![]() |
سورة آل عمران
تأمل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ ) آل عمران/91 ، فلو أن كافراً تقرب بسبيكة ذهبية بحجم الكرة الأرضية ؛ لينجو من النار ما قُبل منه ، بينما لو جاء أفقر مسلم مر على الدنيا كلها ، فإن مآله إلى الجنة ، فهل ندرك عظيم نعمة الله علينا بالهداية للإسلام ؟! . [ د . عبدالرحمن المحمود ] |
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} آل عمران/97
"هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب، وإنما ذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب؛ تأكيدا لحقه، وتعظيما لحرمته، وتقوية لفرضه". [ابن العربي] |
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} آل عمران/97
"هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب، وإنما ذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب؛ تأكيدا لحقه، وتعظيما لحرمته، وتقوية لفرضه". [ابن العربي] يدل قوله تعالى { وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } آل عمران/120 على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين الداخل من خلال الاستقامة على أمر الله ، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات العصر . [ عبدالله المخلف ] |
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران/142
العقلاء يستحيون أن يطلبوا السلعة الغالية بالثمن التافه - وهم يبدون استعدادهم للتضحية بأنفسهم في سبيل ما ينشدون - إلا أن الاستعداد أيام الأمن يجب أن لا يزول أيام الروع . [ محمد الغزالي ] |
تأمل هذه الآية :
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } آل عمران /31 إنها آية واضحة في بيان معيار المحبة والاتباع الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يصح لأحد أن يزايد على هذه المحبة بفعل ما لم يشرعه ، فضلا عن الابتداع في دينه بدعوى المحبة ، وأشد من ذلك أن يقلب الأمر فيوصف من لم يوافق المبتدع على بدعته ، بأن محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ناقصة . |
سئلت أخت أسلمت قريبا عن أعظم آية تستوقفها بعد هدايتها للإسلام ؟
فقالت : هي الآية ( 163 ) من سورة آل عمران : { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }. نسأل الله لنا ولها الثبات على دينه . |
{ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ } آل عمران /101
في الآية دلالة على عظم قدر الصحابة ، وأن لهم وازعين عن مواقعة الضلال : سماع القرآن ، ومشاهدة الرسول عليه السلام ، فإن وجوده عصمة من ضلالهم . قال قتادة : أما الرسول فقد مضى إلى رحمة الله ، وأما الكتاب فباق على وجه الدهر . [ ابن عاشور ] |
في قوله تعالى :
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي } آل عمران / 32 عبر بلفظ الاتباع دلالة على التقرب ؛ لأن من آثار المحبّة تطلّب القرب من المحبوب ، وعلق محبة الله تعالى على لزوم اتباع الرسول ، لأنه رسوله الداعي لما يحبه . [ ابن عاشور ] |
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا .. (103) } آل عمران
ثم قال في آية بعدها { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) } أي كما عرفتم النعيم والكمال بعد الشقاء والشناعة فالأحرى بكم أن تسعوا بكل عزم إلى انتشال غيركم من سوء ما هو فيه إلى حسن ما أنتم عليه . [ ابن عاشور ] فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } آل عمران / 95 ، { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } لقمان / 15 ، { فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } الأنعام / 90 تأمل الرابط بينها ، تجد أنه أمر باتباع السبيل والملة والهدى مع أن هؤلاء أئمة معصومون ؛ وذلك لتوجيه الأمة بأن لا تقتدي بالأفراد لذواتهم مهما علا شأنهم وارتفعت مكانتهم , وإنما تقتدي بهداهم ، فإن زل أحد عن المنهج بقيت هي على الطريق، وهذا درس عظيم لو وعاه كثير من المسلمين لسلموا من التعصب الذي أضل الأمة . [ أ . د . ناصر العمر ] |
{ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } آل عمران / 159
ليعتبر بهذه الآية من يتولى أمرا يستدعي أن يكون بجانبه أصحاب يظاهرونه عليه , حتى يعلم يقينا أن قوة الذكاء وغزارة العلم ، وسعة الحياة وعظم الثراء : لا تكسبه أنصارا مخلصين , ولا تجمع عليه من فضلاء الناس من يثق بصحبتهم , إلا أن يكون صاحب خلق كريم ، من اللين والصفح والاحتمال . [ محمد الخضر حسين ] |
أخي المتدبر :
إذا أردت الاستفادة المثلى من رسائل التدبر فاقرأها مرتين أو أكثر ، وأمعن نظرك فيها مرة بعد مرة ، وهذا هو التدبر ، كما قال ابن القيم : " وتدبر الكلام أن ينظر في أوله وآخره , ثم يعيد نظره مرة بعد مرة ؛ ولهذا جاء على بناء التفعل كالتجرع والتفهم والتبين " . [ د . محمد الربيعة ] قوله تعالى : { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ } آل عمران / 52 تنبيه أنه ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس ، فضلا عن التفهم . [ الفيروزأبادي ] من فضائل القرآن أنه المنادي للإيمان ، كما قال تعالى : { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } آل عمران / 193 قال محمد بن كعب : ليس كل الناس سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن المنادي القرآن . [ تفسير ابن جرير ] |
{ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } آل عمران / 159
" أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم - وهو أكمل الناس عقلا - أن يشاور، إذ الحقيقة أن الإنسان - وإن بلغ عقله الغاية - لا يستغني عن الاستعانة في مشكلات الأمور بآراء الرجال , إذ العقول قد تكون نافذة في ناحية من الأمر ، واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى " . [ محمد الخضر حسين ] |
ورد ذكر القلب في القرآن أكثر من 130 مرة ,
وأضيف إليه أكثر من 36 عملا ووصفا ، وكل ذلك دال على عظيم محله , وأنه ملك الجوارح , ومع ذلك نرى إهمال العباد لقلوبهم فلا يزكونها , ولا يتعلمون حق الله فيها , وينشغلون عنها بأعمال الجوارح , وهي الأصل . [ د . محمد الخضيري ] |
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ } آل عمران / 191
فيه الذكر على كل حال ، فيستفاد منه جواز قراءة القرآن للحائض ، وهو مذهب مالك وقول لأحمد والشافعي وكثير من المحققين ، وأما حديث : ( لا تقرأ الحائض والجنب شيئا من القرآن ) فمعلول باتفاق أهل الشأن ، وفي منعها من القرآن وتدبره فوات خير كثير ، خاصة وأن حيضتها ليست بيدها . [ ابن القيم ] |
لما رغب الله تعالى في الجنة قال :
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ } { سَابِقُوا ... } ، ولما أباح طلب الدنيا قال : { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا } ، فلا يصلح أن يكون العكس ؛ فيكون الإسراع والمسابقة للدنيا ، ومشي الهوينا للآخرة ! والحزم كله في قوله تعالى : { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } ! وهذا الشهر فأين المشمرين ؟ . [ أ . د . ناصر العمر ] |
خمس خطوات عملية لتدبر القرآن:
1- افتح صفحات القلب مع فتحك أوراق المصحف، هذا ركن التدبر الأكبر. 2- ليكن بين يديك كتاب مختصر في التفسير كالمصباح المنير. 3- كثير من السور لها فضائل وخصائص ومقاصد، فمثلا: قبل قراءة سورة الأنعام قف طويلا في معنى الآثار الواردة في فضلها. 4- اقرأ على مكث، رتل ولا تعجل. 5- بعد القراءة انظر إلى الأثر، فإن وجدت أثرا في قلبك وإلا فعد رتلها ثانية وثالثة. [عصام العويد] |
قوله تعالى :
{ كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } آل عمران /79 " دلّت الآية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربانيا ؛ فمن اشتغل بذلك لا لهذا المقصد ضاع سعيه وخاب عمله " . [ الرازي ] |
حين ترى غرور الكفار باقتصادهم بالأمس وهلعهم من أزمتهم اليوم تذكر
قوله تعالى : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ } آل عمران / 196. قال السعدي : هذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا، وتنعمهم فيها ، وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات ، وأنواع العز ، والغلبة في بعض الأوقات ، فإن هذا كله { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } ليس له ثبوت ولا بقاء ، بل يتمتعون به قليلا ويعذبون عليه طويلا ، هذه أعلى حالة تكون للكافر . |
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } آل عمران / 21 هذه الآية من أظهر الأدلة على بيان منزلة العلماء – الآمرين بالمعروف – حيث قرن الله قتلهم بقتل الأنبياء؛ لأن العلماء هم ورثة الأنبياء . [ ابن رجب ] |
{ ... وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ } آل عمران /191
وهذا دليل على أن التوسل بأفعال الله تعالى وربوبيته من أسباب إجابة الدعاء ، فإنه قال بعد ذلك : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } . [ ابن عثيمين ] |
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } آل عمران / 190
في إيجاد السموات والأرض آيات ، وفي اختلاف الليل والنهار : طولا وقصرا ، وحرارة وبرودة ، وخوفا وأمنا ، وشدة ورخاء ، وعزا وذلا ، وملكا وخلعا ، وغير ذلك من أنواع الاختلاف ، كل ذلك فيه آيات تدل على عظمة الرب عز وجل ، وأن له الملك المطلق والتدبير المطلق . [ ابن عثيمين ] |
ذم الله قومًا تسخطوا القدر ،
واعترضوا على قضاء الله في حق المجاهدين ، وخذلوا بكلامهم فقالوا : { لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } آل عمران / 156 وها نحن نسمع من يقول مثل هذا القول في حق إخوتنا في غزة !! . |
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً
وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } آل عمران / 118 يستخفي المنافقون ببغضهم وكيدهم للمؤمنين ، فتفضحهم عثرات ألسنتهم ، وما ظهر من مكرهم ، وليس كالتقوى والصبر دافعا لأذاهم ، { وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } / 120. [ د . عبدالله السكاكر ] |
حين تتذكر أن هذا يوم نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام ،
وقتل فيه سبط نبينا صلى الله عليه وسلم ( الحسين رضي الله عنه ) كما أنه اليوم ذاته الذي أغرق فيه فرعون ، وتسلط فيه الشقي قاتل الحسين ، أيقنت أن { الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ } آل عمران / 154 ، وأنه ليس للخلق من الأمر شيء فلم يبق إلا الشكر على نجاة أنبيائه وهلاك أعدائه ، والصبر على مصائبنا في أوليائه . كما أنه مستقر في الأذهان أن الله يمحق الربا { يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا } البقرة / 276 فهو كذلك يمحق الكفرين { وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } آل عمران / 141 فكيف إذا اجتمع كفر وتعامل بالربا ؟! ومن العجيب أنه لم يرد في القرآن كله لفظة { يَمْحَقُ } إلا في هذين الموضعين . |
{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } آل عمران / 139
الأعلون فيما تدافعون عنه ، فإنكم على الحق، وهم على الباطل ، الأعلون لمن تدافعون عنه ، فقتالكم لله ، وقتالهم للشيطان ، الأعلون فيما لكم ، فقتلاكم في الجنة ، وقتلاهم في النار ! . [ ابن عجيبة الفاسي ] سمعته يلوم المقاومة ويتهكم بها بأنهم لو كانوا عقلاء وسمعوا نصيحتنا والتزموا الصمت لما وقع عليهم القتل والذبح ، فظننت أن مثل هذه المواقف إنما هي من الانتكاسات المعاصرة التي لا سابق لها ، حتى قرأت قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } آل عمران / 156 . [ إبراهيم السكران ] |
هل سمعت بطفل يتدبر القرآن؟
قال أحدهم : كنت مع ابنتي (7 سنوات ) فسمعت قارئا عبر الإذاعة يتلو : { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء } آل عمران / 181، فسألت ببراءة : إذا كان الله فقيرا وهم أغنياء ، فمن الذي أغناهم ؟! . لم أستغرب أن ينهج الأعداء عداوة الإسلام ؛ لأن هذا من بدهيات معرفة حقيقة اليهود والنصارى ، كما بين الله في كتابه ، وإنما مكمن الاستغراب أن يتجاوز بعض أفراد الأمة هذه الحقيقة ! { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر ُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } آل عمران / 118 [ . أ . د . ناصر العمر ] |
التسابق للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات ،
واستغلال الأوقات ، وحفز الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب ، لابد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق ، بل جنة عرضها السماوات والأرض ، بل لا ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى ، تأمل { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } آل عمران / 163 . [ أ . د . إبتسام الجابري ] { وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } آل عمران / 37 هذا من فضائل مريم ، ومن جملة ما يزيد فضلها ؛ لأن المتربي يكتسب خلقه وصلاحه ممن يربيه . [ ابن عاشور ] |
الحب في قاموس أهل القرآن لا يضاهيه أي حب !
إنه حب يتصل بالملكوت الأعلى : { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } المائدة / 54 وإمامهم فيه محمد صلى الله عليه وسلم : { إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } آل عمران / 31 فلا ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين عن هذا الحب - الذي لا ينقطع لحظة واحدة - وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة ! وإمامهم فيه قسيس نصراني يدعى ( فلنتاين ) ! { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } البقرة / 61 ؟ . [ د . عمر المقبل ] |
كان عند ميمون بن مهران ضيف فاستعجل جاريته بالعشاء ،
فجاءت مسرعة ومعها إناء فعثرت وأراقته على رأس سيدها ، فقال : يا جارية أحرقتني ، قالت : يا معلم الخير ارجع إلى ما قال الله تعالى ، قال : وما قال ؟ قالت : قال : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } قال : كظمت غيظي ، قالت : { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } قال : عفوت عنك ، قالت : { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } آل عمران / 134 قال : اذهبي فأنت حرة ! . |
يقول ابن تيمية :
" المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب ... ، والخالص من الشرك يحصل له الأمن ... " . هل تستطيع أن تستدل على هذا من كتاب الله تعالى ؟ @@@@@@ المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب : { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } آل عمران / 151 والخالص من الشرك يحصل له الأمن : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام / 82 . [ ابن تيمية ] |
{ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } آل عمران / 159
أمر الله نبيه بالتشاور ، فوالله ما تشاور قوم بينهم إلا هداهم الله لأفضل ما بحضرتهم . [ الحسن البصري ] |
تدبر آخر آل عمران ( 1 )
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } آل عمران / 191 تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع { يَتَفَكَّرُونَ } التي تدل على الاستمرار ، فالتفكر ديدنهم ، وليس أمرا عارضا . قال أبو الدرداء : فكرة ساعة خير من قيام ليلة ! وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير ، فكم هو نصيبنا منها ؟ . ************** تدبر آخر آل عمران ( 2 ) والله لن تنور هذه القلوب إلا بالتفكر ، عبادة الأنبياء والأولياء في كل زمن ، يقول عامر بن عبد قيس : سمعت غير واحد من الصحابة يقولون : " إن نور الإيمان في التفكر " ومع أنها وسيلتنا الأعظم لمعرفة الرب إلا أن إعراضنا عنها عجب ، وهذا مصداق خبر الله حين خص فقال : { لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } . [ د . عصام العويد ] *********** تدبر آخر آل عمران ( 3 ) قارن : كيف ذم الله تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته : { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } يوسف / 105 ومدح عباده المؤمنين : { لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } قائلين : { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً } . [ ابن كثير ] ******* تدبر آخر آل عمران ( 4 ) { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ } " وإذا كان هذا في الذكر الذي هو مقصود في التعظيم ؛ فالفتوى جالسا أو مضجعا لحاجة الناس من باب أولى " . [ د . عبدالكريم الخضير ] ************ استنبط بعضهم من قوله تعالى : { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } آل عمران / 191 أدبا من آداب الدعاء فما هو ؟ تدبر آخر آل عمران ( 5 ) قوله تعالى : { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } فيه تعليم العباد كيفية الدعاء وآدابه , وذلك أن من أراد الدعاء فليقدم الثناء , ثم يذكر بعده الدعاء , كهذه الآية . [ ابن عادل الحنبلي ] ************ تدبر آخر آل عمران ( 6 ) { رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } ليس الخزي أن تدعو ، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك ، أو ترد دعوتك ، أو تهان أمام عشرة أو مائة ، بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم ، والعذاب الأليم ، أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين . *********** تدبر آخر آل عمران ( 7 ) { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ... } فيها فوائد : 1/ الإيمان بالمرسل ، وبصدق الرسول . 2/ تزكية الرسل بأنهم بلغوا عن الله . 3/ ربوبية الله سبب عقلي موجب للإيمان به . *********** تتمة فوائد قوله تعالى : { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ... } 4/ التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ، وأعظمها : الإيمان به ، وذلك من أدب الدعاء . 5/ أن من أعظم ما يطلب : مغفرة الذنوب . [ ينظر: حادي الأرواح لابن القيم ] *********** تدبر آخر آل عمران ( 8 ) { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات ، قال الحسن : " ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم " . فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء ، والمتعجلون في رؤية ثمرته ؟ ! وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء ، ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء ! . [ ينظر : القرطبي ] *********** تدبر آخر آل عمران ( 9 ) { ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ } أضافه إليه ونسبه إليه ليدل على أنه عظيم ؛ لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جزيلا كثيرا . [ ابن كثير ] ********* تدبر آخر آل عمران ( 10 ) عن أبي الدرداء قال : ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له ، فمن لم يصدقني فإن الله يقول : { وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } ويقول : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } . [ الدر المنثور ] *********** تدبر آخر آل عمران ( 11 ) ذكر الله ضعف الكفار في الدنيا { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ } ومصيرهم في الآخرة : { ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } ثم عقبه بقوله : { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِِ } لتختار أي الفريقين ! . [ ابن كثير ] ********* تدبر آخر آل عمران ( 12 ) ما أروع القرآن حين يكون مؤثرا في حياتنا كلها ، ومفزعا لحل مشاكلنا ! شكى مسؤول للشيخ ابن باز - رحمه الله - عقبات يجدها في عمله ، فأخذ الشيخ بيده وعقد أصابعه واحدا واحدا عند كل أمر من هذه الأوامر التي ختمت بها السورة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . |
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } آل عمران / 185
كلهم سيذوقونه : المحسن والمسيء ، الغني والفقير ، المتواضع والمتكبر .. فإذا كانت هذه نهاية الجميع فطوبى لمن لقي ربه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبد ، ودعوة إلى الله ، ونفع للخلق . |
{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } آل عمران / 139
للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان ! . [ ابن القيم ] |
سورة النســـــــــــــــاء
************* قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ " استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده ، حيث أوصى الوالدين بأولادهم ، فعلم أنه أرحم بهم منهم ، كما جاء في الحديث الصحيح " فنسأل الله أن يشملنا بواسع برحمته . |
تدبر قوله تعالى : ( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ ) النساء/102
حيث قال : ( لَهُمُ ) مما يدل على أن الأمام ينبغي أن يعتني بصلاته أكثر ، لأنه لا يصلي لنفسه ، بل يصلي لمن خلفه من المأمومين أيضاً . " [ د . عبدالرحمن الدهش ] |
استعمل لفظ " الأمة " في القرآن أربعة استعمالات :
[1] الجماعة من الناس ، وهو الإستعمال الغالب ، كقوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) . [2] في البرهة من الزمن ، كقوله : ( وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) . [3] في الرجل المقتدى به ، كقوله تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) . [4] في الشريعة و الطريقة ، كقوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ ) . [ الشنقيطي ] |
وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه، وقولوا لهم قولا معروفا ) [النساء/8]
"يؤخذ من هذا المعنى، أن كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر". [ابن سعدي] |
في قوله تعالى: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } النساء/48
نعمة عظيمة من وجهين : أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا . والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع " . [ ابن الجوزي ] |
حتى الأنبياء لم يسلموا من محاولات الإغواء والإضلال :
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ } النساء / 113 فمن يأمن البلاء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ ومن الذي يظن أنه بمعزل عن الفتنة ؟! نسأل الثبات على الحق في قوله تعالى : { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ } النساء/69 تدرج من القلة إلى الكثرة ، ومن الأفضل إلى الفاضل ؛ إذ قدم ذكر ( الله ) على ( الرسول ) , ورتب السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم , كما تدرج من القلة إلى الكثرة ، فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق ثم الصديقين وهم أكثر , فكل صنف أكثر من الذي قبله . [ د . فاضل السامرائي ] |
الساعة الآن 10:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab