منتديات موقع بشارة خير - من منافع بكاء الاطفال

بارك الله لكم

حتى طفلك يقول: لا أنام! هل يخاف من الظلام؟ أم من الأحلام المزعجة؟

--------------------------------------------------------------------------------

مجموعة من الامهات جلسن يتشاكين متاعبهن حول نوم اطفالهن.
قالت الأم الأولى: طفلي يقول لي انه يخاف من النوم!
وقالت الأم الثانية: طفلتي لا تستطيع النوم في العتمة!
أما الأم الثالثة: فاعترفت ان طفلها يخاف من اللصوص، فيما قالت الرابعة: سألني طفلي هل في بيتنا أشباح؟
مخاوف هؤلاء الامهات، وقد تكونين واحدة منهن، تلتقي حول مشكلة نوم اطفالهن، اما الاسباب فهي مختلفة في ظاهرها فهل تكون حلولها مختلفة ايضا؟
اكتشفي هنا الاسباب واستفيدي من نصائح المختصين.
تنشأ لدى كثير من الاطفال خلال سنوات العمر الاولى مشكلات في النوم، بسبب الخوف والقلق وبعض هذه الاسباب يدعوهم الى البكاء عند وضعهم في الفراش، او يدفع بعضهم لرفض الذهاب الى النوم والمماطلة فيه. مما يرهق الآباء والامهات، خاصة عندما يستيقظ الطفل عدة مرات خلال الليل.
أنواع المخاوف
يرى كثير من خبراء التربية وعلم نفس الاطفال ان هناك الكثير من انواع المخاوف التي تواجه الطفل والتي تجعله خائفا عند الذهاب الى النوم او تثير قلقه، واهمها:
الخوف من الظلام
هذا الامر شائع لدى كثير من الاطفال وهو من ابرز الاسباب كما ان مصدر الخوف ليس من الظلام فقط ولكن من الظلال غريبة الاشكال التي تتكون على الجدران أو الستائر المتحركة أو الملابس المعلقة على الشماعات.
ولا يحبذ الاهل عموما نوم الاطفال والنور مضاء طوال الليل، بينما الطفل الخائف يريد ان تكون الغرفة مضاءة حتى الصباح.
في هذه الحالة ينصح الخبراء بإشعال الضوء في البداية وبالتدريج الى ان يعتاد الطفل على النور الخافت، لئلا تتحول حاجته الى الضوء الى عادة يصعب التحكم بها في المستقبل، فهي تؤدي الى جعل الطفل لا يخلد الى النوم بسرعة كما انه يستيقظ ايضا بسرعة.
في هذه الحالة، لا بأس من تزويد الطفل بمصباح كهربائي يوضع بجانب سريره في حال رغبته الذهاب الى الحمام ولكي يستطيع عند استيقاظه ان يعرف موقعه ويعيد ثقته بما حوله من الاشياء ولا بأس من ان ينام الطفل في الضوء الخافت وليس في الظلام.
الخوف من الأحلام المزعجة
في اوقات كثيرة تمر على الاطفال فترات تكثر خلالها احلامهم المزعجة وتؤدي الى استيقاظهم خائفين. وقد يساعد عند استيقاظ الطفل مفزوعا ان تتحدث الأم معه لفترة من الوقت وتجعله يشعر بالطمأنينة، ومن المفيد ايضا الحديث عن الحلم المزعج لتظهري له أن خوفه ليس في محله وان هناك فرقا بين الواقع وبين الحلم، واقناعه بأنه لا يوجد ضرر من الاحلام.
الخوف من الأشباح
قد تحدث صعوبات النوم بسبب خوف الطفل من الاشباح وهي بالطبع نتيجة تهيؤاته، حيث يظن انها معه في الغرفة، او خوفه من لصوص قد يهجمون عليه، وقد تبدو هذه المخاوف غير واقعية بالنسبة للاهل، إلا انها واقع بالنسبة للطفل والقلق الذي يشعر به لا شك انه حقيقي.
ومن المهم اشعار الطفل بالامان والطمأنينة والحماية، لا بأس من جعل الطفل يتأكد بنفسه بأن لا وجود لأي شيء في غرفته سواء من الاشباح أو اللصوص، مع مراعاة عدم البحث في كل ركن من الغرفة، فذلك يؤدي الى نتيجة عكسية، حيث يرسخ الاعتقاد لديه بأن تهيؤاته صحيحة.
الخوف من الأفلام المرعبة
عند مشاهدة افلام الرعب المخيفة او الافلام العنيفة التي تشعر الطفل بالرهبة يشعر الطفل ايضا بخوف غامض من النوم لان مخيلته تكون مليئة بتلك الصور المرعبة.
الخوف من البلل
يزيد قلق الطفل الذي ما زال يبلل نفسه، وتخفت رغبته بالنوم، خاصة اذا كان سيتعرض لعقاب او تأنيب او استهزاء من اهله.
الخوف عند مرض أحد أفراد الأسرة
هذا الأمر يحدث للاطفال الذين يكونون شديدي التعلق بوالديهم مما يؤدي بهم الى اضطرابات في النوم وعدم الرغبة اساسا للذهاب الى الفراش.
أسباب نفسية
يرى كثير من الخبراء ان هناك دوافع واسبابا نفسية تدفع بعض الاطفال للخوف من النوم او الامتناع عنه ومنها:
* التلهف من قبل الاهل على وضع الطفل في الفراش لأي سبب من الاسباب يؤدي في معظم الاحيان الى نتائج عكسية لشعور الطفل ان الاهل يريدون التخلص منه فيرفض الذهاب للنوم وخاصة عندما يعلم أنهم سيكونون خارج المنزل.
* كما ان الطفل في بعض الاحيان يتعمد لفت الانتباه وجعل أفراد اسرته يهتمون بموضوع نومه فلذلك قد يدعي الخوف او يرفض الذهاب للنوم.
* كذلك تخويف الطفل او عقابه بالذهاب الى الفراش يؤدي الى ربط النوم بالعقوبة وبالتالي تمرد الطفل وعدم رغبته بالذهاب للفراش.
ليتغلبوا على مخاوفهم
عندما يذهب بعض الاطفال الى النوم ويستلقون على الفراش يكونون معرضين لان تستبد بهم الافكار والتهيؤات المزعجة في معظم الاوقات، كما تقل سيطرتهم في هذا الوقت على احاسيسهم ومخاوفهم وهذا يدفعهم للجوء الى الاهل ليشعروا بالحماية والامان.
وتستطيعين ملاحظة قلق طفلك من خلال كثرة تقلبه في الفراش، وهي محاولة من الطفل ليتغلب على الافكار المخيفة بإشغال نفسه بالحركة.
ويرى الدكتور محمد هلال الاختصاصي في علم نفس الطفولة ان نجاح الام يتوقف في علاج المخاوف التي يمر بها طفلها على تفهم هذه التهيؤات والمخاوف، ويؤكد ان مجرد قيامك بتحويل افكار طفلك عن مصدر الخوف او تجاهله انما هو حل مؤقت ولا يزيل الخوف عنه، وكذلك مواجهته بمصدر الخوف كأن تقفلي عليه في غرفة مظلمة ليتخلص من خوفه من الظلام ليرى انه لن يحدث له شيء هو ايضا حل غير ناجح ويؤدي الى تعزيز الخوف وامتداده ليشمل اشياء اخرى ويمتد معه لسنوات طويلة.
وينصح الخبير بالتحدث مع الطفل ومعرفة الاسباب الكامنة وراء مخاوفه او قلقه وتفهمها وابعاده عن مصادر الخوف حتى يبلغ درجة من النضوج الذهني تمكنه من فهم مصدر الخوف بصورة جديدة قريبة من الواقع، ومن ثم يستطيع التحكم في مشاعره حول هذا الموضوع، والتدرج مفيد جدا في ازالة الخوف والقلق من نفس الطفل.
كما ان اسلوب تعاملك معه يجب ان يكون قائما على التفهم، لا ان تقومي بردود افعال مختلفة لنفس الحدث، فمثلا عندما يستيقظ وهو يبكي خائفا قد تسمحين له ان ينام في غرفتك، وفي ليلة اخرى تنامين معه في غرفته، ومرة ثالثة تتركينه ليبكي ولا تذهبين اليه، كل هذا يجعل الطفل لا يتغلب على مخاوفه ولا يستطيع ان ينام بهدوء.
تعرفي على مصادر مخاوفهم
يذكر الدكتور محمد هلال ان صعوبات النوم لدى الاطفال تنقسم الى قسمين:
القسم الاول: الذي يعتمد على مراحل التطور
القسم الثاني: يعتمد على التفاعل بين عوامل التطور وعوامل المحيط. ويقول ان علينا فهم سبب قلق الطفل وخوفه، ومحاولة ترجمة الاحداث موضوع الخوف واخبار الطفل بأنها امور طبيعية سوف ترافقه في حياته وتواجهه باستمرار. كما لا ينبغي الضغط عليه او تحقيره او مقارنته بأطفال آخرين من نفس عمره. وابعاده عن مصادر الخوف والقلق الى ان يستطيع عقله ان يتفهم ذلك. ومن المفيد تعريض الطفل بشكل بسيط وتدريجي لمصادر الخوف فمثلا خوفه من حجرة معتمة اقل من خوفه من غرفة مظلمة كما ان القلق والحماية والهيمنة الزائدة عن الحد من الاسباب التي تؤدي الى تكوين صعوبات في النوم وتزيد من مخاوف الطفل، فكثير من الامهات يقمن بالتردد على اطفالهن في المساء بشكل متكرر فيؤدي ذلك الى ازعاج الطفل وبقائه مستيقظا مترقبا عودة امه اليه.
من اطلاعاتي