![]() |
لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة ،
وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز ، ختم الآية بقوله : { إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } النساء /34 فذكَّر بعلوه وكبريائه ترهيبا للرجال ؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها . [ د . محمد الخضيري ] |
إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم ،
فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى ، كقوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } البقرة:106 وقوله: { وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ } النساء/130 وفي هذا المعنى آيات كثيرة . [ ابن سعدي ] فحاول - وفقك الله - أن تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذي نبه إليه الشيخ رحمه الله . كل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل ، وكلك كل مذنب ذنبا ، وقوله تعالى { ..مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ .. (123) } النساء . وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله فظن أن لا عقوبة ، وغفلته عن ما عوقب به عقوبة ! |
في قوله تعالى : { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) } النساء
قدم الله تعالى الرسول ، ثم قدم السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم ، فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق ثم الصديقين وهم أكثر ، فكل صنف أكثر م الذي قبله ، فهو تدرج من القلة إلى الكثرة ومن الأفضل إلى الفاضل . [ د . فاضل السامرائي ] |
فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة}[النساء:129]
في هذه الآية إشارة إلى المبادرة في الحسم وإصلاح الشأن: إما بالوفاق أو الفراق، بعد أن تتخذ الوسائل المشروعة، ولعل ذلك لا يقف عند مسألة الزوجية، بل يتعداه إلى أمور كثيرة من شأنها أن تعقد المشكلات، أو تنشئها إن لم تكن موجودة، فاللائق -في الأحوال التي لا يسوغ فيها التروي- أن تحسم الأمور ولا تظل معلقة، ليعرف كل طرف ماله وما عليه؛ ولئلا يبقى في النفوس أثر يزداد مع الأيام سوءا. [د.محمد الحمد] |
قوله تعالى: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم} [النساء:94]
فيه تربية عظيمة، وهي أن يستشعر الإنسان -عند مؤاخذته غيره- أحوالا كان هو عليها تساوي أحوال من يؤاخذه، كمؤاخذة المعلم التلميذ بسوء إذا قصر في إعمال جهده، وكذلك هي عظة لمن يمتحنون طلبة العلم، فيعتادون التشديد عليهم، وتطلب عثراتهم. [ابن عاشور] |
قوله تعالى: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم} [النساء:94]
فيه تربية عظيمة، وهي أن يستشعر الإنسان -عند مؤاخذته غيره- أحوالا كان هو عليها تساوي أحوال من يؤاخذه، كمؤاخذة المعلم التلميذ بسوء إذا قصر في إعمال جهده، وكذلك هي عظة لمن يمتحنون طلبة العلم، فيعتادون التشديد عليهم، وتطلب عثراتهم. [ابن عاشور] " وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض - فيما يبدو لك – فتدبره حتى يتبين لك ؛ لقوله تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } النساء / 82 فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون : { آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } آل عمران / 7] واعلم أن القصور في علمك ، أو في فهمك " . [ ابن عثيمين ] |
كثير من الناس حينما يستعيذ بالله من الشيطان ،
يستعيذ وفي نفسه نوع رهبة من الشيطان ، وهذه الحال لا تليق أبدا بصاحب القرآن ، الذي يستشعر أنه يستعيذ - أي يلوذ ويعتصم ويلتجئ - برب العالمين ، وأن هذا الشيطان في قبضة الله ، كيف لا وهو يقرأ قول ربه - الذي خلق هذا العدو – { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } النساء/ 76 ؟ . [ د . عمر المقبل ] |
ذكر الله المأمورين بالإحسان إليهم وقال :
{ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ } النساء / 36 وهذا يعم كل مصاحب ، وفسره طائفة بالرفيق في السفر ، ولم يريدوا إخراج الصاحب الملازم في الحضر ، وإنما أرادوا أن مجرد صحبة السفر - على قصرها - تكفي ؛ فالصحبة الدائمة في الحضر أولى . [ ابن رجب ] فلنتفقد أحوالنا مع صاحب الدراسة والوظيفة والحلقة ، وأعظم من ذلك : صحبة البيت من والدين وزوجة وقربى . |
لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة ، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز ،
ختم الآية بقوله : { إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } النساء / 34 , فذكر بعلوه وكبريائه جل جلاله ترهيبا للرجال ؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها . |
في قوله تعالى: { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } النساء / 28
بيان لضعف الإنسان الجبلي ، وفيه إرشاد له بألا يغرر بنفسه فيلقي بها في مواطن الشبهات والشهوات ؛ ثقة بعلمه ودينه ، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه . |
{ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } النساء / 95
فيه مخرج لذوي الأعذار [ إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، حبسهم العذر ] يا راحلين إلى البيت العتيق لقد * سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر وعن قدر * ومن أقام على عذر كمن راحا . [ القاسمي ] |
{ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } النساء / 19
أي : ينبغي - أيها الأزواج - أن تمسكوا زوجاتكم ولو مع الكراهة ، فإن في ذلك خيرا كثيرا . من ذلك : 1 - امتثال أمر الله ، وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة . 2 - أن إجباره نفسه - مع عدم محبته لها - فيه مجاهدة النفس ، والتخلق بالأخلاق الجميلة . 3 - وربما أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة ، كما هو الواقع في ذلك . 4 - وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والآخرة . وهذا كله مع الإمكان في الإمساك وعدم المحذور . [ السعدي ] |
{ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ } النساء / 123
ربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله فظن أن لا عقوبة ، وغفلته عما عوقب به عقوبة ! ، وربما كان العقاب العاجل معنويا ، كما روي أن بعض أحبار بني إسرائيل قال : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري ! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟ . [ ابن الجوزي ] |
ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور الألم الجسدي والنفسي ؛
لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن الألم متبادل : { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } النساء / 104 فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم ، فهو ما يميزهم عن غيرهم . [ د . عويض العطوي ] { وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } النساء / 72 ، 73 فهؤلاء المبطئون لم يحبوا لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم ، بل إن أصابتهم مصيبة فرحوا باختصاصهم ، وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها ، فهم لا يفرحون إلا بدنيا تحصل لهم ، أو شر دنيوي ينصرف عنهم ، ومن لم يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم . [ ابن تيمية ] |
{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً } النساء / 75 ذكر الولدان تكميلا للاستعطاف ، وتنبيها على تناهى ظلم المشركين بحيث بلغ أذاهم للصبيان ، وفيه دلالة على إجابة دعائهم ، واقتراب الخلاص ؛ لما فيه من التضرع لله . [ أبو السعود ] |
{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ } النساء / 104
هذا تشجيع لنفوس المؤمنين ، وتحقير لأمر الكفرة ، ولما استووا في هذا الأمر أكد التشجيع بقوله : { وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } وهذا برهان بيَّن ينبغي بحسبه أن تقوى نفوس المؤمنين . [ الثعالبي ] |
مر كعب الأحبار - قبل أن يسلم - بقارئ يقرأ قراءة حزينة ،
قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً } النساء /47 فقال كعب : يا رب أسلمت ! . مخافة أن تصيبه الآية ، ثم رجع فأتى أهله باليمن ، ثم جاء بهم مسلمين |
{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ... } التوبة / 60
الله خلق النفوس ويعلم حبها للمال ، فلم يوكل توزيعها لأحد ، وإنما تولى الرب جل وعلا مصارفها ، كما تولى قسمة المواريث : { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ... } النساء / 11 . [ صالح المغامسي ] |
التشاؤم ليس معتقدا اختص به أهل الجاهلية في شهر صفر وغيره ،
بل هو معتقد تتابع عليه أعداء الرسل ، فتأمل كيف سجل القرآن هذا الخلق السيئ على قوم صالح ( النمل / 47) ، وقوم موسى ( الأعراف / 131) ، وأصحاب القرية ( يس / 18) ، وعلى كفار قريش مع نبينا صلى الله عليه وسلم ( النساء / 78 ) . |
وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ
وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ } النساء / 78 هكذا قال المنافقون عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول ، وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه ، إما من السماء وإما من آدمي ، وهؤلاء كثيرون . [ ابن تيمية ] في أول سورة " النساء " قال تعالى { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وفسرها الحديث الصحيح [ إن المرأة خلقت من ضلع ] وهو ضلع الصدر ، وهذا فيه إشارة ظاهرة إلى طبيعة التكامل بين الرجل والمرأة ، فالمرأة خلقت من الرجل ومن ضلعه تحديدا لا ليخنقها ؛ بل ليعطف عليها بجناحه حبا وحماية لها كما يفعل بأضلاع صدره ، وهي كذلك لتبقى في محلها ، فإن نشوز عظم الصدر مؤلم ، بل ترق وتلين له كما الضلع في رقته ولينه . [ د . عصام العويد ] |
{ وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ } النساء / 5
إن أمة تنفق مئات الملايين في الشهر على اللهو والدخان ، وتنفق مثلها على المحرمات ، وتنفق مثلها على البدع الضارة ، وتنفق أمثال ذلك كله على الكماليات التي تنقص الحياة ، ولا تزيد فيها ، ثم تدعي الفقر إذا دعاها الداعي لما يحيها : لأمة كاذبة على الله ، سفيهة في تصرفاتها . [ محمد البشير الإبراهيمي ] |
{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } النساء / 27
هذا بيان صريح من الذي يعلم السر وأخفى سبحانه - أن هذا الصنف من الناس - سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين أو أصحاب قنوات هابطة يريدون يميلوا بالأمة ميلا ، وأكد هذا الميل بأنه عظيم ، إذ لا تكفيهم مشاريع الإغواء الصغيرة . [ د . عبدالمحسن المطيري ] |
{ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ
وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ } النساء / 78 هكذا قال المنافقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول ، وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه ، إما من السماء وإما من آدمى ، وهؤلاء كثيرون . [ ابن تيمية ] |
الله يجزاك خير
|
{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ }النساء / 114 تدبر هذه الآية تلحظ أن الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء ، فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا ، وأرجى في تحقيق المراد ، وأما العلانية فيها فهي الاستثناء إذا وجد لذلك سبب معتبر . [ أ . د . ناصر العمر ] |
كلما رأيت إصرار أصحاب مشاريع إفساد المجتمع على تحقيق مشاريعهم
– رغم العقبات التي في طريقهم - تعجبت ! لكن آيتين كشفتا سر ذلك : { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ .. } النساء / 27 { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ .. } النور/ 19 فحققوا ( المحبة ) الدافعة لـ ( قوة الإرادة ) فأثمرتا الإصرار : { امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } ص / 6 فأين المصلحون من ذلك ؟ . [ أ . د . ناصر العمر ] |
جزاك الله خيرا
|
سورة المائــــــــــــــــــــــــدة
قام نبيك صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة بآية يرددها حتى أصبح ، وهي ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )لذا قال ابن القيم " فإذا مر بآية ـ وهو محتاج إليها في شفاء قلبه ـ كررها ولو مائة مرة ، ولو ليلة ! فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب ، وأدعى إلى حصول الإيمان ، وذوق حلاوة القرآن " |
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقّله
وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ، ولا تدبر قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) *********** سمعت العلامة ابن باز يبكي لمَّا قريء عليه قوله تعالى ـ عن أهل الكتاب ـ : ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ) ويقول : نعوذ بالله من الخذلان ! بدلاً من أن يزيدهم القرآن هدىٍ وتقىٍ زادهم طغياناً وكفراً ! وهذا بسبب إعراضهم وعنادهم وكبرهم ، فاحذر يا عبدالله من ذلك حتى لا يصيبك ما أصابهم " . [ د . عمر المقبل ] |
" من المفاتيح المعينة على تدبر القرآن : معرفة مقصد السورة ، أي : موضوعها الأكبر الذي عالجته ،
فمثلاً : سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفة كالأيتام ، والنساء والمستضعفين في الأرض ، وسورة المائدة في الوفاء بالعقود والعهود مع الله ومع العباد ، بينما سورة الأنعام ـ هي كما قال أبو إسحاق الإسفراييني ـ : فيها كل قواعد التوحيد وقس على ذلك " . [ د . عصام العويد ] |
ذكر ابن كثير أن بعض الشيوخ قال لفقيه :
أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فلم يجب ! فتلا الشيخ ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ) ؟ علق ابن كثير قائلاً " وهذا الذي قاله حسن " . |
التأمل في الأسماء الحسنى التي تختم بها الآيات الكريمة من مفاتيح فهم القرآن وتدبره ،
ومثاله : قوله تعالى ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) المائدة / 118، فلم تختم الآية بقوله ( الغفور الرحيم ) ، لأن المقام مقام غضب وانتقام ممن اتخذ إلهاً مع الله ، فناسب ذكره العزة والحكمة وصار أولى من ذكر الرحمة " . [ ابن السعدي ] |
استعمل لفظ " الأمة " في القرآن أربعة استعمالات :
[1] الجماعة من الناس ، وهو الإستعمال الغالب ، كقوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) . [2] في البرهة من الزمن ، كقوله : ( وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) . [3] في الرجل المقتدى به ، كقوله تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) . [4] في الشريعة و الطريقة ، كقوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ ) . [ الشنقيطي ] |
دلت آية الوضوء [ المائدة /6 ]
على سبعة أصول ، كلها مثنى : طهارتان : الوضوء والغسل . ومطهران : الماء والتراب . وحُكمان : الغسل والمسح . وموجبان : الحدث و الجنابة . ومبيحان : المرض والسفر . وكنايتان : الغائط والملامسة . وكرامتان : تطهير الذنوب وإتمام النعمة . |
من اللطائف اللغوية
لاحظوا معي هذا التدرج الرائع في الثواب، لابد أن يكون من ورائه حكمة عظيمة. 1- فلو تأملنا الآيات الثلاث نلاحظ أن الآية الأولى تتحدث عن اليهود (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)، فهؤلاء إن أطاعوا الله –وهم لم يفعلوا- فسوف يدخلهم (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، وهذا يكفيهم لأنه سبحانه يعلم حقيقتهم. 2- أما الآية الثانية فهي تتحدث عن النصارى، لأن الآيات التي تسبقها تشير إلى النصارى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى)، وهؤلاء سيكونون أكثر طاعة لله من اليهود ولذلك يناسب المؤمنين منهم إن هم آمنوا (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا)، وهنا أضاف الله تعالى صفة الخلود. 3- وأخيراً فإن الآية الثالثة والأخيرة تشمل جميع المؤمنين وكل من صدَّق بالقرآن: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، وهؤلاء سيدخلهم الله (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)، فأضاف صفة الأبدية. إذن أيها الأحبة! في تكرار هذه العبارة هناك معجزات لغوية في كل عبارة، ثم انظروا معي إلى التدرج الزمني، أن الآية الأولى تتحدث عن اليهود، والثانية تتحدث عن النصارى والثالثة تتحدث عن المسلمين، أي أن ترتيب الآيات جاء مناسب للترتيب الزمني لما تتحدث عنه. |
"قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة ،
ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء، كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: ( نكالا من الله، والله عزيز حكيم ) المائدة/38، أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء". [ ابن سعدي] |
- كلُّ ما ورد في القرآن " زعم " فالمراد به الكذب.
- وكلُّ " ظن " ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين. - كلُّ ما ذكر في القرآن " رزق كريم " فالمقصود به الجنة ونعيمها. [عن كتاب كليات الألفاظ في التفسير] |
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) } المائدة .
فتأمل – أيها المؤمن – في سطرين فقط ، وفي آية واحدة : نداء وتنبيه ، أمر ونهي ، تحليل وتحريم ، إطلاق وتقييد ، تعميم واستثناء ، وثناء وخبر ، فسبحان من هذا كلامه ! [ د. عويض العطوي ] |
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن المرء قد ينسى بعض العلم بالمعصية ..
وتلا قوله تعالى { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ .. (13) } المائدة |
ورد ذكر الانتقام في سياق عداوة الكفار للمسلمين وحربهم لهم في أكثر من موضع ،
كما في قوله تعالى : { هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ } المائدة / 59 ، وقوله تعالى : { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } البروج / 8 ، وهذا يدل على قسوة الحرب وعنفها وعدم إنسانيتها . [ د . صلاح الخالدي ] |
الساعة الآن 10:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab