[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:

الهوس بالأحلام

بداية أعترف بأني قد استعرت العنوان من أحد الأسئلة الواردة لي، ولكني كنت عاقدا العزم على الكتابة عن هذه الظاهرة بعد وجود الكثير من الأدلة والكثير من الشواهد لدي بأهمية الحديث عنها.

يوجد بعض الحالات التي رصدتها في موقعي الشخصي بالشبكة من بعض المشتركين أو المشتركات، أو رصدتها في الرسائل المرسلة لي من جمهور المشاهدين لبرنامجي على قناة mbc سابقا، أو برنامجي الحالي على قناة الراية....فالبعض ممن يراسلون البرنامج أجد منهم تعلقا كبيرا بالأحلام أيا كان نوعها وأيا كانت ظروف ولادتها _ لو صحت العبارة مني _ وإن كان لهم بعض العذر في جهلهم بمثل هذا التصور عن الأحلام – من حيث المنشأ - .

قد يقول قائل لي بأن وجود برنامج لتعبير الأحلام، أو وجود موقع يعنى بتعبيرها سبب من أسباب تنامي مثل هذه الظاهرة لدى مثل هؤلاء، ولكن هذا القول مردود على أصحابه بأهمية نشر العلم وتبيينه وكشف خباياه وخفاياه للناس، وهب أن الناس لم يجدوا مرجعا مأمونا لهم في الجواب على مثل هذه الأسئلة فلمن سيتوجهون؟ ثم نقول أيضا وما ذنب من ليس لديهم هذه الظاهرة؛ فهل يحرمون ويحاسبون بجريرة غيرهم؟

الهوس بالأحلام قد يكون أحيانا بسبب عام يسيطر على أمة أو طائفة، وهنا وبرأيي فلا يمكن لنا لوم هؤلاء، فالسبب هنا عام وقوي، والأحلام هذه حال اتحادها موضوعا وزمنا قد يكون بها بشائر وأطواق نجاة لأصحابها المعنيين بها، أو للباحثين عن الخلاص من الأزمة.
خذ مثالا قصة الطفلة ابتهال تلك الفتاة المخطوفة، وكم آلمنا جميعا ظروف اختطافها وآلمنا جميعا فاجعة أهلها، وانظر لكثرة الرؤى التي رآها الكثيرون فيها، وكم أذكر ولا زلت من يتصل بي ملحا على سماعه ويقول بوجود أمر مهم جدا ومصيري وسيفيد أهل الطفلة ابتهال.
وخذ مثلا آخر بما أفرزته لنا سحابة الأسهم التي أرجو ان تكون ولت بشرها فالكثيرون جدا صارت الأسهم لهم بابا للثراء والبعض صارت سببا عليهم بالشقاء، وما زلت ولا يمكن ان أنس كثرة الاتصالات التي تسأل عن الأحلام بالسهم الفلاني والتحذير من السهم العلاني، وكم كنت أحيانا يتردد علي بالموقع أو غيره من قنوات الاتصال العشرات من الأحلام ومن ناس معينين يسألون كل يوم عن حلم جديد.
قس على هؤلاء فئات كثيرة يبحثون عن طوق النجاة من خلال ما يرونه من أحلام كالمطلقات والمعلقات وأهل المرضى والمساجين ............الخ .

لن أجعل في هذه القوائم السابقة المعذورة نوعا ما، فئة تعلقت بالأحلام وتبحث عن أي حلم تراه ولو كان قديما جدا، أو يبحثون عن حلم عابر من هنا أو هناك للسؤال عنه، ولو كان حلمهم الملح هذا لصديقة جارة خالتهم على سبيل المثال ولعلك تكتشف قوة الحلم من فحصك لقوة العلاقة بين الحالمة وقاص الحلم أيا كان جنسه!!
لنتساءل ولنفكر بصوت مسموع عن أسباب هذه الظاهرة، فنقول:

1/ وجود اعتقاد شائع لدى البعض بأن من رأى رؤية بعد صلاة الاستخارة فهي رؤيا صادقة، ولذا فترى هذه الفئة تصدر بعض أسئلتها بقولهم بعد أن صليت الاستخارة رأيت كذا وكذا، ولن نغلق الباب جميعه على عدم صحة ما رئي بعد الاستخارة، ولكن أقول بأنه ليس كل ما رآه المرء بعد الاستخارة سيكون بالضرورة صحيحا، فقد يوجد ما هو تفكير فقط وليس إلا.
2/ وجود مفهوم شائع لدى البعض بأن الرؤيا حال رؤيتها بإنسان من طرف إنسان آخر فهي صادقة حتما، وهذا أيضا قد لا يكون صحيحا، فقد تكون الرؤيا هذه تخص صاحبها وقد لا تكون صادقة بل تفكير فقط.
3/ وجود بعض المعبرين الذين يضخمون الأمور ويحملونها أكثر مما تحتمله ويقبلون كل حلم ومن أي إنسان مما يشيع هذه الظاهرة ويجعلها بادية للعيان.
4/ اعتقاد فئة كبيرة من بعض المهمومين أو المرضى بصدق ما رأوه، فتراهم يكثرون من عرض رؤاهم وتكرار عرضها في أكثر من موقع وعلى أكثر من مفسر، وهذا يمكن حله من قبل الجهات المستقبلة للرؤى بالبيان والتوضيح لهؤلاء بحجم خطأهم.
5/ عدم اقتناع البعض من السائلين بتعبير من عبر لهم، فتراهم يكررون عرض رؤاهم على أكثر من معبر وفي أكثر من مكان، وهذا حله التنوير وإشاعة فقه الرؤيا على الناس.
6/ وجود طائفة من الناس من الخاملين ومن العاجزين والمتواكلين، ممن يبحث عن الغنى والثراء والعمل من خلال أحلامه فقط، وهذه الفئة يقعد لها الشيطان كل مرصد ويصور لهم تقاعسهم وقعودهم حسنا بتصويرها حسنة بأحلامهم التي هو منشؤها.

وختاما فلعل من العلاج لمثل هؤلاء بعامة هو نشر المعلومة الصحيحة لهم، ونشر ثقافة فقه الرؤيا الصحيحة والمستمدة من النصوص الأصيلة من القرآن الكريم وصحيح السنة، والمستمدة أيضا من نظريات علم النفس الصحيحة والأصيلة.

يمكن الاستفادة من المقالة بشرط الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضة للعقاب الدنيوي والأخروي.

[الزاهرة]

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه المعلومات القيمة وإن شاء الله أنها بوابة لعلاج من يعانون من هذه الظاهرة .. ويحكمون عقلهم قبل البحث عن تعبير أي رؤيا أو الاهتمام المفرط بها ..

[a7bs.dmoo3y]

جزاك الله خير ياشيخنا الفاضل

في اعتاقدي من يكرر رؤيته ليس بالضرورة يريد مايعجبه يمكن يكون فضول ماذا سيقول هذا المعبر او ذلك هذا من وجهة نظري

[غنيمه]

مقاله مهمه جدا ...................................فالهوس بالرؤيا ؛قد يصل لحد الادمان واعترف انني عانيت من هذا الادمان كثيرا وكان هذا في فتره من حياتي كنت محبطه واشعر بالفراغ الشديد حتى اني كنت اعبر الاحلام لنفسي وفقا لامنياتي وتكون معانيها مختلفه تماما ؛ واعتقد ان الحل لهذا يكون بمحاوله الانسان ان يكون اكثر ايجابيه ويحاول ان يشغل نفسه بامور ايجابيه مما يستطيع تحقيقه ويترك ما لا يستطيع تحقيقه على ا لله " يتخذ الاسباب ويتوكل على الله ويدعو ولكن لا يجلس في انتظار الفرج بل يعمل ويتحرك لكي لا يقتله الانتظار

[سمو الذآت]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7bs.dmoo3y جزاك الله خير ياشيخنا الفاضل في اعتاقدي من يكرر رؤيته ليس بالضرورة يريد مايعجبه يمكن يكون فضول ماذا سيقول هذا المعبر او ذلك هذا من وجهة نظري

او ربما عدم اقتناعه بتعبير المعبر ... او ان المعبر عبرها على وجه العموم و الراي يريد شي من التفصيل وجُزيتم الجنان ~

[مها]

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل معلومة مفيدة جدا بارك الله لك بعلمك ونفع بك .

[ابوسريع]

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على المعلومة وهي حقا موحودة .

[؛؛رونالاااا؛؛]

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[demah2016]

موضوع رائع انتظرته منذ زمن


بارك الله فيك وبارك في مسعاك

[حفيدة حمد]

جزاكم الله خير دكتورنا القدير
على تبيين الموقف الصحيح والمفترض بين المغالاة والمجافاة في هذا الجانب ,
كما ذكرتم يخشى ان توثر شدة التعلق بالرؤى على توكل البعض او ايمانه , فتكون افكاره سبب في استجلاب ما يرغب او بما تحدثه نفسه, او رؤية ما يحزنه من الشيطان
فتصرفه الاحلام و تبعده عن واقعه و السعي من أجل مصلحته ..او لا يعد قادرا على تقبله.
و قد أرشدنا عليه الصلاة والسلام الى تصنيف ما يرى في المنام.
تحيتي وتقديري.