![]() |
اختي الفاضلة ... هوازن ..
نسأل الله أن يجعلها كما قتي .. وبإذن المولى ستكون النهاية هنا بعد لحظات .. دمتي في حفظ الله.. |
*
* * بدأ الشيخ محمد في قلب صفحات المصحف .. حتى أستقر على صفحة ما .. ثم بدأ مع الوقفة الأولى و قال ... - عندما يُطلق صاروخ .. متجهاً صوب القمر أو إلى كوكب ما .. فهل يطلق على خط مستقيم حتى يصل إلى السماء ...؟ أجاب ألكسندر بكل ثقة .. - لا بل ينحني قليلاً ويميل نحو الهدف لكي يستطيع الوصول إليه .. وذلك تأثرا بجاذبية الأرض والقوة الدافعة له إلى السماء .. تبسم الشيخ محمد ثم قال .. - قال الله سبحانه و تعالى في هذا الكتاب .. { وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } ركز على كلمة وما يعرج .. فهي معجزة بحد ذاتها. وما قلته أنت الآن تفسيرُ لها .. لأن العروج يعني الميل والانعطاف .. وهنا كأن الله يخبرنا بأنا لنستطيع الوصول إلى السماء وما يوجد بها من كواكب .. إلا عندما نجعل المركبة تصير بشكل مائل نحو الأعلى .. أي عن طريق العروج.. أما الصعود لها في خط مستقيم .. لن يجعلنا ندرك ذلك أبداً.. فهذه معجزة قديمة أطلعنا الله عليها منذ سنين وسنين .. وها أنتم اكتشفتم هذه المعلومة بعد عرضها في هذا الكتاب بقرون .. فهل السبق لكم ... أم لمن ذكرها أول مرة ...؟ نظر ألكسندر لشيخ محمد بعد ترجمتي لما قال .. فظل الصمت يلازمه .. والتعجب يخيم عليه ..! عندما لم يجد الشيخ محمد تعليقاً من ألكسندر .. أستمر في الحديث قائلاً... - حسننا .. لننتقل للوقفة الثانية.. أنتم دائماً تتباهون بمعرفتكم بعلم الأرصاد ودراسة الطقس.. وما تم اكتشافه من أقمار صناعية تساعدكم في ذلك .. ومنها أدعيتم علم كل شيء .. كاتجاه الرياح ودرجة الحرارة وتحديد الضغط.. لكن الشيء الوحيد الذي أخفقتم فيه .. هو تحديد نزول المطر والجزم بذلك .. أي أن نجاحكم .. كنجاح مقدمين نشرات الأحوال الجوية في تحديد ذلك ... هل كلامي صحيح ...؟ بعد الترجمة قال ألكسندر .. - كلام صحيح .. ولكن لا تنسى أن العلم يأتي بالتدرج وسيأتي اليوم الذي نستطيع فيه فعل ذلك .. ضحك الشيخ محمد .. ضحكت الواثق من حديثه وقال .. - لم تستطيعوا ولن تستطيعوا ... لأن الله سبحانه وتعالى قال في هذا الكتاب ... { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌِ } وهذه من الغيبيات التي لم يطلع عليها أحد .. ولن يطلع عليها أحد .. إلا أن يشاء الله .. مهما وصلتم له من العلم .. فأنكم عند هذه النقطة ستقفون ... مع أنكم أوهمتم الناس بوجود شركات ضخمة.. ذات معدات قوية ترسل فريق عمل إلى إي مكان بالعالم.. لتكوين مناخ كافي لإنزال المطر ..! وتتكرر محاولاتكم وأساليبكم لفعل ذلك ...! وبقدر ما تخسرون من الأموال والجهد والوقت في هذا العمل إلى أنكم تفشلون فشلاً ذريع .. ومحاكمك تشهد على ما أقول.. فكم من القضايا التي رفعت على تلك الشركات ... وتراصت ملفاتها فوق بعض ..و أذنت بعودة الأموال لأصحابها .. وسبب ذلك الفشل يعود إلي أن .. المعادلة التي ينتج منها المطر.. لا يستطع أحد بالقيام بها .. إلا الله سبحانه وتعالى ... وهذه آية ذكرت في هذا الكتاب تبين كيفية حدوث المطر ... قال تعالى .. { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْق َ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِه ِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِِ} أي باختصار .. أن الله يزجي .. أي يدفع السحاب المتنافر برفق ثم يجمع بينه.. ويؤلف بينه ليأخذ تنظيماً واحداً بعد أن كان كل منها مستقلاً في تنظيمه وتركيبه .. ثم يركمه ركماً وهنا ينزل المطر بإذنه .. وأعتقد .. بل أجزم على عجزكم في فعل ذلك .. فهو سبحانه القادر على كل شيء .. وهنا لو وقفنا وقفت تدبر بالعقل .. ألا يحق لنا أن نعبد منشئ ومدبر السحاب والكون من حوله ...! أم نتبع أهوائكم وطواغيتكم ...! ولتنبيه فقط .. لو جلسنا نتحدث عن باقي المعجزات في هذه الآية بالذات.. لسرقنا الوقت إلى الفجر ونحن لم ننتهي ... ولهذا سأنتقل إلى الوقفة الثالثة ومع معجزة جديدة من آيات الله .. بدأ الشيخ محمد يقلب في صفحات المصحف من جديد .. والدهشة لم تفارق ألكسندر منذ البدء.. حتى أنه لم ينطق بشيء .. لدفاع عن اعتقاداته التي كان يؤمن بها من قبل.. بل ضل يتأمل أقوال الشيخ محمد بصمت .. وكأنه بدأ بوزن الأمور في عقله.. رفع الشيخ محمد رأسه من المصحف.. بعد أن استقر على أحدى الصفحات وقال : إذا كنت تدعى الثقافة والعلم .. - هل تستطيع أن تخبرني أين تقع أخفض نقطة في الأرض ...؟ قال ألكسندر بكل ثقة وصوته مليء بالحشرجة بعد السكوت الذي دام لفترة طويلة.. - - توجد انخفاضات كثيرة ومنتشرة في أنحاء الكرة الأرضية .. ولكن لعل أخفضها توجد عند بيت المقدس ... أليس هذا صحيح ..؟ عندما قال ألكسندر كلمته الأخيرة عرفت أنه بدأ يلين للحق وأن كلام الشيخ محمد بدأ مفعوله .. بعد أجابته ألكسندر ذكر الشيخ محمد هذه الآية ... { غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَِ } ثم قال ... - ذكر الله سبحانه وتعالى لنا هذه الآية وفيها.. حدد لنا أقصى نقطة على وجه الأرضة .. وهي بيت المقدس.. حيث دارت الحرب بين الروم والفرس وفيها غلبت الروم .. فسبحان من وضع في كلمة واحدة فقط .. علم لا يستطيع فهمه إلا العلماء .. بعد أن يشاء الله بالمناسبة بما أن الحديث يدور عن التحديد... فما رأيك أن تحدد لي .. منطقة موجودة في جسم الإنسان.. و التي من خلالها تكون مركز القيادة .. ومنها ينطلق خطة الكذب والصدق عند الإنسان .. لم يرد ألكسندر بل ضل الصمت يسيطر عليه .. ونظراته متجه في خط مستقيم نحو الشيخ محمد .. متأمل ما يقول ... لم ينتظر الشيخ إجابته كثيراً بل على الفور قال ... قرأت في أحد الكتب أن الدكتور كيب مور قال أنه ثبت لديهم أن المكان الذي يرسم فيه الكذب وخطة الصدق و خطة الخطيئة وخطة الإحساس ومركز القيادة كله هي الناصية .. عرفت أن هذا المسكين محروم من خير كثير لأن الله بين لنا هذا منذ مئات السنين حيث قال سبحانه .. {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) ِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَة خَاطِئَةٍ ٍ} وهنا بين الله سبحانه أن خط الكذب يوجد في الناصية ... لأن هو من خلقه وأوجده في هذا المكان .. فهو أعلم من كيب مور وخمسين مليون من شاكلته .. الآن ما رأيك بعد ما انتهينا من الوقفة الرابعة أن ننتقل إلى الخامسة .. في هذه اللحظات بدأ ألكسندر بالصراخ وكأنه مكبوت لسنوات .. نطق بعد أن سبحت عيناه بالدموع .. وأنفجر بعد ذلك الصمت المريب وقال .. - يكفي .. يكفي أرجوك إلى هنا قف .. لا استطيع سماع المزيد .. أنحنا رأسه من شدت البكاء .. وبعدها سقط على الأرض قمت إليه مسرعاً لتهدئته ... لم يستجيب لي بل ضل فترة على هذا الحال .. قال لي الشيخ محمد .. - دعه يبكي ولعل هذه الدموع تغسل ما في قلبه .. فتكون هذه الدمعات خير من ألف ضحكة .. فقام من مكانه وأتجه نحو ألكسندر.. ثم أنحنى له وأمسك بيمينه وقال .. - ألكسندر .. ما رأيك أن تطهر نفسك وتزكيها وتريحها مما ألم بها .. حيث تكون من متبعين ما جاء في هذا الكتاب .. لتنعم بالخير الذي فيه ..؟ بعد أن ترجمت له ما قاله الشيخ .. رفع رأسه ونظر إلى المصحف .. وبدأ يمسح دموعه بأطراف أصابعه ونظر إليه وقال .. لكني لا أعرف العربية ...؟ - ستتعلم بإذن الله .. في البداية سيترجم لك ساري المعاني إلى الفرنسية وفي نفس الوقت ستتعلم العربية إذا كنت فعلاً محق برغبتك لقراءة القرآن .. ولكن هل ستقرئه وأنت كافر بالذي أنزله ...؟ وقف ألكسندر بعد ذلك الانكسار وقال بعد أن كادت العزيمة تنفجر من عينيه .. - أريد أن أسلم .. دلوني على أسرع طريقة لذلك... لا أنكر أن الصدمة التي أصابتني وأصابت الشيخ محمد كانت.. قوية من شدت الفرح حتى أن دموعي لم أستطيع حبسها .. فهل من المعقول أن يسلم بهذه السرعة ... فسبحان من يهدي من يشاء إلى الطريق المستقيم .. سألته أن كان صادق في قراره وعازم على أتمامه .. فقال .. - عشت 54 عام في فرنسا .. سكنت القصور وتنزهت في كل قطر في هذه الأرض لم أتمنى شيئاً في يوم من الأيام إلى وتحقق لي قبل طلبه .. أفخم المحلات في شارع الشانزلزيه بباريس.. يعود جزءٌ كبير منها لملكيتي ... كل الملذات حصلت عليها .. وكل الشهوات تمتعت بها ... ولكني لم أرى المتعة الحقيقة الصادقة إلى عندما أتيت إلى هنا .. رأيتها فقط ولكني لم أذقها .. وأيقنت الآن أني لن أذقها إلا بعد أن أدخل في صلبها الحقيقي .. ألا وهو الإسلام .. فأتوسل إليكم لا تحرموني منها .. أنتهى ذلك الحوار بعد أن أعلن ألكسندر إسلامه .. ووعد الشيخ محمد .. ألكسندر .. بأن يشرح له أركان الإسلام .. وأن يوضح له بعض المسائل وكيفية تأدية العبادات .. ياااااااااهـ في حياتي لم أكن أتوقع أن أكون سبب لإسلام أحد .. بصراحة هذا الحوار لم يغير فقط ما بداخل ألكسندر فقط.. بل أيضاً غير ما بداخلي أنا ... كل معجزة كان يذكرها الشيخ محمد كانت تأثر فيني .. لم أكن أعلم أن القرآن مليء بهذه المعجزات .. يا ربي أغفر خطيئتي وعفو عن زلتي ... * يتبع ... |
نحن بالانتظار فلا تطل الغياب،،،،،، اكمل البقية،،،،،،،،
جزاك الله كل خير وثبتنا و الكسندر وجميع المسلمين،،،، |
*
* * * بعد أن ذهبنا أنا والشيخ محمد .. بــ ألكسندر لمكتب الجاليات ليعلن أسلامه وينطق بشهادتين اتصلت على ناصر أبن عمي لكي أخبره بهذا الخبر .. ففرح كثيراً .. وطلب مني أن أبلغه سلامه وأنه على أتم الاستعداد لتنفيذ إي طلب يريده .. لم أعهد ناصر هكذا لكن المواقف هي من يبين حقائق غابت عن أعيننا .. هذا درس ثاني تعلمته مع الدرس الذي قبل .. [ عبد الرحمن ] ... هذا هو الاسم الذي أختاره ألكسندر .. ليكون بديل لاسمه وما أجمل مختار .. [أسأل الله أن يجعلك كذلك] .. هكذا قلت له عندما عزم على تغير اسمه وأخبرني بذلك مرت ستة أيام على تلك الحادثة وعبد الرحمن لم يتهاون عن الصلاة ولو لفرض واحد .. بل كان يحرّصني عليها ويطلب مني أن يرافقني في كل فرض.. بل كان يطلب مني أن أذهب به إلى مجالس العلم .. مع أنه لا يفقه ما يقال فيها إلا بعد أن نخرج من المحاضرة وأترجم له ما قيل .. كان يعلل فعله هذا ..بأنه سمع الشيخ محمد يقول.. أن من حضر مجلس علم حفته الملائكة حتى يخرج .. وأنه لا يريد أن يفوت هذا الخير ...!! يا للعجب ...! كنت أقول في نفسي عجباً من أمره وما يفعله .. لم يسلم إلا منذ أسبوع فقط.. فأجده يحافظ على الصلاة أكثر منا.. ويحضر محاضرات وهو لا يفهم ما يدور فيها ..!! حتى يوم الخميس صامه ..! ولم ينتظر قليلاً حتى يشتد عوده على ذلك ..!! يطلب مني دائماً أن أحدثه عن الرسول وعن سنته .. فكنت أستغرب من كل تصرف يقوم به... لم أكن أعلم أن العيب والخلل فيني وهو السليم ...!! عند حلول يوم السبت اتصل فيني وقال .. - ساري .. أريد أن أذهب إلى مكة ..أريد أن أحج ... ضحكت من كلامه حتى كاد بطني أن ينفجر من الضحك وقلت .. - الحج باقي عليه كثير .. تقريبا خمس شهور إذ لم يكن أكثر .. رد علي بكل حماس وكأنه طفل صغير منع من اللعب ..! - ولكن الشيخ محمد قال لي أنه باستطاعتي الذهاب إلى مكة في الوقت الحالي والطواف حول الكعبة .. وهذا الكلام قيل وأنت موجودة .. وأنت من وصل تلك المعلومة لي ..! عرفت أنه يقصد العمرة .. فوضحت له ذلك .. فضل مصر على رأيه و الذهاب إلى مكة .. وبالتحديد غداً ... حاولت أن أطلب منه تأجيل ذلك .. يومين أو ثلاثة.. على الأقل.. لكي أحضر نفسي وأكون جاهزاَ لها .. فرفض وأخبرني أنه ملهوف لذهاب لها لأن المدة التي أعد لها من قبل للبقاء هنا ستنتهي غداً.. ولا يريد أن يعود لبلاده إلى بعد أن يرى الكعبة ويطوف حولها .. وأن جميع التكاليف السفر سيدفعها هو .. ولا حُجة لي في الرفض ...! بعد إلحاح وإصرار منه وافقت .. فطلب مني أن نشترى ملابس الإحرام من هنا .. وفي الحال ..! حاولت أن أقنعه بأن يؤجل شرائها إلى حين وصولنا ( للسيل الكبير ).. فهناك سيجد أشكال وأنواع منها.. فرفض وأخبرني ألّم أرافقه الآن سينزل للبحث على سيارة أجرة.. ويدور في أرجاء الرياض .. حتى يجد محل لبيعها ...! هنا تأكد أن الأمر أصبح حتميٌ علي .. فأغلقت السماعة وسرت إلى الفندق في الحال .. عندما وصلت إلى هناك دخلت عليه في الغرفة فوجدته جالس على طرف السرير.. وبين يديه ورقه قد خط فيها كلمات على شكل خاطرة .. عندما سألته عنها.. قال لي أنه يريد أن يرسلها بعد الانتهاء منها إلى فرنسا الليلة .. عن طريق بريده الإلكتروني .. إلى أبنته جوليا التي لم يرها منذ خمس سنوات .. وإلى صديقة روبرت الذي ودعه في المطار.. وإلى جاك .. ذلك الرجل الذي أغراه بالشهرة عندما يعود.. بعد هذا الكلام نظر إلى وهو مبتسم ..وقال : - ساري .. أشكرك من أعماق قلبي على هذا الجميل العظيم .. فأنت من أنقذني من الهلاك بعد الله .. أعتقد أنه من الواجب علي .. أعطائك نصف ما أملك لكي أرد إليك بعضاً من ذلك الجميل ... تلعثمت فلم أجد كلاماً لرد عليه.. فهي المرة الأولى التي أقابل فيها أحد يثني علي .. فطلبت منه أن نذهب الآن للسوق قبل أن تغلق المحلات .. لعلي أتخلص من ذلك الإحراج ... وضع الورقة على طرف السرير .. ثم نزلنا سويا إلى سيارة متجهين نحو حي النسيم .. وبالتحديد إلى سوق [ حجاب ].. لمعرفتي بمحلٍ هناك يبيع الإحرامات ... دخلنا المحل والبسمة لا تفارقه.. ثم أخذ صاحب المحل مقاسه وأتى بالإحرام المناسب له خرجنا بعد ذلك من المحل متجهين إلى الفندق ... فقال لي بكل براءة .. - أخبرني الشيخ محمد بأن هناك مكان يدفن فيه الأموات هل لي أن أراه الآن ..؟ قلت في نفسي[ يا الله مساء خير مقابر في هــ الليل ..!!] ولكني كنت ملزم بتنفيذ رغباته .. فذهبت به إلى هناك ..رغماً عني ..! دخل المقبرة لوحده.. لم أرافقه .. فلا رغبت لي في ذلك .. بل جلست أنتظر عودته .. وأنا في السيارة عندما عاد.. ركب السيارة وهو يتنفس الصعداء .. ثم نظر إلي وقال .. - أريد غدا أن احضر دفن أحد الأموات بعد الصلاة عليه.. قبل الذهاب إلى مكة .. ثم سكت فضل سارحاً بذهنه حتى وصلنا إلى الفندق.. وأنا لم أجبه لا بقولٍ ولا برد .. لأني متأكد أن ما قاله سيحدث رغم عني ...! قبل أن ينزل من عندي قال والحسرة تعلو محياه .. - كم أغبط الأموات الذين رأيتهم قبل قليل .. ماتوا وهم على الإسلام ودفنوا في مقابر المسلمين ... يا لهم من سعداء ... لم أستطع الرد على ما قال .. أحسست بضعفي على مواساته فوجدت الصمت أفضل وسيلة لرد عليه ... فما أحمله في صدري من ذل وتهاون يجعلني أحس بحسرة على تفريطي .. فهذا الرجل الذي لم يسلم إلا منذ أسبوع أقام شعائر الدين أفضل مني أنا .. الذي ولدت مسلما ً وترعرعت في بلاد المسلمين ..! * * يتبع ... |
* * * * عند الغد .. وقبل أذان العصر بنصف ساعة اتجهت نحو الفندق بعد أن ودعت أهلي .. وكنت أقول في نفسي ... [ يا ليته يخلي الصلاة على الميت في وقت ثاني أحسن .. كذا بنتأخر ..! إذا جيته بــ أقول له الصلاة على الميت في الحرم أفضل ..وأعظم للأجر ] عندما وصلت للفندق نزلت وأنا اشحن نفسي بكلمات وعبارات أرجو من ورائها اقتناعه بتأجيل .. و فجأة بينما أنا احضر ما سوف أقوله .. سمعت صوت يناديني ... أخ ساري .. أخ ساري .. لو سمحت وقف دقيقة ..! التفت إلى مصدر الصوت فوجدت .. إبراهيم .. موظف الاستقبال في الفندق .. كنت دائماً أتحدث معه عندما كنت أنتظر نزول ألكسندر من الغرفة ... - إبراهيم .. ! نعم وش فيك ..عسا ما شر ..؟ -ألكسندر ... في المستشفى .... - أيــش ..!! وش قاعد تقول أنت ... من جدك تكلم .. ! طيب ليش .. وش فيه ..؟! خرجت مسرعاً إلى المستشفى ونبضات قلبي تسبقني إلى هناك .. لم أستوعب كلام إبراهيم حينما أخبرني أنه نقل فجر اليوم إلى المستشفى .. بعد حادث دهس تعرض له ... عند نزوله من الفندق ليؤدي الصلاة في المسجد القريب... مشياً على الأقدام ...! حرصاً منه على الأجر ...! وصلت للمستشفى .. وعلى فور ذهبت للإسعاف لأسأل عنه .. والشعور بالخوف من معرفة المجهول لم يفارقني ... - السلام عليكم ..أخوي الله يعافيك البارح نُقل لكم رجل فرنسي .. اسمه ألكسندر بت .. وش صار عليه ..؟ - مدري.. أسأل الموظف إلي هناك .. هو إلي مسئول عن التنويم .. وعن غرف المرضى تنويم ..! - إن شاء الله خير ... ذهبت إلى موظف التنويم كما أشار لي .. ولكني جلست أمامه ما يقارب النصف ساعة انتظر انتهائه من هوس المكالمات .. فهذا يسأل عن عملية وهذا يسأل عن غرفة مريض وذاك عن حالة ولادة .. والأخر يريد موعد ...! وكأنه لا يوجد في المستشفى سوى هذا الموظف ..! عندما وجدت فرصة .. أسرعت بالسؤال .. كي لا تسبقني رنات التليفون عليه ... - أخوي فيه شخص أسمه ألكسندر دخل المستشفى البارح ...ممكن تفيدني في شأنه ..؟ بدأ يقلب في أوراقة باحثاً عن الاسم الذي ذكرت... وفجأة خفت حركته في البحث .. عرفت أنه قد وجد مطلبي .. قرأها فوضعها جانباً ... وقال .. - هذا توفى قبل ساعة .. هذه أخر كلمة سمعتها في ذلك المستشفى .. هي كلمة ولكن كانت كالصعقة الكهربائية .. نفضت قلبي وقطعت أشلائي نشف دمي منها فلم أستطع الوقوف .. وكأني رجلي تعتذر عن حملي لتقضي ما تبقى من العمر حداد لهول ما سمعت .. مات ... عبد الرحمن .. مات ..! والعمرة ... ودفن الموتى ...! معقووووولة ... مات ..! آهـــ... ثم آهــ... ثم آهـــ أظلم الكون بأسره في عيني ... لم أستطع الرؤيا.. فعيناي غرقت وتشبعت بالدموع.. من دموعٍ تلونت بلون الدم من شدة آلم الفاجعة .. يا ربي أحقاً مات عبد الرحمن .. أحقاً مات ولم تتم له أبسط أمانيه ..! الهم لا اعتراض على قدرك... ولكن المصيبة تذهل العقول وتذهبها .. لم أحس بمن حولي أو ما فعلته .. إلا وأنا واقف عند باب غرفته .. يااااااااااهـ هنا وقفت أول مرة ... عندما وصل ... هنا أعطيته تلك الورقة ... هنا همسني وقال كم أحبك يا ساري ... أنت من أنار لي الطريق .. هنا مرت على لحظات ولحظات .. لم أعرف قيمتها إلا الآن .. حين فقدته .. قلبت بصري فيما حولي .. لأرى بقايا من بقايا إنسان ... ودع الحياة .. بعد أن تركني أتجرع مرارة الفراق لوحدِ ... هكذا ودعته بدون ميعاد .. ودعته وقلبي لا يطيق الوداع .. فكيف بوداعٍ لا عودة من بعده ..! ضللت واقفاً وأنا أدير نظري للمرة الأخيرة.. في هذه الغرفة التي فيها عرفته ومنها انطلقت معه وبها انتهى كل شيْ ... هذه هي الورقة التي لم ينتهي من كتابتها .. انتهى هو قبل أن ينهيها .. مرمية على طرف السرير .. أمسكت بها لأقرأ ما سطره فيها ... فوجدت : دونوها ..، دونوها للأمم .. دونوها للشعوب دونوها أن شئتم.. ووصفوني بالجنون ...! عن خطوة خطوتها ... خطوة ..عن ألف ميل .. خطوة.. من ظلام الكافرين إلى ظلال المسلمين خطوة من صحراء الألم إلى بساتين الأمل سأكتب عهداً على.. لن أتراجع عنها حتى لو قيدت بسلاسل من جحيم .. مادام في القلب نبضُ .. وفي العروق دمُ .. وفي العمر بقية ُ أنا سائر عليها حتى يوافيني الأجل .. سأ مـ [مـ ] .. هوأخر حرف كتبه قبل الرحيل .. ولعله كان يقصدها بها الموت ...! لا أدري هل أصبت أم انفجاري بالبكاء لحظتها .. جعلني أخمن ذلك ..! ْ ْ ْ http://forum.ma3ali.net/upload/File/1149260776.bmp ْ ْ صديقي عبد الرحمن لا أملك لك سوى الدعاء فأنا مدين لك .. نعم مدينٌ لك .. فأنت من حرك تلك الغيرة التي نامت بداخلي.. نعم .. أنت من علمني أن الدين كنز صعب التفريط فيه.. نعم .. أنت السبب في الصحوة من غفلتي ... نعم .. أنت من جعل لحياتي طعمُ أخر لم أتلذذ به من قبل ... وداعاً عبد الرحمن ... وداعاً ألكسندر ... وداعاً أيها الحبيب ... بفراقه انتهت الـ 25 يوماً التي قرر بقاءها معنا ...! |
وفي الختام ..
أحبتي .. من هنا بدأت .. وهنا كل شيء أنتهى ... فكلي رجاء بأن تغضوا الطرف عن زلاتي .. وهفواتي فهي الأولى من نوعها بالنسبة لي .. وستكون الأخيرة ... فكل عثرة وجدتموها خلفي .. أعبروها بسلام وأنسوها .. فما أنا إلى عبدٌ مثلكم أثقلتني الذنوب .. فأبحرت بمخليتي الي عالمٍ مجهول .. لأروي لكم قصة من نسج الخيال .. والله من وراء القصد .. سطرت هذه الكلمات بسرعة دقائق الساعة لأنثرها لكم بعجالة .. فــ إلى اللقاء أخوتي .. |
أختي الفاضلة فرح ...
تمت القصة بفضل من الله .. أسأل الله أن ينفعنا بها .. بارك الله فيك .. |
جزاك الله كل خير اخي رمز الوفاء،،،،،، وغفر الله لنا ولك،،،، وان ينفع بها من قراها،،،،،،، ونسال الله العلي القدير ان يختم لنا بخير،،،، انه ولي ذلك والقادر عليه،،،،، |
جزاك الله خير اخوي رمز الوفاء
على هذه القصة المثيرة والله انها مبكية لما فيها من احداث غفر الله لعبد الرحمن واسكنه فسيح جناتة وجزاك الله خير على ما قدمت له ولا حرمت الاجر اخوي ومشاء الله اراد الله ان يسلم انسان على يدك افضل من الدنيا وما فيها لما فية من الاجر الكثير والثواب والله ما كتب اخي عبد الرحمن انه الفرح كله لتمسكة با الدين وامور الشريعة التي تعلمها في ايام معدودة الله يعطيك العافية اخوي وسلمت يمناك على ما كتبت |
لاأمــــــــلك إلا أن أقـــــــــول لك جــــــزاك اللـــــــه الـــــجــــنــــان والـــــعـــــتـــــق مـــــن الـــــــنــــيــــران ....
وحـــــســــن الــــخـــــتـــــام.......قــــــصــــه أكـــــــثـــــر مــــن رائـــــعـــــه......بـــارك اللــــه فــــيـــــك ..... |
الساعة الآن 8:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab