انتهينا من الإشارة إلى أهمية الفحوصات التي ستكشف لنا أسباب اضطرابات النوم، واسباب الشعور بالإجهاد والتعب، وهنا سأذكر احتمالات الإصابة بالدوخة والدوار وشراهة الطعام، وبعض مشاكل الجهاز الهضمي.

من تعاني من الدوخة والدوار من الضروري المسارعة لإجراء فحص ( للأذن ) فقد تعاني من التهاب في الإذن أو أمراض أخرى متصلة بالأذن، وعادة تلك الأمراض المتصلة بالأذن تؤدي لنوع من الدوار، وأيضا ضعف الدم يؤدي للشعور بالدوار، وكذلك هبوط ضغط الدم، قلة النوم، الصداع النصفي، ارتفاع السكر، هبوط القلب، وكذلك المجهود الكبير الذي نبذله في العمل أو الدراسة لفترة طويلة قد يؤدي للدوخة، خاصة إذا صاحبه سوء تغذية، أيضا بعض الأدوية تسبب الشعور بالدوخة، ولذا يجب التركيز على أي أدوية حديثة تناولناها مؤخرا وابلاغ الطبيب بالأعراض المستجدة، وطبعا هناك دوار يصيب البعض عند صعود المرتفعات، وغيرهم عند ركوب بعض الطائرات أو البواخر. وهناك أسباب أخرى... لهذا يجب مراجعة طبيب عام سيقوم بفحص الأذن وسيرى إن كان هناك أي التهاب، وإن لم يكن التهاب فسيقوم بإجراء فحوصات أخرى، وفي حال صرف أي علاج ولم يحصل أي تغيير يجب عدم السكوت على هذا الأمر، واللجوء لطبيب خاص ( أذن وأنف وحنجرة ).

أما الشراهة في الطعام: فقد يكون سببها كما ذكر الأطباء:
زيادة في افراز الغدة الدرقية، امراض السكر، تناول بعض الأدوية مثل ادوية مضادات الاكتئاب والأدوية التي تحتوي على كورتوزون.ومن الجدير الإشارة إلى أن فترة المراهقة يحصل فيها لدى البعض شراهة في الطعام.
أما امراض الجهاز الهضمي سنأخذ على سبيل المثال امراض المعدة كالالتهابات البسيطة، معاناة مثل الحرقة والحموضة وارتداد الطعام وما يشير لوجود فتاق المعدة، ايضا هناك القرحة ومشاكل في القولون وعسر الهضم ... كل تلك الأمراض قد تكون عضوية أو منبعها اضرابات نفسية.

أخواتي،
في بداية الموضوع ذكرت عدة علامات وكنت على يقين أن أكثر القراء سيتبادر إلى ذهنهم أنهم يعانون من ( الاكتئاب)، وهذا الأمر صحيح ولا يخفى على الكثير من المطلعين على هذا المرض، ولكن كما رأيتم، فقد ذكرت لكم أيضا ما يدل على أن تلك العلامات قد يكون لها سبب عضوي، فاضطرابات النوم، والشراهة في الطعام، وبعض امراض الجهاز الهضمي، والشعور بالإجهاد والتعب، والدوار والدوخة، كل تلك العلامات قد يكون خلفها أمراض عضوية، لهذا من الضروري أن لا نستعجل الحكم على أنفسنا، حتى وإن كنا نشعر بالتعاسة والحزن والملل وكراهية الحياة .... الخ، فوجود هذه المشاعر وتزامنها مع الأعراض الأخرى ليس بالضرورة علامة دالة على الاكتئاب، فالملل له أسبابه، والحزن قد يكون لأسباب كثيرة تراكمت حتى أفقدتنا الاستمتاع بالحياة، وفقدان عزيز قد يترك أثر بليغ في نفوسنا، وإصابتنا ببعض الأمراض السابقة قد يزيد الطين بلة كما يقولون، لهذا نصيحتي الأخيرة لكم، قبل أن تحكموا على أنفسكم بأنكم تعانون من اكتئاب، حاولوا معالجة أنفسكم عن طريق طرق أبواب الأطباء المتخصصين، وما عليكم إلا الذهاب لطبيب عام ليقوم ببعض الفحوصات ليعرف أسباب العلامات التي ظهرت لديكم لتتأكدوا من عدم إصابتكم بأي مرض عضوي، فكم من شخص سمع من زميله وصفة ولم تنجح، وأنا إن شخصت كل من يعاني من اضطراب النوم، وشراهة الأكل والتعب بأنه يعاني من اكتئاب، فإن النصائح التي سأقدمها له لن تفيده البتة في حال كانت تلك الأمراض عضوية، وعندها ستتعب نفسيته أكثر وأكثر.
بادروا بطرق ابواب الأطباء للتأكد من سلامة الجسد قبل أي شيء.

سنختم إن شاء الله هذا الموضوع غدا بالحديث عن افضل الوسائل لعلاج من أجرى جميع الفحوصات الطبية وظهرت سلامته من اي مرض عضوي وتبين أنه دخل في دائرة الاكتئاب.


أتمنى لكم السعادة.