![]() |
وفي القرآن الكريم جاء لفظ { سنابل }، في موضعين
أحدهما: قوله تعالى: { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء } (البقرة:261)، فلفظ { سنابل }، جُمع جَمْع منتهى الجموع، الذي يفيد الكثرة، وحقه أن يجمع جمع قلة؛ لأن ما دون العشرة يجمع جمع قلة، لا جمع كثرة . ثانيهما: قوله تعالى: { وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر } (يوسف:43)، فلفظ { سنبلات } جُمع جمع المؤنث السالم بالألف والتاء، وحقه أيضاً أن يُجمع جمع قلة، لا جمع تصحيح . وقد قيل في سر مجيئه في سورة البقرة { سبع سنابل } على هذا النحو: إن ما جاء في آية البقرة مبني على ما أعد الله للمنفق في سبيله، وما يُضاعَف له من الأجر، جراء إنفاقه، وأن ذلك ينتهي إلى سبعمائة ضعف، وقوله تعالى في الآية نفسها: { والله يضاعف لمن يشاء }، قد يُفهم الزيادة على ما نُصَّ عليه من العدد، فبناء هذه الآية على التكثير، فناسب ذلك ورود لفظ (السنابل) على ما هو من أبنية صيغ منتهى الجموع؛ لَحْظاً للغاية المقصودة، ولو وُضِع صيغة جموع القلة، لم تُلْحظ فيه الغاية من التكثير . وقيل أيضاً: إن { سنبلة } فيها مئة حبة، مع ستٍّ مثيلات لها، لتبدو للناظر كثيرة، فناسب معه التعبير عنها بجمع الكثرة، وهو { سنابل } . ما الفرق بين كلمتي (سنبلات) و(سنابل) في القرآن الكريم وكلاهما جمع؟ سنابل جمع كثرة وقد استخدمت هذه الكلمة في سورة البقرة (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {261}) والحديث في السورة عن مضاعفة ثواب المنفق في سبيل الله لذا ناسب السياق أن يُؤتى بجمع الكثرة (سنابل) أما كلمة سنبلات كما وردت في سورة يوسف (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {43})، فهي تدلّ على جمع قَلّة والسياق في سورة يوسف في المنام وما رآه الملك فناسب أن يُؤتى بجمع القلة (سنبلات). |
جزاكم الله خير
|
الله يعطيكم العافية
|
جزاكي الله خير
|
قال ابن عباس:
حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم لأن الله تعالى ذكره يقول: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} [البقرة:185]. [تفسير الطبري] فليكن التكبير شعارا يملأ المساجد والبيوت والأسواق. |
{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } البقرة / 195
إذا بذل المسلمون وسعهم ولم يفرطوا في شيء , ثم نقصهم أمر بعد ذلك فالله ناصرهم ومؤيدهم فيما لا قبل لهم بتحصيله , ولقد نصرهم الله ببدر وهم أذلة ، لكنهم يومئذ لم يقصروا في شيء ، فأما أقوام يتلفون أموال المسلمين في شهواتهم ، ويفوتون الفرص وقت الأمن فلا يستعدون لشيء , ثم يطلبون بعد ذلك من الله النصر والظفر , فأولئك قوم مغرورون ، ولذلك يسلط الله عليهم أعداءهم بتفريطهم . [ ابن عاشور ] هل يدرك الذين يسعون لربط أمتهم بغير الأشهر القمرية والتاريخ الهجري أنهم يخالفون سنة ربانية أزلية ، وينتهكون حرمات الله بإضاعة الأشهر الحرم ، أو خفاء توقيتها بسبب غلبة التاريخ بالميلادي ، فيرتكبون فيها ما حرم الله ؟ قف ! وتدبر { يسألونك عن الأهلة ، هل هي مواقيت للناس والحج } البقرة / 189 ، مع { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } التوبة / 36 تدرك أبعاد جريمة أولئك ، مع ما في ذلك من تشبه وتبعية وخضوع ! . [ أ . د . ناصر العمر ] |
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } البقرة / 3
اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على الإنفاق , إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى ، كالفقر ، والجهل ، والأمراض المتفشية , فببذل المال تسد حاجات الفقراء , وتشاد معاهد التعليم , وتقام وسائل حفظ الصحة إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال . [ محمد الخضر حسين ] |
في سورة البقرة :
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً} / 126 وفي سورة إبراهيم : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً } / 35 فلم قال في الأولى : { بلدا آمنا } وفي الثانية { البلد آمنا } ؟ يمكنك الرجوع إلى السياق ، وإلى تفسير ابن كثير ، مع تأمل أيهما كان الأول وأيهما كان الثاني ؟ *************** في سورة البقرة ذكره بالتنكير ( بلدا ) أي اجعل هذه البقعة بلدا آمنا ، وناسب هذا لأنه قبل بناء الكعبة . وأما في سورة إبراهيم فذكره بالتعريف ( البلد ) ؛ لأنه كأنه وقع دعاء مرة ثانية بعد بناء البيت واستقرار أهله به ، وبعد مولد إسحاق الذي ولد بعد إسماعيل بـ(13سنة) ، ولذا قال آخر الدعاء { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } /39 . [ ابن كثير ] |
في قوله تعالى
{ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ ... الآية } البقرة /125 ذكر التطهير لا يدل على أن البيت نجس ، بل المقصود تطهير التعبد لا إزالة النجاسة ، كما أن الجنب يؤمر بالتطهر وليس بنجس بمجرد حدوث الجنابة . [ الإمام القصاب ] إذا قال أحد قولا ولم ينكره من عنده ، فإنه يعزى للجميع ؛ لأنه دليل رضاهم به ، وهذه قاعدة فيما ذكر الله تعالى عن بني إسرائيل الذين كانوا في العهد النبوي ، حيث وبخهم الله على أفعال أسلافهم ، كما في قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } البقرة / 55 وغيرها من الآيات ، ومعلوم أن اليهود في عصر النبوة ليسوا هم الذين قالوا ذلك . [ ابن عثيمين ] |
لب الحج هو الذكر ، فمن وفق له فهو الموفق ، واسمع برهان ذلك :
{ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً } البقرة / 200 ، { وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ } / 203 ، { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } الحج / 28 ، وفي الحديث : [ أفضل الحج العج والثج ] والعج رفع الصوت بالتلبية . [ د . محمد الخضيري ] |
حفظ القرآن وفهمه والعمل به ، جاء في آية واحدة ! البقرة / 129:
" { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } لفظا وحفظا وتحفيظا . { وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } معنى . { وَيُزَكِّيهِمْ } بالتربية على الأعمال الصالحة ، والتبرؤ من الأعمال الرديئة " . [ السعدي ] |
{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ } البقرة / 148
إشارة إلى تنوع الناس في أعمالهم وعباداتهم ، ما بين صلوات وتعليم ودعوة وإغاثة ، وكل ميسر لما خلق له ؛ لكن المهم أن يكون المرء سابقا في المجال الذي يذهب إليه مع مراعاة أنه محاسب ، وهنا يربينا القرآن لنكون الأوائل دائما . [ د . محمد السيد ] تجد اقترانا لذكر آيات الجهاد مع آيات الحج ، تكرر هذا في سورة البقرة والتوبة والحج ، ولعل من مناسبة ذلك أن الحج نوع جهاد ، بل هو جهاد كل ضعيف وامرأة . |
قال تعالى :
{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } البقرة / 129 ثم قال في آخر الآية : { إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } قال الشيخ ابن عثيمين : " مناسبة العزة والحكمة لبعث الرسول ظاهرة جداً " ؛ فما وجه المناسبة؟ يمكنك تأمل ذلك ، . ************* مناسبة العزة والحكمة لبعث الرسول ظاهرة جداً ؛ لأن ما يجيء به الرسول كله حكمة ، وفيه العزة : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } المنافقون / 8 ؛ للمؤمنين عربا وعجما، فمن كان مؤمنا فله العزة ؛ ومن لم يكن كذلك فاته من العزة بقدر ما أخل به من الإيمان . [ ابن عثيمين ] |
{ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ } البقرة / 196
ففي قوله : { لِلّهِ } تنصيص على أهمية الإخلاص في هاتين العبادتين . [ السعدي ] يسيرون من أقطارها وفجاجها ... رجالا وركبانا ولله أسلموا دعـاهم فلبـوه رضـا ومحبة ... فلما دعوه كان أقرب منهم ! . [ ابن القيم ] |
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } البقرة / 197
الجملة تتضمن غرضين : الغرض الأول : الأمر بالتزود للحج ؛ إبطالا لما كانوا يفعلونه من ترك التزود للحج ، وقطعا لتعلق القلب بالخلق عن الخالق ، ويؤيد هذا سبب النزول من قول ابن عباس : ( كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ، ويقولون : نحن المتوكلون ، فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله تعالى : { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } والغرض الثاني لقوله تعالى : { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } البقرة / 197: الحث على التزود من الطاعات للآخرة ، وهو إشارة إلى استغلال موسم الحج بالطاعة فيه . ويؤيد هذا الغرض تعقيب الجملة بقوله تعالى : { فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } . ************* قال تعالى بعد ذكر المناسك : { وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } البقرة / 199 كثيرا ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات عن وهيب بن الورد أنه قرأ : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّ } البقرة / 127 ثم بكى وقال : يا خليل الرحمن ! ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك ؟ . [ ابن كثير ] |
في آيات الحج عالج القران خصائص الجاهلية
وكيفية تنقية المجتمع المسلم منها بأسلوب يستثمر المناسبة ويقتنصها ، ومن ذلك التكبر على الناس والتميز عنهم ، والفخر بالآباء والتعصب لهم ، تدبر : { ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } البقرة / 199 و { فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً } البقرة / 200 فما أحوج الدعاة والأمة جميعا لمثل هذا الأسلوب ، ولذلك النقاء . [ أ . د . ناصر العمر ] |
في الصحيح :
[ كل ميسر لما خلق له ] فاكتشف مواهبك وقدراتك ، ونمها واستعملها في سبيل دينك وأمتك وأسرتك ، ولا تتكلف ما لم تعط فتكون كالمنبت : لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ، و تدبر : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } الإسراء / 84 ، { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ } البقرة / 148 ! . [ أ . د . ناصر العمر ] ذكر سبحانه رسوله بالعبودية في أشرف مقاماته ، فقال في التحدي : { وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ } البقرة / 23 وفي مقام الإسراء : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً } الإسراء / 1 وفي مقام الدعوة : { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ } الجن / 19 فأشرف صفات العبد صفة العبودية وأحب أسمائه إلى الله اسم العبودية . [ ابن القيم ] |
في قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } البقرة / 168 إشارة إلى دور الشيطان في صرف الناس عن إطابة المطعم ، مع الإشارة إلى أن إطابة المطعم سبب في إجابة الدعاء ، فكم هي جناية الشيطان علينا حين يغرينا بأكل الحرام ؟ . [ د . محمد السيد ] |
{ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } البقرة / 114
قلما تجد متجبر في الأرض إلا أهانه الله قبل موته ، فسخر به الصغير والكبير ، وأضحى حديث مجالس ، قال ابن كثير : لما استكبروا لقاهم الله المذلة في الدنيا قبل الآخرة ! . |
{ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ
أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ } البقرة / 105 حتى الخير لا يودون أن يأتينا من ربنا فكيف يودون أن يأتينا منهم أو يفعلون ؟! ولكن { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } الحج / 46 . [ أ . د . ناصر العمر ] لما أراد الله إكرام نبيه بالشهادة ، ظهر أثر سم اليهودية ، وظهر سر قوله تعالى لأعدائه من اليهود : { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } البقرة / 87 فجاء بلفظ " كذبتم " بالماضي الذي قد وقع وتحقق ، وجاء بلفظ " تقتلون " بالمستقبل الذي يتوقعونه وينتظرونه . [ ابن القيم ] |
{ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ } البقرة / 214
الله سبحانه وتعالى إنما يفرج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه ؛ ليمتحن قلوبهم للتقوى ، فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق ، وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده . [ البقاعي ] |
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } البقرة /50
في يوم عاشوراء ، تذكر أن البحر الذي حفظ الله تعالى موسى فيه صبيا ، هو من جنس البحر الذي أغرق فيه فرعون ، وأن الأنهار التي افتخر فرعون أنها تجري من تحته ، هي من جنس الأنهار التي أصبحت تجري من فوقه ! . |
كما أنه مستقر في الأذهان أن الله يمحق الربا
{ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا } البقرة / 276 فهو كذلك يمحق الكفرين { وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } آل عمران / 141 فكيف إذا اجتمع كفر وتعامل بالربا ؟! ومن العجيب أنه لم يرد في القرآن كله لفظة { يَمْحَقُ } إلا في هذين الموضعين . |
{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ } يوسف / 110 ،
وقوله : { مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ } البقرة / 214 فأي دلالة على شدة الكرب وعظم الخطب أبلغ من هذا ! ؟ وأنه بلغ مبلغا كبيرا ، ظهر أثره على خيرة الخلق وهم الرسل ، فجاء بعد ذلك النصر : { جَاءهُمْ نَصْرُنَا } ، { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ } . [ أ . د . ابتسام الجابري ] |
{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ } البقرة / 154
لا نقول ربحنا أو خسرنا ؛ فالربح والخسارة من مفردات قاموس التجار ، أما الجهاد الذي غايته تثبيت الحقائق الإلهية في الأرض ، وغرس البذور الروحية في الوجود ، فلغته سماوية لا تحمل معنى التراب ، متسامية لا تسف إلى ما تحت السحاب ، فهي أرباح مستمرة . [ محمد البشير الإبراهيمي ] متى تنتهي لغة : { لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ } ؟ تنتهي إذا رفعنا شعار : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } ! البقرة / 249 . [ أ . د . ناصر العمر ] |
لما قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام :
{ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } قال : { وَمِن ذُرِّيَّتِي } ؟ { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } البقرة /124 فأراد الخير لذريته وهو قوله : { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ } إبراهيم / 35 فصلاح الولد صلاح للوالد : [ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ] . [ ابن كثير ] |
الحب في قاموس أهل القرآن لا يضاهيه أي حب !
إنه حب يتصل بالملكوت الأعلى : { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } المائدة / 54 وإمامهم فيه محمد صلى الله عليه وسلم : { إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } آل عمران / 31 فلا ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين عن هذا الحب - الذي لا ينقطع لحظة واحدة - وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة ! وإمامهم فيه قسيس نصراني يدعى ( فلنتاين ) ! { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } البقرة / 61 ؟ . [ د . عمر المقبل ] |
الله يجزاك خير
لي عودة لاكمال ماتبقى من الجواهر |
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ... } البقرة / 155
تأمل كيف قال : { بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير ، لانه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك . [ د . عبدالمحسن المطيري ] |
آية الكرسي أعظم آية ،
وتدبرها أولى ما يكون ، وقد شرعت قراءتها في مواضع كثيرة ، " ويحق لمن قرأها متدبرا متفقها ، أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان والإيمان ، وأن يكون بذلك محفوظا من شرور الشيطان " . [ السعدي ] لهذا فإنا بإذن الله ، سنتناول تدبرها في الرسائل التالية . ********** تدبر آية الكرسي ( 1 ) { لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } ... فيها نفي وإثبات ؛ نفي الألوهية وإثباتها لله وحده ، وهذا من التخلية قبل التحلية ، وقد فصل هذا أيضا في الآية التي تليها { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا } البقرة / 256 [ ينظر : تفسير أضواء البيان ] ************* تدبر آية الكرسي ( 2 ) لما قال تعالى : { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } قال بعدها : { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ، فبعد أن ذكر استحقاقه للعبودية ذكر سبب ذلك وهو كماله في نفسه ولغيره ، فلا تصلح العبادة إلا لمن هذه شأنه : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } الفرقان / 58 ، " ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " ! . [ ينظر العبودية لابن تيمية ] *********** تدبر آية الكرسي ( 3 ) { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } السنة هي النعاس ، وفي نفي النوم بعد نفي السنة : تدرج من نفي الأعلى بعد الأدنى ، فكأنه قال : لا تأخذه سنة فكيف بالنوم ؟ وهذا من بلاغة التأكيد . [ ينظر : تفسير البقرة لابن عثيمين ] فتأمل أيها المعظم لربه ! فإن أي ملك من ملوك الدنيا - مهما كان حرصه على ملكه - لا يمكن أن يبقى بضعة أيام بلا نوم ! فسبحان الحي القيوم ! . ************ تدبر آية الكرسي ( 4 ) لما ذكر الله لنفسه صفة الحياة : { الْحَيُّ الْقَيُّومُ } ذكر بعدها { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } وفيه معنى لطيف وهو أن النوم هو الموتة الصغرى ، فنفى عن نفسه السنة والنوم بعد أن أثبت لنفسه كمال الحياة . [ ينظر : تفسير السعدي ] ************ تدبر آية الكرسي ( 5 ) لما قال تعالى : { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } قال بعدها : { لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } ومن مناسبة هذا أن القلوب متعلقة بمن يرزقها كما في قول إبراهيم : { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ } العنكبوت / 17 ، فدلهم على العبودية من الباب الذي يرغبونه . [ ينظر : أيسر التفاسير للجزائري ] *********** تدبر آية الكرسي ( 6 ) من مناسبة قوله تعالى : { لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } بعد التوحيد { لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } أن قوله " ما " عام ، فكل ما في السموات والأرض لله ، مملوك من مماليكه وعبد من عبيده ، فكيف يعبد العبد عبدا ولا يعبد مالكه ؟ ! . [ ينظر : التحرير والتنوير ] ************* تدبر آية الكرسي ( 7 ) { لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } تأمل في أعظم مساحة يملكها تاجر أو حاكم ؛ إنها ذرة في هذا الكون الفسيح ! وهي تشير - أيضا - إلى أن ما في أيدي الخلق فمآله إليه ! فتبارك من وسع ملكه وسلطانه السماوات والأرض والدنيا والآخرة ! . [ د . عمر المقبل ] ************* تدبر آية الكرسي ( 8 ) { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ } لم يقل بعلمه ، فهم لا يحيطون بعلمه ، ولا بشيء من علمه ، بل هم إن علموه فإنما يعلمونه من وجه دون وجه بغير إحاطة . [ ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ] ********** تدبر آية الكرسي ( 9 ) { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى ، بل هناك ما هو أعظم منه وهو العرش ، وما لا يعلمه إلا هو ، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار ، وتقلقل الجبال ، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها ، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب ، فلهذا قال : {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا } . [ السعدي ] ************** تدبر آية الكرسي ( 10 ) { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر ؛ فهو وحده العلي ؛ أي ذو العلو المطلق ، وهو الارتفاع فوق كل شيء ؛ و { الْعَظِيمُ } أي : ذو العظمة في ذاته ، وسلطانه ، وصفاته . [ ابن عثيمين ] |
تدبر آخر البقرة ( 1 )
لما نزلت { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ } اشتد ذلك على الصحابة فقالوا : قد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها ، فقال صلى الله عليه وسلم : [ أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا ] فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم ، ( فنسخها الله ) وأنزل الله في إثرها { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } . [ مسلم ] فتأمل أثر التدبر في وجل الصحابة ، وتأمل بركة تسليمهم لأمر الله ! . *********** تدبر آخر البقرة ( 2 ) قال الزجاج : لما ذكر الله في سورة البقرة أحكاما كثيرة ، وقصصا ، ختمها بقوله : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } تعظيما لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه ، وتأكيدا لجميع ذلك المذكور من قبل ، وأنهم آمنوا بأخباره وعملوا بأحكامه . *********** تدبر آخر البقرة ( 3 ) { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ } ثم قال : { وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } دل أن الإيمان الصحيح يقود إلى العمل ، فهو ليس مجرد معرفة قلبية ، وتصورات ذهنية . ********** تدبر آخر البقرة ( 4 ) { وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } هذه الأمة أمة اتباع ، فإذا آتاها الله العقل الدال على صدق رسوله وصحة كتابه : فإنها لا تعارض أفراد الأدلة بعقولها ، بل هي تسمع لها وتطيع . [ ينظر : فتاوى ابن باز ] ********** تدبر آخر البقرة ( 5 ) من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها مدح الله تعالى في أولها للمتقين الذي يؤمنون بالغيب ، ثم فصل صفتهم في آخرها بأنهم الرسول ومن معه إذ آمنوا بالغيب من مثل أركان الإيمان ، وسمعوا وأطاعوا . وذكر في أولها أنهم بالآخرة هم يوقنون ، وفي آخرها قالوا : { وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } . ************ تدبر آخر البقرة ( 6 ) قوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } يستدل بها بعضهم على الترخص ، مع أنها تدل على العزيمة أيضا ، فيقال : إن الله تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها ، فمعناه أن كل ما كان في وسعه فهو داخل في التكليف . [ ينظر : فتاوى ابن عثيمين ] *********** تدبر آخر البقرة ( 7 ) { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } فرق بين " الكسب " و" الاكتساب " ، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله المباشر وغيره ، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا ، وأما الاكتساب فهو ما باشره فحسب ، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة ، وذلك من فضل الله ورحمته . [ ينظر : محاسن التأويل ] ************ تدبر آخر البقرة ( 8 ) { لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } جمع الله في هذه الآية بين ترك الأمر وارتكاب النهي ؛ لأن المراد بالنسيان هنا : الترك ؛ فالنسيان أن يترك الفعل لتأويل فاسد ، والمراد بالخطأ : أن يفعل الفعل لتأويل فاسد . فدعوا الله أن يعفو عنهم هذا وهذا . [ ابن عادل الحنبلي ] ********** تدبر آخر البقرة ( 9 ) { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا } في الحديث القدسي أن الله تعالى قال : [ قد فعلت ] وانظر إلى ترتيبها : فالعفو طلب إسقاط العقوبة ، ثم تدرج منه إلى المغفرة ، وهي طلب الستر ( وقد تسقط العقوبة ولا يستر الذنب ) ، ثم تدرج منه إلى الرحمة ، وهي كلمة جامعة لأنواع من الخير والإحسان ، فالحمد لله الذي لا أعظم من رحمته . *********** تدبر آخر البقرة ( 10 ) { أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } يا لها من كلمة تبعث في نفس المؤمن القوة والسعي في الأخذ بالأسباب في دفاع الكفار الذين ما فتئوا يحاربون المسلمين في عقائدهم وأخلاقهم وأموالهم وديارهم ، فمهما عظمت جنودهم فالله مولانا ولا مولى لهم ! . *********** تدبر آخر البقرة ( 11 ) الإحاطة بمقصود سورة البقرة كنز ، وهو مضمن في الكنزين العظيمين في آخرها ، فالسورة كلها في ( الوحي وموقف الناس منه ) وأول الآيتين الأخيرتين : في الأصول الخمسة التي تتابع عليها وحي السماء ، وموقف أهل الإيمان منها ، وأما آخرهما : فهي في الوحي المحمدي وما خصنا الكريم به . [ د . عصام العويد ] |
شرعيتنا مبرهنة ،
ففي كل جزئية من جزئياتها تتبعها الحجة ، ودليل من كتاب أو سنة ، لا نقول : اعتقد وأنت أعمى ، لما قال اليهود والنصارى كما حكى الله عنهم في سورة البقرة : { وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى } قال الله : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } البقرة / 111 . [ د . عمر العيد ] |
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء } البقرة / 268
يقول أحدهم- وهو من أغنياء الرياض - : لا زلت أذكر ضعفاء الناس منذ أكثر من ثلاثين سنة يقولون : التعليم الديني ليس له مستقبل ولا وظائف ، يتألون على الله ، وقد تخرجت من كلية شرعية وترقيت بحمد الله ، وما ما زلنا نرى الناس كذلك ، ومن لم يجد وظيفة فكم ممن له تخصص دنيوي لم يجد كذلك ، فالرزق بيد الله ، وكل يدخل ما هو أنسب له |
أنزل القرآن ليكون هدى ،
ولذلك ذكرت الهداية في " الفاتحة " وفي أول البقرة { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } ، وتلاوة القرآن إذا خلت من هذا المعنى فقدت أعظم مقاصدها ، فعلى التالي للقرآن أن يستحضر قصد الاهتداء بكتاب الله والاستضاءة بنوره ، والاستشفاء من أدوائه بكلام ربه ، ولا يقتصر على مجرد تلاوة الحروف : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } البقرة / 185 . [ د . محمد الخضيري ] |
تدبر آيات الصيام ( 1 ) :
إذا تأملت في قوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ } وكيف تلقى المسلمون هذه الفريضة بالقبول التام ، وقارنته بتردد وتباطؤ بني إسرائيل في ذبح بقرة فقط ! علمت شرف هذه الأمة على سائر الأمم . [ د . سلمان العودة ] ******** تدبر آيات الصيام ( 2 ) : { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } 1 / استنبط منها بعض العلماء : أن صيام أهل الكتاب كان بالرؤية لا بالحساب ، بدليل قوله : { كَمَا } ولكن أهل الكتاب غيروا وبدلوا بعد ذلك . [ اقتضاء الصراط المستقيم ] . 2 / محبة الله لهذه الفريضة ، وإلا لما شرعها في جميع الأمم . [ السعدي ] ********** تدبر آيات الصيام( 3 ) : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لعل - هنا - للتعليل ، أي : كي تتقوا ، وهنا قاعدة مفيدة ، وهي : أن ( لعل ) إذا جاءت بعد الأمر فهي للتعليل ، كقوله تعالى - بعد ذلك - : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ..... فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } . [ د . عبدالمحسن العسكر ] *********** تدبر آيات الصيام ( 4 ) : { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } وإنما عبر عن رمضان بأيام - وهي جمع قلة - ووصف بمعدودات - وهي جمع قلة أيضا - ؛ تهوينا لأمره على المكلفين ؛ لأن الشيء القليل يعد عدا ؛ والكثير لا يعد . [ ابن عاشور ] ********** تدبر آيات الصيام ( 5 ) : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا كان أو ناقصا ، وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس . [ السعدي ] ********* تدبر آيات الصيام ( 6 ) : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ...} كان خالد الربعي يقول : عجبت لهذه الأمة أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة ، وليس بينهما شرط ! فسئل عن هذا ؟ فقال : مثل قوله : { وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } فها هنا شرط [ أي البشارة مشروطة بالإيمان والعمل الصالح ] ، وقوله : { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } فها هنا شرط ، وأما قوله : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ليس فيه شرط . [ تفسير القرطبي ] *********** تدبر آيات الصيام ( 7 ) : { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ } في الآية معنيان لطيفان : 1/ التكنية عما لا يحسن التصريح به . 2/ عدي الرفث بـ( إلى ) مع أنه لا يقال : رفثت إلى النساء ، ولكنه جيء به محمولا على الإفضاء الذي يراد به الملابسة . [ القرطبي ] *********** تدبر آيات الصيام( 8 ) : { فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } " وفي تجويز المباشرة إلى الصبح ، الدلالة على جواز تأخير الغسل إليه ، وصحة صوم المصبح جنباً " . [ البيضاوي ] ********** تدبر آيات الصيام ( 9 ) : { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } وفي إباحته تعالى جواز الأكل إلى طلوع الفجر دليل على استحباب السحور ؛ لأنه من باب الرخصة والأخذ بها محبوب ، ولهذا وردت السنة الثابتة بالحث عليه . [ ابن كثير ] ************ تدبر آيات الصيام ( 10 ) : لما انقضت آيات الصيام أعقبها الله بالنهي عن أكل أموال الناس بالباطل ؛ لأنه محرم في كل زمان ومكان ، بخلاف الطعام والشراب فكأنه يقال للصائم : يا من أطعت ربك وتركت الطعام والشراب الذي حرم عليك في النهار فقط ، امتثل أمر ربك في اجتناب أكل الأموال بالباطل ، فإنه محرم بكل حال ، ولا يباح في وقت من الأوقات . [ ابن رجب ] ************ الصيام سبب لارتفاع القلب من الاتصال بالعلائق البشرية إلى الاتصال والتعلق بالعلائق السماوية التي نزل منها القرآن ، ففيه اتصال مباشر بجهة نزول القرآن ، وبهذا يلتقيان من هذا الوجه . [ الألوسي ] |
{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }
وليس المراد النهي عن مباشرتهن في المساجد ؛ فذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف ، وإنما نزلت في أقوام يخرجون لحاجتهم في بيوتهم ، فربما جامع أحدهم أهله ، فنهوا عن ذلك ، فتأمل كيف أفادت الآية حكمين بجملة مختصرة : اشتراط المسجد في الاعتكاف ، والنهي عن المباشرة أثنائه . [ ينظر : البغوي ] |
{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
وإذا كان التكليف شاقا ناسب أن يعقب بترجي التقوى ، وإذا كان تيسيرا ورخصة ناسب أن يعقب بترجي الشكر ، فلذلك ختمت هذه الآية بقوله : { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لأن قبله ترخيص للمريض والمسافر بالفطر . [ أبو حيان ] |
{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } البقرة / 179
معناه كثير ولفظه قليل ؛ لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل اقتصوا منه كان داعيا ألا يقدم على القتل ، فارتفع كثير من قتل الناس بعضهم لبعض ، وكان ارتفاع القتل حياة لهم . [ السيوطي ] |
فيما يخص سورة الفاتحة ............
تدبر الفاتحة ( 1 ) { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } يؤخذ من سورة الفاتحة ، إيجاز المقدمة مع بلاغتها ؛ لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود ، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي ، فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض ، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة . [ ابن عاشور ] ************* تدبر الفاتحة ( 2 ) { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام ، وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد : ( رب العالمين = الربوبية ) فإذا كان الله هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه ، وإذا كان هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه . ********** تدبر الفاتحة ( 3 ) مبنى الفاتحة على العبودية ، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف ، و { الْحَمْدُ للّهِ ... } محبة ، و { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ...} رجاء ، و { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ... } خوف ! وهذه هي أصول العبادة ، فرحم الله عبدا استشعرها ، وأثرت في قلبه ، وحياته . ************ تدبر الفاتحة ( 4 ) { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } قال أهل العلم : هذا الاسمان يفتحان - لمن عقل - أوسع أبواب المحبة لله ، والرجاء فيه ، وتنويع الاسمين - مع أن المصدر واحد وهو الرحمة - دليل سعتها ، وفي الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي " . [ صالح آل الشيخ ] *********** تدبر الفاتحة ( 5 ) { مَالِكِ يَوْمِ الدِّين } تأمل كيف تضمنت هذه الآية : 1 - إثبات المعاد . 2 - جزاء العباد بأعمالهم - حسنها وسيئها - . 3 - تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق . 4 - كون حكمه تعالى بالعدل . [ ابن القيم ] ************* تدبر الفاتحة ( 6 ) من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى – كما جاء في السنن وغيرها - ، فهل تستطيع أن تستخرج ذلك من سورة الفاتحة ؟ ************** { اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } من أدب الدعاء أن يكون ذلك بعد الثناء ، وفي قوله : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } ثناء ، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء { اهدِنَــــا } . [ ينظر : تفسير ابن كثير ] ************ تدبر الفاتحة ( 7 ) فـ" { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } " الغاية ، و" { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } " الوسيلة ، فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله ، فالبداية من الله والنهاية إلى الله ! فإنا لله وإنا إليه راجعون . [ ينظر : العبودية لابن تيمية ] ************ تدبر الفاتحة ( 8 ) في لفظة { أَنعَمتَ } فوائد : 1/ أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم . 2/ أن الهداية لا بعمل العبد، بل نعمة من غيره أسديت إليه . 3/ أن المنعم بالهداية هو الله وحده . 4/ وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها . [ باسل الرشود ] *********** تدبر الفاتحة ( 9 ) { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق ، وأنه وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين ، الذين حازوا أعلى نعمة ، فليأنس بذلك . ************ تدبر الفاتحة (10) حقيقة الصراط المستقيم هو: معرفة الحق والعمل به ؛ لأن الله لما ذكره في الفاتحة بيَّن من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم ، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به ، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره . [ د . محمد الخضيري ] ************* تدبر الفاتحة (11) كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون , ظن أن ذلك مخصوص بهم , مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة , فيا سبحان الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه , ولا يتصور أنه يفعله ؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه ، وفي الضالين العاملون بلا علم . [ محمد بن عبدالوهاب ] *********** تدبر الفاتحة (12) : من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى- في الحديث القدسي - : " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قال الله تعالى : حمدني عبدي , وإذا قال : { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي وإذا قال : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قال الله تعالى : مجدني عبدي , فإذا قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } قال الله تعالى : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل , فإذا قال : { اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } - إلى قوله - : { وَلاَ الضَّالِّينَ } قال الله تعالى : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " ، فإذا تأمل العبد هذا , وعلم أنها نصفان : نصف لله , ونصف للعبد ، وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله , وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة , وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء - إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب - تبين له ما أضاع أكثر الناس . [ محمد بن عبدالوهاب ] |
عودة لسورة البقرة
قال إبراهيم بن آزر : حضرت أحمد بن حنبل ، وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما - ؟ فأعرض عنه ، فقيل له : يا أبا عبد الله ، هو رجل من بني هاشم فأقبل عليه فقال : اقرأ : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة / 134 . ************* قوله تعالى : { وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ } البقرة / 282 فيه العناية التامة بمصالح المسلم ، وذلك يدل على أن اللطيف الخبير لا يضيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول ، وشدة حاجته إلى ربه . [ ينظر : أضواء البيان ] |
الساعة الآن 7:30 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab