![]() |
البحث عن عريس للبنت يرتطم بحاجز العادات
البحث عن عريس للبنت يرتطم بحاجز العادات
" اخطب لابنتك ولا تخطب لابنك" مثل شائع نتداوله في مجتمعنا منذ القدم ولكن نادراً ما يترجم مثل هذا المثل على ارض الواقع إذ تحول العادات والتقاليد دون تحقيقه علماً بان الشرع أباحه إذا كانت العادات والتقاليد قد رفضت ما أدخله الدين فلماذا لا ننحاز إلى الدين ونترك بعض العادات والتقاليد الدخيلة؟.. . من خلال هذا التحقيق نقف على موقف الشرع من مثل هذا المشروع البناء ورأي العادات الاجتماعية فيه وما هي الاسباب التي تمنع الاب من خطبة فارس أحلام ابنته؟.. فضيلة الشيخ سعود بن حمد الأسعدي تحدث عن موقف الشرع من خطبة الاب لابنته مبتدئاً بقوله تعالى {قال اني أريد ان أنكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني ثماني حجج فإن اتممت عشراً فمن عندك وما أريد ان أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين*، قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ والله على ما تقول وكيل}. في هذه الآية جواز عرض الأب وخطبته لمن عنده دين، وكان قد عرض هذا الرجل الصالح ابنته على موسى عليه الصلاة والسلام وتم النكاح في جو بسيط لما علم بأمانته وعفته وشهامته وقوته وقد ورد في السنة النبوية وسيرة الصحابة ما يؤيد جواز هذا الأمر، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد مات زوج ابنته حفصة: لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: ان شئت انكحك حفصة بنت عمر، فقال سأنظر في امري فلبث ليالي ثم لقيته، فعرضت ذلك عليه، فقال قد بدا لي ان لا اتزوج، فلقيت ابوبكر فقلت له: ان شئت انكحتك حفصة بنت عمر فصمت ولم يرجع إليّ شيئاً، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبث ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه ووسلم فأنكحتها اليه فلقيني ابوبكر فقال لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة، فلم أرجع اليك فيما عرضت عليّ إلا اني كنت علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن أفشي سر رسول الله ولو تركها لقبلتها" اخرجه البخاري والنسائي. احجام ذوي النفوس العالية وتحدث عن اسباب رفض هذه الفكرة من الناحية الاجتماعية قائلاً: لقد أحجم ذوو النفوس العالية عن عرض بناتهم وأخواتهم على أقرب المقربين اليهم من الأهل والاخوان، ظناً بكرامتهم ان تمتهن وبناتهم ان يساء بها الظن، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "كيف أنتم ان رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً.." كما ان أي أب يقدم على ذلك سيجد العيوب كلها قد الصقت به وببناته، وسينظر الناس اليه نظرات استعلاء وكمن يعرض بضاعة كاسدة غير مرغوب بها، ولذلك وبالرغم من مشاكل العزوف عن الزواج وانتشار العنوسة تراجع معظم الآباء عن مثل هذا الأسلوب مُرغمين برغم الخير الذي فيه لهم ولبناتهم. لجنة للتوفيق ان المرأة العفيفة المتدينة الخيرة التي تقتدي بأمهات المؤمنين وبالصحابيات تسعى إلى ان تكون زوجاً وأماً ناجحة، وأيهما أفضل وأعظم هل نساؤنا الآن أم حفصة بنت عمر طبعاً الجواب حفصة رضي الله عنها، مع هذا عرضها عمر رضي الله عنه للزواج. وليعلم المجتمع بأن نسبة العوانس بلغت أكثر من مليون عانس، وان مشروع الشيخ ابن باز يسعى لتكوين لجنة تسمى بلجنة التوفيق وتحاول هذه اللجنة التوفيق بين الراغبين والراغبات بالزواج، ونحن الآن ننتظر موافقة ولاة الأمر - حفظهم الله - على ذلك. وهذه اللجنة ستحل محل ما يدعى بالخطابين والخطابات وما يغلب على هذه المهنة من ربح مادي لان عملية التوفيق بين اثنين لابد ان يكون تحت مظلة شرعية وجهة معروفة، ونحن نحتاج إلى أفكار معينة من المشايخ والاطباء في علم النفس والمختصين في علم الاجتماع لان تقوم بدور فعال لمعالجة المشاكل الأسرية. المكاتب لابد ان تخضع لاشراف وحول ظاهرة المكاتب التي تقوم بالتوفيق بين الراغبين بالزواج والراغبات علق عليها بقوله: لابد ان يكون هناك جهة رسمية تتبنى هذا الجانب مصرح لها رسمياً من الجهات الحكومية مدعومة من هيئة كبار العلماء وبعض مشائخنا الاجلاء، لا يعمل في هذه الجهة الا أصحاب العلم والثقة ويقترح ان يعمل في هذا الجانب من كان متزوجاً. وعن كيفية تشجيع فكرة الخطبة للبنت وتغيير المفهوم الخاطىء لرفضها قال: تشهد الآن مجتمعاتنا وعياً فكرياً ودينياً وبدأ الناس في البحث عن الحلول التأصيلية بعد عجز الافكار والمناهج المستوردة والملفقة، ويمكننا الآن العودة والدعوة لاحياء مثل هذه الفكرة من خلال مشاريع الزواج الخيرية والمنابر الدعوية والمساجد والندوات خصوصاً بعد تفشي ظاهرة العزوف عن الزواج وانتشار العنوسة بشكل كبير جداً مما جعل الأسر مستعدة لقبول مثل هذه الحلول. ما حق ابنتي عليّ وما المانع ان اخطب لابنتي خصوصاً من كان عنده ثلاث بنات أو ست أو حتى واحدة، ان الخيرية ان تجد لها زوجا صالحا وان تعين على تقليل المهر وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اكثرهن بركة أيسرهن مؤنة" وخصوصاً بعد تفشي ظاهرة العنوسة بشكل كبير جداً. ويقول حول الأسس الواجب مراعاتها في موضوع الزواج.. - الزواج هو الخلية الاساسية لتكوين المجتمع ولهذا يجب التثبت من خلوها من الامراض فمرض الخلية يعني مرض المجتمع وخلوها لا يحدث إلا إذا كان الزواج يحدث في اطار من القيم الإسلامية مثل التدين والالتزام الاخلاقي والتكافؤ بين الطرفين من الناحية العمرية والفكرية والاجتماعية والنفسية، كما يجب على الأسر ان تمارس دورها الهام والاساسي والتعريف بين المتزوجين وعلى الآباء رعاية هذا الدور حتى لا يكون دور الأمهات والاخوات مقتصراً على الاحتفال بالزواج وانما دور المشاركين في صنع هذه الأسر، كما يجب اعادة الدور الاجتماعي للمساجد في بث الوعي وحل الخلافات ورعاية الأسر حتى لا تكون المحاكم هي اول الخطوات، كما على وسائل الاعلام المختلفة والمؤسسات الاجتماعية العمل على زيادة الوعي لدى الأبناء والأمهات والعمل على ازالة ما علق من موروثات وتقاليد بالية هدامة تزيد من معاناة الشباب وزيادة معدل العنوسة وتسارع بالخطى نحو الطلاق. كان لمجموعة من الفتيات آراء مختلفة حول موضوع "خطبة الأب لبنته" وقد استطاعت (الرياض) من خلال استبيان اجرته ان تحصل على عدد من التساؤلات التي عكست رؤية الفتيات في البداية تقول الدكتورة سحر الخشرمي استاذة مساعدة بجامعة الملك سعود قد تكون هذه المحاولة من الأب نظراً لاعجابه بشخصية معينة ويتمنى ان تكون من نصيب ابنته، وقد تكون محاولة يائسة من أب اقلقه تأخر زواج ابنته وفي كلا الحالتين فإن مجتمعنا العربي لم يعد ينظر لهذه الطرق في اختيار شريك الحياة بمنظار ايجابي، بل اصبحت التفسيرات دائماً تميل إلى السلبية وتدخل الفتاة في مواقف محرجة خاصة إذا ما رفض الزوج أو حتى تزوج بالفتاة واخذ يذكرها في كل حين بان والدها الذي خطبه لها وليس العكس، وبالتالي تكون النتيجة قاسية على الفتاة. مخالفة لما اعتاد عليه الناس * وهو ما تشاركها فيه لينا بقولها: لا اؤيد ان يقوم الأب بالخطبة لابنته لانه مخالف لما اعتاد الناس عليه في موضوع الزواج ومن سلبيات هذه الخطبة ما يلي: لا يعني الاب ان يصيب في اختياره الزوج المناسب الذي يتحلى بالدين والخلق فقد يختاره الاب لاعتبارات اخرى مثل: المنصب والمال أو أي سبب آخر. كما ان مبادرة الأب وحرصه لابنته قد لا تجد التفهم وبالتالي القبول من قبل العريس وأهله وتفسر من قبلهم بوجود علة ما في الفتاة اجبرها والدها على تزويجها بهذه الطريقة. وتضيف قائلة: قد يتم الزواج ولكن يظل هناك ما يعكر حياتهم الزوجية ويقل احترام الزوج لزوجته وتذكيرها الدائم بطريقة زواجها وانها جاءته هدية ولم يسع لزواجها وهذه هي النظرة السائدة لدى الشباب. اما رأيي إذا حدث لي هذا الموقف فإني أرفضه شكلا وموضوعاً حفاظاً على كرامتي وكبريائي.. |
حدثت مراراً من اعلام بارزين
مها كانت مؤيدة لهذه الخطبة: "كما هو معروف لدينا انه نحن كمسلمين نرجع في جميع أمورنا إلى الشرع وموضوع خطبة الأب لابنته أو خطبتها هي لنفسها حدث ولمرات عديدة في التاريخ الإسلامي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع صحابته إذا من الناحية الشرعية هو مباح ولا جدال في ذلك اما بالنسبة لنظرة المجتمع السائدة في هذا الأمر هو الاستهجان والتردد في قبول ذلك لاننا اعتدنا ان الرجل هو من يختار والفتاة هي من يقع عليها الاختيار فاما ان توافق أو ترفض، أما رأيي الشخصي، فاقول انه لا مانع من ذلك ما دامت الأمور تسير وفق الشريعة بما يحفظ للفتاة عزتها وكرامتها على ان يتم الأمر بصورة راقية غير مبتذلة، واذكر حادثة مشابهة في الجامعة إذ ان فتاة ذات خلق ودين وجمال خطبت لنفسها شابا بنفس المواصفات وكلاهما كان يدرس في كلية الشريعة وهما الآن متزوجان وعلى وفاق تام ولله الحمد، فمن رأى في شاب مسلم الدين المستقيم والخلق الحسن بما يؤهله ان يكون زوجاً صالحاً لابنته يصونها ويعاملها معاملة طيبة، دون ان يكون هناك أهداف تخدم مصلحة الوالد فلا ارى مانعاً من خطبة الأب لابنته. اسلوب يحل بعض المشاكل اما سارة فتحدثت عن هذا الموضوع بذكرها للجوانب الايجابية والسلبية قائلة: هذا الموضوع جداً مهم وحساس حيث انه يمس فئة من المجتمع وهي الفتاة، واعتقد عندما ننظر إلى هذا الموضوع يجب ان نذكر جوانبه الايجابية والسلبية، واعتقد ان خطبة الأب لابنته يحل بعضا من المشاكل الاساسية وهي: العنوسة، لا تكون الخطبة إلا بمعرفة الأب المسبقة للشاب ومعرفة سلوكياته وبالتالي يكون الأب واثقاً من الشاب الذي سوف يعطيه ابنته. ومن ايجابيات هذه الخطبة القضاء على مشكلة زواج الشاب من اجنبيات. اما الجوانب السلبية لهذه الخطبة فهي: موقف الفتاة من الشاب في حالة انه قام بمعايرتها بان أسرتها هي التي سعت اليه وليس هو من سعى اليها وبالتالي يكون موقفها سيئا جداً. وختمت حديثها قائلة: بان هذا الموضوع يحتاج إلى شرح ونظرة جادة من جميع من يتعلق بهم الموضوع من الأب والفتاة والشاب والمجتمع. حل جذري لكثير من المشاكل وأخيراً تقول شقراء: خطبة الأب لابنته فكرة صائبة وحل جذري لكثير من المشاكل التي تواجه الفتاة في العصر الراهن فهي حل لظاهرة العنوسة والطلاق التي بدأت تتفشى بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة في مجتمعنا ولكن يجب أن تكون خطبة الأب لابنته تحت ضوابط معينة كأن تكون خطبة الأب على سبيل التلميح لا التصريح وأيضاً أن يكون الشاب متفهما لهذه الفكرة أو هذا الموقف فلا يعتقد مثلاً أن هذه الخطبة لعيب في المرأة أو شيء من هذا القبيل. أما رأيي الشخصي إذا حدث لي هذا الموقف فكما قلت مسبقاً يجب أن تكون تحت ضوابط معينة ورغم ذلك فهناك صعوبات كبيرة تواجه خطبة الأب لابنته أهمها: نظرة المجتمع السطحية تحت مبدأ كرامة المرأة، يقف عائقا كبيرا أمام هذه الفكرة وكذلك أتمنى أن يكون هذا الموضوع محور اهتمام علماء الاجتماع وعلماء الدين والمهتمين في هذا المجال. هل يقدرها الشباب؟ بعدها كان لنا لقاء مع أحد الشباب وهو عبدالله الحماد الذي طرحنا له سؤال ما هو موقفك إذا ما عرض عليك أحد الآباء ابنته للزواج؟ يجيب الحماد بأنه في هذا الزمان تغيرت الكثير من العادات إلا أن يعرض الأب ابنته للزواج مازالت مترسبة في أذهان الكثير من الشباب أن هناك خللا في الفتاة أما من وجهة نظري الشخصية فإنني أحترم أي أب يُقدم على هذا الفعل وهو دليل على أن الأب يبحث عن مصلحة بنته وخصوصاً في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وأصبحت تشاهد في كل منزل مجموعة ليست بالقليلة من الشباب. ويذكر الحماد أحد المواقف لأحد الآباء الذي عرض ابنته للزواج وبعد سنوات عديدة وانجاب العديد من الأطفال حدث خلاف بسيط بينهما فأخبرها بأن لها الشرف أن تتزوجه وذلك لأن والدها قد عرضها عليه فحدث الطلاق. ويدعو الدكتور سليمان العقيل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الى الحوار بين الاب وابنته أولاً وأن يخبرها عن إعجابه بالشاب الذي يرغب في مصارحته والرجل حينما يعرض ابنته على من يتوسم فيه الخير والقدرة والقوة ليكون زوجاً أميناً على ابنته واليوم وفي الظروف الاقتصادية والتداخل السكاني والتمازج والتنوع البشري في مجتمعاتنا حيث من الصعوبة ايجاد أو البحث عن الزوج المناسب وأن انتظاره قد يكلف الكثير فإنني أرى أنه لا غضاضة في أن يبحث الرجل عن زوج لابنته بل وانني أرى أن ذلك من أفضل الأعمال لأن نسب الطلاق تبدو كبيرة والعنوسة شبح يخيم على كل فتاة وأسرة. وفي اعتقادي أن لدنيا عادات وتقاليد تحتاج إلى مراجعة وتحتاج إلى حذف وايجاد البديل. وأن يخبرها عن إعجابه بالشاب الذي يرغب في مصارحته والرجل حينما يعرض ابنت عبدالله الرشيد |
العنوسة في الوطن العربي.. أرقام ودلالات
مازن الشيخ علي فرضت الظروف المعاشية والتغييرات الاقتصادية خطراً من نوع خاص بات يلاحق البيوت العربية، مستهدفاً الشباب العربي من الجنسين. . فقد كشفت دراسة حديثة أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عُمان والمغرب، في حين أنها لم تتجاوز في كل من سورية ولبنان والأردن نسبة 5%، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين، حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج 1%، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85%. وقد أوضحت الإحصائيات أن العنوسة لا تقتصر على النساء فقط، فهناك نسبة كبيرة من الرجال يعانون من هذه الظاهرة، ففي سورية بيّنت الأرقام الرسمية أن أكثر من 50% من الشبان السوريين لم يتزوجوا بعد، بينما لم تتزوج 60% من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 عاماً، وبلغت نسبة اللواتي تخطين 34 عاماً، دون زواج 2.37%، وهو ما يعني أن أكثر من نصف النساء غير متزوجات. وفي لبنان، أكدت إحصائية أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة اللبنانية أن نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين 25 و30 سنة تبلغ 95.1% والإناث 83.2%. أما في مصر فقد أكدت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بلغت بشكل عام حوالي 30%، وبالتحديد 29.7% للذكور و28.4% للإناث. وأشارت نتائج دراسة أردنية مماثلة إلى تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى 29.2، بينما يتأخر إلى 31.9 سنة لدى الذكور. وفي الجزائر كشفت الأرقام الرسمية، التي أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء أن هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد، على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين، وأن عدد العزاب تخطى 18 مليوناً من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة. كما أعلنت دراسة نفذها الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بتونس تزايد نسبة العزوبية. وهذا ما دفع خبراء الاجتماع وشؤون الأسرة العرب إلى دراسة الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها والتخفيف من سلبياتها على الشباب والفتيات والمجتمع كله، فقد جاءت الأزمة الاقتصادية وضيق ذات اليد في مقدمة الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة، فعلى سبيل المثال لعب التغيير الاقتصادي الذي ساد منطقة الخليج العربي دوراً كبيراً في زيادة الخلل، حيث بدأت الأسر بتقليد من هم أعلى منهم اجتماعياً، ما أدى إلى المغالاة في المهور والبذخ في الأفراح وارتفاع أثمان الأثاث وفخامة البيوت. وللأسف، كان لتعلم الفتاة دور في استفحال هذه الظاهرة، فقد استفادت الفتيات من الانفتاح في دفع مسيرتهن العلمية والعملية، في حين كانت أعباء الشباب ثقيلة لم تسمح لهم بمتابعة تعليمهم، الأمر الذي أدى إلى تفاوت كبير في المستوى التعليمي بين الشاب والفتاة، فأحجم الشباب عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها عليه نتيجة عدم التكافؤ، ورفضت هي الاقتران بمن هو أقل منها خوفاً من اضطهاده لها والتعامل معها بعنف ليقتل فيها إحساسها بالتميز. هذا وقد أصبح زواج المواطنين من أجنبيات سبب آخر خطير وراء انتشار العنوسة، وخاصة في دول الخليج العربي. أضف إلى ذلك بعض العوامل التي ساعدت على استمرار تفاقم هذه الظاهرة، تحددت في الانتشار الكبير لبدائل غير مشروعة، مثل الزواج العرفي وزياد إقبال الشباب على الإنترنت، وهي طرق بديلة وخاطئة لجأ إليها كثير من الشباب للتخفيف من الشعور بالأزمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر. بعد تلك الأرقام المخيفة باتت العنوسة ناقوس خطر يهدد الأسر العربية.. لكن مع تعقد الحياة ومتطلباتها هل سننجح بالقضاء على هذه الظاهرة، أو محاصرتها والحد منها؟ أم أنها ستظل مشكلة قائمة تبحث عن حل؟ |
العنوسة في الدول العربية
أجرى احد المواقع الاكترونية تصويت على ظاهرة العنوسة في الدول العربية فكان اجمالي الاصوات على الشكل التالي طبعا كان المشكلة الرئيسي هو غلاء المهور. . السبب الثالث البطالة ظاهرة العنوسة انتشرت بشكل كبير و خطير في الدول العربية حتى و صلة الى نسب عالية جدا مما يستدعي تدخل الدول والحكومات العربية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل كل دولة عربية لكن ماهو السبب وراء انتسار ظاهرة العنوسة في البلدان العربية هناك عدة اسباب تمنع الشباب من الزواج السبب الاول والرئيسي هو غلاء المهر عندما يتقدم الشاب الى خطبة الفتاة اول ما يشترط عليه هو المهر طبعا. من هذا المنطلق تفشت ظاهرة العنوسة لان الشاب العربي ليس بمقدوره احضارة المهر الطلوب منه لان نسبة الدخل الفردي في الدول العربية ضعيف جدا اليوم الشاب العربي يخاف من الزواج و السبب دايما غلاء الهمور و ارتفاع طلبات اهل العروس و غلاء المنازل الى غير ذالك من العوائق التي تعيق الزواج في الدول العربية تاتي ظاهرة البطالة في المرتبة الثانية البطالة تشكل نسبة مرتعة جدا في الدول العربية لان كل عائلة عربية يوجد فيها 5 اشخاص او اقل بدون عمل هل بامكان الشاب العربي الذي لا عمله الزواج لا طبعا لكن هل الدول العربية تحاربة ظاهرة المهور المرتفعة. في السعودية، أصدرت هيئة علماء الدين عدة قرارات تؤكد ضرورة "منع ما يصاحب الزواج من مظاهر البذخ والتباهي وحفلات الغناء، وحثت الناس على تقليل المهور وإعطاء القدوة الحسنة في ذلك من الأمراء والعلماء والتجار ووجهاء الناس". ودعت إلى "معاقبة من أسرف في ولائم الأعراس" في المملكة حيث أفادت دراسة أجراها 400 باحث من جامعة الملك سعود في مختلف مناطق المملكة أن المهر يشكل 16%من نفقات زواج تبلغ تسعين ألف ريال سعودي (حوالي 25 ألف دولار). وفي قرار ثان، أكدت ضرورة "منع إقامة حفلات الزواج في الفنادق، والموافقة على ما تتراضى عليه كل قبيلة في تحديد المهور، على أن يكون مناسبا لحال تلك القبائل، ومن زاد عليه سيحال إلى القضاء". ووضعت الهيئة حدا أقصى للمهر يبلغ أربعين ألف ريال (حوالي عشرة آلاف دولار). لكن نساء سعوديات، شاركن في بداية الشهر الجاري في جلسة لمجلس الشورى، رأين أن الأهم من اتخاذ إجراءات للحد من غلاء المهور هو "التوعية بالمفاهيم التي تساعد على الحد من العنوسة وكذلك من الطلاق (...) مثل المشاركة والتعاون والبساطة". وأكدن أيضا "الحاجة إلى تحسين أوضاع الشباب المادية، وتوفير مساكن بأجر رمزي، ومعالجة مشكلة البطالة بطرح فرص وظيفية مناسبة للجنسين تمكنهما من مواجهة غلاء المعيشة (...) بما يضمن استمرارية الزواج ويحد من الطلاق"، الذي يسجل أيضا معدلات عالية نسبيا في المجتمعات الخليجية. هل ظاهرة العنوسة تشكل خطر كبير هل العنوسة تشكل حرج للفتاة العربية ماهو السبب في ذهاب بعض الاسر الى الدجالين و العرافين يطرح الدكتور محمد حسن غانم - أستاذ علم النفس بجامعة حلوان - رؤيته حول العنوسة مؤكدا أنها تمثل ظاهرة خطيرة في المجتمعات النامية والعربية تحديدا ، حيث يعد الزواج سترة للبنت ، وحفظا لكرامة أسرتها ، لأن تقدم الفتاة في السن وعدم زواجها قد يثير العديد من الأقاويل التي تمس سمعة الفتاة وسمعة الأسرة ، من قبيل أن البنت (بارت ) أو غير صالحة للزواج ، وبعض الأسر - خاصة في المناطق الشعبية - تلجأ للعرافين والدجالين ظنا بأن ابنتهم ( معمول لها عمل ) يحول دون زواجها ويوقف حالها. ويؤكد أنه ليس في الأمر بعد خفي ؛ فالواقع يشير إلى وجود العديد من التغيرات التي أدت إلى تفشى ظاهرة العنوسة. ويرصد هذه التغيرات في: أولا - عامل خاص بالفتاة من قبيل عدم التزامها مما ينفر الكثير من الشباب من الاقتران بها. ثانيا - أسرة الفتاة ومدى التزامها بالأخلاقيات وتفهمها لظروف من يتقدم لابنتها. ثالثا - ظروف الشاب الذي يريد الزواج ولا يملك النفقات خاصة أن فئة من الناس تنزع إلى المظهرية والمبالغة في نفقات الزواج وإقامة حفلات الزفاف ؛ مما يصيب من يريد المحاكاة والتقليد باللجوء لأساليب منحرفة إما للحصول على المال أو إقامة علاقة دون ارتباط شرعي وديني. سيدي مشنان |
http://www.up500.com/uploads/fd757b9266.gif اقتباس:
وتوعيتهم بــ أهمية هذة الحياة الجديدة 00 ثم الإهتمــام بالجوانــب المادية 00 اقتباس:
http://www.up500.com/uploads/b068be4570.gif http://www.up500.com/uploads/fd757b9266.gif |
موضوع جيد,,,شكر الله جهودك غاليتي
وشكرا لاخيتىر يما ولقد كتبت فأجادت,,,,,, ولكن لان النظره ا لصائبه بعيده لم يوجد حل لها صائب فظلت كما هي بل بتزايد فالاوراق المستوره والابحاث الخطيره لم يكشف عنها,,,,, فمدام حال هذا المجتمع وشاب الاسباب كذب وتزوير فلن يكون هناك حل الا برحمة الله عز وجل لعباده ماأقوله انا متأكده منه-بأذن الله- وليس قيل وقال! وان أرتم ان اذكر بعض الاسباب والتى صدرت من مؤسسه حكوميه ذات مستوى رفيع لذهلتم..... وتم ستر الأوراق! وعموما قبل الدخول بأى اسباب لنتذكر بان انتشار الفساد الاخلاقي في المجتمعات وانتشار القنوات الخلاعيه والظلم تسبب بنزول المصائب الاجتماعيه من تأخر زواج,,الطلاق,,العزوف عن الزواج وهذه ظاهره بدأت بالتزايد ولم تظهر الى الان بسبب ضعف الوضع الاجتماعى لدينا ومشكلات ا سريه لاحدود لها وسألو خبير! اختكم باحثه في المجال الاسري,, |
على فكره,,,,,
العنوان ليس هكذا بل لنقل البحث عن عريس يرتطم بوضع الشباب المزرى! |
جزاك الله خيرا اختي عمق القلوب موضوع رائع وحساس جدآ ....
تسلمين بارك الله فيك... اختك المحبه في الله.... مــــهـــــا.... |
جزاكم الله خيرا على مروركم ودعواتكم وتعليقاتكم والله يصرف عنا الفتن ماظهر منها وما بطن
وبارك الله لك اخي الدكتور والله يكتب لك الاجر والثواب لهدايه الله لها بعد توفيق من رب العباد ومن ثم لك |
في أسرتنا منحرفة!
في أسرتنا منحرفة!
السؤال: لدي أخت تزوجت وهي صغيرة من شخص غير سوي، وبدأت تنحرف أخلاقياً وهي عند زوجها، اكتشف زوجها أنها تخونه مع شخص فقام بطلاقها، وبعد مدة قام بإرجاعها، ولكنها لم ترجع إلى الله وتتوب إليه، بل استمرت في انحرافها. . ومشكلتي التي أعيشها الآن هي أن زوجها اكتشف أنها على علاقة مع صديقه، ونزلت علينا المصائب والفضائح والأمراض من هذه الأخت، وبعد هذه الفضائح فكرت كثيراً في قتلها؛ لأنها دمرت حياتي وحياة أمي وأبي وأولادها. وقد اقترح علي أحد الأقارب أن أودعها مستشفى الأمراض النفسية، وعلى الفور قمت بذلك، ولكنها هربت من المستشفى، وقامت بالإبلاغ عني لدى مركز الشرطة بحجة أنني تهجمت عليها في بيتها، وآخر ما توصلنا إليه هو أن نتبرأ منها أمام الله والقانون وقد قمنا بذلك. أفيدونا مأجورين. الجواب المجيب د. يوسف البدري -مستشار اللغة العربية بوزارة التعليم بمصر. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: فإني أسأل الله –تعالى- أن يفرج كربك، ويزيل همك، وألا يحمِّلك ما لا طاقة لك به، فمعاناتك مع شقيقتك –حقاً- مؤلمة موجعة، وللدنيا مع أهلها ابتلاءات وتقلبات، وما على أهل الإيمان إلا الصبر والاحتساب وحسن التوكل على الله تعالى، لكني أرى -يا أخي- أنكم بذلتم مع تلك الشقيقة كل حيلة، وسلكتم معها سعياً لهدايتها ولكبح جماحها كل وسيلة ، لكني بعد كل هذا أنصحك بالآتي: 1- الصبر والاحتساب. فقد قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام البخاري (5642) ومسلم (2573): "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه". وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا". رواه أحمد (3712) وصححه الألباني 2- تذكر ابتلاء الله لنبيه نوح –عليه السلام- في ولده، ومع ذلك لم يقصر في نصحه ووعظه إلى ساعة الطوفان، وإلى أن حال بينهما الموج فكان من المغرقين، فلا تيأس ولا تمل من نصح شقيقتك مهما بلغت من تمرد وعصيان، وأرسل لها من النساء الصالحات من يعظها وينصحها ويأخذ بيدها إلى سواء السبيل. 3- لا تملكها أي مال فربما كان في تصرفها سفاهة مع ما ذكرت من تمرد. 4- خذ أبناءها وارعهم وعلمهم الدين، وربهم على الخير والفضيلة بعيداً عن أمهم فليست هي أمينة عليهم. 5- إياك ثم إياك أن تفكر في قتلها حتى لا تخسر دينك ودنياك مهما بلغت من معصية؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً". أخرجه البخاري (6862). 6- لا تحمِّل نفسك ما لا تطيق، فوراءك مسئوليات أخرى -كما تقول - وعلى رأس ذلك والداك ثم أخواتك، وربما أبناء تلك الشقيقة- هداها الله للصواب، فإن الله تعالى يقول: "ولا تقتلوا أنفسكم" [النساء: 29]، وقوله سبحانه: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" [البقرة: 195]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه". قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" رواه الترمذي (2254) وابن ماجة (4016)، عن حذيفة –رضي الله عنه-، وقال الترمذي: حديث حسن غريب. 7- اعتزل هذه المرأة، ولا تجعلها تحطم عائلة بأكملها فـ"كل امرئ بما كسب رهين" "ولا تزر وازرة وزر أخرى". 8- جدد طلبك لها بالرجوع لتعيش في بيت والدك؛ لتكون بذلك تحت نظرك، فإن أبت فتبرأ منها مع متابعة أخبارها ولو من بعد . 9. إن تابت أختك هذه وعادت إلى الحق والتزمت وتركت ما هي فيه فاقبلوا منها ذلك وشجعوها على ممارسة حياة جديدة ولو في سكن جديد. وأخيراً أرجو أن تراسلني على الموقع؛ لنعلم ماذا فعل الله بكم ولعله خير "واصبر وما صبرك إلا بالله" .. فرج الله كربك وهدى أختك .. المصدر: موقع إسلام اليوم |
عمق القلوب .. مرحباً بك ..
الحقيقة أننا نشكركِ على جهودكِ في إبراز بعض المشاكل الإجتماعية مصحوبة بحلولها للإتعاظ والإفادة ولا حرمتِ الأجر يا أختي الفاضله .. إلا .. أنني أتمنى من أختي أن تتخيّر مواضيع أخرى تتسم بجانب الشيوع والحدوث في مجتمعاتنا لتبلغ الفائدة مبلغها والذي تنشدينها وننشدها نحن لجميع فئات المجتمع من القراء والمتابعين هنا .. فالذي نراه أن هذه المواضيع المؤلمة والموجعة والنادرة لا يُحصد منها مانريد حتى وإن كانت بنسبة متواضعه .. وبما أنكِ تجتهدين وتتعبين وفقكِ الله وثبت أجركِ فإننا نطلب منكِ أن تتحفينا بمواضيع حاملة معها ما سلف من الأهداف .. وأسأل الله أن يجعل أعمالكِ بموازين حسناتكِ .. وجزاكِ الله خيرا .. |
أختاه .. كيف تكسبين الناس وتؤثّرين فيهم؟
أختاه .. كيف تكسبين الناس وتؤثّرين فيهم؟
من الجدير بالاهتمام لمن عرف أهمية الدعوة إلى الله تعالى ولمس الحاجة الماسة إليها في مجتمعاتنا أن يعرف بعض القواعد التي ينبغي استحضارها وتطبيقها في واقعنا لتكون دعوتنا مؤثرة ناجحة وتصل إلى مبتغاها. فهاك بعض القواعد العامة المعينة في الدعوة إلى الله تعالى: 1 - قبل أن ندعوهم لا بد أن نملك قلوبهم: إن الداعية إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون ذا قلب كبير يسع الناس جميعاً بمختلف أوضاعهم ونفسياتهم وجنسياتهم، ويتعامل معهم برفق، ويقدم لهم أفضل ما عنده من فنون التعامل، ويتخير لهم أفضل القول وأجمل المنطق مع بذل الندى وكف الأذى. ولقد كسب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب من حوله مع مجانبة تقليدهم في انحرافاتهم؛ فكانوا يسمونه: (الصادق الأمين) قبل أن يبعث؛ فقد ملك قلوب الناس بحسن خلقه وسماحته. قال تعالى : وإنك لعلى" خلق عظيم {القلم: 4} وقال سبحانه : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم {التوبة: 128} . 2 - عطاء من لا يخشى الفقر: إن من السمات المميزة للدعاة إلى الله تعالى كرمهم وبذلهم كل خير للناس؛ فيبذلون للناس الخلق الحسن والجاه إن احتيج إليه، ويبذلون ما يستطيعون للناس من مرتفقات هذه الدنيا؛ ليبينوا لهم أنهم ليسوا طلاب دنيا وأن الدنيا آخر اهتماماتهم، فيبذلوا الدنيا للناس ليستجلبوا قلوبهم إلى الدين؛ فمنهج رسولنا صلى الله عليه وسلم هو منهج العطاء والبذل؛ فقد كان الأعرابي يرجع إلى قومه ويقول: يا قوم أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. 3 - احترام الآخرين والاهتمام بقضاياهم: فإن النفوس تميل إلى من يحترمها ويرفع من قدرها خاصة إذا كان أولئك أصحاب مكانة في قومهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُنَزَّل الناسُ منازلهم. وإن من أهم أسباب إسلام كثير من الصناديد هو رفع منزلتهم في الإسلام: كالأقرع بن حابس، وأبي سفيان، وعيينة بن حصن، وثمامة بن أثال. ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بقضايا المسلمين حتى لقد كان يهتم بأمور العبيد والموالي. فها هو يشفع لمغيث عند زوجه بريرة لكي ترجع إليه بعدما عُتِقَت وهو عبد، وغير ذلك كثير من أمثلة اهتمامه صلى الله عليه وسلم بقضايا أمَّته. 4 - الكلمة التي من القلب لا تخطئ القلب : إن من أهم الأمور التي ينبغي استحضارها: أن يكون الداعية صادقاً في كلمته مشفقاً على المدعو، وأن تخرج الكلمات من قلبه بحرارة مباشرة إلى قلوب المدعوين، ثم تثمر الاستجابة بإذن الله. 5 - قوة الصلة بالله والاستعانة به: إن أهم زاد للداعية في طريقه لتبليغ دعوة الله إلى الناس هو اتصاله بالله تعالى واعتماده عليه وتفويض جميع أموره إليه؛ فقلوب الناس بين أصابعه سبحانه كقلب واحد يقلبها كيف يشاء، ولو شاء لهدى الناس كلهم أجمعين؛ فبالاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه تنفتح الأبواب، ويسهل الصعب، ويقرب البعيد. ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أروع الأمثلة في قوة الاتصال بالله تعالى وخاصة عند الأزمات، وعندما يُعرض الناس عن دعوة الحق. فها هو الطفيل بن عمرو الدوسي يأتي شاكياً قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يستعديه عليهم ليدعو عليهم لما أعرضوا عن دعوته؛ فما كان من نبي الرحمة إلا أن رفع يديه إلى ربه وسأله أن يهدي دوساً ويأتي بهم؛ فما أن رجع الطفيل رضى الله عنه إلى قومه حتى استجابوا جميعاً. 6 - عندما نترفع عن دنياهم : من أهم ما يزين الداعية ويلبسه ثوب وقار، ويجعله أقرب إلى الاحترام ومن ثم القبول: أن يكون مترفعاً عن ملاحقة كماليات هذه الدنيا؛ فليس يخوض إذا خاض الناس في الشاء والبعير وأنواع السيارات والحديث عن العقارات، والسباحة في بحور الأمنيات الدنيوية؛ فهو لا يجيد السباحة في هذه البحور التي لا ساحل لها؛ بل لا تراه إلا في الدعوة وحولها يدندن. وليس معنى ذلك أن يهجر الداعية حياته وأصحابه، وأن يكون جاهلاً بواقعه، كلا، ولكننا نريد ارتقاء بالاهتمامات، وتميزاً في الرغبات، وألاَّ يغيب عن همِّ الدعوة، كيلا نكون كالهمج الرعاع الذين يجرون خلف كل ناعق. فإن أهل العلم دائماً يستحقرون هذه الدنيا وإن عظمت صورتها وحقيقتها عند العامة والدهماء. اقرأ إن شئت قصة قارون: فخرج على" قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم 79 وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون {القصص: 79، 80}. قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل ومن الأمور المهمة أيضاً استغناء الداعية عن الناس قدر إمكانه، وعدم إراقة ماء وجهه ما استطاع، بل هو الذي يبذل الخير للناس. 7 - اعرفى واقعهم وسترحميهم : إن مما يشد همة الداعية إلى الله لينطلق بقوة إلى الدعوة والإصلاح نظره في واقع مَنْ حولَه وبُعدهم عن الله تعالى، وعمق الهوة السحيقة التي وقعوا فيها أو أوشكوا... فعند ذلك يتدفق من قلبه شعور برحمة هؤلاء، ثم يثمر الرغبة في تغيير واقعهم كيلا يوافوا الله تعالى وهم على هذا الحال . 8 - تحت الرغوة اللبن الصافي: نعم! فلا يغرنك المظهر، وكذا في واقع الدعوة؛ فإن الناس وإن وقعوا في مآثم ومنكرات بل حتى موبقات فإنهم لا يزال فيهم خير ما داموا موحدين. ومن هنا ينبغي لنا ألاَّ نترفع عليهم ونكشر أنيابنا في وجوههم، بل ينبغي أن نجلِّي لهم أبواب التوبة المفتوحة، ونرغبهم برحمة الله ولا نقنطهم منها، وأن نحاول تنمية جوانب الخير عندهم. ومن الطرائف في ذلك أن بعض الدعاة كانوا في فرنسا، فذهبوا إلى حديقة مليئة بالناس والمنكرات، فوجدوا شاباً عربياً معه آلات موسيقية ويغني، فما كان منهم إلا أن ذهبوا إليه ودار الحوار الآتي: الداعية: مَنِ الأخ.. أعني ما اسمك؟ الرجل: محمد... الداعية: ما شاء الله ما شاء الله! هذا اسم الرسول صلى الله عليه وسلم . الرجل: ولكني لا أصلي. الداعية: ما شاء الله. الله أكبر. دائماً المؤمن لا يكذب ومنهجه الصراحة. وأنت كذلك... فما كان من ذلك الرجل إلا أن ذهب مع الداعية إلى سكنه، وثم هداه الله تعالى على يديه. ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في ذلك؛ فها هو صلى الله عليه وسلم يسمع أبا محذورة يقلد الأذان؛ فما كان منه إلا أن أثنى على جمال صوته، ومن ثم علَّمه الأذان فصار بعدُ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم . وها هو يمنع أي أحد أن يتعرض لمن جلده في الخمر بعد جلده ويقول: "لا تعينوا الشيطان على أخيكم"(1). إن بُعدنا عن صاحب المعصية والنظر إليه شزراً على أنه عاصٍ لَهُوَ من أسباب عون الشيطان عليه ونفرته من أهل الصلاح؛ ولكن عندما نفتح له قلوبنا ونتعامل مع أخطائه برفق وحنان فسينتج ما لم نره من قبل. وبقي نقطتان منهجيتان في الدعوة ينبغي ألاَّ يغفلهما الدعاة وإن كانتا ليستا من طرق كسب الناس والتأثير فيهم: الأولى: الصبر على ما يصيب الداعية في ذات الله؛ فإنه مأجور فيه، وله العاقبة بإذن الله إن صبر وثبت على منهجه الحق، وأظن أن عندك من الآيات والأحاديث في ذلك ما يربو على ما عندي. الثانية: أن على الداعية أن يؤدي ما عليه وهو واجب البلاغ، وأن النتائج ليست إليه ولا يؤخذ بها إذا أدى ما عليه. قال تعالى : إن عليك إلا البلاغ {الشورى: 48} . تلكم كانت إضاءات وخواطر وقواعد دعوية اختلجت في صدري، فأبديتها ناصحاً نفسي وإخوتي، علها أن تؤدي ثمراتها . وعلى الله قصد السبيل. اللهم استخدمنا فى مرضاتك ولا تستبدل بنا.. من اطلاعاتي |
الفراغ العاطفي عن تلك الفتاة
الفراغ العاطفي عن تلك الفتاة
ما أن تبلغ الفتاة سن التكليف حتى تبدأ بتكوين علاقاتها الجادة، وفي ذلك الحين تأسرها الكلمة... النظرة.. التعامل... وما أسرع ما تعلق بشباك المحبة لمعلمة.. أو صديقة.. أو مدعي محبة .. سيما إذا كانت أختنا قليلة خبرة ، ولا تستشير. ما أبعد هذه المحبة؟ وما مغبة شبكتها ؟ وهل طريقها آمن ؟ أسئلة محيرة مرعبة لا تطرأ عليها ولا تلوح لها بجهلها ولانشغالها بما في نفسها من غيرة جامحة تحتاج الاشباع في هذه المرحلة الخطرة ، فما أحوجها لأن تبتهج بإجابة شافية لهذه الأسئلة وما قد يحده تصرفها من عواقب وخيمة لاسمح الله عند وقوعها. وقد تكون أختنا رهينة الظروف المفرطة .. في القسوة أحياناً ، والمفرطة في التسيب والانشغال العائلي أحياناً أخرى. ثم تذهب في حلم اليقظة الذي قد يستمر أشهراً .. فإذا أفاقت وجدت نفسها في ضياع وهلاك ، قد ينفعها الندم وقد لا ينفعها.. وقد تقول أختنا حينما تفيق من هول الفاجعة : ما دوركم أيها المربون ؟ أين أنتم أيها الآباء....المعلمات .. المرشدات ... الداعيات؟ هل يمكن أن تقدمو لنا حلاً لهذه المشكلة مع العاطفة ، لهذه المهلكة التي أوردتنا الموارد وضيعتنا في دروب المتاهات؟ سؤال عظيم وكبير في مضمونه يحتاج إلى جواب وأي جواب .. فهلا تسمح لي بنيتي الحبيبة ، لأن أضع أمامها الجواب الشافي ـ بإذنه تعالى وبتوفيق منه ـ ولأن أحق ما ترمي إليه نفسها المتعطشة المتلهفة وهنا أقول: أولاً: الحنان الأسري والإشباع العاطفي حين الطفولة من حق أولادنا ، وإذا راهـقـوا فهم أشد حاجة إلية ، ويجب إيصاله لهم بطرق مختلفة. ثانياً: فتح باب الحوار مع الشباب ، والإجابة على أسئلتهم بكل شمول على أن يكون ذلك بهدوء وتعقل واحتوائهم بكل ماتعنيه هذه الكلمات ، وقدوتنا في هذا معلمنا العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع الشباب الذي قال له :" أتحبه لأمك ؟ قال:لا ، قال: أتحبه لأختك ؟ قال :لا، وأخذ صلى الله علية وسلم يسأله .. وهو يقول كذلك الناس لا يحبونه". ثالثاً: احترام مشاعر الأولاد وتقدير كل مرحلة عمرية يمرون بها وإعطاءها حقها من جميع النواحي قدر الإمكان ، الناحية العقلية والاجتماعية والنفسية ومحاولة سد حاجتهم فيها .. رابعاً: التقرب إليهم ، والتودد لهم ، وملاطفتهم. خامساً : احترام علاقاتهم ، واختيار الصحبة لهم منذ الصغر بإحسان انتقاء الحي والمدرسة . سادساً: الابتعاد كل الابتعاد عن الاستخفاف والاستهزاء والتحقير .. سابعاً: الثناء عليهم أمام الآخرين لما في ذلك من رفع لمعنوياتهم والإحساس بقيمتهم. ثامناً: تكليفهم بأعمال محببة لهم ، وإشعارهم بنجاحهم فيها ومكافأتهم عليها لأن في ذلك إعطاءهم الثقة في أنفسهم . تاسعاً: محاولة جذبهم واتخاذهم أصدقاء ، ومصارحته ، والاستماع لحديثهم والإنصات له وتوجيههم دون إشعارهم باللوم والتأنيب وعدم إفشاء أسرارهم بعد المصارحة. عاشراً: أخذ استشارته بإحدى الأمور بقصد إعطائه الفرصة للشهور بنموه العقلي والعاطفي. أحد عشر: مشاورة الفتاة في سن الزواج إذا تقدم لها أحد الخاطبين ، لأن ذلك مما أمر به ديننا الحنيف . اثنا عشر : إشغال وقتها بما تحبه وترغب فيه من الأعمال ، وإعانتها ومساعدتها بطريقة تحببها فيها لتكون ربة بيت ناجحة ، وإشعارها بأن سيكون لها مملكتها الخاصة بها قريباً بإذن الله تعالى . ثالث عشر : الإكثار من الدعاء لهم دائماً بحضورهم وفي غيابهم. رابع عشر: عدم كتمان المشاعر الأبوية عنهم ، لما في ذلك من سعادة لهم ورفع لمعنوياتهم. خامس عشر: العطف عليهم دائماً وخاصة عند المرض. سادس عشر: إبعادهم بقدر الاستطاعة عن المثيرات الجنسية والعاطفية ، لأنها لا تلبث أن تدفع إلى الرغبة في أي صورة كانت. سابع عشر: إعطاؤهم الهدايا التي تناسبهم في مراحلهم العمرية ، وما يتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم . ثامن عشر: حثهم على استغلال أوقاتهم وخاصة في الإجازة ، دون التصريح لذلك وإنما باختيار الوسائل المناسبة ، بإهدائه بعض ما يقرأ ويسمع على أن يشتمل على تشويق لجذبه. هذه نصائح للمربين من أمهات ومعلمات ومرشدات عسى أن تعود عليهن بالنفع والفائدة. د/ رقية المحارب |
موضوع مهم وطرح موفق
|
بارك الله فيك اختي عمق القلوب والله انها كلمات تكتب بماء من ذهب تشكرين عليها ...
اختك في الله ... مـــهـــا.... |
جزاك الله خيرا اختي عمق القلوب كلمات رائعه لاحرمك الله الاجر ...
اختك في الله.... مـــهـــا... |
موضوع رائع ومفيد الله يوفقك في الدارين اختي..
هنااادي |
جزاكم الله خيرا وبارك الله لكم مروركم
|
تسلمي وبارك الله لك
|
اختي عمق القلوب جزاك الله خيرا
حقا انها نصائح قيمة ومفيدة ولم ارا لها مثيل الا في سنة الحبيب وصحبة شكرا لك |
بارك الله فيك
|
تسلمو وجزاكم الله خيرا
|
جزاكم الله خيرا والله ينفع بها الاسلام والمسلمين
|
جزاك الله خيرا,, ويصير خير بإذن الله
ولكن الهدف النفع لا غير.. |
كرا لك عمق القلوب على هذا الطرح الرائع والمشكلة الشائكة..ومعالجتها
تحيااااااااتي |
" ومن شر حاسد إذا حسد "
لا حول ولا قوة إلا بالله أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. اللهم اصرف عنا شر ما قضيت |
"العنوسة ... حطمتنى"
نحن العوانس كثيراً ما تُطرح القضية وتذكر الأسباب أنها تعود لغلاء المهور، أو تعنت بعض الأولياء أو الفتاة نفسها، مع أن كثيراً من الفتيات حصرن بين جدران البيوت لا لشيء إلا لأنه لم يتقدم خاطب، أو لا توفق بالقبول، ناهيك عن نظرة المجتمع لنا وكأننا وصمة عار، فتجد إذا ما ذكر في المجلس قضية الزواج وجدت الأنظار تحيط بنا، إضافة إلى عدم تقبل شرائح النساء لنا، فإن جلسنا مع النساء وشاركناهن في الحديث رمينا بالجرأة وقلة الحياء أو عدم الخبرة، وإن جلسنا مع من هن أصغر منا، قيل لنا: لماذا تجلسن معنا أنتن عجائز؟. شيخي الفاضل: أريد توجيه كلمة للمجتمع، وهي أن عدم زواجنا ليس بأيدينا، والله أصبحت أفكر بالانتحار تارة، وتارة أفكر بتعاطي المخدرات، وإن كنت لا أعرف لها طريقاً؛ فأنا من أسرة محافظة، وما ذاك إلا بسبب نظرات أهلي لي كلما ذكرت العنوسة، أو ذكر الزواج، أو كلما تزوجت واحدة من بنات إخوتي ممن حملتهن على يدي، وأنا لا أزال عانساً، سئمت من القول اصبري ولا تيأسي، وأصبحت أكره أهلي بل نفسي، بل أكره كل من يتحدث عن هذه المشكلة. الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فأقول وبكل صراحة وصدق للأخت الكريمة ومن هن على شاكلتها من الأخوات الكريمات العفيفات: أنتن مفخرة لمجتمعنا، نباهي بكن مجتمعات العالم أجمع، أتدرين لماذا؟ الأسباب قد تغيب عن بالك أحياناً، ولكنها لا تغيب عن بال كل عاقل منصف، منها: 1- أنكن مضرب مثل للمرأة العفيفة التي ليس لها زوج، لكنها لم تفكر في الوقوع في الرذيلة يوماً ما، مع أن مثيلاتها في كثير من المجتمعات المنحلة ربما عوضن الزوج بعشيق فاجر مثلها. 2- إنكن مضرب مثل للمرأة الصابرة المحتسبة. 3- إنكن مضرب مثل للمرأة الراضية بقضاء الله وقدره، الفرحة بالأجر الذي يأتيها بغير حساب "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". يا مفخرة نسائنا: ألا ترضين بزوج يختاره الله لك في الجنة، ليس كرجال الدنيا!! نعم يا أختي الفاضلة: نحس-والله- بكثير مما تشعرين به، من رغبة في زوج تسكنين إليه وطفل تلاعبينه، أتظنيننا بغير مشاعر؟! أنت أختنا المصونة وبنتنا الكريمة، فكيف لا نحس بك؟! أنت جزء مهم في المجتمع، وعنصر فاعل فيه، وسأبرهن لك ذلك، بالطبع تعرفين عدداً من النساء –مثلك- لم يقدر الله لهن الزواج، أو مطلقات أو أرامل، لكنهن لما فقدن الحياة الزوجية كن شعلة من النشاط والحيوية في العلم والدعوة والعبادة ومساعدة الآخرين و...و... وربما لو كانت إحداهن متزوجة لما استطاعت أن تعطي العطاء الذي ترينه. صحيح أن عدم وجود الزوج لم يكن بيدها، لكنها تعاملت مع واقعها بصورة إيجابية فعالة، عادت عليها بالنفع في الدنيا والآخرة. فأنت –بارك الله فيك- جزء فعال في المجتمع إذا صرت شجاعة وتعاملت معه كما كتبه الله لك. فأنا قد اختلف معك نوعاً ما في تقييمك لنظرة المجتمع إليكن، نعم هناك فئات قليلة ينطبق عليها ما تقولين، لكن الغالبية ليسوا كذلك. ولي مع بعض ما ذكرته في سؤالك وقفات: 1- كثير منكن –كما ذكرت- لم يتقدم لخطبتها أحد، أو يتقدم غير الأكفاء، وهذا أمر بحسب نظرتنا البشرية يسؤونا، لكن ألا تظنين أننا لو نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى لتغيرت نظرتنا، أعني زاوية أن الله هو الرزاق، يزوِّج هذه ويمنع تلك، ويهب لهذه الأولاد، ويجعل من يشاء عقيماً، ويغني ذلك ويفقر هذا وهكذا، فهذا أمر الله، ولا تدرين لعل الله صرف عنك بلاءً عظيماً لا تطيقينه لو أنك تزوجت. الله أعلم. 2- ربما أصبتِ في تقييم نظرات بعض الناس إليك عند ذكر الزواج، ولكن غالبية النظرات نظرات بريئة، وكنت أنت حساسة تجاهها، ففسرتيها بناء على معطيات تظنينها، وهي ضرب من الوهم. 3- لا أتفق معك أن الكلام في شؤون الأولاد أو العلاقات الزوجية يجعل من النساء ينظرن إليك نظرة دونية، إلا أن يكون الكلام فيه تصريح بكثير من الأمور التي يسوء ذكرها في علاقة ببعضهم بغير فائدة، وهذا خدش للحياء للمتزوجة وغير المتزوجة. 4- هذه دعوة لأولياء البنات بأن يجعلوا بناتهم يعشن حياتهن كغيرهن من النساء، فتسافر المرأة مع محارمها السفر النظيف البريء، وتزور زميلاتها الثقات، وتذهب لدور القرآن و...و...كغيرها من النساء، ولا تمنع إلا بما يمنع منه المتزوجات، فهن سواء. لكن ثقي -يا أختي- أن وليك عندما يمنعك فهو يرى أمراً قد لا ترينه أنت، ولا يفعل ذلك إلا لمصلحة هو يراها –هذا في الغالب-، فهم مثلاً لا يريدون أحداً يتكلم في حقك بلمز أو همز، فهم مستعدون بالتضحية بكل شيء لحفظك وصيانتك فاعذريهم. من اطلاعاتي |
من مشكلات الدعوة في الأوساط النسائية
من مشكلات الدعوة في الأوساط النسائية
سلمان بن فهد العودة إن طريق الدعوة محفوفة بالمكاره والعقبات ليميز الله الداعي من المدعي وليعظم الأجر لمن يصدق في البذل والتضحية في سبيل نشر هذا الدين والعمل له ،وسوف نستعرض في هذه الحلقات بعض المشكلات والعقبات التي تواجه الدعوة في الأوساط النسائية مع اقتراح بعض الحلول لها علها تنفع الداعيات بإذن الله تعالى المشكلة الأولى: قلة عدد النساء الداعيات: وهذه القلة يعاني منها الكثيرون؛ ولذلك نجد جهلاً كبيرًا في أوساط الفتيات، حتى في المدن، فضلاً عن القرى والأرياف، والمناطق النائية. حلول هذه المشكلة: والحل أمام هذه المشكلة يتمثل في عدة أمور أعرضها باختصار؛ الحل الأول : أن تحرص الأخت المسلمة على مشاركة جميع النساء في الدعوة إلى الله -تعالى-، حتى مع وجود شيء من التقصير. وينبغي أن نضع في أذهان النساء والرجال -أيضًا- أنه لا يشترط في الداعية أن تكون كاملة؛ فالكمال في البشر عزيز، وما من إنسان إلا وفيه نقص، لكن هذا النقص لا يمكن أن يحول بين ذلك الإنسان، وبين قيامه بواجب الدعوة إلى الله تعالى، فأنت تدعو إلى ما عملت؛ بل حتى مالم تعمل به، تدعو إليه بطريقتك الخاصة. فالإنسان المقصر مثلاً، -رجلاً كان أو امرأة- يمكن أن يبين للناس أن تلك الأخطاء التي وقع فيها ندم عليها، واستغفر الله منها، ثم يدعوهم لأن يكونوا أقوى منه عزيمة، وأصلب إرادة، وأصدق إيمانًا، وأخلص لله – عز وجل -؛ حتى ينجحوا فيما فشل فيه هو. وبذلك يكون هذا الإنسان المقصر، قد دلَّ على الخير، وله بذلك أجر فاعله - كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه -، حتى ولو كان مقصرًا فيه. ولو لم يعظ في الناسِ من هو مذنبُ *** فمنَ يعظُ العاصين بعـد محمــدِ ولذلك قال الأصوليون: حق على من يتعاطون الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضًا! فوقوع الإنسان في المعصية، لا يسوغ له ترك النهي عنها أبدًا؛ بل ينهى عن المعصية ولو كان واقعًا فيها، ويأمر بالمعروف ولو كان تاركًا له، وإن كان الأكمل والأفضل والأدعى للاقتفاء سيرة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-: (قَالَ يَا قَوْمِ أرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْـهِ أُنِيبُ) [هود : 88 ]0 إذًا حتى مع التقصير، يجب أن تجر الأخت الداعية الأخريات إلى المشاركة، فمثلاً بعض الطالبات في المدارس: يمكن أن تشارك الطالبة في إلقاء كلمة، في توجيه، في إعداد بحث مصغر، في أمور معينة، تحدّث فيها بنات جنسها، من خلال حلقة المسجد، أو من خلال الدرس، أو أي مناسبة أخرى.. مع مراعاة تعهد هذه الفتاة بالتوجيه والنصح؛ فكونها قامت، وتكلمت، أو ألقت محاضـرة، أو كلمة أو أعدَّت بحثًا؛ لا يعني ذلك أنها جاوزت القنطرة، وأصبحت داعية، لا يوجه إليها أي طلب؛ بل تأمر الناس ولا تؤمر هي!.. كلا؛ بل هي الأخرى أحوج ما تكون إلى من يقوِّم سيرتها، وينصحها بإتباع القول بالعمل، ويحذرها من الاغترار والعجب، ويدعوها إلى مواصلة الطريق، والتزود من العلم النافع، والعمل الصالح. إن من المهم أن تُتعاهد هذه الفتاة، ويُحرص عليها، وتُنصح، وتوضع في موضعها الطبعي، فلا يبالغ في الثقة بها، وإطلاق الصفات عليها، بما قد يضر بها. ولذلك فإنه يجب أن نفرق بين أمرين: الأول: أن نحرم تلك الفتاة من حقها في الدعوة والمشاركة؛ بسبب صغر سنها وقلة خبرتها، فهذا لا يصلح. الثاني: أن نضع في يدها الأمر كله من الألف إلى الياء، وهذا أيضًا لا يصلح. بل ينبغي أن تكون في مجال التدريب والمساهمة والمشاركة مع أخريات، وأن نتعاهدها بالنصح والتوجيه، فنقول لها: أصبت هنا، وهنا كنت تحتاجين إلى مزيد من دراسة الأمر مما أدى إلى الخطأ الذي ينبغي تجنبه.. وفي ميدان الدعوة تنمو الخبرات، وتكثر التجارب. الحل الثاني: الاتجاه نحو الجهود العامة: فبعض النساء تجعل في بيتها جلسة خاصة، أو درسًا خاصًّا، لخمس نسوة فقط من جيرانها، فلو أنها أقامت محاضرة، أو درسًا عامًّا، أو أمسية؛ لكان من الممكن أن يشمل مئات النساء، فيكون هذا الجهد المحدود الذي صرفته إلى خمس، كان من الممكن أن تصرفه إلى خمسين أو إلى خمس مئة امرأة. بطبيعة الحال، نحن لا نقلل من أهميّة الدروس والجلسات الخاصة؛ فلها أهميتها ولايمكن الاستغناء عنها أو إهمالها. ولكن مع ذلك فقيام المرأة بنشاط عام: كمحاضرة، أو درس عام، أو ندوة.._ يكون أبلغ في التأثير، وأوسع في المنطقة التي تخاطبها. وبمعنى آخر فالمجلس الخاص قد يكون أقوى في الامتداد الرأسي، والمجالس العامة أقوى في الامتداد الأفقي، أي أنه يشمل التأثير على عدد أكبر، وفي كلٍ خير. الحل الثالث: التركيز على إعداد جيل من الداعيات ممن يحملن همّ الإسلام، وتنمية معاني الدعوة لديهن. قد تكون زوجتك -مثلاً- تصلح لهذا، فلا يجوز أن يكون زواجها نهاية المطاف، أختك، قريبتك، بنت أختك، ذات محرمك؛ ينبغي أن تحرص على إعدادها لتكون داعية إلى الله تعالى. وكذلك النساء الداعيات من المدرسات، ينبغي أن يعتنين بإعداد نوعيات من الفتيات، وتهيئتهن وتأهيلهن للقيام بهذه المهمة الصعبة؛ لأن واحدة من النساء يمكن أن تقوم عن عشر، وكما يقال: والناس ألفٌ منهمُ كواحدٍ *** وواحدٌ كالألفِ إن أمرٌ عَنَا وهذا صحيح، فربما غلبت امرأة آلاف الرجال، ومن يستطيع أن يأتي في عيار أم المؤمنين عائشة ،أو خديجة، أو حفصة أو زينب أو أم سلمة - رضي الله عنهن-...، أو غيرهنَّ من المؤمنات الأُول؟ حتى كبار الرجال تتقاصر هممهم دونهن، ولازال في هذه الأمة خيرٌ رجالاً، ونساء. الحل الرابع: الاستفادة من النشاطات الرجالية: فلماذا نتصور أن نشاط المرأة ينبغي أن يكون محصورًا؟ فالنشاطات الرجالية: كالدروس -مثلاً-، والمحاضرات، والندوات معظم الكلام الذي يقال فيها يصلح للرجال ويصلح للنساء أيضًا، والشرع جاء للرجل والمرأة، وخاطب الجنسين معًا، وما ثبت للرجل ثبت للمرأة إلا بدليل. |
المشكلة الثانية: صعوبة التوفيق بين العمل والدعوة والشؤون المنـزلية:
وهذه -بلا شك- معضلة حقيقية، فالمرأة أمامها العمل، وأمامها الدعوة، وأمامها الأمور المنـزلية: البيت، الزوج، الأولاد…، إلى غير ذلك، ولعلي لا أتجاوز الحقيقية إذا قلت: إنها أكبر مشكلة تواجه الداعيات، وعلى عتبتها تتحطم الكثير من الآمال والطموحات. فكم من فتاة تشتعل في قلبها جذوة الحماس إلى الدعوة إلى الله تعالى، وتعيش في مخيلتها الكثير من الأحلام والأمنيات، فإذا تزوجت وواجهت الحياة العملية؛ تبخَّرت تلك الآمال، وذابت تلك المشاعر، ولم تعد تملك منها إلا الحسرات والأنات، والآهات والزفرات، والذكريات! حتى أصبح كثير من الفتيات الآن لا يملكن إلا أن يقلن: كنت أفعل كذا، وكنت أفعل كذا، لكنهن لا يستطعن بحال أن يقلن: نحن نفعل الآن كذا وكذا. حلول هذه المشكلة : إنني لا أزعم أنني أملك حلاً لهذه المعضلة، لكني أحاول المشاركة ببعض الحلول من خلال إضاءات أبينها فيما يلي: الإضاءة الأولى: تقوى الله – عز وجل - : إن أول إضاءة في هذا الطريق هي قول الله – عز وجل -: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 2، 3]، ويقول الله تعالى: (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5]، ويقول الله تعالى: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29]. فالتقوى هي أول حل: أن يتقي العبد ربه، وتتقي الأمة ربها جل وعلا في نفسها، وفي وقتها، وفي زوجها، وفي عملها، وفي مسئوليتها. والتقوى ليست معنى غامضًا كما يتصور البعض؛ بل يمكن أن نحدد التقوى في بعض النقاط والأمثلة التالية: من التقوى: أن تختصر الفتاة ثلاث ساعات تجلسها أمام المرآة، وهي تعبث بالأصابع، وترسم وتمسح، وتزين شعرها؛ لتصبح هذه الساعات الثلاث نصف ساعة -مثلاً-، أو ثلث ساعة، دون تفريط في العناية بجمالها لزوجها، الذي هو جزء من شخصيتها، وجزء من فطرتها. ومن التقوى: أن تختصر الفتاة مكالمة هاتفية ساعتين مع زميلتها في أحاديث لا جدوى من ورائها؛ لتكون هذه المكالمة ربع ساعة، أو عشر دقائق في السؤال عن الحال والعيال، وغير ذلك…، أو المناقشة في موضوعات تهمّ الطرفين دينًا أو دنيا. ومن التقوى: أن تختصر الفتاة الوقت المخصص لصناعة الحلوى -مثلاً- من ساعة ونصف إلى صناعة جيدة وجاهـزة، لا يستغرق تحضيرها –أحيانًا- نصف ساعة. ومن التقوى: أن تقتصد المؤمنة في نومها، فالنوم من صلاة الفجر إلى الساعة العاشرة، وبعد الظهر، وقسطًا كافيًا من الليل _ هذا من عادات الجاهلية، وامرؤ القيس لما كان يمدح معشوقته، كان يقول: نؤوم الضحى، فيمدحها بكثرة نومها، لكن في الإسلام مضى عهد النوم، أصبح المؤمن مطالبًا بأن يكون قسطه من النوم مجرد استعداد لاستئناف حياة من البذل والجهاد. فنومها إلى الساعة العاشرة ضحى، ثم بعد صلاة الظهر، وقسطًا كافيًا من الليل _ هذا الأمر لا يسوغ، والرجل مثلها في ذلك، ومعاذ – رضي الله عنه - كان يقول لأبي موسى -وهما باليمن- حين سأله عن قراءته للقرآن: "أنام أول الليل؛ فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"، والحديث في البخاري . فكون الإنسان قليل النوم، فإن ذلك مما يمدح به الرجل والمرأة على حدٍّ سواء، والاقتصاد في هذا الأمر ممكن، فالعلماء في السابق كانوا يقولون: إن القدر المعتدل من النوم ما بين ست إلى ثمان ساعات يوميًّا، وهذا الكلام ذكره جماعة من السابقين، ونقلوا إجماع الأطباء عليه. الإضاءة الثانية: تنظيم الوقت وترتيب الأولويات: قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الشيخان- لعبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-:"فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لِزَوْرك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا"، وفي قصة سلمان مع أبي الدرداء -رضي الله عنهما-، قال سلمان له: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه"، فأتى أبو الدرداء النبي – صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "صدق سلمان" وقوله – رضي الله عنه - : "فأعط كل ذى حقٍ حقه" يدل على أن سوء التوزيع يكون سببًا في ضياع الثروة. وإذا كانت أغلى ثروة تملكها هي الوقت؛ فإن سوء توزيع الوقت من أسباب الضياع الذي يعيشه كثير من المسلمين، ولو أن المرأة أفلحت في ضبط وقتها وتوزيعه بطريقة معتدلة؛ لكسبت شيئًا كثيرًا. ومن العدل ترتيب الأولويات والمهمات، فالفرض -مثلاً- يقدم على النفل، وربنا تعالى يقول في الحديث القدسي الذي رواه البخاري"... وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه… " إذًا الفرائض أولاً ثم النوافل في مرتبة تليها؛ لأنّ الله تعالى لا يقبل نافلة حتى تؤدَّى فريضة، كما قال أبو بكر – رضي الله عنه - في وصيته. فالفرض يقدم على النفل، والضرورات تقدم على الحاجات، والحاجات تقدم على الأمور التكميلية التحسينية، وهذا إذا صار هناك تعارض. فليس من العدل أن تهمل المرأة زوجها وبيتها وأولادها بحجة أنها مشغولة بالدعوة، كما أنه ليس من العدل أن يهمل الرجل بيته وزوجه وأولاده، بحجة أنه مشغول بالدعوة، وليس من العدل أن تغفل المرأة الداعية عن عملها الوظيفي الذي تتقاضى عليه مرتبًا من الأمة، أو تغفل عن عملها الدعوي الذي هي فيه على ثغرة من ثغور الإسلام، يُخشى أن يؤتى الإسلام من قبلها، فإذا ضاقت عليها الأوقات، فبإمكانها أن تسند بعض المهمات إلى أخريات يتحملن معها المسؤولية، وتقوم هي بدور التوجيه والإشراف. |
الإضاءة الثالثة: مجالات الدعوة تشمل كل مناحي الحياة:
وهذه الإضاءة مستمدة من قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين) [الأنعام:161-162]. ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري عن جابر، ومسلم عن حذيفة -رضي الله عنهما-:"كلُّ معروف صدقة( )"، و"كل " من ألفاظ العموم. ويقول – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه أحمد، والترمذي، والحاكم عن جابر – رضي الله عنه - : "وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك"، ويقول – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الطيالسي، وأحمد، والنسائي عن عمرو بن أمية الضمري -: "كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم "، والكلام للرجل والمرأة -أيضًا- على حد سواء؛ بل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته: فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، قال: والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقـة". إذًا الصدقات كثيرة جدًّا، فعمل المرأة ودعوتها يمكن أن يكون لزوجها، سواء كان زوجها ملتزمًا، أو عاديًّا، أو منحرفًا. إنّ قيام فتاة بتأمين الجبهة الداخلية لداعية، بمعنى أنها تقف وراءه، وتحفظه في نفسها، وفي ماله، وولده، وتسدّ هذه الثغرة الخطيرة التي يمكن أن تشغله عن دعوته، أو على الأقل تجعله ينطلق في دعوته وهو يشعر أنه مشدود إلى الوراء، وأن همّ البيت يقيده ويخايله أبدًا، إن ذلك جزء من مهمتها، ومن دعوتها. وإن قيامها بتحويل زوجها من إنسان عادي همه الدنيا، إلى إنسان داعية يشتعل في قلبه هم الإسلام، هذه دعوة، أو حتى قيامها بدعوة زوجها، من زوج منحرف ضال، مقصر في الصلاة، أو مرتكب للحرام، إلى إنسان صالح مستقيم؛ هذا جزء من الدعوة، ويمكن أن يكون لها في ذلك أثر كبير. كما أنّ تربية أولادها على الخير، وتنشئتهم على الفضيلة هو جزء من دعوتها ومسؤوليتها، ونحن نعرف جميعًا ما هي الأجواء التي تربى فيها عبد الله بن عمر، أو عبد الله بن الزبير، أو عبد الله بن عمرو بن العاص، أو غيرهم من شباب الصحابة، وأي نساء قمن بتربيتهم. كما أن تدريس المرأة في مدرستها لا يجوز أبدًا أن يكون عملاً وظيفيًّا آليًّا تقوم به، فنحن لا يهمنا أن تتخرج البنت وقد حفظت نصوص البلاغة فحسب، أو حفظت المعادلات الرياضية فحسب، أو أتقنت التفاعلات الكيماوية، أو معادلات الجبر. وهذا كله جزء من المقرر، ونحن نقول: لا تثريب على المعلمة في تدريسه والحرص عليه، ولكن كل هذه المواد، ومواد اللغة، ومواد الشريعة، وكل ما يقدم للبنت- وللرجل كذلك- فإنه يهدف إلى غاية واحدة فقط، وهي بناء الرجل الصالح والمرأة الصالحة، بناء الإنسان المتدين المستقيم الصالح، هذا هو الهدف، فلا يجوز أن ننشغل بالوسيلة عن الهدف والغاية. الآن ما من بنت إلا وتدرس في المدرسة، فلو وجدنا في كل مدرسة معلمة ناصحة واعية مخلصة؛ معنى ذلك أننا استطعنا أن نوصل صوت الخير إلى كل فتاة، وهذا مكسب عظيم جدًّا إذا حققناه. كما أنه من الممكن أن تحرص المعلمة على إقامة الجسور والعلاقات الأخوية الودية مع زميلاتها المدرسات، ومع طالبتها، وطالما سمعنا ثناء الجميع على معلمة؛ لحسن خلقها، وطيب معشرها، وطالما استطاعت معلمة واحدة، أو مشرفة، أو إدارية، أن تقلب المدرسة كلها رأسًا على عقب؛ بل إنني أعرف حالات استطاعت مدرسة واحدة، في مطلع حياتها الوظيفية، أن تقلب قرية بأكملها وتحول الفتيات فيها إلى فتيات صالحات متدينات. الإضاءة الرابعة : عمل الداعية في بيتها: وفي مجال عمل الداعية في بيتها، أقترح بعض الاقتراحات السريعة، منها: أولاً: أن توفر المرأة مكتبة صغيرة للقراءة تضم مجموعة من الكتب الصغيرة المناسبة، يكون فيها: كتب توجيهية، قصص، كتب وعظية، بيان أحكام الصلاة، الأشياء التي يحتاج إليها في البيت، تعليم أمور العقيدة… ثانيًا: ومن المقترحات توفير مكتبة صوتية، تحتوي على عدد طيب من الأشرطة الإسلامية المفيدة: أشرطة في القرآن الكريم، أشرطة في السنة النبوية، أشرطة في الدروس والمحاضرات، أشرطة توجيهية، بيان بعض الأحكام التي يحتاج إليها أهل المنـزل، حتى بعض الأشرطة المفيدة الترفيهية في حدود المباح. ثالثًا: من المقترحات عقد حلقة أسبوعية لأهل البيت، درس أسبوعي لأهل البيت، تجتمع فيه النساء الكبار والصغار، ويتلقون فيه أشياء يسيرة: آية محكمة، سنة من سنن المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، تدريب على عبادة من العبادات، تعليم عقيدة من العقائد، تربية، قصة، أنشودة، قصيدة…، وما إلى ذلك. رابعًا: من المقترحات، تحسين العلاقة مع كافة أفراد المنـزل؛ تمهيدًا لدعوتهم إلى الله، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، فإن المرأة إذا كانت في البيت- سواء كانت زوجة أو بنتًا- واستطاعت أن تكون محبوبة عند الأم، وعند الأب، وعند إخوانها، وعند أخواتها_ فإنها تستطيع أن تؤثر فيهم كثيًرا، لكن إذا كانت الأمور على النقيض؛ فهي كمن يضرب في حديد بارد. خامسًا: مراعاة كبار السن وصعوبة التأثير عليهم، فكثيرًا ما تشتكي الفتيات من المرأة الكبيرة السن، قد تكون أمها، أو أم زوجها، أو خالتها، أو قريبتها، وأن هؤلاء النسوة لا يقبلن التوجيه، وإذا قيل لإحداهن شيء؛ قالت: أنتم تحرمون كل شيء! أنتم دينكم جديد! أنتم كذا، أنتم كذا… إن على الأخت الداعية أن تراعي حال مثل هؤلاء النساء كبيرات السن. سادسًا: من الحلول: مراعاة الحاجة إلى أسلوب ملائم في الدعوة، يتميز بالمدح والمؤانسة، وتطييب قلوب وخواطر الآخرين، بتقديم النصيحة لهم في قالب من الود والمحبة، ويمكن أن يأتي هنا دور الهدية؛ فإنها تسلُّ السخيمة من القلوب الإسلام اليوم |
كيف أقنع أهلي بأني كبرت؟
السؤال: كيف استطيع ان اقنع اهلي بانني كبرت؟ عمري 17 سنه وباقي لي سنة على مرحلة الجامعة ومازالوا اهلي يظنون انني مازلت صغيرة وانني لااستطيع اخذ قراراتي بنفسي مع انني عندما افكر جيدا بمستقبلي استطيع ان احقق الصواب واكون دائما على حق واشعر دائما بانني املك بداخلي طاقة استطيع بها ان ابني مستقبلي خاصة انني طموحة جيدا ومتفوقة جيدا في دراستي فماذا افعل؟ ........... الجواب: المستشار/ د. ابراهيم حمد النقيثان حين يكبر الوالدان ويكون الابن الصغير هو الأخير، فإنهما بطريقة لا شعورية ينظران لابنتهما أو ابنهما على أنه مازال صغيراً لم يكبر، لأن في كبره إشارة إلى أنها دخلا سن اليأس من الإنجاب، وبالتالي يحاولان أن ينكرا ذلك بكون الابن أو البنت ما زالت صغيرة، وبالتالي فهناك أمل بولادة تالية. قد يكون هذا السبب، وقد يكون – وهذا من الطبيعة البشرية – الوالدان ينظران للابن أو البنت أنها ما زالت صغيرة وتحتاج عنايتهما ورعايتهما، وبالتالي لا يلاحظان عليها التقدم في العمر. أختي يمكنك إقناع الأهل بأنك كبرت وتستطيعين إدراك الأمور من خلال ما يلي: 1 – التفوق الدراسي. 2 – المشاركة الجادة والبناءة في المحيط الأسري. 3 – الدخول معهما في تقويم الأحداث المحلية والبعيدة. 4 – عند اتخاذ قرار فصلي في بيان السلبيات والإيجابيات لهذا القرار. هذه بعض الخطوات التي قد تقنع الوالدين برجاحة عقلك وصواب قراراتك، لكن اعلمي – أيتها الأخت – أنك بهذا العمر ينقصك كثيراً من التجارب والخبرات، ولذا لا تنفردي باتخاذ قرار هام دون مشاركة ومشاورة والديك. وفقك الله على طريق الحق وسددك. ........... المصدر/ موقع حلول للاستشارات النفسية والسلوكية |
مشكورين جدا
|
اتمنالكم التوفيق والسداد
|
الله يسلمكم,,,
|
الساعة الآن 11:10 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab