامعين فقال : ( لا تقل" لا حياة لمن تنادي " ، ولكن قل :" لا منادي ينادي " فأكثروا إذن من المناداة إن أردتم أن يستجاب لكم ولا تخافوا من الراقدين ولا سيما إذا طال رقادهم كما هي الحالة عندنا ) اهـ . http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif إنها كلمة صادرة من نفس مليئة ثقة بربها يشع منها الأمل والتفاؤل ، والبعد عن اليأس والتخاذل ، والشيء من معدنه لا يستغرب فصاحبها راسخ الإيمان قويُّ العزيمة عميق الفكرة بعيد النظر واسع الأفق ، قرأ أمته وفهمها كما يقرأ الكتاب ويفهم ، ودرسها كما تدرس الحقائق العلمية فعرف مكمن الداء وسر الأدواء ، واتضحت له الرؤية واستقام له الطريق فسار على هدى من ربه مستضيئا بنور العلم وحسن القصد ورباطة الجأش وقوة التوكل , ما ضعفت له عزيمة , ولا لانت له قناة ، ولا فُلَّت له صفاة ، لسان حاله ما قاله الأول عما يصيبه من حوادث وبلايا : فما ليَّنت منا قناةً صليـبةً * ولا ذلَّلتـنا للذي ليـس يجمُـل ولكن رحلناها نفوسا كريمةً * تُحمَّل ما لا يستطـاع فتحمـل وقَينا بحسن الصبر منا نفوسَنا * فصحَّت لنا الأعراضُ والناسُ هزَّل http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif هناك فرق عظيم وبون شاسع بين النائم والميت ، فهذه الأمة لم تمت ولن تموت ما تمسكت بالإسلام وحافظت على لسانها العربي وأخوتها الحقة ، ولكنها نامت مدة من الزمان لا تلبث أن تستيقظ إن وجد فيها من يوقظها وينادي في أذنها أن استيقظي لطلب المعالي وتسنُّم ذرى الأمجاد . http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif إنها أمة تعيش في ظلام دامس وليل بهيم ، ولكن ما دام فيها رمق من حياة , فهو ليل يرتجى بروز فجره وبزوغ شمسه إذا أخذت بأسباب الحياة ومقومات النجاة , ونفضت عن كاهلها غبار الجهل والتخاذل , وليست هي أمةً ميتةً ليلُها كليل الضرير صبحه غير منتظر . http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif لقد أدرك ابن باديس أن اليأس في وقت الشدة وخناق البلاء قاتل للهمم وناقض للعزائم ومثبط للرجال وأنه مزلق خطير من مزالق الشيطان إذ الواجب انشراح الصدر بالتفاؤل واستنهاض الهمم وزرع البشرى في النفوس الضعيفة الخائفة ، ونشر الأمل في زمان القنوط لتحويل الضيق إلى سعة والمنحة إلى محنة والألم إلى أمل ، ولهذا كان يقول : واهزز نفوس الجامدين * فربما حيي الخشب http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif وهذا أسوتنا وقدوتنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - لما شكا إليه الصحابة - رضي الله عنهم - ما أصابهم من المشركين من شدة قال لهم : « والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمرُ حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون » ( رواه البخاري ) . فاليأس ليس مطلوبا شرعا ولا مقصودا أصلا بل هو إطفاء لجذوة التفاؤل وإذكاء لشعلة التشاؤم وسوءِ الظن ، ولا يجني منه صاحبه إلا ضعف العبادة والأمراض النفسية والقعود عن العمل النافع . http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif فيا أُخَيّ لا تسلم قيادك لليأس ولا تلق بنفسك في أحضان القنوط ، فالشدائد بتراء لا تدوم وإن طالت ، وللبلايا أوقات ثم تنصرم . وكل الحادثات وإن تناهت * فمقرون بها الفرج القريب http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif رحمة الله على الإمام ابن باديس فقد كان خير منادٍ في أمته فاستيقظت بعد رقاد وانتبهت بعد سهاد فما ذهبت كلماته سدى ولا جهوده ضياعا وتلك هي آثار الإخلاص في أعمال الرجال . http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image216.gif راق لي |
لقد أدرك ابن باديس أن اليأس في وقت الشدة وخناق البلاء قاتل للهمم وناقض للعزائم ومثبط للرجال وأنه مزلق خطير من مزالق الشيطان إذ الواجب انشراح الصدر بالتفاؤل واستنهاض الهمم وزرع البشرى في النفوس الضعيفة الخائفة ، ونشر الأمل في زمان القنوط لتحويل الضيق إلى سعة والمنحة إلى محنة والألم إلى أمل ، ولهذا كان يقول :
واهزز نفوس الجامدين * فربما حيي الخشب بوركتِ إختياراً موفقاً عزيزتي ثبات.. لاحرمتي الأجر..فيما نقلتي.. |
راق لي ماراق لك يعطيك العافيه ثبوته متميز يستحق التقييم .
|
|
جزاكم الله خير على المرور . |
صحيح لطالما رددنا هذه العبارة..سنحاول أن نكون من المنادين لعله وعسى...بوركت أختنا ثبات على إشراكنا بما راق لك فقد راق لنا...
|
••لا تقل : " لاحياة لمن تنادي " ولكن : " لا منادي ينادي "••
طاب نقلك القيم جدا جدا ربي يسعدك ثبوته |
جزاكم الله خير على المرور . |
فأكثروا إذن من المناداة إن أردتم أن يستجاب لكم ولا تخافوا من الراقدين
ولا سيما إذا طال رقادهم كما هي الحالة عندنا .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ كلام رائع ورااااقي ويبعث الامل من جديد .. شكراااالك اختي ثبات على طرحك القيم بارك الله فيك .. |
جزاكم الله خير على المرور . |
الساعة الآن 12:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab