![]() |
واتل القرآن وسبـــّـح فيهِ مجتهداً
فإنـّـه شهرُ تـسبـيــــــــــحٍ وقرآنٍِ واحمل على جسدٍ ترجو النَجاة له فسوف تضرمُ أجسـاد ٌبنيـــــــرانِ |
نجوع ونحن نعلم متى سنأكل ؟
فتذكروا من يجوع ولا يدري متى يحين طعامه اللهم إن أهل بلاد الشام جياع فأطعمهم . |
|
الصوْمُ للحيران طوْقُ نجاةِ .. .. وطريقهُ الهادي إلى الجنَّاتِ
وعليه معراجُ اليقين إلى الهدى .. .. يمتدُّ فوق مهالِك الشهواتِ ويُطَهرُ الإنسان حتى إنه .. .. روحٌ يكادُ يُضيءُ في الظلماتِ ويرى على نور الحقيقة عالمًا .. .. مُتألقَ الأعماق والجنباتِ فيه الحياة تراجعت أدرانها .. .. وتطهرت من حمأةِ النزواتِ وغدتْ كدار الخلد طيبَ ريحُها .. .. نفسُ الملائِكِ طافَ بالرَّحماتِ إن ضاقت الدنيا وقل ضياؤها .. .. ومضت مسالِكُها إلى العثراتِ وتنوعتْ فيها الكُروبُ وعُبِّئتْ .. .. ترْمي قلوبَ الناسِ بالحسراتِ وتزيدُ في ليل العذابِ شُجونهُ .. .. تنساقُ أمواجًا من النكباتِ وتُهيلُ فوق النيراتِ غبارها .. .. فتردُّ نور الكونِ للظلماتِ فإذا بخطْو السائرينَ على اللَّظى .. .. يمتدُّ في دربٍ من الجمراتِ زكَّى الصيامُ لها عزيمة صابر .. .. يمشي على رمضائها بثباتِ يسعى ويؤمنُ أن ربَّك قادرٌ .. .. والنصرُ بالصبر الجميل مُواتِ مهما طوانا الليلُ في أعماقِه .. .. فالفجر منتظرٌ على العتباتِ ولنا بموصولِ الكفاح خلاصنا .. .. يأتي بما نبغيه من ثمراتِ وصيامُنا يُحيي مواتَ حياتِنا .. .. ويدُقُّ نبض الرُّوح في العزماتِ ويضيءُ في كلِّ الدروب علامة .. .. تهدي بها ما اعوجَّ من خُطواتِ ويعيدُ في غبش الحياة بريقها .. .. لترى وتّمْعنَ صادق النظراتِ فتهمُّ تكتسحُ الطريق وتستوي .. .. تطوي الذي قد فات من وقفاتِ يا رب !! في ألق الصيام ونوره .. .. وطهارة الأنفاس في الصلوات أدعوكَ من قلبٍ لفرطِ صفائهِ .. .. تتطهرُ الدعواتُ بالعبراتِ ألا ترُدَّ عن المحجةِ قاصدًا .. .. حثَّ الخُطى مُتوهِّجَ اللهفات اسلام |
ما مِن ليلة رمضانية تُغادر إلا وقد كتبت لائِحة تحمل أسماء عُتقاء من جهنّم ، يا الله إجعلنا منهم
|
هُوَذا الصَّـباحُ المُستْبينْ يَزْهو بعيدِ الُمؤْمنينْ
هُوَذا الشُّعاعُ الغَضُّ طَلْـ ـعَتُهُ تَسُرُّ النّاظِرينْ وَيُجَلْجِلُ التكْبير .. يَصْدَ حُ بالبَشائرِ في العَرينْ وإلى المُصَلّى يَسْتحِثُّ الْ ـخَطْوَ رَكْبُ المُهتَدينْ والصِّبْـيَةُ الأغــرْارُ في مَرَحٍ .. وفي خَفْضٍ .. وَلينْ طاروا كَأسْرابِ العَصـا فير الطّليقَةِ .. آمِنينْ وَتُصـفِّقُ الـدُّنْيا رضـاً للأَبْريـاءِ الطّاهـِرينْ وعـلى المـحبَّة يَلْتقي شَمْلُ الصِّحابِ مُهَنِّئينْ * * * العيـدُ جـائزَةُ السـَّماءِ .. وَمِنْحَةٌ لِلْمُتقينْ بُشرى القـَبولِ .. وَفَرْحةٌ للصّائمينَ القائمينْ طابتْ شمائلُـهُمْ .. فبـا توا كاَلملائِكِ مُخْبتينْ يَتَنافَسون بطاعةِ الــرَّ حمْنِ . . غَيْرَ مُذَمَّمينْ * * * يا إخْـوَتي .. طُوبى لكُمْ غُرَّ الوُجوهِ محُجَّلينْ شَمـْسُ الهـِدايَةِ نورُها يكسو المُحَيّا وَالجَبينْ جُعْتُمْ .. وما جاعَتْ قُلو بٌ .. زادُها نورُ اليَقينْ وظمِئْتُمُ .. لكنَّ في الفِرْ دَوْس رِيَّ الظامئــينْ وهنـاكَ في دارِ السـَّعا دَةِ راحَةٌ للمُتْعَـــبينْ * * * يا مَنْ تنكَّبـْتَ الـهُدى وَغَفَلْتَ بَيْنَ الغـافِلينْ أشْفِقْ على عُمُرٍ يَضيــ ـعُ .. وَيَنْطَوي عَبْرَ السِّنينْ هَلاّ ارْتَقَيْتَ إلى ذُرى الإيمانِ .. بَيْنَ المُرْتَقينْ ؟ وَعَرفْتَ أسْرارَ الخُشو عِ ... وَنَشْوةَ المُتَضرِّعينْ؟ الشوق جَنَّحَهُ الهُيـــا مُ .. فَرَفَّ مَشْبوبَ الحَنينْ يا لَلْقُلوبِ .. ولَلْعُيو ن .. تَفيضُ بالدَّمْعِ السَّخينْ وَتَصَدِّعُ الصَّخْرَ الأ َصَمَّ قوارِعُ الذِّكْرِ المُبينْ رَبّاهُ .. وَالصَّوْتُ الحَبيـ ـسُ .. يَنوءُ بالألَمِ الدَّفينْ عَصَفَتْ بنِا ريحُ الخُطـو بِ .. وَأَنْتَ يا رَبُّ المُعينْ أوْطانَنا نَهْبٌ لأِطْـــ ـماعِ الذّئابِ المُعْتَدينْ وَمِنَ الدَّمِ المَسْفوحِ قَدْ مُلِئَتْ كُؤوسُ الظّالمِينْ يا رَبِّ فامْنَحْنا على الـ ـبَلْوى ثَباتاً لا يَلينْ وَاكْشِفْ بقُدْرَتِكَ الغَوا شي مَزِّقِ اللَّيْلَ المَهينْ بكَ نَسْتَجيرُ وَنَحْتَمي بكَ يا إلهي نَسْتَعينْ نفحاتُ (( بَدْرٍ)) إذْ تَهُـ ـبُّ وَرَوْعةُ (( الفَتْحِ المُبينْ )) تَزْهو حَدائِقُنا العِجا فُ .. وَنَرْتَقي دُنْنا وَدينْ * * * شَهْرُ الصِّيامِ غَداً سَيَشْـ ـهَدُ عِنْدَ رَبِّ العَالمينْ وَيَقولُ قَوْلَةَ صـادقٍ: يا نِعْمَ أجِرُ العامــلينْ أحمد محمد الصديق |
كيف يتغير الواقع ؟
كيف يتبدل الحال ؟ و أمتنا ضيعت الصلوات ؟ http://islam-call.com/uploads/Audio/asalat.mp3 محاضره مؤثره للشيخ / خالد الراشد |
قال صلى الله عليه وسلم :
مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " . رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني |
مـا أعظم أجر المرأة فى رمضان
لها اجر الصيام , وأجر العمل في المنزل وأجر إفطار صائم فاللهم أرحم ضعفهنّ وتقبل عملهنّ ورزقهنّ من واسع فضلك |
((نصيحـــــــــــــــــــــــــــه طوبى لمن عمل واخذ بها )) احذر أن تصوم رمضان وتقوم الليل وتختم القرآن وتتصدق وتقضي حوائج النآس ثم تذهب حسناتك لغيرك بسبب الغيبة أو الشتم والسب والحسد . |
همســـــــــــــــــــــــه ..
لِيسَت العَبرة ( أينَ وَصلتّ ) فِي تلاوة القُرآنْ بَل العَبرة ( أين وصل ) القُرآنْ فِي قلبك !!! |
قال بديع الزمان النُّورْسي:
إن الله سبحانه وتعالى قد خلق وجه الأرض مائدة ممتدة عامرة بالنِّعَم التي لا يحصرها العدُّ، وأعدها إعداداً بديعاً من حيث لا يحتسبه الإنسان. فهو سبحانه يبين بهذا الوضع كمال ربوبيته ورحمانيته ورحيميته، بيد أن الإنسان لا يبصر تماماً -تحت حجاب الغفلة وضمن ستائر الأسباب- الحقيقة الباهرة التي يفيدها، ويعبر عنها هذا الوضع، وقد ينساها. أما في رمضان المبارك، فالمؤمنون يصبحون فوراً في حكم جيش منظم، يتقلدون جميعاً وشاح العبودية لله، ويكونون في وضع متأهب قبيل الإفطار؛ لتلبية أمر القادر الأزلي: "تفضلوا" إلى مائدة ضيافته الكريمة...فيقابلون -بوضعه هذا- تلك الرحمة الجليلة الكلية بعبودية واسعة منظمة عظيمة... تُرى، هل يستحق أولئك الذين لم يشتركوا في مثل هذه العبودية السامية، وفي مثل هذه الكرامة الرفيعة أن يُطلق عليهم اسم إنسان؟! |
قِفي ها هُنا في رِحابِ الهـُـدَى ولله يا نفسُ فاسْتَسْلِمـي أطَلَّ عَلى النَّاسِ شَهْرُ الصِّيام فَبُشْراكِ بالوافِدِ المـُكْرَمِ هَلُمّي .. هَلُمّي .. بهِ نَحْتَفي ونُعْلِنُ عَنْ فرحَةِ المَقْدَمِ أُعيذُكِ مِنْ نَزَعاتِ الهَوَى وفي مَوْسِمِ الخِصْبِ أنْ تُحرَمي على عَتَباتِ الرّضا والسّلام أطيلي الوقوفَ .. ولا تَسْأَمي فإنْ جادَ بالعفْوِ رَبُّ السَّماءِ فحسْبُكِ ذلكَ مِـنْ مَـغْـنَمِ وحسبُكِ أَنّا عَفَرْنا الجَبينَ لدَيهِ .. وفي حِصْنِـهِ نَحْتَمِي * * * أيا نفسُ إنّا نشُقُّ الطريقَ على شَـوْكِ مِحْنَتِنا المُؤْلِـمِ نُريدُ لأُمَّتِنا أَنْ تَـسـيرَ على المنـْهَجِ الواضِحِ القَيِّمِ نُريدُ الحَياةَ التي تَرْتَقِي وتَسمـو بها هِمَّـةُ المُسْلِمِ فنَجْهَرُ بالأمرِ بينَ الأنام ونَصدَعُ بالحقِّ مِلءَ الفَـمِ ونَخْلَعُ قَيْدَ الهَوانِ الثّقِيلِ ونَنْهَضُ مِـنْ كَهفِنا المُظْلِـمِ و نَكتُبُ بالنّورِ (( فتحاً )) جديداً و"بدراً " نُسَطِّـرها بالـدَّمِ وتِلْكَ الأمانيُّ مَرْهُـــونةٌ بأَقدارهــا في الغَدِ المُلْهَـمِ * * * صِيامُكِ يا نفسُ فيهِ الخَلاصُ مِنَ الضَّعْفِ والعَجْزِ والمـأْثَمِ ومِعْراجُك الفَذُّ تَقْوى الإلهِ فَرَكْضاً إلى اللهِ .. لا تُحْجِمي أحمد محمد صديق |
برنامج غذائي متوازن وصحي في رمضان يحرص الناس في هذا الشهر المبارك على تناول الوجبات الكثيرة التي تسبب لهم في الغالب العديد من أمراض المعدة كالإمساك والتخمة الزائدة، ويغفل الكثير عما جاءت به السنة النبوية من آداب يتحلى بها المؤمن عند الإفطار، والتي بدورها حفلت بالعادات الصحية السليمة والتعاليم الطبية الواقية للجسم من الإرهاق والألم والتي هي في نفس الوقت تظهر فوائد الصوم ومنافعه العديدة.ولكي نصل إلى هذا النظام الصحي، يجب علينا أن نتقيد بتعليمات معينة متعلقة بالسلوكيات الغذائية في فترة الصوم، ويمكن إجمالها فيما يلي:- 1- الاستعجال بتناول وجبة الإفطار: وفي هذا يخبر نبينا صلى الله عليه وسلم قائلا : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه البخاري و مسلم , ولهذا الاستعجال فوائد وآثار صحية تعود بالنفع على الصائم , فالصائم الذي يصوم مدة طويلة تتراوح ما بين 10 إلى 14 ساعة يكون في أمس الحاجة إلى تعويض ما فقده من ماء وطاقة خلال فترة النهار, والصائم الذي يقوم بتأخير الإفطار عن وقته فإنه في الغالب يصاب بانخفاض مستوى السكر في الدم ومن ثم حدوث هبوط عام. 2- الإفطار على التمر: يبدأ الصائم عند الإفطار بأكل الرطب أو التمر، وفائدة ذلك تعويض ما استهلكه الجسم من السكريات خلال فترة الصيام، فإذا لم يتيسر للصائم الإفطار على التمر، ينتقل إلى الماء ويتناول معه قليلا من اللبن والحساء الدافئ، وبعد ذلك يأخذ الصائم قسطا من الراحة حتى يتأهب لمرحلة أخرى من الإفطار، ويذهب لصلاة المغرب. 3- تناول الإفطار الأساسي بعد الصلاة: حتى يتم الحصول على غذاء صحي متوازن، لابد أن تكون وجبة الإفطار مشتملة على العناصر الغذائية الرئيسية وهي :- البروتينات، النشويات، السكريات والدهنيات إضافة إلى المعادن والفيتامينات وليست هناك قيود على أنواع معينة من الطعام إلا إذا كان الصائم يعاني من أمراض معينة تتطلب حمية خاصة. وهنا نذكر الصائم ببعض النقاط المهمة التي يجب أن يضعها في عين الاعتبار: أ- تجنب الإفراط في الطعام وإتخام المعدة بشتى الأصناف. ب- الإقلال من استهلاك السكريات المكررة والمصنعة، كذلك الدهون بصفة عامة والدهون المشبعة بصفة خاصة. ج- تجنب الإكثار من التوابل والشطة والبهارات والمخللات. ح- الإكثار من تناول السلطة الخضراء والفواكه. د- ينصح أيضا بعدم الإكثار من شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة لأنها ترهق المعدة، ومحاولة الابتعاد التام عن المياه الغازية والعصائر المحفوظة غير الطبيعية. 4- التنبيه على بعض العادات السيئة بعد الإفطار:- - مما اعتاده بعض الناس في رمضان النوم بعد الإفطار, وهي من العادات السيئة والشائعة. - كذلك مما اعتاده الناس التدخين, حيث من الملاحظ أن الكثير من الصائمين يهرعون بعد الأذان أو الإفطار إلى التدخين ظناً منهم أنها وسيلة لإشباع الجوع والعطش, ويغفل عن الأضرار التي يسببها التدخين خاصة وأن معدته خالية من الطعام، ناهيك عن تأثيراته السيئة على شهية الصائم، وغير ذلك الكثير من أخطاره وآثاره السيئة على الجسم. - ومما اعتاده الكثير الإفراط في شرب الشاي والقهوة والمشروبات السكرية, وهذا له آثار سلبية على المعدة. 5- لكي تتجنب الإمساك في رمضان : من المعلوم أن المعدة الخالية بعد فترة صيام طويلة لا تقبل كمية كبيرة من الطعام مباشرة من غير تنبيهها وإعدادها لذلك, وإن تناول الطعام بكميات كبيرة وعلى دفعة واحدة يسبب آلاما في المعدة والأمعاء, ومشاكل عسر الهضم، والتي تظهر على شكل انتفاخ وغازات في البطن وإمساك، وهذه الأعراض لا تقف عند هذا الحد بل تؤدي إلى الإحساس بالكسل والخمول والفتور، ولذا ننصح الصائم بتناول الإفطار على فترتين فترة أولى فيها التمهيد للمعدة وهو الإفطار على التمر، وفترة ثانية تكون بعد الصلاة مع مراعاة عدم الإكثار من تناول الأطعمة، واتباع نظام غذائي متوازن وهو ما ذكرناه آنفا . وفي النهاية على الصائم أن يتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :- ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد و الترمذي . والله أعلم. اسلام |
|
|
القرآن الكريم شفاء المؤمنين ، وإمام المتقين ،
فمن أهتدى به هُدي ومن صُرِفَ عنه شقي وابتُلي ! الحسن البصري رحمه الله |
قال ابن تيمية :
الاستغفار أكبر الحسنات وبابه واسع ، فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو رزقه أو تقلب قلبه ، فعليه بالاستغفار !! استغفر اللہ ♡ |
أن العكوف على الفضائيات صدعن سبيل الله
وإضعاف لأثرالدين، وذلك من خلال ماتبثه من مشاهدفاضحة،وطعنا في الدين، تُلْقى على عقول خواء،وأفئدة هواء |
هذا رمضاننا فكيف رمضانهم؟!
بسم الله الرحمن الرحيم بقيت دقائق على أذان المغرب ..حولي وجوه واجمة تترقب الأذان لتلتهم التي أمامها .. سفرة ممتدة فيها أصناف وأنواع من الطعام نعجز عن أكل ربعها ثم يكون مصيرها المزابل والنفايات .. لايكاد المؤذن ينوي برفع الأذان وينطق أول حرف حتى ترى تلك الأيادي التي كانت ساكنة قبل برهة قد استحالت أفاعي تمتد إلى كل شيء أمامها ولا تكاد تترك صحنا إلا ومدت وجهها فيه تتفحصه وتتذوقه .. ينتهي المؤذن من أذانه ثم يقيم فلا يكاد يجد الإمام أحدا يصلي معه .. الكل منشغل وأحسنهم حالا من يتعجل ليلحق الإمام في تشهده ثم ينقر ثلاث ركعات ليرجع إلى سفرته .. وتأبى شهامته ويأبى كرمه أن يبقى ذلك الفطور على السفرة فيستبدلها بأنواع أخرى ولا يكاد ينتهي منها حتى يصبح جسده خاملا ليؤدي العشاء بتثاقل ثم يرجع لينام ..سويعات ويقوم ليأكل مرة أخرى وثالثة حتى أذان الفجر .. للأسف هذا حالنا مع رمضان وهذا رمضاننا فهل فكرنا لحظة كيف رمضانهم؟؟ تحت وطأة العدوان البوذي وبين مثالب الجوع والتشريد يقطنون في خوف .. لياليهم حالكة الثياب غدافية الإهاب لايكاد الواحد منهم يجد مايتسحر عليه إلا تلك الأوجاع التي خلفتها له الأمة الإسلامية .. يجلس ولأن المكان لايتسع له لا يحتاج إلى سفرة ثم إن مايفطر عليه لن يحتاج إليها على أية حال يرقب أذان المغرب يرفع يديه يرسل دعواته نحو السماء..يسمع صوتا خافتا يصدح بالحق فالحكومة البوذية لم تسمح برفع الأذان لأنها تعرف أن فيه عزة المسلمين ..يسمع الأذان فيبُلُّ أوراق الشجر الذي أمامه بالماء ثم يفطر باسم الله .. في مكان ليس كأمكنتنا وفي خيام هي مجرد قطع بالية من الثياب نصبوها بخشبة لتسمى مجازا خيمة .. يرقد ليله ولاينام فأي نوم سيهنأ به وأخوه معتقل وأخته تبكي الدم وأبواه آثرا الحياة الأخرى على هذه الحياة .. كيف ينام وأحلامه سرقت من بين يديه بل غصبت بل هي هدية من الأمة الإسلامية للبوذين .. رمضاننا أكل وشرب وتقلب في نعم فهل فكرنا يوما كيف رمضانهم؟؟ في دولة هي ليست بعيدة عنا علماؤها يفتون بجواز أكل القطط ثم يقول أحدهم حتى القطط لم تسلم من عدوان بشار ..فطور من حبات زيتون وزعتر وماء أعدوه وجلسوا ولكن شاء الله أن يكون إفطارهم ليس هنا بل هناك فسبقت إليهم المنية ..في سوريا بلد الشهداء لايجدون مايفطرون عليه ولو تصدقنا بفتات موائدنا لغرقناهم شبعاً .. ولكن من يفكر كيف رمضانهم؟؟ هذا رمضاننا فقبل أن تعد فطورك هل فكرت كم من جائع لايجد حتى بقايا طعام .. قبل أن تضع رأسك هل فكرت كم من بائس لايجد متسعا لرأسه الصغير.. هذا رمضاننا قهل فكرنا لحظة كيف رمضانهم!! إبراهيم محمد صديق |
الله يرزقنا التوفيق والسداد والقبول
|
من سير الصالحين في رمضان إسلام جَرير بن عبدالله البجلي في رمضان: جاء في ترجمة جَرير بن عبدالله البَجلي، وهو من أعيان الصحابةِ، والذي أسلَم في رمضان، وكان مِن آخِرِ مَن أسلم، وبايع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - على النُّصح لكل مسلم؛ جاء في صفة إسلامه: عن الواقدي: حدثنا عبدالحميد بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: قدِم جريرٌ البجلي المدينةَ في رمضان سنة عشر، ومعه مِن قومه خمسون ومائة. فقال رسولُ الله: ((يطلُع عليكم من هذا الفجِّ مِن خير ذي يَمَنٍ)). فطلع جريرٌ على راحلته، ومعه قومه، فأسلَموا. وروى أحمد قال: حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا يونس، عن المغيرة بن شِبل، قال: قال جرير: لمَّا دنَوْتُ من المدينة، أنختُ راحلتي، وحللت عَيْبتي، ولبِسْتُ حُلَّتي، ثم دخلت المسجد، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب؛ فرماني النَّاس بالحَدَقِ. فقلتُ لجليسي: يا عبد الله، هل ذكَر رسول الله من أمري شيئًا؟ قال: نعم، ذكَرك بأحسنِ الذِّكر، بينما هو يخطُب، إذ عرَض له في خطبته، فقال: ((إنه سيدخُل عليكم من هذا الفجِّ مِن خيرِ ذي يَمَنٍ، ألا وإن على وجهه مسحةَ مَلَكٍ))، قال: فحمِدْتُ الله. سير أعلام النبلاء (2/ 531). أهلَكه الله في رمضان: قال الإمام الذهبي في بداية ترجمة الحجاج في "سير أعلام النبلاء": الحجَّاج: أهلَكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلاً، وكان ظلومًا، جبارًا، ناصبيًّا، خبيثًا، سفاكًا للدماء. سير أعلام النبلاء (4/ 343). لم يُفطِر فيها يومًا: • في ترجمة عاصم بن علي في "سير أعلام النبلاء" وهو من أهل الحديثِ، من أصحاب الإمام شعبةَ: قال يعقوبُ بن شيبة: سمعتُ عاصمَ بن علي يقول: أخبرني أبي: أنه صام ثمانين شهر رمضان، لم يفطرْ فيها يومًا. سير أعلام النبلاء (9/ 262). ♦ ♦ ♦ ♦ حال ابن عساكر في رمضان: • جاء في ترجمة ابن عساكر: وكان مواظبًا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختمُ كلَّ جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكفُ في المنارة الشرقية، وكان كثيرَ النوافل والأذكار، يُحيي ليلة النِّصف والعيدين بالصلاة والتسبيح، ويحاسبُ نفسه على لحظة تذهَبُ في غير طاعة. قال أبو المواهب: وأنا أقول: لم أرَ مثلَه، ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه مِن لزوم طريقة واحدة مدةَ أربعين سنة؛ من لزوم الجماعة في الخَمْسِ في الصفِّ الأول إلا مِن عذرٍ، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة. سير أعلام النبلاء (20/ 562). أجود ما يكون في رمضان: روى البخاري من حديث الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضانَ، فيدارسه القرآنَ، فلَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة". ثم يخلو في بيته: • عبدالله بن عونِ بن أرطبان المزني: الإمام، القدوة، عالم البصرة، أبو عونٍ المُزنيُّ البصريُّ، الحافظ. قال بكار بن محمد السيريني في ترجمته: كان ابنُ عون إذا حدَّث بالحديث يخشَعُ عنده حتى نرحمه؛ مخافة أن يزيدَ أو ينقص. وكان لا يدَعُ أحدًا من أصحاب الحديث ولا غيرِهم يتبَعُه، وما رأيته يماري أحدًا، ولا يمازحه، ما رأيتُ أملَكَ للسانِه منه، ولا رأيتُه دخَل حمَّامًا قط، وكان له وكيلٌ نصراني يجبي غلته، وكان لا يزيد في شهر رمضان على حضوره المكتوبة، ثم يخلو في بيتِه. |
تلويث رمضان بلال بن عبد الصابر قديريبسم الله الرحمن الرحيم هذا التلوث يتجاوز ضرره دنيا الناس وعاجل حياتهم، إلى الإضرار بدينهم وآخرتهم، ويقلص من حرصهم على رضا خالقهم, هذا التلوث لا ينحصر ضرره على ثقب في طبقة الأوزون، ولكنه يُحدث في بيوتات المسلمين خروقاً تتسع على الراقع, وتترك الديار خراباً يباباً. هذا التلوث يتمثل في هذا السيل الهادر من الإسفاف الفضائي الذي يزعزع العقائد, ويهدم الأخلاق, في فضائيات الدجل تارة، وفضائيات الإسفاف الأخلاقي تارات أخرى, أو قد يخرج من خلال شاشاتها على المسلمين مفتون لا يقدرون للفتوى قدرها, وأنها تكليف قبل أن تكون تشريفاً, وقد تغتال هذه القنوات الطفولة بما تبثه لهم من أنواع الرذائل والجرائم في صورٍ كرتونية، فتنغص على الناس صفو حياتهم، وتكدر عليهم بيوتاتهم، فتغري النساء والولدان بما يُزَيَّن للناظرين مما لا تناله أيديهم, ولا يقدرون عليه طولاً، وتزعزع الأمن الفكري للمجتمعات المسلمة التي هي أحوج ما تكون إلى الأمن في جميع صوره في عصر الحروب والقلاقل. وبعد كل هذا الضياع والإضلال المتعمد تطل هذه الفضائيات بوجهها القبيح على المسلمين مع قرب كل إطلالة لهذا الشهر الفضيل: رمضان, تبشرهم بما ستمطره عليهم من الانحطاط الأخلاقي، والحرب العقدية في ليالي رمضان وأيامه المباركات، فيا لله العجب؛ شياطين الجن تصفد, وينطلق هؤلاء: أبالسة البشر, وشياطين الإنس لإغواء عباد الله!!. على حين غفلة من أهل الحق تسلط هؤلاء الشراذم الأقزام على مائدة رمضان, فاقتطعوا من أوقات الناس ما ملؤه ضجيجاً وعجيجاً, ومعاصي ومنكراتٍ تحت مسميات: السهرات الرمضانية، والفوازير والمسلسلات, والبرامج المضحكات، التي تزيد من رقعة الغفلة، وتوسع هوة الانفلات من الأحكام الشرعية والأخلاق الإسلامية المرعية، ورمضان لم يكن يوماً من الأيام مضماراً للمسابقات، ولا للمسلسلات التي تسلسل عقول الناس بالمنحط من الصور والأطروحات، نعم كان رمضان ميدان سباقٍ للمجتهدين المتهجدين، وموئل عباد الله الذاكرين، وكانت جنبات المساجد ميادين مسارعة إلى رضوان الله، فما كان المصلون للتراويح يخرجون إلا قرب بزوغ الفجر، وفروع الصباح, أمَّا هذه الصورة المقيتة وما يريدون إبراز رمضان فيه, فهو نتاج ما زنته في عقولهم الشياطين, فولَّدت هذه الصورة المشوَّهة التي يعملون لأجلها. ثم كانت ثالثة الأثافي حين تطاول هؤلاء الأقزام على عظماء الأمة ورجالات الإسلام, والكوكبة المباركة ممن كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة الأبرار، فصوَّرُوهم تمثيلاً، وأبرزوا جوانب من سيرتهم تضليلاً, وهكذا تنقض عرى الدين، وتغزى ديار المسلمين والله المستعان. هؤلاء الصحابة الذين هم أبر الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأقلهم تكلفاً، من شاهدوا التنزيل، وناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنفس والنفيس، خيار الناس بعد النبيين، رهبان الليل وفرسان النهار، يُتخذون غرضاً تنتضلهم سهام أهل العفن, فيا تُرى ماذا يراد بنا أيها المسلمون؟. وكما هو دأب أهل الفساد؛ كانوا ولا يزالون يبحثون عمن يبرر لهم, ويختلق المسوغات الشرعية لإفكهم، وسيجدون؛ لأن من المعروف أن لكل ساقطة لاقطة، فكانت الأعذار الواهية والمبررات المضللة. إذ قالوا: أصبح الفن والتمثيل ضرورة ومن ضروريات الحياة المعاصرة، وأمسى له تأثير هائل في حياة الناس سلباً وإيجاباً. قلنا: هذا التمثيل الذي عنه تتحدثون لا يجوز من حيث الأصل؛ لأنه ضرب من الكذب، والوسائل التي تُستغل في الدعوة إلى الله يجب أن تكون خالية من المنكرات. قالوا: حرَّم العلماء تمثيل الرسل والأنبياء, والعشرة المبشرين بالجنة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط. قلنا: يلزمكم فيمن منعتم تمثيله ما يلزمكم فيمن أبحتم تمثيلهم، فالكل صحابة قد ثبت لهم الفضل والرضوان من الله، نعم يتفاضلون في المنازل والدرجات حسب السبق إلى الإسلام ونصرته، لكن حفظ حقوقهم وصيانة أعراضهم واجب شرعي يشتركون فيه, {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد 10]. قالوا: قبل خمسين سنة مثَّل ناس سبقونا دور خالد بن الوليد، بل ومثَّل الممثل الإنجليزي "انطوني كوين" دور عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترض أحد. قلنا: لكل منهم ما اكتسب من الإثم وما كان ربك نسياً، ولا يزال من العلماء من هو قائم لله بحجة، وليست أفعال آحاد الناس حجة على الإسلام, فالكل يؤخذ منه ويرد إلا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: التاريخ ملك للجميع, والمسألة ليست دينية بحتة, ويظل قرار التمثيل قرار الشركة المنتجة. قلنا: ولأن تاريخ المسلمين ملك للمسلمين فإنهم لا يسمحون لأحد بالعبث فيه, وتغيير الصورة الناصعة التي ارتسمت في أذهان الناس عن هؤلاء العظماء الأفذاذ، وكيف تُقصون حكم الدين عن معترك النزاع وأنتم تتمسحون بمسوح التعلق به ومحبته وخدمته؟، أضف إلى ذلك: أنه كيف يترك القرار بيد أصحاب شركات همهم النجاح المالي على أي حساب كان؟!. قالوا: سيقوم بالتمثيل شخصيات فنية محببة لا اعتراضات عليهم في سلوكياتهم عبر مشوارهم الفني. قلنا: وأنَّى ذلك من وسط هذا الركام من العفن الفني الذي يزكم الأنوف بنتن الروائح, ويكسر الخواطر بعظيم الفضائح. وبعد: يبقى إيضاح الواضحات من المشكلات.. وليس يصح في الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليل إنه اجتراء على أبطال الأمة ورجالات الإسلام من قبل أراذل وأقزام، إنه انتقاص لمن قال الله عنهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [سورة الفتح 18]. هؤلاء الذين سبقت لهم الحسنى من الله وهم في بطون أمهاتهم، فاختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم القائل: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) متفق عليه, وهم خير الناس وخير القرون بنص الحديث النبوي، إنهم الصحابة الذين هم: ((أمنة للأمة فإذا ذهبوا أتى الأمة ما توعد)) رواه مسلم. هؤلاء الجهابذة يقحمون في دراما فنية يغلب على أجوائها الكذب، والاختلاط، والمشاهد الفاضحة، وما يصاحب البث من موسيقى محرمة، أضف إلى ذلك ما يقع من تزوير للتاريخ، وتلبيس للحقائق بالخطأ مرة، وبالقصد مرات، فيغدو المنكر معروفاً والمعرف منكراً. ألا ترحمون أبنائنا وبناتنا الذين يبحثون عن القدوات؟ فتقدمون لهم هؤلاء القدوات في صورة الفاتحين تارة، وتارة أخرى على الأسرة مع النساء ؟!. يزيد الأمر خطورة حين يلبسون تلك الأعمال الفنية لبوس الحرص على التاريخ الإسلامي، فيعدون بها ويبرزونها في أيام شهر رمضان ولياليه؛ ليجمعوا مع الإثم السابق ذكره حرمة الزمان وانتهاك قدسية رمضان. وبعيداً بعيداً عن تلك الأجواء العفنة, والأيادي الآثمة؛ يأتي السؤال: ما هو الواجب على عامة المسلمين تجاه هذا التلاعب؟, لابد أن نعلم أن الكل شريك في الواجب الشرعي بالاحتساب والإنكار كلٌ بحسبه، والجميع مخاطبون بقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنعام68], وبقول الله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [سورة هود 113]، ويقول سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة2], والدعاية لها والجلوس لمشاهدتها من الإثم والعدوان بلا شك . يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب))، ويقول: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)). فكيف لعاقل طهر نفسه بالصيام نهاراً, وبالقيام ليلاً, بالقرآن تلاوة وسماعاً, كيف له أن يُسلِم نفسه وعقله لهؤلاء السَرَق الذين يسرقون حسناته فيصبح عرِيَّاً منها، فيقسو قلبه بعد رقته، وتخبث نفسه بعد انشراحها ، فلا رقة ولا دموع, ولا خضوع ولا خشوع؟!. إنه تلوث فضائي يعود بالنقص والثلب على الدين و العرض, فحري بنا التصدي له, والأخذ على أيدي رعاته ودعاته والقائمين عليه, قبل أن يقع الميل العظيم {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء 27] فتغرق السفينة بسبب خروقاتهم المتكررة, سيما في الزمان الفاضل والأوقات المباركة. |
لصوص رمضان محترفون يسرقون روحانية الشهر ، وفرص الأجر ويفتحون أبوابًا للوزر!! وفيما يتأهب الكون لولوج هذا العالم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان يتأهب ما تبقي من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام لصرف القلوب إلى فضاءات البث المباشر في الفضاء الذي أدركه ما كسبته أيدي الناس من الفساد الذي ظهر في البر والبحر ! وما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة ، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية ، وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان وطاعة الله فيه !! بل على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية ، حيث يتولى قطاع ممن تشربت قلوبهم فتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في هذه الحياة حق وباطل !! وتتوسع وسائل الاعلام في إفراد المساحات من وقت البرامج المبثوثة ، وصفحات الوسائل المقروءة لعرض تفاصيل مهازل اللهو تحت مسميات " الفوازير " و " المسلسلات " و " المسابقات " وبرامج " النجوم " و " الكاميرات الساخرة " وبرامج " المنوعات " وما يطلبه المتفرغون لاستقبال ومتابعة غثاء المتفرغين لإشغال الناس وإحالة حياتهم إلى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت ، بل هدر العمر !! واكتساب النجومية والشهرة والمال والمكانة بأرصدة الغثاء المتجدد فيما تتردى أحوال الأمة من عام إلى آخر وتتخلف ، وتضعف وتؤكل وقد انتقصت من أطرافها ، وتمكن منها أعداؤها وساموها سوء العذاب يقتلون رجالها وأبناءها ، ويستحيون نساءها ، ويستبيحون الممتلكات والأعراض ، ويحيلون بلاد المسلمين إلى خرائب ، ومقابر فردية وجماعية وأعزة أهلها أذلة وما تبقى منهم إلى مشردين ولاجئين ! شهر رمضان عاشت فيه الأمة انتصاراتها حيث أمر في رمضان بالجهاد ، وكانت غزوة بدر الكبرى ( يوم الفرقان ) ، وكان فتح مكة ( الفتح الأعظم ) !! كما وقعت فيه موقعة بلاط الشهداء ومعركة عين جالوت .. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن العظيم محفوظًا بحفظ الله له . هذا الشهر الذي فضله الله على سائر الشهور وأمسى في زماننا محطة للهو واللعب ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما أحل الله وحرم إلا بين من رحم الله وعصم من أهل دين الإسلام الذي أبى الله إلا أن يتمه ولو كره الكافرون ، هذا الدين الذي بشر بظهوره القرآن على الدين كله . لم يعد قطاع واسع من المسلمين يسمع عند حلول رمضان إلا ما يبشر باحتدام المنافسة بين القنوات الإعلامية التلفزيونية الفضائية وغير الفضائية ، والقنوات الأخرى الإذاعية وغيرها لاستقطاب المشاهدين والمستمعين والمتابعين ، وما يبشر باقتراب البرامج المنتظرة من برامج دروات الرياضة الرمضانية لإشغال شباب الأمة وصرف قلوبهم حتى في أرجى فرص العام للعودة إلى الله والسمو بقلوبهم ونفوسهم وبصائرهم وأرواحهم !! والتبشير بمواعيد المباريات الرياضية الساخنة ومسابقات الكؤوس المحلية والخارجية ، والتبشير بمهرجانات التسوق الرمضانية لترسيخ العادات الاستهلاكية في أسمى مناسبات المسلم السنوية لإفساد روحانية لياليه ومغانمها ! يقول عليه الصلاة والسلام : [ جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته ، فاروا الله من أنفسكم خيرًا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ]( رواه الطبراني ) . فكيف ينقذ المسلمون شهرهم من عدوان المعتدين ، ويخلصونه من أدران هذا الغثاء والمصاب الجلل .؟ ، وكيف يحررون فيه أنفسهم من ربقة هذه العبودية المادية ليصفوا دينهم لله ؟ ! قال صلى الله عليه وسلم : [ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ]، وقال [ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ] . متفق عليه قال ذلك عليه الصلاة والسلام حيث بين مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام ، وقيام ليلة القدر ، والثمن مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته !! فأي سباق هذا ؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص ؟ سباق لا فائز فيه وحيد بجائزته الأولى !! ولا هموم معها ولا غموم ! ولا ضيق بعدها ولا شقاء وضياع فكم من حسير فقد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة !! أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهبًا بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع ، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية ، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة ، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم ، وفرص الأجر بين قراءة القراءن والاعتكاف وسائر العبادات فروضها ونوافلها ، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليلج الضعفاء السائرون المستدرجون لولوجها بالشهوات ! ! لم يعد رمضان موسمًا روحانيًا خالصًا يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم في سعيهم طيلة العام ، بل صار مضمارًا لسباق الشهوات !! وصار لذلك بحق ميدانًا للمجاهدة للنجاة وسط أمواج من الفتن المتلاطمة !! فمن يسعه - في غمرة هذه العوائق وما تكالبت به فتن الزمان لصد المسلمين - الظفر بجائزة الجهاد الرمضاني حين يهل هلال العيد أيذاناً برحيل الشهر الجليل ؟ ! ________________ مجلة الأسرة عدد رقم 66 |
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد. فقد صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال : [ للصائم دعوة لا ترد ] لماذا ؟ لأن الصائم منكسر القلب ضعيف النفس، ذل جموحه، وانكسر طموحه، واقترب من ربه، وأطاع مولاه، ترك الطعام والشراب خيفة من الملك الوهاب، كف عن الشهوات طاعة لرب الأرض والسموات، صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: [ الدعاء هو العبادة] فإذا رأيت العبد يكثر من الإلحاح في الدعاء فاعلم أنه قريب من الله، واثق من ربه . قال تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ﴿غافر: ٦٠﴾ لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه من جود كفك ما علمتني الطلبا صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من داع فأجيبه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ وشهر رمضان هو شهر الدعاء، وشهر الإجابة وشهر التوبة والقبول . فيا صائما قد جفت شفته من الصيام ، وظمئت كبده من الظمأ، وجاع بطنه،أكثر من الدعاء وكن ملحاحا في الطلب. |
قال نبينا صلى الله عليه وسلم (عمرة في رمضان تعدل حجة معي) رواه البخاري
أذا لم تعتمر فلماذا لاتكفل معتمر ولك مثل أجره وأنت مرتاح مأجور بإذن الله |
مع ابن تيمية في شهر الصيام د. عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف بسم الله الرحمن الرحيم لها أحاديث من ذكراك تشغلها --- عن الشراب وتلهيها عن الزاد ووُصِف ابن تيمية بالفراغ عن ملاذ النفس من الأكل والشرب، وحكي أن أمّه طبخت يوماً قرعاً مرّاً، فتركتها على حالها، فجاء ابن تيمية، وسأل: هل عندك أكل؟ فأخبرته أمّه بذاك القرع المرّ، فأكل وما أنكر شيئاً[2]. وقد جرّب ابن تيمية الحبس في رمضان وغيره، وعاش شهر رمضان خمس مرات في السجن[3]، وكان حبسه جَنّة وخلوة وأنساً بالله تعالى، بل كان كذلك في حق غيره من المحابيس، فقد كانوا مشتغلين بأنواع من اللعب يلتهون بها عما هم فيه، ونحو ذلك من تضييع الصلوات، فأنكر ابن تيمية عليهم ذلك أشد الإنكار، وأمرهم بملازمة الصلاة والتوجه إلى الله بالأعمال الصالحة، وعلّمهم من السنة ما يحتاجون إليه، ورغّبهم في أعمال الخير، حتى صار الحبس بما فيه من الاشتغال بالعلم والدين خيراً من الزوايا، والرُّبُط، والمدارس، وصار خلق من المحابيس إذا أُطلقوا يختارون الإقامة عنده في الحبس[4]. ولئن أمسك وصام ابن تيمية في الحبس، فإنه لم يمسك عن الجهاد فيه؛ فقد جاهد وناظر وقاتل، ومن ذلك أن خصومه شغبوا عليه، فعقد له القضاة مجلساً بمصر في رمضان سنة 705، ثم حبسوه، وكان يدعو لخصومه قائلاً: اللهم هب لهم نوراً يهتدون به إلى الحق. كما أنه جاهد التتار في رمضان سنة 702 هـ, حيث حرّض السلطان على القتال، وبشّره بالنصر، وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إنكم منصورون عليهم. فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله. فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً. وأفتى الناس بِالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضاً، وكان يدور على الأجناد فيأكل من شيء معه في يده، ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل[5]. وأما عند صلاته التراويح فقد كان يؤمّ الناس لصلاة التراويح فيعلوه عند القراءة خشوع ورقّة تأخذ بمجامع القلوب[6]. وأما عن تقريراته العلمية بشأن شهر الصيام وما يتعلق به، فهذا يطول جداً، وسأقتصر على طرف منها: قال - رحمه الله -: إعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من فطّر صائماً فله مثل أجره»[7]. وجانب الإحسان والإعانة للناس ظاهرٌ في سيرة ابن تيمية، حتى قال الحافظ الذهبي: «له محبُّون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء، ومن التجار والكبراء، وسائر العامة تحبه، لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً بلسانه وقلمه»[8]. قرر في عدة مواضع تمييز أهل الإسلام في صيامهم عن سائر أهل الملل[9]، وأما مخالفة أهل الكتاب وعدم موافقتهم فمقصودة لذاتها، ومن ذلك قوله: عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أَكلة السحر» أخرجه مسلم. وهذا يدلّ على أن الفصل بين العبادتين أمر مقصود للشارع، وقد صرّح بذلك فيما أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الدين ظاهراً ما عجّل الناس الفطر، لأن اليهود والنصارى يؤخرون»، وهذا نصٌّ في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر هو لأجل مخالفة اليهود والنصارى. وإذا كانت مخالفتهم سبباً لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد الشريعة[10]. فتأمّل كيف قرر بالأدلة أن مجانبة أهل الكتاب مقصودة لذاتها، وأن مخالفة أهل الجحيم في تعجيل الفطر سبب في ظهور الدين، بل إن مخالفتهم هي أعظم مقاصد الشريعة. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، فشهر رمضان له خصوصية بالقرآن، وقد احتفى ابن تيمية بالحديث عن دلائل القرآن، وأهمية فهمه، فقرر أن ألفاظ القرآن فيها من الحكم والمعاني ما لا تنقضي عجائبه[11]، وأن «القرآن قد دلّ على جميع المعاني التي تنازع الناس فيها، دقيقها وجليلها»[12]، وأن كل من كان للقرآن أفهم ولمعانيه أعرف كان أشد تعظيماً له، خلافاً للفخر الرازي في قوله إن الإنسان إذا وقف على المعنى سقط وقعه من القلب[13]. وقرر أن اليقين يحصل بأمور، وذكر منها: تدبر القرآن[14]، وأطال النَفَس في أن القرآن حافل بالدلائل العقلية خلافاً للمتكلمين الذين يزعمون أن أدلة القرآن خبرية فحسب[15]. كما نقض مذهب أهل التجهيل (التفويض) الذي يجعلون معاني الصفات الإلهية مجهولة، أو لا معنى لها، واستدل بالآيات التي تأمر بتدبر القرآن وعقله وفهمه، فآيات القرآن بما فيها آيات الصفات، تُعقل وتُفهم، وكما كان على ذلك السلف الصالح في القرون الثلاثة[16]. بل قال: «من أعظم أبواب الصدّ عن سبيل الله، وإطفاء نور الله، وإبطال رسالة الله: دعوى كون القرآن لا يفهم معناه، ولا طريق لنا إلى العلم بمعناه، ولهذا يسلك هذا الطريق من نَافَق من المتكلمة والمتفلسفة ونحوهم، فإنهم إذا انسدّ عليهم باب الرسالة والأخذ منها، رجع كل منهم إلى ما يوحيه الشيطان»[17]. ومن أروع إشراقات أبي العباس ابن تيمية بشأن الاحتفاء بالقرآن وتدبّره دون الإغراق في دقائق التجويد، وتحسين الصوت؛ قوله رحمه الله: «إن أرفع درجات القلوب فرحها التام بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وابتهاجها وسرورها، كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]، ففضل الله ورحمته: القرآن والإيمان، من فرح به فقد فرح بأعظم مفروح به، ومن فرح بغيره فقد ظلم نفسه ووضع الفرح في غير موضعه. ثم قال: وهو دائم التفكر في معانيه، والتدبر لألفاظه، واستغنائه بمعاني القرآن وحِكَمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن، فإن شهد له بالتزكية قبله، وإلا ردّه. إلى أن قال: ولا يجعل همته فيما حُجِب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن، إما بالوسوسة في خروج حروفه، وترقيقها، وتفخيمها، وإمالتها، والنطق بالمدّ الطويل والقصير والمتوسط، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه.. وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت[18]. وحكى أن الراسخين في العلم يذمّون من اقتصر في إعجاز القرآن على ما فيه من الإعجاز من جهة لفظه أو أسلوبه، ويهملون إعجاز معانيه[19]. والحاصل أن لابن تيمية تحقيقات عظيمة بشأن رمضان وتلاوة القرآن نفتقر إليها في هذه الأيام، فقد بيّن أن شرائع الإسلام – ومنها الصيام - لأجل تحقيق عبادة القلب لله وحده، ونيل مقاصد الآخرة من النعيم المقيم، والنظر إلى وجه الله الكريم، وليس لمجرد مصالح دنيوية عاجلة انهمك الكثيرون في إظهارها[20]. كما أن نَفَس التمايز والمفاصلة للكافرين في العبادات والعادات، لا يغيب عن تقريره وتأصيله. وكذا الاعتزاز والثقة بدلائل القرآن، وكفايته، والفرح به، والاحتفاء بتدبره وفهمه، وليس كما عليه بعض أهل الزمان من الوسوسة والتكلف في دقائق التجويد ومخارج الحروف، أو التصنع بتلحين القرآن، والولع بالمقامات، والمحسنات الصوتية. فاللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً، واجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا. |
٤ همسات لإمام التراويح إبراهيم اليوسفبسم الله الرحمن الرحيم الهمسة الأولى .. أنت مسؤول ! إلى أخي المبارك .. وإمامنا العزيز .. لقد تقدمت المسلمين ، وتحملت ثقل المصلين ، ترجو أن يجعلك الله إماماً للمتقين ، فما أهنأك وما أعظم أجرك إن أحسنت المسؤولية ، وقمت بالواجب ، فرب آية تخرج من قلبك قبل لسانك تعيد مذنباً ، أو تفرج هماً ، أو تهدي عاقاً، أو توصل رحما ، أو تدلُ حيرانا . الهمسة الثانية .. قبل التكبير ! أخي الفاضل .. قبل أن ترفع يديك لتكبر الله .. هل راجعت نيتك؟ وتجردت لربك؟! أقولها من قلب مشفق : أعانك الله على الأخلاص .. فليس من السهل -والله- أن تحقق الإخلاص وأنت خلف الصفوف كيف وأنت أمامهم !! وفي التراويح.. ربما تسعد بكثرة المصلين وتحزن لقلتهم؛ أليس كذلك ! انتبه واسأل نفسك مالسبب! إن كانت نيتك في كثرة من ينتفع ويستفيد فتنال الأجر فالحمدلله ، وإن كان غيرها فحاول أن تبحث عن إمامٍ بديلاً عنك فلا يزال رمضان في البداية. الهمسة الثالثة .. سهام الليل ! هل جهزت أسهمك؟ وسننت أسلحتك؟ أُخيَّ.. الدعاء.. الدعاء.. كم ينتظره المأمومين خلفك ، فهمومهم كثيرة ، وأمنياتهم عظيمة ! فيهم الشيخ الكبير ..! والطفل الصغير اليتيم ! والضعيف المظلوم ! والمديون المقهور ! والضال الحيران ! والتائب المسرور ! والمريض والمبتلى والمسحور و من أقلته الهموم ! واثقلته الذنوب ..! كلهم .. يتمنون منك أن لا تنساهم،، ينتظرون أن يكون دعائك حياً يخرج من القلب بانكسار وابتهال للملك العلام ، وما أجمل الدعاء إذا سار على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فلن تجد أبلغ وأجمع منه. الهمسة الرابعة .. الجسد الواحد ! لا أذكر منذ عقلت رمضان دخل كهذا الرمضان في حال المسلمين استضعافاً وفقراً وظلماً واعتقالاً وقهراً ، بالأمس فقط قتل أكثر من ٢٠٠ شخصاً في سوريا وحدها ! أسألك بالله أما تبكيك هذه الأحوال ؟! فلا أوصيك وأنت أحرص مني بالدعاء في هذه الليالي الفاضلة جعل الله هذا الشهر شهر نصر وعز وتمكين .. فلنزلزل عروش الظالمين بدعاء رب العالمين .. أخيراً .. أسأل الله لك الإخلاص والقبول ، وأن يكتب لك الأجر على حملك لهذه المسؤولية ،، جعلنا الله من الفائزين في رمضان وصلى الله وسلم على نبينا محمد .. |
نصائح العشرالاواخر من رمضان : (1) لا نوم في ليالي العشر: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها والصلاة. (2) أعن الأهل على العمل الصالح: ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة، وهذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر. قال سفيان الثوري: "أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك". (3) أكثر من الدعاء فيها: فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة بالدعاء فيها. قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟"، قال تقولين: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» [الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3119- خلاصة الدرجة: صحيح]. وكان سفيان الثوري يقول: الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة، و إذا كان يقرأ، وهو يدعو، ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق. فكثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً". (4) تطهير الظاهر والباطن: فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر، فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه. (5) ليلها كنهارها لا تغفل عن ذلك: فقد ذهب بعض السلف إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح. قال الإمام الشافعي: "استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها". وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره. (6) من أشرف العبادات التي تتقرب إلى الله بها في هذا الوقت "التبتل" أي الانقطاع إلى الله: قال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} [المزمل: 8-9] ففرِّغ قلبك له، فلا جدال، لا مناقشات، لا اختلاط فاحش، أغلق الهاتف، وانس همومك، ودع مشاغلك، عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه. (7) تحسس قلبك: راقب نيتك، فنية المرء خير من عمله، فاحتسب وتقرب. (8) تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك: فلا تدع بابًا للخير إلا طرقته، وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان. (9) عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار: قال بعضهم: "من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً". (10) قلل من كلامك: فأحصِ عدد كلماتك في اليوم والليلة فعليك بهذه الأمور، فعليك بالصمت، فمن صمت نجا. (11) تذكر هذا زمان السباق، فلا ترضَ بالخسارة والدون: قال أحدهم: لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان ذلك بكثير، فهل ترضى بهذا الحرمان، يفوز الناس بالمغفرة والرحمة والعتق وتضاعف أعمالهم، ويبغون الجنة، وأنت في مكانك كبلتك الخطايا"، لا.. لا يمكن أن ترضى، لذلك ستجتهد حتمًا بإذن الله. (12) أحسن الظن بالله: فلو فاتك شيء قم واستدرك لعلك تعوضه، فإنَّه يمنع الجود سوء الظن بالمعبود، ولو أحسنت الظن بالله ستحسنُ العمل، لأنك ستحبه حبًا عميقًا. اللهم نسألك حبَّك، وحبَّ من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبِّك. (13) لتكن لك عبادات في السر، لا يطلع عليها إلا الله، فهذا أدعى للإخلاص. (14) اجمع بين الكم والكيف: نريد أعمالًا ضخمة فذة كبيرة، لم تصنعها في عمرك، هذا العام ستقوم بها، نعم ستقوم بها، فهي علامة صدقك في طلب رضا الآخرة، وابتغائك ما عنده من الخير العميم، ولن ترضى عن نفسك حتى تصنع أقصى ما تستطيع، وبعدها ستقول: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. م/ن |
|
|
احرصوعلى طباعة هذه اللافتة وتعليقها
وأبشر بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله http://www.albetaqa.com/images/law7at/ramadan.jpg http://www.albetaqa.com/images/law7at/ramadan-quran.jpg |
الوعي الصحي في رمضان من خلال السنة المباركة م. عبد اللطيف البريجاويجاء الإسلام ليحفظ للناس خمسة أمور أساسية وهي التي تسمى بالضروريات الخمس وهي حفظ النفس وحفظ الدين وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال , وبذلك أعطى الإسلام حماية لكل فرد يدين به وتبنى أن يحافظ لكل فرد على هذه الضروريات الخمس. وفي رمضان قد يتصرف بعض الناس تصرفات مخالفة لروح الإسلام فيؤذون بذلك أنفسهم وهم لا يشعرون وخاصة ونحن نصوم في أيام شديدة الحرارة فلا بد من العناية الصحية لأجسادنا التي لم يغفل عنها الإسلام الذي اعتبر أن الجسد أمانة عند صاحبه لا بد له أن يعتني به ويحافظ عليه ولا يورده موارد الهلاك. وبتتع بعض الأفعال البسيطة التي وجه به النبي عليه الصلاة والسلام يمكن أن نصوم رمضان الكريم ونحن نتمتع بصحة جيدة عن شاء الله تعالى ومن هذه الأمور: • نحن نعرف أننا نصوم في يوم طويل نسبيا وتصل فترة الامتناع عن الطعام إلى أربعة عشر ساعة تقريبيا وهذا يحمل الجسد جهدا كبيرا, لكن قد يخطئ بعض الناس فيطيلون فترة امتناعهم عن الطعام والشراب إلى ساعات أكثر عندما يتناولون طعام السحور في وقت مبكر من الليل كالساعة الواحدة ليلاً فتطول عندهم فترة الصيام إلى سبعة عشر ساعة وبالتالي مزيد من الجهد ومزيد من الابتعاد عن السوائل ولو رجعنا إلى التوجيهات النبوية لوجدنا أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أخر السحور إلى قبيل أذان الفجر وقال : « تسحروا ففي السحور بركة» وبعض الناس أيضا يتأخرون في الإفطار وبالتالي يزيدون من إرهاق أجسادهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ». • وبعض الناس يتصفون بعقدة تعذيب النفس فيحاولون أن يجهدوا أنفسهم في رمضان زعما منهم أن الأجر يزداد بازدياد المشقة وهذا الكلام له تتمة ذلك أن الأجر يزداد بازدياد المشقة المعتبر التي لا غنى للإنسان عنها في عمله كالعامل الذي لا غنى له عن العمل في رمضان فيزداد أجره بمقدار مشقته وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا نذر أن يقف في الشمس عبادة لله فنهاه عن ذلك لأن الله غني أن يعذب أحد من البشر نفسه. وبالتالي فما ينبغي للصائم أن يزيد على نفسه المشقة بحجة انه يزداد بذلك أجره. • وقبيل الإفطار تنقص نسبة السكر في الدم ويبدأ الصائم بفقدان السيطرة على بعض تصرفاته نتيجة انخفاض نسبة السكر في الدم ولذلك جاء التوجيه النبوي الشريف بما يعيد للجسد وبشكل سريع نسبة السكر إلى حدها الطبيعي فأمر عليه الصلاة والسلام بتناول التمر عند الإفطار فإن لم يجد فتناول الماء الذي يعوض السوائل المفقودة في يوم الصيام فقال: «إذَا كَانَ أحَدُكم صَائِماً فَليُفطِرْ عَلَى التَّمرِ، فإن لم يَجِد التَّمرَ فَعَلَى المَاءِ فإنَّ المَاءَ طَهُورٌ» . لكن بعض الناس يخالفون هذه القاعدة ويبدؤون إفطارهم بالدسم أو الطعام الثقيل على المعدة مما يسبب لهم إرباكات معوية وهضمية كثيرة وبذلك نرى أن الإسلام جاء ليحافظ على أجسادنا من الهلاك ونحن بالتزامنا بتعليمات النبي عليه الصلاة والسلام نستطيع أن نصوم صياماً صحياً ونحافظ على أجسادنا التي هي أمانة في أعناقنا والحمد لله رب العالمين |
ودخلت العشر الأخيرة من رمضان راشد عبدالرحمن العسيريبسم الله الرحمن الرحيم ها هي أيام الشهر الفضيل تمضي بنا سريعاً نحو انقضاء ثلثه الثاني، فما أسرع مرور الأيام وتعاقب الأزمان، وإنها لآية للمعتبرين، وذكرى للذاكرين، وها هي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تتراءى في الأفق مئذنة برحيل شهر انتظرناه، فكم كنا بلهفة واشتياق لاستقباله والأُنس بأيامه ولياليه، عقدنا الآمال فيه لزيادة الطاعات والقربات، ومحو الذنوب والسيئات، فيا سعادة من فاز بالقرب من ربه بكثرة الطاعات والقربات، ويا خسارة من تعلق بحبل الآمال وترك شريف الأعمال، وانشغل بالملهيات عن خير الليالي والأيام. أيام عشرة أو أقل هي خاتمة هذا الشهر المبارك، فالضيف العزيز الذي طالما انتظرناه بدأ يلملم أيامه ولياليه استعداداً للرحيل، ولكن فضل الله عظيم، فما زال في ما بقي خير كثير لمن جدد النية وعقد العزم لاستغلال ما بقي من أيامه الغر ولياليه المباركات، فلعل هذه العشر الأخيرة من رمضان تشحذ الهمم وتسمو بالنفوس. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال وقرب وطاعات، ومن جملة هذه الأعمال الفاضلة في هذه العشر المباركة : - الاجتهاد بالطاعات والقربات: فقد كان من هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه يجتهد بالطاعات والقربات في هذه العشر ما لا يجتهده في غيرها من الأيام، فعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ))، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر أنه يحي ليله ويوقظ أهله لينالوا من رحمات الله وبركاته، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها: (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ)). - الاعتكاف في هذه العشر: كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال: )) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ ))، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يْعَتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ))، وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوماً. قال الإمام الزهري - رحمه الله- : "عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل". - تحري ليلة القدر: كان من هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الأخيرة من رمضان أنه يتحرى ليلة القدر، وهي أفضل ليالي العام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ ))، فيا سعادة من نال بركتها وحظي بخيرها، ويستحب الإكثار من الدعاء فيها، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ: (( قُولِى اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى)). فينبغي أن نعقد العزم في هذه الأيام والليالي المباركات لاستدراك ما فات، ولنستعد لها بأفضل القربات، ولنملئها بأنواع الطاعات، لنفوز بجنة عرضها الأرض والسماوات، وليكُن همنا في هذه العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارَك أن نُرِيَ الله منا خيراً، فالمحرومُ مَن حُرِم خيرها وبركتها، جعَلَنا الله ممَّن ينالون ثوابَها وأجرها. |
ليلة القدر 1. (ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر). (إنا أنزلناه في ليلة مباركة). قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع. رواه الطبري. 2. (فيها يفرق كل أمر حكيم) أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وغيره. 3. وأرجاها في أحد أوتار العشر الأواخر لحديث: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان. رواه البخاري. 4. من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. 5. علم النبي عليه السلام عائشة أن تقول ليلة القدر: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي وابن ماجه. 6. وقيامها في المسجد الحرام فيه فضيلة لحديث: موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود. رواه ابن حبان. وصححه الألباني. 7. ويستحب الاعتكاف في المساجد الثلاثة المعروفة. وأمر النبي عليه السلام عبدالله بن أنيس أن ينزل ليلة 23 فدخل عبدالله المسجد العصر ولم يخرج حتى صلى الصبح. 8. علاماتها: - صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها. رواه مسلم. - ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة. رواه ابن خزيمة. - وحسن الألباني حديثين رواهما أحمد: أنه لا يرمى فيها بنجم وأن الملائكة في الأرض أكثر من عدد الحصى. - ما يتناقله الناس من أقوال: كسجود الكواكب وانقلاب الأرض وانها ليلة مطر وريح ورعد ولا تنبح فيها الكلاب وغيرها ليس بصحيح ولم يثبت فيه شيء. م/ن |
الحمدلله الذي بلغنا واياكم هذا الشهر الفضيل
واسأله تعالى ان يعتق رقابنا فيه جميعا من النار ويوفقنا لقيام ليلة القدر |
اسال الله ان يبارك في جهودكم ويجعله في ميزان حسناتكم
|
في بيان ما يُشرع في ختام الشهر الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، جعل لكل موجود في هذه الدنيا زوالا ولكل مقيم انتقالا، ليعتبر بذلك أهل الايمان، فيبادروا بالأعمال ماداموا في زمن الإمهال، ولا يغتروا بطول الآمال، وصلى الله على نبينا محمد وأصحابه خير صحب وآل، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد: وصلى الله على نبينا محمد.عباد الله تفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام، واعلموا أنها تنقص بمرورها أعماركم، وتطوى بها صحائف أعمالكم، فبادروا بالتوبة والأعمال الصالحة قبل انقضاء الفرصة السانحة. عباد الله: كنتم بالأمس القريب تستقبلون شهر رمضان المبارك، واليوم تودعونه مرتحلا عنكم بما أودعتموه، شاهدا عليكم بما عملتموه، فهنيئا لمن كان شاهدا له عند الله بالخير، شافعا له بدخول الجنة والعتق من النار وويل لمن كان شاهدا عليه بسوء صنيعه، شاكيا إلى ربه من تفريطه فيه وتضييعه، فودعوا شهر رمضان والقيام بخير ختام، فإن الأعمال بالخواتيم، فمن كان مُحسنا في شهره فعليه الإتمام، ومن كان مسيئا فعليه بالتوبة والعمل الصالح فيما بقي له من الأيام فربما لا يعود عليه رمضان بعد هذا العام، فاختموه بخير واستمروا على مواصلة الأعمال الصالحة التي كنتم تؤدونها فيه في بقية الشهور، فإن رب الشهور واحد، وهو مطلع عليكم وشاهد، وقد أمركم بطاعته مدى الحياة، ومن كان يعبد شهر رمضان فإن شهر رمضان قد انقضى وفات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت فليستمر على عبادته في جميع الأوقات، فإن بعض الناس يتعبدون في شهر رمضان خاصة، فيحافظون فيه على الصلوات في المساجد ويُكثرون من تلاوة القرآن ويتصدقون من أموالهم، فإذا انتهى رمضان تكاسلوا عن الطاعة، وربما تركوا الجمعة والجماعة فهدّموا ما بنوه، ونقضوا ما أبرموه وكأنهم يظنون أن اجتهادهم في رمضان يكفر عنهم ما يجري منهم في السنة من القبائح و الموبقات، وترك الواجبات وفعل المحرمات، ولم يعلموا أن تكفير رمضان وغيره للسيئات مقيد باجتناب الكبائر والموبقات، قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} [النساء 31]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"[أخرجه مسلم 233/ 16]. وأي كبيرة عدا الشرك أعظم من إضاعة الصلاة، وقد صارت إضاعتها عادة مألوفة عند بعض الناس. إن اجتهاد هؤلاء في رمضان لا ينفعهم شيئا عند الله إذا هم أتبعوه بالمعاصي من ترك الواجبات وفعل المحرمات. قد سئل بعض السلف عن قوم يجتهدون في شهر رمضان، فإذا انقضى ضيعوا وأساءوا، فقال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، نعم لأن من عرف الله خافه في كل الزمان. وبعض الناس قد يصوم رمضان ويصلي فيه ويُظهر الخير ويترك المعاصي لا إيمانا واحتسابا، وإنما يفعل ذلك من باب المجاملة والمجاراة للمجتمع، لأنه يعتبر هذا من التقاليد الاجتماعية، وهذا هو النفاق الأكبر فإن المنافقين كانوا يراءون الناس فيما يتظاهرون به من العبادة. وهذا يعتبر شهر رمضان سجنا زمنيا ينتظر انقضاءه لينقض على المعاصي والمحرمات، يفرح بانقضاء رمضان لأجل الإفراج عنه من سجنه. روى ابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ويكتب وزره وشقاءه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يُعد فيه القوت والنفقة لعبادة الله، ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن" الحديث [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه رقم 1884، وأحمد في المسند 2 / 524، والبيهقي في سننه الكبرى 4 / 304 وشعب الايمان 7 / 214 ـ 215 رقم 3335]. والمؤمن يفرح بانتهاء الشهر لأنه استعمله في العبادة والطاعة فهو يرجو أجره وفضائله، والمنافق يفرح بانتهاء الشهر لينطلق إلى المعاصي والشهوات التي كان مسجونا عنها في رمضان، ولذلك فإن المؤمن يتبع شهر رمضان بالاستغفار والتكبير والعبادة. والمنافق يتبعه بالمعاصي واللهو وحفلات الغناء والمعازف والطبول فرحا بفراقه، فاتقوا الله عباد الله وودعوا شهركم بالتوبة والاستغفار. م/ن |
الحياء لا يأتي إلا بخير
الحياء خلق الإسلام , وقرين الإيمان , ومفتاح كل خير , وهو من أعظم الأخلاق التي تنأى بالعبد عن الرذائل , وتحجزه عن الوقوع في سفاسف الأمور , كما أنه من أقوى البواعث على الفضائل , وطلب معالي الأمور , ومن الأحاديث الجامعة التي تحث على هذا الخلق العظيم , وتبين منزلته وآثاره , حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري. فهذه الوصية العظيمة بالحياء , مما أثر عن الأنبياء المتقدمين , وتوارثه الناس عنهم , وتداولوه فيما بينهم قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل , حتى وصلت إلى هذه الأمة . وقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) قال بعض العلماء : إنه أمر جاء على سبيل التهديد والوعيد , فيكون المعنى إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت , فإنه سيجازيك ويحاسبك عليه , كقوله تعالى : { اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } (فصلت 40) . ويحتمل أن يكون على سبيل الإخبار , ويكون المعنى أنك إذا فقدت الحياء فستفعل ما يحلو لك , ولن يكون هناك ما يمنعك من فعل القبائح بعد ضياع الحياء . وحقيقة الحياء أنه خلق يبعث على ترك القبائح , ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق , وهو مما ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات , لكي لا ينساق وراء دواعي الشهوة , ونوازع الهوى , التي تدعوه إلى الوقوع فيما يُسْتَقْبَح , فإن البهائم هي التي تهجم على ما تشتهي دون حياء أو روِيَّة , ولذلك فإن بين اقتراف الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم وارتباط وثيق , وكل منهما يدعو إلى الآخر , فإذا قل حياء المرء لم يبال بما اقترف من ذنوب , ومن عقوبات الذنوب نزع الحياء وقلته . والحياء نوعان : النوع الأول : حياء جِبِلِّيّ فطري : وهو ما كان فطرة وجبلة في الإنسان , وهو من أعظم النعم التي يمن الله بها على من يشاء من عباده , لأنه لا يأتي إلا بالخير للعبد , فإن بعض الناس قد يكف عن القبائح والمعاصي ابتداءً لما فطر عليه من الحياء , ومنه قوله عليه الصلاة والسلام لأشجِّ بني عصر : ( إن فيك خُلَّتين يحبهما الله عز وجل , قلت : ما هما ؟ قال : الحلم والحياء , قلت : أقديما كانتا فيَّ أم حديثا ؟ قال : بل قديما , قلت : الحمد لله الذي جبلني على خُلَّتين يحبهما الله عز وجل ) رواه أحمد . النوع الثاني : حياء مكتسب : وهو من أعلى خصال الإيمان , ودرجات الإحسان , وهو الذي يمنع المؤمن من ارتكاب المعاصي خوفا من الله عز وجل , وهو الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حسن رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( استحيوا من الله حق الحياء , قلنا : يا رسول الله , إنا نستحيي والحمد لله , قال ليس ذاك , ولكن الاستحياء من الله حق الحياء , أن تحفظ الرأس وما وعى , والبطن وما حوى , ولتذكر الموت والبلى , ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا , فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) . وإذا فقد العبد الحياء بنوعيه لم يبق له ما يمنعه من الوقوع في القبائح المعاصي , قال مالك بن دينار رحمه الله : "ما عاقب الله تعالى قلبا بأشد من أن يسلب منه الحياء " . ومما يبعث على الحياء , ترادف نعم الله على العبد , وتوالي إحسانه إليه , فإن الكريم لا يقابل الإحسان بالإساءة , ولو تفكر العبد في نعم الله عليه لمنعه ذلك من عصيانه حياء منه , يقول الجنيد رحمه الله : " الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء " , وإذا كان الواحد منا يستحيي ممن صنع إليه معروفا أن يقابله بالنكران والإساءة , فكيف لا يستحيي من ربه واهب النعم التي لا تحصى , وفي ذلك يقول القائل : هــب الـبعث لم تأتـنا رُسْله وجـاحمة النار لم تُضرَمِ أليس من الواجب المستحق حياء العباد من المنعم ؟! والحياء منه الممدوح ومنه المذموم , وإنما يُعْرَفُ ذلك بثمرته , فإذا دعاك إلى الخير فهو المحمود , وإذا دعاك إلى غير ذلك , فهو العجز والخور والضعف والمهانة , وهو من خداع الشيطان وتلبيسه , كالحياء الذي يترتب عليه كتمان الحق , أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , أو القعود عن طلب العلم والدعوة إلى الله , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياء من العذارء في خِدْرها , ومع ذلك لم يمنعه حياؤه من القيام بتكاليف الدين والدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خير قيام . بذلك تكون هذه الوصية بالحياء قد جمعت الخير من أطرافه , فعلى المسلم أن يفهم معنى الحياء الشرعي , وأن يجعله خلقا وسلوكا في حياته , وإن كان قد جُبِل عليه فليحمد الله على هذه النعمة , وإن لم يكن فيه فليحرص على اكتسابه وتحصيله./ م/ن موقع مقالات اسلام ويب |
فضل ختم القران الكريم في شهر رمضان
1-عند ختم القران لك دعوة لاترد 2-يرزقك الله بتلاوته نور فى الوجة وانشراحا فى الصدر 3-شفيع يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم(اقرؤوا القران فانه ياتى يوم القيامة شفيعا لاصحابه) 4-نور فى القبر 5-وكلنانعلم ان بقراءة كل حرف حسنة والحسنة بعشر امثالها وهذا بالايام العاديةاما بشهر رمضان فيضاعف الله الاجر ليس بعشر مرات بل سبعين مرة فإن نفس عمل الصائم يضاعف في رمضان , كما في حديث سلمان المرفوع وفيه : منتقرب فيه بخصلة من خصال الخير , كان كمن أدى فريضة فيما سواه , ومن أدىفيه فريضة , كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه فيجتمع للعبد في رمضانمضاعفة العمل ومضاعفة الجزاء عليه اخواني واخواتي اذا كان عدد حروف القرآن هو [ 321250 حرفا ] فعند مضاعفة اجر كل حرف بسبعين مرة فنجد انا الاجر المكتسب عند قراءة القران كاملا في رمضان يكون 22487500 حسنة كل ذلك عند قراءة ختمة واحدة في رمضان فما بالكم اذا قام الشخص بقراءة اكتر من ختمة دمتم بخير |
الساعة الآن 5:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab