عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 26  ]
قديم 2014-07-02, 11:09 PM
الآم و امال
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 186714
تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2013
عدد المشاركات : 1,303

غير متواجد
 
افتراضي
المعنى : أنه ابتداء إنزاله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجماً في أوقات مختلفة من سائر الأوقات. على حسب الاحداث والنوازل
فالقرآن -على الأصح- كما يقول*السيوطي**نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجماً في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة.*
ومعنى نزوله منجماً أنه نزل مفرقاً أي لم ينزل دفعة واحدة، وإنما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجزءاً حسب الوقائع والأحداث، والعرب تقول للمفرق: منجَماً.*

الاية : :وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَة[الفرقان:32].
قال*السيوطي**يعنون كما أنزل على من قبله من الرسل. فأجابهم الله بقوله "كذلك" أي أنزلناه كذلك مفرقاً "لنثبت به فؤادك" أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب، وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم كثرة نزول الملك إليه، وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز؟، فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة.*انتهى
ومن فوائد إنزاله منجماً تسهيل حفظه، ولأن منه الناسخ والمنسوخ، ولأن فيه جواب من يسأل عن أمور ووقا

الحكم والأسرار في تنجيم القرآن:

لتنجيم نزول القرآن الكريم أسرار عدة وحكم كثيرة نستطيع أن نجملها في أربع حكم رئيسة:

الحكمة الأولى:

*تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه وذلك من وجوه خمسة:

الوجه الأول: أن في تجدد الوحي وتكرار نزول الملك به من جانب الحق إلى رسوله سروراً يملأ قلب الرسول وغبطة تشرح صدره، وكلاهما يتجدد عليه بسبب ما يشعر به من هذه العناية الإلهية وتعهد مولاه إياه في كل نوبة من نوبات هذا النزول.

الوجه الثاني: أن في التنجيم تيسيراً عليه من الله في حفظه وفهمه ومعرفة أحكامه وحكمه، وذلك مطمئن له على وعي ما يوحى إليه حفظاً وفهماً وحكماً، كما أن فيه تقوية لنفسه الشريفة على ضبط ذلك كله.

الوجه الثالث: أن في كل نوبة من نوبات هذا النزول المنجم معجزة جديدة غالباً حيث تحداهم كل مرة أن يأتوا بمثل نوبة من نوب التنزيل فظهر عجزهم عن المعارضة، ولا شك أن المعجزة تشد أزره وترهف عزمه باعتبارها مؤيدة له ولحزبه، خاذلة لأعدائه ولخصمه.

الوجه الرابع: أن في تأييد حقه ودحض باطل عدوه المرة بعد الأخرى، تكراراً للذة فوزه بالحق والصواب، وشهوده لضحايا الباطل في كل مهبط للوحي والكتاب، وإن كل ذلك إلا مشجع للنفس مقوٍ للقلب والفؤاد، والفرق بين هذا الوجه والذي قبله هو الفرق بين الشيء وأثره، أو الملزوم ولازمه، فالمعجزة من حيث إنها قوة للرسول ومؤيدة له مطمئنة له ومثبتة لفؤاده بقطع النظر عن أثر انتصاره وهزيمة خصمه بها.

الوجه الخامس: تعهد الله إياه عند اشتداد الخصام بينه وبين أعدائه بما يهون عليه هذه الشدائد، ولا ريب أن تلك الشدائد كانت تحدث في أوقات متعددة فلا جرم كانت التسلية تحدث هي الأخرى في مرات متكافئة، فكلما أحرجه خصمه سلاه ربه.

وتجيء تلك التسلية تارة عن طريق قصص الأنبياء والمرسلين التي لها في القرآن عرض طويل، وفيها يقول الله تعالى:*{وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (120) سورة هود.

وتارة تجيء التسلية عن طريق وعد الله لرسوله بالنصر والتأييد والحفظ كما في قوله سبحانه في سورة*الطور: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} (48) سورة الطور، وطورا تأتيه التسلية عن طريق إبعاد أعدائه وإنذارهم نحو قوله تعالى في سورة القمر:*{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (45) سورة القمر، وطورا آخر ترد التسلية في صورة الأمر الصريح بالصبر نحو قوله جل شأنه في سورة الأحقاف:*{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (35) سورة الأحقاف. وغير ذلك من الأمثلة.

ويمكن أن تندرج هذه الحكمة بوجوهها الخمسة تحت قول الله في بيان الحكمة من تنجيم القرآن:*{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (32) سورة الفرقان.

الحكمة الثانية:

التدرج في تربية هذه الأمة الناشئة علماً وعملاً، وينضوي تحت هذا الإجمال أمور خمسة أيضاً:

أولها:*تيسير حفظ القرآن على الأمة العربية وهي كما علمت كانت أمة أمية، وأدوات الكتابة لم تكن ميسورة لدى الكاتبين منهم على ندرتهم وكانت مشتغلة بمصالحها المعاشية وبالدفاع عن دينها الجديد بالحديد.

ثانيها:*تسهيل فهمه عليهم، كذلك، مثل ما سبق في توجيه التيسير في حفظه.

ثالثها: التمهيد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة وعباداتهم الفاسدة وعاداتهم المرذولة، وذلك بأن يروضوا على هذا التخلي شيئاً فشيئاً بسبب نزول القرآن عليهم كذلك شيئاً فشيئاً، فكلما نجح الإسلام معهم في هدم باطل انتقل بهم إلى هدم آخر.

رابعها:*التمهيد لكمال تحليهم بالعقائد الحقة والعبادات الصحيحة والأخلاق الفاضلة.

خامسها:*تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين بسبب ما كان يقصه القرآن عليهم الفينة بعد الفينة، والحين بعد الحين من قصص الأنبياء والمرسلين وما كان لهم ولأتباعهم مع الأعداء والمخالفين وما وعد الله به عباده الصالحين من النصر والأجر والتأييد والتمكين.

الحكمة الثالثة:

مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها، فكلما جد منهم جديد نزل من القرآن ما يناسبه وفصل الله لهم من أحكامه ما يوافقه وتنتظم هذه الحكمة أموراً أربعة:

أولها:*إجابة السائلين على أسئلتهم عندما يوجهونها إلى الرسول.

ولا ريب أن تلك الأسئلة كانت ترفع إلى النبي في أوقات مختلفة وعلى نوبات متعددة حاكية أنهم سألوا ولا يزالون يسألون، فلا بدع أن ينزل الجواب عليها كذلك في أوقاتها المختلفة ونوباتها المتعددة.

*ثانيها:*مجاراة الأقضية والوقائع في حينها ببيان حكم الله فيها عند حدوثها ووقوعها، ومعلوم أن تلك الأقضية والوقائع لم تقع جملة بل وقعت تفصيلاً وتدريجاً، فلا مناص إذن من فصل الله فيها بنزول القرآن على طبقها تفصيلاً وتدريجاً.

ثالثها:*لفت أنظار المسلمين إلى تصحيح أغلاطهم التي يخطئون فيها، وإرشادهم إلى شاكلة الصواب في الوقت نفسه، ولا ريب أن تلك الأغلاط كانت في أزمان متفرقة فمن الحكمة أن يكون القرآن النازل في إصلاحها متكافئاً معها في زمانها.

رابعها:*كشف حال أعداء الله المنافقين، وهتك أستارهم وسرائرهم للنبي والمسلمين كيما يأخذوا منهم حذرهم فيأمنوا شرهم، وحتى يتوب من شاء منهم. ويمكن أن تندرج هذه الحكمة الثالثة بمضامينها الأربعة في قول الله تعالى في تلك الآية من سورة الفرقان:*{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان.

*

*

الحكمة الرابعة:

الإرشاد إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده، وأنه لا يمكن أن يكون كلام محمد، ولا كلام مخلوق سواه، وبيان ذلك أن القرآن الكريم تقرؤه من أوله إلى آخره فإذا هو محكم السرد، دقيق السبك، متين الأسلوب، قوي الاتصال، آخذ بعضه برقاب بعض في سوره وآياته وجمله، يجري دم الإعجاز فيه كله من ألفه إلى يائه كأنه سبيكة واحدة، ولا يكاد يوجد بين أجزائه تفكك ولا تخاذل كأنه حلقة مفرغة أو كأنه سمط وحيد وعقد فريد، يأخذ بالأبصار، نظمت حروفه وكلماته، ونسقت جمله وآياته، وجاء آخره مساوقاً لأوله، وبدا أوله مواتياً لآخره، وهنا نتساءل كيف اتسق للقرآن هذا التأليف المعجز؟ وكيف استقام له هذا التناسق المدهش على حين أنه يتنزل جملة واحدة؟ بل تنزل آحاداً مفرقة تفرق الوقائع والحوادث في أكثر من عشرين عاماً؟

الجواب: أننا نلمح هنا سراً جديداً من أسرار الإعجاز، ونشهد سمة فذة من سمات الربوبية، ونقرأ دليلاً ساطعاً على مصدر القرآن، وأنه كلام الواحد الديان*{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء،*وإلا فحدثني بربك كيف تستطيع أنت، أم كيف يستطيع الخلق جميعاً أن يأتوا بكتاب محكم الاتصال والترابط، متين النسج والسرد، متآلف البدايات والنهايات مع خضوعه في التأليف لعوامل خارجة عن مقدور البشر، وهي وقائع الزمن وأحداثه التي يجيء كل جزء من أجزاء هذا الكتاب تبعاً لها، ومتحدثاً عنها سبباً بعد سبب، وداعية إثر داعية مع اختلاف ما بين هذه الدواعي، وتغاير ما بين تلك الأسباب، ومع تراخي زمان هذا التأليف وتطاول آماد هذه النجوم إلى أكثر من عشرين عاماًَ.

لا ريب أن هذا الانفصال الزماني وذاك الاختلاف الملحوظ بين هاتيك الدواعي يستلزمان في مجرى العادة التفكك والانحلال ولا يدعان مجالا للارتباط والاتصال بين نجوم هذا الكلام، أما القرآن الكريم فقد خرق العادة في هذه الناحية أيضا نزل مفرقا منجما ولكنه تم مترابطا محكما، وتفرقت نجومه تفرق الأسباب ولكن اجتمع نظمه اجتماع شمل الأحباب، ولم يتكامل نزوله إلا بعد عشرين عاما ولكن تكامل انسجامه بداية وختاماً.


توقيع الآم و امال
يارب اعذني من السخط على قدرك ومن الاعتراض على امرك
اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر
انا لله وانا اليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
ﻻ حول وﻻ قوة اﻻ بالله
ﻻ اله اﻻ انت سبحانك اني كنت من الظالمين




اسألك يا إلهنا بانك انت الله الذي لا اله الا هو الوآحد الاحد الصمد
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد ..
اللهم اجعل جرحى واسرى وقتلى ومرضى المسلمين في الفردوس الأعلى بغير حساب ولا عذاب ..