![]() |
في رحاب أيآت الصيام
وردت في القرآن الكريم أربع آيات تتحدث عن أحكام الصيام، جاءت ثلاث الآيات الأُوَل متتابعة، وجاءت الآية الرابعة منفردة بعد قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (البقرة:186). ونظراً لتعلق هذه الآيات بأحكام الصيام، فسوف نفرد الحديث لكل آية على حدة، بادئين بالآية الأولى من آيات الصيام، وهي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183). والحديث حول هذه الآية ينتظم في أربع مسائل: الأولى: معنى {كتب عليكم} أي: فَرْضٌ على الأمة لا محيد عن الأخذ به، فضمير {عليكم} لمجموع الأمة. و(الصيام) ويقال: (الصوم) مصدر، وقد ورد المصدران في القرآن، {كتب عليكم الصيام}، {إني نذرت للرحمن صوما} (مريم:26). والصيام لغة: يطلق حقيقة على ترك كل طعام وشراب، وأُلحق به في الإسلام تَرْكُ قربان كل النساء، فلو ترك أحد بعض أصناف المأكول، أو بعض النساء لم يكن صياماً. وللصيام إطلاقات أخرى مجازية، كإطلاقه على إمساك الخيل عن الجري في قول النابغة: خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما وأطلق على ترك شرب حمار الوحش الماء. وقد قال ابن عاشور هنا: "وقول الفقهاء: إن الصوم في اللغة مطلق الإمساك، وإن إطلاقه على الإمساك عن الشهوتين اصطلاح شرعي، لا يصح؛ لأنه مخالف لأقوال أهل اللغة". وأما إطلاق الصوم على ترك الكلام في قوله تعالى: {فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا}، فليس إطلاقاً للصوم على ترك الكلام، ولكن المراد أن الصوم كان يتبعه ترك الكلام على وجه الكمال والفضل. و(الصيام) في اصطلاح الشرع: اسم لترك جميع الأكل وجميع الشرب وقربان النساء مدة مقدرة بالشرع بنية الامتثال لأمر الله، أو لقصد التقرب بنذر للتقرب إلى الله. الثانية: كان العرب في الجاهلية يعرفون الصوم، فقد جاء في "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية). وفي بعض الروايات: (وكان رسول الله يصومه). وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (لما هاجر رسول الله إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا؟) فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بموسى منكم)،فصام، وأمر بصومه) رواه البخاري. ثم لما نزل فرض صيام رمضان، نُسخ فرض صيام عاشور، وأصبح سنة، من شاء صامه، ومن لشاء أفطر. الثالثة: قوله تعالى: {كما كتب على الذين من قبلكم} التشبيه في الآية تشبيه في أصل فَرْض ماهية الصوم، لا في الكيفيات، والتشبيه يُكتفى فيه ببعض وجوه المشابهة، وهو وجه الشبه المراد في القصد، وليس المقصود من هذا التشبيه الإحالة في صفة الصوم على ما كان عليه عند الأمم السابقة، ولكن فيه مقاصد ثلاثة تضمنها التشبيه: أحدها: الاهتمام بهذه العبادة، والتنويه بها؛ لأنها شرعها الله قبل الإسلام لمن كانوا قبل المسلمين، وشرعها للمسلمين، وذلك يقتضي اطراد صلاحها ووفرة ثوابها. وإنهاض همم المسلمين لتلقي هذه العبادة كي لا يتميز بها من كان قبلهم. الثاني: أن في التشبيه بالسابقين تهويناً على المكلفين بهذه العبادة أن يستثقلوا هذا الصوم؛ فإن في الاقتداء بالغير أسوة في المصاعب، فهذه فائدة لمن قد يستعظم الصوم من المشركين، فيمنعه وجوده في الإسلام من الإيمان، ولمن يستثقله من قريبي العهد بالإسلام. الثالث: إثارة العزائم للقيام بهذه الفريضة، حتى لا يكونوا مقصرين في قبول هذا الفرض، بل ليأخذوه بقوة تفوق ما أدى به الأمم السابقة. والمراد بـ {الذين من قبلكم} من كان قبل المسلمين من أهل الشرائع، وهم اليهود؛ لأنهم الذين يعرفهم المخاطبون، ويعرفون ظاهر شؤونهم، وكانوا على اختلاط بهم في المدينة، وكان لهم صوم فرضه الله عليهم. أما النصارى فليس في شريعتهم نص على تشريع صوم زائد على ما في التوراة، فكانوا يتبعون صوم اليهود وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "قالوا: يا رسول الله! إن يوم عاشوراء تعظمه اليهود والنصارى"، ثم إن رهبانهم شرعوا صوم أربعين يوماً اقتداء بالمسيح؛ إذ صام أربعين يوماً قبل بعثته. ويُشرع عندهم نذر الصوم عند التوبة وغيرها، إلا أنهم يتوسعون في صفة الصوم، فهو عندهم ترك الأقوات القوية والمشروبات، أو هو تناول طعام واحد في اليوم، يجوز أن تلحقه أكلة خفيفة. الرابعة: قوله سبحانه: {لعلكم تتقون} بيان لحكمة الصيام، وما لأجله شُرِعَ. والتقوى الشرعية هي اتقاء المعاصي، وإنما كان الصيام موجباً لاتقاء المعاصي؛ لأن المعاصي قسمان: قسم ينجع في تركه التفكر، كالخمر والميسر والسرقة والغصب، فتَرْكُه يحصل بالوعد على تركه، والوعيد على فعله، والموعظة بأحوال الغير. وقسم ينشأ من دواعٍ طبيعية كالأمور الناشئة عن الغضب، وعن الشهوة الطبيعية، التي قد يصعب تركها بمجرد التفكر، فجُعِلَ الصيام وسيلة لاتقائها؛ لأنه يُعَدِّل القوى الطبيعية التي هي داعية تلك المعاصي؛ ليرتقي المسلم به عن حضيض الانغماس في المادة إلى أوج العالم الروحاني، فهو وسيلة للتحلي بالصفات الملكية، والتخلي عن الصفات الحيوانية. وفي الحديث الصحيح، قول صلى الله عليه وسلم: (الصوم جُنَّة) رواه أصحاب السنن إلا أبو داود، أي: وقاية. قال ابن عاشور: "لما تَرَك ذكر متعلق (جُنَّة) تعين حمله على ما يصلح له من أصناف الوقاية المرغوبة، ففي الصوم وقاية من الوقوع في المآثم، ووقاية من الوقوع في عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الإفراط في تناول اللذات". اسلام |
كان السلف الصالح يستعدون لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر
رحمهم الله .... فلنحاول أن ننهج مثل نهجهم ... ونسير على طريقتهم والله ولي التوفيق يكون افضل بكثير من قضائها فيما ليس له فائده بالدنيا والآخره جدول لـ ختم القرآن كل ثلاث أيام بقراءة 10 اجزاء يوميا http://www.m0dy.net/vb/uploaded/3423...1249386010.jpg جدول لـ ختم القرآن في 5 ايام http://www.m0dy.net/vb/uploaded/3423...1249385595.jpg جدول لـ ختم القرآن في 10 ايام http://www.m0dy.net/vb/uploaded/3423...1249385595.jpg واذا قرأت 2 جزء من القرآن الكريم تختم في 15 يوم http://www.m0dy.net/vb/uploaded/3423...1249385595.jpg واذا قرأت جزء من القرآن الكريم يوميا تختم في شهر. وليس هناك عذر لأحد ...فاعمل لآخرتك .. وخاصة في شهر رمضان المبارك فأنت لا تعلم هل ستعيش إلى رمضان القادم أم لا ! ليكن هذا الرمضان خير رمضان مر عليك م/ن |
كيف نستفيد من رمضان (خطوات عملية) عبدالله بن أحمد الحويل بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فدائما مايردني هذا السؤال من العامة عند بدء رمضان واستفتاح الصيام وجواباً للسؤال: أقول أن هناك أربعة وسائل تعين على تحقيق الإستفادة من الصيام وهي كالتالي: أولا/المكوث في المساجد ومن أجل هذا كان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد، يقولون: نحفظ صيامنا. وفوائد المكوث في المساجد كثيرة معلومة خاصة في هذا الموسم الفضيل ومن أجل الفوائد حفظ الصيام من الجرح والتنغيص ،والتفرغ للعبادة والطاعة بعيدا عن العلائق والخلائق ثانيا/ الحذر من مكدرات الصيام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري واعلم يارعاك الله أن مما بليت به أمة الإسلام في هذه الأزمنة المتأخرة مايسمى بالقنوات الفضائية أو الأطباق الهوائية وأقسم بالله_يمينا لا أحنث فيه_أن من يتابع قنوات الفساد والمجون ويهدر وقته في ملاحقة المسلسلات الهابطة من محطة لأخرى أنه لن يستفيد من رمضان البتة وقد بلغني أن عدد المسلسلات العربية الجديدة التي ستعرض هذا العام على الشاشات قد نيف على المائة والله المستعان . فاحرص ايها الأخ الكريم على صيانة صيامك وحفظ حسناتك واعلم أيها الأخ الكريم أن من حفظ هذه الاربعة فقد أحرز دينه: اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات فتنبه لها جيداً ثالثاً/اجتنب الفضول وأعني به هنا القدر الزائد عن الحاجة من المباحات فإن كثرة فضول المباحات تقسي القلب وتبلد الذهن وتثقل البدن وكن على حذر شديد من فضول أربعة أمور: النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة رابعاً/التخطيط والترتيب فالذي يعمل بدون تخطيط يكل والذي يجتهد بدون ترتيب يمل فضع لنفسك وردا يوميا في التلاوة والصدقة وسائر الطاعات ففي القرآن مثلاً يكون لك حزب يومي مقدراه على حسب همتك (لكن لا ينبغي أن يقل في الشهر الفضيل عن ثلاثة أجزاء يوميا ) وفي الصدقة مثلاً تلزم نفسك بمبلغ ثابت يوميا يناسب دخلك ولا يرهق جيبك وأذكر أحد الأفاضل عندما أقبل رمضان أحضر من المصرف 150 ريالاً فئة خمسة ريالات ليتصدق كل يوم بخمسة فقط فقلت له يافلان تصدق بها كلها دفعة واحدة فقال: لا .. بل أتعرض لنفحات الله كل ليلة في هذا الشهر الفضيل. هذا ماتيسر من الطرق والوسائل المعينة على استغلال رمضان والله أعلم . |
|
الأَطفَال في رَمَضَان فرج بن دغيِّم الظفيري بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيِّنَا مُحمَّدٍ وعَلى آلهِ وصَحْبِهِ أَجمعينَ. أَيُّها الآبَاء الكِرَامُ، أَيَّتُها الأُمَّهَاتُ الكَرِيمَاتُ ها أَنتم تَرونَ أولادَكُم –مَنْ بَنينَ وبنات- يَكبرونَ أمامَكم. فبارَكَ اللهُ لكم فيهم، ورَزَقَكُم بِرَّهم. حديثي معكم عَن الصِّغَارِ مِنهم، مِمَن لم يَتجاوزوا الثَّانِيَةَ عَشرةَ مِن أعمارِهم. ستكونُ هذه الكلماتُ مختصرةً، ولنْ تَأخُذَ إلا القليلِ مِنْ وَقتِكُم، ولعلَّها أنْ تُقدِّمَ المفيدَ إنْ شَاءَ اللهُ. أَطفَالِي لا يَصُومُونَ! أَيُّهَا الوالدانِ الكَرِيمَانِ: الأَطفَالُ الصِّغَارُ لا يَجبُ عَليهم الصِّيَامُ إلا إذا بَلَغُوا. أمَّا قَبلَ البُلوغِ فإنَّهم يُدَرَّبونَ فَقَط. ولعلَّكُم تَرَوْنَ حَولَكم أَطفالاً صِغَارًا يَصُومون، فتُقارِنونهم بأَطفالِكم! لا تَفعَلُوا؛ لأنَّ الأَطفالَ تَختلفُ قُدراتُهم على الصِّيامِ. كمَا أنَّ أولئكَ الأَطفالَ الصَّائمينَ قد يَكونونَ تَمرَّنُوا على الصِّيامِ في فَتراتٍ سَابقةٍ، أو يُطبِّقُ معهم أهلُهم أَساليبَ أنتم لا تَتَّبِعُونها في تَربيتِكُم لأطفالِكم. ماذا أَفعلُ كَي يَصومَ أَطفالِي؟ سَنعرِضُ هنا بَعضَ الأَفكارِ التي تُساعِدُكُم على أنْ يحرصَ أطفالُكم على الصِّيَامِ. • الحديثُ عَنْ رَمَضَان: مِن الأُمورِ التي تجعلُ الأطفالَ يتحمَّسونَ للصِّيامِ: الحديثُ عنْ رَمَضَانَ، وما فيهِ مِن ذكرياتٍ جميلةٍ، والأحداث التي تَعرَّضتُم لها أثناءَ الصَّيامِ. وإِشعَارُهم بالأجواءِ الرَّائعةِ لأيامِهِ ولياليهِ. حدِّثُوهم كيفَ كُنتم تَصومونَ، وماذا كُنتم تَعملونَ في نَهارِ رَمَضَانَ، وَعن لحظاتِ انتظارِ مدفَعِ الإفطارِ، والاجتماعِ على المائدةِ، والأَجواءِ الجميلةِ لصَلاةِ التَّرَاوِيحِ والقِيَامِ آخِرَ الليلِ، ومَواقفَ السّحورِ، والأَلعابِ التي تُمارسُ في رَمَضَانَ. بَلْ يُمكنكم تَشويقُهم –حتى- بالحديثِ عن الأَكلاتِ التي اعتَادَ النَّاسُ أنْ تكونَ خاصَّةً بشَهرِ رَمَضَانَ. عندَما تَنبشُونَ في الذَّاكِرةِ ستجدونَ الكثيرَ. هذهِ الذِّكرياتُ مؤثِّرَةٌ، فلا تَستَهِينُوا بها! • إيقَاظُ الطِّفلِ على السّحورِ: مما يُشجِّعُ الأطفالَ على الصِّيامِ إيقاظُهم لتناولِ السّحورِ، فهذا يُشعرُهم بأهميتِهم، ويُعزِّزُ حُبَّ الصِّيامِ في قلوبِهم. ولعلَّكُم تُلاحظونَ أنَّ الاستيقاظَ للسّحورِ يكونُ في أحيانٍ كثيرةٍ مجالاً للتَّنافُسِ بين الأطفالِ حتى وإنْ لم يَكونوا يَصومُون. شَجِّعُوا هذا التَّنافُسَ –والتَّنَافُسُ يختلفُ عن المقارَنةِ-؛ لأنَّه تَدريبٌ لهم، وذكرياتٌ جميلةٌ تَبقى في أَذهانِهم. واحرصُوا أنْ يكونَ هذا الاستيقاظُ محبَّبًا إلى نفوسِهم. ومن الأفكارِ التي تُساهِمُ في ذلكَ أنْ يُصاحِبَ السّحورَ بعضُ المأكولاتِ التي يُحبُّها الأطفالُ، أو أنْ يَحْظَوا بلحظاتٍ مِن المرحِ معكم، مثل أنْ تَلعَبُوا معهم قبلَ السّحورِ أو بَعدَه، أو أنْ تَقصُّوا عليهم بعضَ الحكاياتِ، فيكون ذلكَ نوعًا مِن المكافأةِ لمن استيقظَ وقتَ السّحورِ. • المُكَافأةُ: عندما نُعطِي الطفلَ مكافأةً على السُّلوكِ الإيجابيِّ فإنَّنا نعزِّزُ مِنْ هذا السُّلوكِ في نفسِهِ. والمكافأةُ لها مفعولُها الكبيرُ في نفوسِ الصِّغارِ والكِبارِ على حَدٍّ سَوَاءٍ. فَالطِّفلُ الصَّائمُ عندما ينالُ مكافأةً على صِيامِهِ فإنَّه سيَحرصُ على مُواصَلَةِ الصِّيامِ. والمكافأةُ ليسَ بالضَّرورةِ أنْ تكونَ مالاً، فرُبَّما تَكونُ هَدِيَّةً يَرغبُ الطِّفلُ في الحصولِ عليها، أو تكونُ مُصَاحَبَةَ الطِّفلِ لوالدِهِ عندَ الذهابِ إلى مكانٍ يرغبُ الطِّفلُ في الذهابِ إليه. والمكافأةُ تختلفُ مِن طفلٍ لآخرَ. وهذا لا عَلاقَةَ لَهُ بموضوعِ إِخلاصِ العملِ للهِ عزَّ وجلَّ، فَاللهُ جَعَلَ المكافَآتِ للمؤمنينَ على نَوعينِ: منها ما هو دُنيَوِيٌّ (عاجِلٌ محسوسٌ) ومنها ما هو أُخرَوِيٌّ (آجِلٌ غَيْبِيٌّ). أمَّا الطِّفلُ فهو يَهتمُّ للمكافأةِ العاجِلةِ المحسُوسَةِ. • الثَّنَاءُ: مَدْحُ الطِّفلِ يحقِّقُ لهُ جانبًا مُهِمًّا مِنْ حاجاتِه النَّفسِيَّة، وهو التَّقدِير. وأنتم تُلاحظونَ تَفاعلَ الأطفالِ وحماستَهم عندَ الثَّناءِ عليهم، حتى عندَ قِيامِهم بأشياء يَسيرةٍ. عندَما يَشعرُ الطِّفلُ أنَّ صيامَه محلَّ اهتمامِ وتقديرِ الآخرينَ فهذا حافِزٌ مَعنويٌّ كبيرٌ بالنسبةِ لهُ. والمطلوبُ مِنَّا ألّا نَغفَلَ عن هذا. والثَّناءُ قد يكونُ للطِّفلِ مَباشرةً، أو يكونُ أمامَ الآخرينَ والطِّفلُ يَسمعُ، وكذلكَ قد يُشارِكُ الآخرونَ في الثَّناءِ على الطِّفلِ. وأيضًا يكونُ الثَّناءُ على الطِّفلِ أمامَ أَقرانِه، لِيَشعُرَ بالفَخْرِ أمامَهم. ورُبَّما يكونُ الثَّناءُ مَصحُوبًا بالدُّعاءِ، أَو بلَقَبٍ (بَطَل، صَبُور، قَوِيّ)، أو بعِبَارَاتٍ تُشجِّعُهُ على الصِّيامِ، مِثل: (فُلان صَامَ اليومَ، وسَيَصُومُ بَقِيَّةَ رَمضَان) وبالنِّسبَةِ للصِّغَارِ جِدًّا (فلانٌ صَامَ اليومَ إلى الظُّهْرِ، وسيَصُومُ مُستقبلاً إلى المغربِ) تابع ..> |
تكملة .. • مُصاحبةُ الطِّفلِ إلى المَسجدِ: مِن الأجواءِ الرَّمَضَانيَّة الرائعةِ المكُوثُ في المسجدِ لقراءةِ القرآنِ الكريمِ أثناءَ النَّهارِ -في الأوقاتِ المتَاحَةِ، وغالبًا بَعْدَ صَلاةِ العصرِ- وهذا يُحقِّقُ عددًا من الفوائدِ: منها: تَعلُّقُهُ بالمسجدِ، لأنَّ الطِّفلَ سيتعايشُ مع هذهِ اللحظاتِ التي يَقِلُّ فيها الناسُ، فيكونُ ذلك فُرصةً للتَّأمُّلِ، فيَشعرُ بالسَّكِينَةِ والطُّمأنينَةِ في المسجدِ، مما يدْعُوهُ للمحافظَةِ على الصَّلواتِ. ومنها: أنَّه سيُمضِي جُزءًا مِن الوقتِ يَنسى معه الجوعَ والعَطَشَ. ومنها: أنَّه سَيَقرأُ القرآنَ الكريمَ، ورُبَّما يكونُ قريبًا مِن والدِهِ، ويَطلَب مِن الدِهِ تَصحيحَ بَعضِ الأَخطاءِ. ومنها: شُعورُ الطِّفْلِ بِعُمْقِ المحبَّةِ بينَهُ وبينَ والدِهِ. وهذهِ الفوائدُ وغيرُها تجعلُ الطِّفلَ أكثرَ حُبًّا للصِّيَامِ وأكثرَ حِرْصًا عليه. • مُشارَكَةُ الطِّفلِ في إِعدادِ الفُطورِ والسّحورِ: وليسَ المطلوبُ مِن الطِّفلِ أنْ يُمارِسَ الطَّبخَ، وإنَّما مجرد مُشاركاتِه في إعدادِ ما يستطيعُ يُكسِبُه الكثيرَ من المشاعِرِ الإيجابِيَّةِ، فهو يَشعرُ بقربهِ مِن والدتِهِ على وجهِ الخُصُوصِ، كما أنَّهُ يَتحمَّلُ مَسؤوليَّةَ بَعضِ الأعمالِ اليسيرةِ. ومِن الأمورِ التي يُشاركُ فيها الأَطفالُ -دُونَ ضَرَرٍ- تَوزيعُ الأطباقِ ونقلُها، أو صَبُّ العَصيرِ والماءِ، أو أيُّ أعمالٍ أُخرى يَسعَدُ الطِّفلُ بها بِشَرط أنْ تَكونَ تحتَ إشرافِ الأُمِّ مباشرةً. هذهِ المشارَكةُ مِن الطِّفلِ تَجعلُهُ يَشعرُ بالأهميَّةِ، وتَجعلُ الصَّومَ مُحبَّبًا إلى نفسِهِ، خَاصَّةً إذا كانتِ الأُمُّ أَثناءَ عَمَلِهما مَعًا تحدِّثُهُ عن الصِّيامِ، وتشجِّعُه عليهِ، وأنَّها ستقدِّمُ المأكولاتِ التي يُحبُّها إذا وَاظَبَ على الصِّيامِ. • وجودُ الطِّفلِ على مَائدةِ الإِفطارِ: اجتماعُ أفرادِ الأُسرةِ على المائدةِ -ومنهم الأطفال- هو أحدُ العواملِ المؤثِّرةِ في تحبيبِ الصِّيامِ للأطفالِ. هذهِ اللحظاتُ عامرةٌ بمشَاعِرَ فيَّاضَةٍ خَاصَّةً إذا ارتَبطَ بها أدعيةٌ أو أذكارٌ أو استِماعٌ للقرآنِ الكريمِ، أو حديثٌ ودِّيٌّ حَانٍّ مِن الوَالِدينِ عن الصِّيام. بلْ إنَّ مجردَ انتظارِ الأَذانِ، ثُمَّ الفَرحَ بِسَمَاعِه، وتَناولِ الرُّطَبِ أو التَّمرِ كُلُّ هذا يُعزِّزُ الجانبَ الإيمانيَّ، ويُقوِّي حُبَّ الصِّيامِ في نفوسِ الأطفالِ. بعضُ النَّاسِ يُفوِّتُ على نفسِهِ وأطفالِه هذهِ الفُرصةَ بِإدْمَانِ مُشاهَدةِ التلفزيونِ وقتَ الإفطارِ. وهؤلاءِ -الآباءُ الكرامُ والأُمَّهاتُ الكَريماتُ- نَدعوهم إلى اغتنامِ دقائقَ معدودةٍ –وقتِ الإفطارِ- بدونِ تلفزيونٍ لتحقيقِ جَوانبَ تربويَّةٍ كبيرةٍ. • تَسلِيَةُ الطِّفلِ، وإشغَالُ وقتِهِ: بعضُ المتحمِّسينَ يَنصحُ بأن يُمضي الطِّفلُ الوقتَ كُلَّهُ في قراءةِ القرآنِ الكريمِ والأذكارِ!، وبعضُهم يقترحُ أجواءَ فيها مِثَالِيَّةٌ زَائدةٌ. أَيُّها الوالِدانِ الكريمانِ: نحنُ نَتحدَّثُ عن طِفلٍ صغيرٍ يُريدُ ما يُشغِلُهُ عن الأكلِ والشُّربِ. وأنتم تُلاحظونَ أنَّ الأطفالَ أثناءَ لَعِبِهم لا يَهتمُّونَ للأكلِ، أمَّا عندَما يُطلبُ منهم أَداءُ واجبٍ مِن الواجباتِ فإنَّهم يتَمَلْمَلُونَ من الضِّيقِ والضَّجَرِ، وهذا يجعلُهم يَتحجَّجونَ بأنواعِ الحُجَجِ، فإذا اقتَرَنَ ذلكَ بالصِّيامِ، فسيكونُ موقفُهم من الصِّيامِ سَلبيًّا. المطلوبُ أنْ نراعيَ طبيعةَ الطِّفلِ واحتياجاته، وأنْ يكونَ جزءٌ مِن وقتِهم مَشغولاً بالتَّسلِيَةِ والمرَحِ. ويمكنُكم إيجادُ الكثيرِ من الأفكارِ –مثل المسابقاتِ والألعابِ المنزليَّةِ- التي تجعلُ الصِّيامَ للأطفالِ ممتعًا، دونَ جوعٍ أو عطشٍ. وإذا لمْ يَصُمْ أطفالي؟! في هذهِ الحالِ ارجعوا إلى فقرةِ \"أطفالي لا يَصُومُون!\" واقرأوها مَرَّةً أُخرى. أطفالُكم لا يجبُ عليهم الصِّيامُ. لكنَّكم تُدرِّبونهم، وهذا التَّدريبُ سيكونُ لهُ أَثَرُه مُستقبلاً إنْ شَاء اللهُ. فأنتم قدْ نَجَحْتُم في تَدريبِهم! لا تَقارِنوا أنفسَكم -ولا أطفالَكم- بالآخَرينَ، أنتم تحقِّقونَ النَّجاحَ بما يَتوافقُ مع طَبيعةِ تَربيتِكم لأطفالِكم.. فلا تَشعُروا بالحَرَجِ لأنَّ أطفالَكم لم يَصومُوا. طِفلي لا يَصومُ، هل أُعاقبُه؟! مُعاقبةُ الطِّفلِ –حِسِّيًا أو معنويًّا- على عدمِ الصِّيامِ خَطَأٌ فَادِحٌ –من الناحيتينِ الشَّرعيَّة والتَّربويَّة-، والواجبُ على الوالِدَينِ عدمُ اللجُوءِ إلى مُعاقبةِ الطِّفلِ إذ لم يَصُمْ، لأنَّ العُقوبةَ تجعلُ مَوقفَهُ من الصِّيَامِ سَلبيًا، ويَرتبطُ الصِّيامُ في ذِهنِهِ بتجرُبةٍ مُؤلمةٍ. بينما المطلوبُ أنْ يكونَ الصِّيامُ مُرتَبطًا بتجاربَ ومواقفَ سَارَّةٍ. وكذلكَ إذا اكتَشَفَ الوالِدَانِ أنَّ الطِّفلَ الصَّائمَ أَكَلَ خفيَةً، فلا يُعاقِبانِهِ، بل يَستخدمانِ معَهُ الأساليبَ التَّربويَّةَ، فيَقبَلانِ عُذْرَه، ويتلطَّفانِ معه، ويُشعِرَانِهِ بأنَّهما يَفرحانِ بصومِهِ، ويُحزِنُهما أنَّه لم يَستَطِعْ المواصَلةَ، ثُمَّ يُشجِّعَانِهِ، ويَعِدَانِهِ أنْ يُقدِّما لَهُ المساعَدةَ بتوفيرِ أَجواءٍ مُريحةٍ ومُمتعةٍ تُسهِّلُ عليهِ الصِّيامَ، مِن خِلالِ استخدامِ بعضِ الأفكارِ السَّابقةِ. أَيُّها الأَبُ الكريمُ، أَيَّتُها الأُمُّ الكريمةُ: أَشكركما أنْ مَنحتُمَانِي هذا الجزءَ مِن وقتِكم لقراءةِ هذهِ الكلماتِ. وأسألُ اللهَ عزَّ وجَلَّ أنْ يَجعلَ فيها النَّفعَ، وأنْ يَكتبَ لَنَا ولَكُم الأَجرَ. ومَا كانَ فيها مِن صَوابٍ فَمِنَ اللهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وما كانَ فيها مِنْ خَطَأ فَمِنْ نَفْسِي ومِن الشَّيطان، واللهُ ورسولُهُ –صلَّى الله عليه وسلَّم- بَريئَانِ مِما أَقولُ. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين. أخوكم فرج بن دغيِّم الظفيري |
|
|
ماشاء الله عليكم وفقكم الله أستمرررو جعل ماتقومون به في ميزان حسناتكم ولكن مثل اجره
|
الساعة الآن 12:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab